سَلَامٌ عَلَى
الحَوْرَاءِ مَا
بَقِيَ الدَّهْرُ
سَلَامٌ عَلَىْ
القَلْبِ
الكَبِيْرِ
وَصَبْرِهِ
جَرَىْ مَا جَرَىْ
فيْ كَرْبَلَاءَ
وَعَيْنُهَا
لَقَدْ أَبْصَرَتْ
جِسْمَ الحُسَيْنِ
مُوَزَّعاً
رَأَتْهُ
وَنَادَتْ يَا
بْنَ أُمِّيْ
وَوَالِدِيْ
أَخِيْ إِنَّ فِيْ
قَلبِيْ أَسًى لا
أُطِيْقُهُ
عَليَّ عَزِيْزٌ
أنْ أَسِيْرَ مَعَ
العِدَىْ
أَخِيْ إِنْ
سَرَىْ جِسْمِيْ
فَقَلْبِيْ
بِكَرْبَلَا
أَخِيْ كُلُّ
رُزْءٍ غَيرِ
رُزْئِكَ هَيِّنٌ
أَخِيْ أَنْتَ
عَنْ جَدِّيْ
وَأُمِّيْ وَعَنْ
أَبِيْ
وَمُذْ غِبْتَ
عَنِّيْ غَابَ
عنِّيْ
جَمِيعُهُمْ
|
وَمَا أَشْرَقَتْ
شَمْسٌ وَمَا
طَلَعَ البَدْرُ
بِمَا قَدْ جَرَتْ
حُزْناً لَهُ
الأَدْمُعُ
الحُمْرُ
تَرَى مَا جَرَىْ
مِمَّا يَذُوْبُ
لَهُ الصَّخْرُ
فَجَاءَتْ
بِصَبْرٍ دُوْنَ
مَفْهُومِهِ
الصَّبْرُ
لَكَ الْقَتْلُ
مَكْتُوْبٌ وَلِيْ
كُتِبَ الصَّبْرُ
وَقَدْ ضَاقَ
مِنِّيْ فِيْ
تَحُمِّلِهِ
الصَّدْرُ
وَتَبْقَىْ
بِوادِي الطَّفِّ
يِصْهَرُكَ الحَرُّ
مُقِيمٌ إِلَىْ
أَنْ يِنْقَضِيْ
مِنِّيَ العُمْرُ
وَما بِسِوَاهُ
اشْتَدَّ
وَاعْصَوْصَبَ
الأَمْرُ
وَعنْ أَخِيَ
المَسْمُوْمِ
سَلْوَى وَلِيْ
ذُخْرُ
فَفَقْدُكَ كَسْرٌ
لَيْسَ يُرْجَىْ
لَهُ جَبْرُ |
شعبي:
مصيبة كربلا أعظم
مصيبه
واخوها شيبته
بالدم خضيبه
عگب الخدر ذاك
ودلالي
وابقى ابأسر
يحسين تالي |
مصيبه القلب منها
اتفطر وذاب
بيها شاهدت محنه
رهيبه
ظليت حرمه ابغير
والي
وراسك يشيلونه
اگبالي |
أبوذيّة:
الصبر ثوب
وتفصّلّي وحاله
حالي اميسّره
الباري وحاله |
على اللي ابمصرعه
الباري وحاله
ثلث تيام مرمي
اعلى الوطيّه |
قالت زينب عليها السلام:
"..لمّا ضَرَبَ ابنُ
ملجم لعنه الله أبي عليه
السلام ورأيت أثر الموت
منه، قلت له: يا أبه
حدّثتني أم ّأيمن بكذا
وكذا, وقد أحببّت أن
أسمعه منك، فقال: يا
بنيّة, الحديث كما حدّثتك
أمّ أيمن، وكأنّي بك
وببنات أهلك سبايا بهذا
البلد، أذلّاء خاشعين،
تخافون أن يتخطّفكم
النّاس، فصبراً، فوالّذي
فلق الحبّة وبرأ النسمة،
ما لله على الأرض يومئذٍ
ولي غيركم وغير محبّيكم
وشيعتكم..".
وبالفعل جاء اليوم الذي
وجدت زينب عليها السلام
نفسها في الكوفة, ولكن
بأيّ حالة؟!
