الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1403 - 22 شعبان 1441هـ - الموافق 16 نيسان 2020م

فضل قضاء حوائج الناس

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

فضل قضاء حوائج الناس

الصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

رسم الدّين الإسلاميّ منهجاً متكاملاً لشكل العلاقات، التي ينبغي أن يكون عليها الناس في هذه الحياة الدنيا، ومن أبرز معالم هذا المنهج هو خدمة الناس وقضاء حوائجهم، وذلك على أساس التعاون الذي أمر به الله -سبحانه- في كتابه الكريم: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى﴾[1].

وقد ألقى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مسؤوليّة الشعور بالآخرين والاهتمام لأمرهم، على كلّ مسلم، فعنه (صلّى الله عليه وآله): «من أصبح لا يهتمّ بأُمور المسلمين، فليس بمسلم»[2].

فضل قضاء حوائج الناس
لو أردنا ذكر جميع ما ورد في فضل قضاء حوائج الناس لضاق بنا المقام، ولكن نختصر في ما يأتي:

1. إنّه أحبّ الأعمال إلى الله -تعالى-
عن الإمام الصادق، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «سُئِل رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: اتّباع سرور المسلم، قيل: يا رسول الله، وما اتّباع سرور المسلم؟ قال: شبعة جوعه، وتنفيس كربته، وقضاء دينه»[3].

2. ثوابه الجنة
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «أوحى الله -عزّ وجلّ- إلى داوود: إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنّتي، فقال داوود: يا ربِّ، وما تلك الحسنة؟ قال: يُدخِل على عبدي المؤمن سروراً، ولو بتمرة، فقال داوود (عليه السلام): حقٌّ لمن عرفك ألّا يقطع رجاءَه منك»[4]

3. رحمة من الله
إنّ أشكال الرحمة الإلهيّة التي يرحم الله بها عباده متعدّدة ومختلفة، قد تكون توبة، قد تكون نجاحاً، قد تكون رزقاً، وكذلك قد تكون توفيقاً لعمل خير يُقدِم عليه الإنسان، فينال بذلك رضا الله -سبحانه-. ومن ذلك، التوفيق لقضاء حوائج الناس، عن إسماعيل بن عمّار الصيرفي، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): جُعلت فداك! المؤمن رحمة على المؤمن؟ قال: «نعم»، قلت: وكيف ذاك؟ قال (عليه السلام): «أيّما مؤمن أتى أخاه في حاجة، فإنّما ذلك رحمة من الله ساقها إليه وسبّبها له، فإن قضى حاجته كان قد قبِل الرحمة بقبولها، وإن ردّه عن حاجته، وهو يقدر على قضائها، فإنّما ردّ عن نفسه رحمة من الله -عزّ وجلّ- ساقها إليه وسبّبها له...»[5].

تعدّد أشكال قضاء الحوائج
نلاحظ أنّ قضاء حوائج الناس لا يقتصر على تقديم المال فحسب، إنّما يشمل كلّ ما يكون سبباً في تنفيس كربة، أو إدخال سرور على قلوب الآخرين. وعليه، قد لا يستطيع المرء تقديم معونة ماليّة وما شاكل، إلّا أنّه قادر على تقديم خدمة ما، مهما كانت، فتكون بذلك أمراً محبَّباً إلى الله -تعالى-.

مدّ يد العون في أيام البلاء
إنّ أهميّة مد يد العون تشتدّ في أيام البلاء، كالأيّام التي نمرّ بها، حيث ترك الكثيرون أشغالهم ومكاسب أرزاقهم، ما يجعل الذين أغناهم الله من فضله ونعمه، تحت مسؤوليّة أكبر من الأيّام العاديّة.

اليقين بالعوض
ولا بدّ لمن يمدّ يد العون للآخرين، من أن يكون على يقين بأنّ ما يقدّمه لا يذهب عند الله هدراً وعبثاً، قال -سبحانه-: ﴿إنّ الله لا يضيع أجر المحسنين﴾[6].
وقال: ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[7].
فلا ريب بعد هذا، أنّ ما يقوم به الإنسان من أعمال الخير، سيرجع إليه بالنفع، سواء أكان في الحياة الدّنيا أم في الآخرة.

العطاء حسن ظنٍّ بالله
والعطاء إنّما يبتني على حسن الظنّ بالله، وبأنّه -سبحانه- لا يُضيع أجر المحسنين؛ ولذلك نجد من يُحسِن الظنّ بالله، يبادر إلى فعل الخير وقضاء حوائج الناس بكلِّ يقين واندفاع، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة»[8].
أمّا الذي يسيء الظنّ بالله، ويُعدّ ذلك لا نفع له، فإنّه يتردّد ويبخل في تقديم المعونة والعطاء.


[1]  سورة المائدة، الآية 2.
[2]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص163.
[3]  الحميريّ، قرب الإسناد، ص145.
[4]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص189.
[5]  المصدر نفسه، ج2، ص193.
[6]  سورة التوبة، الآية 120.
[7]  سورة البقرة، الآية 110.
[8]  نهج البلاغة، ج4، ص34.

15-04-2020 | 18-15 د | 981 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net