أَنْعِمْ بشبلِ
المرتضى الكرّارِ
عَضُدِ الحسينِ
أبي الفضائل
والتُّقَى
مِن جُرحِهِ
المفتوحِ فجَّرَ
أنهُرا
وبكِّفهِ المبتورِ
خَطَّ حِكايةً
وبرأسِهِ المرفوعِ
فوقَ الرمحِ قدْ
وبسيفِهِ قدْ هدَّ
أركانَ العِدَى
لهفي عليه
بكربلاءَ وقد
دَنَتْ
والنهرُ تحجبُهُ
المخاطرُ فالعِدا
فاسْتَلَّ صارمَهُ
ويمَّم وجْهَهُ
فهو الغَضَنْفرُ
شبلُ حيدرةِ
الوغَى
حتى اذا كَشفَ
الفراتَ فإذْ بهِ
ربَّاه قد حَرموا
الحسينَ من
السِّقا
وسكينةٌ عَطْشى
وشِمرٌ هازئٌ..
حتى إذا قطعوا
يديه وأطفؤوا
لا لستُ أَعَبأُ
بالجراحِ ونزفِها
|
سيفِ الإلهِ
وأحمدِ المُختارِ
عبّاسٍ المندوبِ
في الأخطارِ
جرفَتْ قِلاعَ
الشركِ والإنكارِ
ومَلاحماً للجودِ
والإيثارِ
أعلى مقامَ
النُبلِ في
الأمصارِ
ومعاقلَ الظُلاّمِ
والكُفّارِ
منه العقيلةُ
تَسْتَقِي
لِصِغارِ
قَطَعوا السبيلَ
إلى الفراتِ
الجارِي
نحوَ الشريعةِ منْ
عَسَاهُ يباري؟
شَقَّ الصفوفَ
بضربةِ البتارِ
يَشكو أَساهُ
لربِهِ الجبارِ
فلتُسْقِهم يا ربِّ
حرَّ النارِ
رَبَّاه فاخذُلْ
عصبةَ الأشرارِ
عينيه غَدْراً
صاحَ بالكُفارِ
نفسي وقاءٌ لابنةِ
الكرارِ |
أَفْدي بعيني عينَ
سبطِ محمَّدٍ
والماءُ ليس
يَهمُّني فَمُحمدٌ
لكنني أَبكي على
تلك التي
أبكي على الحوراءِ
زينبَ تَرتقي
أبكي لحالِ سكينةٍ
تشكُو الظِّما
أبكي لعبدِ الله
يُذبَحُ ظامئاً
فلسوفَ أَمضي
للمُهيمنِ أشتكي |
وأذُبُّ عن خيرِ
الورى الأطهارِ
يَروي غليلي من
مَعينِ الباري
تُسبى بِعَتْمِ
الليل والأسحارِ
ظَهْرَ النياق
بغيرِ أيِّ ستارِ
فتُجابُ بالأسواطِ
و الأحجارِ
في حِضْنِ سبطِ
المُصطفى المختارِ
جورَ اللئامِ
وفِعْلةَ
الفُجّارِ |
أبوذية:
احترِقْ قلبي بسعيرك
والْتَهابَك
وتِرَكْ هالناس كِلْها
والتهى بَك
شنهو السَبَبْ روحي
التجِيلَك والْتَهَابك
تفارِقْها وتِشِبْ نِيران
بِيَّه
(لحن لفى عاشور)
لفى يمِّ القُمَر عَبَّاس
صوتِ الونَّه مِنْ زِينب
تصيح مْنِ الخيم بالنُّوح
يَبَدْري شْلون تتغيَّب
بْعظيمِ الحَسْره و
الآلام صاحتْ زينب
اتْنادي
رِهينه بوحشَةِ الأحزان
وِقَع بيتي وهِوى سْنادي
صِرِتْ بين المِحَن و
هْموم ألطِمْ و أنْدِبِ
عْمادي
يَماي الْضيَّعِ الآمال
