فَوَاحَرَّ قَلْبَ
الدِّيْنِ بِابْنِ
مُقِيْمِهِ
تَجُولُ عَلَيْهِ
الصَّافِنَاتُ ضَوَابِحاً
فَلَهْفِيْ لَهُ
وَالرَّأسُ يُرْفَعُ
مُزْهِراً
وَلَهْفِيْ لِآلِ اللهِ
أَسْرَى حَوَاسِراً
تُجَاذِبُهَا آلُ
الدَّعِيِّ رِدَاءَهَا
وَلَيْسَ لَهَا مِنْ
كَافِلٍ غَيْرُ مُسْقَمٍ
يَرَى فَوْقَ أَقْتَابِ
المَطَايَا حَرَائِراً
تُنَادِيْ وَلَا غَوْثٌ
يُجِيْبُ نِدَاءَهَا
عَلَيْكَ عَزِيْزٌ أَنْ
تَرَانَا حَوَاسِراً
فَيَا وَقْعَةً قَدْ
زَعْزَعَ الكَوْنَ
وَقْعُهَا
مَتَى يَظْهَرُ المَهْدِيُّ
مِنْ آلِ أَحمَدٍ
|
غَدَاةَ غَدَا
فِيْ الأَرْضِ شِلْواً
مُبَضَّعاَ
تَرُضُّ لَهُ صَدْراً
وَتَهْشِمُ أَضْلُعَا
بِرَأسِ سِنَانٍ
صَارَ لِلبَدْرِ
مَطْلَعَا
عَلَيْهَا الحَيَا قَدْ
لَاثَ بُرْداً
وَبُرْقُعَا
وَتُرْكِبُها النِّيْبَ
الهَوَازِلَ ضُلَّعَا
تَجَرَّعَ مِنْ
أَغْلَالِهِ مَا
تَجَرَّعَا
تَصُوْبُ دُمُوعاً
كَالغَمَائِمِ هُمَّعَا
حَمِيّاً لَهَا فَوْقَ
الصَّعِيْدِ مُوَزَّعَا
وَلَا سَاتِراً إلَّا
أَكُفًّا وَأَذْرُعَا
وَلَمْ تُبقِ
فِي قَوْسِ التَّصَبُّرِ
مَنْزَعَا
فَقَدْ
أَوْشَكَتْ أَكْبَادُنَا
أنْ تَقَطَّعَا |
شعبي:
زينب نادت الجمال
بينه من تطب الشام
يحادي ارفق بهالعيلة
لا تدنه امن اهاليها
تراهي اخدور ما عدها
وأخاف النّاس تلفيها
يحادي أزرى الدهر بيها |
والعبرات تجريها
لا تگرّب لهاليها
بيهن من تطب الشام
ولا تمشي بطريق العام
اوگدام الحريم ايتام
وتگوم اتعاين اعليها |
أبوذيّة:
راعي الثار ما يظهر علامه
نسه بمتون عماته علامه |
ينشر لليتانونه علامه
بضرب اسياط زجر وجور
اميّه |
وعن سهل بن سعد الشهرزوريّ
قال: خرجت من شهرزور،
أريد بيت المقدس، فصادف
خروجي أيّام قتل الحسين
عليه السلام، فدخلت الشام،
فرأيت الأبواب مفتّحة
والدكاكين مغلّقة، والخيل
مسرّجة،
والأعلام منشورة،
والرايات مشهورة، والنّاس
أفواجاً قد امتلأت منهم
السكك والأسواق، وهم في
أحسن زينة يفرحون ويضحكون.
فقلت لبعضهم: أظنّ حدث
لكم عيد لا نعرفه؟ قالوا:
لا. قلت: فما بال النّاس
كافّة فرحين مسرورين؟
فقالوا: أغريب أنت أم لا
عهد لك بالبلد؟.. خرج
عليه في أرض العراق خارجيّ،
فقتله، والمنّة لله تعالى،
وله الحمد. قلت: ومن هذا
الخارجيّ؟ قالوا: الحسين
بن عليّ بن أبي طالب.
قلت: الحسين بن فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم؟ قالوا: نعم.
قلت: إنّا لله وإنّا إليه
راجعون، وإنّ هذا الفرح
والزينة لقتل ابن بنت
نبيّكم، أو ما كفاكم قتله
حتّى سمّيتموه خارجيّاً؟!
