1-
تعريف
الاستدلال
التعليميّ هو
عمليّة "حواريّة"
يقود فيها
المعلّم تفكير
المتعلّمين، عبر
أسئلة وأجوبة
موجّهة يستند
فيها إلى ملاحظة
أمثلة أو مستندات
محسوسة. إنّها
ليست طريقة
حواريّة بكلّ ما
للكلمة من معنى،
إذ ليس للمتعلّم
ولا حتّى
للمعلّم، الحرية
في الابتعاد عن
المسار الذي
ترسمه الأسئلة
والإجابات
المحدّدة سلفاً.
أمثلة عناوين
تطبق عليها
الطريقة: قاعدة
كتابة التاء آخر
الفعل، انخفاض
درجة الحرارة مع
الارتفاع، تمدّد
المعادن مع
الحرارة...
2-
أنواعه
إنّ الاستدلال
المقصود هنا
تعليميّ وليس
علميّاً، فهو لا
يفترض استعمال
الحواسّ والتجربة
وإنّما يرجع فقط
إلى المنطق. وهو
أسلوب مستعار من
علم المنطق،
وموظّف في خدمة
عمليّة تعليم
وتعلّم القوانين
والمبادئ.
فالمتعلّم في هذه
الطريقة، يستعيد
اكتشاف قاعدة أو
مبدأ أو قانون،
بالملاحظة
والمقارنة
والاستنتاج،
ويتأكّد، من
ثَمَّ، من صحّته
بالتطبيق على
حالات خاصّة. هذه
العمليّة تساهم
في فهم القانون
أو المبدأ؛ لأنّ
المتعلّم استعاد
اكتشافه بنفسه
وتثبّت من صحّته
بالتطبيقات
والأمثلة.
هناك نوعان من
الاستدلال
التعليميّ:
أ-
الاستدلال الاستقرائيّ:
ويُطلب فيه من المتعلّم
ملاحظة جزئيّات واستنتاج
العلاقات فيما بينها،
وتحديد مواصفاتها
المشتركة، وصولاً إلى
قاعدة أو حكم عامّ ينطبق
عليها جميعها. ينطلق هذا
الاستدلال الصاعد إذاً،
من مقدّمات توجَد بينها
علاقة منطقيّة، وصولاً
إلى نتيجة لازمة أو حكم
كلّيّ.
إنّه استدلال صاعد من
الخاصّ إلى العامّ، نجد
له مسمّيات أخرى في
الأدبيّات المختصّة
(الاستنباط)، ولكنّنا،
ومن أجل وحدة اللغة
فضّلنا استعمال الاستدلال
للعمليّة بنوعيها،
والاستقراء للاستدلال من
الخاصّ إلى العامّ.
ب- الاستدلال الاستنتاجيّ
ويُطلب فيه الانطلاق من
القاعدة أو المبدأ
كمسلَّمة، ومن ثَمّ يأتي
دور ملاحظة ودراسة
الأمثلة والجزئيّات حتّى
يتأكّد المتعلّم بمساعدة
المعلّم من صحّتها. هذه
العمليّة هي عكس الأولى،
أي أنّها استدلال نازل من
العامّ إلى الخاصّ أو من
الكلّ إلى الأجزاء.
يسمّى هذه الاستدلال
أحياناً بالقياسيّ أو
الاستنباطيّ، ونحن
اعتمدنا له مصطلح
الاستدلال الاستنتاجيّ.
نودّ أن نلفت النظر إلى
شيوع اللجوء، في التعليم
والتعلّم، إلى الاستدلال
الاستقرائيّ وليس إلى
الاستدلال الاستنتاجيّ،
بينما تفترض المصلحة
استعمال النوعين في الوقت
نفسه، كأن نستنتج قاعدة
عن طريق الملاحظة وموازنة
الأجزاء، ومن ثَمَّ نقوم
بتوضيحها والبرهنة على
صحّتها والعمل على
ترسيخها في أذهان
المتعلّمين، عبر
الاستخدام العمليّ (أمثلة
وتمارين وتطبيقات...).
3- فوائد هذه
الطريقة
تساهم هذه الطريقة في:
إشعار المتعلّمين بأنّهم
مشاركون في اكتشاف قاعدة
أو مبدأ أو قانون، وإن
كان ذلك، كما تقدّم، هو
من نوع إعادة الاكتشاف.
تثبيت فهم المبدأ أو
القانون أو القاعدة من
خلال الاستدلال الصاعد،
والتثبّت من هذا الفهم من
خلال الاستدلال النازل.
4- دور
المعلّم
يقوم المعلّم باختيار
الموضوع (القاعدة أو
المبدأ...)، ومن ثَمَّ
تحضير أسئلة مترابطة
ومتسلسلة وسهلة، حتّى
تسمح للمتعلّمين بالإجابة
عنها بعد ملاحظة الأمثلة
أو الأشياء أو المعطيات،
وصولاً إلى القاعدة أو
المبدأ.
يجب أن يتكرّر الاستدلال
الاستقرائيّ (من الخاصّ
إلى العامّ) في أقلّ
تقدير ثلاث مرّات حتّى
تُستنتَج على أساسه قاعدة
أو حكمٌ عامٌّ. أمّا في
حالة الاستدلال
الاستنتاجيّ (من العامّ
إلى الخاصّ) فيقوم
المعلّم بشرح القاعدة أو
عرضها وتوضيح تطبيقاتها،
على الأقلّ ثلاث حالات،
وطرح أسئلة على
المتعلّمين، يمكنهم
الإجابة عنها بسهولة
لبرهنة القاعدة والتأكد
من صحّتها.
وفي كلتا العملّيتين
تتطلّب الطريقة حسن إدارة
الصفّ وتحضيراً ذهنيّاً
وخطيّاً وعملياً جيّداً
من قبل المعلم، فأيّ خلل
في طرح السؤال الذي لا
يعطي الإجابة المنشودة
يعطّل عمليّة التسلسل
المطلوب من القاعدة
وإليها.
5- دور
المتعلّم
يُطلب من المتعلم
الانتباه الإراديّ
والإجابة عن الأسئلة
المطروحة بالاعتماد على
الملاحظة، والاطلاع
المباشر على مصادر أو
وسائل إيضاح جليّة تساعده
على إعادة اكتشاف
المعارف.
6- ما تنمّيه
الطريقة لدى المتعلّمين
تنمّي هذه الطريقة لدى
المتعلمين خلال التنفيذ:
دقّة الملاحظة والتفكير
المنطقيّ والاستنتاج
والربط والقياس واستنباط
القواعد والأحكام.
7- متى تطبّق
الطريقة؟
تطبّق هذه الطريقة في
الموادّ المتضمّنة لأنظمة
وقواعد وعلاقات: قواعد
اللغة والإملاء، قواعد
التجويد، الجغرافيا،
العلوم...
8- جوانب أخرى
- وضعيّات العمل: يُطلب
من المتعلّم، في هذه
الطريقة، الملاحظة
والإجابة عن الأسئلة: عمل
فرديّ.
- مراتب الأهداف: تتعامل
هذه الطريقة مع الأهداف
التعلّميّة من فئة
التحليل والتركيب.
- أنماط التعلّم: تعالج
هذه الطريقة الأنظمة أو
القوانين أو المبادئ.
- طبيعة التعلّم: يتعلّم
المتعلّم، في هذه
الطريقة، مع المعلّم.