الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 860- 29 ذي القعدة 1430هـ الموافق 17 تشرين تاني 2009م
الحج رحلة إلى الله (مفهومه، آدابه ومعارفه

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- مفهوم الحج وحكمه وآدابه.
- هكذا نستعد للحج.
- معارف الحج وفلسفته.

الهدف:
 التعرف على مفهوم الحج وآدابه ومعارفه.

تصدير الموضوع:

عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنهُ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام: "حُجُّوا وَاعْتَمِرُوا تَصِحَّ أَبْدَانُكُمْ، وَتَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ، وَتُكْفَوْنَ مَئُونَاتِ عِيَالِكُمْ، وَقَالَ: الْحَاجُّ مَغْفُورٌ لَهُ وَمَوْجُوبٌ لَهُ الْجَنَّةُ وَمُسْتَأْنَفٌ لَهُ الْعَمَلُ، وَمَحْفُوظٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ"1.

أولاً: مفهوم الحج وحكمه
 الحجّ شريعة من شرائع اللَّه عزّ وجلّ، والمقصود به في الشريعة الإسلامية، قصدُ بيت اللَّه الحرام والمشاعر المقدّسة لأداء أعمال‏مخصوصة هناك في برهة زمنية معيّنة.

حكم الحجّ:
ينقسم الحجّ إلى واجب ومستحبّ، وينقسم الواجب منه إلى ثلاثة أقسام هي كالتالي:

1- حِجّة الإسلام. وهي التي تجب مرّة واحدة في العمر على من اجتمعت فيه شرائط وجوب الحجّ.
2- ما يُوجبه الإنسان على نفسه بالنذر أو العهد أو القسم.
3- ما يجب على الإنسان حين يؤجر نفسه للحجّ نيابة عن غيره. وما سوى هذه الأقسام مستحبّ.

أقسام الحجّ:
ينقسم الحج من حيث الكيفيّة إلى ثلاثة أقسام كالتالي:

1- حجّ التمتّع. وتجب‏ على من فرضه حجّ التمتّع أن يأتي بالعمرة قبل الحجّ في نفس السنة...
2- حجّ الإفراد. وهو فرض أهل مكّة،ولايجب فيه الهدي.
3- حجّ القِران. وهو أيضاً فرض أهل مكّة ومن جاورها، إلّا أنّه يسوق فيه الهدي (الذبيحة) معه.

ثانياً: من آداب الحج
 ينبغي لمن يتشرّف بزيارة بيت الله الحرام أن يراعي الآداب الآتية:

1- أن يكرّر النَّظَرِ إِلَى الْكَعْبَةِ: للنظر إلى الكعبة العديد من الآثار الدنيوية والأخروية منها:
فقد ورد أنه عبادة: "عَنْ زُرَارَةَ قَالَ كُنْتُ قَاعِداً إِلَى جَنْبِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَهُوَ محتب مُسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةِ فَقَالَ:"أَمَا إِنَّ النَّظَرَ إِلَيْهَا عِبَادَة....2، و أنه يهدم الذنوب ويغفرها: عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام: "قَالَ إِنَّ لِلْكَعْبَةِ لَلَحْظَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ يُغْفَرُ لِمَنْ طَافَ بِهَا أَوْ حَنَّ قَلْبُهُ إِلَيْهَا أَوْ حَبَسَهُ عَنْهَا عُذْرٌ"3.

وعن أَبِي عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلاَم قَالَ : "مَنْ نَظَرَ إِلَى الْكَعْبَةِ لَمْ يَزَلْ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ وَتُمْحَى عَنْهُ سَيِّئَةٌ حَتَّى يَنْصَرِفَ بِبَصَرِهِ عَنْهَ"4.

2- أن يستلم الحجر الأسود ويقبّله: والعلة في استلام الحجر ووضع اليد عليه، يعدّ نوعاً من العهد والبيعة مع سيدنا إبراهيم; لمحاربة مظاهر الشرك وعبادة الأوثان بأنواعها كافة، يقول الإمام الصادق عليه السلام وقل عند استلامك الحجر: "أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدتُه لِتَشْهَد لي بالموافاة"5

3- أن يسأل الله حاجته: "عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَال:َ الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ الله إِنْ سَأَلُوهُ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَإِنْ شَفَعُوا شَفَّعَهُمْ وَإِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ وَيُعَوَّضُونَ بِالدِّرْهَمِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ"6.

4- تلاوة القرآن: تلاوة القرآن الكريم في الديار التي نزل فيها القرآن، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من ختم القرآن بمكة لم يمت...حتى يرى منزله في الجنة"7.

5- المكث في المسجدين الشريفين ً: والاشتغال بالذكر والتلاوة والدعاء وإقامة الصلوات والتعارف مع سائر المسلمين من أعظم الأعمال التي لا ينبغي التهاون فيها أبداً.

