دراسة حول اسمه وعمره
وكيفيّة شهادته1
تمهيد:
سنشرع في هذه المقالة
بالبحث حول اسم الطفل
الرضيع للإمام الحسين
عليه السلام, ثمّ نتحدّث
عن عمره، مع نقد رأي بعض
المصادر المعاصرة حول هذا
الأمر. وفي خلال ذلك
نعرّج على كيفيّة شهادة
هذا الطفل، ونختم بنقد
رأي بعض المحقّقين
المعاصرين، حيث اعتبر أنّ
عليّاً الأصغر وعبد الله
اسمان لطفلين اثنين وليس
لطفلٍ واحد.
المقدّمة:
إنّ من المصائب الكبرى
ليوم عاشوراء والحوادث
القطعيّة التي وقعت في
ذلك اليوم هو شهادة الطفل
الرضيع للإمام الحسين
عليه السلام والذي قتل في
حضن أبيه بكلّ وحشيّة على
يد جنود عمر بن سعد.
بعض المصادر القديمة لم
تذكر شيئاً عن اسم هذا
الطفل، بينما البعض الآخر
منها تحدّث عنه باسم عبد
الله بن الحسين عليه
السلام أو عبد الله
الرضيع. وكذلك فإنّ
الكثير من المصادر ساكتة
عن بيان عمره.
من ناحيةٍ أخرى نجد أنّ
بعض المؤرّخين وأصحاب
المقاتل قد بيّنوا بشكل
مختصر شهادته وإصابته
بسهم بشكل مختصر، والبعض
الآخر منهم قال بأنّه
أصيب بسهم في حجر أبيه
إلى جانب الخيمة، وهناك
رأي ثالث يروي أنّ
الإمام
عليه السلام حمل
الطفل قبال معسكر
الكوفة، وبينما
كان يخبرهم
بعطشه، فإذا بسهم
من الأعداء يذبحه
بين يدي أبيه,
ومضى شهيداً.
ونحن سنبحث حول
اسم وعمر هذا
الطفل أوّلاً،
وذلك استناداً
إلى المصادر
القديمة (التي
كان بعضها ينقل
عن البعض الآخر،
أو يختصر الأحداث
بينما كان البعض
الآخر يفصّلها)،
ثمّ نعرّج على
كيفيّة شهادته.
وفي النهاية
سنقوم بنقد القول
والتحليل الذي
اختاره بعض
المحقّقين
المعاصرين حول
هذا الموضوع.
اسم الطفل:
ذكرت المصادر
التاريخيّة اسم
هذا الطفل بطرق
مختلفة، وبعضها
عبّرت عنه (من
دون ذكر اسم)
بعنوان (الصبيّ)2,
كذلك ورد التعبير
عنه في روايةٍ
للإمام الباقر
عليه السلام3,
وفي بعض المصادر
الأخرى ورد
بعنوان (الصغير)4.
وضبطه الفضيل بن
الزبير (أحد
أصحاب الإمام
الباقر عليه
السلام والإمام
الصادق عليه
السلام) مصرّحاً
بأنّ اسمه هو
"عبد الله"5.
وروى أبو مخنف في
خبر ٍعن حميد بن
مسلم، نقلاً عن
بعضهم، أنّ اسمه
هو عبد الله6
إلّا أنّه وفي
مكان آخر أورد
هذا الاسم
مصرّحاً به7.
ومن بعد ذلك صرّح
المؤرّخون وعلماء
الرجال كمحمّد بن
حبيب البغداديّ8
(م 2450 هـ)
والبلاذريّ9
(م 279 هـ) وأبي
نصر البخاريّ10
(عاش إلى سنة 341
هـ) و أبي الفرج
الأصفهانيّ11
(م 356 هـ)
والطبرانيّ12
(م 360 هـ)
والقاضي النعمان
المصريّ13
(م 363 هـ)
والبلعميّ14
(م 363 هـ)
والشيخ المفيد15
(الذي
نقل معظم وقائع
عاشوراء عن أبي
مخنف) وتبعه في
ذلك الشيخ
الطبرسيّ16
والشيخ الطوسيّ17
حيث صرّحوا
جميعاً أنّ اسم
الطفل هو عبد
الله.
ومن المصادر
المتأخّرة يوجد
الكثير ممّن ذكره
أيضاً بهذا الاسم18.
أمّا المؤرّخ
الأوّل الذي ذكر
هذا الطفل باسم
(عليّ) فهو ابن
الأعثم (م 314
هـ) وعبّر عنه
بعنوان (عليّ في
الرضاع)19
وكذلك الخوارزميّ
(م 314 هـ)- الذي
نقل كثيراً من
أخبار مقتله عن
ابن الأعثم- عبّر
عنه بـ "عليّ
الطفل" (من دون
ذكر الأصغر)20.
ونحن نجد- حسب ما
بأيدينا من
المصادر- أنّ
الشخص الأوّل
الذي ذكر أحد
أولاد الإمام
عليه السلام
(إضافة إلى عليّ
الأكبر والإمام
الرابع عليه
السلام وعبد
الله) باسم عليّ
الأصغر هو
الطبريّ الشيعيّ21
(من علماء القرن
الرابع)، ومن
بعده ذكر ابن
خشّاب البغداديّ22
(م 567 هـ) وابن
شهرآشوب23
(م 588 هـ) أنّ
اسم هذا الطفل هو
(عليّ الأصغر)
ومنذ ذلك الحين
ظهر هذا الاسم في
بعض المصادر
المتأخّرة24.
عمر الطفل:
فيما يرتبط بعمر
هذا الطفل ينبغي
القول: إنّ
الكثير من
المصادر
التاريخيّة- وكما
سوف نلاحظ من
خلال الأخبار
الواردة فيها- لم
تتعرّض لتحديد
عمره، بل اكتفت
بالإشارة إليه
بعناوين مثل:
الصبيّ, الصغير,
الطفل, الرضيع.
نعم، بعض
المؤرّخين وأصحاب
المقاتل، كالفضيل
بن الزبير
الرسّان (عاش إلى
زمن الإمام
الصادق عليه
السلام)
واليعقوبيّ (م
284 هـ) اعتبر
أنّ هذا الطفل قد
ولد في يوم
عاشوراء25.
وأمّا الروايات
التي يمكن
الاعتماد عليها
والتي أشارت إلى
عمر هذا الطفل
فهي مختلفة
ومتفاوتة فيما
بينها، ولذا يجب
الاعتراف بأنّه
لا يوجد أيّ طريق
للجمع بينها,
وهذه الروايات هي
كالآتي:
الرواية الأولى
- بحسب
التسلسل الزمنيّ
- هي رواية محمّد
بن سعد (م 230
هـ) التي تتحدّث
عن ولد للإمام
الحسين عليه
السلام يبلغ من
العمر ثلاث سنوات
قتله عقبه
بن
بشر الأسديّ بسهم26.
واعتبر البلعميّ
- وهو من مؤرّخي
القرن الرابع -
في هامش الحديث
عن كيفيّة شهادة
الطفل الرضيع،
أنّه كان في
السنة الأولى من
عمره27.
