الأمر الأوّل - الفنّ
الإمام القائد: "إنّ
ما يميّزكم (أنتم
المدّاحين) من الذين
يلقون النثر, أنّكم
تستفيدون من فنّين
للتفهيم وإلقاء المطالب:
فنّ الشعر وفنّ الإنشاد؛
وهذا أمر مهمّ, والإنشاد
في مقام المدح هو فنّ خاصّ
قائم بذاته, وليس المقصود
منه هو الصوت الحسن فقط,
لذلك ينبغي تعلّم هذا
الفنّ.
وقد شاهدت, بحمد الله,
سواء في جلسة اليوم أو في
جلسات الأعوام السابقة
والمناسبات الأخرى،
أشخاصاً يمتلكون مرتبة
المهارة والإبداع
والإتقان في هذا العمل،
بدءاً من الحركات والكلام
والشروع والختم وتحريك
الأيدي والنظر, هذا فنّ
بحدّ ذاته، يجب إتقان هذا
الفنّ وإكماله وتطويره.
الناس يميلون إلى لغة
الشعر أكثر من سواها, وإن
كانوا لا يفهمونه كما
يفهمون النثر، لا سيّما
إذا كان الشعر من الدرجة
الأولى. ينبغي عليكم
إفهام الناس, ولا يكون
ذلك فقط من خلال الصوت
الجميل, هناك الكثير ممّن
يقرأ الشعر بصوت جميل،
إلّا أنّ المستمع لا يفهم
ما قيل! لذلك ينبغي عليكم
إفهام الآخرين, والإفهام
هو فنّ من فنون الإنشاد,
قدّموا
الشعر من خلال فنّ
الإنشاد بهدف التفهيم,
افعلوا ذلك حتّى لو لم
يرافقه صوت جميل؛ لأنّ
كيفيّة القراءة هي التي
تعوّض الصوت الجميل, بهذا
النحو قد يكون تلقّي
المستمع أفضل بكثير ممّا
يتلقّاه من صاحب الصوت
الجميل والمشهور, ينبغي
الاستفادة من هذا الأمر
لنشر أفضل المعارف
الإسلاميّة، بالأخصّ تلك
التي تتعلّق بأهل البيت
وغيرهم"1.
الإمام القائد: "هناك
وسائل فنيّة متعدّدة في
عمل المدح: أشعاركم هي فنّ،
وكذلك صوتكم، واللحن الذي
تختارونه هو فنّ، وهكذا
الإشارات والأعمال التي
تؤدّونها"2.
الإمام القائد: "الإنشاد
الرائج بيننا هو عمل ذو
بعدين، هو ليس مجرّد
قراءة شعر ونغمات، بل هو
تركيب فنّي لهاتين
المقولتين, طبعاً أنا لا
أعلم منذ متى بدأت
الاستفادة من هذا الأسلوب،
هل بدأت منذ زمن
الصفويّين؟ أو قبلهم؟ أو
بعدهم؟ المهمّ أنّه أسلوب
رائج في زماننا, فالصوت
الجميل، واللحن المناسب
والشعر هي الأركان
الثلاثة لهذا العمل"3.
1- الشعر
الإمام القائد: "عندما
قيل إنّ: "من قال فينا
شعراً وبكى أو أبكى وجب
له الجنّة"4
، فما معنى ذلك؟ هل هذا
يعني أنّ للجنّة قيمة
زهيدة؟ هل الجنّة التي
ينبغي الإتيان بكلّ هذه
العبادات للوصول إليها،
يمكن أن تحصل بهذه
البساطة؟ أو أنّ الأمر
على عكس ذلك؟ إنّ ذلك
العمل، وتلك الأبيات
الشعريّة وإشغال القلوب
بوساطتها ونقل المطالب في
تلك الأيّام، يصل من
الأهميّة إلى مستوى أن
جعلت الجنّة في مقابل بيت
شعر واحد. في أيّ وقت كان
شعركم يترك هذا الأثر،
فسيقابله
ذلك
الأجر من دون نقاش. وهذا
حساب منطقيّ وواضح.
ما هو السبيل في أيّامنا
هذه، لتقرأوا شعراً
تكسبون به مثل أجر ومنزلة
"دعبل" و"الفرزدق"؟
السبيل إلى ذلك هو مَلْءُ
ذلك الفراغ الذي ملأه "دعبل"
أو "الفرزدق" أو
"الكميت"5, وباقي شعراء
أهل البيت عليهم السلام
في زمانهم, ودائماً كنت
أذكّر المنشدين والشعراء
الأعزّاء المتديّنين بهذه
المسألة"6.
الإمام القائد: "إنّ
الذي وضّحه "دعبل الخزاعيّ"
في قصيدته "مدارس آيات"7,
و"الكميت بن زيد الأسديّ"
في قصائد "السبع
الهاشميّات", أو تلك
الكلمات التي ذكرها
السيّد الحميريّ8 (رضوان
الله عليه) في أبياته
الشعريّة, ليس أكثر ممّا
ذكره غيرهم من الشيعة.
أمّا لماذا كان كلامهم ذا
قيمة أكبر
عند
الأئمّة عليهم السلام؟
فلأنّه شعر, أيّها السادة,
التفتوا إلى هذه النقطة,
فما هي خصوصيّة الشعر؟
خصوصيّته أنّه يترك أثراً
كبيراً في ذهن المخاطب,
فقد يتحدّث الشاعر ببيت
شعر واحد يكون أكثر
تأثيراً من كلام يتحدّث
به خطيب مقتدر لعدّة
ساعاتٍ. بيت الشعر الواحد،
أو مصراع بيت واحد يبقى
في الأذهان فيفهمه الناس
ويردّدونه, وبالنتيجة
يصبح خالداً.
وقد تجدّون أنّ قصيدة
شعريّة تبلغ مستوًى عالياً
من الأهميّة لجهة حفظ
البناء العقائديّ أو
العاطفيّ, بما لا يبلغه
عدد من الكتب. ومن هنا
نفهم أهميّة الترجيعات
الإثنتي عشرة المشهورة لـ
"محتشم"9 والتي هي من
الأشعار القديمة في
المراثي والمصائب، مع أنّ
المذكور في هذه الأبيات
ليس شيئاً أمام الكتب
الموجودة، إلّا أنّ
أشعاره تركت تأثيراً
خاصّاً.
