إدارة عمليّة التّعليم والتعلّم

يؤثّر في الإدارة الصفّيّة، التّخطيط لعمليّة التّعليم والتعلّم والطّرائق المعتمدة فيها ووضعيّات العمل المطلوبة من المتعلّمين، ومستوى المحافظة على استمرار التّواصل مع المتعلّمين والحرص على عدم حصول قطيعة في التّواصل معهم.

1- التّخطيط لعمليّة التّعليم والتعلّم

من شروط نجاح أيّ عمل، التّخطيط والتّحضير الجيّد له قبل البدء فيه، والاستفادة من التّنفيذ في التّطوير. لا تخرج عمليّة التّعليم والتعلّم عن هذه القاعدة، بل تتأكّد أكثر هذه القاعدة في التّعليم والتعلّم، بسبب كثرة متغيّراته, فالمعلّم قد يجري حوالي مئتي تبادل مع متعلّميه خلال حصّة واحدة،وهو يأخذ عددًا كبيرًا من القرارت الصّغيرة كل حصّة: كتابة جملة أو عدم كتابتها، سؤال متعلّم أو عدم سؤاله، تصحيح إجابة أو عدم تصحيحها... بعض هذه القرارات متوقّع ويدخل تحت دائرة التّخطيط والتّحضير، وبعضها الآخر غير متوقّع ويفلت من دائرة التّخطيط المسبَّق. إنّ التّخطيط المسبَّق والتّحضير الجيّد لكلّ خطوات ومستلزمات عمليّة التّعليم والتعلّم يخفّفان من احتمالات الإشكالات في الإدارة الصفّيّة.

يبدأ التخطيط بإعداد التّوزيع السّنويّ للأهداف والكفايات والنّشاطات على السّنة الدراسيّة. وهو يساعد على إنهاء نشاطات تعليم وتعلّم المادّة في الوقت المتاح بدون إبطاء أو تسرّع. وكذلك فإنّه يسهّل تحديد مواعيد عمليّات التّقويم والنّشاطات اللاّصفّيّة وتنسيقها بين


 27


الموادّ حين الإمكان. يضمن هذا التوزيع الوضوح في الرؤيا الكلّيّة لعمليّة التّعليم والتعلّم.

ويأتي التحضير الذّهنيّ والخطّيّ لمجريات الحصّة أو النّشاط ليضمن حسن سير مجريات خطوات الدّرس أو النّشاط لجهة التّمهيد له، والرّبط بين مراحله ومكوّناته، وإثارة الدّافعيّة لدى المتعلّمين والانتباه إلى حسن توزيع الوقت على الخطوات تجنّبًا للوقوع في حالة الوقت الميت المسبّب لإشكالات في الإدارة الصفّيّة. إنّ تحضير وتوقّع مجريات الحصّة التّعليميّة والتعلّميّة وتحضير مستلزماتها قبل الدخول فيها، يقلّل من فرص الوقوع في الإشكالات، ويساهم من خلال وضوح الرّؤيا الجزئيّة المتوافقة والمتكاملة مع الرؤيا الكلّيّة في الحصول على نسبة عالية من الإدارة الصفّيّة الجيّدة.

2- طرائق التّعليم والتعلّم

تقوم الطرائق بدورٍ مركزيٍّ في إدارة نشاط المتعلّمين. على المعلّم أن يحسن اختيار الطّرائق التّعليميّة والتعلّميّة وتنفيذها، آخذًا بعين الاعتبار خدمتها للأهداف التعلّميّة وملاءمتها لميول المتعلّمين واهتماماتهم. سنكتفي هنا، بالإشارة إلى بعض الأسس والإرشادات المساعدة للمعلّم في مجال إدارة التّعليم والتعلّم الجماعيّ:
- التّخفيف من إلقاء المعلومات وحثّ المتعلّمين على التّعبير والنّقاش، وتشجيع المبادلات فيما بينهم، وعدم التّسرّع في إلقاء المعلومات أو الشّرح، أي تعلّم ضبط النّفس والسّكوت للاستماع إلى المتعلّمين القيام بدور المحرّك لأفكارهم والمنظّم لها. إنّ إدارة الصّف ليست فقط إدارة عمليّات نقل المعارف، وإنّما هي أيضًا إدارة للتّفاعلات اللّفظيّة بين المعلّم والمتعلّمين وبين المتعلّمين أنفسهم.

