مجلس الوصول إلى كربلاء:
قَتِيلٌ بِأَرْضِ
الطَّفِّ هَيَّجَ
أَدْمُعِي
فَفَاضَتْ
جُفُونِي
وَاسْتَبَدَّ بِيَ
الأَسَى
سَأَنْدُبُهُ مَا
دُمْتُ حَيّاً
بِلَوْعَةٍ
فَيَا لِقَتِيلٍ
وَزَّعَتْ
جِسْمَهُ
الظُّبَا
كَأَنِّي
بِجُثْمَانِ
الحُسَيْنِ عَلَى
الثَّرَى
وَأَشْلَاؤُهُ
بَيْنَ
الأَسِنَّةِ
وَالظُّبَا
يُخَاطِبُ مِنْ
سَاحِ الوَغَى
كُلَّ مُرْهَفٍ
خُذِي يَا شِفَارَ
البِيضِ جِسْمِي
ضَرِيبَةً
وَهَا هُوَ
جُثْمَانِي عَلَى
أَرْضِ كَرْبَلَا
وَهَا هُوَ
رَأْسِي
فَارْفَعِيهِ
عَلَى القَنَا
وَهَا هِيَ
كَفِّي قَدْ
غَدَتْ دُوْنَ
إِصْبَعِ |
فَأَلْهَبَ نَارَ
الوَجْدِ مَا
بَيْنَ أَضْلُعِي
فَمَا هَدَأَتْ
نَارِي وَلَا جَفَّ
مَدْمَعِي
وَمَا مَرَّ
ذِكْرٌ
لِلطُّفُوفِ
بِمَسْمَعِي
وَظَلَّ ثَلَاثاً
فِي العَرَا لَمْ
يُشَيَّعِ
تُجَلِّلُهُ
شَمْسُ الفَلَا
فِي تَخَشُّعِ
وَقَدْ وُزِّعَتْ
بِالطَّفِّ أَيَّ
مُوَزَّعِ
وَيَصْرُخُ
مَهْلاً يَا
أُمَيَّةُ
فَاسْمَعِي
إذَا كَانَ دِينُ
الله يَحْيَا
بِمَصْرَعِي
كَمَا شِئْتِ
فِيهِ يَا
أُمَيَّةُ
فَاصْنَعِي
وَدُوسِي بِجُرْدِ
الخَيْلِ صَدْرِي
وَأَضْلُعِي
وَهَا هِيَ
أَوْصَالِي كَمَا
شِئْتِ قطِّعِي |
أَؤُقْتَلُ
ظَمْآناً
وَجَدِّي
مُحَمَّدٌ
وَتُسْبَى بَنَاتُ
الوَحْيِ حَرَّى
مَرُوعَةً
أَيُدْفَنُ
جِسْمِي دُونَ
رَأْسِي بِمَوضِعٍ
|
وَيُهْدَى
بِرَأْسِي مِنْ
دَعِيٍّ إِلَى
دَعِي
تَجُوبُ
الفَيَافِي
بَلْقَعاً بَعْدَ
بَلْقَعِ
وَيُدْفَنُ
رَأْسِي دُونَ
جِسْمِي بِمَوضِعِ |
شعبي:
خلّص طوافه وودّع
الحجاج في الحين
كبّر ولبّى وصاح
يا ربي تراني
طالع وأنا خايف
وحيرني زماني
لبيك يا ربي بأشد
العصايب
لبيك صبرني على
فراق الحبايب
لبيك خلي ابن
الضبابي يحزّ
نحري
لبيك انكان
بكربلا محفور
قبري
لبيك خلي جنازتي
تسبح بدمي
لبيك خلي
هالضحايا تعتفر
يمي
لبيك هذا سناد
ظهري وحامل لواي
لبيك هذا نور
عيني ومهجة حشاي
لبيك انكان
بذبحتي تسلم
الشيعة
وإن كان ترضى
بذبحة حسين
ورضيعه
لبيك خلها من
العطش تخلص
أنفاسي
لبيك خلني على
الثرى طايح أقاسي
|
واستند للكعبة
وحلّ احرامه حسين
مطرود من بيتك
ولا واحد حماني
بنزع احرامي
وأرتحل دون
المحرمين
لبيك ساعدني على
مقاساة المصايب
لبيك هذي مصيبة
يبكيها النبيين
لبيك خلي
الأعوجية تدوس
صدري
لبيك با سوي بذاك
القبر سبعين
لبيك هذي عزوتي
وأولاد عمي
لبيك رضعان وشيوخ
بغير تكفين
خلّه رقية
وبالعطش تصرخ
يتاماي
خلني أشوفه على
الثرى معفر
الخدين
خلهم يذبحوني
ويسلمون الوديعة
لبيك خلنا ننذبح
ونشيد الدين
لبيك خلّه عالرمح
يرتفع راسي
لبيك حرّ الشمس
والعطش وصراخ
النساوين |
خرج الإمام الحسين عليه
السلام من مدينة جدّه
المصطفى صلى الله عليه
وآله وسلّم وتوجّه إلى
مكّة المكرّمة، وهناك
طبعاً بدأ الإمامعليه
السلام ببيان الخطوط
العريضة لثورته والتقى
بكثير من فعاليّات العالم
الإسلاميّ من كلّ أقطار
العالم الإسلاميّ، وجعل
يهيّىء أهل بيته عليهم
السلام وأصحابه ويدعو
النّاس إلى نصرة الإسلام.