والقول الثالث هو
لشاعر القرن
الرابع الكسائيّ
المروزيّ، حيث
ذكر في بيت من
الشعر أنّ الطفل
كان في شهره
الخامس:
ذَاكَ
الطِّفْلُ ذُوْ
الخَمْسَةِ
أَشْهُرٍ آهٍ
لِحَامِلِهِ
مَاذَا فَعَلَ؟
حَتَّى
صَارَ مُثْخَناً
بِالجِرَاحِ مِنْ
قَدَمِهِ إِلَى
قَرْنِهِ28
وكما يُلاحظ
فإنّه لا يوجد
أيّ طريق للجمع
بين هذه الأقوال
الثلاثة، وإن كان
يمكن ترجيح قول
البلعميّ لعدّة
أسباب، لأنّ بعض
المصادر أشارت
إلى أنّ هذا
الطفل كان
رضيعاً، وهذا لا
ينسجم
- بحسب
العادة
- مع قول
ابن سعد، وبعض
آخر منها ذكرت-
كما سيأتي- أنّ
الإمام الحسين
عليه السلام كان
يُقعد هذا الطفل
في حجره وهذا لا
يتلاءم مع طفل
يبلغ من العمر
خمسة أشهر فقط
(كما هو قول
الكسائيّ
المروزيّ) لأنّه
يلزم
- عادةً
- أن يكون
الطفل الذي يمكن
قعوده في حجر
أبيه أكبر سنّاً
ممّا قاله
الكسائيّ.
ومن هنا، نجد أنّ
هاتين الميزتين
كلتَيْهما
تتلاءمان مع
القول بأنّ عمر
الطفل كان يبلغ
سنة كاملة، وإن
كان يجب أن نعترف
بنكتة مهمّة، وهي
أنّ قول البلعميّ
مرسل لم يستند
فيه إلى رواةٍ
ينقل عنهم.
مناقشة رأي المشهور
ونقده:
أمّا بالنسبة إلى ما ورد
في المصادر القديمة,
فيوجد في قباله قول آخر
حول عمر هذا الطفل
الرضيع، وهو كونه ذا ستّة
أشهر، وقد شاع هذا القول
في القرنين الأخيرين،
وصار متداولاً بحيث أصبح
اليوم ذا شهرة خاصّة على
المنابر وفي مجالس
العزاء.
حتّى لقد قام بعضهم، في
السنوات الأخيرة،
بالاحتفال بيوم ميلاده،
حيث إنّهم يرجعون في
الحساب إلى ما قبل
عاشوراء (عام 61 هـ) ستّة
أشهر، فيوافق العاشر من
شهر رجب من العام (60
هـ).
بل إنّ هذا الأمر قد وصل
إلى حدّ طبع تلك المناسبة
في بعض التقاويم
الدّينيّة بعنوان يوم
ولادة هذا الطفل. مع أنّ
هذا القول لا يستند إلى
أيّ مدرك معتبر, بل إنّ
المصدر الوحيد له هو خبر
ورد في كتاب محرّف ومنسوب
إلى أبي مخنف29،
ومن هناك انتقل تدريجيّاً
إلى مصادر المعاصرين.
كيفيّة استشهاد الطفل
الرضيع:
بالنسبة إلى كيفيّة
استشهاده فإنّ المصادر
القديمة، بشكل عامّ،
تتحدّث عن شهادته، إمّا
بين يدي الإمام، أو في
حجره إلى جانب الخيام.
يذكر الفضيل بن الزبير
حول هذا الأمر: عبد الله
بن الحسين عليهما السلام،
وأمّه الرباب بنت امرئ
القيس بن عديّ بن أوس بن
جابر بن كعب بن حكيم
الكلبيّ30،
قتله حرملة بن الكاهل
الأسديّ الوالبيّ، وكان
ولد للحسين بن عليّ عليه
السلام في الحرب، فأُتي
به وهو قاعد، وأخذه في
حجره ولبّاه بريقه،
وسمّاه عبد الله، فبينما
هو كذلك إذ رماه حرملة بن
الكاهل بسهم فَنَحَره31،
فأخذ الحسين عليه السلام
دمه، فجمعه ورمى به نحو
السماء، فما وقعت منه
قطرة إلى الأرض. قال
فضيل: وحدّثني أبو الورد:
أنّه سمع أبا جعفر عليه
السلام يقول: "لو وقعت
منه إلى الأرض قطرة لنزل
العذاب"32.
وقال اليعقوبيّ أيضاً:
فإنّه لواقف على فرسه إذ
أُتي بمولود قد وُلد له
في تلك الساعة فأذّن في
أذنه وجعل يحنّكه إذ أتاه
سهم فوقع في حلق الصبيّ
فذبحه، فنزع الحسين السهم
من حلقه، وجعل يلطّخه
بدمه ويقول: "والله
لأنت أكرم على الله من
الناقة، لمحمّد أكرم على
الله من صالح". ثمّ
أتى به فوضعه مع ولده
وبني أخيه33.
وكتب الطبريّ أيضاً: قال
عقبة بن بشير الأسديّ:
قال لي أبو جعفر بن محمّد
بن عليّ بن الحسين عليه
السلام : "إنّ لنا فيكم
يا بني أسد دماً". قال:
قلت: فما ذنبي أنا في ذلك
رحمك الله يا أبا جعفر؟
قال: "أُتي الحسين عليه
السلام بصبيّ له، فهو في
حجره إذ رماه أحدكم، يا
بني أسد، بسهم فذبحه،
فتلقّى الحسين دمه، فلمّا
ملأ كفّيه صبّه في الأرض
ثمّ قال: ربّ إن تكن حبست
عنّا النصر من السماء،
فاجعل ذلك لما هو خير،
وانتقم لنا من هؤلاء
الظالمين"34.
وفي خبر آخر نقل عمّار
الدهنيّ عن الإمام الباقر
عليه السلام أنّ الحسين
قال، عندما أصيب الطفل
الرضيع بالسهم في حجره:
"اللهمّ احكم بيننا وبين
قوم دعونا
لينصرونا ولكنّهم قتلونا"35.
وروى البلعميّ: كان
للحسين طفل رضيع يبلغ من
العمر سنة واحدة، اسمه
عبد الله فسمع أبوه منه
أنيناً فأشفق عليه، وطلبه
فأحضروه له، فوضعه إلى
جانبه وهو يبكي، فرمى رجل
من بني أسد سهماً فوقع في
أذن الطفل فمات من ساعته
ودفنه الحسين عليه السلام
في ذاك المكان ثمّ قال:
"إنّا لله وإنّا إليه
راجعون، أعنّي يا ربّ على
هذه المصائب"36.
ونقل الشيخ المفيد وتبعه
الطبرسيّ: ثمّ جلس الحسين
عليه السلام أمام الفسطاط
فأتى بابنه عبد الله ابن
الحسين وهو طفل فأجلسه في
حجره، فرماه رجل من بني
أسد بسهم فذبحه، فتلقّى
الحسين عليه السلام دمه
فلمّا ملأ كفّه صبّه في
الأرض ثمّ قال: "ربّ
إن تك حبست عنّا النصر من
السماء فاجعل ذلك لما هو
خير، وانتقم لنا من هؤلاء
القوم الظالمين"، ثمّ
حمله ووضعه إلى جانب
بقيّة الشهداء من أهل
البيت عليهم السلام37.
