هَلَّ المُحَرَّمُ
فاسْتَهلَّتْ أَدْمُعِي
وروَى زَنادُ الحُزنِ بينَ
الأَضْلُعِ
مُذْ أَبْصَرَتْ عَيني
بُزُوغَ هِلالهِ
مَلَأَ الشَّجَا جِسْمِي
فَفَارَقَ مَضْجَعِي
وَتنغَّصَتْ فيه عَليَّ
مَطَاعِمِي
وَمَشَارِبي وازْدَادَ
فِيهِ تَوجُّعِي
الله يَا شَهْرَ
المُحَرَّمِ مَا جَرَى
فيه عَلَى آلِ البَطِينِ
الأَنْزَعِ
الله مِن شَهْرٍ أَطَلَّ
عَلَى الورَى
بمصَائِبٍ شَيَّبْنَ
رَوْسَ الرُّضَّعِ
شَهْرٌ لَقَدْ فُجِعَ
النَّبِيُّ محمّدٌ
فيهِ وأيُّ مُوحِّدٍ لم
يُفْجَعِ
شَهْرٌ بِهِ نَزَلَ
الحسينُ بِكربَلا
في خَيرِ صَحْبٍ
كالبُدُورِ اللُّمَّعِ
فَتَلأْلأَتْ مِنْها
الرُّبوعُ بِنورِهِ
وَعَلَتْ عَلَى هَامِ
السِّمَاكِ الأَرْفَعِ
لَكِنَّمَا البَارِي
أَحَبَّ لِقَاءَهُم
فَغَدَوا على البَوْغَا
بِأَكرَمِ مَصْرَعِ
وَبَقَى وَحِيدَاً
بَعْدَهُمْ سِبطُ الهُدَى
يَنعاهُمُ أَسَفَاً
بِأَشرَفِ مَدْمَع
شعبي:
من حين هل الشهر هل ابكل
الاحزان
اوجدد مصاب اللي قضى
بالطف حيران
ناحت عليه املاكها والانس
والجان
على قتيل اللي قضى بالطف
منحور
واعظم مصيبة ذوبت مهجة
افّادي
أهل المدينة سمعوا الزهره
تنادي
عاشور جاني او زاد حزني
على اولادي
نصبت مياتم يا خلك في وسط
القبور
أبوذيّه:
اهلال الكدر والاحزان
هليت
اودمه عين الموالي بيك
هليت
يشهر النوح عالاسلام هليت
لا تظهر او تفرح بيك
اميّه
هِلالٌ تَجَلَّى ونَاعٍ
نَعَى
لآلِ الرَّسُولِ فَتىً
أَرْوَعَا
تَقَوَّسَ مُنحَنِياً
كالحُسينْ
يَرُومُ لِسَهْمِ الحَشَا
مُنْزَعَا
ورد عن النبيّ الأكرم صلى
الله عليه وآله وسلم أنّه
قال: إنّ لقتل الحسين
حرارة في قلوب المؤمنين
لا تبرد أبداً.
هذه الحرارة تتأجّج في
بداية هذا الشهر الحزين
شهر المحرّم، شهر الأحزان
والمصائب، يتراءى
للمؤمنين الموالين كلّ ما
جرى في هذا الشهر ببصيرة
قلوبهم العاشقة والمحبّة
للحسين عليه السلام،
فتنعكس هذه الرؤية عليهم
حزناً وألماً وفجيعة،
فيجتمعون فيما بينهم
للمشاركة في مأتمهم الذي
أمروا بإحيائه: "أحيوا
أمرنا رحم الله من أحيا
أمرنا"، ويجتمعون لمواساة
النبيّ وأهل بيته عليهم
السلام اجتماع أهل
المصيبة والعزاء، لباسهم
لباس أهل المصيبة والحداد،
وأعينهم جارية بالبكاء
لذكرهم الحسين فإنّه قتيل
العبرات لا يذكره مؤمن
إلّا استعبر...
الإمام الصادق عليه
السلام يشرح سبب اجتماع
المؤمنين من أوّل محرّم
عندما يُسأل: سيّدي جعلت
فداك، إنّ الميّت يجلسون
بالنياحة بعد موته أو
قتله، وأراكم تجلسون أنتم
وشيعتكم من أوّل الشهر
بالمأتم ولا عزاء على
الحسين عليه السلام فيقول
عليه السلام: يا هذا إذا
هلّ هلال محرّم نشرت
الملائكة ثوب الحسين عليه
السلام وهو مخرّق
من
ضرب السيوف، وملطّخ
بالدماء، فنراه نحن
وشيعتنا بالبصيرة لا
بالبصر، فتنفجر دموعنا..
ورسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم هو المعزّى
بولده الحسين عليه السلام،
وكذلك أمير المؤمنين عليه
السلام ومولاتنا فاطمة
عليها السلام ومولانا
الحسن عليه السلام وهم
حاضرون بوجودهم النورانيّ..
وعن هذا الحضور النورانيّ
يروي عن أحد أصحاب الإمام
الصادق عليه السلام أنّه
قال: حضرت في مجلس الحسين
عليه السلام ولمّا رجعت
إلى الإمام الصادق عليه
السلام سألني أين كنت يا
فلان البارحة؟ يقول: ما
أحببت أن أذكر له أنّي
كنت في مجلس الحسين عليه
السلام لأنّه يبكي بمجرّد
ذكره عليه السلام، فقلت:
كنت في شغلٍ بدا لي (يا
مولاي)، فقال له: أكنت في
مجلس الحسين البارحة؟
يقول: فما استطعت الإنكار
وقلت: بلى، قال الإمام
عليه السلام: أما عثرت
على شيء على الباب وأنت
خارج، قال: نعم ثوب مطروح
أمام الباب، قال: يا فلان
هذا الثوب ثوبي وربّ
الكعبة، قال: سيّدي تجلس
على الباب وأنتم لكم صدور
المجالس، قال عليه السلام:
(يا فلان) كيف أجلس في
صدر المجلس وجدّي رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم جالس وكذلك جدّي
أمير المؤمنين وجدّتي
فاطمة وعمّي الحسن عليهم
السلام، (يا فلان) لو كشف
لك الغطاء لرأيت جدّي
رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم جالس جلسة الحزين
الكئيب واضعاً رأسه بين
ركبتيه يتململ تململ
السليم ويئنّ أنين السقيم
باكي العين حزين القلب
وكذلك جدّي أمير المؤمنين
وكذلك عمّي الحسن، وأمّا
جدّتي فاطمة فلو كشف لك
الغطاء لرأيتها لاطمة على
خدّها تنادي واولداه
واحسيناه..
أَفَاطِمُ لَو خِلْتِ
الحُسينَ مُجَدَّلاً
وَقَدْ مَاتَ عَطْشَانَاً
بِشَطِّ فُرَاتِ
إذاً لَلَطَمْتِ الخَدَّ
فَاطِمُ عِنْدَهُ
وَأَجْرَيْتِ دَمْعَ
العَيْنِ في الوَجَنَاتِ
ذاك الشخص الذي جاء ليسلب
الحسين عليه السلام تكّته
قال إنّه سمع هذا النداء
عند جسده: وا ابناه، وا
مقتولاه، وا ذبيحاه، وا
حسيناه، وا غريباه! يا
بني قتلوك وما عرفوك، ومن
شرب الماء منعوك..
وين اليواسيني يشيعه
على حسين وولاده ورضيعه
وابن والده عين الطليعه
عبّاس اكفوفه الگطيعه
وين اليواسيني ابدمعته
على ابني الذي حزوا رگبته
وظلت ثلاث تيام جثته
اويلاه يبني الما حضرته
وما غسلت جسمه ودفنته
سيّدتي يا فاطمة، إن كنت
حاضرة بروحك يوم عاشوراء
إلّا أنّك لم تكوني حاضرة
بجسدك، لكن ساعد الله قلب
ابنتك زينب أمّ المصائب
التي كانت نائبة عنك، ما
حالها لمّا رأت أخاها
جثّة بلا رأس؟!
خويه انعمت عيني ولا شوفك
ذبيح ويجري من دم نحرك
وأصحابك وأهل بيتك
ضحايا مطرّحة بقربك
عساها اتعگرت هالخيل
ولا داست على صدرك
يَا رَسُوْلَ اللهِ يَا
فَاطِمَهْ
يَا أَمِيرَ المؤْمِنينَ
المُرْتَضَى
عَظَّمَ اللهُ لَكَ
الأَجْرَ بِمَنْ
قَضَّ أَحْشَاْهُ
الظَّمَى حتّى قَضَى
|