الإمام القائد: "أعتقد أنّنا اليوم أمام
وظيفة جديدة في مسألة المنبر، حيث يلزم وجود نظام وقاعدة وضابطة"1.
الإمام القائد: "اليوم هناك ضوابط في العديد من المجالات, ولحسن الحظّ فإنّ
الحوزة العلميّة اليوم وعلى رأسها الحوزة العلميّة المباركة في قمّ تتحرّك نحو
التنظيم وترتيب المراحل والمراتب, وهذه حركة مباركة، حركة مباركة حتّى لو أنّها
بدأت متأخّرة، إلّا أنّها بدأت, ونحن أيضاً, في هذا المجال الذي نحن بصدده, يجب
القيام بذلك. طبعاً هو عمل صعب، يحتاج إلى فكر وجهد ومتابعة، إلّا أنّه ينبغي
تحقيقه, إنّ ذلك الجيل الذي يرغب بالاستفادة من خطابنا الدينيّ، لن يسامحنا إذا لم
نبادر إلى إصلاحه"2.
الأمر الأوّل - المسؤولون عن التنظيم
الإمام القائد: "إنّ ترتيب هذه القاعدة والضابطة ينبغي أن يتمّ من خلال
مؤسّسي
هذا الفنّ, وخبراء هذا
المجال, الذين أمضوا
سنوات طويلة في هذا
الطريق, وأدركوا جوانبه
المختلفة، ويضاف إليهم
الفضلاء والعارفون بظروف
الزمان"3.
الأمر الثاني - الأهداف
المطلوبة من تنظيم المنبر
الإمام القائد: "في
المئة السنة الأخيرة
تقريباً، كتب المرحوم
الميرزا حسين النوريّ
كتاباً بعنوان "اللؤلؤ
والمرجان" في شرائط أهل
المنبر والعزاء, في تلك
المرحلة نهض هذا المحدّث
العالم الواعي، وبدأ
التفكير بأنّ لكلّ من
الدرجة الأولى والثانية
في المنبر شروطاً، ولا
يمكن الدخول إلى هذا
المجال من دون شروط,
لعلّه في تلك الأيّام كان
قارئ المراثي في الدرجة
الأولى، والوعّاظ في
الدرجة الثانية.
كان ذلك العظيم يكتب في
تلك المرحلة في حدود رؤية
ذلك الزمان، أمّا اليوم
فأنتم تشاهدون مساحات
أوسع ويمكنكم العمل: من
هو الشخص الذي يعتلي
المنبر بشكل عشوائيّ, ثمّ
يقبله المجتمع المراقب
لهذا العمل؟ ينبغي ضبط
موضوع الخطاب, ماذا سيقول؟
وأين ومتى يتحدّث بذلك؟
هذا لا يعني بالطبع كتابة
وصفة وإعطاءها لهذا وذاك,
طبعاً هذا هو المعمول به
في الدول الإسلاميّة
الأخرى, حيث يقوم موظّفو
الدولة بكتابة شيء
وتسليمه لإمام الجمعة
مثلاً ثمّ يقولون له اقرأ
هذا. لا، فإنّ من الأمور
الضروريّة التفكير،
والمطالعة، والدراسة
والاستفادة من أساتذة
الفنّ وأصحاب الماضي
العريق، وينبغي أن يحصل
هذا الأمر طبق معايير،
وطبق التحدّث بما هو
مناسب وقراءة الصحيح بهدف
إصلاح القراءة والخطابة"4.
الإمام القائد: "ينبغي
عدم التحدّث بالمضمون
الضعيف والموهون، ينبغي
أن لا
تحتلّ
المعارف العديمة الفائدة
أو القليلة الفائدة مكان
المعارف المفيدة، وينبغي
الالتفات إلى مقتضيات
الزمان وحاجات الناس من
المعارف الدينيّة. وبما
أنّ حادثة عاشوراء هي أمّ
المعارف في باب الجهاد
والنضال في سبيل الله,
وهي تشكّل السند الأساس
لثورتنا، فينبغي أن
تبيَّن بشكل مشذَّب، وأن
تظهر فيها الحقائق
وبالتالي حذف الإضافات
التي تُسمع وتُطلق من بعض
الألسن, أو تكتبها بعض
الأقلام من هنا وهناك...
إنّ قضيّة عاشوراء ليست
مسألة عاديّة بسيطة, لذا
لا يمكن خلط تلك القضيّة
العظيمة، بالخرافات, ثمّ
انتظار التأثير المطلوب
منها. اليوم، هو الوقت
المناسب للقيام بهذه
الأعمال"5.
- تحديث الأساليب في
تقديم المعارف
الإمام القائد: "العالم
اليوم يتقدّم ساعة بساعة
في أهمّ المسائل والعلوم
التي تحتاج إليها
البشريّة, وفي الحقيقة
فإنّ الكثير من العلوم
التي يجري فيها تبادل
الآراء، إذا قرأتم اليوم
نظريّة ما، فلا يمكنكم
بعد شهر من الزمن
الاعتماد عليها باعتبارها
النظريّة النهائيّة,
فالأساليب تتبدّل بشكل
دائم, والنظريّات تتجدّد
بشكل مستمرّ.
نحن كيف نريد اليوم أن
نحدّث الناس عن الحقائق
بالأسلوب الذي كان معتمداً
في مخاطبتهم قبل خمسين أو
مئة عام؟ اليوم يختلف
حتّى عن مرحلة ما قبل
الثورة, المنبر الذي كان
مفيداً ومؤثّراً قبل
الثورة- في الأعوام 55
و56و57- قد لا يكون مفيداً
ومؤثّراً اليوم في جميع
الأماكن. طبعاً هناك بعض
المعارف التي تمتلك
مستمعين في كلّ زمان وفي
ظلّ أيّ ظرف، إلّا أنّ
هذا الأمر ليس عامّاً,
هذه هي المسألة الأساسيّة
التي أردت الحديث عنها في
قضايا المنبر وأهل المنبر,
وخلاصتُها: ضرورة تحديث
وتطوير هذا الفنّ من
ناحية المضمون والقالب
والأساليب والمناهج"6.
|