وذكر أبو الفرج
الأصفهانيّ (م 356 هـ)
وابن شهرآشوب أنّ الحسين
عليه السلام أخذ من دماء
نحر هذا الطفل ورمى بها
نحو السماء (لا الأرض)
فلم يرجع منه شيء، ثمّ
قال: "اللهمّ لا يكن هذا
الطفل أهون عليك من ناقة
صالح عليه السلام "38.
وأمّا ابن أعثم والطبرسيّ
فقد كتبا حول ذلك: بعد أن
قُتل جميع من كان مع
الحسين عليه السلام من
أنصاره وأهل بيته، لم يبق
معه إلّا اثنان أحدهما
ولده
عليّ
زين العابدين عليه السلام
والآخر طفله الرضيع واسمه
عبد الله39
أو عليّ40.
جاء الحسين عليه السلام
إلى باب الخيمة ليودّع
أهل بيته فقال:
"ناولوني الطفل لأودّعه"،
فبينما هو يقبّله ويقول:
"يا بنيّ, الويل
لهؤلاء القوم إذا كان
خصمهم جدّك محمّد صلى
الله عليه وآله وسلم"،
فإذا بسهم حرملة بن كاهل
الأسديّ41
قد وقع على ذاك الطفل
فيقتله وهو في حجر أبيه،
فأخذ الحسين عليه السلام
الدم بيده حتّى امتلأت
ثمّ رمى به نحو السماء
وقال:
"إلهي إن تكن حبست
عنّا النصر من السماء
فاجعل ذلك لما هو خير
لنا"42،
ثمّ نزل الحسين عن فرسه،
وحفر للصبيّ بجفن سيفه،
ورمّله بدمه، وصلّى عليه43،
ثمّ دفنه44.
وقد ذكر البعض - كما مرّ
سابقاً - أنّ الحسين عليه
السلام أتى بجثمان هذا
الطفل ودفنه إلى جانب
بقيّة الشهداء45.
وكتب السيّد ابن طاووس في
هذا الموضوع: ولمّا رأى
الحسين عليه السلام مصارع
فتيانه وأحبّته عزم على
لقاء القوم بمهجته ونادى:
"هل من ذابٍّ يذبّ عن
حرم
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم؟ هل من موحّد
يخاف الله فينا؟ هل من
مغيث يرجو الله بإغاثتنا؟
هل من معين يرجو ما عند
الله في إعانتنا؟",
فارتفعت أصوات النساء
بالعويل، فتقدّم إلى باب
الخيمة وقال لزينب:
"ناوليني ولدي الصغير
حتّى أودّعه", فأخذه
وأومأ إليه ليقبّله،
فرماه حرملة بن الكاهل
الأسديّ، لعنه الله
تعالى، بسهم فوقع في نحره
فذبحه, فقال لزينب:
"خذيه"، ثمّ تلقّى
الدم بكفّيه فلمّا
امتلأتا رمى بالدم نحو
السماء, ثمّ قال:
"هوّن عليّ ما نزل بي
أنّه بعين الله تعالى".
قال الباقر عليه السلام:
"فلم يسقط من ذلك الدم
قطرة إلى الأرض"46.
ونقل سبط ابن الجوزيّ عن
هشام بن محمّد الكلبيّ
(تلميذ أبي مخنف وراوي
مقتله) حول هذه الحادثة
رواية أخرى جديرة
بالاهتمام، وهي: سمع
الحسين عليه السلام طفلاً
يبكي من شدّة العطش،
فأخذه ورفعه على عاتقه في
قبال جيش ابن سعد ونادى
قائلاً: "إن لم
ترحموني فارحموا هذا
الطفل لله"47.
ثمّ رمى رجل من معسكر عمر
بن سعد سهماً أصاب الطفل
وقتله فبكى الحسين عليه
السلام وقال: "اللهمّ
احكم بيننا وبين هؤلاء
القوم فإنّهم دعونا
لينصرونا فإذا هم
يقتلوننا", ثمّ نادى
منادٍ من السماء: "دعه
يا حسين فإنّ له مرضعاً
في الجنّة"48.
وقد ورد في بعض
المصادر أنّه وقف
بعد شهادة الطفل
الرضيع وقال:
1-كَفَرَ
القَوْمُ
وَقِدَماً
رَغِبُوا
2-قَتَلُوا
قِدَماً عَلِيّاً
وَابْنَهُ
3-حَنَقاً
مِنْهُمْ
وَقَالُوا:
أَجْمِعُوا
4-يَا لَقَوْمٍ
مِنْ أُنَاسٍ
رُذُلٍ
5-ثُمَّ صَارُوْا
وَتَوَاصَوا
كُلُّهُمْ
6-لَمْ يَخَافُوا
اللهَ فِي سَفْكِ
دَمِيْ
7-وَابْنِ سَعْدٍ
قَدْ رَمَانِيْ
عُنْوَةً
8-لَا لِشَيْءٍ
كَانَ مِنَّا
قَبْلَ ذَا
9-بِعَلِيِّ
الخَيْرِ مِنْ
بَعْدِ
النَّبِيِّ
10-خِيْرَةُ
اللهِ مِنَ
الخَلْقِ أَبِيْ
11-فِضَّةٌ قَدْ
خُلِقَتْ مِنْ
ذَهَبٍ
12-مَنْ لَهُ
جَدٌّ كَجَدِّيْ
فِيْ الوَرَىْ
13-فَاطِمُ
الزَّهْرَاءُ
أُمِّيْ وَأَبِيْ
14-عُرْوَةُ
الدِّيْنِ
عَلِيُّ
المُرْتَضَىْ
15-وَلَهُ فِيْ
يَوْمِ أُحْدٍ
وَقْعَةٌ
16-ثُمَّ
بِالأَحْزَابِ
وَالفَتْحِ مَعاً
17-فِيْ سَبِيْلِ
اللهِ مَاذَا
صَنَعَتْ
18-عِتْرَةِ
البِرِّ
التَّقِيِّ
المُصْطَفَىْ
19-عَبَدَ اللهَ
غُلَاماً
يَافِعاً
20-وَقَلَا
الوِثَانَ لَمْ
يَسْجُدْ لَهَا
21-طَعَنَ
الأَبْطَالَ
لَمَّا بَرَزُوا
|
عَنْ ثَوَابِ
رَبِّ
الثَّقَلَيْنِ
حَسَنَ الخَيْرِ
كَرِيمَ
الطَّرَفَيْنِ
نَفْتِكِ الْآنَ
جَمِيْعاً
بِالحُسَيْنِ
جَمَعُوا
الجَمْعَ
لِأَهْلِ
الحَرَمَيْنِ
بِاجْتِيَاحِي
لِإِرْضَاءِ
المُلْحِدَيْنِ
لِعُبَيْدِ اللهِ
نَسْلِ
الكَافِرَيْنَ
بِجُنُوْدٍ
كَوُكُوفِ
الهَاطِلَيْنَ
غَيْرَ فَخْرِي
بِضِيَاءِ
الفَرْقَدَيْنِ
وَالنَّبِيِّ
القُرَشِيِّ
الوَالِدَيْنِ
ثُمَّ أُمِّيْ
فَأَنَا ابْنُ
الخِيْرَتَيْنِ
فَأَنَا
الفِضَّةُ
وَابْنُ
