1-
تعريف
يمكن تعريف المشروع بأنّه
نشاط تعلّميّ مطلوب من
المتعلّم أو المتعلّمين،
ويتطلّب إنجازه استثمار
موارد مستفادة من مادّة
معرفيّة واحدة أو أكثر،
وإدماجها في مشروع حقيقيّ
ذي معنى بالنسبة إلى
المتعلم.
2-
أشكال المشروع
يمكن أن يُنفّذ المشروع
بشكل:
- فرديّ: عندما يُنفّذ
متعلّم واحد المشروع،
ويكون لكلّ متعلّم في
الصفّ مشروعه، أو أيضا،
عندما ينفّذ جميع متعلّمي
الصفّ، كلٌّ على حدة، نفس
المشروع.
- فريقيّ: عندما ينفّذ
المشروع بالتعاون فيما
بين أكثر من متعلم. يمكن
المرور هنا بالعمل
الفرديّ، ثمّ يتمّ
الانتقال إلى العمل
الفريقيّ أو العكس، في
بعض مراحل المشروع. كما
يمكن الفريق أن يتألّف من
متعلميّ صفّ واحد أو
أكثر.
تتنوّع المشاريع بشكل
كبير، نذكر منها على سبيل
المثال:
- إعداد ملفّ عن موضوع
محدّد: مضارّ المخدّرات،
التصحّر، تلوّث المياه،
جمع معلومات
عن
شخصيّة معيّنة، عادات
وتقاليد، ظاهرة محدّدة...
- تنفيذ مجسّمات: أشكال
هندسيّة، معالم أثريّة أو
دينيّة...
- تنظيم وتنفيذ: رحلة ،
حملة نظافة، احتفال، جمع
تبرّعات، تمثيليّة، معرض،
حملة تشجير، حملة
دعائيّة، ملصق إعلانيّ...
إنتاج: مجلّة، فيلم
مصوّر، بحث علميّ،
مقالة...
إجراء: مقابلات، تجربة
وكتابة تقرير عنها، دراسة
ميدانية....
3-
فوائده
للتعلّم بالمشروع فوائد
عديدة نذكر منها:
- ربط التعليم والتعلّم
بالواقع والحياة.
- إعطاء التعليم والتعلّم
معنى وبالتالي تنمية
الدافعيّة الداخليّة لدى
المتعلّمين.
- استحضار علاقة أخرى
بالمعرفة والمعلّم من
خلال بناء المتعلّمين
لمعارفهم بأنفسهم.
- تنمية حسّ المتعلّمين
بالبعد الاجتماعيّ
لعمليّة التعليم
والتعلّم.
- تنمية عمليّة دمج
المكتسبات التعلّميّة في
كفايات ملموسة.
- مراعاة الفروق الفرديّة
بين المتعلّمين: تنوّع في
المهامّ وتكامل في
الأدوار، اختيار المشروع
وسرعة التنفيذ.
- تنمية معارف المعلّم عن
المتعلّمين وعن ميولهم
وقدراتهم، ووعي
المتعلّمين لإمكاناتهم
وطرائق عملهم وحدودها.
- المساهمة في تمكّن
المتعلّم من البيئة
والتهيئة للحياة.
4-
مراحل إنجاز المشروع
يمرّ إنجاز المشروع
بالخطوات الآتية:
تحديد موضوع المشروع
ومواصفاته وضوابطه
تعتبر هذه المرحلة أهمّ
خطوة في المشروع؛ لأنّها
تحكم لاحقاتها. يجب على
المعلّم أن يختار موضوعاً
يتحمّس له المتعلّمون،
ويراعي الظروف
والإمكانات، وينطلق إذا
أمكن من عنوان حياتيّ
ملموس يلبي حاجة ويجيب عن
سؤال. يُفترض بهذا الشرط
توليد دافعيّة داخليّة
لدى المتعلّم وشعورٍ
بفائدة المشروع ومعناه.
كما أنه من المستحسن
للمعلّم أن يتوافق مع
المتعلّم على المشروع
وأهدافه، ومواصفات إنجازه
وضوابطه، ومعايير تقويمه،
والمهل الزمنيّة المعطاة
لتنفيذه، مع توضيح حقوق
وواجبات كلّ فريق
(المعلّم والمتعلّم)،
وتدوين الهدف من المشروع
والمعايير والمهل، بشكل
خاصّ، حتّى تشكّل ما يشبه
العقد بين الطرفين، وحتّى
يُستفاد منه كلائحة
تَحَقُّقٍ من حسن التنفيذ
عند التقويم.
التخطيط
يقوم المتعلّم أو
المتعلّمون هنا بالتفكير
بالإجراءات المطلوبة
للتنفيذ، وبالمستلزمات
والوسائل المناسبة لها.
وكذلك الأمر يحدّد المهل
الزمنيّة لكلّ إجراء.
وباختصار يضع الخطة بكامل
عناصرها. يمكنه التشاور
مع المعلّم عند الحاجة،
وفي حال كون المشروع
تعاونيّاً عليه الاتفاق
على توزيع الأدوار
والمهامّ مع أعضاء
الفريق.
