مَوْكِبٌ
لِلشُّجُوْنِ
تَهْفُوْ عَلَيْهِ
طَالَعَتْهُ
الأَحْزَانُ
وَهْيَ عُيُوْنٌ
حِيْنَ وَافَى
بِشْرٌ لَهَا
وَهْوَ يَنْعَى
قَالَ شَجْواً
فَهَزَّ مَسْجِدَ
طَهَ
لَيْسَ فِي
يَثْرِبَ مُقَامٌ
كَرِيْمٌ
فَتَعَالَى
الصُّرَاخُ فِيْ
كُلِّ بَيْتٍ
وَأَتَى النَّاسُ
يُهْرَعُوْنَ
رِجَالاً
لِلإِمَامِ
السَّجَّادِ
وَهْوَ
المُعَزَّى
لِليَتامَى
وَلِلأَرامِلِ
ثُكْلاً
حَيْثَ نَاحَتْ
أُمُّ المَصَائِبِ
ضَجَّةٌ
لِلشُّجُوْنِ
وَالوَجْدِ
مِنْهَا
وَأُقِيمَتْ
مَآتِمٌ فِيْ
بُيُوْتٍ
|
عَذَبَاتٌ مِنْ
رَايَةٍ سَوْدَاءِ
مِنْ ثَنَايَا
المَدِينَةِ
الغَرَّاءِ
بِمَرَاثِيهِ
سَيِّدَ
الشُهَدَاءِ
بِالمَآسِي
وَرِيْعَ كُلُّ
بِنَاءِ
بَعْدَ قَتْلِ
الحُسَيْنِ فِيْ
كَرْبَلَاءِ
بِنَحِيْبٍ يَعُجُّ
بِالأَصْدَاءِ
وَنِسَاءً فِي
نَدْبَةٍ
وَشَقَاءِ
بِأَبِيهِ
الذَّبيحِ مِنْ
غَيْرِ مَاءِ
مِنْ صَبَايَا
وَصِبْيَةٍ
وَنِسَاءِ
نَاحُوْا
لِعَوِيْلِ
العَقِيلَةِ
الحَوْرَاءِ
ضَجَّتِ الأَرْضُ
وَالسَّمَا
بِالبُكَاءِ
هِيَ كَانَتْ
مَآتِمَ
الأَرْزاءِ |
شعبي:
يا تالي هلي
يحسين يا سلوة
هلي يحسين
لا بعدك يجف دمعي
ولا يهده وتنام
العين
يا تالي هلي
يحسين يا صبري
على بلواي
ابنوحك لعمي
اعيوني شِلي او
شلّي ابحياتي هاي |
سهم الصابك
ابقلبك تره صوّب
القلب الدين
ليل انهار آنه
ابهمّك وهمّك لا
بعد ينزاح
يبن امي احترمت
الماي عگبك لا
شربت الماي
انكان إنت رحت
يحسين حزنك
بالقلب ما راح |
أبوذيّة:
مصايب كربلا قلبي
حزنّه
لون يحصل بوادي
الطف حزنه |
ومواضي الدهر
فوگاهن حزنّه
نقيمه اعلى السبط
واهل الحميّه |
لمّا نادى بشير بن حذلم
في المدينة وأخبر النّاس
بقتل الحسين عليه السلام,
لم تبق في المدينة مخدّرة
ولا محجّبة إلّا برزن من
خدورهنّ, ضاربات خدودهنّ,
وضجّت المدينة ضجّة واحدة..
قال الراوي:
ومن جملة من خرج من
المخدّرات أمّ البنين
زوجة أمير المؤمنين عليه
السلام, وعلى كتفها طفل
للعبّاس عليه السلام,
حتّى دنت من بشير تسأله
عن الحسين عليه السلام,
يقول بشير: رأيت امرأة
كبيرة تحمل على عاتقها
طفلاً وهي تشقّ الصفوف
نحوي استقبلتني قائلة: يا
بشير أعندك خبر عن الحسين
عليه السلام؟! قلت: نعم,
ولكن أخبريني أنت أوّلاً
من أنت لكي تسأليني عن
الحسين عليه السلام؟ قالت:
يا بشير أنا أمّ البنين
أنا أمّ أبي الفضل
العبّاس, فعلمت أنّها
ذاهلة, فأشفقت عليها,
وخفت أن أخبرها بأولادها
مرّة واحدة, فقلت: يا أمّ
البنين - على الخبير
سَقَطْتِ - أمة الله عظّم
الله لكِ الأجر بولدك
جعفر, قالت: يا بن حذلم
وهل سمعتني سألتك عن جعفر؟
أخبرني عن الحسين, قلت
لها: يا أمّ البنين عظّم
الله لك الأجر بولدك
عثمان, قالت: يا بن حذلم
أخبرني عن الحسين, قلت:
يا أمّ البنين عظّم الله
لك
الأجر بولدك عبد الله,
قالت: يا بن حذلم قلت لك
أخبرني عن الحسين, فقلت
لها: يا أمّ البنين عظّم
الله لك الأجر بولدك أبي
الفضل العبّاس, لمّا سمعت
بذكر العبّاس وضعت يدها
على قلبها ثمّ قالت: يا
بن حذلم لقد قطّعت نياط
قلبي أخبرتني بقتل أربعة
من أولادي ولكن إعلم أنّ
جميع أولادي ومن تحت
السماء فداء لأبي عبد
الله الحسين, يا بشر
أخبرني عن الحسين, عند
ذلك قال لها: يا أمّ
البنين عظّم الله لكِ
الأجر بالحسين, فلقد
خلّفناه بأرض كربلاء جثّة
بلا رأس, عند ذلك صاحت:
وا ولداه وا حسيناه..