6- إحياء يوم عرفة: وهو عيد من الأعياد العظيمة وإن لم يسمّ عيداً، وهو يوم دعا الله عباده فيه إلى طاعته وعبادته، وبسط لهم موائد إحسانه وجوده، والشّيطان فيه ذليل حقير طريد... روي أن الإمام زين العابدين عليه السلام سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل النّاس فقال له:ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم وهو يوم يرجى فيه للأجنة في الأرحام أن يعمّها فضل الله تعالى فتسعد، ولهذا اليوم عدّة أعمال:

- الغُسل.
- زيارة الحسين عليه السلام، فانّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها، والاحاديث في كثرة فضل زيارته عليه السلام في هذا اليوم متواترة، ومن وفّق فيه لزيارته عليه السلام والحضور تحت قبّته المقدّسة فهو لا يقلّ أجراً عمّن حضَرَ عَرفات.
- الصوم: قال الكفعمي في المصباح:يستحبّ صوم يوم عرفة لمن لا يضعف عن الدعاء.

7- إحياء يوم عيد الأضحى: يوم عيد الأضحى وهو يوم ذو شرافة بالغة وأعماله عديدة:

- الغُسل وهو سنّة مؤكّدة في هذا اليوم وقد أوجبه بعض العلماء.
- أداء صلاة العيد كما وصفناها في عيد الفطر ولكن يستحبّ أن يؤخّر في هذا اليوم الإفطار عن الصّلاة كما يستحبّ أن يفطر على لحم الاضحية.
- قراءة دعاء النّدبة، التّضحية وهي سنّة مؤكّدة.

هكذا نستعد للحجّ‏:
الآن وقد ذكرت الحجّ وعقدت العزم على تلبية دعوة اللَّه سبحانه إلى بيته، فإنّ عليك الأمور التالية:

1- طهِّر أموالك من حقوق الناس عليك، وردّ إلى من تعرف منهم أنّ له عليك حقّاً ما يستحقّه، فإن لم تكن تعرفه فتصدّق عنه بما في ذمّتك له.
2- ثمّ انظر هل في ذمّتك من حقوق اللَّه شي‏ء (زكاة أو خمساً أو نذراً) فأدِّ حقوق اللَّه لمستحقّيها قبل أن تزور بيته، وتبتغي‏مرضاته، وترجو توبتك منه.
3- وابحث عن أفضل الرفاق للسفر، فانتخب أحسنهم خلقاً، وأتمّهم فقهاً، وأتقاهم عملاً.
4- ثمّ تفقّه في أحكام الحجّ، وما ينبغي على الحاجّ من معرفة حكمة هذه الشريعة وأهدافها السامية، ومن معرفة فضيلة البيت‏الحرام، والمسجد النبوي الشريف، وآداب السفر إليهما...
5 - ثمّ اكتب وصيّتك التي جاء في الأثر أنّها تطيل العمر، وهي علامة التسليم لأمر اللَّه، والالتزام بحدود اللَّه سبحانه.
6- وودّع ذوي الأرحام والأصدقاء، طالباً منهم إبراء ذمّتك ممّا قد يكون عليك من حقوقهم التي تساهلت فيها، فإنّك إن شاء اللَّه‏سوف تذهب إلى بيت الطهارة والرحمة.
7- واعقد العزم على إصلاح نفسك والتوكلّ على اللَّه في بناء حياة جديدة بعد العود من الحجّ.. حياة الإيمان والنشاط والسعادة.

ثالثاً: معارف الحج
 جمع الإمام الصادق عليه السلام معارف الحج في حديثه عن فلسفة الحج وقيمه قال الإمام الصادق‏ عليه السلام:

" إذا أردت الحجّ فجرّد قلبك للَّه عزّ وجلّ من قبل عزمك من كلّ شاغل، وحُجب كلّ حاجب.
- وفوّض أمورك كُلّها إلى خالقك...
- وودّع الدنيا والراحة والخَلق.
- واخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين.
- واستعدّ استعداد من لا يرجو الرجوع.
- وراع أوقات فرائض اللَّه وسنن نبيّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم وما يجب عليه من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاء، وإيثار الزاد على دوام الأوقات.
- ثمّ اغتسل بماء التوبة الخالصة من الذنوب، والبس كسوة الصدق والصفاء والخضوع والخشوع.
- واحرِم عن كلّ شي‏ء يمنعك عن ذكر اللَّه عزّ وجلّ، ويحجبك عن طاعته.
- وطُف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت.
- واعترف بالخطاء بعرفات، وجدّد عهدك عند اللَّه تعالى بوحدانيّته.
- وارم الشهوات والخساسة والدناءة والأفعال الذميمة عند رمي الجمرات.
- واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك (رأسك).
- واستلم الحجر رضىً بقسمته وخضوعاً لعظمته، وودّع ما سواه بطواف الوداع
"8.


1- الكافي : 4 / 252.
2- وسائل الشيعة،ج13،باب استحباب النظر إلى الكعبة
3- المصدر نفسه
4- من لا يحضره الفقيه،ج2،ص204
5- المصدر السابق
6- بحار الأنوار،ج10،ص
7- المصدر السابق
8- المصدر السابق

12-03-2010 | 15-43 د | 3450 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net