ولمَّا عَزمَ الحُسينُ
عليه السلام عَلَى
مُلاقاةِ الحُتُوف، جَاءَ
وَوَقَفَ بِبَابِ خَيمةِ
النّساءِ مُوَدِّعاً
لِحُرَمهِ مُخَدَّراتِ
الرِّسَالةِ وَعَقائِلِ
النُّبُوَّةِ، وَنَادَى:
"يَا زَينبُ، ويَا
أُمَّ كُلثوم، ويَا
فَاطِمةُ، ويَا سُكينةُ،
عَليكُنّ مِنِّي السَّلامُ".
فَنَادته سُكينةُ: يَا
أَبَه، استسلَمتَ
للِموتِ؟
فَقَال عليه السلام: "كيفَ
لا يستسلمُ لِلموتِ مَن
لا نَاصرَ لَه ولا
مُعينَ؟!"
فَقَالت L: رُدَّنا إِلى
حَرمِ جَدِّنَا رَسُولِ
اللهِ.
فَقَال عليه السلام: "هَيهَاتَ!!
لَو تُرِكَ القَطا1
لَغَفَا وَنَامَ.."
فَرفَعتْ سُكينةُ صَوتَها
باِلبُكاءِ وَالنّحِيبِ،
فَضَمَّها الحُسَينُ عليه
السلام إِلى صَدرِه،
وَمَسَحَ دُمُوعَها
بِكُمِّهِ، وَكَانَ
يُحبُّها حُبَّاً
شَدِيدَاً، وَجَعَلَ
يقولُ:
سَيطولُ بَعدي
يَا سُكينةُ
فَاعلَمِي
|
مِنكِ البُكاءُ
إِذَا الحِمَامُ2
دَهَانِي |
لا تُحرقِي
قَلـبِي
بِدَمـعِكِ
حَسرَةً
|
مَا دَامَ مِنِّي
الرُّوحُ فِي
جُثمانِي |
فَإِذَا قُتِلـتُ
فَأَنـتِ أَولَى
بِالَّــذِي
|
تَبْكِيــنَه يَا
خِـــيرةَ
النسـوانِ |
|