رَحَلُوا وَمَا
رَحَلُوا أٌهَيْلُ
وِدَادِي |
إلَّا بَحُسنِ
تَصَبُرِي
وَفُؤادِي |
وَخَلَت
مَنَازِلُهُم
فَهَا هِيَ
بَعدَهُم |
قَفْرَى وَمَا
فِيهَا سِوَى
الأَوتَادِ |
وَلَقدْ وَقَفتُ
بِهَا وُقُوفَ
مُوَلَّهٍ |
وَبِمُهجَتِي
لِلوَجدِ قَدحُ
زِنَادِ |
يَا دَارُ أينَ
مَضَى ذَوُوكِ
أَمَا لَهُم |
بَعدَ التَرَحُّلِ
عَنكِ يَومَ
مَعَادِ |
يَا دَارُ قَدْ
ذَكَّرتِنِي
بِرُبُوعِكِ |
القَفرَا رُبُوعَ
بَنِي النَبِيِّ
الهَادِي |
لَمَّا سَرَى
عَنها ابنُ بِنتِ
مُحمَّدٍ |
بِالأَهلِ
وَالأصحابِ
وَالأولادِ |
قَد كَاتبوهُ
بَنُو الشِقَا
أَقدِمْ فَليسَ |
سِوَاكَ نَعرِفْ
مِن إِمَامٍ
هَادِي |
لَكِنَّهُ مُذْ
جَاءَهُم
غَدَرُوا بِهِ |
وَاستَقبَلُوُهُ
في ضُبَاً
وَصِعَادِ |
تَبَّاً لَهُم
مِن أُمَّةٍ لم
يَحفَظُوا |
عَهدَ النَبيِّ
بِآلِهِ
الأَمجَادِ |
قَدْ شَتَّتُوهُم
بَينَ مَقهُورٍ
وَمَأْ |
سُورٍ وَمَنحُورٍ
بِسيفِ عِنَادِ |
هَذا بِسامِرَّا
وَذَاكَ
بِكَربَلا |
وبِطُوسٍ ذَاكَ
وَذَاكَ في
بَغدَادِ |
منهم بسامرا
ومنهم في خراسان |
ومنهم
بارض طيبة ومنهم
بارض كوفان |
واعظم مصيبة
مصيبة المذبوح
عطشان |
لحسين وين الذي
يواسيني على حسين |
هلنوح يا زهرة
على منهو تنوحين |
نوحك على المسموم
لو نوحك على
احسين |
حنّت او نادت
والدمع بالخد
بادي |
إن تسألوني يا
خلق كلهم اولادي |
لكن امصاب احسين
ساطي في فؤادي |
واعظم مصايبنه
علينه امصيبة
احسين |
لم نسمع بمولود ينعقد له
مأتم حين ولدته أمّه,
بدلاً من حفل السرور
والفرح, لكنّ الحسين عليه
السلام اختصّ بذلك؛ حيث
ذكر له من أوّل ساعة ولد
فيها حديث قتله ومقتله
ومصرعه..
فحينما ولد الحسين عليه
السلام جاؤوا به إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم , فأذّن في أذنه
اليمنى وأقام في اليسرى,
ثمّ وضعه في حجره وبكى,
وقال:"..تقتله الفئة
الباغية, لا أنالهم الله
شفاعتي...", وقال: "..ليت
شعري من يقتلك بعدي؟!"
وعن أبي جعفر الباقر عليه
السلام : "كان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
إذا دخل عليه الحسين عليه
السلام جذبه إليه ثمّ
يقول لأمير المؤمنين عليه
السلام أمسكه, فيقع عليه
فيقبّله ويبكي, يقول
الحسين عليه السلام : يا
أبه لِمَ تبكي؟ فيقول: يا
بني أُقبّل موضع السيوف
منك وأبكي..".
وكان ينظر إليه أمير
المؤمنين عليه السلام
ويقول: "يا عبرة كلّ
مؤمن..".
وكان الحسين عليه السلام
يقول: "أنا قتيل
العبرة لا يذكرني مؤمن
إلّا استعبر..".
