أَفْدِي حُسَيْناً
حِيْنَ خَفَّ
مُوَدِّعاً
وَافَى إِلَى
تَودِيْعِهِ
وَفُؤَادُهُ
وَغَدَا يَبُثُّ
لَهُ زَفِيرَ
شُجُونِهِ
يَا جَدُّ
حَسْبِي مَا
أُكَابِدُ مِن
عَنَا
فَأَجَابَهُ:
صَبراً بُنَيَّ
عَلَى الأَذَى
وَلَقَدْ حَبَاكَ
اللهُ أَمراً لَم
يَكُن
وَكَأَنَّنِي بِكَ
يَا بُنَيَّ
بِكَربَلَا
وَلَقَد رَآهُ
بِمَشهَدٍ مِن
زَينَبٍ
مُلقَىً
بِرَمضَاءِ
الهَجِيرِ عَلَى
الثَّرَى
في مَصرَعٍ
سُفِكَت عَلَيهِ
دِمَاؤُهُ |
قَبْراً بِهِ
ثِقْلُ
النُّبُوَّةِ
أَوْدِعَا
بِمُدَى الفِرَاقِ
يَكَادُ أَنْ
يَتَقَطَّعَا
بِشُكَاتِهِ
وَالطَّرفُ
يُذرِي
الأَدمُعَا
فِي هَذِهِ
الدُّنْيَا يَقُضُّ
المَضْجَعَا
حَتَّى تَنَالَ
بِذَا المَقَامَ
الأَرفَعَا
بِسِوَى
الشَّهَادَةِ
ظَهرُهُ لَكَ
طَيِّعَا
تُمسِي ذَبِيحاً
بِالسُّيُوفِ
مُبَضَّعَا
هُوَ والوَصِيُّ
وَأُمُّهُ
الزَّهرَا مَعَا
تَطَأُ
السَّنَابِكُ
صَدرَهُ
وَالأَضلُعَا
أَفدِي بِنَفسِي
مِنهُ ذَاكَ
المَصْرَعَا |
شعبي:
حمَّلْ اضْعُونَه منِ
المِدينْة بُوعلي وْشَالْ
ويَّاه صَفْوه مِنْ هَلَه
شيَّالةِ ٱحْمَالْ
حمَّلْ اضعونه منِ
المدينه وشَالْ بِالليل
ويَّاه صفوة مِنْ هَلَهْ
شَدَّتْ على الخِيل
وزِينَبْ تْعايِنْ للوطَنْ
وٱدْموعْها تْسِيلْ
تْنادي ابجمِعْنَه ٱنعودْ
لُو يتْبدَّلِ الحَال
لِيشْ يا زينبْ عندِكِ
رجالْ وِتْخافينْ
قَبْلِ المُصِيبه
بِالهَضِمْ والذِّلْ
تِحسِّينْ
ٱلْوِّنْ حالِكْ لُو
مِشَوا كِلْهُم عنِ
حسِين
تالي العِشِيرَهْ
حْسينْ ظَل مِتْوسِّدِ
رْمَالْ
وٱنتي تنخِينِ
الأَهِلْ والكِلْ على
الـﮕَـاع
كِلْهُم نِشَامَهْ
وٱخوتِكْ حِلوين
ٱلاطْبَاعْ
لكِنْ يا زِينب ما
نِهَضْ للحَرمْ
فَزَّاعْ
يِحمِي الخِيَمْ في
كربلا ويردِّ
الانْذالْ
ضَلَّتْ فاطمه ٱتنُوحْ
ٱعلى ٱهلَهْا
عِليلَه والمرَضْ
ذَلْها ونَحلْها
طَالِ ٱغيابْهُم
مارِجْعوا ٱلِها
تِناديْ لِيشْ ٱهلي
فارقوني
أبوذيّة:
اقضَّي بالحزِنْ يومي
وابِيتَهْ
عِفْتِ العِيشْ
عالذِّله وأَبِيتَه
شالْ حْسِين عن داره
وبِيتَه
بْلِيل وظلَّت دْياره
خِليَّه
قال الإمامُ الحسين
عليه السلام: "فعلى
الإسلامِ السلامُ إذْ
بُلِيَت الأُمةُ
بِراعٍ مثلِ يزيد".
