يعتمد المعلّم في كلّ
نشاط تعليميّ وتعلّمي
خطوات وإجراءات ووسائل
(طرائق) يفترض أنّها
تساعد على تحقيق الأهداف
التعلّميّة. من أين يأتي
المعلّم بها؟
يرجع المعلم في اختيار
الطرائق إلى مصادر
متنوّعة ومتداخلة نذكر
منها: محاكاة معلّميه،
التجربة العمليّة،
توجيهات دليل المعلّم،
إيحاءات المناهج، الإعداد
والتأهيل...
1- محاكاة المعلّمين:
يلجأ المعلّم، في
بحثه عن الطرائق، وفي ظلّ
غياب الإعداد لمهنة
التعليم أو عدم فعاليّته،
إلى ما يُسمّى التشاكل،
أي تقليد طريقة معلّميه
التي أخذها عنهم
بالمحاكاة أو التماهي،
نفس الطريقة التي ورثها
هؤلاء عن معلّميهم! يأخذ
هذا المسار بعيدًا في
تقليد الطرائق التقليديّة
المركّزة على المعلّم
وإلقاء المحتويات
المعرفيّة والطلب من
المتعلّمين استيعابها
واستذكارها. يوجّه هذا
الخيار جهود المعلّم
باتجاه الماضي البعيد،
ويحدّ بالتالي من مواكبة
التطوّر العلميّ والتطلّع
إلى المستقبل.
2- التجربة العلميّة:
يمكن المعلّم الرجوع، في
بحثه عن الطرائق الملائمة
للأهداف، إلى تجربته
العمليّة. إنّه في عمله
اليوميّ يخطئ ويصيب
ويجرّب بشكل دائم،
فيتوصّل إلى طرائق خاصّة
به يرتاح لها. هذا الخيار
مكلف بالنسبة للمتعلّمين
على وجه الخصوص. فحتّى
يصل المعلّم إلى الطريقة
المناسبة - وهذا غير
مضمون - يكون قد أثّر
سلبًا على مكتسبات
المتعلّمين، وأضاع الكثير
من الجهد والوقت الذي لا
يعوّض.
3- توجيهات دليل
المعلّم: كما ويمكن
المعلّم الرجوع إلى
توجيهات دليل المعلّم في
بحثه عن الطرائق
الملائمة. يشترط،
للاستفادة من هذه
التوجيهات، كونها معدّة
من قبل أهل خبرة واختصاص.
وهذا الشرط غير متوفّر في
أغلب الأحيان.
4- إيحاءات المناهج:
إنّ ترتيب وتنظيم النصوص
المعرفيّة والمستندات
المدرجة في الكتب
التعليميّة توحي بطرائق
وإجراءات يتأثّر بها
المعلّم غير المعدّ
فنّيًّا، وقد لا تكون هي
المطلوبة بالضرورة لتحقيق
الهدف التعلّميّ المنشود.
5- الإعداد والتأهيل:
يمكن المعلّم أخيرًا
الاستفادة من
"الطرائق" المستفادة
من مساهمات البيداغوجيا
وتعليميات الموادّ وغيرها
من العلوم التربويّة.
يفترض هذا الخيار إعداد
المعلّمين وتأهيلهم في
معاهد إعداد المعلّمين
وكليّات التربية.
|