ماريدَنْ بَعِد أَشْربْ
تِصيحْ و تِهتِفِ بآهاتْ
يَضِيغَم نام عن أشْجاني
كفيلي إنته و النُوماسْ
وسَافَه الضِّيم
تِولاَّني
قومْ إنهضْ إِلي هالسَّاع
يَمَنْ بالغُربه خَلاَّني
وْ رِدْني للوطن عبَّاس
قَبُلْ مِنْ سبيي
اتْعذَّب
آنه إختَكْ يبو الكَلْفات
و عَلِي وصَّاك تِرعاني
عِجِيبَه و صَعْبَه يا
رَجْواي تِصيرْ اعداي
وِلياني
احَلْفَك بالله يلْ
المهيوبْ قومْ و حامي
صيواني
شِمِرْ شبِّ الخيم
بالنَّار و نار افَّادي
تِتْلَهّبْ
ولادة العباس عليه السلام
تزوّجَ أميرُ المؤمنين
عليه السلام من فاطمةَ
بنتِ حِزام العامرية، بعد
شهادةِ الصّدّيقةِ
الزهراءِ سيّدةِ النّساءِ
عليها السلام، بعد أنْ
تزوَّجَ بأُمامةَ ابنة
زينبَ بنتِ رسولِ اللّهِ
صلى الله عليه وآله وسلم
كما يراه بعضُهم؛ لأنّ
اللّهَ قد حرَّم النّساءَ
على عليٍّ عليه السلام ما
دامت فاطمةُ عليها السلام
موجودةً، كما جاء في
الروايات.
فَوَلَدَتْ له أربعةَ
بنينَ هم: العبّاسُ وعبدُ
اللّه، وجعفرُ وعُثمان،
وعاشتْ بعدَه مدّةً طويلةً،
ولم تتزوَّجْ من غيره.
كما إنَّ أُمامةَ وأسماءَ
بنتَ عُميس وليلى
النَّهشليةَ لم يخرجْنَ
إلى أحد بعده، وهذه
الحرائرُ الأربع تُوفي
عَنْهُنَّ سيّدُ الوصيينَ
عليه السلام.
وكانتْ أمُّ البنين من
النّساءِ الفاضلاتِ
العارفاتِ بحقِّ أهلِ
البيتِ عليهم السلام،
مُخلِصَةً في ولائِهم،
مُمحَّضَةً في مودّتِهم،
ولها عندَهم الجاهُ
الوجيه والمحلُّ الرفيع،
وقد زارتْها زينبُ الكبرى
بعدَ وصولِها المدينةَ،
تُعزِّيها بأولادِها
الأربعة، كما كانت
تزورُها أيّامَ العيد.
وبَلغَ من عُظْمِها
ومعرفَتِها وتبصُّرها
بمقامِ أهلِ البيتِ عليهم
السلام، أنَّها لمَّا
أُدخلتْ على أمير
المؤمنين عليه السلام،
وكان الحسنان
عليهما السلام
مريضينِ، أَخَذَتْ تُلاطف
القولَ معهما، وتُلقي
إليهما من طيبِ الكلامِ
ما يأخذُ بمجامعِ القلوب،
وما بَرِحَتْ على ذلك
تُحسنُ السّيرةَ معهما
وتخضعُ لهما كالأمِّ
الحنون.
ولا بِدَعَ في ذلك،
فإنَّها ضجيعةُ شخصِ
الإيمان، قد استضاءتْ
بأنواره، وربَتْ في روضةِ
أزهاره، واستفادَتْ من
معارِفه، وتأدَّبت
بآدابِه، وتخلّقت بأخلاقه.
ووُلِدَ العباسُ عليه
السلام.....
