حُزنُ ابنُ
لَيلَى يَستَدِرُّ
مَدامِعِي |
وَعَظِيمُ
هَمَّتِهِ يُثيرُ
هَنَائِي |
سَلْ عَنهُ
أَكنَافَ الطُفوفِ
فَكَمْ بِهَا |
تَرَكَتْ
صَفيحَتُهُ مِن
الأَشلاءِ |
مَلَكَ الوَغَى
بِحُسَامِهِ
فَأَحَالَهَا |
دَهْمَاءَ أَعيَتْ
أَلسُنَ
البُلَغَاءِ |
غَيرَانَ يَفتِكُ
بِالأُلوفِ
وَعُمْرُهُ |
مَا جَاوَزَ
العقدَينِ مِن
الإحصَاءِ |
وَالسِبطُ
يَرصُدُهُ وَفَوقَ
جَبينِهِ |
لِلنَاظِــرينَ
بَوَادِرُ
الســـرَّاءِ |
وإذَا بِهِ
يَدعوهُ أدرِكنِي
فَقَد |
دَارَتْ عَليَّ
بِجَمعِهَا
أعدَائي |
حتّى إذا دَفَعَ
العِدَى عَن
شِبلِهِ |
آوَى إليهِ
بِلَوعَةٍ
وَبُكاءِ |
ألفَاهُ مُنعَفِرَ
الجَبينِ
تَمَازَجَتْ |
حُمْرُ الدِمَاءِ
بِوَجنَةٍ بيضَاءِ |
وَأَحَلَّ رَأسَ
وَليدَهُ في
حِجرِهِ |
وَانصَاعَ يِمسِحُ
عَثيرَ الغَبرَاءِ |
يَا نَبعَةً
غَذَّيتُهَا
بِدَمِ الحَشَا |
وَغرسَتُهَا في
رَوضَةٍ غَنَّاءِ |
أَبُنيَّ كُنتَ
الأنِيسَ إذا
دَجَى |
الليلُ البَهيمُ
وَكنتَ بَدرَ
سَمائِي |
بعديت وللگلب
سرَّيت بعداك |
وفعلت أفعال حامي
الجار بعداك |
على الدنيا العفى
يا بويه بعداك |
علي وسفه تروح من
بين ايديه |
بعد أن استشهد كلّ
الأصحاب, ولم يبقَ مع
الحسين عليه السلام إلّا
أهل بيته, كان أوّل من
تقدّم منهم للقتال، ولده
عليّ الأكبر عليه السلام،
فالتمس الإذن من أبيه
عليه السلام وقد نظر إليه
عليه السلام نظر آيس منه
وأرخى عينيه بالدموع
يگله والدمع
بالعين دفاگ |
ابعبره امكسره
وبگلب خفاگ |
يبويه اداعة الله
هذا الفراك |
يبويه اشبيدي هذا
المگدر |
ثمّ رفع شيبته الكريمة
إلى السماء وقال:
"اللهم اشهد على هؤلاء
القوم, فقد برز إليهم
غلامٌ, أشبهُ الناس
برسولك محمّد صلى الله
عليه وآله وسلم خَلقاً
وخُلُقاً ومنطقاً, وكنّا
إذا اشتقنا إلى رؤية
نبيّك صلى الله عليه وآله
وسلم نظرنا إليه، ثمّ
صاح بعمر بن سعد قائلاً:
"مَا لَكَ قطع
الله رحمك ولا بارك لك في
أمرك, وسلّط عليك من
يذبحك على فراشك, كما
قطعت رحمي, ولم تحفظ
قرابتي من رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم , ثمّ
ودّع عليّ الأكبر عليه
السلام أباه وأمّه
وعمّاته وأخواته, فأحطْنَ
به, وتعلَّقنَ بأطرافه,
وقُلْنَ له: "يا عليّ
ارحم غُربتنا فلا طاقة
لنا على فراقك".
ناداهُنَّ الحسين عليه
السلام : "دَعْنَهُ فلقد
اشتاق الحبيبُ إلى حبيبه".
انحدر نحو الميدان, حمل
على الأعداء, وهو يرتجز
ويقول:
أنَا عَليُّ بنُ
الحُسينِ بنِ
عَليّ |
نَحنُ وَبيتِ
اللهِ أَولَى
بِالنَبيِّ
|
تَاللهِ لا
يَحكُمُ فِينَا
ابنُ الدَعِي |
أَطعَنُكُم
بِالرُمحِ حتّى
يَنثَنِي |
أضرِبُكُم
بِالسيفِ أَحمِي
عن أبي |
ضَربَ غُلامٍ
هَاشِمِيٍ عَلَوي |
حمل على الأعداء, يضرب
فيهم يميناً وشمالاً,
حتّى أكثر القتل فيهم...
