ومَا زالَ آلُ أبي طالِبٍ
يَتَسَابقونَ إلى القتالِ
حتَّى وصَلَتْ النوبةُ
إلى أولادِ الإمامِ
الحسنِ عليه السلام وخرجَ
عبدُ اللهِ الأكبرُ ابنُ
الحسنِ عليه السلام
وأمُّهُ رَمْلةُ، فقاتلَ
حتَّى قُتِل. وخرج
القاسمِ بنِ الحسنِ عليه
السلام وهوَ غلامٌ لم
يَبلُغِ الحُلُمَ،
وأمُّهُ رَملةُ أيضاً،
فأقبلَ إلى عمِّه الحسينِ
عليه السلام يستأذنُهُ في
القتالِ، فنظرَ إليهِ
الحسينُ عليه السلام ولم
يمْلِكْ نفسَه دونَ أنْ
تَقدَّمَ إليه واعتنقَهُ،
وجَعلا يبكيانِ، وأَبى
أنْ يأذَنَ له، فلمْ
يزَلِ القاسمُ يتوَسَّلُ
إليهِ ويُقبِّلُ يدَيهِ
حتَّى أذِنَ له، فبرزَ
إلى الميَدانِ راجلاً وهو
يقولُ:
إنْ تُنْكِرُوني
فأنا نجلُ
الحسَنْ |
سِبطِ
النبيِّ المصطـفى
والمؤتمَنْ |
هذا حسينٌ
كالأسيرِ
المرتهَنْ
|
بينَ أناسٍ لا
سُقُوا صَوبَ
المُزُنْ |
فقاتَلَ مُقاتَلةَ
الرجالِ والأبطالِ
وقَتَلَ عدداً منَ
الأعداءِ. وبَيْنَما هو
يُقاتِلُ انقطَعَ شِسْعُ
نَعلهِ اليُسرى، فوَقَفَ
يُصْلِحُهُ غَيرَ
مُكْتَرثٍ بالقومِ مِن
حَولِهِ، فقالَ عَمْرُو
بنُ سعدِ بنِ نُفَيلٍ
الأَزْديّ: واللهِ،
لأَشُدَّنَّ عليهِ، فمَا
ولّى حتَّى ضربَ رأسَ
القاسمِ بالسيفِ
فَفَلَقَهُ، فوقعَ لوجههِ
وصاحَ: يا عَمّاه!!
فأتاهُ الحسينُ عليه
السلام مُسرِعاً، وقَتَلَ
قاتلَه، ثمَّ وقفَ عندَ
رأسِ القاسمِ وهُوَ
يَفْحَصُ بِرِجْلَيْهِ
فقالَ: "يعِزُّ واللهِ
على عمِّكَ أنْ تدعُوَهُ
فلا يجيبُكَ، أو يجيبُكَ
فلا يُعينُكَ، أو يعينُكَ
فلا يُغني عنكَ، بُعْداً
لقومٍ قتلوكَ، هذا يَومٌ
كَثُرَ واتِرُهُ وقلَّ
ناصِرُه".
بكى وناداه
يجاسم شبيدي |
يريت
السيف قبلك حز
وريدي |
هان الكم
تخلوني وحيدي |
وعلى خيامي
يعمّي الخيل تفتر |
ثمَّ حَمَلَهُ وكانَ
صدرُهُ على صَدرِ الحسينِ
عليه السلام ورِجلاهُ
تخُطَّانِ في الأرضِ،
فجاءَ بهِ إلى الخيمةِ
ومدَّدَهُ معَ وَلدهِ
عليٍّ الأكبرِ والقَتْلَى
منْ أهلِ بيتهِ.
جابه ومدده ما
بين اخوته |
بكى
عدهم يويلي وهم
موتى |
بس ما سمعن
النسوان صوته |
إجت
أمّه تصيح الله
اكبر |
أنا ردتك ما
ردت دنيا ولا مال |
تساعدني
لو وقع حملي ولا
مال |
يجاسم خابت
ظنوني والامال |
وقت الضيق
يبني قطعت بيّه |
|