الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 862- 14 ذي الحجة 1430هـ الموافق 1 كانون أول 2009م
قصة الغدير

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسيّة:
- عيد الله الأكبر ويوم الولاية الأعظم.
- تفاصيل قصة الغدير.
- تذكير المسلمين بأصول دينهم.

الهدف:
 التعرف على قصة حادثة الغدير، وأهدافها العقائدية.

تصدير الموضوع:

قال رسول الله : "يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً" 1.

1 - عيد الله الأكبر ويوم الولاية الاعظم
عبّرت آثارنا الإسلامية عن يوم الغدير بتعابير من قبيل "عيد الله الأكبر"، و"يوم العهد"، و"يوم الميثاق المأخوذ" وهو ما يعكس وجود اهتمام خاص بهذا اليوم الشريف، وأهم ما يميّز هذه التعابير ويشكّل العمدة والمضمون الحقيقي لقضية الغدير هو الولاية، فقد ورد في الكافي... عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال: "نعم يا حسن، أعظمهما وأشرفهما. قلت: وأي يوم هو ؟ قال: يوم نصّب أمير المؤمنين عليه السلام علماً للناس، قلت: جعلت فداك، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه ؟ قال: تصوم يا حسن، وتكثر الصلاة على محمد وآله، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم.2" وقد أشار الإمام الخامنئي إلى هذا المعنى في حديثه عن قضية الغدير، حيث قال: "إن الروح الحقيقية للغدير تتمثّل بحكم الولاية الإلهية وسلطة العدل الإلهي والفضيلة..". فإن تنصيب أمير المؤمنين عليه السلام الذي تم بأمر من الباري تعالى وعلى يد النبي الأكرم ، كان وميضاً وإشعاعاً للولاية الإلهية المقدسة وناتجاً عن بلورة الوجود الإلهي في كيان أمير المؤمنين عليه السلام .

2- فعل رسول الله وقوله حجة
لحياة رسول الله في كل لحظاتها أهميّة خاصة عند المسلمين، فالرسول لا ينطق عن الهوى، و كلامه هو كلام الوحي، قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى 3، وفعله وتقريره حجة على المسلمين كافة، ومن الأحداث المهمة التي جمع فيها النبي بين الفعل والقول في تبليغ الناس هي واقعة الغدير، وما أقلّ الحوادث في تاريخ الإسلام التي يتفق المسلمون عليها التي تساوي واقعة الغدير من جهة السند والمضمون، والتأكّد من صحّتها بين جميع علماء المسلمين حيث تواتر نقلها في مصادر المسلمين المختلفة 4.

1- حجة الوداع: أجمع رسول الله الخروج إلى الحج في السنة العاشرة من الهجرة، بأمرٍ من الله، و أعلن أمام الناس عن قصده للحج هذا العام 5، وأذّن في الناس بذلك، حتى أرسل رسلاً إلى المناطق الأخرى لكي يخبروا الناس بأن النبي قد قصد لآخر حجة، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك، التي أطلق عليها حجة الوداع، وحجة الإسلام، وحجة البلاغ، وحجة الكمال، وحجة التمام، ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى أن توفّاه الله، فخرج الرسول من المدينة مغتسلاً مترجّلاً، وكان يوم السبت 24 أو 25 من ذي القعدة، وقد رافقه أهل بيته و عامّة المهاجرين و الأنصار وعدد كبير من الناس6، وقد اجتمعوا حوله، وقيل بأنه خرج معه بين 70,000 إلى 120,000 من الناس ، وإن كان الذين حجّوا معه في هذه الحجة أكثر من ذلك، كالمقيمين بمكة والذين أتوا من بلدان أخرى.

و كان الإمام علي عليه السلام حينها في اليمن يقوم بالتبليغ ونشر التعاليم السماوية، وبعد أن علم بأمر رسول الله قصد إلى مكة مع جمع من اليمنيين ليلتحقوا بالرسول قبل بدء المناسك7 . لبس الرسول لباس الإحرام مع أصحابه في ميقات ذي الحليفة (مسجد الشجرة) ومن ثمّ بدأوا بمناسك الحج، كان الرسول قد علّم الناس مناسك الحج من قبل عن طريق الوحي، ولكن في هذه المرة عمل بهذه المناسك و في كل موقف وضّح لهم جزئياتها وتكلّم حول تكاليفهم الشرعية.

2- بلّغ ما أنزل إليك من ربك: بعد انتهاء المناسك، و انصراف النبي راجعاً إلى المدينة ومعه من كان من الجمع المذكور، وصل منطقة غدير خم 8 عند منتصف الطريق يوم الخميس 18 من ذي الحجة، وقبل أن يتشعّب المصريون و العراقيون و الشاميون، نزل إليه جبرائيل عن الله بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ9 أمر الله رسوله أن يبلّغ الناس بما أنزل في علي من قبل. وقد كانوا قريباً من الجحفة، فأمر رسول الله أن يرد من تقدّم و يحبس من تأخّر عنهم 10.

3- صلاة الظهر وخطبة الغدير: أمر النبي أصحابه أن يهيّئوا له مكاناً تحت الأشجار و يقطعوا الأشواك ويجمعوا الأحجار من تحتها، في ذالك الوقت، نودي إلى فريضة الظهر فصلاها في تلك الحرارة الشديدة مع الجماعة الغفيرة التي كانت حاضرة 11، ومن شدّة الحرارة كان الناس يضعون رداءهم على رؤوسهم (من شدة الشمس)، والبعض تحت أقدامهم من شدة الرمضاء12 ، وليحموا الرسول من حرارة الشمس وضعوا ثوباً على شجرة سمرة كي يظللّوه، فلمّا انصرف من صلاته، قام خطيباً بين الناس على أقتاب الإبل و أسمع الجميع كلامه، وكان بعض الناس يكررون كلامه حتى يسمعه الجميع.

