قُرِحَتْ جُفُونُكَ مِنْ
قَذًى وسُهادِ
إِنْ لَمْ تَفِضْ
لِمُصِيبَةِ السَّجَّادِ
فَأَسِلْ فُؤادَكَ مِنْ
جُفُونِكَ أَدْمُعاً
واقْدَحْ حَشاكَ مِنَ
الأَسَى بِزِنادِ
وانْدُبْ إِماماً طاهِراً
هُوَ سَيِّدٌ
لِلسَّاجِدِينَ وزِينَةُ
العُبَّادِ
ما أَبْقَتِ البَلْوَى
ضَنًى مِنْ جِسْمِهِ
وَهُوَ العَلِيلُ سِوَى
خَيالٍ بادِي
لَهْفِي عَلَيْهِ يَئِنُّ
في أَغْلالِهِ
بَيْنَ العِدَى ويُقادُ
بِالأَصْفادِ
مُضْنىً وجامِعَةُ
الحَدِيدِ بِنَحْرِهِ
غُلٌّ يُعاني مِنْهُ شَرَّ
قِيادِ
تَحْدُو بهِ الأَضْعانُ
مِنْ بَلَدٍ إِلَى
بَلَدٍ وتُسْلِمُهُ إِلَى
الأَحْقادِ
والشَّامُ إِنَّ الشَّامَ
أَفْنَى قَلْبَهُ
أَلمَاً وآلَ بِصَبْرِهِ
لِنفَادِ
لَمْ يَلْقَ فِيهِ سِوَى
القَطِيعَةِ والعِدَى
وشَماتَةِ الأَعْداءِ
والحُسَّادِ
سَلْ عَنْهُ طَيْبَةَ هَلْ
بها طَابَتْ لَهُ
بَعْدَ الحُسَيْنِ
نَواظِرٌ بِرُقادِ
هَلْ ذاقَ طَعْمَ الزَّادِ
طُولَ حَياتِهِ
إلَّا ويَمْزُجُ دَمْعَهُ
بِالزَّادِ
أبوذيّة:
يريت الصاب كبد احسين
منشال
اوظل نايم على التربان
منشال
اسلبوه او ما بگاله ثوب
منشال
او ولوه من طاح يوم
الغاضرية
شعبي:
عجيب الشِرَب ماي ابشربته
اتهنّه
او مات احسين ظامي اولا
شرب منّه
منهو الشاف مثل احسين
وامصابه ابقلبه
انصاب وإيده انشلّت
الصابه
يطلب ماي من احسين طلابه
هذا امصاب لا دونه ولا
عنّه
يللي تناشدني عليمن تهمل
العين كل
البكا والنوح والحسرة على
احسين
حبه ابقلبي وتظهره ابصبها
ادموعي
مجبور في حبه ولا شوفه
ابطوعي
يا ليت قبل اضلوعه انرضت
اضلوعي
ومن دون خده اتعفّرت مني
الخدين
إبكي على امصابه كل صبح
ومسيّه
ابكي وساعد عالبكا الزهره
الزكيّه
لا زال تندب يا ضحايا
الغاضريّه
يحسين وين اللي يواسيني
على احسين
قال ابن نما: ثمّ دخل زين
العابدين عليه السلام
وجماعته دار الرسول فرآها
مقفرة الطلول خالية من
سكّانها خالية بأحزانها
قد غشيها القدر النازل
وساورها الخطب الهائل
وأطلّت عليها عذابات
المنايا وظلّلتها جحافل
الرزايا وهي موحشة
العرصات لفقد السادات..
وعن أبي عبد الله عليه
السلام، قال: بكى عليّ بن
الحسين على أبيه حسين بن
عليّ عليهما السلام عشرين
سنة، أو أربعين سنة1، وما
وَضع بين يديه طعاماً
إلّا بكى على الحسين،
حتّى قال له مولى له:
جعلت فداك يا بن رسول
الله، إنّي أخاف عليك أن
تكون من الهالكين، قال:
إنّما أشكو بثّي وحزني
إلى الله، وأعلم من الله
ما لا تعلمون، إنّي لم
أذكر مصرع بني فاطمة إلّا
خنقتني العبرة لذلك.
وكان عليّ بن الحسين
عليهما السلام يميل إلى
ولد عقيل، فقيل له: ما
بالك تميل إلى بني عمّك
هؤلاء دون آل جعفر، فقال:
إنّي أذكر يومهم مع أبي
عبد الله الحسين بن عليّ
عليهما السلام، فأرقّ لهم.