ومن خطبه التي ألقاها في
مكّة المكرّمة: خُطَّ
الموت على ولد آدم مخطَّ
القلادة على جيد الفتاة،
وما أولهني إلى أسلافي
اشتياق يعقوب إلى يوسف،
كأنّي بأوصالي هذه
تقطّعها عسلان الفلوات
بين النواويس وكربلا،
فيملأن منّي أكراشاً جوفى
وأجربة سغبى لا محيص عن
يوم خطّ بالقلم، رضا الله
رضانا أهل البيت نصبر على
بلائه ويوفّينا أجور
الصابرين.
وهكذا يكون الإمامعليه
السلام قد أكَد بشكل واضح
لا مجال معه للشكّ أنّه
يمضي إلى يوم موعود، وأنّ
خروجه هذا هو خروج إلهي
لا علاقة له بأيّ رسالة
أو كتاب أو دعوة من أهل
الكوفة أو من غيرهم،
ولذلك قبل أن يخرج أو عند
خروجه أو بعيد خروجه(على
اختلاف نقل المؤرّخين)
كتب كتاباً إلى أخيه
محمّد بن الحنفيّة، يوضح
فيه هذا المعنى أيضاً:
أمّا بعد من التحق بنا
استشهد ومن تخلّف عنّا لم
يبلغ الفتح.
وخرج الحسين عليه السلام
من مكّة قبل إتمام حجّه
إلى أرضه الموعودة، خصوصاً
وأنّ يزيد ابن معاوية كان
يريد أن يخنق الثورة في
مهدها، ويوقفها ويوقف
مدّها ويطمس آثارها من
خلال قتل الحسين عليه
السلام غيلة بشكل غير
واضح وملتبس وهو في مكّة،
فقد دسّ في الحجيج ثلاثين
رجلاً لقتل الحسين عليه
السلام، ولو كان متعلّقاً
بأستار الكعبة.
وانطلق الحسين عليه
السلام إلى تلك البقعة
المباركة الموعودة التي
بارك الله فيها وقدّسها
ورفعها على بقيّة أتربة
الجنّة وهي تتفاخر يوم
القيامة وتقول: أنا
التربة التي اختصّها الله
بجسد سيّد الشهداء أبي
عبد الله الحسين عليه
السلام.
فَيَا كَرْبَلَا قُولِي
بِأَيِّ وَسِيلَةٍ |
تَوَسَّلْتِ
حَتَّى اختَارَكِ
السِّبْطُ
مَضْجَعَا
|
ومضى الإمامعليه
السلام إلى كربلاء التي
مرَّ عليها كلّ الأنبياء
عليهم السلام، وبكوا فيها
على الحسين عليه السلام
وقد ورد عن عيسىعليه
السلام أنّه قال مخاطباً
أرض كربلاء: فيك يدفن
القمر الأزهر.
أمير المؤمنينعليه السلام
مرَّ بكربلاء بعد عودته
من صفّين وبكى هناك حتّى
علا صوته وهو يقول: هنا
مناخُ ركابهم، وهنا تهراق
دماؤهم، فطوبى لكِ أيّتها
الأرض التي تهراق عليكِ
دماء الأحبّة.
ولهذا لمّا وصل الإمام
الحسين عليه السلام إلى
أرض كربلاء يقول لم يخطُ
الجواد خطوة واحدة حتى
بدّله الحسين عليه السلام
ومع ذلك لم يخطُ أيّ جواد
آخر أيَّ خطوة واحدة،
فنزل الحسين عليه السلام
عن ظهر جواده وسأل أصحابه:
ما اسم هذه الأرض؟ قالوا:
تُسمَّى الغاضريّة،
تُسمَّى أرضَ الطفوف، قال:
وهل لها اسم آخر؟ قالوا:
تُسمَّى كربلاء.
فقال عليه السلام: اللهمّ
إنّي أعوذ بك من الكرب
والبلاء.
