تُغضي وتَتْرُكُ
ثارَ جدِّكَ مُذْ |
أَتَتْ حربُ له
بجُنودِها تَتْرا |
وعليه حَرّمَتِ
الفُراتَ وإِنّما |
خُلِقَ الفراتُ
لأُمِّهِ مَهْرا |
فغدى يَكِرُّ
عليهِمُ
فَتَخَالُهُ |
الكَرَّارَ مَهما
صَالَ أو كَرّا |
عَمَدتْ إليه يدُ
القضَا فرمتْهُ
في |
سَهمٍ أصابَ
حشاشَةَ الزّهرا |
فهوى على وَجْهِ
الصعيدِ
مُصافِحَاً |
في خدِّهِ خدَّ
الثَرى قَسرا |
أفديهِ مَطروحَاً
بعَرصةِ كَربلا |
والخيلُ مِنهُ
رَضَّتِ الصَدرا |
تركوه عُرياناً
على حرِّ الصَفا |
ملقىً ثلاثاً لم
يَجِدْ قَبرا |
وسروا بِنسوتِهِ
على عُجُفِ
المَطا |
للشامِ بعدَ
خُدورِها حَسرى |
تَطوي القِفارَ
على نياقٍ ضُلَّعٍ |
وهي التي لا
تَعرفُ القَفْرا |
فإذا بَكَتْ
فالسوطُ يُوْلِمُ
متنَها |
والرِمحُ يَقرَعُ
رأسَها قَهرا |
وأّشَدُّ ما
يَدَعُ العيونَ
سَوافِحاً |
حتَّى المماتِ
ويَصْدَعُ الصخرا |
إدْخالُهُنَّ على
يزيدَ ثواكِلاً |
وَوُقوفُهنَّ
إِزاءَهُ أَسرى1 |
يحسين راسك حين
شفته |
تلعب عصه ايزيد
اعله شفته |
ذاك الوگت وجهي
لطمته |
أوصديت له ابحرگه
أوندهته |
شلــت يميـــنك
يالـضــربته |
شتمنى أوتعدت له
شتمته |
يا سلوة الهادي
أومهجته |
خويه معذور يا
لحزوا رگبته |
التمهيد للمصيبة (
گـوريز):
روي عن الإمام الصادق
عليه السلام، يرفعه إلى
النبيّ صلى الله عليه و
آله و سلم أنّه قال: "إذا
كان يوم القيامة نصب
لفاطمة عليها السلام قبّة
من نور، ويُقبِلُ
الحسين عليه السلام ورأسه
في يده، فإذا رأته شهقت
شهقة لا يبقى في الجمع
ملَكٌ مقرّب, ولا نبيّ
مرسل إلّا بكى لها.."
وعنه صلى الله عليه و آله
و سلم أنّه قال: "إذا كان
يوم القيامة تأتي فاطمة
عليها السلام في لمّة من
نسائها.
فيقال لها: ادخلي الجنّة.
فتقول: لا أدخل حتّى أعلم
ما صنع بولدي من بعدي.
فيُقال لها: أنظري في قلب
القيامة، فتنظر إلى
الحسين عليه السلام قائماً
ليس عليه رأس، فتصرخ صرخة،
فأصرخ لصراخها وتصرخ
الملائكة لصراخها".
"وتنادي وا ولداه، وا
ثمرة فؤاداه".
وهي عليها السلام دائمة
الحزن على ولدها ولا تنفكّ
حتى يؤخذ لها بحقّها..
وفي مقتل الحسين عليه
السلام للسيّد المقرّم:
قال أبو الحسن الكاتب:
عندي جارية كثيرة الصيام
والتهجّد, انتبهت البارحة
فزعة ترتعد, فصاحت بي: يا
أبا الحسن الحقني, قلت:
ما أصابك؟! قالت: إنّي
صلّيت وردي ونمت, فرأيت
كأنّي في درب من دروب
الكرخ2
وإذا
بحجرة نظيفة بيضاء مفتوحة
الباب ونساء وقوف عليه,
قلت لهنّ: من مات؟ أو ما
الخبر؟ فأومأن إلى داخل
الدار فدخلت فإذا بدار
نظيفة في نهاية الحسن,
وفي صحنها امرأة شابّة لم
أر قطّ أحسن منها, ولا
أبهى ولا أجمل, وعليها
ثياب حسنة وملتحفة بإزار
أبيض..