الخطرُ الرئيسُ على
الإسلامِ، وأداءً
للتكليف:
شخَّصَ الإمامُ
الحسينُ عليه السلام
في فصلٍ حسَّاسٍ جدّاً
من تاريخ الإسلام؛
الوظيفةَ الأساسَ من
بينِ الوظائفِ
المتنوِّعةِ، والتي
لها مراتبُ متفاوتةٌ
في الأهمّيَّة، وقامَ
بإنجازِها، ولم
يُخطِئْ أو يَشتبهْ
في
معرفةِ ما كانَ
العالَمُ الإسلاميُّ
في ذلكَ اليومِ بحاجةٍ
إليه، أمامَ الخطر
الأُمويّ الكبيرِ
الذي بدأَ يفتِكُ
بدينِ الإسلام، وبشكلٍ
كبيرٍ من: تحريفِ
أحاديثِ الرسولِ
الأكرمِ صلى الله
عليه وآله وسلم، ووضعِ
ما لمْ يقُلْهُ
النَّبيُّ الأكرمُ
صلى الله عليه وآله
وسلم، والانحرافِ
الكبيرِ عن الخطِّ
المحمَّديِ الأصيل...،
والتضليلِ وانعكاسِ
جَوٍّ منَ الإحباطِ
على المسلمين عامة،
والاحتيالِ والإعلامِ
الكاذبِ، وتلفيقِ
الأحاديث، ومنعِ ذِكرِ
فضائلِ أهلِ البيتِ
عليه السلام، وترويجِ
ثقافةِ السكوتِ،
والتسليمِ والخضوعِ
للحاكمِ حتَّى لو كانَ
فاسداً، والفسادِ
الأخلاقيِ، وترويجِ
مجالسِ اللهوِ
والشرابِ والقِمَار...
أمامَ هذا الواقعِ،
كانَ لا بدَّ للإمامِ
الحسينِ عليه السلام
من ثورةٍ يعيدُ بها
تصويبَ ما خرَّبَهُ
معاويةُ، وما
تُشَكِّلهُ شخصيّةُ
يزيدَ من ضَررٍ على
بقاءِ الإسلامِ
وٱستمراريَّتِهِ.
لذلكَ، نجِدُ أنَّ
الإمامَ الحسينَ عليه
السلام يوضِحُ أسبابَ
رفضِهِ لمبايعةِ يزيد،
من خلالِ قولهِ عندما
طلَبَ منْهُ الوليدُ
بنُ عُتْبَةَ البيعةَ
ليزيد، فبادَرَهُ
الحسينُ عليه السلام
قائلاً: إنَّ مِثلي
لا يبايعُ سِرّاً،
ولا يَجْتزِئُ بها
مني سِرّاً، فإذا
خرجْتَ إلى الناسِ
ودعوْتَهم للبيعةِ
دعوْتَنا مَعَهُم،
كانَ الأمرُ واحداً،
فقال الوليدُ: أجلْ،
اِنصرفْ إذا شِئْتَ
على ٱسمِ الله، حتَّى
تأتيَنَا مع جماعَةِ
النَّاس.
وإذا بمروانَ يقول:
واللهِ، لئن فارقَكَ
الحسينُ الساعةَ ولم
يبايعْ، لا قدِرْتَ
مِنْهُ على مِثِلها
أبداً، حتى تكثُرَ
القَتلى بينَكم
وبينَه. احبِسَنَّ
الرجلَ، فلا يَخرجُ
من عندِكَ حتى يبايعَ
أو تضربَ عنُقَه!
