بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ
العالمين وصلّى الله على رسوله محمّد وآله
الطيّبين الطاهرين.
إنّ البحث حول السيرة الحسينيّة من المواضيع
الهامّة التي تضفي على النهضة الحسينيّة قيمة
علميّة خاصّة, وقد باتت حاجة تلامس الضرورة حيث
تكثر التساؤلات حولها في شتّى الميادين التحقيقيّة
أو التحليليّة أو في جانب الدروس والعبر أو غيرها
من الجوانب...
ما يجعل الاقتصار على عرض السيرة غير كافٍ في
تلبية متطلّبات العصر, خصوصاً أنّ المنبر الحسينيّ
لم يعد وسيلة عاديّة من وسائل التبليغ الدينيّ,
يقتصر دوره على فئة أو مجموعة أو ساحة ضيّقة
ومحدودة, أو لزمان أو مكان خاصّين, بل تعدّى
بأهمّيّته كلّ المديَات, وبات من أهمّ الوسائل
التبليغيّة التي لا بدّ من تحصينها وتدعيمها من
جهات مختلفة ونواحٍ متعدّدة, يقع البحث العلميّ في
أولى متطلّباتها, ما يفرض ضرورة رفد المنبر
بالأبحاث والدراسات العلميّة والتحقيقيّة ذات
الصلة بالسيرة الحسينيّة.
وقد قام العديد من الباحثين والمحقّقين بتقديم
العديد من البحوث والدراسات والتحقيقات التي
تناولت جوانب مختلفة وهامّة من السيرة, وأضاءت على
كثير من الأمور والموضوعات التي تحتاج إلى بحث
وتحقيق ودراسة وتعميق. غير أنّ جميع هذه الجهود,
على قيمتها وقدرها وأهمّيّتها لن تستطيع أن تفي
بالغرض, إلّا بشكل محدود, نظراً لطبيعة هذه النهضة
الحسينيّة التي تشبه النبع الفوّار المتجدّد,
وتشكّل مصدراً دائماً على مرّ العصور, ومدرسة
راسخة ثابتة عبر التاريخ تُلهم الأجيال
والمتعلّمين دروس العزّة والإباء, ما يجعل الحاجة
إلى أمثال هذه الدراسات والأبحاث باقية ومستمرّة.
وانسجاماً مع هذه الحاجة المستمرّة لهذه الأبحاث
والدراسات, فإنّنا نقدّم هذا الكتاب للأخوة
القرّاء والخطباء والمهتمّين بالشأن الحسينيّ,
ليأتي كإصدار ثالث لسلسلة نهضة عاشوراء, التي
تحتوي في طيّات صفحاتها على أبحاث ودراسات قيِّمة,
وقد انتخبت عناوين أكثرها من خلال الجلسات
واللقاءات الحسينيّة التي يقيمها المعهد مع قرّاء
وخطباء المنبر الحسينيّ في مختلف المناطق
اللبنانيّة.
عملنا في الكتاب:
ونلفت نظر القارئ الكريم إلى الآتي:
1- إنّ هذا الكتاب يأتي
كجزء من سلسلة لمجموعة من الدراسات والبحوث
المتعلّقة بالشأن العاشورائيّ الحسينيّ ينوي
المعهد إصدارها تباعاً, والذي يضمّ موضوعات مختلفة
ومتنوّعة, وقد يحتوي على ملف أو أكثر أو على
موضوعات متفرّقة.
2- يتضمّن هذا الكتاب
خمسة من البحوث والدراسات, تمّ تعريبها من اللغة
الفارسيّة, ومقالة واحدة باللغة العربيّة.
3- لقد جاء النص
المعرَّب مع شيء من التصرّف بالحذف والتبديل أو
التقديم والتأخير أو التغيير في الأسلوب أو صياغة
العبارة, حسبما اقتضته الضرورة أو استدعته
السياسات المعتمدة للنصّ في المعهد.
4- اخترنا بعض العناوين
التي يكثر الحديث أو التساؤل حولها, ويستفيد من
الإجابة عنها القارئ والباحث على حدٍّ سواء, مع
إمكان أن يتمّ التعرّض للموضوع نفسه في بحث أو
دراسة أخرى في إصدارات لاحقة.
5- آثرنا عدم التعليق
أو النقد لما جاء في بعض هذه البحوث والدراسات,
رغم مخالفتنا في الرأي له أحياناً, وذلك إفساحاً
منّا في المجال للأخذ والردّ العلميّ, والذي لا
يصل إلى حدّ التشكيك والتضعيف.
6- إنّ هذه البحوث قد
كتبها مجموعة من الباحثين والمحقّقين كما أشرنا,
ومن هنا فإنّها تعبرّ عن رأي أصحابها, ولا تعبّر
بالضرورة عن رأي المعهد.
وختاماً فإنّنا نطلب من القرّاء والخطباء
والباحثين الأعزّاء تزويدنا بملاحظاتهم وإرشاداتهم
البنّاءة, سائلين المولى تعالى أن يتقبّل منّا هذا
العمل القليل, ويثيبنا عليه الثواب الجزيل بمنّه
وكرمه, ويجعله ذخراً لمن ساهم فيه في نشره وحشره,
وأن يحظى بالقبول والرضا من ساحة مولانا ومرتجانا
بقيّة الله في أرضه عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
معهد سيّد الشهداء عليه السلام
للمنبر الحسينيّ
|