وَرَدَ الحُسينُ
إلى العِراقِ
وَظَنُّهُ |
تَركُوا النِفاقَ
إِذِ العِراقُ
كَمَا هِيَه |
وَلَقَد دَعَوْهُ
لِلعَنا
فَأجَابَهُم |
وَدَعَاهُم
لِهُدَىً
فَرَدُّوا
دَاعِيَه |
قَسَتِ القُلوبُ
فَلَم تَمِلْ
لِهِدَايَةٍ |
تَبَّاً
لِهَاتِيكَ
القُلوبِ
القَاسِيَه |
مَا ذَاقَ طَعمَ
فُرَاتِهِم حتّى
قَضَى |
عَطَشَاً
فَغُسِّلَ
بِالدِمَاءِ
القَانِيَه |
يَا ابنَ النَبِيِّ
المُصطَفَى
وَوَصِيِّهِ |
وَأخَا الزَكِيِّ
ابنِ البَتولِ
الزَاكِيَه |
تَبكيكَ عَينِي
لا لِأجلِ
مَثوبَةٍ |
لَكِنَّمَا
عَينِي لِأجلِكَ
بَاكِيَه |
تَبتَلُّ مِنكُم
كَربَلا بِدَمٍ
وَلا |
تَبتَلُّ مِنِّي
بِالدموعِ
الجَارِيَه |
وَلقدْ يَعِزُّ
عِلى رَسولِ اللهِ
أنْ |
تُسبَى نِساهُ
إلى يَزيدَ
الطاغِيَه |
وَيَرَى حُسيناً
وَهوَ قُرَّةُ
عَينِهِ |
وَرِجَالَهُ لم
تَبْقَ مِنهُم
بَاقِيَه |
وَجُسومُهُم تَحتَ
السَنابِكِ
بِالعَرَى |
وَرُوؤسُهُم فَوقَ
الرِمَاحِ
العَالِيَه |
وإذْ أَتَتْ بِنتُ
النَبِيِّ
لِرَبِّهَا |
تَشكُو وَلا
تَخفَى عَليهِ
خَافِيَه |
رَبِّ انتَقِم
مِمَّنْ
أَبَادُوا
عِترَتِي |
وَسَبَوا عَلى
عُجُفِ النِياقِ
بَنَاتِيَه |
وَاللهُ يَغضَبُ
لِلبَتولِ بِدونِ
أنْ |
تَشكُو فَكيفَ
إذَا أَتَتهُ
شَاكِيَه |
وين اليعزيني
يشيعه |
على احسين
واصحابه ورضيعه |
وابن والده عين
الطليعه |
أبو فاضل أكفوفه
قطيعه |
مطروح نايم على
الشريعه |
وتسارعت الأقدار.. ليمضي
سيّدُ الأحرار نائياً عن
جدّه المختار قسراً,
راكضةً إليه ركبَ المنون,
منبعثةً من أرضِِ الطفوفِ
أنْ أقدِم إلينا.. فما
تقدّم إلّا على غصص
البلايا.. وبكاء النساء
السبايا..
فتوجّه الحسين عليه
السلام راحلاً عن مدينة
جدّه إلى أرض كربلاء, وقد
حمل عياله ومع جمعٍ من
إخوته وبني عمومته,
منادياً: "أين قمر بني
هاشم". أجابه العبّاس: "لبيك..لبيك..سيّدي",
قال: أخي
أبا
الفضل قدِّم لي جوادي,
فقدَّمه حتّى استوى
الحسين عليه السلام على
ظهر جواده, وركب بنو هاشم
جميعاً. ثمّ ركب العبّاس
عليه السلام وبيده الراية,
فصاح أهل المدينة صيحةً
واحدةً, وعلت أصواتُ بني
هاشم بالبكاء والنحيب
وصاحوا: الوداع.. الوداع..
الفراق.. الفراق.., فقال
العبّاس: "هذا والله
الفراق والملتقى يوم
القيامة".