وفي المناقب: وقيل: إنّه
بكى حتّى خيف على عينيه.
وكان إذا أخذ إناءً يشرب
ماءً بكى، حتّى يملأها
دمعاً، فقيل
له في ذلك فقال:
وكيف لا أبكي؟
وقد منع أبي من
الماء، الذي كان
مطلقاً للسباع
والوحوش.
وقيل له: إنّك
لتبكي دهرك، فلو
قتلت نفسك لما
زدت على هذا،
فقال: نفسي
قتلتها، وعليها
أبكي.
وعن الإمام
الباقر عليه
السلام: ولقد بكى
على أبيه الحسين
عليه السلام
عشرين سنة، وما
وضع بين يديه
طعام إلّا بكى،
حتّى قال له مولى
له: يا ابن رسول
الله، أما آن
لحزنك أن ينقضي؟
فقال له: ويحك،
إنّ يعقوب النبيّ
عليه السلام كان
له اثنا عشر ابناً،
فغيّب الله عنه
واحداً منهم،
فابيضّت عيناه من
كثرة بكائه عليه،
وشاب رأسه من
الحزن، واحدودب
ظهره من الغمّ.
وكان ابنه حيّاً
في الدنيا، وأنا
نظرت إلى أبي،
وأخي، وعمّي،
وسبعة عشر من أهل
بيتي، مقتولين
حولي، فكيف ينقضي
حزني!!
وروي أنّه: أشرف
مولى لعليّ بن
الحسين عليهما
السلام، وهو في
سقيفة له ساجد
يبكي، فقال له:
يا مولاي، يا عليّ
بن الحسين، أما
آن لحزنك أن
ينقضي، فرفع رأسه
إليه، وقال: ويلك-
أو ثكلتك أمّك-
والله لقد شكى
يعقوب إلى ربّه
في أقلّ ممّا
رأيت، حتّى قال:
﴿يَا
أَسَفَى عَلَى
يُوسُفَ﴾2، إنّه فقد
ابناً واحداً،
وأنا رأيت أبي
وجماعة أهل بيتي
يذبحون حولي..
واحد موزّع بالسيوف أوصال
أوصال
وواحد بلا راس ولا يمنى
ولا شمال
واحد ابساعة عرسه مجدّل
بالرّمال
وعاين طفل مفطوم بسهام
المنية
ولم يغب عن ذهن الإمام
زين العابدين المشهد
الفظيع، الذي رأى فيه حرق
خيام بنات الرسالة وعقائل
الوحي، ومنادي القوم
ينادي: "أحرقوا خيام
الظالمين"، وقد فرَّت
بنات الرسالة من خباء،
إلى خباء والنّار تلاحقهن.
أمّا اليتامى فقد علا
صراخهن، فبين من تعلّق
بأذيال عمّته الحوراء
لتحميه من النّار، وبين
من هام على وجهه في
البيداء...
رَأَى اضْطِرامَ النَّارِ
فِي الخَباء
وَهوَ خَباءُ العِزِّ
وَالإِباء
رَأَى هُجُومَ الكُفْرِ
والضَّلالَة
عَلَى بَناتِ الوَحْيِ
وَالرِّسالَة
رَأَى فَرارَهُنَّ فِي
البَيْداء
وَهوَ عَلَيْهِ أَعْظَمُ
الأَرْزاء
شَاهَدَ فِي عَقائِلِ
النُّبُوَّة
ما لَيْسَ فِي شَرِيعَةِ
المُرُوَّة
مِنْ نَهْبِها وَسَلْبِها
وَضَرْبِها
وَلا مُجِيرٌ قَطُّ غَيْرَ
رَبِّها
روي أنّه دخل عليه يوماً
أبو حمزة الثماليّ فوجده
حزيناً كئيباً، فقال له
يا ابن رسول الله أما آن
لحزنك أن ينقضي ولبكائك
أن يقلّ؟ سيّدي إنّ القتل
لكم عادة وكرامتكم من
الله الشهادة، ألم يقتل
جدّك عليّ بن أبي طالب
بسيف ابن ملجم؟ ألم يقتل
عمّك الحسن؟ فما هذا
البكاء؟ فالتفت إليه
الإمام زين العابدين عليه
السلام وقال: شكر الله
سعيك يا أبا حمزة، هل رأت
عيناك أو سمعت أذناك أنّ
علويّة سبيت لنا قبل يوم
عاشوراء؟ قتل الرجال لنا
عادة، ولكن هل سبي النساء
لنا عادة؟ هل حرق الخيام
لنا عادة؟ والله يا أبا
حمزة ما نظرت إلى عمّاتي
وأخواتي إلّا وذكرت
فرارهن يوم عاشوراء من
خيمة إلى خيمة ومن خباء
إلى خباء ومنادي القوم
ينادي، أحرقوا بيوت
الظالمين وهنّ يلذن بعضهن
ببعض وينادين: واجدّاه وا
محمّداه..
