الخروج من المدينة, واجتمعن للنياحة والبكاء, حتّى مشى الحسين فيهنّ, وأخذ يناشدهنّ بعدم النياحة... فقلن له: فلمن نستبقي النياحة والبكاء؟ فهو عندنا كيومٍ مات فيه رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن, جعلنا الله فداك يا حبيب الأبرار من أهل القبور...

هذا يوم رأت فيه الهاشميّات الحسين ولم يتمالكن البكاء والنياحة, إذاً ما حال بناته وأخواته يوم العاشر من المحرّم لمّا سمعن صوت الجواد وقد عاد إليهنّ وهو قد مرّغ ناصيته بدم الحسين وكان يصهل صهيلاً عالياً... وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه كان يقول في صهيله: "الظليمة, الظليمة, من أمّة قتلت ابن بنت نبيّها".

وفي زيارة الناحية المنسوبة لحجّة آل محمّد عجّل الله تعالى فرجه: "فلمّا نظرن النساء إلى الجواد مخزيّاً, وسرجه عليه ملويّاً, برزن من الخدور... على الخدود لاطمات... وبالعويل داعيات, وبعد العزّ مذلّلات, وإلى مصرع الحسين مبادرات".

نعم, خرجت زينب عليها السلام ومن خلفها النساء والأرامل واليتامى من الفسطاط إلى جهة المعركة وهي تنادي: وامحمّداه, واعليّاه, واجعفراه, واحمزتاه, واسيّداه, هذا