الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة العشرون- العدد:976- 14 ربيع أول 1433هـ الموافق07 شباط 2012م
أسرار وآثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل


محاور الموضوع ألرئيسة:
1- الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله والوحدة الإسلامية.
2- مع آية الصلاة (معناها/ بُعدها المعنوي/دوامها/التسليم).
3- آثار الصلاة وفوائدها في الدنيا والآخرة.
4- الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وِردٌ يومي.

الهدف:
بيان أسرار الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله، وثوابها والحثّ عليها.

تصدير الموضوع:
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
1.

مقدّمة:

الصلاة على النبي وآله والوحدة:

إنّ النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان يشكّل في حياته أحد أهم عناصر الوحدة الإسلامية، بل هو أحد أقطاب تلك الوحدة، وهو كذلك باني أساسات هذه الوحدة، بجهوده وجهاده والمسلمين الأوائل. ولذا نرى الإمام الراحل {جعل الأسبوع الجامع بين التأريخين المذكورين لولادته الشريفة (الثاني عشر، والسابع عشر من ربيعٍ الأول) أسبوعاً للوحدة الإسلامية. ومن اللائق أن تُجعل الآداب المتعلقة بعلاقة أبناء الأمة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي يمارسها المسلمون من شعائر وشعارات الوحدة ومعززاتها.

ومنها الصلاة على النبي وآله التي كانت بأمر من الله في كتابه الكريم، ولقد اتفقت كلمة فقهاء الشيعة على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله، لا سيّما في الصلاة في التشهّدين الأوسط والثاني. وإن استُحِبت في غير الصلاة وفي الصلاة في غير التشهدين.

كما يعتبر جمعٌ غفير من فقهاء أهل السنّة أنها مطلوبة ومن الفقهاء الذين اعتبروها واجبة في التشهد الشافعي، ونُسب ذلك لأحمد في أحد قوليه. وقد نظمّ الشافعي فتواه هذه شعراً فقال:
يا أهل بيت رسول الله حُبكمُ****فرضٌ من الله في الكتاب أنزلهُ
كفاكم من عظيم القدر أنكمُ****من لم يصلِّ عليكم لا صلاة لهُ


وقفة مع آية ايجاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله:

لا شك أنّ الذي أسّس للصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله إضافة إلى الروايات الواردة عند المسلمين كافة، وفي أغلب صحاحهم، هو القرآن الكريم حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً2 ويمكن التوقّف عندها بمحطات كثيرة نورد منها:

1- معنى الصلاة:
إنّ معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله تختلف باختلاف من أُسندت إليه فصلاة الله تعالى هي إرساله الرحمة، وصلاة الملائكة بمعنى طلب تلك الرحمة منه تعالى، وأمّا صلاة المؤمنين فكذلك طلب الرحمة من الله تعالى، وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله في معناها: "أثنوا عليه وسلموا له"3.

2- البعد المعنوي للصلاة وطلبها:
لقد جاء في الآية ما يدلّ على تأكيد الطلب الإلهي للصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومحبوبيتها له وقد استعمل أداة التأكيد "نَّ" إضافةً إلى صيغة الأمر "صلّوا" إضافة إلى التمهيد بإخبار الناس إنّ الله والملائكة يصلون عليه زيادة في الترغيب.

وبالتالي فهذا يدلّ على محبة الله والملائكة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمهم له، ولذا كان من معاني الآية إجمالاً الثناء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومقامه المعنوي، فمنزلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من العظمة لدرجة أنّ خالق الوجود، وَكلَّ الملائكة، وسكان العالم العلوي الذين من جملة ما وكلّوا به تدبير أمور العوالم ومع ذلك فهم يصلّون عليه صلى الله عليه وآله وسلم مع أنهم مشغولون بالتسبيح والتمجيد فهم يقومون بالصلاة على النبي وآله (صلوات عليه وعليهم) وبالتالي فقافلة الوجود كلها من منشئها إلى مدبّريها يلتفتون إلى جوهرة الإنسانية النفيسة بل جوهرة الوجود من المخلوقات، فيثنون عليه بالصلاة. فكذلك عليكم أيها المؤمنون أن تنضمّوا إلى هذه القافلة وتضموا أصواتكم إلى هذا الذكر السّاري في عالم الوجود وهو الصلاة على النبي وآله.

3- الصلاة دائمة:
إن تعبيره تعالى عنه وعن الملائكة بقوله "يصلون" وهو صيغة الفعل المضارع يدل على الاستمرار، أي أن الله وملائكة يصلون عليه دائماً وباستمرار أي صلاة دائمة خالدة.

وفيه لفتة إلى أن تماهي المؤمنين مع الله وملائكته في ذلك يعني أن يدوموا على الصلاة عليه.