الذَّهَبَيْنِ
أَوْ كَشَيْخِيْ
فَأَنَا ابْنُ
القَمَرَيْنِ
قَاصِمُ الكُفْرِ
بِبَدْرٍ
وَحُنَيْنِ
هَادِمُ الجَيْشِ
مُصَلِّي
القِبْلَتَيْنِ
شَفَتْ الغِلَّ
بِفَضِّ
العَسْكَرَيْنِ
كَانَ فِيْهَا
حَتْفُ أَهْلِ
الفَيْلَقَيْنِ
أُمَّةُ
السُّوْءِ مَعاً
بِالعِتْرَتَيْنِ
وَعَلِيِّ
القُرْمِ يَوْمَ
الجَحْفَلَيْنِ
وَقُرَيْشٌ
يَعْبُدُوْنَ
الوَثَنَيْنِ
مَعْ قُرَيْشٍ
لَا وَلَا
طَرْفَةَ عَيْنِ
يَوْمَ بَدْرٍ
وَتَبُوْكٍ
وَحُنَيْنِ49 |
هل
عليّ الأصغر هو غير عبد
الله الرضيع؟
استنتج المحقّق الشهيد
القاضي الطباطبائيّ، من
خلال الأخبار التاريخيّة
المختلفة حول شهادة الطفل
الرضيع، أنّ الحسين عليه
السلام كان له ثلاثة
أطفال، الأوّل: مولود
جديد ولد في يوم عاشوراء،
وقد نقل اليعقوبيّ خبراً
في هذا الأمر- الثاني:
عبد الله ذو الأشهر
الستّة وكان رضيعاً-
الثالث: عليّ الأصغر وله
من العمر ستّ سنوات، إلّا
أنّ المؤرّخين لم يتحرّوا
الدقّة في نقل روايات
شهادة هؤلاء الأطفال
الثلاثة، وقد خلطوا في
كتبهم بين شهادة كلّ واحد
منهم مع الآخر، فذكروا
أحدهم مكان الآخر، ومع
مرور الوقت أصبح هؤلاء
الثلاثة بمثابة طفلٍ
واحدٍ، اسمه في المصادر
القديمة عبد الله الرضيع
وفي المصادر المتأخرّة
عليّ.
في طيّ بحثه أورد المحقّق
الطباطبائيّ لإثبات
مدّعاه قرائن وشواهد
ننقلها نحن باختصار مع
بعض التصرّف على النحو
الآتي:
1-
كانت شهادة عبد
الله الرضيع بهذا الشكل:
فقد جاء الإمام عليه
السلام وجلس أمام الخيمة
على الأرض ووضع طفله في
حجره فجاء سهم وأصاب ذاك
الطفل في تلك الحال
وقُتل. يتبيّن من هذه
الرواية أنّ عبد الله ليس
هو عليّاً الأصغر، لأنّ
عليّاً الأصغر قُتل في
ميدان المعركة حيث حمله
أبوه عليه السلام وهو
راكب على جواده في قبال
معسكر الأعداء، وطلب
منهم- حسب نقل سبط بن
الجوزيّ- أن يسقوا هذا
الطفل الظمآن شربة من
الماء، وعندها رموه بسهم
وقُتل، فنزل الإمام عليه
السلام عن جواده و...
2-
بالنسبة إلى خبر
شهادة عليّ الأصغر فإنّ
الإمام عليه السلام كان
قد صلّى عليه، ممّا يدلّ
على أنّ عمر ذلك الطفل
ليس أقلّ من ستّ سنوات،
لأنّ الصلاة على من لم
يبلغ من الأطفال ستّ
سنوات
- حسب رأي الفقهاء
- غير واجبة ولا
مستحبّة، بل بنظر التحقيق
هي مورد إشكال شرعيّ،
وأمّا رواية عبد الله فلم
تذكر الصلاة عليه أصلاً،
وبناءً على ذلك فإنّ
رواية الصلاة على الطفل
لا تنطبق على الطفل
الرضيع ولذا فلا يمكن عدّ
هذين الطفلين واحداً.
3-
لقد قام الإمام
- حسب الروايات
- بوضع الطفل
الرضيع بجانب شهداء
كربلاء، وأمّا عليّ
الأصغر فقد دفنه الإمام
عليه السلام بعد أن صلّى
عليه، وهذا أيضاً يدلّ
على أنّ عبد الله الرضيع
ولد آخر للإمام عليه
السلام غير عليّ الأصغر
الذي كان على الأقلّ يبلغ
من العمر ستّ سنوات.
4-
إنّ ما نقله سبط
بن الجوزيّ حول الطفل ذي
الستّ السنوات هو أنّ
الإمام عليه السلام عندما
سمع بكاءه بسبب العطش
أخذه قبال معسكر عمر بن
سعد وطلب الماء له، وأمّا
الطفل الرضيع فلم ينقل
عنه شيء غير وداع الإمام
عليه السلام له، وقد حصل
ذلك
- حسب النقل
- أمام الخيمة
وليس في ساحة المعركة50.
نقد وتحقيق:
صحيح أنّ القرائن
والشواهد التي أوردها
المحقّق القاضي
الطباطبائيّ لإثبات
مدّعاه تبدو- بحسب ظاهرها
ولأوّل نظرة- قويّة
ومتينة، وكذلك ما ذكره
الطبريّ الإماميّ وابن
خشّاب- كما مرّ سابقاً
- حول تعداد أولاد
الإمام عليه السلام فإنّه
يدلّ على أنّ عبد الله
ليس هو عليّ الأصغر، إلّا
أنّ أدنى تأمّل وتدقيق
فيها يثير سؤالاً مهمّاً
وهو: ما دام أنّ عليّاً
الأصغر هو غير عبد الله
الرضيع فلماذا لم يورد
أبو مخنف أيّ ذكرٍ لعليّ
الأصغر في كتابه الذي
يُعتبر أهمّ المصادر
المعتمدة في تاريخ
عاشوراء، والذي ينقل فيه
بوساطة واحدة أو اثنتين
لا غير؟!
وكذلك الشيخ المفيد
- الذي كان يعتمد
على منقولات أبي مخنف- لم
يذكر شيئاً عن عليّ
الأصغر، بل بدأ تداول تلك
الروايات عن عليّ
وبالإجمال أيضاً منذ
القرن الرابع للهجرة
فقط!! لماذا ورد ذكر
الطفل
الذي صلّى عليه
الإمام عليه السلام ويبلغ
من العمر ستّ سنوات في
رواية مرسلة لابن الأعثم
فقط، الذي صنّف كتابه بعد
حادثة عاشوراء بأكثر من
قرنين ونصف القرن، بينما
لا نجد أيّ شيء عن اسم
ذلك الطفل وأنّه عليّ،
ولا عن كيفيّة قتله في
المصادر المتقدّمة؟!