إنّ التّفاعل اللّفظيّ بين المعلّم والمتعلّمين يؤدّي وظائف عديدة منها:
- التّعرّف إلى أفكار المتعلّمين والمساعدة على تجنّب قطع التّواصل معهم.


 28


- مواكبة التّغيّرات الفكريّة للمتعلّمين والسّعي إلى علاج الاختلالات الملاحَظَة بين أفكار المتعلّمين والمفاهيم العلميّة.
- إعطاء الصّدقيّة للمعارف المكتسبة.
- إدارة العنف وإحلال العلاقات الودّيّة مكانه.
- تعديل لغة المعلّم وتكييفها مع مستوى مدارك المتعلّمين.
- السّعي إلى تنمية التعلّم وخاصّة منه التعلّم الذاتيّ على حساب التّعليم.

على المعلّم، قدر الإمكان، أن:
لا يقول أو يفعل شيئًا بإمكان المتعلّمين قَوله أو فعله بأنفسهم. كأن يرسم دائرة مكان المتعلّم بدل مساعدته على تبيان الخطوات الموصلة إلى التّمكّن من هذه المهارة، وتصحيح الأخطاء بدل الإشارة إليها وتشجيع المتعلّم على تصويبها بنفسه، وإعطاء معنى كلمة بدل مساعدة المتعلّم على التّمكن من استعمال المعجم والتّوصّل إلى المعنى المطلوب, والإعلان عن نتيجة تجربة بدل حثّ المتعلّم على التقصّي والاكتشاف الذّاتي لها إفراديًّا أو ضمن فريق...

- التّجوال في الصّف وملاحظة سير عمل المتعلّمين وسلوكهم.
- تجنّب إدارة الظهر لهم بالانشغال مع أحدهم أو مع مجموعة منهم، أو حتّى بالكتابة على اللوح لفترة طويلة.

- حسن اختيار مكان الوقوف عند الشّرح أو توجيه الملاحظات والتّعليمات بحيث تكون الرؤيا المتبادلة (التّواصل البصريّ) بين المعلّم والمتعلّمين مؤكّدة.
- تخفيف الوقت المستغرق في بعض النّشاطات الرّوتينيّة، مثل التّفقّد وصفّ المتعلّمين عند الدّخول والانصراف، وتجنّب المقاطعات أثناء عرض الدّرس (التّوقيع على أوراق مرسلة من الإدارة، دخول النّاظر إلى الصّف خلال النّشاط من أجل نقل تبليغات معيّنة، معاقبة المتعلّمين المتأخرين...)، وكذلك الأمر، تجنّب الاستطراد والتّشعّبات والمحافظة على سرعة الدّرس.


 29


- حسن استخدام السّلطة وعدم استهلاكها بإعادة الأوامر مرّات عدّة، ولا حتّى في فرض قبول المتعلّمين للمواقف والقيم، تجنّب المجابهة العلنيّة مع متعلّم مشاكس، خلال الحصّة، والعمل على إيجاد حلّ بديل سريع لدى مصادفة عائق ما خلال النّشاط. والقدرة على علاج السّلوك المشكل قبل تفاقمه، والقدرة على تحديد المتعلّم المشاكس. واعتماد السّلطة المبنيّة على الكفاءة وتقاسم المعرفة والوثوق بالمعلّم والاطمئنان إلى معرفته وجهوزيّته الدّائمة للمساعدة. السّعي إلى الحصول على "طاعة" إراديّة للمتعلّمين قائمة على الاحترام والخضوع للقوانين، وليس على صراخ المعلّم وتهديده والعنف الجسدي والّلفظي الّذي قد يلجأ إليه.