4- معنى التسليم:
اختلف المفسرون في معنى "سلّموا" والأوفق بالمعنى اللغوي لهذه الكلمة هو التسليم لأوامره صلى الله عليه وآله وسلم عطفاً على ما ورد من قوله تعالى في سورة النساء: ﴿ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً وكما نقرأ في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أن أبا بصير سأله فقال: قد عرفت صلاتنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف التسليم؟ قال عليه السلام: هو التسليم له في الأمور". أو أن يكون بمعنى السلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم بـ "السلام عليك يا رسول الله" من تمام معناه أن يتحول سلوكاً والذي يعني أن نعطي النبي صلى الله عليه وآله وسلم السلام من أنفسنا بأن لا نؤذيه لا في نفسه ولا في أهل بيته ولعله يمكن المصير إليه بالآية التالية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً4.

أثار الصلاة على النبي وآله وفوائدها:

من خلال ما تقدم نستطيع بقرينة ما نعتقده في الله تعالى نقول إن كل ما أمر به تعالى فيه تمام الحكمة والمصلحة للمأمورين، ولذا فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله، هي أمر إلهي له جنبته التدبيرية بمعنى عظيم الأثر البركات.
خصوصاً كونه تعالى تولاها بنفسه ونصَّب نفسه قدوة لتحفيز المؤمنين على التزام هذا العمل وقد كشفت روايات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآل عن بعض هذه البركات والآثار فمنها.

أ- الآثار الدنيوية:
1- قضاء الحوائج وكشف الهموم وسعة الأرزاق: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من عسرت عليه حاجة فليُكثر بالصلاة عليّ فإنها تكشف الهموم والغموم، وتكثر الأرزاق، وتقضي الحوائج"5.
2- استجابة الدعاء: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "كل دعاء محجوب عن السماء حتى تصلي على محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم "6.
3- العناية والرعاية السماوية: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى عليّ صلت عليه الملائكة ما دام يصلي فليقل ذلك أو ليكثر"7. وصلاة الملائكة معناها قد يكون طلب الرحمة، أو السكينة أو غيرها من الآثار كالاستغفار والتأمين على الدعاء.
4- تذهب النفاق: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ فإنها تذهب بالنفاق"8.

ب- الآثار الأخروية:
1- تعرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه يوم القيامة: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ليردنَّ عليَّ الحوض يوم القيامة أقوام ما أعرفهم إلا بكثرة الصلاة علي"9.
2- تكفير الذنوب وهدمها: عن الإمام الرضا عليه السلام: "من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه فليُكثر من الصلاة على محمد وآله فإنها تهدم الذنوب هدماً"10.
3- نور متواصل: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أكثروا الصلاة عليّ، فإن الصلاة عليّ نور في القبر، ونور على الصراط، ونور في الجنة"11.
4- الصلة الوثيقة به صلى الله عليه وآله وسلم: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أولى الناس بي أكثرهم عليّ صلاة"12.
5- نماء العمل والثقل الميزان: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "صلواتكم عليّ إجابة لدعائكم، وزكاة لأعمالكم"13.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا عند الميزان يوم القيامة، فمن ثَقُلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة عليّ حتى أثقل حسناته"14.
6- أفضل الذكر ثواباً: عن عبد السلام بن نعيم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: "ني دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء إلا الصلاة على النبي وآله" فقال عليه السلام: "ولم يخرج أحد بأفضل مما خرجت"15.

الصلوات على النبي وآله ورد يومي:

لا شك مما سبق أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله تستحب في كل وقت والعدد المطلوب الإتيان به منها محل اجتهاد العاملين إلا أنه وردت بذلك روايات منها:

1- الذكر صباحاً:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى عليّ في الصباح عشراً محيت عنه ذنوب أربعين سنة".

2- ليلة الجمعة ونهارها:
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "... والصلاة على محمدٍ وآله ليلة الجمعة بألف من الحسنات، ويحطّ الله فيها ألفاً من السيئات، ويرفع فيها ألفا من الدرجات، وإنّ المصلّي على محمد وآله ليلة الجمعة يتلألأ نوره في السماوات إلى أن تقوم الساعة..."16. وعنه عليه السلام: "ما من عمل يوم الجمعة أفضل من الصلوات على محمد وآل محمد ولو ماءة مرة ومرة"17.

3- العدد المستحب للصلوات:
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إنَّ من السنة أن تصلي على محمد وآل محمد (وأهل بيته) في كل يوم جمعة ألف مرة وفي سائر الأيام ماءة مرة"18.


1- سورة الأحزاب، الآية: 56.
2- سورة الأحزاب، الآية: 56.
3- ميزان الحكمة، الريشهري، ج2.
4- سورة الأحزاب، الآية: 57.
5- دلائل الخيرات 19.
6- ثواب الأعمال 155.
7- دلائل الخيرات 8.
8- النوادر 16.
9- دلائل الخيرات 13.
10- روضة الواعظين، ج2، ص22.
11- بحار الأنوار، ج82، ص64.
12- دلائل الخيرات، ص3.
13- أمالي الطوسي، 135.
14- ثواب الأعمال، 155.
15- المصدر السابق.
16- بحار الأنوار، ج2، ص298.
17- بحار الأنوار، ج89، ص358.
18- تهذيب الأحكام، ج3، ص4.

21-02-2012 | 07-23 د | 4781 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net