يُستحسن، هنا أيضا، تدوين
رؤوس أقلام إجراءات
الخطّة من أجل نقاشها
وقولها عند السؤال عنها،
والتفكير المعرفيّ عليها،
وتصوّر إجراءات بديلة
منها، في حال مصادفة
عقبات أمام تنفيذها.
التنفيذ
يقوم المتعلّم أو
المتعلّمون هنا بتحويل
النظريّ إلى واقع ملموس.
وحسب المشروع يجمع
المتعلّم المعلومات
ويحلّلها وينظّمها
ويعالجها حتّى يصوغها
بشكل نهائيّ.
يقوّم المتعلّم ذاتيّاً
كلّ خطوة بالرجوع إلى
هدفها ومدى مساهمتها في
المشروع، وعند
الانتهاء، يقوّم كامل
المشروع ،بالرجوع إلى
لائحة التحقّق، قبل
تقديمه للمعلّم، وعرضه
أحياناً أمام الزملاء.
إنّ المشروع مغامرة تسجّل
في الزمن وتغتني
بالمحاولات والتعديلات
المتلاحقة.
التقويم
يقدّم المتعلّم أو
المتعلّمون المشروع
المنجز إلى المعلّم
فيناقش معه أو معهم،
بالرجوع إلى المعايير،
نقاط القوّة ونقاط الضعف
في الأداء.
كما يستمع إلى تقرير موجز
من المتعلّم أو
المتعلّمين عن العقبات
التي اعترضت العمل وعن
آليّة العمل المعتمدة في
حال طلب إنجاز مشروع آخر
من أجل تنمية التفكير
المعرفيّ لديه أو لديهم.
5-
دور المعلّم
- يُطلب من المعلّم
القيام بأدوار مختلفة،
وذلك حسب المرحلة (خطوات
تنفيذ المشروع). وهذا لا
يستبعد إمكانيّة تكرار
بعض الأدوار في عدّة
مراحل:
- ففي مرحلة تحديد
الموضوع والأهداف
والمعايير يقوم بدور
المرشد والموجّه
والمفاوض.
- وفي مرحلة التخطيط
يمكنه أداء دور المستشار
الخبير الناصح.
- وفي مرحلة التنفيذ
يمكنه المساعدة في تأمين
الموارد المطلوبة (مصادر،
كتب، وسائل...).
- أما في مرحلة التقويم
فيقوم بدور المشجّع على
التقويم الذاتيّ والتفكير
المعرفيّ.
6-
دور المتعلّم
للمتعلّم دور أساسيّ في
اختيار المشروع وتحديد
مواصفاته ومعايير تقويمه،
وفي وضع الخطّة
التنفيذيّة له ونقاشها مع
الزملاء والمعلّم حسب
المشروع.
وأخيراً يتحمّل المتعلّم
مسؤوليّة في التقويم
الذاتّي للأداء ونقاش
الإجراءات وملاءمتها
للأهداف.
أمّا في مرحلة التقويم
فيقوم بدور المشجّع على
التقويم الذاتيّ والتفكير
المعرفيّ.
7-
ما تنمّيه الطريقة لدى
المتعلّمين
ينمّي التعلّم بالمشروع
لدى المتعلمين، بحسب
طبيعة المشروع ووضعيّات
تنفيذه:
- أواصر الصداقة والتعاون
والعلاقات الاجتماعيّة
بين المتعلّمين.
- القدرة على جمع
المعلومات وتحليلها
وتنظيمها وإعادة توليفها.
- التخطيط ومنهجيّة العمل
والتقويم.
- الصبر والمثابرة وإتقان
العمل.
- الثقة بالنفس والشعور
بالإنجاز والكفاءة.
- الاستقلاليّة في العمل
وتحمّل المسؤوليّة.
- التواصل مع الآخرين
والإقناع والمحاججة
وتقبّل الرأي الآخر.
- احترام الضوابط والمهل
الزمنيّة وقواعد العمل.
- الاستفادة من الموارد
المتاحة والانفتاح على
البيئة الاجتماعيّة
والماديّة.
- الحسّ النقديّ
والإبداع.
8-
متى تطبّق الطريقة؟
يمكن اللجوء إلى طريقة
التعلّم بالمشروع في جميع
الموادّ التعليميّة
منفردة أو مجتمعة وفي
جميع مراحل التعليم. كما
يمكن اعتماد هذه الطريقة
في وضعيّات تعليم وتعلّم
تتجاوز الموادّ
التعليميّة (مشروع
المدرسة، النشاطات
اللاصفيّة).
9-
جوانب أخرى
- وضعيّات العمل: فرديّ،
ثنائيّ، فريقيّ،
جماعيّ...
- مراتب الأهداف:
الكفايات.
- أنماط التعلّم: جميع
أنماط التعلّم بحسب
المشروع.
- طبيعة التعّلم: تعلّم
ذاتيّ وتعاونيّ.