الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1430 – 05 ربيع الأول 1442 هـ - الموافق 22 تشرين الأول 2020م

من حياة الإمام العسكريّ (عليه السلام)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

من حياة الإمام العسكريّ (عليه السلام)


الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

نعزّي صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)، والإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، والأمّة الإسلاميّة جمعاء، بشهادة الإمام أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ (عليه السلام).

أيّها الأحبّة،
إنّ الحديثَ عن الإمام العسكريّ (عليه السلام) له جوانب متعدّدة، لما تختزنه حياته -مع قصرها- من مواقف أخلاقيّة وسياسيّة وعقائديّة في آنٍ معاً، حتّى كان موئلَ المريدين المؤمنين، الذين أرادوا أن يستقوا من مَعين أخلاقِه وحسن أدبِه، ما يقوِّمون به أنفسَهم وعلاقتَهم بالله -سبحانه-.

حتّى أنّ الإمامَ، وبفضل شخصيّته الجاذبة، التي تتحلّى بأنبل الصفات الأخلاقيّة والآداب الحسنة، استطاع أن يجذب قلوبَ الناس نحوه، ويستميلَ أتباع السلطة إليه، فوالاه الكثير منهم، بل لم يستطع أعداؤه وخصومه أن ينفوا فضلَه في ذلك، ومن ذلك ما رُوي عن عبيد الله بن خاقان، أنّه قال فيه: «لو زالت الإمامةُ عن خلفاء بني العباس ما استحقّها أحدٌ من بني هاشم غير هذا، وإنّ هذا ليستحقّها في فضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه...»[1].

وممّا ورد في جميل صفاته، ما رُوي عن الشاكريّ: «كان يجلس في المحراب ويسجد، فأنام وأنتبه وأنام وهو ساجد، وكان قليلَ الأكل؛ كان يحضره التين والعنب والخوخ وما شاكله، فيأكل منه الواحدة والثنتين، ويقول: شل هذا يا محمّد إلى صبيانك، فأقول هذا كلّه؟ فيقول: خذه ما رأيت قط أسدى منه»[2].

وكذلك، نبوغ فكره وعلمه، والذي استطاع من خلاله أن يناهض الشبهات التي طرحها بعضهم آنذاك، كإسحاق الكنديّ الذي كان معروفاً بالفلسفة، حيث كان يريد طرح كتاب له، يدّعي فيه أنّ القرآنَ يناقض بعضُه بعضًا، فأرسل إليه رسالة عبر أحد أصحابه، فنّد له فيه مزاعمَه، ما أدّى إلى تراجعه عن هذا الرأي والكتاب.

وكان (عليه السلام) -أيضاً- موئلَ المستضعفين الذين عاشوا تحت وطأة ظلم المستبدّين من الحكّام العبّاسيّين، ليكون لهم مرشداً في النهوض في وجه الظالم، وعدم الرضوخ له.

عايش الإمام العسكريّ (عليه السلام) ظروفاً سياسيّة خطيرة ودقيقة للغاية، كان عنوانها الظلم الذي أبداه العبّاسيون، بحقّ كلّ المعارضين لهم والذين يقفون بوجههم أو لا يلتزمون بأوامرهم، فنكّلوا بهم بشتّى أنواع التنكيل، مستخدمين كلّ الوسائل والأساليب الوحشيّة، بغية ردعهم والحفاظ على عروشهم.

وكان عنوانُها الآخر، والذي يخصّ الإمام نفسه (عليه السلام)، الملاحقةَ الدائمةَ له من قبلهم، فكانوا يضيّقون عليه، ويسجنونه بين مدّة وأخرى، ويعمدون إلى بثّ الجواسيس والعيون، بغية حصاره وعدم انتشار أفكاره وآرائه، بل حاول المتعاقبون على الحكم منهم قتله والقضاء عليه، فلم يفلحوا، إلّا على يد المعتمد العبّاسيّ، الذي دسّ إليه السمّ، فاستشهد (عليه السلام) مسموماً في الثامن ربيع الأوّل عام 260 للهجرة، في سامرّاء.

التمهيد لغيبة القائم (عجّل الله فرجه الشريف)
كان من بين المحطّات التاريخيّة في حياة الإمام العسكريّ (عليه السلام)، أنّه عمل على التمهيد لغيبة قائم آل محمّد (عجّل الله فرجه الشريف)، في الوقت الذي لم تكن القاعدة الموالية معتادة على غياب الإمام والحجّة من بينهم، فقام بالابتعاد عن بيئته، بشكل متقطّع ولفترات معيّنة، وكان يعيّن الوكلاء ليكونوا صلة الوصل بينه وبين شيعته.

وهكذا، أثبت في نفوس الموالين، فكرة غياب المعصوم عنهم، وفي الوقت نفسه، ابتعد عن أعين العبّاسيّين، الذين كانوا يلاحقون الإمام، ويقومون بالمداهمات المستمرّة لمنزله، بغية القضاء على مولوده، فقد كانوا على معرفة تامّة، بأنّ الإمام الثاني عشر الذي ينتظره الشيعة، إنّما هو من صلب أبي محمّد العسكريّ (عليه السلام)، وذلك طبقاً للروايات التي تنقل إليهم من طرقهم.

زيارة قبره الشريف
تستحبّ زيارة قبر الإمام العسكريّ (عليه السلام) كباقي الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، وهو القائل: «قبري بسرّ من رأى أمانٌ لأهل الجانبين[3]»[4].

«أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحُسن الجوار، فبهذا جاء محمّد (صلّى الله عليه وآله). صلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزَهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقَهم؛ فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسن خلقه مع النّاس، قيل: هذا شيعيّ، فيسرّني ذلك»[5].


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج1، ص504.
[2] الشيخ الطوسيّ، الغيبة، ص217.
[3] يُقصَد بالجانبين الموالون والمعادون.
[4] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج99، ص59.
[5] المصدر نفسه، ج 75، ص372.

22-10-2020 | 11-49 د | 1064 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net