التعليم والتعلّم عمليّة
تفاعل إراديّ هادف بين
المعلّم والمتعلّم
والمعرفة. لقد مثّل
العديد من التّربويّين
طبيعة هذا التّفاعل
والدّور المعطى لكلّ قطب
من أقطابه، في العمليّة،
على شكل مثلّث تربويّ أو
تعليميّ.
المعرفة
يحصّل الإنسانُ المعرفة
من مصادر متنوّعة: الوحي
الإلهيّ، العقل، التجربة،
التوافق الاجتماعيّ.
تضمّ
المعارف نتاج التجارب
الطويلة المستمرّة
للإنسان في تفاعله مع
محيطه الماديّ
والاجتماعيّ. يحتفظ
الإنسان بقسم كبير من هذا
الإرث الثقافيّ في موادّ
معرفيّة هي عبارة عن
معارف علميّة خام، تُختار
منها معارف تعليميّة
تُدرج في المناهج
الدّراسية وتسمّى بالعِلم
المعلَّم، الموضوع
للتعلّم من قبل
المتعلّمين.
يقوم المعلّم بعمليّة
تحليل للمحتويات
المعرفيّة في الموادّ
ويختار منها معرفة
يُعدّها للمعالجة من قبل
المتعلّم الذي يُطلب منه
استيعابها وتطبيقها
واستعمالها في وضعيّات
جديدة.
المعلّم
يقوم المعلّم بدور
الوسيط الأساسيّ في
التفاعل بين المتعلّم
والمعرفة. إنّ موضوع
التفاعل بين عناصر
المثلّث التعليميّ أو
هدفه هو بناء شخصيّة
المتعلّم فكرًا وجسدًا
وعاطفة من خلال إكسابه
معارف وقدرات عقليّة
ومهارات حركيّة ومواقف
واتجاهات عاطفيّة
اجتماعيّة.
المتعلّم
إنّ عمليّة تحليل المادّة
المعرفيّة تقودنا، من
جديد، إلى الأهداف
التعلّميّة التي تُستمدّ
منها في عمليّة جدليّة.
وهي تشكّل مرجعيّة
للمحتويات تُختار
المحتويات على أساسها،
وهكذا دواليك في حركة
حلقيّة تبادليّة لا نهاية
لها: محتويات أهداف
محتويات...
بعد تحديد الأهداف
التعلّميّة من قبل
المعلّم بالرجوع إلى
المادّة المعرفيّة تُعرض
هذه الأهداف على شكل
نشاطات تعليمية وتعلّميّة
حتّى يكتسبها المتعلّمون.
وتكون هذه الأهداف عقليّة
أو مهاراتيّة أو عاطفيّة
اجتماعيّة حسب طبيعة
المحتوى المعالج. يرجع
المعلّم إلى جداول
التصنيفات من أجل كتابة
الأهداف دائمًا باتباع
قاعدة:
فعل أو مصدر فاعله
المتعلم x محتوى معرفيّ
أو موضوع محدّد. يكتب
أهدافًا تعلّميّة مناسبة
ودقيقة ومتنوّعة.