قلبي يبو حمزة تراه تفطّر
وذاب
مثل المصيبه اللي دهتني
محّد انصاب
ذيك البدور اللي
ابمنازلهم يزهرون
والليل كله من العبادة ما
يفترون
سبعة وعشرة عاينتهم كلهم
اغصون
فوق الوطية مطرّحين بحرّ
التراب
وأعظم مصيبة زيّدت حزني
عليّه
داست على جسم العزيز خيول
أميّة
سلبوا عزنه وسيروا زينب
سبيّه
حسرى ومن كثر المصايب
راسها شاب
ما نكست راسي لاجل فقد
الأماجيد
ما گصروا بالغاضريّة
زلزلوا الميد
نكّس راسي دخول زينب مجلس
ايزيد
هذا اللي هضمني والقلب من
شوفته انعاب
نعم فأعظم المصائب على
قلب مولانا وأوجعها
لفؤاده دخولهم الشام،
ولذا يقال إنّه حينما سئل
عن أشدّ المصائب وأدهاها
قال: الشام، الشام..
ويخرج إلى السوق أحياناً،
فإذا رأى جزّاراً يريد أن
يذبح شاة أو غيرها، يدنو
منه، ويقول: هل سقيتها
الماء؟ فيقول له: نعم يا
ابن رسول الله، إنّا لا
نذبح حيواناً حتّى نسقيه
ولو قليلاً من الماء،
فيبكي عند ذلك، ويقول: وا
أسفاه عليك أبا عبد الله
الشاة لا تذبح حتّى تسقى
الماء وقد ذبحت إلى جانب
الفرات عطشاناً..
لا يُذْبَحُ الكَبْشُ
حَتَّى يُسْقَى مِنْ
ظَمَأٍ
ويُذْبَحُ ابْنُ رَسُولِ
اللهِ عَطْشانا
وجاء عنه أنّه دخل يوماً،
فرأى غريباً، فسلّم عليه،
ودعاه إلى
بيته لضيافته، وقال له
بحضور جمع من الناس: أترى
لو أصابك الموت وأنت غريب
عن أهلك، هل تجد من
يغسّلك ويدفنك؟ فقال
النّاس: يا ابن رسول الله،
كلّنا يقوم بهذا الواجب،
فبكى وقال: لقد قتل أبو
عبد الله غريباً، وبقي
ثلاثة أيّام تصهره الشمس
بلا غسل ولا كفن!
وهكذا كانت حال أئمّة أهل
البيت عليهم السلام مع
جدّهم الإمام الحسين عليه
السلام ، يبكونه ويرثونه
ويحزنون لمصيبته..وهكذا
هو حال إمام زماننا عجّل
الله تعالى فرجه، فها هو
يخاطب جدّه الحسين على ما
في زيارة الناحية
المقدّسة: "..فلئن أخرتني
الدهور، وعاقني عن نصرك
المقدور، ولم أكن لمن
حاربك محارباً، ولمن نصب
لك العداوة مناصباً،
فلأندبنّك صباحاً ومساءً،
ولأبكينّ عليك بدل الدموع
دماً، حسرة عليك وتأسّفاً
على ما دهاك وتلهّفاً،
حتّى أموت بلوعة المصاب
وغصّة الاكتياب..
يبن الحسن شيل اللوا وگوم
يمندوب لأخذ الثار كل يوم
تنسه الغريب المات مظلوم
عطشان ومن الماي محروم
تنسه سبي زينب او كلثوم
سارت سبايا وتطوي الحزوم
أَتَنْسَى أَبِيَّ
الضَّيْمِ فِي الطَّفِّ
مُفْرَداً
تَحُومُ عَلَيْهِ
لِلوَداعِ فَواطِمُه
أَتَنْساهُ فَوْقَ
التُّرْبِ مُنْفَطِرَ
الحَشَى
تَناهَبُهُ سُمْرُ
الرَّدَى وَصَوارِمُه
|