يقوم صاحب الأبيات بتصوير
حادثة كربلاء للمخاطب
بحيث تنفذ بمفاهيمها
العقائديّة والعاطفيّة
والإنسانيّة والسياسيّة
والفكريّة إلى أعماق روح
المستمع, انظروا إلى
أبياته وشاهدوا كيف
يؤدّيها بفنٍّ وذوق وشكل
خاصّ، بحيث تأسر القلوب,
هنا تبرز أهميّة الشعر"10.
الإمام القائد: "كان
سلوك الأئمّة عليهم
السلام يقوم على تقوية
أسلوب الدعوة الشعريّة,
لم يكن الأئمّة عليهم
السلام هم وحدهم الذين
يقومون بهذا العمل, بل
كان الطرف المقابل يعمد
إليه أيضاً, أي أنّ خلفاء
بني أميّة وبني العبّاس
يحتاجون إلى الشعر لترويج
أعمالهم، فكانوا يوزّعون
أموالاً طائلةً على
الشعراء لينشدوا لهم
الشعر, وكان الشعراء
يُقبلون على ذلك بسبب
رواج الأموال والرشاوي,
وقد وصل الأمر ببعض
الشعراء المعروفين بشعراء
أهل البيت إلى إنشاد
الشعر للخلفاء طلباً
للمال.
فقد ورد مثلاً أنّ الإمام
الباقر عليه السلام خاطب
الشاعر العربيّ المعروف
بميوله لأهل البيت عليهم
السلام "كثير عزّة",
قائلاً له: "امتدحت عبد
الملك", فقال له: لم أقل
له يا إمام الهدى...
فتبسّم أبو جعفر عليه
السلام ولم يقل شيئاً, ثمّ
نهض الكميت وأنشد القصيدة
المعروفة:
مَـنْ لِقَلَـبٍ
متيّـمٍ مستهــــامِ
غيرُ مـا صَبوةٍ ولا
أحلامِ11
كان
الخلفاء يسعون وراء الشعر،
ويغدقون الأموال على
الشعراء، ليقولوا الشعر
في مدح بني أميّة أو بني
العبّاس وأنّهم على الحقّ,
واليوم تُدفع الأموال
بهدف ترويج الابتذال وذمّ
الإسلام وأهل البيت
وإهانة الشيعة, وهناك
آلاف الأقلام المأجورة
وبعضها أقلام ماهرة، تكتب
من أجل دولارات النفط
التي تغدق عليها, ويوجد
بين أيدينا الكثير من
الكتب التي تُدوَّن حول
الإسلام والتشيّع والإمام
(رضوان الله تعالى عليه)
والجمهوريّة الإسلاميّة،
وهي مجرّد إعلام، إلّا
أنّه إعلام بأساليب حسنة
ومحتوى سيِّئ, انظروا إلى
هذه القضيّة كم هي مهمّة"12.
الإمام القائد: "اختاروا
أفضل بيان وأكثره جاذبيّة،
أي الشعر الجميل، والشاعر
المقتدر -وهم كثر والحمد
لله- والمفاهيم الجيدة"13.
أ- اللفظ
الإمام القائد: "يتألّف
الشعر من أمرين: أحدهما
اللفظ, والآخر المعنى
والمضمون"14.
الإمام القائد: "تخيّروا
من الشعر ما كان مستواه
راقياً من الناحية
الفنيّة، لأنّه مؤثّر,
فالشعر الجميل والشعر
الفنّي، يمتلك خاصيّة
الفنّ العامّة, وهي عبارة
عن التأثير في المستمع من
دون أن يلتفت إلى ذلك بل
حتّى مع عدم التفات
المتكلّم له أيضاً في
كثير من الموارد, فالشعر
والرسم وباقي أنواع الفنّ
كالصوت الحسن واللحن
الجميل كلّها تؤثّر في
المستمع من دون أن يشعر
بذلك، وهذا أفضل أنواع
التأثير"15.
الإمام القائد: "من
الواضح أنّ الشعر الحسن...
ليس هو الشعر الذي يتضمّن
فقط المعاني الحسنة، بل
ينبغي أن يكون فنيّاً
استعملت فيه الألفاظ
الحسنة والكلمات
المناسبة"16.
الإمام القائد:
"... أوّلاً ينبغي أن
تكون ألفاظ الشعر حسنة،
وليس كلّ من أنشد شعراً
فهو شاعر, وليس إذا تصوّر
الشخص غير المبدع أنّ
شعره حسن، فهو شعر حسن؛
فالسؤال هنا عن فائدة
الشعر, ما هي؟ فائدته أن
يترك أثره الكبير في
المخاطب من دون أن يلتفت
إلى ذلك، هذا هو الفنّ,
الفنّ الراقي يؤثّر في
نفس المخاطب حتّى لو لم
يدرك أنّه فنّ راقٍ, وهذا
ما يميّز هذا الفنّ من
الفنّ السطحيّ العامّي
والمبتذل، هذه هي فائدته
المرجوّة, ولذلك ينبغي أن
يكون اللفظ متيناً، حسناً،
جميلاً، وينبغي أن تكون
مضامينه جذّابة، جديدة،
غير مكرّرة وتحتوي- وهذا
هو الأهمّ- على المعرفة"17.