كربلاهاي آه يا
أرض الغاضرية
كربلاهاي ويَّ
ظعن الفاطمية
كربلاهاي ينزل
مصابك عليَّ |
كربلاهاي جينا
والعبرة جرية
كربلاهاي قربت من
المنية
|
أصحابي انزلوا ها هنا
مصرع رجالنا، هنا هنا
تُذبح أطفالنا، من هنا
تسبى نساؤنا
إن كان هذي
كربلاء بشر
وبلايا
لازم بجانب
هالنهر نقضي
ظمايا |
انزلوا ترى لاحت
علامات المنايا
وأجسادنا تبقى
على الغبرا سليبة |
يقول أحد العلماء: لمّا
نزل الحسين عليه السلام
أرض كربلاء هبَّت ريح
ضربت وجوه أهل البيت،
فأقبلت زينب عليها السلام
إلى أخيها الحسين عليه
السلام وقالت: أخي لقد
انقبض قلبي من هذه الأرض.
فأخذ الحسين عليه السلام
بيدها إلى موضع في كربلاء
وقال: أخيّه زينب ها هنا
مصرعي، فصاحت واأخاه
واحسيناه! ومن ثَمَّ أخذ
بيدها إلى موضع آخر قال:
أخيّه ها هنا مصرع أخي
أبي الفضل العبّاس، عندها
صاحت: وا أخاه! وا
عبَّاساه!
كربلا يعني ركض
فوق التراب
كربلا يعني الم
يقطع الروح
كربلا يعني مرا
ثكلى وتنوح
كربلا يعني جريح
بصف جريح |
كربلا يعني مصاب
بصف مصاب
كربلا جروح وجروح
وبس جروح
كربلا يعني أبو
اليمه ذبيح
|
كربلا يعني مرا
تقوم وتطيح
كربلا يعني طفل
خايف هواي
كربلا عبد الله
ظامي يريد ماي
كربلا يعني شبيه
المصطفى
ويمه ابوه يصيح
عالدنيا العفا
كربلا يعني وفا
ماله حدود
كربلا كفين
مقطوعة وعمود |
ومن تطيح يحل على
الناس العذاب
كربلا لايذ بأمه
وهي مشدوهة راي
تالي يتروى بدما
نحر المصاب
يعالج بروحه وبدر
وجهه انطفى
بعد عينك يا علي
يا ابن الأطياب
يعني راية ويعني
غيرة ويعني جود
|
كربلا يعني حسين
الكبرياء
ميه الف آه
لزريةكربلا |
مخضب من دماه
وتسيل الدماء
|
كربلا يعني بنات
مدللات
فاطمة تقول لرقية
مات |
ومن بعد والدهن
بقن متحيرات
صوبوه بسهم بيه
ثلاث شعب |
هذه كربلاء وهكذا وصلت
زينب عليها السلام إلى
كربلاء الحسين عن يمينها
والعبّاس عن شمالها
وبقيّة أولاد بني هاشم،
ولكن من الذي كان مع زينب
يوم خرجت من كربلاء في
اليوم الحادي عشر، خرجت
من كربلاء وليس معها أحد
والأعظم أنّها تركت
أخوتها على تراب كربلاء
بلا غسل ولا كفن ولا دفن
ولهذا لما مرّوا على
الحسين عليه السلام عند
خروجهم، أرادت زينب أن
ترمي بنفسها من على ظهر
الناقة فقال لها الإمام
زين العابدينعليه السلام:
عمّة زينب ارحمي حالي إذا
رميت بنفسك فإنّ النساء
سترمين بأنفسهن ودّعي
أخاكِ من على ظهر الناقة.
ولهذا طأطأت برأسها إلى
الأرض ثمّ نظرت إلى جسد
الحسين عليه السلام مليّاً
وقالت: أخي أبا عبد الله
أستودعك الله السميع
العليم، أخي لو خيّروني
بين المقام عندك والرحيل
عنك لاخترت المقام ولو أنّ
السباع تنهش لحمي.
تقلا ودعتك اليه
يا عيوني
وشمر وخولة
اليضربوني
ودعتك الله يا
غريب الما شرب
ماي
يمقطع الأوصال لو
يحصل على هواي
|
يردون عنك
ياخذوني
أنا ناغيت أخوتي
ولا جاوبوني
ينور العين سافرت
بيتاماي
أنا ما فراقت
جسمك يا سلطان
المدينة |
تقلا ودعتك الله
سفرتي صعبة
وطويلة
ما حد بقى من
عدكم يعقلي
نلتجيله |
يا حجاب صوني
ناقتي عجفة
وهزيلة
بس العليل وفوق
ناقة مقيدينه |
ثمّ حوّلت خطابها إلى
كربلاء
يا كربلاء ضيفك
قضى
ما ردنا ناصر لا
رحم
يَا نَازِلِينَ
بِكَرْبَلَاءَ
هَلْ عِنْدَكُمْ
إنّا لله وإنّا
إليه راجعون |
ولا ناصر الشفتي
إله
بس ردنا ماي
نغسله
خَبَرٌ
بِقَتْلَانَا
وَمَا
أَعْلَامُهَا
|
|