مجلس الطفل الرضيع "رض":
أَبَا صَالِحٍ
يَا مُدْرِكَ
الثَّارِ كَمْ
تُرَى
وَهَلْ يَمْلِكُ
المَوْتُورُ
صَبْراً
وَحَوْلَهُ
أَتَنْسَى أَبِيَّ
الضَّيْمِ فِي
الطَّفِّ
مُفْرَداً
أَتَنْسَاهُ
فَوْقَ التُّرْبِ
مُنْفَطِرَ
الحَشَا
ورُبَّ رَضِيعٍ
أَرْضَعَتْهُ
قِسِيُّهُمْ
فَلَهْفِي لَهُ
مُذْ طَوَّق
السَّهْمُ جِيدَهُ
وَلَهْفِي لَهُ
لَمَّا أَحَسَّ
بِحَرِّه
هَفَا لِعِنَاقِ
السِّبْطِ
مُبْتَسِمَ
اللَّمَا
وَلَهْفِي عَلَى
أُمِّ الرَّضِيعِ
وَقَدْ دَجَا
تسَلَّلُ فِي
الظَّلْمَاءِ
تَرْتَادُ
طِفْلَهَا
فَمُذْ لَاحَ
سَهْمُ النَّحْرِ
وَدَّتْ لَوَ
اْنَّها
أَقَلَّتْهُ
بِالكَفَّيْنِ
تَرْشُفُ ثَغْرَهُ
بُنِي أَفِقْ مِنْ
سَكْرَةِ المَوْتِ
وَارْتَضِعْ
|
وَغَيْظُكَ وارٍ
غَيْرَ أَنَّكَ
كَاظِمُهْ
يَرُوحُ
وَيَغْدُو آمِنَ
السِّرْبِ
غَارِمُهْ
تَحُومُ عَلَيْهِ
لِلْوَدَاعِ
فَوَاطِمُهْ
تَنَاهَبُهُ
سُمْرُ الرَّدَى
وَصَوَارِمُهْ
مِنَ النَّبْلِ
ثَدْياً دَرُّه
الثَّرُّ
فَاطِمُه
كَمَا زَيَّنَتْهُ
قَبْلَ ذَاكَ
تَمَائِمُه
وَنَاغَاهُ مِنْ
طَيْرِ
المَنِيَّةِ
حَائِمُهْ
عِنَاقاً وَهَلْ
غَيْرُ العِنَاقِ
يُلَائمُهْ
عَلَيْهَا
الدُّجَى
وَالدَّوْحُ
نَاحَتْ
حَمَائِمُه
وَقَدْ نَجَمَتْ
بَيْنَ
الضَّحَايَا
عَلَائِمُه
تُشَاطِرُهُ
سَهْمَ الرَّدَى
وَتُسَاهِمُه
وَتَلْثِمُ
نَحْراً
قَبْلَهَا
السَّهْمُ
لاثِمُه
بِثَدْيَيْكَ عَلَّ
القَلْبَ يَهْدَأُ
هَائِمُه
|
شعبي:
اجت أم الطفل
مذعورة وتصيح
جيت أنا اترجاك
وأنا أقع وأطيح
يا مفطوم بسهم يا
ماي عيني
يا بني عليك ما
يبطل ونيني
|
يبني يا لوحيِّد
أشوفنّك ذبيح
لأمك تباري يا
نور عيونها
ما شوف الدرب
منهو ليدليني
دهاني البين بأرض
الغاضرية |
ساعد الله قلب هذه الأمّ
وقلب سيّد الشهداءعليه
السلام اللذين نظرا إلى
رضيعهما مذبوحاً من
الوريد إلى الوريد.
ورد في الزيارة: السلام
على عبد الله الرضيع
المرمي الصريع المتشحِّط
دماً المذبوح من الوريد
إلى الوريد.