ذكر صاحبُ كتابِ (قمرِ
بنيِ هاشم) ص21: إنَّ اُمَّ
البنينَ رأتْ أميرَ
المؤمنينَ عليه السلام في
بعضِ الأيّام أجلسَ أبا
الفضلِ عليه السلام على
فخِذِه، وشمَّر عن ساعديه،
وقبَّلهما وبكى، فأدهشها
الحال,
لأنّها لم تكنْ تَعهَدُ
صبيّاً بتلك الشمائلِ
العلويّةِ، ينظرُ إليه
أبوه ويبكي من دونِ سببٍ
ظاهر. ولمّا أوقَفَها
أميرُ المؤمنين عليه
السلام على غامضِ
القضاء، وما يجري على
يديه من القَطْعِ في
نُصرةِ الحسين عليه
السلام، بكَتْ وأَعْوَلَتْ،
وشارَكها مَن في الدارِ
في الزفْرةِ والحسرة، غيرَ
أنَّ سيّدَ الأوصياءِ
عليه السلام بشَّرها
بمكانةِ ولدِها العزيزِ
عندَ اللّه جلّ شأنه، وما
حَبَاهُ عن يديه بجناحين
يطيرُ بهما مع الملائكة
في الجنّة، كما جعل ذلك
لجعفر بنِ أبي طالب،
فقامتْ تَحمِلُ بُشرى
الأبد والسّعادةِ الخالدة.
يا أميرَ المؤمنينَ،
بكِيتَ على ولدِكَ
العبّاسِ عليه السلام،
وانكَسَرَ قلبُك، ولم ترَ
بأمِّ عينيك كَفّيهِ
المقطوعة، ولا جبينَه
المرضوض.....، لكنْ ساعد
اللهُ قلب مولانا الحسينِ
الذي رأى كلَّ تلك
المصائبِ بأمِّ عينيه يومَ
عاشوراء، بعدما بقيَ
وحيداً لا ناصرَ له ولا
مُعين، والأطفالُ تُنادي:
العطشَ العطشَ. ما تحمَّلَ
مولانا العباس عليه
السلام صرخاتِ الأطفال.
تقدَّم العبّاسُ من أخيه
الحسين عليه السلام،
يستأذنُه بالقتال، وهو
يرى إخوتَه وأبناءَ
عمومته صرعى، ويَسمعُ
بكاءَ النساءِ وعويلَ
الأطفالِ وصراخَهُم،
فأَلحَّ على أخيه الحسين
أنْ يسمحَ له بالبِراز،
وكان دائماً يطلُبُ الإذنَ
من أخيه الامامِ الحسين،
والحسينُ عليه السلام
يجيبُه: يا أخي، أنتَ
صاحبُ لوائي، فإذا مضيتَ
تفرَّقَ عسكري، ولكنْ
أمام إصرارِ العباسِ عليه
السلام، أجابه الإمامُ
الحسينُ عليه السلام:
فاطْلُبْ لهؤلاءِ الأطفالِ
قليلاً منَ الماء.
فركِبَ العباسُ عليه
السلام فرسَهُ، وأَخَذ
القِربةَ، وقَصَد نحوَ
الفرات، فأحاطَ به مَن
كانوا موكَّلين بالفُرات،
ورمَوه بالنبال، فحَمَلَ
عليهِمُ العبّاسُ، وقَتَلَ
منهم مقْتَلةً عظيمة،
سَقَى الأرضَ من دمائِهم،
ذكَّرهم بحمَلاتِ أبيه
أميرِ المؤمنين عليه
السلام وفرَّقهم عن الماء،
ثمّ دخلَ الماء. ولمَّا
أحسَّ ببرودة الماء،
وشَفَتَاهُ قد يبُستا من
العطش، اغترفَ غَرفَةً من
الماء، ولكنْ كيفَ يشربُ
وأخوه الحسين عطشان،