وعندما دخل الحسين عليه
السلام يوماً على أخيه
الحسن عليه السلام ، ونظر
إليه بكى، فقال له: "ما
يبكيك يا أبا عبد الله؟"
قال:"أبكي لما يصنع بك",
فقال له الحسن عليه
السلام :" إنّ الذي يؤتى
إليّ سمٌ يدسّ إليّ فأقتل
به، ولكن لا يوم كيومك يا
أبا عبد الله، يزدلف إليك
ثلاثون ألف رجل، يدّعون
أنّهم من أمّة جدّنا
محمّد صلى الله عليه وآله
وسلم ، وينتحلون دين
الإسلام، فيجتمعون على
قتلك، وسفك دمك، وانتهاك
حرمتك، وسبي ذراريك
ونسائك، وانتهاب ثقلك..".
وكان الإمام الصادق عليه
السلام لا يذكر عنده
الحسين عليه السلام ويُرى
في
ذلك اليوم مبتسماً..
وإذا دخل عليه بعض
الشعراء يرثون عنده
الحسين عليه السلام ,
يجلس كما تجلسون ويبكي
عليه..
وفي إحدى المرّات استأذن
عليه السيّد الحميريّ
رحمه الله, فأذن له,
وأقعد حرمه خلف الستر,
واستنشده شعراً في الحسين
عليه السلام , فأنشده
السيّد هذه الأبيات التي
تشير إلى مصيبة من مصائب
الإمام الحسين عليه
السلام , فقال:
أُمرُر عَلى
جَدَثِ الحُسينِ |
وُقُل
لِأَعظُمِهِ
الزَّكِيَّة |
يَا أعظُمَاً
لَا زِلتِ مِن |
وَطفَاءَ
سَاكِبَةً
رَوِيَّة |
مَا لَذَّ
عَيشٌ بَعدَ
رَضِّكِ |
بِالجِيَـــادِ
الأَعوَجِيَّـــة |
قال:
فرأيت دموع جعفر بن محمّد
تنحدر على خدّيه, وارتفع
الصراخ من داره, حتّى
أمره الإمام بالإمساك
فأمسك..
سيّدي يا أبا عبد الله,
يا جعفر بن محمّد, لم
تتمالك أن تسمع مصيبةً
واحدةً من مصائب جدّك
الحسين عليه السلام ,
مصيبةً لم ترها عيناك لكن
سمعتها أذناك..
لكن ما حال عمّتك زينب أمّ
المصائب, حينما سمعت نداء
عمر
بن سعد: ألا من ينتدب
للحسين فيوطئ الخيل صدره
وظهره..., يا خيل الله
اركبي ودوسي صدر الحسين..
ما حالها لمّا نظرت
عيناها إلى جسد الحسين
عليه السلام جثّةً بلا
رأس.. ملقىً على رمضاء
كربلاء, عندما ابتدر عشرة
أفراس وداسوا بحوافر
خيولهم صدر الحسين وظهره,
حتّى طحنوا عظامه..
واحسيناه واسيّداه..
نادى ابن سعد يا
خيلنا وين |
من يركب يرض ضلوع الحسين
|
يرض صدره ويرض
للظهر زين
|
ويرض الباقي من
عظامه ويسدر |
ركبت له من
الفرسان عشره |
ولعبت خيلهم ويلي
على صدره |
أنا أرد انشد
الخيّاله
المقبلين
|
لعبت على بن امي
ميادين |
بعده يون لو
بطَّل حسين |
ما حالها عندما نظرت إلى رأسه عند يزيد, وقد وضعه في طشت أمامه, وأخذ بيده
قضيباً وجعل ينكت به
ثنايا أبي عبد الله!!
نعم لم تتمالك نفسها..
أهوت إلى جيبها فشقّته,
ثمّ نادت بصوت حزين يقرع
القلوب: يا حسيناه.. يا
حبيب رسول الله, يا ابن
مكّة ومنى, يا ابن فاطمة
الزهراء..
يحسين راسك حين
شفته |
تلعب عصا يزيد
اعلى شفته |
أنا ذاك الوگـت
وجهيلطمته |
صديتله بحرگـه
اوندهته |
شلّت يمينك
يلضربته |
يَا لَيتَ عَينَ
المُصطَفَى
نَظَرَتْ إلى |
أُمِّ المَصَائِب
حَولَهَا
أَيتَامُهَا |
مَا بَينَ
نَائِحَةٍ
وَصَارِخَةٍ
غَدَتْ |
تَرثِي كَمَا
يِرثِي الفِرَاخُ
حِمَامَهَا |
|