الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:931-23ربيع ثاني 1432 هـ الموافق 30 آذار 2011م
آداب العزوبية ومرحلة الشباب

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل



محاور الموضوع ألرئيسة
1 ـ العزوبة في اللغة.
2 ـ العزوبة ليست من العبادة.
3 ـ بين عبادة العازب وعبادة المتزوّج.
4 ـ يا ويح العزّاب!
5 ـ بأيّ أدب نواجه مرحلة العزوبة؟


الهدف

بيان حقيقة العزوبة، وتقويم النظرة إليها، والحث على التأدب بآداب خاصة تعين على تجاوز هذه المرحلة.

تصدير الموضوع

قال سبحانه: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ1.


العزوبة في اللغة

يقال: العازب: المرعى الذي لم يُرْعْ قط.
والمعزابة كنسّابة على وزن مفعالة؛ الذي طالت عزوبته حتى ماله في الأهل (النساء) من حاجة2.
ومنها اتُخذ وصف العازب، وهو الذي يكون في سنّ الزواج يعزف عنه.

ـ العزوبة ليست من العبادة
قد يظن البعض أنّ ترك التزويج من قبل القادرين في سبيل التفرغ للتعبّد والتطهّر، أمر مرغوب تندب إليه الشريعة، أو هو محمود لأنه تفرّغ لله سبحانه، لكنّ الذي ورد في المأثور خلاف ذلك تماماً.
فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال: إنّ جماعةً من الصحابة كانوا حرّموا على أنفسهم النساء والإفطار بالنهار والنوم بالليل، فأخبرت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فخرج إلى أصحابه، فقال: أترغبون عن النساء؟ فإني آتي النساء، وآكل بالنهار، وأنام بالليل، فمن رغب عن سنتي فليس مني3.

وكذلك الأمر بالنسبة للنساء، فإنه في الوقت الذي يحرم عليهن التبذُّل والتزيُّن للرجال، فإنه إذا تقدّم لخطبتهنّ الكفؤ لهنّ ورفضن تحت حجة التبتّل والتطهُّر، وإرادة التفرّغ للعبادة، فإنّ ذلك من الأمور التي ذمّتها الشريعة.

ورد عن الإمام الرضا عليه السلام : أنّ امرأةً سألت الإمام أبا جعفر (الباقر) عليه السلام ، فقالت: أصلحك الله، إني متبتّلة. فقال لها: وما التبتّل عندك؟ قالت: لا أريد التزويج أبداً. قال: ولمَ؟ قالت: ألتمس في ذلك الفضل. فقال عليه السلام : انصرفي، فلو كان في ذلك فضلٌ لكانت فاطمة  أحقَّ به منك، إنه ليس أحدٌ يسبقها إلى الفضل 4.
وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال لرجل اسمه عكّاف:
ألك زوجة؟ قال: لا، يا رسول الله.
قال: أفأنت مُوسِرٌ؟ قال: نعم.
قال: تزوّج، وإلا فأنت من المذنبين 5.

بين عبادة العازب وعبادة المتزوج
معلوم أنّ العزوبة تشعر المتلبس بها بالتحرّر من الكثير من التبعات والعديد من الضوابط، بينما نجد أنّ التزويج يرتّب أعباءاً من النفقة على الزوجة والأبناء المحتملين.
في المقابل نجد أنّ العزوبة تجعل صاحبها أبعد ما يكون عن الاستقرار والمناعة اتجاه الحرام، بينما التزويج يبني سياجاً سامقاً من الحصانة والحماية. وقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : "من تزوّج فقد أحرز نصف دينه، فليتّقِ الله في النصف الآخر" 6.

فكيف ينظر الشارع المقدس إلى عبادة كلٍّ من العازب والمتزوّج؟
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:" ركعتان يصليهما المتزوذج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب" 7.
وزاد أبو عبد الله عليه السلام في مصدر آخر على الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال:" ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره" 8.
يا ويح العزاب!

عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال: جاء رجل إلى أبي ـ يعني الباقر عليه السلام ـ، فقال له: هل لك زوجة؟ قال: لا.
فقال أبي: ما أحبّ أنّ لي الدنيا وما فيها وأني بتُّ ليلة وليست لي زوجة، ثم قال: الركعتان يصليهما رجل متزوّج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير، ثم قال: تزوج بهذه، ثم قال أبي: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : اتخذوا الأهل، فإنه أرزق لكم 9.
وعن أبي عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال:" رذّال موتاكم العزّاب" 10.
وعن النبي صلى الله عليه واله وسلم :" شراركم عُزّابكم، وأراذل موتاكم عُزّابكم" 11.

بأيِّ أدب نواجه مرحلة العزوبة؟

1 ـ العفة
إذا عرفنا أنّ المقصود غالباً بالأعزب هم العازفون عن التزويج، مع يسارهم واقتدارهم أحياناً، فكيف يجب عليهم وعلى أولئك الذين لا يجدون نكاحاً ممن يصدق عليهم أيضاً أنهم من العزاب؟
قال سبحانه في كتابه الكريم: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ12.
والعفة: الكفُّ عما لا يحلّ 13.

والكفّ عن غير المقدور، وعن غير المتناسب مع الشأن، وما يحطّ قدر صاحبه من أعين العقلاء.
ويعني بالآية: أنّ على الذين لا يملكون من المال ما يدفعونه في نفقة التزويج، أنّ يكفّوا عن الحرام، وليحفظوا فروجهم.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام :" أفضل العبادة العفاف"14.
وعنه عليه السلام :" لكاد العفيف أن يكون ملكاً"15.
وعنه عليه السلام :" العفّة رأس كل خير"16.
وعنه عليه السلام :" العفاف زينة الفقر"17.

2 ـ الحياء

عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :" إنّ الله يحبّ الحييَّ المتعفّف"18.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : "سبب العفّة الحياء"19.
وعنه عليه السلام :" الحياء سببٌ إلى كل جميل"20.
وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :" الحياء هو الدين كلُّه"21.
ونختم بحديث مفيدٍ جداً للمقام، فعن أمير المؤمنين عليه السلام : "الحياء غضُّ الطرف"22.
 


1-النورة: 33.
2-عن كتاب ترتيب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، ج2، ص1189.
3-المحكم والمتشابه للسيد المرتضى، ص91.
4-بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج103، ص219، ح13.
5-ن.م، ج103، ص221، ح27.
6-الكافي للكليني، ج5، ص328، ح1 و2، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، ج3، ص241، ح1141.
7-الكافي للكليني، ج5، ص328، ح1، والمقنعة للشيخ المفيد، ص76.
8-من لا يحضره الفقيه، ج3، ص242، ح1147.
9-الكليني في الكافي، ج5، ص329، ح6، والتهذيب لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي، ج7، ص239، ح1046.
10-الكافي، ج5، ص329، ح3، والتهذيب، ج7، ص239، ح1045 والمقنعة للمفيد، ص76.
11-كنز العمال للمتقي الهندي، ح44449.
12- النور: 33.
13- ترتيب كتاب العين للفراهيدي، ج2، ص1238.
14-الكافي، ج2، ص79، ح3.
15-نهج البلاغة، الحكمة 474.
16-غرر الحكم ودرر الكلم للقاضي الآمدي، الحكمة 529.
17-نهج البلاغة، الحكمة 68.
18-أمالي الشيخ الطوسي، ص39، ح43.
19-غرر الحكم، الحكمة 5527.
20-بحار الأنوار للمجلسي، ج77، ص211، ح1.
21-كنز العمال، ح 5761.
22-غرر الحكم، الحكمة 462.






 

05-04-2011 | 05-24 د | 4103 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net