الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 874- 9 ربيع أول 1431هـ الموافق 23 شباط 2010م
بناء قوّة الأمة وتحصينها من خلال الوحدة الإسلاميّ

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- قيمة الوحدة وفوائدها.
- الأمة الواحدة مصدر القوة الأمة.
- ثقافة الوحدة تحصّن الأمة.

الهدف:
 التعرّف على قيمة الوحدة الإسلامية وأثرها في قوة الأمة وتحصينها.

تصدير الموضوع:
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ 1.وورد عن رسول الله أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالحمى والسهر" 2.

1- قيمة الوحدة
لقد حرص الإسلام في نظرته إلى الإنسانية على تثبيت قواعد الوحدة بين أفراد الإنسانية جمعاء، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا 3، وحتى الاختلاف الشكلي أو الظاهري الموجود لجهة اللون أو اللغة ونحوها فهو آية من آيات الله لها حكمتها وفلسفتها الخاصة، قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِلْعَالِمِينَ 4.

ولهذا يمكن القول إن البعد الجغرافي القسري الذي تفرضه طبيعة الأرض والمساحات أو المسافات، لا تلغي أو تحرّف مبدأ التلاقي الإنساني بين جميع بني البشر، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ َذكرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ5، فمبدأ التعارف القرآني هذا يلغي المسافات ويقرّب القلوب، ويفرض على الجميع نوعاً من الإلفة والمحبة والتعاون والإيثار وهي أهم ركائز الوحدة المرجوّة.

2- فوائد الوحدة
إن فوائد الوحدة أو الاتحاد، و مضار التفرق والتمزّق والتشرذم، أشبه بالبديهيات الفطرية عند جميع العقلاء، وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذين المبدأين في العديد من الآيات الكريمة، مضافاً إلى السنة المتواترة القولية والفعلية من أجل تأصيل هذا الركن في المجتمع الإسلامي. قال الله سبحانه: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 6. وقال عزّ وجلّ ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ 7.

3- ذم ثقافة التعصّب
(التعصّب) من مادّة (عَصَبَ) وهي في الأصل بمعنى الخيوط العصبية والعضلية الّتي تربط بين مفاصل العظام والعضلات، ثمّ استُعملت هذه الكلمة ليُراد بها كلّ نوع من الارتباط الشديد الفكري والعملي والّذي يستبطن غالباً معنىً ومفهوماً سلبياً، وإن الأضرار والخسائر الكثيرة المترتبة على هذه الرذيلة قد سوّدت صفحات التاريخ البشري وواجه الأنبياء والرسل بسببها مشاكل كثيرة في طريق هداية الناس إلى الله والحقّ وسُفكت بسببها الكثير من الدماء، ولهذا ورد الردع عن التخلّق بهذه الصفة،، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةً مِنْ خَرْدَل مِنْ عَصَبِيَّة بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أعراب الْجَاهِلِيَّةِ" 8.

4- الأمّة الواحدة مصدر قوّة الأمة وتحصينها
من التعاليم القرآنية الأساسيّة السعي إلى الوحدة والحذر من الفرقة قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا 9. وقد ذمّ الفرقة وخاطب النبي’ بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ10. وإنّ تشكيل أمّة إسلاميّة واحدة من الآمال الدينيّة الإسلاميّة الكبرى، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ 11.
وعليه ينبغي على المسلمين وعلى الدولة الإسلاميّة السعي في تنظيم السياسة الداخليّة والخارجيّة لخدمة هذا الهدف، والعمل على إيجاد روح الأخوّة والحذر من الوقوع في الأعمال الموجبة للتفرقة والاختلاف، إنّ إستراتيجية وحدة الأمّة الإسلاميّة هي جزء من ثقافة التشيّع التي ترى ضرورة التحضير للحكومة العالميّة الموحدة بقيادة إمام العصر والزمان.