المصيبة:
وفي حجرها رأس رجل يشخب
دماً فقلت: من أنتِ؟ قالت:
لا عليك، أنا فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه
و آله و سلم وهذا رأس
ابني الحسين عليه السلام
قولي "لابن أصدق" (قارئ
التعزية في ذلك الوقت)
عنّي أن ينوح: (يعني هذه
الأبيات لفاطمة عليها
السلام):
أيُّهَا العينانِ
فِيضَا |
واستَهِلَّا لا
تَغيضَا |
وابكِيا بِالطَفِّ
مَيتاً |
تَرَكَ الجِسمَ
رَضِيضَاً |
لم أُمَرِّضْهُ
قَتيلاً |
لا وَلا كَان
مَريضَاً |
أقول: فاطمة عليها السلام
شاهدة عليهم كيف يطوفون
بهذا الرأس في البلدان
يقول المؤرّخون: سرّح ابن
سعد في اليوم العاشر رأس
الحسين عليه السلام مع
خولّي بن يزيد الأصبحي,
وكان منزل خولّي على فرسخ
من الكوفة, فأخفى الرأس
عن زوجته الأنصاريّة, لما
يعهده من موالاتها لأهل
البيت عليهم السلام, إلّا
أنّها رأت من تنّور بيتها
نوراً عجيباً, راعها ذلك
ولم تعهد ذلك النور من
قبل, يُروى أنّها أقبلت
إلى ذلك التنّور, كشفته
وإذا برأسٍ مخضّب بدمائه,
فهالها ما رأت, رجعت إلى
زوجها قال لها: جئتك بغنى
الدهر هذا رأس الحسين بن
عليّ, قالت له: ويحك,
الناس تأتي بالدراهم
والدنانير وأنت جئت برأس
الحسين بن فاطمة, لا جمع
رأسي ورأسك وسادة أبداً,
فخرجت إلى ذلك التنّور
فسمعت أصوات نساء يندبنه
بأشجى ندبة, ويُروى أنّها
أخرجته, وضعته في حِجرِها
وجعلت تمسح الرماد عنهُ
وهي تقول: يا رأس أقسمت
عليك بحقّ محمّد المصطفى,
وبحقّ عليّ المرتضى, وبحقّ
فاطمة الزهراءعليها
السلام إلّا أخبرتني من
أنت، صحيح أنت الحسين بن
فاطمةعليهما السلام؟ قالت:
ففتح الحسين ُعليه السلام
شفتيه وقال: أمة الله أنا
المظلوم أنا الغريب أنا
العطشان.
فصارت تلطمُ على وجهها
وعلى رأسها حتى أغمي
عليها والرأس في حجرها،
تقول: بينما أنا في تلك
الحالة وإذا بأربع نسوة
قد دخلن عليّ، تقدّمهن
امرأة جليلة القدر, عليها
ثيابُ السواد تقوم وتقع (يا
زهراء) وهي تقول: بُني
حُسين قتلوك, ومن شرب
الماء منعوك, وما عرفوا
من أمّك ومن أبوك؟!!.
أنا حاضرة يا
حسين يا بني |
يا من ريت ذبّاحك
ذبحني |
إسعدني على ابني
يالتحبني |
تقول هذه المرأة: أقبلت
إليّ قالت: أَمَةَ الله
ناوليني هذا الرأس، قلت:
كيف أدفعه إليك؟ هو ضيفي
هذه الليلة، ضيفٌ عزيز،
هذا الحسين ابن رسول الله،
قالت: أَمَةَ الله أنا
أولى بهِ منكِ، مَن أنتِ؟
قالت: أمة الله أنا أمّهُ
فاطمةُ الزهراء عليها
السلام.
أنا الوالدة
المذبوح إبنها |
وطول الدهر ما
بطَّل حزنها |
مصيبة ويشيب
الطفل منها |
سبعين جثه بدور
كنها |
بالمعركة مَحّد
دفنها |
وزينب حدى الحادي
بظعنها |
الزهراء عليها السلام
عندها طلبٌ منك أيّها
الموالي، تريدك أن
تساعدها على البكاء.
ولسان حالها:
وين اليواسيني
بدمعته |
على ابني الذي
حزوا رقبته |
وظلت ثلاث تيام
جثته |
أويلاه يبني الما
حضرته |
يا نَاعِياً إنْ
جِئتَ طِيبَةَ
مُقبِلاً |
عَرِّج على
مكسورةِ الضِلعِ
مُعوِلا |
وَحَدِّث بِما مضَّ
الفؤاد مُفَصِّلاً |
أَفَاطِمُ لَوْ
خِلتِ الحسينَ
مُجَدَّلا |
وقد ماتَ
عَطشَاناً بِشَطّ
فُرَاتِ |
|