فوثَبَ الحسينُ عليه
السلام قائلاً: "أنتَ
تقتُلُني أمْ هوَ؟
كذبْتَ واللهِ
ولَؤُمْتْ! ثمُ أقبَلَ
على الوليدِ - الوالي
- مُخاطباً: "أيُّها
الأميرُ، إنَّا أهلُ
بيتِ النبوةِ،
ومعْدَنُ الرسالةِ،
ومختلَفُ الملائكة،
ومحلُّ الرحمة. بنا
فَتَحَ اللهُ وبنا
ختَم. ويزيدُ رجلٌ
فاسقٌ، شاربٌ للخمرِ،
قاتلٌ للنفسِ
المحترَمةِ، مُعلِناً
بالفِسْق، ومِثلي لا
يبايعُ مثلَه، لكنَّا
نصبحُ وتصبحِون،
ونَنظرُ وتَنظرونَ،
أيَّنا أحقُّ
بالخلافة والبيعة"!.
ثمّ دخلَ فِتيةُ
الحسينِ وأَخرجُوه،
فقال مروانُ للوليد:
عصيتَني، لا واللهِ
لا يُمكِّنُكَ مثلَها
من نفسهِ أبداً.
فقال له الوليدُ:
ويْحَكَ، أشرتَ عليَّ
بذهابِ دِيني ودُنياي.
واللهِ، ما أُحبُّ أنْ
أَملكَ الدنيا
بأسرِها، وإنِّي
قَتلتُ حُسيناً.
سبحانَ اللهِ،
أَأَقتُلُ الحسينَ إنْ
قال: لا أبايع! واللهِ،
ما أظنُّ أحداً يلقَى
اللهَ بدمِ الحسينِ
إلاّ وهو خفيفُ
الميزان، لا ينظرُ
اللهُ إليه يومَ
القيامةِ، ولا
يُزكِّيه، وله عذابٌ
أليم".
فردَّ عليهِ مروانُ
مستهزِئاً: إنْ كان
هذا رأيَكَ فقد
أَصَبْتْ. ولهذا فقدْ
عَزَلَ الوليدَ بعدَ
ذلك، وعيَّن سعيدَ
الأشْدَقَ محِلَّه.
وأمَّا الحسينُ عليه
السلام فإنَّه خرجَ
من دارِ الإمارةِ إلى
مسجدِ جدّه رسولِ
اللهِ صلى الله عليه
وآله وسلم، فأتَى
قبرَه وقال: "السلامُ
عليكَ يا رسولَ الله.
أنا الحسينُ بنُ
فاطمة، فرخُكَ وابنُ
فرختِك، وسِبطُكَ
الذي خلَّفتني
في أمَّتِك،
فاشهَدْ عليهم يا نبيَ
اللهِ أنّهم خذلوني
ولم يحفظوني. وهذه
شكوايَ إليكَ حتى
ألقاك" ولم يزلْ
راكعاً وساجداً حتى
الصباح.
لقد كانَ الحسينُ
عليه السلام يعلمُ أنَّ
ساعةَ فراقِهِ جدَّه
ومدينةَ جدِّه قدْ
أزِفَتْ، وهذهِ
الساعاتُ تمرُّ سريعاً،
فهو عليه السلام يريدُ
أن يتزوَّدَ من
الصلاةِ والدعاءِ
وزيارةِ قبرِ جدِّه
صلى الله عليه وآله
وسلم.
وفي الليلةِ الثانيةِ،
وهيَ الليلةُ الأخيرةُ
للحسين عليه السلام
بالمدينة، حيثُ
قضَاها أيضاً بجوارِ
قبرِ جدِّه صلى الله
عليه وآله وسلم، حيث
وقف أمام القبر
الشريف حزيناً كئيباً
يناجي ربَّه عند قبر
المصطفى صلى الله
عليه وآله وسلم: "اللّهُمَّ
إنَّ هذَا قبرُ
نبيِّك مُحمد، وأَنا
ٱبنُ بنتِ محمدٍ، وقدْ
حضَرني من الأمر ما
قدْ عَلمْتَ. اللهُمَّ
إنِّي أحبُّ المعروفَ،
وأُنكرُ المنكرَ،
وأنا أسألُكَ يا ذا
الجلالِ والإكرامِ،
بحقِّ هذا القبرِ
ومَنْ فيه، إلاّ ما
ٱختَرْتَ لي ما هوَ
لكَ رضاً ولرسولِكَ
رضاً".
