الأمر الأوّل - نشر
رسالة المعارف الإسلاميّة
في المجتمع
الإمام القائد: "اهدوا
الناس، وأنيروا أذهانهم،
وشجّعوهم على تعلّم
الدّين، وعلّموهم الدّين
الصحيح، وعرِّفوهم
بالفضائل والأخلاق
الإسلاميّة، وأوجدوا فيهم
الفضائل الأخلاقيّة
بوساطة القول والعمل,
وعِظوهم وحذّروهم من عذاب
الله تعالى وقهره ومن نار
جهنّم, فإنّ الإنذار له
دوره المهمّ, ولا تنسوا
أن تبشّروهم بالرحمة
الإلهيّة، بشروا المؤمنين
والصالحين والمخلصين
والعاملين، أطلعوهم على
مسائل العالم الإسلاميّ
الحسّاسة, ومسائل البلد
الأساسيّة. وبهذا يتحقّق
ذلك المشعل المضيء الذي
تضيء له القلوب كلّما
أضاءه أحدكم، وسيؤدّي إلى
إدراك الحقيقة والطريق
إليها، وإلى وجود الإيمان
العميق. وهذا أكثر الأمور
تأثيراً في دفع الغزو
الثقافيّ الذي يمارسه
الأعداء, إنّهم خائفون
جدّاً من قيام العلماء،
المؤمنين الشجعان،
الواعين بمسؤوليّاتهم
ووظائفهم في مختلف
الميادين، كالجامعة
والسوق والقرية والمدينة
والمصنع, فإنّ الجهة
المعاكسة لعمل هؤلاء هي
هذا العمل والجهاد في
سبيل الله, الذي تقومون
به والذي ينبغي أن يحصل
بإتقان ودقّة, والأهمّ من
كلّ
ذلك بإخلاص: "لم يكن
الذي كان منّا منافسة في
سلطان، ولا التماس شيء من
فضول الحطام
1"2.
الإمام القائد:
"... هكذا انتصرت الثورة.
أغلبكم أيّها الشباب،
ممّن لم يدرك تلك الأيّام,
في تلك الأيّام تنقّل
المبلّغون المخلصون
المجهولون في أطراف
العالم الإسلاميّ، وأنحاء
البلاد، ودخلوا القرى
والمدن والمساجد
والمحلّات والبيوت
ووضّحوا الأمور للناس,
وقد أضاءوا في كلّ مكان
شعلة من ذلك المشعل
المضيء- أي إمامنا الكبير-
الذي كان شعلة مضيئة من
شمس أبي عبد الله الحسين
عليه السلام، فأصبح كلّ
مكان مضيئاً به, لقد أنار
القلوب, وأيقظ الأرواح،
فتحرّكت الأجسام والألسن
وعملت الإرادات. والحال
اليوم على ذلك النحو
وهكذا سيكون غداً"3.
الإمام القائد: "التبليغ
هو لأجل إحياء الأحكام
الإلهيّة والإسلاميّة"4.
الإمام القائد: "إنّ
هذه الوسيلة (المنبر)
تحمل اليوم رسالة تفسير
القرآن والمعارف
الإسلاميّة والمسائل
الفلسفيّة والعرفانيّة
ومعارف آل محمّد صلى الله
عليه وآله وسلم. فمن جهة
هي أداة جديدة بيد مبلّغي
الدّين، ومن جهة أخرى
أصبحنا نحن المعمّمين
نمتلك القدرة للقيام
بوظيفة توضيح المعارف
الإسلاميّة في جميع
أبعادها وبشكل حرّ. أمّا
في السابق فلم يكن الوضع
على هذا النحو, فإنّ بعض
الأمور كان يمكن التصريح
بها وبعضها الآخر لا يمكن
ذلك ولا يسمحون به، ولكن
اليوم ليس على ذلك النحو"5.
الأمر الثاني - حفظ
الدّين بوساطة توضيح حركة
عاشوراء
الإمام القائد: "لقد
ارتبط أساس الدّين
بعاشوراء وبقي ببركة
عاشوراء, لو لم
يقم
الإمام الحسين عليه
السلام بهذه التضحيات
العظيمة التي أيقظت وجدان
التاريخ بشكل كامل، لقُضي
على الإسلام منذ القرن
الأوّل أو أواسط القرن
الثاني الهجريّ, وهذا أمر
لا شكّ فيه أبداً. ولو أنّ
شخصاً رجع إلى التاريخ
وتفحّص الحقيقة في صفحاته
فإنّه سيصدّق هذا الأمر...
ونحن بوساطة هذه الواقعة
حفظنا الدّين, ووضّحنا
للناس أحكامه ووجّهنا
عواطفهم لخدمة الدّين
والإيمان، والمقصود من
كلمة (نحن) هو طبقة
العلماء والمبلّغين خلال
عدّة قرون خلت"6.
الإمام القائد: "لاحظوا
عوامل البقاء والاستمرار
في الإسلام! إنّ عاشوراء
هي واحدة منها"7.
الأمر الثالث - تأثير
العلاقة المباشرة أكثر من
الوسائل الأخرى
الإمام القائد: "إنّ
الكلام الذي تخاطِبون به
الناس في الجلسات من على
المنابر، يختلف عن الكلام
الذي يُقال لهم عبر
الإذاعة، ولو كان
المتحدّث عبرها هو أنتم.
