الإمام القائد: "إذا أردت الحكم على مجالس العزاء في أنحاء البلد،
فإنّ هذا الحكم لن يكون مثبتاً مائة بالمائة. لا كلام حول إخلاص
وإرادة ووفاء وإيمان الناس، وهناك بعض الخطابات والمحاضرات
الجذّابة والممتازة، وبعض مجالس العزاء جيّدة، ولكنّ هذا ليس هو كلّ
ما عندنا، فاليوم يجب أن نبذل جهداً لنعرض درس الحسين بن عليّ عليه
السلام الذي له ولزينب الكبرى وعليّ الأكبر وأبي الفضل والآخرين
الذين يعتبرون المعلّمين للبشريّة جمعاء, لهم حضور كبير- والحمد
لله- في حياتنا وفي الأفكار العامّة لمجتمعنا بقوّة ونشاط ببركة
هذه المجالس، وهذا عمل يقع على عاتقي، كما يقع على عاتق أصحاب
المراثي والخطباء وعلى عاتق من يقوم باللطم"1.
الأمر الأوّل - المسؤوليّة العامّة
الإمام الخمينيّ: "(إذا)
أردنا لبلدنا أن يكون بلداً مستقلاًّ، حرّاً، فينبغي حفظ هذا السرّ،
هذه المجالس التي أُقيمت طوال التاريخ, بأمر من الأئمّة عليهم
السلام, ولا
ا يظنّنَّ بعض الشباب أنّ
هذه المجالس التي كانت في
السابق مجالس بكاء قد
فرغنا منها، ولا حاجة لنا
بعدُ بالبكاء، فهذا
اشتباه كبير يقعون فيه"2.
الإمام الخمينيّ:
"إنّ أكثر ما نحتاج إليه
اليوم هو هذه المجالس، لا
تصغوا لمن يلقي في آذانكم:
"اتركوا هذه المجالس
ومجالس العزاء، لا تصرفوا
ما كنتم تقدّمونه لأجلها،
بل أنفقوه لأجل المناطق
المتضرّرة في الحرب..." فهذه مسؤوليّة إنسانيّة،
ومسؤوليّة إلهيّة، وهذا
لا يعني طبعاً أن نترك
أعمالنا الأخرى، ونلتصق
بهذا العمل، بل يجب أن
نقوم بكلّ الأعمال, نحن
اليوم أكثر حاجة إلى
مجالس العزاء من السابق،
لقد أصبح لهذه التجمّعات
الواسعة والمواكب العامّة,
في البلد, طابع سياسيّ،
وهذا هو الحقّ"3.
الإمام القائد: "ينبغي
على عامّة الناس, بمن
فيهم رجال الدّين,
الاستفادة من هذه النعمة،
واستفادة الناس تكمن في
عشقهم, وإحيائهم لهذه
المجالس واستلهامهم منها
قدر استطاعتهم,
وبمشاركتهم بإخلاص في مثل
هذه المجالس ابتغاء
الاستفادة وليس لتمضية
الوقت أو لمجرّد كسب
الثواب الأخرويّ الذي لا
يدركون أيضاً ما هو سببه.
طبعاً هناك ثواب أخرويّ،
ولكن من أين يأتي وكيف؟
حتماً هناك هدف, وإنْ
فُقد الهدف فُقد الثواب،
فليشارك الناس في مجالس
العزاء وليعرفوا قيمة ذلك
وليستفيدوا خير استفادة
منها ويجعلوها الوسيلة
التي تربطهم قلباً وروحاً
بالحسين بن عليّ عليه
السلام وآل بيت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
وروح الإسلام والقرآن،
هذا ما يتعلّق بالناس"4.
الأمر الثاني - وظيفة
المسؤولين اتجاه العزاء
الإمام القائد: "أنتم
(أعضاء
مجلس خبراء القيادة)
يمكنكم إصدار بيان حول
مسألة
العزاء, وطلب ذلك من
القائد ومن المسؤولين، إنّ
مسألة العزاء من المسائل
التي تتناسب معكم بالكامل،
وقّعوا أسفل هذه المسألة
وأثبتوا أنّكم مهتمّون
بها وترغبون في حصولها"5.
الأمر الثالث
- مسؤوليّة
العلماء
الإمام القائد: "إنّ
من مقوّمات مجالس العزاء
أن يجتمع عدد من الناس،
بمشاركة أحد علماء الدّين
في ذلك المجلس, لإقامة
العزاء بغية إفادة الناس"6.
الإمام القائد: "متى
كان يتمكّن علماء الدّين
من الإشراف والنظارة, كما
هو حالنا اليوم على هذا
العمل
(مجالس العزاء)؟
طبعاً هناك من لا يسرّ
بهذا الأمر- ليكن ذلك-
لأنّ ما يجب أن نلتفت
إليه ونهتمّ به هو ما
يرضي الله تعالى, والذي
يقع في إطار حاجة الناس,
وما تتوقّعه منّا الأجيال
القادمة"7.
الإمام الخمينيّ:
"إنّ سيّد الشهداء حاضر
في كلّ مكان, فكلّ أرض
كربلاء, وكلّ منبر هو
محضر سيّد الشهداء, وكلّ
محراب فهو منه, ولولا
سيّد الشهداء، لكان
الإسلام نسياً منسيّاً
على يدي يزيد وأبيه
وسلالة بني أميّة. ولو
تحقّق لهم ذلك لجعلوا
الإسلام مقلوباً على
شاكلة نظام طاغوتيّ
استبداديّ, كما كان يزيد
وأبوه يتحدّثان عن
الإسلام. لقد كانوا
يريدون الرجوع بالإسلام
وأهله إلى الجاهليّة
الأولى، ولولا سيّد
الشهداء عليه السلام لكان
المسلمون- ونحن منهم-
مسلمين طاغوتيّين بدل أن
نكون مسلمين حسينيّين،
فالحسين عليه السلام هو
الذي أنقذ الإسلام، فهل
ندع ذكر إنسانٍ قد اختار
الشهادة واستشهد إنقاذاً
للإسلام؟ علينا أن نبكيه
كلّ يوم, ونرتقي المنبر
كلّ يوم حفاظاً على هذه
المدرسة واستدامةً لهذه
الثورات المرهونة بذكر
الإمام الحسين عليه
السلام"8.
|