وأمّا استدلال المحقّق
باختلاف الروايات حول
شهادة الطفل الرضيع فيمكن
القول بأنّ بعض المصادر
نقلت شهادته بطريقة تنسجم
مع رواية أبي مخنف والشيخ
المفيد، من جهةٍ ومع
رواية ابن الأعثم
والخوارزميّ، من جهةٍ
أخرى، كما ذكر ذلك
الطبرسيّ (م 560 هـ) فنصّ
على مجيء الإمام عليه
السلام راكباً على الجواد
إلى باب الخيمة، وأنّ
الإمام نزل بعد قتل الطفل
الرضيع عن جواده وحفر له
حفرة ودفنه فيها، ولكنّه
لم يذكر شيئاً في روايته
عن صلاة الإمام عليه
السلام على ذلك الطفل
لأنّه يعتبر أنّ الطفل
كان رضيعاً51.
وكذلك ما ورد في رواية
سبط بن الجوزيّ، فعلى فرض
أنّنا قبلنا بأنّ أوّل
رواية تدلّ- كما يدّعي
المحقّق الطباطبائيّ- على
أنّ عمر الطفل هو ستّ
سنوات، إلّا أنّ آخرها
يدلّ على أنّ هذا الطفل
كان رضيعاً، لأنّ النداء
من السماء ورد على هذا
النحو: "دعه يا حسين
فإنّ له مرضعاً في
الجنّة".
وبتعبير آخر فإنّ هذا
النقل ذكر مجيء الإمام
عليه السلام مع الطفل إلى
الميدان قبال معسكر
الأعداء، ...وذكر أيضاً
أنّ هذا الطفل كان
رضيعاً.
ومن هنا يظهر بأنّ اختلاف
الروايات حول كيفيّة
شهادة الطفل الرضيع لا
يسمح
بالادّعاء
أنّ عبد الله
وعليّ الأصغر هما
طفلان اثنان،
أحدهما رضيعٌ،
والآخر يبلغ من
العمر ستّ سنوات52.
الأمر الآخر الذي
يجب التنبّه له
هو أنّ الكثير من
المؤرّخين
المتقدّمين
والمتأخّرين
يذكرون الإمام
السجّاد عليه
السلام باسم
(عليّ الأصغر)53
حيث يعتبرون أنّ
كلمة (أصغر) هي
صفة للإمام زين
العابدين عليه
السلام لا للطفل
الرضيع، والبعض
الآخر كان يعتبر
صفة (أصغر) هي
لعليّ الأكبر
(الذي استشهد في
شبابه)54
بل إنّ عدداً
كبيراً من
الطالبيّين
كالمحلّى
والعقيقيّ55
كانوا يطلقون على
الإمام السجّاد
عليه السلام اسم
عليّ الأكبر
ويطلقون على عليّ
الأكبر الشهيد
اسم عليّ الأصغر،
ثمّ إنّ الكثير
من علماء الأنساب
مثل الكلبيّ
ومصعب الزبيريّ
يعتبرون الإمام
السجّاد عليه
السلام هو عليّ
الأصغر56.
وبناءً على ذلك
فإنّ أيّاً من
هذين الفريقين لا
يعتبر الطفل
الرضيع هو عليّ
الأصغر.
بالإضافة إلى كلّ
ذلك، فإنّ
المؤرّخين
استخدموا
(الأصغر) كلقبٍ
لبيان عمر الإمام
عليّ ابن الحسين
في قبال عليّ
الأكبر، وهذا ما
ذكره أبو حنيفة
الدينوريّ حيث
قال: إنّ أحد
الناجين من القتل
كان عليّ الأصغر
الذي كان بالغاً57.
النتيجة
إنّ ما يمكن
الاطمئنان إليه
في هذا الموضوع،
هو أنّ الإمام
الحسين كان له
طفل في كربلاء
واسمه بحسب القول
الأوّل، هو عبد
الله، وفي رأي
الفضيل بن الزبير
واليعقوبيّ أنّ
هذا الطفل قد ولد
في يوم عاشوراء،
وقول ابن الزبير
إنّ اسمه عبد
الله، ولكنّ
رواية أبي مخنف
التي نقلها
الطبريّ وأبو
الفرج الأصفهانيّ
والشيخ المفيد
وغيرهم، لم تذكر
شيئاً عن ولادته
في يوم عاشوراء،
وبالرغم من
التشابه بين نقل
أبي الفرج
الأصفهانيّ وابن
شهرآشوب مع رواية
اليعقوبيّ حول
كلام الإمام
الحسين عليه
السلام عن شهادة
هذا الطفل، إلّا
أنّ أيّاً من
هذين المصدرين-
وكما مرّ سابقاً-
لم يذكر أيّ شيء
عن ولادة الطفل
الرضيع في اليوم
العاشر من
المحرّم.
وبناءً على ذلك،
فإنّ بداية تسمية
هذا الطفل بـ
(عليّ) كانت في
القرن الرابع وما
بعده، وكان عمره
ستّ سنوات، على
أقلّ تقدير، حسب
رأي تلك المصادر،
باعتبار أنّ
الإمام عليه
السلام كان قد
صلّى عليه صلاة
الميّت (كما ذكر
أصحاب ذلك
القول).
هوامش |
1- محسن رنجبر, أستاذ مساعد
في مؤسّسة الإمام الخمينيّ
قدّس سرّه للتعليم والبحوث-
قمّ المقدّسة.
2- ابن سعد (ترجمة الحسين
ومقتله) مجلّة تراثنا
الفصليّة, العدد العاشر,
السنة الثالثة 1408 هـ, ص
182, طبعاً هو يذكر عند البحث
حول أولاد الإمام عليه السلام
طفلاً قتل باسم عبد الله,
(المصدر السابق, ص 128).
3- الطبريّ, تاريخ الأمم
والملوك, ج 4, ص 342.
4- أبو الفرج الأصفهانيّ،
مقاتل الطالبيّين, ص 59, كمال
الدّين محمّد بن طلحة
الشافعيّ, مطالب السؤول في
مناقب الرسول, ج 2, ص 66, ابن
طاووس اللهوف على قتلى
الطفوف, ص 96.
5- الفضيل بن الزبير بن عمر
بن درهم الكوفيّ الأسديّ
(تسمية من قتل مع الحسين عليه
السلام ) مجلّة تراثنا, العدد
الثاني, 1406 هـ. تحقيق
السيّد محمّد رضا الحسينيّ
الجلاليّ ص 150.
6- الطبريّ المصدر نفسه, ج 4,
ص 342.
7- المصدر نفسه, ص 359.
8- محمّد بن حبيب البغداديّ,
المحبر, ص 491.
9- أحمد بن يحيى بن جابر
البلاذريّ, أنساب الأشراف, ج
3, ص 407.
10- أبو نصر سهل بن عبد الله
البخاريّ, سرّ السلسلة
العلويّة, ص 30.
11- أبو الفرج الأصفهانيّ,
مقاتل الطالبيّين, ص 59.
12- سليمان بن أحمد
الطبرانيّ، المعجم الكبير, ج
3, ص 103.
13- القاضي النعمان المصريّ,
شرح الأخبار, ج 3, ص 178.