ب- المضمون
الإمام القائد: "بالإضافة
إلى اللفظ ومضمون الألفاظ،
هناك مقولة أخرى وهي
مقولة المؤدّى, وهذا يعني
أنّ ما توضحونه ينبغي أن
يكون تعليميّاً, تصوّروا
أنّ واعظاً يعتلي المنبر
ويتحدّث بأمور لا تفيد
الناس شيئاً جديداً من
المعرفة والبصيرة, فهذا
الشخص يهدر وقته ووقت
الآخرين, وهكذا هو حال
المنشد,
الإشكال
في أن تقرأوا شعراً حول
السيّدة الزهراء
عليهاالسلام - حتّى لو
كان حسن اللفظ - ثمّ لا
يستفيد منه المستمع، ولا
يزداد معرفةً بالسيّدة
الزهراء عليهاالسلام
مقدار ذرّة، ولا يفهم من
مقاماتها التوحيديّة شيئاً،
ولا من جهادها، وسلوكها
وسجاياها التي تعتبر
كلّها دروساً للبشر,
لأنّها معصومة, والمعصوم
هو مَثَل أعلى في كلّ ما
يأتي به؛ وهذا يعني-
أيّها الأعزاء- أنّ عملكم
صعب! وهذا خلاف من يتصوّر
أنّ عملكم عبارة عن حفظ
بضع كلمات, ثمّ أداؤها
بصوت حسن، كلّا، فإنّ
عملكم صعب جدّاً, هو عمل
فنّي، مؤثّر، هادف وهادٍ"18.
الإمام القائد: "إنّ ذلك
الأثر المهمّ للشعر هو
الذي يدعونا للتأكيد
دائماً, في مثل هذه
اللقاءات, على القول:
اذهبوا واختاروا الأشعار
الفارسيّة المتينة
الموجودة في الكتب
المتنوّعة، والمفيدة في
توضيح المفاهيم والعقائد
والأخلاق الإسلاميّة أو
المناسبة للرؤية
السياسيّة, أو كلّ ما
يحتاج إليه مجتمعنا
الإسلاميّ، وعندئذٍ
ستصبحون عبارة عن "الكميت"
و"دعبل".
وكما ذكرنا فإنّ من جملة
الأمور التي ينبغي أن
تكون موجودة في هذه
الأشعار، هو المفاهيم
الإسلاميّة الراقية-
كالتوحيد والنبوة- ولعلّ
أفضل الأبيات الشعريّة
للقدماء حول التوحيد
والنبوّة، تلك المدائح
التي ذكرها شعراؤنا
الكبار في مقدّمة
دواوينهم, وهي ذات مضامين
عميقة تزيد القارئ معرفةً
بالرسول صلى الله عليه
وآله وسلم أو الإمام عليه
السلام أو السيّدة
الزهراء عليها السلام, لا
أدّعي المعرفة الكاملة،
لأنّنا لا نتمكّن من
معرفة أولئك العظماء
معرفة كاملة، إلّا أنّه
يجب السعي بقدر المستطاع.
فعندما نقرأ شعراً حول
الإمام عليّ عليه السلام,
ينبغي أن نتعرّف على
المقام المعنويّ لعليّ
عليه السلام - هذا المقام
الذي لا نعرف عنه إلّا
القليل وهو خفي عن أذهان
وأفكار وقلوب الناس
المتوسّطين, ومن هم أقلّ
من ذلك - وكذلك يجب أن
نتعرّف على عبادته
ومظلوميّته
وحكومته وعدله ومساندته
الضعيف وجهاده ومواجهته
للظالمين"19.
الإمام القائد: "أنا
مسرور جدّاً أن أرى-
وبحمد الله- أنّكم في هذه
المجالات تتقدّمون جيّداً,
وتنظّمون أشعاركم
وألحانكم وإنشادكم بناءً
على حاجات العصر. فينبغي
أن تستمرّوا في هذا الأمر،
وأوصي الأخوة الأعزّاء
الذين يشاركون في هذه
الجلسات، سواء كانوا من
الأخوة الشعراء الذين
يشاركون في الملتقيات
الأدبيّة والشعريّة التي
يتمّ فيها اقتراح وطرح
موضوع للحديث، أو كانوا
من الأخوة المنشدين
المنتشرين في المجتمع في
طهران، أو قمّ، أو مشهد
أو في أيّ مكان آخر،
وبالأخصّ في أماكن
تواجدهم الكبير، أوصيهم
جميعاً أن ينشدوا الشعر
الذي يحتوي على المضامين
والمواضيع المهمّة التي
قيل فيها شعر أو ينبغي
قوله فيها"20.
الإمام القائد: "ابحثوا
في المجامع الأدبيّة
والمجامع الإنشاديّة عن
المواضيع التي ينبغي أن
يقال فيها الشعر، ثمّ
تصاغ الأشعار حسب تلك
المواضيع والمناسبات
المختلفة التي يتمّ
الإعلان عنها كعشرة الفجر
وأمثالها, هناك أبعاد في
حياة الإمام السجّاد عليه
السلام ينبغي التعرّف
عليها وقول الشعر فيها،
وإذا كان هناك شعر فيها،
فيجب البحث عنه والحصول
عليه وقراءته للناس, فهل
يمكن اعتبار حياة الإمام
السجّاد خالية من الملحمة
وهو الذي أمضى ثلاثين
عاماً في الجهاد, وقد
أورد تلك الخطبة المعروفة
في الشام، فأوجد تلك
الثورة وذلك التغيّر في
العالم الإسلاميّ؟ لنفتّش
عن تلك الملاحم, فإنّ
شعبنا اليوم وجميع شعوب
العالم تحتاج إلى تلك
الملاحم"21.
الإمام القائد: "إنّ
الكثير منهم (الشعراء
الذين كانوا محلّ اهتمام
أهل البيت عليهم السلام)
هم شعراء تربطهم علاقة
بأهل البيت عليهم السلام
إلّا أنّ أشعارهم لم تكن
كلّها حول أهل البيت,
انظروا إلى ديوان "دعبل
الخزاعيّ"، فهو ليس
ديواناً يمتدح فيه أهل
البيت عليهم السلام من
بدايته إلى نهايته, فهو
شاعر, إلّا أنّ شعره، شعر
سياسيّ يدور حول أفكار
وعقائد ومحبّة أهل البيت،
فهو من الموالين لأهل
البيت عليهم السلام.