مصيبة الطفل الرضيع من
أعظم مصائب الإمام الحسين
عليه السلام فهذا الرضيع
الذي جفّ صدر أمّه من
اللبن ولم يبق في مخيّم
الحسين عليه السلام ماءٌ
ليشرب منه، فكان يصرخ من
العطش والظمأ حتّى إنَّهم
قالوا إنّه قد أغمي عليه
من العطش، ولهذا جاءت به
عمّته زينب عليها السلام
إلى والده الحسين عليه
السلام قائلةً: أخي أبا
عبد الله، خذ رضيعك فقد
جفّ صدر أمّه من اللّبن،
واطلب له ماءً من هؤلاء
القوم.
فأخذه الإمام الحسين عليه
السلام بين يديه وجعل
يناغيه ويلاطفه،
وتقدّم به نحو القوم
عارضاً عليهم أن يأخذوه
إليهم ويسقوه شربة ماء،
ثمّ يعيدوه إليه، فاختلف
القوم فيما بينهم حتّى
ضجّوا ضجّةً واحدة،
فالتفت ابن سعد إلى حرملة
فقال: وما أصنع؟ قال ابن
سعد: ويلك إرمِ الطفل
بسهم. يقول: فأحكمت السهم
في كبد القوس وتحيّرت أين
أرمي الرضيع وبينا أنا
كذلك إذ لاحت لي رقبته
كإبريق فضّة فرميتُه
فذبحتُه من الوريد إلى
الوريد.
أي واسيّداه وارضيعاه.
قيل لحرملة: يا حرملة أما
رقّ قلبك؟ قال: بلى، قيل:
أين؟ قال: لمّا أحسَّ
الطفل بحرارة السهم أخرج
يديه من القماط واعتنق
رقبة والده الحسين وجعل
يرفرف بين يدي والده
كالطير المذبوح. ساعد
الله قلب الحسين عليه
السلام.
من حر السهم
فرفرت روحه
ورجع للخيم
ودموعه مسفوحه |
وأبوه حسين شافه
وزاد نوحه
وجابه ومدده فوق
الوطية |
وضع الحسين عليه السلام
يده تحت نحره، لمّا
امتلأت دماً رمى بها نحو
السماء وقال: اللهمَّ لا
يكون أهون عليك من فصيل
ناقة صالح، قالوا: ما سقط
من ذلك الدم قطرة إلى
الأرض.
تلقى حسين دم
الطفل بايده |
شحال ليقتل بحضنه
وليده |
شاله وترس كفه من
وريده |
وذبّه للسما
وللقاع ما خرّ |
ثمّ رجع به الإمام إلى
المخيّم واستقبلته ابنته
سكينة قائلة: أبه لعلّك
سقيتَ أخي ماءً وجئتنا
ببقيّته قال: بنيّة خذي
أخاكِ مذبوحاً من الوريد
إلى الوريد.
تقله بوي الطفل
للماي أخذته
شنهو الذنب خوي
العملته |
بسهم الغدا مذبوح
جبته
والماي حاضر ما
شربته |
عندها صاحت سكينة: وا
أخاه وا رضيعاه، واجتمع
المخيّم على هذه المصيبة
العظيمة.