14- أبو عليّ البلعميّ
(تاريخنامه طبري), ج 4, ص
710.
15- الشيخ المفيد, الإرشاد, ج
2, ص 108- 135, وله أيضاً:
الاختصاص, ص 83.
16- الطبرسيّ, إعلام الورى
بأعلام الهدى, ج 1, ص 466.
17- رجال الطوسيّ، ص 102.
18- محمّد بن فتّال
النيشابوريّ, روضة الواعظين,
188, ومن الواضح وقوع الخطأ
في النسخة الموجودة لهذا
الكتاب، حيث ذكر أنّ عبد الله
هو من أبناء الإمام الحسن
عليه السلام , (أبو منصور
أحمد بن عليّ الطبرسيّ),
الاحتجاج, ج 2, ص 300- 301,
ابن الأثير, الكامل في
التاريخ, ج 2, ص 570, السيّد
ابن طاووس, الإقبال, ج 3, ص
74, سبط بن الجوزيّ, تذكرة
الخواصّ, ص 254, حميد ابن
أحمد بن المحلّى, الحدائق
الورديّة, ج 1, ص 201 و208,
ابن نما الحلّي, مثير
الأحزان, ص 52, أحمد بن عبد
الوهّاب النويريّ, نهاية
الأرب في فنون الأدب, ج 20, ص
286- 289, شمس الدّين
الذهبيّ, تاريخ الإسلام, ج 5,
ص 21, ابن كثير الدمشقيّ,
البداية والنهاية, ج 8, ص
203- 206, ابن صبّاغ
المالكيّ, الفصول المهمّة, ص
197, محمّد بن أحمد
الباعونيّ, جواهر المطالب في
مناقب الإمام عليّ بن أبي
طالب, ج 2, المجلسيّ, بحار
الأنوار, ج 45, ص 66, وأمّا
في تاريخ خليفة بن الخيّاط
فقد طبع خطأ اسم عبيد الله
بدل عبد الله, (تاريخ خليفة
بن الخيّاط, ص 179).
19- ابن أعثم الكوفيّ,
الفتوح, ج 5, ص 115.
20- الخوارزميّ, مقتل الحسين
عليه السلام , ج 2, ص 37.
21- الطبريّ, دلائل الإمامة,
ص 181.
22- عبد الله بن نصر بن خشّاب
البغداديّ, تاريخ مواليد
الأئمّة عليهم السلام
ووفياتهم, ص 21, وهو يعتبر
أنّ للإمام عليه السلام من
الذكور ستّة ومن الإناث
ثلاثاً ومن بين أولئك الستّة
(عليّ الأصغر).
23- ابن شهرآشوب, مناقب آل
أبي طالب, ج 4, ص 118, وقد
صرّح أيضاً في الكتاب نفسه (ج
4, ص 122) أنّ عبد الله قتل
في حجر الإمام عليه السلام .
24- ابن أعثم الكوفيّ,
الفتوح, ترجمة محمّد بن أحمد
المستوفيّ الهرويّ, ص 908,
ابن طلحة الشافعيّ, مطالب
السؤول, ج 2, ص 69, السيّد
ابن طاووس, الإقبال, ج 3, ص
71, عليّ بن الحسين الأربليّ,
كشف الغمّة, ج 2, ص 248- 249,
محبّ الدّين الطبريّ, ذخائر
العقبى, ص 151, ابن الطقطقيّ,
الأصيليّ في أنساب
الطالبيّين, ص 143, الملّا
حسين الواعظ الكاشفيّ, روضة
الشهداء, ص 426, المجلسيّ,
بحار الأنوار, ج 45, ص 331,
وج 98, ص 314, في البداية
ينقل الأربليّ قول عبد العزيز
الجنابذيّ الذي يشير إلى اسمي
عليّ الأصغر وعليّ الأكبر
ويعتبر أنّ عليّاً الأصغر هو
الإمام السجّاد عليه السلام
إلّا أنّه ينقد هذا الرأي
بقوله: الصحيح هو أنّ الإمام
عليه السلام كان له ثلاثة
أولاد باسم عليّ، والإمام زين
العابدين هو الأوسط بينهم كما
قال بذلك كمال الدّين محمّد
بن طلحة الشافعيّ.
25- الكوفيّ الأسديّ, تسمية
من قتل مع الحسين عليه السلام
, ص 150, وتاريخ اليعقوبيّ, ج
2, ص 245.
26- محمّد بن سعد (ترجمة
الحسين ومقتله) ص 182, وتحدّث
الذهبيّ أيضاً عن طفل قتل وله
من العمر ثلاث سنوات. (شمس
الدّين الذهبيّ سير أعلام
النبلاء ج 3 - ص 302).
27- أبو عليّ محمّد البلعميّ,
(تاريخنامه طبري), ج 4, ص
710, إنّ المسألة المهمّة في
قول البلعميّ هي أنّ هذا
الرأي كان هو المشهور جدّاً
(على الأقلّ) بين الإيرانيّين
في القرن الرابع، وإن كان هذا
الرأي غير مسند بل ذكره
البلعميّ مرسلاً. وأشار أيضاً
الميرخواند (م 903 هـ) إلى
عمر الطفل الرضيع وأنّه كان
عاماً واحداً، (روضة الصفا في
سيرة الأنبياء والملوك
والخلفاء, ج 5, ص 2256).
28- آن بنج ماهه كودك, بارى
جه كرد ويحك كز باي تا به
تارك, مجروح شد مفاجا؟
ذبيح الله صاحبكاري, سيري در
مرثيه عاشورايي, (نظرة في
مراثي عاشوراء) ص
169,الكسائيّ المروزيّ (م 394
هـ) من شعراء العهد السامانيّ
والغزنوبيّ، وهو أوّل شاعر
فارسيّ يكتب قصائد دينيّة,
وقد أورد هذا البيت ضمن قصيدة
له في شهداء كربلاء.
29- هذه هي الرواية: (ثمّ
أقبل إلى أمّ كلثوم وقال لها:
"يا أختاه أوصيك بولدي الأصغر
خيراً فإنّه طفل صغير وله من
العمر ستّة أشهر") ص 83 وكما
مرّ سابقاً إنّ هذا القول قد
وصل إلى بعض المقاتل المعاصرة
غير المعتبرة، وأصبحت
تدريحيّاً ومن خلال تداولها
في المجالس الحسينيّة
والمحافل مشهورة جدّاً بحيث
إنّ مخالفتها تُعَدُّ أمراً
مشكلاً (راجع على سبيل
المثال: الفاضل الدربنديّ,
إكسير العبادات, ج 2, ص 763,
القندوزيّ الحنفيّ, ينابيع
المودّة, ج 3, ص 79, الميرزا
محمّد تقي سبهر, ناسخ
التواريخ, ج 2, ص 363, محمّد
مهدي المازندرانيّ, معالي
السبطين, ج 1, ص 424, محمّد
باقر الخراسانيّ, الكبريت
الأحمر, ص 125) وبالمناسبة
للوقوف على الجعل والتحريف
الواقع في المقتل المنسوب إلى
أبي مخنف يراجع: وقعة الطفّ,
تحقيق محمّد هادي اليوسفيّ
الغرويّ, مقدّمة المحقّق, ص
22- 29.