فرمَى الماءَ من يدِهِ،
وجعَلَ يقول:
يَا نَفْسُ مِنْ بَعْدِ
الحُسَينِ
هُوني وبعده
لا كُنْتِ او تكوني
هَذا حُسَيْنٌ وَارِدُ
المَنُونِ
وتَشْربين باردَ
المَعينِ
تَاللهِ مَا هَذَا فِعَالُ
دِينِي
ولا فعالُ صادقِ
اليقين
ثمّ ملأَ القربةَ،
وحمَلَها على كتفِهِ،
وخَرَجَ من المشرعة،
فاستقبلتْه الكتائبُ،
وصاحَ ابنُ سعد: اقْطعوا
عليه طريقَه، ثمّ حَمَلَ
عمرُ بنُ سعد وقال: ويلكم،
ارشِقُوا القربةَ بالنَبلْ،
فوالله لئِنْ وصلَ الماءُ
إلى مخيَّمِ الحسينِ
لأَفناكم عن آخرِكم،
فتكاثروا عليه وأحاطوا به
من كلِّ جانبٍ، فحاربَهم
محاربةَ الأبطال وهو يقول:
لا أَرْهَبُ المَوْتَ
إِذَا المَوْتُ زَقَا
حَتَّى أُوَارَى
فِي المَصَالِيتِ لِقَا
نَفْسِي لِسِبْطِ
المُصْطَفَى الطُّهْرِ
وِقَا
إِنِّي
أَنَا العَبَّاسُ أَغْدُو
بِالسِّقَا
وَلا أَخَافُ
الشَرَّ يَوْمَ
المُلْتَقَى
فكَمِنَ له زيدُ بنُ
ورْقاءَ من وراءِ نخلةٍ،
وأعانَهُ حَكِيمُ بنُ
الطُّفيلِ،
فضربَهُ على يمينه
فبرَاها، فأخَذَ السيف
بشمالِهِ وهو يرتجز:
واللهِ إِنْ قَطَعْتُمُ
يَمِينِي
إِنِّي أُحَامِي
أَبَداً عَنْ دِينِي
وَعَنْ إِمَامٍ صَادِق
اليَقِينِ
نَجْلِ
النَّبِيِّ الطَّاهِرِ
الأَمِينِ
فقاتَلَ حتّى ضَعُفَ عن
القتال، فكمِنَ له الحكيمُ
بنُ الطفيل
من وراء نخلة، فضرَبُه
على شماله، فقال:
يَا نَفْسُ لَا تَخْشَيْ
مِنَ الكُفَّار
واستبشري
برحمة الجبار
قد قَطعوا ببغيهم يساري
فأصْلِهِم يا ربِّ
حرَّ النار
فحمَلَ القربَةَ بأسنانِهِ،
وكلُّ همّ العباس أنْ
يوصِلَ الماءَ الى
المخيَّم. بينما هو كذلك
جاء سهمٌ فأصابَ القربةَ
وأريقَ ماؤها..
ثمّ جاءَ سهمٌ آخرُ،
فأصابَ صدرَهُ، وآخرُ
وقَعَ في عينهِ. وبينما
العبّاسُ كذلك لا يَدانِ
فيقاتِلُ بهما ولا ماءٌ
فيأتي به إلى المخيَّم،
وقَفَ حائراً لا يَدري ما
يصنع، وإذا بِلَعينٍ جاء
إليه وضَرَبهُ بعمودٍ على
رأسِهِ ففلقَ هامَتَهُ،
وخرَّ على الأرض منادياً:
أخي أبا عبد الله، أدركني...
فجاءَهُ الحسينُ عليه
السلام كالصقر، ولسانُهُ
يلهَجُ بذكرِ العباس!
ولمّا وصَلَ إليه رآه
صريعاً على شاطئِ الفُراتِ،
مقطوعَ اليدين، مرضوضَ
الجَبين، السهمُ نابتٌ في
العين، المخُّ سائلٌ على
الكتفين، القربةُ مخرَّقة،
الراية ممزَّقة، نادى:
الآنَ انكسَرَ ظهري....