ثم جَعَلَ يبكي عندَ
القبرِ، حتى إذا كانَ
قريباً من الصبح، وضعَ
رأسَهُ على القبرِ
فَأغْفَى، فإذا هوَ
برسولِ اللهِ، قدْ
أَقْبَل في كَتيبةٍ
منَ الملائكة عنْ
يمينِهِ وشمالِهِ،
وبين يديْهِ، ومن
خَلفِهِ، فجاءَ وضمَّ
الحسينَ إلى صدرِهِ،
وقبَّل بينَ عينيهِ
وقال: "حبيبي يا
حُسين، كأنِّي أراكَ
عن قريبٍ، مُرمَّلاً
بدمائِكَ، مذبوحاً
بأرضِ كربلاء، بينَ
عِصابةٍ من أُمّتي،
وأنتَ في ذلكَ عطشانُ
لا تُسقى، وظَمآنُ لا
تُروى، وهمْ في ذلك
يَرجُون شفاعتي، ما
لهم؟ لا أنالَهم اللهُ
شفاعتي".
فجَعَلَ الحسينُ عليه
السلام في رؤياهُ
ينظرُ إلى جدِّهِ
ويقول: "يا جدَّاهُ،
لا حاجةَ لي في
الرجوعِ إلى الدُّنيا،
فخُذْني إليكَ
وأدْخِلْني معَكَ في
قبرِكَ".
ضُمَّني عِندكَ
يا جَدّاهُ في
هذا الضَّريحْ
ضاقَ يا جَدَّاه
من رَحْبِ
الفَضَا كلُّ
فسيح
جَدُّ صفوُ العيشِ
من بعدِكَ
بالأَكدارِ شِيبْ
فعَلا منْ داخلِ
القبرِ بكاءٌ
ونَحيبْ
ستذوقُ الموتَ
ظُلماً ظامياً في
كربَلا
وكأني بلئيمِ
الأصْلِ شمرٍ قَدْ
عَلا |
عَلَّنِي يا جَدُّ
من بَلوى زماني
أستريحْ
فعسَىَ طودُ
الأَسى ينْدَكُّ
بينَ الدَّكَتينْ
وأَشابَ الهمُّ
رأسي قبلَ
إِبَّانِ
المَشِيبْ
ونداءٌ بافتجاعٍ
يا حبيبي يا
حُسين
وستبقى في ثَراها ثَاوياً مُنْجدِلاً
صدْرَكَ الطاهرَ
بالسيفِ يحزُّ
الوَدَجين |
شعبي:
مـُهجةِ الزَّهرا
فوقْ قبرِ
المصطفى يْنوُح
تـعفَّر عـلى
قبْرَهْ وزِفَرْ
زَفْرَةِ
المَهضوم
ضـمَّهِ
الْـصَدْرَه
والـدَّمعْ
بالخَدِّ
مَسْجُومْ
يَـحسينْ سـافِرْ
واتْرُكِ ٱدياركْ
وِلَوْطَان
والـرّاسْ مـثلِ
البَدِرْ يِزْهِرْ
فوقْ لِسْنَانْ
|
يـنادي مـن
الـدِّنيا
يَـجدِّي مَلَّتِ
الرُّوح
غَـمَّضِتْ
عـينَه وشافَ
جدَّه ابعالم
النُّوم
وقـلَّه
ابـحِريمَك
وِلـَوْلادِ
الكربلا رُوحْ
ﭼَـنِّي أعـاينْ
جـِثِّتَكْ
لـلخيل مَـيدانْ
مِـنْ تِـلتِفِتْ
زِيـنب تِشُوفَه
اقبَالها يْلُوحْ |
بعد، هناكَ قبرٌ عزيزٌ
على قلبِ مولانا الحسينِ،
لا بدَّ من وداعِهِ....