5- ثقافة الوحدة تحصّن الأمة
تؤكّد النصوص الإسلامية على العديد من المفاهيم والقيم التي تساهم في تكريس ثقافة الوحدة التي تحصّن المجتمع والأمة منها:
أ- المسؤولية تكليف عام: جعل الإسلام كل مسلم مسؤولاً في بيئته الاجتماعية، يمارس دوره الاجتماعي من موقعه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"12. ودع صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاهتمام بأمور المسلمين ومشاركتهم في آمالهم وآلامهم، فقال: "من أصبح لا يهتم بأُمور المسلمين فليس بمسلم"13.

وقد وضع الإسلام منهاجاً متكاملاً في العلاقات قائماً على أساس مراعاة حقوق أفراد المجتمع فرداً فرداً وجماعة جماعة، وتتمثل هذه الحقوق العامّة في الالتزام بالأوامر الإلهية فالتقيد بهذا الأمر الإلهي يعصم الإنسان من التقصير في حقوق المجتمع، ويدفعه للعمل الجاد الدؤوب لتحقيق حقوق الآخرين وأداء مسؤوليته على أحسن وجه أراده الله تعالى منه.

ب- واجبات المجتمع الوحدوي: أكدّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام على التآزر والتعاون والتواصل والتحابب ليكون الود والوئام والسلام هو الحاكم في العلاقات الاجتماعية بين الفرد والمجتمع وبين الأفراد أنفسهم،ويبرز ذلك في العديد من الروايات منها:

- المداراة والرفق، قال صلى الله عليه وآله وسلم: " مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش" 14.
-ادخال السرور على المؤمنين: قال صلى الله عليه وآله وسلم: " إنّ أحبّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ إدخال السرور على المؤمنين " 15.
- صدق الحديث وأداء الأمانة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أقربكم مني غداً في الموقف أصدقكم للحديث، وآداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقاً، وأقربكم من الناس" 16.
- النهي عن إشاعة الفاحشة: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ 17.
- النهي عن الغيبة والنميمة: في الحديث: "إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل قد يزني ويتوب، ويتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه"18. وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن النمّام يعذب في قبره. وأخبر أن النمام لا يدخل الجنة يوم القيامة، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يدخل الجنة نمّام" 19.

ج- عدم الخضوع للشيطان: يودّ الشيطان إيقاع العداء والتشاحن بين المسلمين، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء 20 وقال الإمام الصادق (عليه السلام): "لا يزالُ إبليس فرحاً ما اهتجر المُسلمانِ فإذا التقيا اصطكّت رُكبتاهُ وتَخلّعت أوصاله ونادى يا ويله ما لقي من الثُّبور"21.

د- إصلاح ذات البين: وقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 22، وقد أولت الأحاديث موضوع الإصلاح بين الناس أو إصلاح ذات البين أهمية فائقة، إلى حد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يجز التهاجر بين مسلم وآخر أكثر من ثلاثة أيام. فقال صلى الله عليه وآله وسلم "ولا هجر فوق ثلاثٍ" 23 , وقد استوجب المتهاجران لعنة الله تعالى.


1-المؤمنون: 53.
2-المحجة البيضاء 3: 357.
3-النساء: 1.
4-الروم: 22.
5-الحجرات: 13.
6-آل عمران: 103.
7-الأنفال: 46.
8-أصول الكافي، ج 2 ص 308 (باب العصبيّة).
9-آل عمران:103.
10-الأنعام:159.
11-الأنبياء:92.
12-جامع الاخبار: 327.
13-الكافي 2: 163.
14- الكافي 2: 117.
15-الكافي 2: 189.
16-تحف العقول: 32.
17-النور:19.
18-وسائل الشيعة،ج12، ص284، باب تحريم اغتياب المؤمن.
19-م.ن،،ج9، ص139، باب تحريم الطعن في المؤمن.
20-المائدة:91.
21-الكافي، ج2،ص346،باب قطيعة الرحم.
22-الحجرات: 10.
23-تاريخ بغداد، ج5،ص365.

11-03-2010 | 19-25 د | 3716 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net