انحنى مولانا الحسينُ على
أخيه. كأنّي به صار يمسحُ
الدمَ والترابَ عن وجهِهِ:
ساعةْ ما وِقعْ
عباسْ يمِ
لِفْرات
لكنْ لو تسايِلْ
وصَّل ابيا حَال
شالْ الراس
وبقَلْبه تشِبْ
نيران
قلَّه اطلُب
اتْخيَّر
شِلْترِيد
انطِيك
إخِذْ عيني يابو
فاضل حتى تتودَّع
مني
خِذْ مني ايديني
اليمنى واليسرى
خذْ قلبي قَبْلِ
المثلَّث يحضره
لأنِّ حسين بعدَك
يِنْقِطِعْ
نَحْرَه
مِنْ مُهجَةْ
قَلُبْ زينب اخِذْ
صَبْره
حتى لا أشوفْ
اطفال مِنْتِظْره
بيهم قَالَوا
العباس ويش
عُذْره
وقَلْبي والله
صعْبَه ابقَلبَك
اتِجبْره
ومثلك راسي فوقِ
ارمَاح مِتْشَهره
تِصْبِر عالعذاب
وهمْها
والسَّفْرَه
لو ردَّيتْ دُوني
ابقَلْبَك
الحسْره
لاتِبْجِي
ياضَنْوَة
فاطِمَة الزهرا
|
وصِلْ لحسين
عندَه وخنقِتَه
العَبره
اقولْ حسين وصِلْ
مِنْكِسِر ظهره
وحطْ راسَه
العزيز الغالي في
حِجْره
عيني خِذْها
مِنّي واملِكِ
النَظْره
ولو رايدْ بعد
فِدْوه القْطَع
لِـچْـفُون
ولو ماكفَّت
الإيدين وي لعيون
ولو رايد بعدْ
انطيك نحري
السَّاع
ولُو رايدْ صَبِر
كَدِّ الجْبالِ
يكون
جاوبْ بو الفضِلْ
لا ما أريد العين
وماريدْ الأيادي
لَجِلْ لُو
ردِّيتْ
وما ريدْ القَلُبْ
لَنَّه القَلُبْ
مَكْسور
وماريد النَّحَر
لنَّه النَّحَر
مَقْطوع
وخَلْ صَبْرِ
العقيله حتى لوْ
ماجِيْت
وارْدِ الحِينْ
اقِلَّك ياعزيزي
حسين
صبِّر زينب
اوقِلْها عليجْ
الله
هايْ
اختي
العزِيزه اعْلى
القَلُب والروح |
ما أقْدَرْ بعدِ
لِنْياحه
والزَفْره |
يقلَّله يا عباس:
عندي سؤال وفكري فيه
مِحْتار
إنتَ دايم
تِقِلِّلي سيدي في ليلْ
وِنهار
بْيَا خُوي ما تناديني
مَن كِنَّا زْغار
بسْ ما طِحِتْ
ناديتني يا خوي يا حْسين
يجيبه العباس:
يِقِلَّه
انا يومِ العَمَد فوقِ
التُرُبْ ذَبْنِي
قَبِلْ ما
أُوصَلِ التِّربان شِفِتْ
إيدين إجَتْني
شِفْتُ
امك الزَّهرا
تِقِلِّلي هَلا يَبْني
نَسِيتْنِي
آلامي وجْروحي
والضِلْعِين
ثمّ أرادَ الإمامُ الحسينُ
عليه السلام أنْ يَحمِلَ
العباسَ إلى المخيَّم،
فقال له العبّاسُ: إلى
أينَ تريدُ يا أخي؟ فقال
لهُ الإمامُ الحسينُ عليه
السلام: أريدُ أنْ
أَحمِلَكَ إلى المخيّم،
فقالَ العبّاسُ: أَخي،
بحقِّ جدِّك رسولِ الله
عليكَ أنْ لا تحمِلَني،
ودَعْنِي في مكاني هذا،
فقالَ له الإمامُ: لماذا
يا أخي، وكيفَ أتركُكَ
هنا بينَ الأعداء؟ فقالَ
العبّاسُ: أخي أبا عبد
الله,
لأَنّي مُسْتحٍ من
سُكَيْنَةَ وقد وعدتُها
بالماءِ، ولمْ آتِها به.
وبينَ الحسينُ عندَ أخيه،
وإذا بِهِ شَهِقَ شهقَةَ،
وفاضَتْ روحُهُ الطاهرة.