30- ليس المقصود من امرئ
القيس الشاعر الذي كان قبل
بعثة النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم بل هو الذي أسلم في
عهد عمر بن الخطّاب. (يراجع:
الشيخ عبّاس القمّي, نفس
المهموم, ترجمة وتعليق أبو
الحسن الشعرانيّ ص 300).
31- يلاحظ في هذا المصدر
والمصادر اللاحقة أنّها لم
تذكر صفة خاصّة للسهم الذي
أصاب الطفل الرضيع.
32- الفضيل بن الزبير, تسمية
من قتل مع الإمام الحسين عليه
السلام , تحقيق السيد محمد
رضا الجلالي, مجلة تراثنا,
العدد الثاني ص 150.
33- اليعقوبيّ, المصدر, ج 2,
ص 150.
34- الطبريّ, المصدر نفسه, ج
4, ص 342. وكذلك اعتبر أبو
الفرج الأصفهانيّ في إشارة
مختصرة أنّ قاتل الطفل الرضيع
هو عقبة بن بشير (المصدر- ص
59).
35- الطبريّ, المصدر السابق,
ج 4, ص 293, أبو الفرج عبد
الرحمن بن الجوزيّ, المنتظم
في تاريخ الملوك والأمم, ج 5,
ص 340, سبط بن الجوزيّ, تذكرة
الخواصّ, ص 252, وابن كثير,
البداية والنهاية, ج 8, ص
214.
36- أبو عليّ محمّد البلعميّ,
المصدر, ج 4, ص 710.
37- الشيخ المفيد, الإرشاد, ج
2, ص 108, الطبرسيّ, إعلام
الورى بأعلام الهدى, ج 1, ص
466, أورد ابن سعد هذه
الحادثة مختصرة (ترجمة الحسين
ومقتله), مجلّة تراثنا, ص
182, ونقل ابن فتّال
النيشابوريّ هذه الواقعة ولكن
من دون ذكر دعاء الإمام عليه
السلام في آخرها، وعدّ أيضاً
خطأ, كما سبقت الإشارة, عبد
الله من أولاد الإمام الحسن
عليه السلام لا الحسين عليه
السلام .
38- أبو الفرج الأصفهانيّ,
المصدر, ص 60, وابن شهرآشوب,
المصدر, ج 4, ص 118.
39- أبو منصور أحمد بن عليّ
بن عليّ بن أبي طالب
الطبرسيّ, الاحتجاج, ج 2, ص
300- 301.
40- ذكره ابن أعثم باسم (عليّ
في الرضاع) وأمّا الخوارزميّ
فدعاه باسم (عليّ الطفل).
41- لم يذكر ابن أعثم
والطبرسيّ أيّ اسم لقاتل
الطفل الرضيع.
42- الخوارزميّ, المصدر نفسه,
ج 2, ص 37.
43- لم يورد الطبرسيّ صلاة
الإمام عليه السلام .
44- ابن أعثم, الفتوح, ج 5, ص
115, الخوارزميّ, مقتل الحسين
عليه السلام , ج 2, ص 37,
الطبرسيّ, الاحتجاج, ج 2, ص
300- 301. في الترجمة
الفارسيّة لكتاب الفتوح، بعد
ذكر الطفل الرضيع باسم عليّ
الأصغر، قال: حمل الحسين طفله
الرضيع الذي كان يضطرب من
العطش ووقف بين الصفّين ثمّ
نادى: "أيّها الناس، إن كنت
أنا المذنب فلا ذنب لهذا
الطفل، فاسقوه شربة من
الماء"، عندها رماه أحدهم
بسهم فوقع في حلق الطفل
الرضيع ووصل إلى عضد الحسين
عليه السلام فأخرج الإمام
عليه السلام السهم ومات
الطفل، ثمّ حمله إلى أمّه
وقال لها: "خذي ولدك فقد سقوه
من حوض الكوثر". (ابن أعثم,
الفتوح, ترجمة محمّد بن أحمد
المستوفي الهرويّ, ص 908).
وقد أخطأ المترجم أيضاً عندما
تحدّث- قبل بيان كيفيّة شهادة
الطفل الرضيع- عن شهادة طفل
للإمام الحسن عليه السلام
باسم عمر، له من العمر سبع
سنوات وذلك حين وداع الإمام
الحسين عليه السلام له عند
خيمة النساء حيث جاء سهم
وأصاب صدر الطفل، بينما كان
الإمام عليه السلام يقبّله
فوقع الطفل شهيداً، عندها نزل
الإمام عليه السلام وحفر له
حفرة ثمّ دفنه (من دون الصلاة
عليه) وكما هو واضح فإنّ
مترجم كتاب الفتوح قد خلط بين
شهادة الطفل الرضيع للإمام
الحسين عليه السلام وبين طفل
آخر باسم عمر، ولا نعلم لماذا
وكيف ومن أين جاء ذلك الخلط!!
45- اليعقوبيّ, المصدر, ص
245, الشيخ المفيد, الإرشاد,
ج 2, ص 110, فضل بن الحسن
الطبرسيّ, إعلام الورى بأعلام
الهدى, ج 1, ص 466, ابن نما
الحلّي, مثير الأحزان, ص 53.
46- السيّد ابن طاووس, اللهوف
على قتلى الطفوف, ص 69, وقد
ذكر أيضاً ابن نما الحلّي
كلام الإمام عليه السلام حيث
طلب النصرة من الناس (المصدر
نفسه- ص 52).
47- لقد ورد هذا التعبير في
بعض المصادر هكذا: "إن لم
ترحموني فارحموا هذا الطفل
لله". عمر بن شجاع الدّين
الموصليّ الشافعيّ- النعيم
المقيم لعترة النبأ العظيم- ص
294.
48- سبط بن الجوزيّ- تذكرة
الخواصّ-ص 252- وقد نسب أيضاً
خبراً آخر للسيّد ابن طاووس
يؤيّد ما جاء في رواية ابن
الجوزيّ بهذا النحو: وقد روي
من طرق أخرى ما هو أقرب إلى
العقل وأكثر قبولاً، لأنّ
ظروف القتال والحرب لا تساعد
على توديع طفل بل إنّ زينب
(أخت الإمام) هي التي أتت
بالطفل خارج الخيمة وقالت له:
يا أخي إنّ هذا الطفل له
ثلاثة أيّام ما شرب الماء،
فاطلب له شربة من الماء، فأخذ
الطفل وتوجّه نحو القوم وقال:
"يا قوم، قد قتلتم أخي
وأولادي وأنصاري وما بقي غير
هذا الطفل يتلظّى عطشاً،
فاسقوه شربة من الماء".