فقالوا:
يا هذا أمسك عن هذا
الكلام، واحفظ نفسك،
فإنّه ما من أحد يذكر
الحسين بخير، إلّا ضربت
عنقه. فسكتُّ عنهم باكياً
حزيناً، فرأيت باباً
عظيماً، قد دخلت فيه
الأعلام والطبول، فقالوا:
الرأس يدخل من هذا
الباب، فوقفت هناك وكلّما
تقدّموا بالرأس كان أشدّ
لفرحهم، وارتفعت أصواتهم،
وإذا برأس الحسين عليه
السلام، والنور
يسطع من
فيه، كنور رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم،
فلطمت وجهي،
وقطعت أطماري، وعلا بكائي
ونحيبي، وقلت: وا حزناه
للأبدان البالية النازحة
عن الأوطان، المدفونة بلا
أكفان، وا حزناه على الخدّ
التريب، والشيب الخضيب,
يا رسول الله, ليت عينيك
تَرَيَانِ رأس
الحسين في دمشق، يطاف به
في الأسواق، وبناتك
مشهورات على النياق،
مشقّقات الذيول والأزياق،
ينظر إليهنّ شرار الفسّاق،
أين عليّ ابن أبي طالب
عليه السلام يراكم على
هذا الحال؟
دنهض يكشاف الكروب
ترى ابنك بحدّ السيف
مضروب
وراسه براس الرمح منصوب
ونسوانكم بين الشعوب |
يا بو الحسن يا داحي
البوب
وشيبه ابدم النحر مخضوب
وسجّادكم بالقيد مسحوب
سبايا ومنها القلب مرعوب |
ثمّ بكيت وبكى لبكائي كلّ
من سمع منهم صوتي وأكثرهم
لا يفطنون لكثرة الغلبة
وشدّة فرحهم، واشتغالهم
بسرورهم، وارتفاع أصواتهم،
وإذا بنسوة على أقتاب
الجمال بغير وطاء،
ولا
ستر، وقائلة منهنّ
تقول: وا محمّداه، وا
عليّاه، وا حسناه، وا
حسيناه، لو رأيتم ما حلّ
بنا من الأعداء. يا رسول
الله بناتك أسارى كأنّهنّ
بعض اليهود والنصارى، وهي
تنوح بصوت شجيٍّ يقرع
القلوب على الرضيع الصغير
وعلى الشيخ الكبير، وعلى
المذبوح من القفا، ومهتوك
الخباء العريان بلا رداء،
وا حزناه لما نالنا أهل
البيت، فعند الله نحتسب
مصيبتنا.
حيدر يبويه ما تجينه
سبايا ونتستر بدينه
وزين العباد مگيدينه
ويگول ابويه احسين وينه |
وتشوفنا اشلون انسبينه
والنّاس تتفرج علينه
يبكي ويتلفت ابعينه
انته انصبت واحنا انسبينه |
قال: فتعلّقت بقائمة
المحمل، وناديت بأعلى
الصوت: السلام عليكم يا
آل بيت محمّد ورحمة الله
وبركاته، وقد عرفت أنّها
أمّ كلثوم بنت عليّ،
فقالت: من أنت أيّها
الرجل الذي لم يسلّم
علينا أحد غيرك مثل
سلامك منذ قتل أخي وسيّدي
الحسين عليه السلام؟ فقلت
لها: يا سيّدتي أنا رجل
من شهرزور،
اسمي سهل،
رأيت جدّك محمّد المصطفى
صلى الله عليه وآله وسلم.
قالت: يا سهل ألا ترى ما
صُنع بنا؟ أما
والله لو عشنا في زمان لم
ير محمّداً، ما صنع بنا
أهله بعض هذا، قُتل والله
أخي وسيّدي الحسين
وسُبينا كما تُسبى العبيد
والإماء، وحملنا على
الأقتاب بغير وطاء ولا
ستر كما ترى. فقلت: يا
سيّدتي يعزّ
والله على جدّك وأبيك
وأمّك وأخيك سبط نبيّ
الهدى.
آنه العگب عزّي
ودلالي
ما بين گوم انذال
تالي
|
وجمعة هلي وذيك الليالي
أسيرة وزجر صاير الوالي |
قال سهل: وأقبلت الرايات
يتلو بعضها بعضاً، وإذا
بفارس بيده رمح طويل
وعليه رأس وجهه أشبه بوجه
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وهو يتهلهل
نوراً، كأنّه البدر
الطالع، ومن ورائه النساء
على أقتاب الجمال بلا
وطاء ولا غطاء، على
الأوّل أمّ كلثوم، وهي
تنادي: وا أخاه، وا
سيّداه، وا محمّداه، وا
عليّاه! ورأيت نسوة
مهتّكات، فجعلت أنظر
إليهنّ متأسّفاً، فأقبلت
جارية على بعير، بغير
وطاء
ولا غطاء، وهي تنادي: وا
محمّداه، وا عليّاه، وا
حسيناه، واعبّاساه..
وأقبل عليّ بن الحسين
عليهما السلام، وهو مقيّد
على بعير بغير وطاء ولا
غطاء قد أنهكته العلّة،
فلمّا نظر إلى النّاس
واجتماعهم بكى
بكاءً
شديداً وجعل يقول:
أُقَادُ ذَلِيْلاً فِي
دِمَشْقَ كَأَنَّنِيْ
وَجَدِّيْ رَسُولُ اللهِ
فِيْ كُلِّ مَشْهَدٍ
فَيَا لَيْتَ لَمْ
أَنْظُرْ دِمَشْقاً
وَلَمْ أَكُنْ
|
مِنَ الزِّنْجِ عَبْدٌ
غَابَ عَنهُ نَصِيْرُهُ
وَشَيْخِيْ أَمِيْرُ
المُؤمِنِيْنَ وَزِيرُهُ
يَرَانِيْ
يِزيْدٌ فِي البِلَادِ
أَسِيْرَهُ |
قال سهل: ونظرت إلى روشن1 هناك، عليه خمس
نسوة بينهنّ عجوز محدودبة
لها من العمر ثمانون سنة،
فلمّا صار الرأس بإزاء
الروشن، وثبت العجوز،
وأخذت حجراً فضربت به رأس
الحسين!
راسك يخويه وين ما روح
اشما بيه اصوابات وجروح
لَهْفِي لِرَأسِكَ فَوْقَ
مَسْلُوبِ القَنا
يَتْلُو الكِتابَ عَلى
السِنانِ وإنَّما |
اگبالي براس السمهري
ايلوح
كلهن ابقلبي او دمهن
ايفوح
يَكْسُوهُ مِنْ
أَنْوَارِهِ جِلْبابا
رَفَعُوا بِهِ فَوْقَ
السِنانِ كِتابا |
|