طلعت زينب وصاحت
يعمه يا ذنب جاني
بنحره قامت تشمه
تعال وشوف حال
أمه
يبني ردوك يبني
بسهم مفطوم
أنا عقبك لحرّم
لذة النوم
وأبكي عليك بقلب
ما لوم
آه يبني الرضيع
العظمته النبلة |
يعبد الله يبعد
الروح
ويردك حرملة
مذبوح
وصارت للحرم لمّه
محنّه بالدما
صدره
يالرحت عن الماي
محروم
واصبغ يعقلي سود
الهدوم
آه يبني بوريده
وانقطع حبله |
عسى أمك ييمه
تدرس وتبلى
الرباب تصيح يا
زينب
وليدي وحن عليه
صدري
قالت بعد ما يرجع
تقله يبني يالتسر
قلبي بشرتك
|
دمك خضب كفوفي
بدل حنّاي
عبد الله أريدنّه
وأريد الساع
أرضعنّه
قالت بس أشوفنّه
انكسر خاطري
مذبوح شفتك |
عظَّم الله أجورنا
وأجوركم، هذه ليلة
الأحزان، ليلة الوداع،
ليلة الأنين، ليلة الدموع،
في مثل هذه الليلة خرج
سيّد الشهداء عليه السلام
يتفقّد بعض التلاع، وقيل
إنّه كان يقتلع الأشواك
والحجارة من طريق المخيّم
لعلمه بفرار النساء
والأطفال في يوم العاشر،
يقول نافع بن هلال: فخرجت
خلف الإمامعليه السلام
خوفاً عليه من أن يغدر به
أحد الأعداء، فبينما هو
كذلك إذ التفت إليَّ وقال:
من هذا؟ قلت: سيّدي أنا
نافع. فقال: يا نافع ما
الذي أخرجك في مثل هذه
الساعة؟ فقلتُ: سيّدي
أزعجني خروجك إلى معسكر
هذا الطاغية. فقال لي: يا
نافع خرجتُ أتفقّد بعض
التلاع لعلّها تكون مكمناً
لهؤلاء القوم يوم تغيرون
ويغيرون، ثمّ قال لي: يا
نافع ألا تسلك بين هذين
الجبلين فتنجو بنفسك؟
يقول: فوقعت على قدميه
أقبّلهما وأقول: سيّدي،
إنّ
فرسي بألف وسيفي بألف
فوالله لا أفارقك حتّى
يكلَّ فرسي عن جري وسيفي
عن فري.
ثمّ رجعنا إلى المخيّم
فدخل الحسين عليه السلام
إلى خيمة أخته زينب عليها
السلام فوقفت أنتظره بباب
الخيمة، فسمعته يحدّثها،
فما لثبت أن بكت وصاحت:
واأخاه واحسيناه، أخي أَوَ
أُشاهد مصرعك وأبتلى بهذه
المذاعير من النسوة؟!
فقال: أخيّ زينب تعزّي
بعزاء الله، إنّ أهل
الأرض يموتون وأهل السماء
لا يبقون ولي ولكلّ مؤمن
ومؤمنة برسول الله أسوة
حسنة، ثمّ أوصاها بوصايا
فقالت له زينب عليها
السلام: أخي أبا عبد الله،
هل استعلمت من أصحابك
نيّاتهم حتّى لا يسلموا
لها عند الوثبة؟ فقال:
أخيّه زينب لقد لهزتهم
وبلوتهم فما وجدتُ فيهم
إلّا الأشوس الأقعس
يستأنسون بالمنيّة دوني
استيناس الطفل بمحالب
أمّه.
يقول نافع: فقلتُ في نفسي:
أو زينب غير مطمئنة
لنصرتنا؟! فجئت إلى حبيب
بن مظاهر الأسديّ شيخ
الأنصار وأخبرته الخبر،
فقام حبيب ونادى: يا ليوث
الكريهة ويا ضراغمة
الهيجاء، فتطالع القوم من
مضاربهم يقدمهم قمر
العشيرة أبو الفضل
العبّاسعليه السلام رامياً
بعمامته إلى الأرض قائلاً:
ما تريد يا بن أبي
مظاهر لمثل هذا اليوم
ادّخرني والدي أمير
المؤمنين عليه السلام،
فقال حبيب: ارجعوا يا بني
هاشم لا سهرت عيونكم
وإنّما حاجتي مع الأنصار.
معي معي، خلفي خلفي، حتى
اهدّئَ من روع بنات رسول
الله.
فأقبلوا حتّى وقفوا بإزاء
خيمة العقيلة زينب وصاحوا:
السلام عليكنَّ يا عزّنا
السلام عليكنّ يا فخرنا،
السلام عليكنّ يا بنات
رسول الله.