والولاية تعني التعلّق
والإرتباط فهو من
المرتبطين بهم عليهم
السلام, انظروا إلى السبب
الذي جعل أمثال دعبل
والكميت يحوزون على ذلك
التقدير والإحترام في
عالم التشيّع وفي عصر
الأئمّة عليهم السلام ما
هو؟"22.
أولاً: اختيار الأشعار
القويّة
الإمام القائد: "كان بعض
الأخوة المنشدين يقول:
إنّنا إذا اخترنا شعراً
متيناً لشاعر كبير، فإنّ
الناس لا يفهمونه، لذلك
نحن ملزمون بالاستفادة من
هذه الأشعار. والواقع ليس
كذلك, فأنا لا أقبل بهذا
الأمر؛ عندما تتحدّثون مع
الناس بلغة الشعر فإنّ
هذا الشعر يترك أثره في
قلوب الناس حتّى وإن كان
معقّداً، إذا قرأه المنشد
بأسلوب فنّي وكلمة بكلمة"23.
الإمام القائد: "تتمكّن
مجموعة المنشدين من إيفاء
الدور المطلوب منها عندما
تمتلك لغة لطيفة مثل:
الشعر الراقي والمحكم
والقويّ والمعبّر,
ومضموناً مهمّاً كـ:
الشعر الأخلاقيّ، أو
التاريخيّ، أو العقائديّ:
كـ: التوحيد والنبوّة
والولاية, فالشعر موجود
في جميع هذه الموارد, وفي
اللغة الفارسيّة هناك
مقدار كبير من الشعر
الحسن والمحتوي على
الحكمة, بحيث لو أراد
الشخص أن يقرأ منه لمدّة
عشر سنوات من دون تكرار,
لأمكنه ذلك. هناك الكثير
من الشعراء المبدعين منذ
القدم وإلى عصرنا الحاضر,
فالأمر المهمّ إذاً هو
اللغة الحسنة، والشعر
الحسن، والمضمون ذو
الحكمة الأعمّ من
الاعتقاد والأخلاق, أو
الذي يحتوي على المصيبة
والمدح, أو القضايا
الإجتماعيّة وقضايا
الثورة وأمثالها"24.
الإمام القائد: "ينبغي
أن تكون أشعاركم حسنة،
قويّة، محكمة، ذات مضمون
جيّد ومقنع, إنّ قصيدة
واحدة تقرؤونها قد تترك
أثراً بمقدار عدّة
محاضرات يلقيها خطيب ماهر,
وقد يبلغ بيت واحد من
الشعر في محلّه من القيمة
ما يبلغه كتاب, إلّا أنّ
هذه الأمور لا تحصل
بسهولة وبالمجّان, بل على
الإنسان أن يتعب ويعمل
ويسعى، ليحصل على الشعر
الحسن ويقرأه, ولحسن الحظّ
فقد راجت في هذه الأيّام
عادة القراءة عن الورق,
ولا إشكال في ذلك، وإن
كان معيباً في الأزمنة
الماضية, طبعاً لو تمكّن
المنشدون من حفظ القصائد
الشعريّة فهذا فنّ إضافيّ،
والمهمّ أن يكون الشعر،
حسناً، متيناً، قويّاً
وذا مضمون جيِّد"25.
ثانياً: إيجاد الأجواء
المناسبة لنقد الشعر
الإمام القائد: "اليوم
وبحمد الله عندنا منشدون
ماهرون, ونشكر الله تعالى
أنّ أصحاب الفكر والرأيّ
السياسيّ كثر وما نسمعه
في بعض المناسبات من
الأشعار، هو في الواقع
أمور جيّدة، إلّا أنّه
يجب عليكم أن تلتفتوا إلى
ضرورة الاهتمام بمسألة
الشعر. طبعاً هذه الجلسة
غير مخصّصة لأن أجلس
وأتحدّث عن بيت ما من
الشعر, وأنّه كيف يمكن أن
يكون أفضل، إلّا أنّ هذا
العمل ينبغي أن يحصل في
المجامع الأدبيّة, وهذا
يعني أن تأخذوا هذا الشعر
الذي قرأتموه والذي قد
يكون جيّداً - لا أصدر
حكماً عامّاً - وتطرحوه
في أوساط المجامع
الأدبيّة، ثمّ تقدّموا
الجائزة لمن يتمكّن من
نقد هذا الشعر أو إيراد
إشكال مهمّ عليه, والهدف
من هذا العمل أن يصبح
الشعر قويّاً, استعينوا
بالأشعار الراقية التي
تكتبونها بأنفسكم,
واعملوا على رفع مستوى
الشعر عندكم"26.
ج- الشاعر
الإمام القائد: "الصوت
واللحن يقدّمهما السادة
المنشدون، أمّا اللفظ
والمعنى فينبغي أن
يقدِّمهما الشاعر. بعض
الألفاظ، جميلة إلّا
أنّها خالية من النتيجة،
لا يحصل المستمع على شيء
منها, وبعض المعاني،
جيّدة وراقية، إلّا أنّها
لم تُقدَّم بألفاظ مناسبة,
وكلّ ذلك معيب"27.
الإمام القائد: "نحن
نمتلك الكثير من الأشعار
الغزليّة, فمثلاً انظروا
إلى ديوان صائب. ففي وقت
من الأوقات اخترت عدّة
أبيات من هذه الأشعار
وقدّمتها إلى أحد الأخوة
المنشدين ليعمل عليها, إنّ
ديوان صائب28
يحتوي على غزل جميل ومفيد
يؤثّر في القلوب. وغيره
أيضاً لديه مثل هذا النوع
من الأشعار, فبعض الشعراء
يمتلك بياناً جميلاً
يتمحور حول عبادة الأئمّة
عليهم السلام وخضوعهم
وتضرّعهم وإنفاقهم
وجهادهم في سبيل الله
تعالى"29.