لكن ما أسرع أن عاد إلى
أبيه الحسين عليه السلام
وقد كظَّه العطش منادياً:
أبَهْ, العطشُ قد قتلني,
وثقلُ الحديد أجهدني, فهل
إلى شربةِ ماءٍ من سبيل
أتقوّى على الأعداء.
فبكى الحسين عليه السلام
وقال: "واغوثاه يا بنيّ,
من أين آتي لك بالماء,
بني ارجع لقتال عدوّك,
فإنّي أرجو أن لا تمسي
حتّى يسقيك جدّك بكأسه
الأوفى, شربةً لا تظمأ
بعدها أبداً".
رجع إلى الميدان, جعل
يقاتل قتالاً شديد البأس
قويّ المراس، حتّى ضجّ
العسكر من كثرة ما فتك
بهم, فقال اللعين (مرّة
بن منقذ العبديّ لعنه
الله): عليَّ آثامُ العرب
إن لم أثكل أباه به, وشدّ
الخبيث على شَبَهِ رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم فطعنه بالرمح على
ظهره, ثمّ ضربه بالسيف
على رأسه ففلق هامته,
فاعتنق عليّ عنق الفرس,
آملاً منه أن يرجعه إلى
أبيه الحسين عليه السلام
, ولكنّ الفرس أخطأ
الطريق, فحمله إلى
الأعداء, فأحاطوا به من
كلّ جانب... وجعلوا
يضربونه بأسيافهم...
هذا يگطع بسيفه
وريده |
وهذا بالخناجر
فصل إيده |
وهذا يغط من رمحه
الحديده |
بخاصرته وهو
يعالج ويفخر |
ثمّ هوى إلى الأرض منادياً...
أبتاه عليك منّي السلام,
هذا جدّي رسول الله قد
سقاني شربةً لا أظمأ
بعدها أبداً, وهو يقول لك:
العَجَلَ... العَجَلَ فإنّ
لك كأساً مذخورة.
جاءه الحسين عليه السلام
مسرعاً, فرآه مقطّع
الأوصال, انحنى عليه
منادياً: "بنيَّ عليّ" لم
يسمع جواباً... "بني عليّ"،
لم يسمع جواباً... وضع
خدّه على خدّ ولده "بني
عليّ"، لم يسمع جواباً...
"بُنيَّ قتل الله قوماً
قتلوك يا بُنيَّ, ما
أجرأهم على الرحمن وعلى
انتهاك حرمة الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم ..
على الدنيا بعدك العف،
يعزّ على جدّك وأبيك أن
تدعوهما فلا يجيبانك,
وتستغيث بهما فلا يغيثانك،
أمّا أنت يا بنيّ فقد
استرحت من همّ الدنيا
وضيمها, وقد صرت إلى
رَوْحٍ ورَيحان, وبقي
أبوك وما أسرع الملتقى".
يا بني شلون سيف
الوصل ورداك |
گطع گلبي وصللّك
گطع ورداك |
امن الكوثر يا
بويه اليوم ورداك |
يا بني وآنه
ظلمّت الدنيا
عليّه |
گعد عنده وصفگ
راحين علي راح |
شافه والنبل شابك
علي راح |
گام وصاح يا زينب
علي راح |
يا ختي وآنه
اظلمت الدنيه
عليه |
ولكن عمّته زينب, لمّا
رأت أخاها الحسين عليه
السلام منكباً على ولده
خافت عليه أن يغتالوه,
لذا خرجت من الخيمة صائحة
واولداه... واعليّاه،
لمّا سمع الحسين عليه
السلام أخته زينب عليها
السلام قام, وقد ترك ولده
منادياً: يا بني هاشم
احملوا أخاكم عليّاً..
جاء بنو هاشم بأوصال عليٍّ
على بساط يحملونه إلى
المخيّم, أدخلوه إلى
الخيمة, جلس الحسين عليه
السلام عنده باكياً, ومعه
النسوة العلويّات منادياً
واولداه... واعليّاه ..
يا بويه من عدل
راسك ورجليك |
ومن غمّض عيونك
واسبل ايديك |
ينور العين كل
سيف الوصل ليك |
گطع گلبي ولعند
احشاي سدر |
بُنًيَّ بَكَتكَ
عُيونُ الرِجالِ |
لِيومِ نَزيلِ
وِيومِ نِزِالِ |
بُنَيَّ حَرَامٌ
عَليَّ الرُقَادُ |
وأنتَ عَفيرٌ
بِوَجهِ الرِمَالِ |
|