1-
تعريف
تتضمّن ورشة العمل،
كطريقة تعليم وتعلّم،
أشكالاً متنوّعة ومتسلسلة
من وضعيّات العمل
المطلوبة من المتعلّمين:
فردياً، فريقياً،
جماعياً. وهي تتطلّب
مستوى عالياً من التنظيم،
ولهذا صنّفها بعض
التربويّين تحت عنوان
التقنيّات.
2-
أصل الطريقة
استُعملت هذه الطريقة في
تأهيل المعلّمين، وأثبتت
فعاليّتها؛ لأنّها تسمح
بمشاركة جميع المعلّمين
المشاركين في الدورة
التأهيليّة، وتستفيد من
مساهماتهم، وتعترف
بخبراتهم، وتسعى للانطلاق
منها والبناء عليها
وتطويرها. إنّنا نتبنّاها
مع الإلتزام بفلسفتها
وتنظيمها الماديّ (وثائق
وتنظيم الوقت والأدوار)
لنستفيد منها كطريقة في
التعليم والتعلّم.
إنّنا حين نقارن بين
ضوابط الطريقة الموضوعة
من قبل مصّممها، وما هو
شائع في الدورات
التأهيليّة المسمّاة
تجاوزاً ورشات عمل، نجد
فوارق كبيرة بين ما هو
شائع والطريقة كما نفهمها
نحن.
3-
فوائد الطريقة
يُستفاد من ورشة العمل
جملة من الأمور نذكر
منها:
-
البناء على معارف
المتعلمين حول موضوع
محدّد والاعتراف بها
وتثمينها، ممّا يولّد
اهتماماً بالنشاط ويحرّك
الدافعية لدى هؤلاء.
- تنمية الإحساس
بالانتماء إلى جماعة
الصفّ كفريق عمل متعاون.
- تطوير معارف المتعلّمين
وبناء تفكيرهم وتعديل
تصوّراتهم بالتفاعل فيما
بينهم (النظريّة
البنائيّة الاجتماعيّة
التفاعليّة).
- تأطير الجهود وتنظيمها
وتوجيهها باتجاه المعرفة
الجديدة التي تُبنى
بالتفكير والنقاش والعمل
التعاونيّ.
- قلب الأدوار بين
المعلّم الذي يلقي
المعلومات، والمتعلم
المتلقّي لها، إلى
المعلّم المنظّم الموجّه
الميسّر، والمتعلّم
المشارك بنشاط وفعاليّة
في بناء معارفه.
- احترام الفروقات
الفرديّة بين المتعلّمين
ومسارات تعلّم كلّ منهم.
4-
دور المعلّم
يقوم المعلّم باختيار
الموضوع الملائم،
والمفترض فيه أن يكون لدى
المتعلّمين ما يقولونه
بشأنه. ومن ثَمَّ يحدّد
الأهداف التعلّميّة
المنشودة، ويحضّر الوسائل
المطلوبة (نصّ خبر،
مقالة، شريط مصوّر،
معلومات حديثة وغير كاملة
عن الموضوع) للتمهيد
للنشاط، وأوراق مصمّمة
لتحتوي على عناوين محدّدة
(إجابة فرديّة، إجابة
معدّلة في العمل
الفريقيّ، ثمّ إجابة
معدّلة في العمل
الجماعيّ) والجدولة
الزمنيّة لكلّ وضعيّة.
يعلن المعلّم عن الهدف
التعلّميّ وضوابط الطريقة
ويوزّع الوثائق ثمّ يُطلق
الورشة. يُمكن المعلّم،
من أجل حسن استثمار
الوقت، طلب تنفيذ المرحلة
الأولى (الإجابة الفرديّة
عن الأسئلة، حول الموضوع
بالرجوع إلى الوثائق أو
بعد عرض المعلومات
التمهيديّة، في البيت)
ومتابعة الخطوات التالية
في الصفّ (نقاش الإجابات
الفرديّة مع الفريق ثمّ
مع كامل أفراد الصفّ،
خلال عرض كلّ فريق خلاصة
إجاباته).
يعيّن
المعلم، في كلّ فرقة،
المنشّط أو المقرّر أو
يترك هذه المهمّة لأعضاء
الفريق. وبعد إنجاز
الإجابات في الفريق، يقوم
كلّ مقرّر مجموعة (أو
المنشّط أو الناطق
باسمها) بعرض النتائج
لنقاشها، بإشراف المعلّم
في الصفّ. بإمكان المعلّم
تدوين الخلاصات على اللوح
مع الالتفات إلى تجنّب
التكرار، كما يمكنه تكليف
أحد المتعلّمين بهذه
المهمّة (المنشّط
العامّ).
يُلخَّص دور المعلّم، في
هذه الطريقة، بالمصمّم
والموجّه والمدير الضامن
لحسن الالتزام بالضوابط
وتحقيق الأهداف.
5-
دور المتعلّم
يشارك المتعلّم بالنشاط
بفعاليّة، ويلتزم
بالضوابط المطلوبة في
جميع وضعيّات العمل
(الفرديّ ثمّ الفريقيّ
ثمّ الجماعيّ). يحتفظ
المتعلّم بالوثائق
الموزّعة المحتوية على
المعلومات عن الموضوع
وتلك التي بناها أو
أنتجها بنفسه.
6-
ما تنمّيه الطريقة لدى
المتعلّمين
تنمّي الطريقة لدى
المتعلّمين، خلال
التنفيذ، ما تنمّيه طرائق
النقاش والعمل التعاونيّ
من معارف وقدرات عقليّة
ومواقف عاطفيّة
واجتماعيّة:
- الثقة بالنفس والجرأة
في التعبير وتحمّل
المسؤوليّة والالتزام
بالتعليمات.
- الاستفادة من الرأي
الآخر وإثراء الرأي
الشخصيّ وتقبّل الآخر.
- القدرة على المحاججة
والإقناع والتعبير الواضح
والسليم والتفكير
المنطقيّ.
- المجاملة في الكلام،
والإصغاء إلى الآخر،
والتزام الدور في
المداخلات.
- التدرّب على الحياة
الاجتماعية، واستبطان قيم
التعاون والتفاهم بدل
التنافس السّلبيّ.
7-
متى تطبّق الطريقة؟
تطبّق هذه الطريقة في
الموادّ المعرفيّة
الإنسانيّة: التربية
الدينيّة والوطنيّة
والمدنيّة والصحيّة
والبيئيّة، والتاريخ
والجغرافيا، واللغات
والاقتصاد والاجتماع؛ وفي
بناء المواقف والقيم عبر
جميع الموادّ التعليميّة.
يمكن استعمال هذه الطريقة
في نشاطات تتجاوز
الموادّ.
8-
جوانب أخرى
- وضعيّات العمل: فرديّ،
فريقيّ، جماعيّ.
- مراتب الأهداف: الأهداف
التعلّميّة من فئة الفهم
والتركيب والتقويم.
- أنماط التعلّم: فهم
الوقائع والمفاهيم وبناء
المواقف.
- طبيعة التعلّم: التعلم
مع الزملاء والمعلّم
ومنهم.