الإمام القائد: "هناك
الكثير من المواضيع التي
كتب الشعر حولها، ولا
يعرف أحد عنها شيئاً,
اذهبوا وانظروا ديوان
إقبال على سبيل المثال،
حيث إنّ الأبيات الشعريّة
التي كتبها حول الإمام
الحسين عليه السلام
مشهورة، إلّا أنّ هذا
الشاعر الباكستانيّ لم ير
إيران على الإطلاق، وقد
كتب مقداراً كبيراً من
الشعر في المفاهيم
الإسلاميّة - بالأخصّ
المفاهيم الثوريّة
الإسلاميّة - بحيث يعيشه
الإنسان حالة راقية بسبب
ذلك. أذكر جيّداً- قبل
عشرين سنة- عندما كنّا
نتحدّث حول هذه المسائل
الثوريّة الإسلاميّة في
المحاضرات والمجالس، كنّا
نسرّ كثيراً عندما
نجد
بعض الأحيان بيتاً أو
بيتين من شعر سعدي30
أو ناصر خسرو31
أو غيرهما، فكنّا ندوّنها
ثمّ نستفيد منها في
خطابنا وحديثنا, وعندما
تعرّفت على ديوان إقبال-
لعلّ ذلك كان عام 1345 أو
1346 هـ. ش- أعجبت
بأشعاره, فكنت أقرأ تلك
القصائد فأجدها مليئة
بالمفاهيم التي نحتاج
إليها، وكنت أتعجّب من
وجود هذه المسائل التي
كنّا نظنّ بأنّنا أوّل من
يتحدّث بها، بينما هي
موجودة لدى ذلك الإنسان
العظيم بطريقة الشعر، هذا
من باب المثال, واليوم
شعراؤنا- بحمد الله-
يقدّمون أشعاراً راقية،
وأنتم تسمعون وتشاهدون
نماذج منها"32.
2- اللحن
الإمام القائد: "ليس
كلّ لحنٍ سيكون مفيداً
لكم, بل هناك ألحان خاصّة
تنفعكم، بالأخصّ تلك التي
تؤدَّى بالأسلوب البيانيّ
الخاصّ للإنشاد, ولو لم
يكن هذا الأمر مهمّاً
لمّا توقّفت عند جزئيّاته
إلى هذا الحدّ, وإذا أمكن
القيام بهذا العمل بشكل
جيّد- ونحن نرى اليوم,
بحمد الله, أنّ هناك
الكثير من الأخوة يؤدّون
هذا العمل منذ سنوات
متمادية بشكل جميل جدّاً-
فإنّ ذلك سيؤثّر كثيراً
في التقدّم الفكريّ
والعقائديّ والإسلاميّ
لمجتمعنا"33.
أ- اختيار أو ابتكار
اللحن المناسب
الإمام القائد: "إسعوا
لابتكار اللحن بأنفسكم,
فأنتم تمتلكون الكثير من
الفنّ والكثير من الذوق,
ممّا لا شكّ فيه أنّ من
بين المخلصين لهذا العمل
من يمكنهم
إيجاد ألحان جيّدة مختصّة
بالمنشدين وقرّاء العزاء
وألحان الموالد والأفراح"34.
الإمام القائد: "ينبغي
أن أشير إلى أنّ لحن
الفرح يختلف عن لحن الحزن,
وقد أصبح رائجاً اليوم
إقامة الحفلات في أيّام
العيد, فأنا لا أخالف ذلك،
وليس سيّئاً أن يقوموا
بالتصفيق, إلّا أنّه في
بعض الأحيان عندما نسمع
ذلك يُبثّ عبر الإذاعة
ولا نستطيع سماع الشعر
بشكلٍ واضحٍ نشعر وكأنّ
ذلك اللحن والتصفيق هما
لطم على الصدور، فهل هذا
هو الفرح والسرور؟ فلو
اختاروا لأيّام الفرح
ألحاناً مناسبةً- غير
مبتذلة ولا فاسدة وليست
محرّمة- وأعدّوا لها
أساليب مناسبة، فستكون
أفضل وأكثر تأثيراً, وإذا
كنّا قد اعتدنا على قراءة
العزاء فلا ينبغي أن يكون
كلامنا في مناسبات
الأفراح والموالد شبيهاً
بلحن العزاء ومناسبات
المصائب والأحزان, وقد
كان بعض المتقدّمين يقول
إنّ كلّ ما يقرأه فلان
فهو مثنويّ
35! وإنّ كلّ
لحن يؤدّيه فهو مثنويّ
ينبغي أن لا يكون الأمر
على هذا النحو"36.
ب- استخدام الألحان
الإيرانيّة الأصيلة, أو
اتباع الأساليب والألحان
الغربيّة؟
الإمام القائد: "في
الأزمنة الماضية, كنّا
نسمع على لسان
الموسيقيّين المشهورين أنّ
النواح وشبيهه قد حفظا
الموسيقى الإيرانيّة
الأصيلة،... واليوم ينبغي
أن لا يقوم الشباب، سواء
كانوا من منشدي الإذاعة
والتلفزيون- والتي للأسف
لا تمتلك وضعاً حسناً من
هذه الجهة- أو منشدي
جلسات المديح، بتقليد
الألحان الأوروبيّة
فيقرأوا كما يقرأ بعضُ
المغنّين الغربيّين أو
العرب, وقد كان هذا
الأسلوب متّبعاً للأسف
قبل الثورة, وقد ضيّعوا
الموسيقى الإيرانيّة
الأصيلة التي يمكن
اعتبارها نوعاً من
الموسيقى الحلال- وإن كان
بعضها يعدّ حراماً، ولا
فرق في ذلك بين
الإيرانيّة وغيرها- وقد
أصبح الوضع بعد الثورة
أفضل، مع العلم أنّه من
غير
المقبول أن يقوم المنشد
بتقليد اللحن الغربّي أو
الألحان الرائجة في مجالس
اللهو ثمّ يستخدمها في
مجالس الإيمان والفضيلة،
فهذا خطأ, التجديد أمر
مطلوب وجيّد، إلّا أنّه
ليس على هذا النحو, كلّ
ما ذكرناه فهو يعود إلى
اللحن، لأنّ اللحن يعتبر
مسألة مستقلّة بحدّ ذاتها,
إذ إنّ الصوت الجميل قد
يصبح سيّئاً بسبب اللحن
السيّئ، كما أنّ الصوت
المتوسّط الجمال قد يصبح
جميلاً بسبب اللحن الحسن"37.