3- وضعيّات العمل المطلوب من المتعلّمين (فرديّ، ثنائيّ، فريقيّ، جماعيّ)
يطلب المعلّم، خلال عمليّة التعليم والتعلّم، من المتعلّمين القيام بأعمال ونشاطات معيّنة يأخذ تنفيذها من قبلهم وضعيات عمل متنوّعة: فرديّ، ثنائيّ، فريقيّ، جماعيّ. إنّ اعتماد المعلّم للتنوّع في وضعيّات العمل، يساهم في كسر الرتابة وتلبية تنوّع حاجات المتعلّمين وحسن إدارة النشاطات والتفاعلات، ورفع مستوى إنتاجية التعليم والتعلّم وحسن استثمار الوقت.

أ- العمل الفرديّ:
وضعيّة يكون فيها المعلّم وحيدًا أمام مهمّة أو نشاط تعلّميّ، يقوم بتنفيذه بمفرده معتمدًا على موارده الخاصّة: كتابة نصّ، قراءة نصّ، حلّ مسألة، الإجابة عن سؤال...

ب. العمل الثنائيّ:
وضعيّة يكون فيها المتعلّم مع زميل له أمام مهمّة أو نشاط تعلّميّ، يقومان بتنفيذه بالتعاون فيما بينهما وبالاعتماد على تكامل مواردهما: الإجابة عن سؤال، حلّ


 30


تمرين، جمع معلومات، إنجاز مشروع...

ج. العمل الفريقيّ التعاونيّ:
وضعيّة يكون فيها مجموعة أو فريق صغير من المتعلّمين أمام عمل أو نشاط تعلّميّ مشترك، يؤكّد فيه على التعلّم التعاونيّ وعلى رفع مستوى تعلّم كلّ فرد.

من فوائد العمل الفريقيّ التعاونيّ أنّه:

- ينمّي فرص نجاح المتعلّمين، ويوسّع دائرة إنتاجيّة العمليّة التعليميّة والتعلّميّة لتشمل أكبر عدد من المتعلّمين، ويرفع مستوى أداء كل فرد في الفريق.
- يساهم في أنسنة العلاقات البينشخصيّة ويجدّد معنى الحسّ بالمسؤوليّة لدى كلّ فرد تجاه الفريق والمجتمع بشكل عامّ.

- يلبّي حاجة الانتماء إلى جماعة، الحاجة التي تأتي في المستوى الثالث في سلّم ماسلو، وبالخصوص لدى المتعلّمين الخجولين المتردّدين.
- يلطّف أجواء التنافس السلبيّ في الصّف ويوجّه نظر المتعلّم إلى التنافس مع الذات والنجاح الشخصي في تطوير الأداء من خلال مقابلته مع ما يجب أن يكون، بدل التصويب على أداء الآخرين.

- يساعد المتعلّمين على معالجة المعلومات وهيكلتها من خلال التفاعلات والتبادل والمقابلة.

توجيهات تساعد على إنجاح العمل الفريقيّ التعاونيّ

- على المعلّم أن يختار مهمّة أو نشاطاً يُلائم العمل الفريقيّ التعاونيّ: فإذا كانت المهمة تقتصر على إيجاد كلمة أو الإجابة الصحيحة عن مسألة ما، فالعمل الفريقيّ التعاونيّ لا يناسب إطلاقًا وإنّما العمل الفرديّ، لأنّ مجال التعاون والتبادل يكون محدودًا جدًّا. كذلك الأمر في مثال تحرير نصّ، فالمهمّة تناسب أكثر العمل الفردي.

- تجنّب تقاسم المهامّ في أداء نفس العمل أو النشاط لأنّ العمل يصبح في مثل هكذا حالة، تجميعيًّا لأعمال فرديّة وليس عملاً فريقيًّا تعاونيًّا.


 31


- استبعاد التمايز الكبير في المعلومات، بين أعضاء الفريق الواحد, لأنّ الأقوياء يميلون إلى التصرّف كخبراء وليس كشركاء ممّا يولّد تبعيّة وسيطرة، وبالتالي تتولّد بنية تعلّم غير إيجابيّة.

- عدم اعتماد الصداقة الحميمة كمعيار في تشكيل الفريق, لأنّ هكذا أعضاء قد يميلون نحو نقاشات بعيدة عن المهمّة.
- استبعاد التنافس بين الفرق واستبداله بمكافأة الفريق عند النجاح في المهمّة, لأنّ التنافس يشجّع إعطاء دور أكبر للقويّ في الفريق، وبالتالي الاتكاليّة لدى الآخرين. بينما المطلوب السّعي لتنمية التوازي في المشاركة وإشراك الجميع في الاكتشاف الجماعيّ, ولأنّ التنافس ينمّي أيضاً التركيز، في العمل الفريقيّ التعاونيّ، على النتيجة على حساب عملية الوصول إليها.

