الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 839 - 29 جمادي الثاني 1430هـ الموافق 23 حزيران 2009م
التفقه في الدين

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسيّة:
- مقدمة في معنى الفقه لغة واصطلاحا.ً
- الحث على التفقّه في القرآن.
- وجوب التفقّه في الدين.
- التفقه روح العباد

الهدف:
التعرّف على مفهوم التفقه في الدين والحث عليه.

تصدير الموضوع:
روي عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام قال: "تفقّهوا في دين الله، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا ومن لم يتفقّه في دينه لم يرضى الله له عملاً" 1.

الفقه لغة واصطلاحاً
استخدمت كلمة "الفقه" في لغة العرب بعدّة معان الجامع بينها معنيان
أوّلهما: مطلق الفهم والفطنة، يقال يفقه الخير والشر، أي يفهمه، ففي المصباح المنير: "الفقه فهم الشيء، وكل علم بشيء فهو فقه له" 2، وتقول العرب أُوتي فلان فقهاً في الدين أي فهماً له. وقد ورد في القرآن الكريم استعمال الفقه بمعنى الفهم، قال الله تعالى: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ3 و ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ 4، أي لا تفهمون تسبيحهم.

وثانيهما: فهم غرض المتكلِّم من كلامه، وفهم غرض المتكلِّم من كلامه لا يكون إلا بالعلم بالشيء ولهذا يطلق الفقه في اللغة ويراد به إلى جانب الفهم العلم بالشيء والفطنة، ففي لسان العرب: "الفقه العلم بالشيء والفهم له" 5، وفي القاموس المحيط: "الفِقه بالكسر العلم بالشيء والفهم له والفطنة وغلب على علم الدين لشرفه"6. والفِقْه العلم بأحكام الشريعة يقال فقه الرجل فقاهةً: إذ صار فقيهاً، وفقِهَ أي: فهم فقهاً، وفقِههُ أي: فهمه، وتفقَّه: إذا طلبه فتخصّص به، قال تعالى: ﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ 7 "8.

فيتّضح مما أسلفنا أن الفقه بمعنى العلم والفهم العميق الذي يتعرّف على غايات الأقوال، ويؤدِّي إلى التخصّص والفهم الدقيق لها، ولم يفرِّق العرب في هذا بين علم وعلم، وكل من علم علماً فهو فقيه في ذلك العلم، والذي أحاط بعلوم كثيرة فذلك هو فقيه العرب وعالمهم.

1- الحث على التفقّه في القرآن 9
قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ. 10 حيث دلّت الآية على وجوب تعلّم الأحكام لغاية الإنذار والإرشاد بالنسبة إلى القوم الذين لا يعلمون، فيجب إرشاد الجاهل على العالم بحكم الآية الكريمة. ومن المعلوم أن الآية تكون في مقام بيان غائيّة العمل، أي الإنذار غايةً للتفقّه فتفيد وجوب الإرشاد قطعاً كما قال السيد الخوئي: "أمّا الأحكام الكلية الإلهية فلا ريب في وجوب إعلام الجاهل بها؛ لوجوب تبليغ الأحكام الشرعية على الناس جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة، وقد دلّت عليه آية النفر، والروايات الواردة في بذل العلم وتعليمه وتعلّمه "11.

2- وجوب التفقّه في الدين
ورد في فضل الفقه وأهميّة التفقّه والحث عليه مجموعة كبيرة من الروايات التي تحثّ على تعلّمه والاجتهاد والعمل به، منها:
- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فقّهه في الدين، وألهمه الرشدة" 12.
- روي عن الإمام علي عليه السلام قال: "إذا تفقّهت فتفقّه في دين الله" 13.
- روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما عبد الله تعالى بشيء أفضل من الفقه في الدين" 14.
- وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: أفٍ لكل مسلم لا يجعل في كل جمعة الأسبوع يوماً يتفقّه فيه أمر دينه ويسأل عن دينه"15.
- روى إسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ليت السيّاط على رؤوس أصحابي حتى يتفقّهوا في الحلال والحرام 16.
- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "تفقهوا في دين الله، ولا تكونوا أعراباً، فإن من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة، ولم يزك عمله" 17.

3- خصائص التفقّه وآثاره
يظهر من خلال تتبّع الروايات وجود العديد من الخصائص الخاصة بالفقيه، إلى جانب العديد من الآثار التي ينبغي تنعكس على سلوك المتفقّه في دين الله تعالى منها:
- القصد في العمل:عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما ازداد عبد قط فقهاً في دينه إلا ازداد قصدا في عمله18.
- الورع: عن الإمام علي عليه السلام: الورع شيمة الفقيه19.
- إصلاح المعيشة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من فقه الرجل أن يصلح معيشته 20.
- عدم الغرور: عن الإمام علي عليه السلام: إن من الحق أن تتفقهوا، ومن الفقه أن لا تغتروا 21.
- الحلم والقصد في الكلام: عن الإمام الرض عليه السلام: من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت 22.

4- التفقّه روح العبادة
ترتبط العبادة بالعلم ومعرفة الله تعالى ارتباطاً وثيقاً، وهو ما نجده في العديد من الروايات التي قرنت بين التفقه والعبادة. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قليل الفقه خير من كثير العبادة 23.
وعن الإمام علي عليه السلام: لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه، ولا خير في علم ليس فيه تفكّر، ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر 24. ولا عبادة إلا بتفقه 25 كما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام.

خاتمة: التفقّه في الدين من القضايا التي أرسل الله تعالى الأنبياء لأجلها، حيث كلّفهم بالدعوة إلى الدين، وتعليم الناس أحكام الله تعالى، كي يتفقّهوا في الدين، وينظّموا علاقتهم بالله تعالى، ويستقيم سلوكهم وعلاقتهم بالله تعالى، يقصد بالتفقه أن يتفرّغ الناس جميعاً لدراسة العلوم الدينية والفقه بالمصطلح المتداول، بل المراد أن يتفقّه الناس بالمقدار اللازم من الدين، فيتعلمون من العقيدة ما يصحّح إيمانهم واعتقادهم وفكرهم، ويتعلّمون من الفقه ما ينظّم عباداتهم وعلاقتهم بالله والناس، ومن الأخلاق ما يزكي النفس ويهذّب السلوك.
فبهذا المقدار من التفقّه يمكن أن ينجو الإنسان يوم القيامة، ويعيش حياته الدنيوية بسعادة وانتظام.


1-بحار الأنوار ج78 ص321.
2-المصباح المنير - 2-154.
3-هود: 91.
4-الإسراء:44.
5-لسان العرب- ج12 مادة فقه.
6-القاموس المحيط- 4: 289.
7-التوبة: 122.
8-مفردات ألفاظ القرآن- ط: ذوي القرى، 1421.
9-وراجع الأنعام 65و 98.
10-التوبة:122
11-مصباح الفقاهة، ج1،ص: 122
12-كنز العمال- 28690.
13-غرر الحكم. 40760. تحف العقول- 410.
14-كنز العمال- 28689.
15-بحار الأنوار، ج1- 176- 44.
16-أصول الكافي- ج1- ص31.
17-بحار الأنوار- ج7- باب أصول المتيقن.
18-كنز العمال: 5404.
19-غرر الحكم: 995.
20-كنز العمال: 5439.
21-نهج السعادة: 3-29.
22-الاختصاص: 232.
23-كنز العمال: 28794.
24-تحف العقول: 204.
25-البحار: 70- 204- 11.

12-03-2010 | 16-54 د | 4548 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net