ولقد بكيتُ
لِقتلِ آلِ
مُحمّدٍ |
بِالطَفِّ حَتّى
كُلّ عُضوٍ
مَدمَعُ |
عُقِرتْ بَناتُ
الأعوَجيّة4
هل دَرَتْ |
مَا يُستَباحُ
بِها وماذا
يُصنَعُ |
وَحريمُ آلِ
مُحمّدٍ بين
العِدَىْ |
نَهَبٌ تَقَاسَمهُ
اللئامُ
الرُّضَّعُ5 |
تَلك الضعائنُ
كالإماءِ مَتى
تُسَقْ |
يُعنِّفْ بهنَّ
وبالسياطِ
تُقنَّعُ |
مِن فَوقِ أقتابِ
الجمالِ يَشلُّها |
لُكَعٌ على حَنَقٍ
وعبدٌ أكوعُ |
مثلُ السبايا بل
أذلّ يُشقُّ مِنـ |
هُنّ الخِمارُ
وَيُستباحُ
البُرقُعُ
|
فَمُصفَّدٌ في
قيدِهِ لا
يُفتَدَى |
وَكريمةٌ تُسبَى
وقِرطٌ يُنزَعُ |
تاللهِ لا أَنسَى
الحُسينَ
وَشِلوَهُ |
تحْتَ السنابِكِ
بالعَراءِ
مُوَزّعُ |
مُتَلفِّعاً حُمرَ
الثيابِ وفي غَدٍ
|
بالخُضرِ في
فردوْسِهِ
يَتَلَفَّعُ |
تَطأُ السَنابكُ
صَدرَهُ
وَجَبينَهُ |
والأرضُ تَرجُفُ
خِيفَةً
وَتَضَعْضَعُ |
والشمسُ ناشِرةَ
الذوائِبِ ثاكِلٌ |
والدهرُ مَشقوقُ
الرِداءِ مُقنَّعُ |
لَهفِي على تِلكَ
الدِّماءِ تُراقُ
في |
أيدي أُميَّةَ
عُنوةً وتُضَيَّع6 |
يحسين يومك شده
بالي |
وارخصت دمعي
الكان غالي |
لوانّك يخويه
اتشوف حالي |
حال الغريبه بغير
والي |
ابراس الرمح راسك
گـبالي |
التمهيد للمصيبة (
گـوريز
):
بعد شهادة الإمام الحسين
عليه السلام ارتفعتْ في
ذلك الوقت غُبرةٌ شديدةٌ
سوداءُ مُظلمةٌ، فيها ريحٌ
حمراءُ، لا يُرى فيه عينٌ
ولا أثر،
حتىّ
ظَنّ القومُ أنّ العذاب
قد جاءَهم. فلبثوا كذلك
ساعةً، ثمّ انجلت الغبرة
عنهم.
وعن أبي عبد الله الصادق
عليه السلام: أنّه قال: "لمّا
ضُرب الحسينُ بنُ علي
بالسيف وسقَط، وابتُدِرَ
ليُقطعَ رأسهُ، نادى
مُنادٍ من بِطنان العرش:
ألا أيّتها الأمّة
المتحيّرة الضالّة بعدَ
نبيّها، لا وَفّقكم الله
لأضحىً ولا فطر – ثمّ قال
-: لا جَرم – والله – ما
وُفّقوا، ولا يوَفّقون
حتى يثور ثائرُ الحسين بن
عليّ عليه السلام".
المصيبة:
وكيف يوفّقون وقد أقبَلَ
القومُ على سلبِ الحسين
عليه السلام، فلم يُبقوا
للحسينِ شيئاً إلّا سلبوهُ,
حتىّ أنّ بجدل بن سليم
الكلبيّ- لعنه الله- لمّا
لم يجد شيئاً يسلبه, نظر
وإذا بخاتم في خنصرِ
الحسينِ عليه السلام,
كلّما عالجه ليخرجه لم
يتمكّن؛ لأنّ الدماء
والتراب قد جمُدت عليه,
فتناول قطعة سيف إلى
جانبه, وصار يحزُّ إصبعَ
الحسينِ عليه السلام إلى
أن فَصَلَ الإصبعَ وأخذَ
الخاتَم7.