وقد أكّدت مراراً أنّ في
الجلوس وجهاً لوجه وسماع
الأنفاس والأصوات وتلمّس
دفء الحضور بين المستمع
والخطيب يترك آثاراً لا
نجدها في الرسائل التي
تُرسل من أماكن بعيدة,
لنعرف نحن العلماء أهميّة
هذا الأمر, وقد كرّرت هذه
المسألة مرّات عديدة في
جلسات أهل العلم والوعاظ
وقلت لهم: إنّ الجلوس مع
الناس وجهاً لوجه
والتحدّث إليهم مباشرة
وتحسّس وجودنا، يُعدّ من
الامتيازات الخاصّة بنا.
فلنغتنم هذا الأمر ولنجعل
له تأثيراً مضاعفاً"8.
الإمام القائد: "لا
يتصورنّ أحد أنّ وجود
الراديو والتلفزيون
والفيديو والوسائل الأخرى،
يغني عن المنبر والعمل
التبليغيّ للدّين, إنّ
ذلك التأثير الذي يتركه
كلام
الشخص
في مجلس- بمواجهة الآخرين
واختيار المخاطبين
والمطالب المهمّة- يختلف
عن تأثير أيّ وسيلة
إعلاميّة أخرى في أذهان
المخاطَبين؛ لأنّه نوع من
التبليغ المترافق مع
البركات الإلهيّة، وتظهر
فيه آثار التلاقي
الإنسانيّ، وهو أمر شديد
الأهميّة.
... إنّ تبليغ الدّين
بالشكل المتعارف عليه،
يعني حضور أحد العلماء
بين مختلف طبقات الناس
والاستفادة من منبر
الدّين والتبليغ, هو واحد
من أهمّ الوسائل والنعم
التي وضعها الله تعالى في
أيدينا. ينبغي الاستفادة
منها وبالمستوى الأعلى
لأجل الله تعالى وفي
سبيله"9.
الإمام القائد: "إنّ
إيماني وثقتي بالمنبر
كبيران جدّاً. اليوم
ينتشر الإنترنت، والأقمار
الصناعيّة، والتلفزيون
والوسائل الإعلاميّة
الأخرى، إلّا أنّ أيّاً
منها ليس منبراً، المنبر
يعني التحدّث وجهاً لوجه
ونَفَسَاً بنَفَس،
وللمنبر تأثير خاصّ
ومميّز لا وجود له في أيّ
من الأساليب الأخرى. يجب
الحفاظ على المنبر؛ لأنّه
شيء ذو قيمة، نعم يجب أن
نؤدّيه بشكل ماهر ليكون
مؤثّراً"10.
الأمر الرابع - أداة
مواجهة كلّ حركة باطلة
الإمام القائد: "ويا
حبّذا لو أنّ هؤلاء
الطلبة الشباب, وفضلاء
الحوزات العلميّة,
والمبلّغين والوعّاظ,
وذاكري مناقب أهل البيت
عليهم السلام استطاعوا
يوماً أن يجعلوا من واقعة
عاشوراء حرباً ضدّ
الظلمات المهيمنة على
حياة البشريّة، ويزيلوا
بهذا السيف الإلهيّ هذه
الحجب، ويكشفوا النقاب عن
شمس الحقيقة المتجسّدة
بحكومة الإسلام، وهي
الحقيقة التي بانت في هذا
الزمان, ووقف الجميع على
عظم مكوّناتها الإعجازيّة.
هل هناك ما يمنع من
الاعتقاد بأنّ بإمكان
المبلّغين والخطباء
وعلماء الدّين, في كلّ
عصر, حمل سيف الحقّ ذي
الفقار النبويّ المولويّ
ضدّ الباطل؟ حتّى لو كان
إعلام الأعداء في ذلك
العصر مسموعاً في كلّ
مكان. لماذا نستبعد مثل
هذا الأمر؟"11.
الأمر الخامس - ردّ
الإعلام المعادي الحاكم
على العالم
الإمام القائد: "صحيح أنّ
إعلام الأعداء اليوم, قد
سيطر على أذهان البشريّة،
وأن أموالاً طائلة تنفق
لتشويه صورة الإسلام,
وخصوصاً التشيّع، وأنّ كلّ
من لديه مصالح ومنافع غير
مشروعة في حياة الشعوب
والدول, يعمل جاهداً ضدّ
الإسلام والحكومة
الإسلاميّة، وهذا يعني أنّ
الكفر مع كلّ ما به من
فرقة وتشتّت, اتفق على
أمر واحد وهو معاداة
الإسلام بكلّ الوسائل،
حتّى الإسلام المنحرف
أدخله في حرب مع الإسلام
الأصيل. كلّ ذلك صحيح،
ولكن هل إنّ جناح الحقّ
وجبهة الإسلام الأصيل لا
يمكنهما الوقوف في وجه
الإسلام المعادي الخبيث,
ويكرّر مرّة أخرى تلك
المعجزة ببركة روح ونداء
عاشوراء ومحرّم؟ لِمَ لا
يمكن؟ نعم هناك صعوبات،
ولكنْ ليس مستحيلاً،
فالأمر يحتاج إلى العزم
والتضحية والطريق مفتوح
وليس مغلقاً، وهذه هي
وظيفتنا جميعاً"12.
|