رحم اللهُ من نادى: وا
عبَّاساه، وا مظلوماه، أي
وا سيّداه.
يا ابو فاضل يا بَعِدْ
عيني
مِنْ رِحِتْ عنَّي ضاعت
سنيني
قُوم إلى الخِيمة ورِدْ
يا خويَ ويَّاي
تريدك ?يتامي وما تريدْ
الماي
بالخِيَم تِنْطُر رَجْعَتِ
السَقَّاي
رِدْ قَلُبْ زينب يا
أَمَلْ دِنياي
هذي عِدواني تشمِّتَتْ
فيني
مِنْ رِحِتْ عنّي ضاعت
سنيني
شِفِتْ انا بعيني للحرَمَ
لمَّة
كِلْ طِفِلْ يبكي امَّه
اتضْمَّه
بإسمكِ تْنَاغي وإسْمَك
تْعلْمَه
تِقْلِه بو فاضل راح يجيب
الماي
وطفلي عبدالله حالَه
يِشجيني
مِنْ رِحِتْ عني ضاعت
سنيني
فقامَ من عندِهِ الإمامُ
الحسينُ، وهو يُكَفْكِفُ
دموعَهُ بيدَيه ويقولُ:
الآنَ انكَسَر ظَهري،
وقَلَّتْ حِيلتي، وشَمِتَ
بي عَدوِّي..
ثُمَّ جاءَ الحسينُ إلى
المخيَّم، فرأتْهُ ?بنتُه
سُكينةُ وقالت: يا أبتاه،
أينَ عمِّيَ العبّاس؟
أراهُ قدْ أبطَأ علينا،
وقدْ وعَدَنا بالماء؟
فعندَ ذلك بكى الإمامُ
وقال لها: بُنيَّة، إنَّ
عمَّكِ قدْ قُتِل، فلمَّا
سمِعَتْ زينبُ صرَخَتْ
ونادتْ: وا أخاه، وا
عبّاساه، وا قِلّةَ
ناصراه، وا ضيعَتاه بعدك،
فقال الحسينُ عليه السلام:
إيْ واللهِ، وا ضيعتاه
بعدَهُ وا انْقِطَاعَ
ظهراه.. وأرادت الحوراءُ
زينبُ أنْ تذهبَ إلى مصرعِ
أخيها العبّاس، فقال لها
الحسينُ: أُخيّة، ارجعي،
لا تُشْمِتي بنا الأعداء،
قالت: يا بنَ أمّي، لا
تلُمْني، إنَّ مصابَ أخي
العبّاسَ قد قَطَّع نياطَ
قلبي ولم أستطِعْ صبراً…
لذلكَ ليلةَ الحادِي عشرَ
من المُحرم، لمّا توجَّهتْ
زينبُ عليها السلام إلى
المشرعة، صارتْ تنادي وا
أخاه، وا عباساه، ولمَّا
وصلت إليه صارتْ تشكو
إليه مصابَها.
(لحن أمانه
هالوِصِيَّة)
يعباسِ الشِّفيَّة
يبو النَّفسِ
الأبيّة
تعالِ الحَگ عْلى احْسِين
يسلبونَه اميَّة
آه عباس عباس عباس
آه عباس عباس عباس
يَخويه رحت يَمّه
ردت نحرَه
أَشِمَّه
لِگيت الشِمِرْ گاعد
علا صدِرْ بو
اليمّة
يگطع الراس الراس الراس
آه عباس عباس عباس
حِچِيتْ اويا تَراني
گِلِتْ لهَ
زينب اَني
يظالِم آنه أُختَه
ضِربني
وشَتِّمَاني
احسين ينداس ينداس ينداس
آه عباس عباس عباس
اجيت ابهِمَّه احاوِل
أَنَه وكِلْ
الأرامل
نِزِيحه عن حِمانا
وتِذكَّرتَك
يكافل
صوت الاحساس لحساس لحساس
آه عباس عباس عباس
|