قبرُ أمِّهِ الزهراء...
كأنّي بمولانا الحسينِ
يذهبُ إلى قبرِ الزهراء..
انحَنَى على قبرِها
الشريفِ مُنادياً: السلامُ
عليكِ يا أُمّاه، ليتكِ
حاضرةٌ وَتَرَيْ ولدَكِ
الحُسين...
كأنِّي به يُوصي
أُمَّه الزهراء عليه
السلام:
(لحن لفى عاشور)
أَوصِّي عليكْ يا
يُمّه
واذا جاني
السَّهَم مَسمُومْ
وإذا شِفتي
الشِّمِرْ جَاني
حُطِّي ايدِكِ
بَصدْري
واويلي على
المظلوم
أَوصِّي عليكْ يا
يُمه
واذا شِفتي
هَذِيكْ الخِيل
اريدنِّكْ
تِجْمعِيها
أخافَنْ زينب
تْجيني
وا ويلي على
المظلوم |
عِندِ الموت
حِضْريني
أَريدنِّكْ
تِداويني
على الطَبْراتْ
سَلّيَني
تَراهَ منْشِطِرْ
شَطْرين
على المظلومْ
واويلاه
تِغَسْلي دْمُومْ
عن نَحري
تِشِيلْ ٱوصالْ
عن صدري
وتِخلِّيها بوسَط
قَبري
يا يُمه وتِلْطِمِ
الخدِّين
على المظلوم وا
ويلاه |
(طور الخضيب)
آنا عزِيزِجْ بالعَجَلْ
ودْعيني يازهرا
فِتْحِي الي بابِ القَبِر
وٱبكي عَليْ حَسْرة
خلِّيني بَحْضَانِجْ اصُبْ
بكْفُوفِجِ العَبْرا
واشبَعْ حنانِ وعاطِفَه
وحُضْنِجْ اشِم عِطْره
آه يزهرا آه يزهرا آه
يزهرا
ودْعي رُقية وزينبِجْ
وودْعي علي الأَكبر
رايحْ علي ابطفْ كربلا
يالحُرَّه يِتْوذَّر
شِمِّي الرضيع ابمنْحَرَهْ
هذا علي الأصغر
يِصبِحْ ذِبيح ٱعلى
الثَّره يِرضَع دمِّ
المَنْحَر
آه يزهرا آه يزهرا آه
يزهرا
نعم، مصائبُ الإمامِ
الحسينِ عليه السلام
بدأت من مدينةِ جدِّهِ
صلى الله عليه وآله
وسلم. ساعدَ اللهُ
قلبَهُ كمْ وداعٍ
تحمَّل، قبرُ جدِّهِ،
قبرُ أمِّهِ، قبرُ
أخيه الحسن... وها هو
يودِّع ابنَتَه فاطمةَ
العَليلة يومَ خروجِهِ
منَ المدينة...
ما حالُ قلبِكَ
سيِّدي أبا عبد الله
عندما عزمْتَ على
الخروجِ من المدينةِ،
وأنتَ تنظرُ إلى
ٱبنتكَ فاطمةَ
العليله، التي
تركْتَها في المدينةِ
لمرضِها وعِلَّتِها...
وما أصعبَ وداعَ الأبِ
لطفلتِهِ الصغيرةِ،
وهو يعلمُ أنَّه لنْ
يراها ثانيةً..
يقولُ الراوي: هذهِ
الطفلةُ لمَّا نظرتْ
إلى المحامل تتجهَّزُ
للرحيل، صارتْ تزحَفُ
نحوَ أبيها الحسينِ
على علَّتِها ومرضِها...
كأنِّي بها تنادي:
أَبَهْ يا حسين!
خُذوني مَعَكُم، لا
تتركوني وحيدَةً
وتَرحلونَ عنِّي، لا
طاقةَ لي على
فراقِكُم...
