أَسفي على
النِسوانِ في ذُلِّ
السِبا |
إِذْ لَمْ يَعُدْ
أَحَدٌ هنالِكَ
يَسمعُ |
وَمَضَى الجوادُ
إلى الخيامِ
مَحَمْحِمَاً |
يَنعَى الحسينَ
وَدَمعُهُ
يَتَدَفّعُ |
فَسَمِعْنَ
رَنَّتَهُ
النِساءُ فقُلنَ
قَدْ |
وَقَعَ الذي
كُنَّا لَهُ
نَتَوَقّعُ |
فَخَرَجْنَ من
فِسطاطِهنَّ
صَوارِخاً |
جَزَعاً صُراخاً
للصُخورِ
يُصَدِّعُ |
وأَتَيْنَهُ
والشِمرُ جَاثٍ
فَوقَهُ |
بحُسامِهِ للرأسِ
منهُ يُقَطِّعُ |
فَرَقَى الحسينَ
وقُلنَ وَيلَكَ
يا عدوَّ |
اللهِ ماذا
بالمُطهَّرِ
تَصنَعُ |
فاحتزَّ رأسَ
السبطِ يا لَكِ
لوعةً |
لم يَبقَ للإسلامِ
شَملٌ يُجْمَعُ |
وَجَرَت خيولُهُمُ
على جُثمانِهِ |
حتَّى تَحَطَّمَ
صَدرُهُ
والأضْلُعُ |
يا عينُ إبكي
للحسينِ وأهلِهِ |
بدمٍ إذا ما قلَّ
منكِ المَدْمَعُ |
إبكي عليه ورأسُهُ
في ذابِلٍ |
والجسمُ منهُ
بالسُيوفِ
مُبَضَّعُ |
إبكي له ملقىً
بلا غُسلٍ ولا |
كَفَنٍ ولا نَعشٍ
هناكَ يُشَيَّعُ |
إبكي لنسوانِ
الحسينِ حواسِراً |
في البيدِ ما
فِيهِنَّ مَنْ
يَتَقَنَّعُ |
إِبكي لهنَّ
يُسَقْنَ بعدَ
حياتِهِ |
قَسراً وَهُنَّ
إذَنْ عُطَاشَا
جُوَّعُ1 |
على اوليانها
رادت يمرها |
يسيره أو بالگلب
يسعر جمرها |
اشلون الخارجي
لختك يمرها |
وهي امخدرة حمّاي
الحميه |
التمهيد للمصيبة (گـوريز):
عن سليمان بن مهران
الأعمش قال: بينما أنا في
الطواف أيّام الموسم, إذا
رجلٌ يقول: الّلهم اغفر
لي وأنا أعلم أنّك لا
تغفر. فسألته عن السبب؟
فقال: كنت أحدَ الأربعين
الذين حملوا
رأسَ الحسين عليه السلام
إلى يزيد على طريق الشام.
فنزلنا أوّل
مرحلة رحلنا من كربلا على
دير للنصارى والرأس مركوز
على رمح، فوضعنا الطعام
ونحن نأكل، فإذا بكفٍّ
على حائط الدير يكتب عليه
بقلم من حديد سطراً بدم:
أترجو أمّةٌ
قَتَلَتْ حُسَيناً |
شَفاعةَ جَدِّه
يَومَ الحِسابِ |
وقَدْ قُتِلَ
الحسينُ بحُكمِ
جَورٍ |
وَخَالَفَ
حُكمُهُم حُكمَ
الكِتابِ |
ثمّ غاب.
قال سبط ابن الجوزيّ:
فنزلوا بعض المنازل، وفي
ذلك المنزل دير فيه راهب،
فأخرجوا الرأس على عادتهم
ووضعوه على الرمح, وحرسه
الحرس على عادته وأسندوا
الرمح إلى الدير، فلمّا
كان من نصف الليل رأى
الراهبُ نوراً من مكان
الرأس إلى عنان السماء،
فأشرف على القوم وقال: من
أنتم؟ قالوا: نحن أصحاب
ابن زياد. قال: وهذا رأس
من؟ قالوا: رأس الحسين بن
عليّ بن أبي طالب ابن
فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه و آله و سلم.
قال: نبيّكم؟ قالوا: نعم.
قال: بئس القوم أنتم، لو
كان للمسيح ولد لأسكنَّاه
أحداقَنا. ثمّ قالَ: وهل
لكم في شيء؟ قالوا: وما
هو؟ قال: عندي عشرة آلاف
دينار تأخذونها وتعطوني
الرأس يكون
عندي تمام الليلة
وإذا رحلتم تأخذونه.
قالوا: وما يضرّنا،
فناولوه الرأس وناولهم
الدنانير، فأخذه الراهب
فغسّله وطيّبه وأدخله في
صومعته، وأقبل يبكي الليل
كلّه، فسمع صوتاً ولم ير
شخصاً قال: طوبى لك وطوبى
لمن عرف حرمته، فرفع
الراهبُ رأسه..
المصيبة:
وقال: يا ربِّ بحقّ عيسى
تأمر هذا الرأس يتكلّم
معي، فتكلّم الرأس وقال:
يا راهب أيّ شيء تريد؟
قال: أقسم عليك من أنت؟
قال: أنا ابن محمّد
المصطفى، وأنا ابن عليّ
المرتضى، وأنا ابن فاطمة
الزهراءعليها السلام،
وأنا المقتول بكربلا، أنا
المظلوم، أنا العطشان،
فسكت، لمّا سمع الراهب
ذلك، وضع وجهه على وجه
الحسين وقال: أشهد أن لا
إله إلّا الله، وأشهد أنّ
محمّداً رسول الله. فلمّا
أصبحوا أخذوا منه الرأس.
أقول: شقّ على الراهب أن
يفارق رأس الحسين عليه
السلام, وأصبح مفجوعاً
لفراق أبي عبد الله
ومعرفة الراهب بالحسين
عليه السلام عمرها ليلة
واحدة فقط، مع ذلك عزّ
عليه الفراق.
إذاً ما حال من قضت ستّة
وخمسين سنة مع الحسين
عليه السلام وعينها ما
فارقت الحسين عليه السلام,
ومنذ الطفولة زينب عليها
السلام
والحسين عليه السلام من
حضن فاطمة الزهراءعليها
السلام إلى حجر أبيها عليّ
عليه السلام, قضت عمرها
إلى جنب الحسين عليه
السلام ولكن اليوم فارقته
على رمضاء كربلا
تگله خويه عمر ما
فارگتك بيه |
تذكر يوم احنا
زغار |
من حضن امنا
الزهرا |
الجوانح حيدر
الكرار |
عيني إتبحّر
بوجهك |
وروحي وياك ليل
نهار |
أيام الكنت وياك |
أناغيك وتناغيني |
خرجت من كربلاء وهي تقول:
أخي لو خيّروني بين
المقام عندك أو الرحيل
عنك لاخترت المقام عندك
ولو أنّ السباع تأكل لحمي..
ودعتك الله سفرتي
صعبة او طويله |
يحجاب خدري ناقتي
عجفا او هزيله |
محّد بقى منكم
يخويه يلتجيله |
بس العليل او فوق
ناقه امقيدينه |
أبكي عليكَ بعبرةٍ
مسكوبةٍ |
ومدامعَ بدمِ
الفؤادِ مَشُوبَةْ |
وَلِمَا أَصَابَكَ
مِن عَظيمِ
مُصيبةٍ |
تبكيكَ عَينِي لا
لأَجلِ مَثُوبَةْ |
لكنَّما عيني
لأجلِكَ بَاكِيَة |
|