العينُ عبرى
دمعُها مَسفوحُ |
والقلبُ من أَلمَ
ِالأسَى مَقروحُ |
ما عُذرُ مِثلِي
يومَ عاشورا إذا |
لم أبكِ آلَ
محمّدٍ وأنوحُ |
أم كيفَ لا أبكي
الحسينَ وقد
غَدَا |
شِلواً بأرضِ
الطفِّ وهوَ
ذَبيحُ |
والطاهراتُ حواسرٌ
مِن حَولِه |
كُلٌّ تَنوحُ
وَدَمعُها مَسفوحُ |
هذي تقولُ أَخِي
وَهَذِي والدي |
ومِنَ الرزايا
قلبُها مَقروحُ |
أَسَفِي لِذاكَ
الشيبِ وَهوَ
مُضَمَّخٌ |
بِدمائِهِ
والطِيبُ مِنهُ
يَفوحُ |
أَسَفِي لِذاكَ
الوجهِ مِن فَوقِ
القَنَا |
كالشَمس في أُفُقِ
السَماءِ يَلوحُ |
أَسَفِي لِذاكَ
الجسمِ وَهوَ
مُبِضَّعٌ |
وبِكُلِّ
جَارِحَةٍ لَديهِ
جُروحُ |
ولَفَاطِمُ
تَبكِي عَليهِ
بِحُرقَةٍ |
وتُقَبِّلُ
الأشلاءَ وهي
تَصيحُ |
ظَلَّتْ تُوَلوِلُ
حاسِراً مَسبيةٌ |
وَسُكينةٌ وَلهَى
عَليهِ تَنوحُ |
يَا وَالِدِي لا
كَانَ يومُك
إنَّه |
بابٌ ليومِ
مَصَائِبي مَفتوحُ |
أترى نَسيرُ إلى
الشامِ مَعَ
العِدَى |
أسرى وأنتَ
بكربلاءِ طريحُ
1 |
وصّيت من يحسين
بينه |
من تهجم الغاره
علينه |
وحنه حرم شنهو
البدينه |
يبويه انته انصبت
واحنه انسبينه |
التمهيد للمصيبة (
گـوريز):
بعد شهادة الإمام
الحسينعليه السلام أظلمت
الدنيا ثلاثة أيّام,
واسودّت سواداً عظيماً,
حتى ظنّ النّاس أنّ
القيامة قامت, وبدت
الكواكب نصف النهار, وأخذ
بعضها يضرب بعضاً, ولم
يُرَ نور الشمس, وكيف لا
يتغيّر الكون ولا يمحى
نور الشمس والقمر, وقد
تُرِك سيّدُ شباب أهل
الجنّة على وجه الصعيد
مجرّداً ومثّلوا بذلك
الجسد القدسيّ كلّ مثلة!
ولقد رأته الرباب على تلك
الحالة وما فارقها رأسه
طيلة مسيرها في السبي..
قال زيد بن أرقم: كنت في
غرفة لي فمرّوا عليّ
بالرأس وهو يقرأ:
﴿أَمْ
حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ
الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ
كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا
عَجَبًا﴾,
فوقف شعري وقلت: والله يا
ابن رسول الله رأسك أعجب
وأعجب.
المصيبة:
قال هلال بن معاوية: رأيت
رجلاً يحمل رأس الحسين
عليه السلام والرأس
يخاطبه: فرَّقت بين رأسي
وبدني, فرّق الله بين
لحمك وعظمك وجعلك آيةً
ونكالاً للعالمين, فرفع
السوط وأخذ يضرب الرأس
حتّى سكت.