ثمّ خرجوا من المدينة,
فلم يبق إلّا فاطمة بنت
الحسين؛ لأنّها كانت
مريضة لا تطيق السفر،
فوقفت على باب الدار
وقالت: أبه يا حسين
تتركني وحيدة في هذا
الدار.
يحادي الظعن
وياكم اخذوني |
عگبكم يهلي يعمن
عيوني |
وحدي ابها الوطن
لا تخلوني |
عليله والجسم
ينلظم بالسم |
أجابها الحسين عليه
السلام بلسان الحال:
يويلي من سمــعها
حســين |
رد امــن الظــعن
ليـــــها |
گــــعـد
يمــــها
يصبــّرها |
واعلــى
الفـــرگه
يسلـــــيها |
يگلـــها يا
ضــيا عــــيوني |
دمعـــــتك لا
تهلـــــّيها |
يـا يابــــه
للوطــــــن ردي |
وخلـيني أرشــد
بگصدي |
ونتــك گطــعت
كبــدي |
وتراني امن أسمع
ونينك |
روحي تزيد بلواها |
فقال الحسين عليه السلام
: "بنيّه فاطمة إذا وصلتُ
إلى مقرّي سأبعث إليك
عمّك العبّاس, أو أخاك
عليّاً فيحملك إلينا".
صاح إحسين يا
فاطمة ارتدّي |
إرتدّي للمدينه
وطن جدي |
أوديلك على ابني
وكبدي |
ولا بد ما يجي
يمك امخبّر |
فقالت فاطمة: لا يا أبه،
إنّ نفسي تحدّثني أن لا
لقاء معكم بعد هذا اليوم.
ولكن يا أبه, إنتظرني
ساعة حتّى أودّع أعمامي
وعمّاتي وإخوتي وأخواتي.
فقال: "شأنك يا بنتاه".
فأقبلت فاطمة تطوف على
الهوادج تودّع إخوتها
وبني عمومتها...
ودّعت عمّتها زينب عليه
السلام ...، وعمّتها أمّ
كلثوم...، وأختها سكينة...،
وأختها فاطمة...، وأختها
رقيّة...، إلى أن وصلت
إلى
هودج الرباب زوجة أبيها
الحسين عليه السلام ،
ودّعتها ثمّ مدّت فاطمة
يديها وتناولت أخاها عبد
الله الرضيع من حجر أمّه,
فضمّته إلى صدرها, وطلبت
من أبيها أن يدعه معها
ليسلّيها حال غيابهم.
سارت قافلة أبيها، وبقيت
فاطمة تعيش أمل انتظار
رجوع أحد من أبيها الحسين
عليه السلام .
ردت للمدينة وسار
أبوها |
وظلت ترگّب عمها
وأخوها |
ظنت فاطمة لأنهم
يجوها |
أخوها والبطل
عمها المشكر |
بقيت منتظرة أيّاماً
طِوال ليأتي خبر يُسِرّها
عن أبيها عليه السلام ...
(كيف ساروا... وأين نزلوا...
إلى وأين مضوا... وأين
استقرّوا...) كلّ ذلك ولا
تعرف عنه شيئاً.
حتّى رجعت قافلة الحسين
من العراق إلى المدينة,
لكن يا للأسف, رجعت بلا
سيّدها وشبّانها, خاليةً
من الرجال إلّا الإمام
زين العابدين عليه السلام
وخلفه عمّته المسبيّة؟!
جاؤوا إلى دار الحسين
عليه السلام, وقد كانت
فاطمة منتظرة وقد نفذ
صبرها، وإذا بباب الدار
تفتح, وقد فُتحت معه
أبواب الرزايا أمام
بنات وأولاد الحسين عليه
السلام ..
كيف يكون حال الدار ومن
فيه..
الجواب حاضر:
يا دار وين
الميامين |
العبّاس وينه
ووين الحسين |
يا دارهم چنت
زهيه |
وكانت قناديلك
مُضيه |
|