فالتفت الإمام الحسين
عليه السلام إلى أخته
زينب وقال: أخيّه زينب
كنتِ السببَ في مجيئهم
فكوني السبب في عودتهم:
فقامت ملتحفةً بإزار
أمّها فاطمة ووقفت بباب
الخيمة وهي تقول: أنسبوني
معرفةً من أنا، أنا ابنة
الضارب بالسيفين أنا ابنة
الطاعن بالرمحين أنا ابنة
أمير المؤمنين حاموا عنّا
يا مُحيِي الليل بالعبادة.
وتقله وصيتو من
يحسين بينا |
لو تقبل الغارة
علينا |
آجركم الله، في مثل هذه
الليلة كانت زينب تودّع
أخوتها ومن أحداث هذه
الليلة أنّ الإمام الحسين
عليه السلام كان يوصي
ولده الإمام زين العابدين
وزينب حاضرة.
قال حسين يا سجاد |
وزينب قاعدة
وتسمع |
يبني من ارحل
بهالليل
باكر يا علي يبني
الرحيل يصير
تكليفك
أنا بها المسا
ضيفك
أغيبن قبل غيبتها
من سمعت يحكي
حسين
تتراجف مفاصلها
زينب ليلة العاشر
من سمعت بحكي
حسين
تصوّت وين أروحن
وين
يا زينب وهضمتها
ردت قصدت العبّاس
وحين الشافها
العبّاس
هلا يزبنب يقلها
وزينب لعد كافلها
واختنقت بعبرتها |
أخاف عليك تتصدع
ليك أمر الحرم
يرجع
تظل يو ترحل
بكيفك
ولو تطلع شمس
باكر
زينب حلت وقامت
يو يلي وروحها
هامت
كل الليل ما نامت
ما غمضت لزينب
عين
عقب اخوتي
هالليلة
والهم قصد وياها
تتعثر بممشاها
هلا يا سلوتي
كلها
صدت والقلب شاجر
|
زينب وي قمر
عدنان
سمعت حسين أخوك
يقول
وأنا لازمة قلبي
وأنا مخدرة وتدري
عقبكم لا ردت
عمري
ما تسواش ظلتها
اغتاظ وقال يا
زينب
أخوك وصارمي
بيدّي
وحق الحسن يا
زينب
لخلّي جموعها
طشّار
وخلي كربلا تذكار
ما ينسوش عملتها |
تقله يابن حامي
الجار
احنا بها لمسا
خطّار
وأخاف من الصبح
لو صار
واخافن ينهتك
ستري
والحرمة عقب
ولياها
شنهي الخيل وتهمك
ومنهو اليقحم
خيّمك
وكبده وكسر ضلع
أمك
وخلّي النايحة
بكل دار
وخلي الناس جيلٍ
جيل
|
أقول سيِّدي يا أبا الفضل
العبّاس، بالفعل قدّمت
شجاعة ووفاءً خاصًّا في
يوم العاشر من المحرّم،
ولكن سيّدي ليتك كنت
حاضراً مع زينب عندما
تقدّمت في يوم العاشر إلى
جسد الحسين عليه السلام
وهو بتلك الحالة، سيّدي
ليتك كنت حاضراً معها وقد
ضربها الشمر بسوطه،
وازينباه. ولهذا لم يبق
لها محامٍ ولا كفيل، كانت
وحيدة عند جسد سيّد
الشهداء ولسان حالها:
مالي غيرك يا
حبيب أمي الزكية
مالي غيرك يا دمع
عيني الزكية
مالي غيرك خوي
راح أمشي سبية م
تقله خوي
أنا طولي الكان
ما ينشاف شافوه
وخدري الكان ما
ينهتك هتكوه
أَحُسَيْنُ هَلْ
وَافَاكَ جَدُّكَ
زَائِراً
إنّا لله
وإنّا إليه
راجعون |
مالي غيرك يالكنت
خيمة عليَّ
مالي غيرك يا
ذبيح الغاضرية
الي غيرك الناس
تتفرج عليَّ
وصوتي
الكان ما ينسمع
سمعوه
وَرَآكَ مَقْطُوعَ
الوَتِينِ
مُعَفَّراً
|
|