- تخصيص وقت لمعالجة بعض الانحرافات والصراعات داخل الفريق.
- توزيع الأدوار، حسب طبيعة النشاط، مداورة على المتعلّمين، لتدريبهم على القيام بها جميعها (منظّم، كاتب، ناطق، مجهّز...)

د. وضعيّة العمل الجماعيّ:
وضعيّــة بكون فيها جميع المتعلّميــن أمام مهمّة أو نشاط مطلوب تنفيذه من كل منهم بمفرده: قراءة نصّ، حلّ تمرين، الإجابة عن سؤال، حلّ مسألة...

توجيهات خاصّة بجميع وضعيّات العمل
لكلّ وضعيّة عمل يطلبه المعلّم من المتعلّمين (فرديّ، ثنائيّ، فريقيّ، جماعيّ) ظروف ترجّح اللجوء إليها بدون غيرها، ولكلّ وضعيّة قواعد وضوابط تساعد على النجاح فيها. يهمّنا أن نلفت النظر إلى الأمور التالية الخاصّة بها منفردة أو مجتمعة:
- توضيح تعليمات والتأكّد من فهمها من قبل المتعلّمين في جميع الوضعيّات.


 32


- لفت نظر جميع المتعلّمين، عندما يضطر المعلّم إلى توضيح شيء ما لهم في العمل الجماعيّ أو الفريقيّ.

- الابتعاد عن المتعلّمين في العمل الفرديّ والفريقيّ حين الإجابة أو القيام بمهمّة.
- الحرص على إبقاء جميع المتعلّمين تحت النظر في كل وضعيات العمل.

- إشغال المتعلّم السريع الإنجاز بعمل آخر، حال إنهائه النشاط: قراءة كتاب، كتابة فرض...
- استحسان إدراج عمل فرديّ يسبق العمل الفريقيّ في بعض النشاطات (نقاش فكرة، اقتراح حلول...).

- الانتقال بسهولة وسرعة، حين تدعو الحاجة، من وضعيّة إلى أخرى:
- توجيه سؤال للجميع (تحضير الإجابة عمل جماعيّ)، ثمّ تعيين المتعلّم الراغب بالإجابة (عمل فردّي).
- الطلب من جميع المتعلّمين حلّ تمرين (عمل جماعيّ)، بينما يحلّ زميل نفس التمرين على اللوح (عمل فرديّ).
- عند تعيين متعلّم لقراءة النصّ (عمل فرديّ)، الطلب من الآخرين المتابعة في الكتب استعداداً لتصحيح أيّ خطأ محتمل (عمل جماعيّ).
- عندما يقدّم متعلّم إجابة عن سؤال (عمل فرديّ)، تحويل الإجابة أو التعليق عليها إلى الزملاء (عمل جماعيّ).
- وعندما يعرض متعلّم نتائج عمل ثنائيّ أو فريقيّ (عمل فرديّ)، الطلب من الآخرين الاستعداد للتعليق وإبداء الرأي (عمل جماعيّ).


 33


4- العقد التعليميّ
ظهر هذا المفهوم أوّلاً في أعمال تعليمييّ الرياضيّات الذين قالوا بعدم وجود تعليم من دون بناء مساحة مشتركة من المعاني بين المعلّم والمتعلّمين، تساعد على حسن إدارة التفاعلات بين المعلّم والمتعلّمين والمعرفة.

يشكّل الصّفّ مجتمعًا صغيرًا يُدار بوساطة قواعد اجتماعيّة وتواصليّة تنظّم العلاقات بين أفراده، وتوضح الأدوار المتبادلة والتّوقّعات والتصوّرات العائدة لها، وتضع التطبيقات المعتمدة في الصّف في سياق معيّن. لقد عُرّفت هذه القواعد المسمّاة بالعقد التّعليمي على أنّها مجموع سلوك المتعلّم المتوقّع من قبل المعلّم، وسلوك المعلّم المتوقّع من قبل المتعلّم خلال وضعيّة تعليم وتعلّم اعتياديّة.