كأنّي بزينبَ تخاطبُهُ:
يخايب خلي اخويه
احسين ساعه |
أغمضله ومد للموت
باعه |
ابن النبي الحلوه
اطباعه |
دخلّي ابراح روح
احسين تظهر |
وبعدَ ذلكَ نادى عمرُ بنُ
سعدٍ في أصحابِهِ: مَن
ينتدبُ للحسينِ, فيوطئ
الخيلَ ظهرَه وصدرَه؟
فانتدب منهم عشرةً,
فداسوا جَسَدَ الحسينِ
عليه السلام بحوافرِ
خيلِهِم حتّى رَضُّوا
ظهرَهُ وصدرَهُ, وقالوا
لابن زيادٍ مفتخرين: نحنُ
الذين وطأنا بخيولِنا ظهرَ
الحسينِ عليه السلام حتّى
طحنّا جناجِنَ صدرِه (يعني
كانت تُسمعُ أصواتَ تكسيرِ
أضلاعِ أبي عبدِ الله
عليه السلام)..
وأختُهُ زينبُ واقفةٌ
تنظرُ وتصرُخُ وتقول: يا
قومُ, أَمَا فيكُم مسلمٌ
يَدفُنُ هذا
الغريب؟!كأنّي بها
توجَّهتْ نحو أهلِها
ونادَتْ:
يهلنه احسينكم
رضوا اضلوعه |
اوشاف الموت روعه
بعد روعه |
يصد لعياله
اوتسكب ادموعه |
يخافنها بعد عينه
تيسر |
ويُروى أنَّ هذا ما أبكَى
الإمامَ الحجَّةَ عندما
يقولُ لجدِّهِ الحسينِ في
زيارةِ الناحيةِ: "وهويتَ
إلى الأرضِ صَريعاً تطؤكَ
الخيولُ بحوافرِهَا,
وتَعلوكَ الطغاةُ
ببواتِرِها" إلى أن يقول:
"فلئن أخرتني الدهور،
وعاقني عن نصرك المقدور،
ولم أكن لمن حاربك محارباً،
ولمن نصب لك العداوة
مناصباً، فلأندبنّك صباحاً
ومساءً،
ولأبكينّ
عليك بدل الدموع دماً،
حسرةً عليك وتأسّفاً على
ما دهاك وتلهّفاً، حتى
أموت بلوعة المصاب وغصّة
الاكتياب".
أقول سيّدي يا بنَ الحسن:
متى الفرجُ؟ متى ننادي؟
يا لثاراتِ الحسينِ... "أين
الطالب بدم المقتول
بكربلاء"..
يروى أنّه: إذا ظهر
القائم
عجل
الله تعالى فرجه الشريف
قام بين الركن والمقام
وينادي بنداءات خمسة:
الأوّل: ألا يا أهل
العالم أنا الإمام القائم،
الثاني: ألا يا أهل
العالم أنا الصمصام8
المنتقم، الثالث: ألا يا
أهل العالم إنّ جدّي
الحسين قتلوه عطشاناً،
الرابع: ألا يا أهل
العالم إنّ جدّي الحسين
عليه السلام طرحوه عرياناً،
الخامس: ألا يا أهل
العالم إنّ جدّي الحسين
عليه السلام سحقوه عدواناً.
آه ينجل العسكري
عيف النوم واترك |
وخذ بالثار
يالمذخور وترك |
علاما خيول اميه
ادوس وترك |
صدر جدك بحرب
الغاضريه |
(سيّدي) ماذا
يُهيجُكَ إنْ
صَبَرتَ |
لِوَقعةِ الطَّفِ
الفَظيعَة |
أترَى تَجِيءُ
فَجيعَةٌ
|
بِأمَضَّ مِن
تِلكَ الفَجِيعَة |
حَيثُ الحُسينُ
على الثَرى |
خَيلُ العِدى
طَحَنَتْ
ضُلُوعَه |
|