لَهْفِي لِحَالِ
النَاظِراتِ حُمَاتِها
فَوْقَ الجَنَادِلِ
كِالنُّجومِ الطُلَّعِ
والريحُ سَافِيَةٌ على
أَبْدانِهْم
فَمُقَطَّعٌ ثَاوٍ
بِجَنْبِ مُبَضَّعِ
ولِزَيْنَبٍ نَوْحٌ
لِفَقْدِ شَقِيقِها
وتَقُولُ يا ابنَ
الزَّاكِيَاتِ الرُّكَعِ
اليومَ أَصبَغُ في عَزَاكَ
مَلابِسِي
سُوداً وأَسْكُبُ هاطِلاتِ
الأَدْمُعِ
اليومَ شَبُّوا نَارَهُم
في مَنْزِلي
وتَناهَبُوا ما فيهِ
حتَّى مِقْنَعِي
اليومَ ساقُونِي بِقَيْدي
يا أخِي
والضربُ آلَمَنِي
وأَطفَالِيَ مَعِي
حالَ الرَّدَى بَيْني
وبَيْنَك يا أخي
لو كُنتَ في الأَحْياءِ
هَالَكَ مَوْضِعِي
أَنْعِمْ جَواباً يا
حُسينُ أمَا تَرَى
شِمْرَ الخَنَا بِالسَوْطِ
آلَمَ أَضْلُعِي
فَأَجَابَها مِن فَوْقِ
شَاهِقَةِ القَنا
قُضِيَ القَضَاءُ بِما
جَرَى فاسْتَرْجِعِي
وتَكَفَّلِي حَالَ
اليَتامَى وانْظُري
ما كُنتُ أصْنَعُ في
حِمَاهُم فاصَنَعِي
أبوذيّة:
هجم لينه يخويه الجيش
وانساب
وما ظلّ شرف عند القوم
وانساب
سبونا وأبونا انشتم
وانساب
وشبت بالخيم نيران أميه
شعبي:
زينب احتارت يوم شبوا
بالخيم نار
طلعت اوياها الحريم اصغار
واكبار
تصرخ ابعالي الصوت طايح
وين يحسين
خدري انهتك وانته غياث
المستغيثين
عجّل ادركنه لا تنهتك
خويه النساوين
لمّن سمع گام ايتقلب
والدمه فار
" السلام على الدماء
السائلات، السلام على
الأعضاء المقطّعات،
السلام على الرؤوس
المشالات، السلام على
النسوة البارزات".
عن إمامنا الرضا عليه
السلام: " إنّ المحرّم
شهر كان أهل الجاهليّة
يحرّمون فيه القتال،
فاستحلّت فيه دماؤنا،
وهتكت فيه حرمتنا، وسبي
فيه ذرارينا ونساؤنا،
وأضرمت النيران في
مضاربنا، وانتهب ما فيها
من ثقلنا، ولم ترع لرسول
الله صلى الله عليه وآله
حرمة في أمرنا. إنّ يوم
الحسين أقرح جفوننا،
وأسبل دموعنا، وأذلّ
عزيزنا، بأرض كرب وبلاء،
أورثتنا الكرب والبلاء،
إلى يوم الانقضاء، فعلى
مثل الحسين فليبك الباكون،
فإنّ البكاء يحطّ الذنوب
العظام".
بعد أن قتل الإمام الحسين
عليه السلام ورفعوا رأسه
على رأس الرمح، أقبل
القوم على سلبه، فأخذوا
ثيابه، ودرعه وسيفه،
وحتّى خاتمه الشريف أخذه
اللعين بجدل بن سليم
الكلبيّ، وكان قد جمد
عليه الدم، فقطع اللعين
إصبع الإمام مع الخاتم...
وتركوا الإمام على وجه
الصعيد، عاري اللباس،
قطيع الرأس، منخمد
الأنفاس..
نايم أخيي شلون نومه
وحرّ الشمس غيّر
ارسومه
وفوق الذبح سلبوا اهدومه
عُرْيانَ تَكْسُوهُ
الصَّعيدُ مَلابِساً
أَفدِيهِ مَسْلوبَ
اللباسِ مُسَرْبَلا
وَلِصَدْرِهِ تَطَأُ
الخُيولُ وَطَالَما
بِسَرِيرِهِ
جِبريلُ كانَ مُوَكَّلا
ثمّ أقبلوا إلى خيام بنات
رسول الله صلى الله عليه
وآله، وانتهبوا ثقل
الحسين عليه السلام
ومتاعه، وجميع ما في
الخيام..
ثمّ قاموا بسلب بنات رسول
الله، يقول حميد بن مسلم:
رأيت امرأة من بكر بن
وائل كانت مع زوجها في
أصحاب عمر بن سعد فلمّا
رأت القوم قد اقتحموا على
نساء الحسين عليه السلام
فسطاطهن، وهم يسلبونهنّ
أخذت سيفاً وأقبلت نحو
الفسطاط، فقالت: يا آل
بكر بن وائل أتسلب بنات
رسول الله؟! لا حكم إلّا
لله يا لثارات رسول الله!
فأخذها زوجها وردّها إلى
رحله..