بيّن أحد التربويّين دور العقد التّعليميّ في التعلّم، في مسألة عرضها على متعلّمي الصّفّ الرّابع الأساسي (9-10 سنوات) عن عمر القبطان، حيث سأل المتعلّمين عن عمر قبطان سفينة عليها ثمانيةٌ وعشرون خروفًا وعشر عنزات. قدّم ثمانيةٌ وسبعون بالمئة من المتعلّمين إجابة خاطئة بجمعهم الخراف والعنزات!

أعاد تربويّ آخر تجريب مسألة مشابهة، في دراسة أجراها حول استراتيجيّة المتعلّم في إيجاد حلول للمسائل. لقد سأل متعلّمي الرّابع الأساسي، عن عمر المعلّمة إذا كان يوجد في الصّف ثمانية صفوف طاولات وفي كلّ صفّ أربعة مقاعد، فكانت إجابة غالبيّة المتعلّمين اثنتين وثلاثين سنة. استخلص هذا التربوي بعد مقابلة المتعلّمين الأمور الآتية:
- إنّ الهدف الأوّل عند المتعلّمين في حلّ المسائل، في مثل هذا العمر، هو الإجابة عن سؤال المعلّم.
- يقدّم المتعلّمون، كحلّ لمسألة معروضة عليهم، الإجابة الّتي تبدو لهم مقبولة مستعملين الطّريقة الحسابيّة الأكثر ملاءمة بنظرهم (لا يكون عمر المعلّمة اثنتي عشرة سنة: نتيجة جمع الأرقام، ولهذا لجأوا إلى ضربها ببعضها).


 34


- الأهمّ بالنّسبة إليهم هو القيام بمتطلّبات "مهنة المتعلّم".
- يُحصّل المتعلّم المعرفة من المعلّم الخبير الذّي لا يطرح مسألة لا حلّ لها.
- الإجابة عن السّؤال أهمّ من الفهم.

من أمثلة العقد التّعليمي فهم المتعلّم لتوقّعات الباحث في تجارب بياجيه، إذ إنّ مجرّد إعادة طرح السؤال يُوجّه المتعلّم بإتّجاه تقديم إجابة مغايرة للإجابة الأولى لافتراض المتعلّم أنّه أخطأ في الإجابة الأولى. وكذلك الأمر في مثال اعتماد عنوان درس يؤثّر أو يوجّه الإجابة باتّجاه معيّن. فإذا كان عنوان الدّرس حلّ مسائل عن الضّرب وتضمّنت التّمارين مسألة عن القسمة يخطئ المتعلّمون في حلّها. وهكذا أيضًا في تضمين نصّ السّؤال عبارات توحي بإجابات غير تلك المنشودة، كأن نسأل عن فارق الحرارة في عمليّة جمع معطيات.

ومن أمثلة العقد التّعليميّ أيضًا أن لا يجري المعلّم اختبارًا من دون إعلام المتعلّمين به مسبَّقاً. فإذا طلب منهم فجأة ودون سابق إنذار إجراء اختبار توضع عليه علامات تؤخذ بعين الاعتبار، تقوم قيامة المتعلّمين ولا تقعد, لأنّ المعلّم ينقض بذلك العقد التّعليمي غير المعلن ولكن المعتاد.

يساعد العقد التعليميّ المتعلّمَ على سلوك طريق يقوده من التبعيّة للمعلّم إلى الاستقلال تجاهه، وعلى خلق وتوسيع مساحات حوار بين المعلّم والمتعلّمين، وعلى حسن إدارة منظومات قواعد صفّيّة وإقامة علاقات تحترم خصوصيّات الأفراد.

إنّ حسن إدارة الصّف يستلزم استمرار التّواصل بين المعلّم والمتعلّمين، وتجنّب حصول قطيعة في العقد التّعليميّ. ويكون ذلك من خلال نقاش وفهم وتوضيح ما أمكن من عناوين هذا العقد والتّفاوض بشأنها مع المتعلّمين، والالتزام بها من قبل المعلّم والمتعلّمين على السّواء.


 35