3- الصوت الجميل
الإمام القائد: "انظروا
إلى الفائدة, كم ستكون
عظيمة لو أمكن تقديم
الإنشاد من خلال شعر جميل
ذي مضمون ومحتوى جيّد،
وصوت جميل, فإذا تهيّأ
ذلك فتفضّلوا باسم الله,
فهذه هي الساحة وهذا هو
الميدان, إلّا أنّ الشرط
الأوّل لذلك, أن يكون
الشعر جيّداً, إذا كان
الشعر سيّئاً، فإنّ أيّاً
من هذه الفضائل التي ذكرت
لن تكون موجودة, انظروا
إلى التأثير الكبير الذي
سيتركه الأشخاص الذين
يمتلكون الخصائص الآتية،
يقرؤون قصيدةً رائعةً في
مكان مناسب وبلحنٍ جميلٍ
ومضمون جيّد ومن خلال صوت
جميل وحنجرة مساعدة وبلحن
ومضمون مناسبين, طبعاً
تجدر الإشارة إلى أنّ
مسألة الحنجرة هي مسألة
مستحبّة ونافلة في الشعر،
لأنّ الشعر هو الفريضة,
أي أنّ الشعر يصبح تأثيره
مضاعفاً إذا قُرئ بصوت
جميل، إلّا أنّ الصوت
الجميل ليس من أركان هذا
العمل. طبعاً القصيدة
الراقية التي يقرأها
الشخص بصوتٍ جميل بهذا
النحو، ستكون قيمتها أكبر
من محاضرة يلقيها عالم
لمدّة ساعة من الزمن"38.
الأمر الثاني- الفكر
الإمام القائد: "العنصر
الثاني هو الفكر، لأنّ
المنطق والاستدلال
والكلام
الدقيق والصحيح والجيّد
موجودة بكثرة في ثنايا
هذه الأشعار، ويمكنها
إقناع الأذهان, طبعاً
للمنطق أشكال متعدّدة, قد
يكون برهانيّاً، أو
خطابيّاً، أو شعريّاً،
والمقصود أنّ بالإمكان
إيصال هذا النداء إلى
أعماق ذهن المخاطب
وإقناعه من خلال الشعر"39.
الأمر الثالث - الرسالة
الدينيّة والمعنويّة
الإمام القائد: "الخصوصيّة
الثالثة لكم، أنّكم
تحملون رسالة دينيّة، أي
أنّكم تمتلكون جانباً
معنويّاً وروحانيّاً,
هناك الكثير من المنشدين
في الدنيا والذين قد
يقرأون أشعاراً جميلة،
إلّا أنّهم لا يقرأون من
موقع المديح لأهل البيت
عليهم السلام، أمّا أنتم
فتقرأون من ذلك الموقع,
وتتحدّثون من موقع معنويّ
وروحانيّ"40.
- مصدر وسند المحتوى
المقدّم
الإمام القائد: "ينبغي
العمل على أن يكون النواح
والأشعار والمراثي ذات
مغزى ومضامين صحيحة,
وتعتمد على الآثار
الصحيحة الواردة عن
الأئمّة عليهم السلام أو
العلماء الكبار"41.
الإمام القائد: "كان
بعض الأخوة يقول، إذا كان
ما نقرأه خطأ فأخبرونا
حتّى لا نقرأه, وليس
المقصود أن نمنع من قراءة
كلّ ما لا نقبله أو نشكّ
فيه, لأنّنا إذا فعلنا
ذلك، فقد يجد الأخوة
القرّاء أنفسهم ضمن دائرة
ضيّقة جدّاً! لا ينبغي
القول: نحن لا نقرأ إلّا
ما ثبت قطعاً في التاريخ,
فعندئذٍ لا يمكنكم قراءة
أيّ شيء, حتّى ما هو
موجود في "اللهوف" لابن
طاووس فهو من خبر الواحد,
لذا فاقرأوا من كلّ ذلك
ما هو معقول, طبعاً هذا
لا يعني أن يقوم الإنسان
باختراع كلّ ما هو معقول
من عنده وقراءته, لا، بل
عليكم جعله يعتمد على
الواقع المنقول. وممّا لا
شكّ فيه
أنّ
كلّ حديث عندما يختلط
بالفنّ فإنّه يترافق مع
بعض الزوائد الخارجيّة،
التي لا إشكال فيها، بشرط
أن لا تصبح تلك الزوائد
هي كلّ شيء, بل يُستخرج
الأصل من الواقع، الذي
يتمّ إلباسه ظاهراً فنيّاً,
قد لا يكون المجال متاحاً
الآن للحديث عن هذه
الأمور, إلّا أنّ هذه
الأمور هي قضايا ينبغي
التداول بها والحديث عنها
والتذكير بها. في أدعيتنا
وزياراتنا يوجد الكثير من
التعابير الجميلة
والمعنويّة التي تشير إلى
الحقائق، لذلك ينبغي أن
تكون هي المحور, يمكن أن
نجعل ما ذُكر في كتب
الشيخ وابن طاووس والمفيد
وغيرهم من العظماء هو
المحور والأصل، وبعد ذلك
يمكن تقديم ذلك في قالب
فني جميل ولائق. طبعاً
لكلّ شخص سليقته الخاصّة
في البيان وهذا لا إشكال
فيه, لذلك فإنّ الدور
الذي تقومون به، دور مهمّ
جدّاً. وأنا مصرّ على
تكرار هذه المسألة على
مسامع الأخوة المنشدين
الأعزّاء، وهي أنّ هذا
الدور هو دور مهمّ وحسّاس
جدّاً، فلا تستخفّوا به"42.
|
1- من كلام له في لقاء
مدّاحي أهل البيت عليهم
السلام بمناسبة ولادة
السيّدة الزهراء عليها
السلام 10/10/69 هـ. ش.
2- من كلام له في لقاء
المدّاحين بمناسبة ولادة
السيّدة الزهراء عليها
السلام 19/7/77 هـ. ش.