يگلها عظّم الله
أجرك بالحسين
اومشى السجاد
بظعون النساوين
يم البنين
الأربعة الماحّد
دفنهم
ومن الصبح زينب
مشت للشام عنهم
يم البنين
الأربعة انذبحوا
ظمايا |
بقى بوادي الطفوف
من غير تكفين
ونصب بره المدينة
إلهم امخيّم
دمهم غسلهم
والترب صاير
كفنهم
فوق الهزل مرّت
وشافتهم مطاعين
وظلوا ثلاث تيام
عالغبرا عرايا |
لو تشوفين على
النهر صاحب
الراية |
مقطوع راسه
مگطّعه شماله
ويمينه |
قالوا ولمّا دخلت على
زينب عليها السلام صاحت
زينب عليها السلام بوجهها:
وا عبّاساه, وصاحت أمّ
البنين: وا حسيناه..
وكانت بعد ذلك تخرج إلى
البقيع كلّ يوم ترثي
العبّاس وأخوته، تحمل ابن
العبّاس عبيد الله،
فيجتمع لسماع رثائها أهل
المدينة فيبكون لبكائها
وشجيّ ندبتها, ومن قولها
في رثاء ولدها العبّاس
عليه السلام:
يَا مَنْ رَأَى
العَبَّاسَ
وَوَرَاهُ مِنْ
أَبْنَاءِ
حَيْدَرَ
أُنْبِئْتُ أَنَّ
ابْنِيْ أُصِيْبَ
وَيْلِيْ عَلَى
شِبْلِيْ أَمَالَ
لَوْ كَانَ
سَيْفُكَ فِي
يَدَيْكَ
|
كَرَّ عَلَى
جَماهِيْرِ
النَّقَدْ
كُلُّ لَيْثٍ ذِي
لُبَدْ
بِرأْسِهِ
مَقْطُوْعَ يَدْ
بِرَأْسِهِ ضَرْبُ
العَمَدْ
لَمَا دَنَا
مِنْكَ أَحَدْ |
وقولها أيضاً في رثاء
أولادها الأربعة:
لَا تَدْعُوَنِّيْ
وَيْكِ أُمَّ
البَنِيْنِ
كَانَتْ بَنُوْنُ
لِيْ أُدْعَى
بِهِم
أَرْبَعَةٌ مِثْلُ
نُسُوْرِ
الرُّبَى
|
تُذَكِّرِينِيْ
بِلُيُوْثِ
العَرِيْنِ
وَاليَوْمَ
أَصْبَحْتُ وَلَا
مِنْ بَنِيْنِ
قَدْ وَاصَلُوْا
المَوْتَ بِقَطْعِ
الوَتِيْنِ |
تَنازَعَ
الخُرْصَانُ1
أَشْلاءَهُمْ
يا لَيْتَ
شِعْرِي أَكَما
أَخْبَرُوا |
فَكُلُّهُمْ
أَمْسَى صَرِيْعاً
طَعِينِ
بَأَنَّ عَبَّاساً
قَطِيعُ
اليَمِيْنِ |
وقيل: إنّها صنعت قبوراً
رمزيّة لأولادها الأربعة
وقبراً للحسين عليه
السلام وكانت تجلس بينها
وتندبهم..
يا لوالها اعليمن
تنوحين
أنا الفاگدة
اثنين واثنين |
اتگول البكا
والنوح لحسين
عليهن أرش بدمعة
العين |
أَحْبَابَنَا لا
نَسْتَطِيْعُ
فِرَاقَكُمْ
هَلْ مَوْعِدٌ
لِلمُلْتَقَى
فَنُسَرَّ فِيْ
قَدْ
أَفْجَعَتْنا
النَّائِبَاتُ
بِفَقْدِكُمْ
|
إِنَّ الفِرَاقَ
يَفُتُّ فِي
الأَعْضَادِ
رُؤْيَاكُمُ
وَبِكُمْ يُضِيْءُ
النَّادِي؟
وَالدَّهْرُ عَادَ
جَمْعَنَا
بِبَدَادِ |
|