فبينما يخاطبهم إذ أتاه سهم
مشوم من ظالم غشوم، فذبح
الطفل من الأذن إلى الأذن-
اللهوف على قتلى الطفوف- ص
83- 84, ولكن لا يمكن نسبة
هذا الكلام إلى ابن طاووس
لعدّة أسباب، منها: أنّ هذا
الكلام ليس موجوداً في بعض
نسخات هذا الكتاب- ومنها: أنّ
هذا النقل يشبه كثيراً ما هو
موجود في الكتاب المحرّف
المنسوب لأبي مخنف- والذي
يؤيّد تحريف ذاك النقل
والنسبة المجعولة لأبي مخنف
أنّ هذه العبارات المستعملة
فيه تشبه كثيراً أسلوب النثر
في زماننا المعاصر، وهي بعيدة
جدّاً عن كتابات القرن
السابع. هذا بالإضافة إلى
وجود بعض العبارات المبهمة
الواردة في هذا النقل، مثل
عبارة (هذا ولدك له ثلاثة
أيّام ما ذاق الماء) حيث لا
يعلم هل المقصود هو أنّ الطفل
له من العمر ثلاثة أيّام أم
أنّه منذ ثلاثة أيّام لم
يتذوّق ماءً. وكذا عبارة
(المختار وغيره) فمن المقصود
بكلمة (غيره) أي غير
المختار؟؟ فيظهر من كلّ ذلك
أنّ بعض المحشّين نقلوا هذه
الرواية من الكتاب المحرّف
المنسوب لأبي مخنف، ثمّ
أدخلوا عليها بعض التعبيرات
وسجّلوها في بعض نسخات كتاب
اللهوف!!
49- الطبرسيّ- الإحتجاج- ج 2-
ص 301 ووردت هذه الأشعار في
المصادر الآتية مع بعض
الاختلافات: ابن الأعثم-
الفتوح- ج 5- ص 115- 116-
الأربليّ- كشف الغمّة- ج 2- ص
236- ابن طلحة الشافعيّ-
مطالب السؤول في مناقب آل
الرسول- ج 2- ص 66- ابن صبّاغ
المالكيّ- الفصول المهمّة- ص
179- محمّد بن أبي طالب-
تسلية المجالس وزينة المجالس-
ج 2- ص 315- 316- المجلسيّ-
بحار الأنوار- ج 45- ص 47-
48- نقل الخوارزميّ فقط ثلاثة
أبيات من هذه الأشعار (مقتل
الحسين عليه السلام - ج2- ص
37) بعض المصادر لم تبيّن
الزمن الدقيق الذي أنشد فيه
الإمام عليه السلام هذه
الأشعار- ابن شهرآشوب- مناقب
آل أبي طالب- ج 4- ص 86- 88-
119- المجلسيّ- المصدر
السابق- ج 45- ص 92.
50- السيّد محمّد عليّ القاضي
الطباطبائيّ- تحقيق حول
الأربعين الأوّل لسيّد
الشهداء/فارسي- ص 660- 679.
51- الطبرسيّ- الإحتجاج- ج 2-
ص 300- 301- روايته على الشكل
الآتي: لمّا قتل أصحاب الحسين
عليه السلام وأقاربه وبقي
فريداً ليس معه إلّا ابنه
عليّ زين العابدين عليه
السلام وابن آخر في الرضاع
اسمه عبد الله فتقدّم الحسين
عليه السلام إلى باب الخيمة
فقال: "ناولوني ذلك الطفل
حتّى أودعه"، فناولوه الصبيّ
فجعل يقبّله وهو يقول: "يا
بني، ويل لهؤلاء القوم إذا
كان خصمهم محمّد صلى الله
عليه وآله وسلم"- قيل: فإذا
بسهم قد أقبل حتّى وقع في
لبّة الصبيّ، فقتله، فنزل
الحسين عليه السلام عن فرسه
وحفر للصبيّ بجفن سيفه،
ورمّله بدمه ودفنه.
52- يصرّح الشيخ محمّد هادي
اليوسفيّ الغرويّ الذي قضى
جزءاً مهمّاً من عمره
متنقّلاً بين البلاد والمجامع
العربيّة بأنّ المحافل
والمجالس العربيّة الشيعيّة
يطلقون على الطفل الرضيع
للإمام الحسين عليه السلام
اسم عبد الله الرضيع وأمّا
اسم عليّ الأصغر فهو موجود
فقط في المحافل والمجالس
الشيعيّة الإيرانيّة، ولذا
يطلق على كلّ من يسمّي الطفل
بـ (عليّ الأصغر) بأنّه
أعجميّ.
53- محمّد بن سعد (ترجمة
الحسين عليه السلام ومقتله)
مجلّة تراثنا- عدد 10- السنة
الثالثة- 1408 هـ- ص 127-
186- 187- وله أيضاً: الطبقات
الكبرى- ج 5- ص 211-
البلاذريّ- المصدر- ج 3- ص
362- 411- الدّينوريّ-
الأخبار الطوال- ص 259-
اليعقوبيّ- المصدر- ج 2- ص
247- الطبريّ- المصدر- ج 4- ص
347- وله أيضاً: المنتخب من
ذيل المذيل من تاريخ الصحابة
والتابعين- ج 8- ص 24- 119-
أبو زيد أحمد بن سهل البلخيّ-
البدء والتاريخ- ج 2- ص 241-
القاضي النعمان المغربيّ- شرح
الأخبار- ج 3- ص 266- عليّ بن
أبي الغنائم العمريّ- المجدي
في أنساب الطالبيّين- ص 91-
المطهّر بن الطاهر المقدسيّ-
البدء والتاريخ- ج 6- ص 11-
أبو الفرج ابن الجوزيّ- صفة
الصفوة- ج 2- ص 66- سبط بن
الجوزيّ- المصدر- ص 256- 258-
جمال الدّين الحجّاج يوسف
المزّيّ- تهذيب الكمال في
أسماء الرجال- ج 20- ص 384-
388- الذهبيّ- سير أعمال
النبلاء- ج 3- ص 303- وج4- ص
387- 390- صلاح الدّين خليل
بن أبيك الصفديّ- الوافي
بالوفيات- ج 12- ص 428- وابن
كثير- المصدر- ج 9- ص 122.
54- الشيخ الصدوق- الأمالي-
مجلس 30- ص 226- القاضي
النعمان المغربيّ- المصدر- ج
3- ص 154- 156- الشيخ المفيد-
الإرشاد- ج 2- ص 114- 135-
الشيخ الطوسيّ- رجال الطوسيّ-
ص 102- الطبرسيّ- إعلام الورى
بأعلام الهدى- ج 1- ص 470-
478- ابن داود الحلّي- رجال
ابن داود- ص 136- العلّامة
الحلّي- خلاصة الأقوال في
معرفة الأقوال- ص 174- من
الواضح أنّ هذا القول غير
مقبول لأنّه مخالف لرأي
المؤرّخين وعلماء الأنساب
وكذا نرى العمريّ وابن إدريس
الحلّي يرفضانه (يراجع:
العمريّ- المجدي في أنساب
الطالبيّين- ص 91- وابن إدريس
الحلّي- السرائر- ج 1- ص 655-
656).
55 - الظاهر أنّ المقصود من
السيّد عليّ بن أحمد العلويّ
العقيقيّ هو أحد علماء
الرجال.
56 - حميد بن أحمد المحلّى-
المصدر- ج 1- ص 201.
57- الدّينوريّ- الأخبار
الطوال- ص 259. |
|
|