3- من كلام له في لقاء
جمع من مدّاحي أهل البيت
عليهم السلام بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 18/6/80 هـ.
ش.
4- الحرّ العامليّ, وسائل
الشيعة، ج 14، ص 594.
5- عن
الكميت بن زيد قال
لمّا أنشدت أبا جعفر عليه
السلام مدائحهم قال لي:
"يا كميت, طلبت بمدحك
إيّانا لثواب دنيا أو
لثواب آخرة؟، قال: قلت:
لا والله, ما طلبت إلّا
ثواب الآخرة, قال: أمّا
لو قلت ثواب الدنيا
قاسمتك مالي حتّى النعل
والنعل...". ( المحدث
النوري, مستدرك الوسائل،
ج 10، ص 396).
6- من كلام له في لقاء
جمع من مدّاحي أهل البيت
عليهم السلام بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 18/6/80 هـ.
ش.
7- عن أبي السلط الهرويّ
قال: سمعت دعبل بن عليّ
الخزاعيّ يقول: أنشدت
مولاي عليّ بن موسى الرضا
عليه السلام، قصيدتي التي
أوّلها:
مـدارس آيــــات خــــلت مـــن تـــــلاوة ومـــنـــزل وحـــــي مــقفر
العرصـــات
فلمّا انتهينا إلى قولي:
خــروج إمـــام لا
مــــــحالـــة
خــــــارج
يقـــوم علـــى اســــم
الله والبركــــات
يميّـــــز فينــــــا
كــــــلّ حقّ
وبــــاطـــل
ويجــزي علــى النعمـــاء
والنقمــات
بكى الإمام الرضا عليه
السلام بكاءً شديداً, ثمّ
رفع رأسه إليّ فقال لي:
"يا خزاعيّ, نطق روح
القدس على لسانك بهذين
البيتين". (المحدث
النوري, مستدرك الحرّ
العاملي, وسائل الشيعة، ج
10، ص 394).
8- لمزيد من الإطلاع حول
الحميريّ وقصيدته، لاحظ
الرواية الآتية:
سهيل بن ذبيان، قال: دخلت
على الإمام عليّ بن موسى
الرضا عليه السلام في بعض
الأيّام، قبل أن يدخل
عليه أحد من الناس، فقال
لي: مرحبا يا بن ذبيان،
الساعة أراد رسولنا أن
يأتيك لتحضر عندنا, فقلت:
لماذا يا بن رسول الله؟
فقال عليه السلام: لمنام
رأيته البارحة وقد أزعجني
وأرقني, فقلت: خيراً يكون
إن شاء الله تعالى, فقال
عليه السلام: يا بن
ذبيان, رأيت كأنّي قد نصب
لي سلّم فيه مائة مرقاة
فصعدت إلى أعلاه, فقلت:
يا مولاي أهنئك بطول
العمر، وربما تعيش مائة
سنة لكلّ سنة مرقاة, فقال
لي عليه السلام: ما شاء
الله كان ـ ثمّ قال ـ يا
بن ذبيان، فلمّا صعدت إلى
أعلى السلّم رأيت كأنّي
دخلت في قبّة خضراء يرى
ظاهرها من باطنها، ورأيت
جدّي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم جالساً
فيها، وإلى يمينه وشماله
غلامان حسنان يشرق النور
من وجوههما، ورأيت امرأة
بهيّة الخلقة، ورأيت بين
يديه شخصاً بهيّ الخلقة
جالساً عنده، ورأيت رجلا
واقفاً بين يديه، وهو
يقرأ هذه القصيدة: لأمّ
عمرو باللوى مربع..،
فلمّا رآني النبيّ صلى
الله عليه وآله، قال لي،
مرحباً بك يا ولدي يا
عليّ بن موسى الرضا، سلّم
على أبيك عليّ عليه
السلام، فسلّمت عليه، ثمّ
قال لي: وسلّم على أبويك
الحسن والحسين
عليهما السلام، فسلّمت
عليهما، ثمّ قال لي:
وسلّم على شاعرنا ومادحنا
في دار الدنيا السيّد
إسماعيل الحميريّ، فسلّمت
عليه وجلست، فالتفت
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم إلى السيّد
إسماعيل، وقال له: عد إلى
ما كنّا فيه من إنشاد
القصيدة، فأنشد يقول:
لأم عــــمـــــرو بــــــاللـــــوى مـــــربــــع
طــــامســـــــة
أعـــــلامـــــه
بــــلقـــــــع
فبكى النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم، فلمّا
بلغ إلى قوله: ووجهه
كالشمس إذ تطلع, بكى
النبيّ وفاطمة صلى الله
عليه وآله وسلم ومن معه،
ولمّا بلغ إلى قوله:
قــالوا لــــــــــه لو
شئــــــــت أعلمتنـــــا
إلـــــى مــــــن
الغايـــــــة
والـــمفـــــــزع
رفع النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم يديه, وقال:
إلهي أنت الشاهد عليّ
وعليهم، إنّي أعلمتهم أنّ
الغاية والمفزع عليّ بن
أبي طالب عليه السلام،
وأشار بيده إليه، وهو
جالس بين يديه صلى الله
عليه وآله وسلم، قال عليّ
بن موسى الرضا عليه
السلام: فلمّا فرغ السيّد
إسماعيل الحميريّ من
إنشاد القصيدة، التفت
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم إليّ وقال: يا
عليّ بن موسى، احفظ هذه
القصيدة، ومر شيعتنا
بحفظها، وأعلمهم أنّ من
حفظها وأدمن قراءتها ضمنت
له الجنّة على الله
تعالى، قال الرضا عليه
السلام: ولم يزل يكررها
عليّ حتّى حفظتها منه".
(المحدّث النوري, مستدرك
الوسائل، ج 10، ص 392).