فالتفتت زينب عليها
السلام فرأت رأس أخيها,
فضربت جبينها بمقدّم
المحمل حتّى صار الدم
يخرج من تحت قناعها,
وأومأت إليه بحرقة وجعلت
تقول:
يا هلالاً لمّا
استتمّ كَمَالاً |
غَالَهُ خَسْفُهُ
فَأبدَى غُروبا |
ما توهّمتُ يا
شقيقَ فؤادِي |
كان هَذا
مُقَدّراً
مَكتُوبا |
ثمّ وضعهم ابن زياد في
خربة، بينما زينب عليها
السلام جالسة واليتامى
حولها وإذا بامرأة قد
أقبلت وهي تحمل طبقاً فيه
طعام, وضعته بين يدي
الحوراء زينب عليها
السلام، فقالت لها
العقيلة: ما هذا الطعام
يا أَمَة الله؟ قالت لها:
سيّدتي هذا نذر عَلَيَّ,
إذْ إنّي نذرتُ لله تعالى
أنّه كلّما جيء بسبايا أو
أُسارى إلى هذه البلدة
أُطعمهم – بما أستطيع –
فقالت لها الحوراء: أَمَة
الله ولِمَ هذا النذر؟
قالت – سيّدتي – إِنّ لي
ولداً واحداً وقد أُصيب
بمرض عضال فحملتُهُ إلى
سيّدي ومولاي أمير
المؤمنين عليّ ابن أبي
طالب عليه السلام, وشكوت
إليه أحوالي، فقال لي:
خذيه إلى ولدي الحسين
عليه السلام، فجئتُ به
إلى مولاي الحسين، فدعا
له الحسين بالعافية
فعافاه الله تعالى ببركة
دعاء الحسين عليه السلام،
وأنا أصنع هذا الطعام
لليتامى والفقراء بثواب
سيّدي الحسين عليه السلام
– فبكت الحوراء – وقالت:
أَمَةَ الله إذا رأيت
الحسين عليه السلام
تعرفينه؟ قالت: سيّدتي
وكيف لا أعرفه, وهو الذي
مَنَّ الله على ولدي
بالشفاء ببركته، فقالت
الحوراء زينب عليها
السلام: أَمَةَ الله
ارفعي رأسك وانظري إلى
باب قصر الإمارة, رفعت
المرأة رأسها
وإذا برأس الحسين عليه
السلام منصوب على باب
القصر.
إذاً ما حال الرباب وقد
رأت تلك المصائب, فمن
حقّها أن تموتَ كَمَداً
على الحسين عليه السلام,
فقد عاشت الرباب بعد
الإمام الحسين عليه
السلام في حزن وأسى وبكاء
ونياحة، ما هدأت من
البكاء ليلاً ولا نهاراً,
وفي بعض الروايات أنّها
بقيت تبكي سنة كاملة إلى
أن ماتت, يقولون لمّا
رجعت الى المدينة مع
السبايا أزالت سقف بيتها,
وما استظلّت بعد الحسين
عليه السلام بسقف أبداً،
كانت تجلس في حرارة الشمس
وبين يديها ابنتها سُكينة
تخاطبها: أين مضى عنّي
وعنك الحسين عليه السلام
... ويلي..
لـگـعد على درب
الظعون |
وناشد اليرحون
ويجون |
كلمن لها غياب
يلفون |
وانا غايبي
باللحد مدفون |
يحسين منته نور
العيون |
دخل رجل على الإمام زين
العابدينعليه السلام فوجد
امرأة جالسة في حرارة
الشمس فظنَّ أنّها جارية,
التفت إليه وقال: سيّدي
لو
أذنت
لهذه الجارية أن تقوم عن
حرارة الشمس إنهّا محرِقة,
فلو عفوت عنها يا بن رسول
الله, فلمّا سمع الإمام
زين العابدين عليه السلام
كلام هذا الرجل تحادرت
دموعه على خدّيه, وقال له:
يا هذا ليست هذه جارية,
هذه الرباب زوجة والدي
الحسين عليه السلام, آلَت
ألّا تستظلَّ بعد الحسين
عليه السلام تحت سقفٍ
أبداً..
ويلي..كأنّي بها..
لنوحن وگـضّي
العمر بالنوح |
واعمي اعيوني
واتلف الروح |
اشلون الصبر
وحسين مذبوح |
ودمه على التربان
مسفوح |
كانت تأتي إليها العقيلة
زينب عليها السلام تقف
على رأسها تقول لها: رباب
قومي عن حرارة الشمس، فإنّها محرقة, فتقول لها
الرباب: سيّدتي لا
تلوميني إنّي نظرت إلى
جسد العزيز أبي عبد الله
تصهره الشمس على رمضاء
كربلاء..
يصير النوب دهري
بيكم ايعود |
وارد اشيل راسي
بيكم اردود |
وترد اكفوف ابو
فاضل للزنود |
وتتلايم اردود
اجروح الأكبر |
يا مفگود هم بيك
الزمان ايعود |
اوهم يلفي الفرح
وانزع اهدومي
السود |
وهم طيبه الليالي
وترد لينه اردود |
بالأمسِ كانوا
مَعي واليومَ قَد
رَحَلوا |
وخَلَّفُوا في
سُوَيدَا القَلبِ
نِيرَانَا |
نَذْرٌ عَليَّ
لَئِن عَادوا
وَإنْ رَجَعُوا |
لَأزرَعَنَّ
طَريقَ الطَفِّ
رَيحَانَا |
|