وجاء رجل من القوم
إلى فاطمة بنت الحسين
عليه السلام فسلبها وهو
يبكي، فقالت له: ما لك
تبكي؟! فقال: كيف لا أبكي
وأنا أسلب ابنة رسول الله؟!
قالت له: دعني! قال: أخاف
أن يأخذه غيري!!
وصّيت مَن يحسين بينه
من تهجم الغاره
علينه
وحنه حرم شنهو البدينه
انته انصبت واحنه
انسبينه
وفي البحار عن بعض الكتب
أنّ فاطمة الصغرى قالت:
كنت واقفة بباب الخيمة
وأنا أنظر إلى أبي
وأصحابي مجزّرين كالأضاحي
على الرمال، والخيول على
أجسادهم تجول وأنا أفكّر
فيما يقع علينا بعد أبي
من بني أميّة، أيقتلوننا
أو يأسروننا؟ فإذا برجل
على ظهر جواده يسوق
النساء بكعب رمحه وهنّ
يلذن بعضهنّ ببعض، وقد
أخذ ما عليهنّ من أخمرة
وأسورة، وهنّ يصحن: وا
جدّاه، وا أبتاه، وا
عليّاه، وا قلّة ناصراه،
وا حسناه، أما من مجير
يجيرنا؟ أما من ذائد يذود
عنّا؟ قالت: فطار فؤادي
وارتعدت فرائصي، فجعلت
أجيل بطرفي يميناً وشمالاً
على عمّتي أمّ كلثوم خشية
منه أن يأتيني. فبينا أنا
على هذه الحالة وإذا به
قد قصدني ففررت منهزمة،
وأنا أظنّ أنّي أسلم منه،
وإذا به قد تبعني، فذهلت
خشية منه وإذا بكعب الرمح
بين كتفي، فسقطت على وجهي...وترك
الدماء تسيل على خدّي
ورأسي تصهره الشمس، وولّى
راجعاً إلى الخيم، وأنا
مغشيٌّ عليّ..
ويلي ان صحت بويه يشتموني
وان صحت خويه يضربوني
ومن الضرب ورمن امتوني
ومن البكا عمين اعيوني
أنادي هلي وما يسمعوني
وإذا أنا بعمّتي عندي
تبكي وهي تقول: قومي نمضي
ما أعلم ما جرى على
البنات وأخيك العليل،
فقمت..فما رجعنا إلى
الخيمة إلّا وهي قد نهبت
وما فيها، وأخي عليّ بن
الحسين مكبوب على وجهه،
لا يطيق الجلوس من كثرة
الجوع والعطش والأسقام،
فجعلنا نبكي عليه ويبكي
علينا..
وعن حميد بن مسلم:
فانتهينا إلى عليّ بن
الحسين عليهما السلام وهو
منبسط على فراش وهو شديد
المرض، ومع شمر جماعة من
الرجالة فقالوا له: ألا
نقتل هذا العليل! فقلت:
سبحان الله أتقتل الصبيان
إنّما هذا صبيّ وإنّه
لِمَا به..
فأقبلت إليه العقيلة زينب
وأهوت عليه، وقالت: والله
لا يقتل حتّى أقتل دونه،
فكفّوا عنه..ولكن سحبوا
النطع7
الذي كان ينام عليه
وألقوه على الأرض..
إجوا وخّروا عنّه وخلوه
ومن فوق فراش المرض جرّوه
على وجهه وعلى التربان
سحبوه
يا ويلي ولا صديق عليه
ينغَر
وجاء عمر بن سعد فصاحت
النساء في وجهه وبكين،
فقال لأصحابه: لا يدخل
أحد منكم بيوت هؤلاء
النساء، ولا تعرّضوا
لهذا الغلام المريض
فسألته النسوة أن يسترجع
ما اخذ منهن..فقال: من
أخذ من متاعهم شيئاً
فليردّه، فوالله ما ردّ
أحد منهم شيئاً..
يخويه بقيت محيرة واصفك
باليدين
لا عباس يبرالي ولا حسين
يضربوني من ابكي وتدمع
العين
وتبقى عبرتي بصدري تكسر
ثمّ نادى اللعين عمر بن
سعد: أحرقوا خيام
الظالمين!! فأضرمت
النيران في الخيام..
فجاءت الحوراء زينب إلى
الإمام زين العابدين عليه
السلام وهي تقول: يا
بقيّة الماضين، وثمال
الباقين، أضرموا النار في
مضاربنا؟!
قال: (عمّة) عليكن
بالفرار!!
ففررن بنات رسول الله
صائحات باكيات نادبات..
يفترن خوات احسين من خيمة
لعد خيمه
او كل خيمه تشب ابنار
ردّن ضربن الهيمه
ينخن وين راحو وين ما ظل
بالعده شيمه
والسجاد اجو سحبوه او
دمعه اعلى الوجن ساله
عَجَباً لَها
بِالأَمْسِ أَنتَ
تَصُونُها
وَاليَوْمَ آلُ أُمَيَّةٍ
تُبْدِيها
حَسْرَى وَعَزَّ عَليْكَ
أَنْ لَم يَترُكوا
لَكَ مِنْ ثِيَابِكَ
سَاتِراً يَكْفِيها
|