9- محتشم الكاشانيّ, يعرف
بشمس الشعراء, عاش في
أوائل العصر الصفويّ,
وكرّس أشعاره لمدح ورثاء
أهل البيت عليهم السلام,
توفي عام 996 للهجرة. هو
من أشهر شعراء الفرس في
القرن العاشر, له ديوان
يسمّى جامع اللطائف. نقل
أنّه نظم قصيدة في مدح
الشاه طهماسب الصفويّ
وأرسلها إليه, فأرسل إليه
الشاه: إنّي لا يعجبني
إلّا ما كان في أهل البيت
عليهم السلام, فنظم محتشم
مراثي وأرسلها إليه, وهي
اثنتا عشرة قصيدة كلّ
منها في اثني عشر بيتاً,
نظمها في رثاء الحسينعليه
السلام. وقد لاقت هذه
القصائد قبولاً وإقبالاً
منقطع النظير منذ يومه
وحتّى اليوم فهي في
مقدّمة ما يحفظه الخطباء
وفي الطليعة ممّا ينشده
الوعّاظ في مآتم الحسين
عليه السلام.
10- من كلام له في لقاء
جمع من ذاكري ومدّاحي أهل
البيت عليهم السلام
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
28/10/68 هـ. ش.
11- المجلسيّ, بحار
الأنوار، ج 46، ص 338.
12- من كلام له في لقاء
جمع من ذاكري ومدّاحي أهل
البيت عليهم السلام
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
28/10/68 هـ. ش.
13- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 5/5/84 هـ.
ش.
14- من كلام له في لقاء
جمع من ذاكري ومدّاحي أهل
البيت عليهم السلام
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
18/6/80 هـ. ش.
15- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 5/5/84 هـ.
ش.
16- من كلام له في لقاء
جمع من ذاكري ومدّاحي أهل
البيت عليهم السلام
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
18/6/80 هـ. ش.
17- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 14/4/86 هـ.
ش.
18- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 14/4/86 هـ.
ش.
19- من كلام له في لقاء
جمع من ذاكري ومدّاحي أهل
البيت عليهم السلام
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
28/10/ 68 هـ. ش.
20- لقاء الإمام القائد
مع مجموعة المدّاحين
11/12/64 هـ. ش.
21- المصدر نفسه.
22- من كلام له في لقاء
جمع من ذاكري ومدّاحي أهل
البيت عليهم السلام
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
28/10/68 هـ. ش.
23- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 5/5/84 هـ.
ش.
24- من كلام له في لقاء
جمع من مدّاحي أهل البيت
عليهم السلام بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 10/10/69
هـ. ش.
25- من كلام له في لقاء
جمع من مدّاحي أهل البيت
عليهم السلام بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 19/7/77 هـ.
ش.
26- من كلام له في لقاء
ذاكري ومدّاحي أهل البيت
عليهم السلام بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 28/10/68
هـ. ش.
27- من كلام له في لقاء
جمع من مدّاحي أهل البيت
عليهم السلام بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 18/6/80 هـ.
ش.
28- صائب: ميرزا محمّد
علي بن ميرزا عبد الرحيم
صائب التبريزيّ المعروف
بـ: "صائبنا" (1607-
1670م). وصل إلى منصب ملك
الشعراء في بلاط الشاه
عبّاس الثاني. كان من
الأساتذة المشهود لهم في
الغزل وشعره محكم تملأه
موازين الفصاحة والبلاغة,
وقد تميّز بتضمين أشعاره
موضوعات عرفانيّة دقيقة
رقيقة, ممّا يكسب
غزليّاته عظمة وبهاء
وسمات خاصّة.
29- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 11/12/64
هـ. ش.
30- هو محمّد مشرف الدّين
مصلح بن عبد الله بن شرف
الدّين الشيرازيّ, ثالث
الشعراء الثلاثة الكبار
في إيران, ولد في مدينة
شيراز في حدود عام 606
هـ, كان كثير السفر ويحمل
من أسفاره الكثير من
القصص والحكايات والتجارب
المعنويّة, من أهمّ
نتاجاته: المنظومة وهي في
الأخلاق والتربية والوعظ.
وأهمّ نتاجاته في النثر
هو كتاب گلستان أي حديقة
الورود الذي يحوي ثمانية
أبواب: أحوال الملوك,
أخلاق الدراويش, الفضيلة
والقناعة, فوائد الصمت,
العشق والشباب, الضعف
والشيخوخة, تأثير
التربية, وآداب الكلام.
توفي حدود العام 691 هـ.
31- ولد عام 1004م, وتوفي
عام 1088م, رحّالة وشاعر
وفيلسوف فارسيّ, له كتاب
الأسفار أو "سفرنامه",
الذي دوّن فيه أخبار
أسفاره في أرجاء العالم
الإسلاميّ.
32- لقاء الإمام القائد
مع مجموعة المدّاحين
11/12/64 هـ. ش.
33- لقاء الإمام القائد
مع مدّاحي أهل البيت
عليهم السلام بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 10/10/69
هـ. ش.
34- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 5/5/84 هـ.
ش.
35- المثنوي: أو "مثنوي
معنوي" بالفارسي, هو
ديوان شعري باللغة
الفارسيّة لجلال الدّين
الروميّ. يبلغ عدد أبيات
المثنوي 25632 بيتاً,
موزّعة بين أجزائه
الستّة, وفيه 424 قصّة
تشرح معاناة الإنسان
للوصول إلى حبّه الأكمل
الذي هو الله تعالى.
36- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 5/5/84 هـ.
ش.
37- من كلام له بمناسبة
ولادة السيّدة الزهراء
عليها السلام 14/4/86 هـ.
ش.
38- من كلام له في لقاء
جمع من ذاكري ومدّاحي أهل
البيت عليهم السلام
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
28/10/68 هـ. ش.
39- من كلام له في لقاء
مجموعة من المدّاحين
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
19/7/77 هـ. ش.
40- المصدر نفسه.
41- من جواب له على رسالة
إمام جمعة أردبيل حجّة
الإسلام والمسلمين مروّج
27/3/73 هـ. ش.
42- لقاء الإمام القائد
مع مجموعة المدّاحين
بمناسبة ولادة السيّدة
الزهراء عليها السلام
10/10/69 هـ. ش.
|
|
|