لسانُ حالِ العليلة (لحن
الفراق)
راحَوا ٱهلي
أُبوي وٱخواني
والعِيله
راحَوا ٱهلي
وحْدِي خَلُّوني
عِليلة
راحَوا ٱهلي
دَمْعي من دمْ گِمْتَ
ٱسِيله
***
آه يَبويه ارجَعِ
وْخِذْني مَعاكُم
آه يبويه صَعْبَة أيامي
بَلاكم
آه يبويه جْروحي ما
تِشْفى ابْجَفَاكم
***
جِسْمي ناحِلْ
امْنِ المرَضْ يابويه
والهَمْ
جِسْمِي ناحِلْ
لْفَرگِتَكَ گَلْبي
تِأَلَّم
جِسْمِي ناحِلْ
بُويه يَالْشُوفِتَكْ
بَلْسَم
كأني بمولانا الحسينِ رجعَ
إليها ضمَّها الى صدْرِهِ
لمَّنْ سِمَعْها حْسِين
رَدِّ مْنِ الضَعِنْ
لِيها
قِعَدْ يَمها يَصبِّرها
وعلى الفرقَةْ يَسلِّيها
يـﮕلها يا ضِوا عِيوني
دمْعِتِكْ لا تِهِلِّيها
فجعلَ أبوها عليه السلام
يلاطفُها ويُسلِّيها، وهي
لا تَرْقأُ لها عَبْرةٌ،
ثُمَّ قالَ لها: بُنيَّة،
إذا نزلنا أرضَ العراقِ
وٱطمأنَّتْ بنا الدار،
أرسلْتُ إليكِ عمَّك
العباسَ أو أخاكِ عليّاً
الأكبر، يأتونَ بكِ،
والآنَ أنتِ مريضةٌ،
فقالتْ: إذا كانَ لا بدَّ
منْ ذلك، فاتركوا عندي
أخي عبدَ اللهِ لأتسلَّى
بهِ بعدَ فراقِكُم ساعةً
بعدَ ساعة، فقال لها:
بُنية، إنَّه طفلٌ صغيرٌ،
لا يقدِرُ على فراقِ
أمِّهِ، فنادت: وا
وحْدتَاه، كيفَ أَجلسُ في
منازلكُمْ، وأراها خاليةً
منكم؟ وبعدَما ودَّعت
عماتها وأخواتِها،
أرجعَهَا الحسينُ إلى أمِّ
سَلَمَة وأودَعَها عندَها.
(طور العكراوي)
عِلِيلَه والفْراقِ
اشْعِمَل بِيَّه...
آه آه
وما قالْ الوِلي
عِنْدي بْنَيَّه
ضَلَّتْ دارهُمْ
وِحْشَه وخِلِيَّه...
آه آه
وينَ ٱهلي مِشَوا
عنِّي وجِفُوني
وكانتْ كلَّ يومٍ
تأتي إلى دارِ أبيها
الحسينِ عليه السلام،
وتجلسُ خلفَ الباب،
علَّها تسمعُ شيئاً
عن أبيها وأهلِها،
ولمَّا طالَ الفراقُ،
ولم يصلْ إليها خبرٌ
من أهلِها، قيلَ
إنَّها كتبتْ كتاباً
ضمَّنتْه همومَها
وأحزانَها، وآلامَ
الفِراق. وكأنِّي بها:
ويـنْ الـِذِي ياخذلي
اكْتَابْ
بـِيهِ البِواچِي او
بِيه العْتَابْ
لـِلْخَلَّوا اعيوني
عَلى البَاب
ما عَلَي وَدَّوا
شِنْهي الٱسبابْ
ظَـلِّيتْ احْسِبْ
مِيةَ احسابْ
مَدْري اشْصَار
بَهْلي الغِيَّابْ
أبوذية:
اشلونْ الدهِرْ عن
عيني بَعَدْهُم
عِليله او ما يِفِلْ
نُوحي بَعَدْهُم
أريـدَ ٱنشِد هَلي
شالَوا بَعَدْهُم
لُو خِلصَوا قَتِل
بالغاضريّة
|