فبدأ بخطبته قائلاً: "الحمد لله و نستعينه و نؤمن به، و نتوكّل عليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، و لامضل لمن هدى، وأشهد أن لا اله إلا الله، و أن محمداً عبده و رسوله – أما بعد-: أيها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير وأني أوشك أن أدعى فأجيب و إني مسؤول و أنتم مسئولون فماذا أنتم قائلون (حول دعوتي)؟، قال الحاضرون: نشهد أنك قد بلّغت و نصحت و جهدت فجزاك الله خيراً 13.

4- تذكير المسلمين بأصول دينهم: ثم قال رسول الله: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده و رسوله، وأن جنّته حق و ناره حق و أن الموت حق و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور؟ قال: أللهم اشهد، ثم أخذ الناس شهوداً على ما يقول ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟" قالوا: نعم يا رسول الله ، قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون عليَّ الحوض، و إن عرضه ما بين صنعاء (مدينة في اليمن) و بصرى (قصبة قريبة من الشام) فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلّفوني في الثقلين، فنادى مناد: "وما الثقلان يا رسول الله؟14"
قال الرسول: "الثقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد الله عز وجل، وطرف بأيديكم فتمسّكوا }إن التزمتم به وتمتّعتم من هدايته{ لاتضلوا، و الآخر الأصغر عترتي، و إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 15 فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، و لاتقصروا عنهما فتهلكوا".

5- من كنت مولاه فعلي مولاه: ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى يراه الناس كلهم 16 فسأل الرسول الحضور "أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟، فأجابوا: "نعم يا رسول الله" 17.
فقال: "إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم"، ثم قال: "فمن كنت مولاه فعلي مولاه" يقولها ثلاث مرات، ثم قال "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؛ وانصر من نصره و اخذل من خذله " ثم خاطب الناس: "يا أيها الناس، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب "18.

6- اليوم أكملت لكم دينكم: ولمّا تفرّقوا نزل جبرائيل بقوله من الله ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَم فلما نزلت هذه الآية قال النبي: الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضي الرب برسالتي ولولاية علي من بعدي19 .

7- بخٍ بخٍ لك يا علي:
ثم طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين عليه السلام ، وممن هنّأه في مقدّم الصحابة، أبو بكر وعمر، وقال عمر: "بخٍ بخٍ لك يا بن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة "20.


1-الغدير، العلامة الأميني، ج1، ص283.
2-المصدر نفسه.
3- النجم: 3و4
4-يراجع موسوعة الغدير للعلامة الأميني، ج1
5-تاريـخ الإسلام، الذهـبي، عدد المغازي، ص701 السيرة الحلـبية، ج 3، ص 308الإرشاد،الشيخ المفيد ص 91.
6-تذكرة خواص الامه، ص 30 – السـيرة الحلـبـية، ج 3، ص 308 – الاحتجاج، الطبرسي، ج 1، ص 56 (يذكر الطبرسي تعداد المرافقين لرسول الله 70,000 أو أكثر).
7-صحـيح البخاري، ج 2، باب 81، حديث 2، الصـفحة 159، البـداية و الـنهـاية، ج 5، ص 227 –الإرشاد، ص 92 – إعلام الورى، ص 138.
8-وفيات الأعيان، ابن خلكان ( ج 5، ص 231 )، والغدير في اللغة مسيل ينزل منه الماء، وغدير خم مكان يجتمع فيه ماء المطر ويبعد 3-4 كيلومترات عن الجحفة.
9-المائدة:67.
10-خصائص النسائي، صفحة 25.
11-مسند أحمد، ج 4، ص 372 –البداية و النهاية، ج 4، ص 385.
12-الإرشاد، ص 94 و 93 – أعلام الوری، ص 139 (و كان يوما قائظا شديد الحر...، إن اكثرهم ليلف ردائه تحت قدميه من شدة الرمضاء) – كشف الغمة، ج 1، ص 48.
13-الخصال، ج 1، ص 66 – كشف الغمة، ج 1، ص 49 و 48.
14-مجمع الزوائد، ج 9، ص 104 و 163.
15-مستدرك الصحيحين، ج 3، ص 109 (مع الاختلاف في اللفظ ) صحيح مسلم، المجلد 7، باب فضائل علی بن أبي طالب، ص 123.
16- شواهد التنزيل، ج 1، ص 190 ( حتی رئی بياض إبطيه ) – خصائص النسائي، ص 21 ( انه ما كان فی الدوحات احد إلا رآه بعينه و سمعه بأذنه).
17-صحـيح ابن ماجة باب فـضائـل أصحاب رسـول الله، باب فـضائل علي بن ابي طالب، ج 1 ص 43، ( الحديث رقم 116) – مـسنــد احمـد، ج 4، ص 281 و.
18-الكافي، ج 1، صفحة 289 – كشف الغمة، ج 1، ص 50.
19-شواهد التنزيل ج 1 ص 158 و157 – مناقب الخوارزمي، صفحة 80 - كمال الدين، ج 1، ص 277 .
20-مسند أحمد، ج 4، ص 281 – تاريخ الإسلام الذهبي، قسم عهد الخلفاء، صفحة 633 ( أصبحت و أمسيت مولی كل مؤمن و مؤمنة ) – ابن الاثير في النهاية، ج 5، ص 228 – تاريخ بغداد، ج 8، ص290 ( بخ بخ يابن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولا كل مسلم ) – البداية و النهاية، ج 7، ص386 ( هنيئاً لك يابن ابي طالب، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن ) –كنزالعمال، ج 13، ص 134 ( هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت و أمسيت مولی كل مؤمن و مؤمنة ).

12-03-2010 | 15-40 د | 3965 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net