فَلَا مِثْلَ عِزٍّ
كَانَ بِالأَمْسِ
عِزُّهَا
إِلَىْ أَيْنَ
مَسْرَاهَا
وَأَيْنَ
مَصِيْرُهَا
وَمَنْ ذا ثُمَالُ
الظِّعْنِ إِنْ
هِيَ سُيِّرَتْ
عَلَى أَيِّ
كِتْفٍ تَتَّكِي
حِيْنَ رُكِّبَتْ
مشينه اعلى الهزل
وامكتفينه |
وَلَا مِثْلَ
حَالٍ عَادَ فِيْ
اليَوْمِ
حَالُهَا
وَمَنْ هُوَ
مَأوَاهَا وَمَنْ
ذَا مَآلُهَا
يَضِيقُ فَمِيْ
أَنَّ ابْنَ
سَعْدٍ
ثُمَالُهَا
وَجَمَّالُهَا
زَجْرٌ وَشُمْسٌ
جِمَالُهَا
وخذونه ابهاليسر
غصبن علينه |
وياكم نضل لو
يحصل بدينه
مشت فوق الظعن
والحرم تنحب
حتى الظعن للكوفة
تگرّب |
لمّن يحسين
يلفينه المحتّم
وعليها اسياط شمر
وزجر تلعب
لابن زياد المبشر
تقدّم |
قال الرواة: لمّا أُدخل
الركب الحسينيّ إلى قصر
الإمارة التفت ابن زياد
إلى عليّ بن الحسين فقال:
من هذا؟ فقيل: عليّ بن
الحسين، فقال: أليس قد
قتل الله عليّ بن الحسين؟
فقال عليّ: قد كان لي أخ
يسمّى عليّ بن الحسين
قتله النّاس، فقال: بل
الله قتله، فقال عليّ:
"الله يتوفّى الأنفس حين
موتها والتي لم تمت في
منامها", فقال ابن
زياد: ولك جرأة على جوابي؟
اذهبوا به فاضربوا عنقه،
فسمعت عمّته زينب، فقالت:
يا بن زياد إنّك لم تبق
منّا أحداً فإن عزمت على
قتله فاقتلني معه,
وتعلّقت به، واعتنقته,
فنظر ابن زياد إليها
وإليه ساعة ثمّ قال: عجباً
للرحم, والله إنّي
لأظنّها ودّت أنّي قتلتها
معه, دعوه فإنّي أراه لما
به.
وقال في اللّهوف: فقال
عليّ عليها السلام لعمّته
زينب عليها السلام: اسكتي
يا عمّه حتّى أكلّمه، ثمّ
أقبل عليه السلام فقال:
أبالقتل
تهدّدني يا بن زياد؟ أما
علمت أنّ القتل لنا عادة،
وكرامتنا الشهادة؟!
ويقال إنّ ابن زياد أراد
أن يؤلم الرباب زوجة
الحسين عليه السلام ويحرق
قلبها, فقال لها: رباب,
رأس من هذا؟ فسكتت وأبت
أن تجيبه, فأعاد عليها
السؤال ثانية, فسكتت,
فقال: أقسم عليكِ بحقّه
عليكِ إلّا ما أجبت, فعند
ذلك قالت: هذا رأس المولى
أبي عبد الله, ولا خير في
الحياة بعده..
وأخذت الرباب الرأس
ووضعته في حجرها وقبّلته
وقالت:
وَاحُسَيْناً
فَلا نَسِيْتُ
غَادَرُوْهُ
بِكَرْبَلَاءَ
صَرِيْعاً |
حُسَيْناً
أَقْصَدَتْهُ
أَسِنَّةُ
الأَعْدَاءِ؟!
لَا سَقَى اللهُ
جَانِبَيْ
كَرْبَلَاء |
وفي بعض المقاتل: أنّ
عبيد الله بن زياد أمر
الجلاوزة أن يأخذوا منها
الرأس فامتنعت عن تسليم
الرأس فضربوها بالسياط..,
وأخذوا منها الرأس..
فسألتها زينب بعد ذلك: يا
رباب, ما دعاك إلى هذا
العمل؟ قالت: يا سيّدتي
لمّا ودّع الحسين عائلته
استحييت أن أحضر لتوديعه
وجلست في خيمتي ولم
أودّعه, فلمّا قُتل احترق
قلبي على عدم حضوري في
ساعة الوداع لتوديعه,
فلمّا نظرت إلى رأسه
أخذته وقبّلته بدلاً من
ذلك اليوم..
يا هلا ابراس
الجايبينه
يدري ابغربتنه او
سبينه
لاكن اشبيده
واشبيدينه
گام العدو يحدي
ابسبينه |
عيني تصد له او
تصد عينه
او يسمع نواعينه
او بكينه
بس غمضت عيونه
ولينه
وابذيك السياط
انولينه |
ثمّ أمر ابن زياد الشرطة
بحبس الأسارى في دار إلى
جنب المسجد الأعظم, يقول
الحاجب: كنت معهم حين أمر
بهم إلى السجن, فرأيت
الرجال والنساء مجتمعين
يبكون ويلطمون وجوههم.
وصاحت زينب عليها السلام
بالنّاس: لا يدخلنّ علينا
عربيّة إلّا أمّ ولد أو
مملوكة, فإنّهنّ سُبينَ
كما سُبينا!
ما ريد وحده تطب
علينه
تدري ابلوعتنه
اوبكينه |
بس المثلنه خل
تجينه
واشلون غربتنه
وسبينه |
وبعث اللعين البشائر إلى
النواحي بقتل الحسين عليه
السلام, ثمّ
كتب إلى يزيد يخبره بما
جرى ويستأمره في الأسارى
من أهل البيت والرؤوس,
فكتب إليه يزيد يأمره
بتسريح الرؤوس وأهل البيت
إلى الشام, فدفع ابن زياد
رأس الحسين عليه السلام
إلى زحر ابن قيس, وأمر
بنساء الحسين عليه السلام
وصبيانه فجُهّزوا, وأمر
بعليّ ابن الحسين عليه
السلام فَغُلّ بِغُلٍّ في
عنقه, وحُمل أهل بيت
الرسول على غير وطاء,
يُدار بهم من بلد إلى بلد..
عن جابر الجعفيّ، قال:
لمّا جرّد مولاي محمّد
الباقر، مولاي عليّ بن
الحسين ثيابه, ووضعه على
المغتسل, وكان قد ضرب
دونه حجاباً, سمعته ينشج
ويبكي, حتّى أطال ذلك,
فأمهلته عن السؤال, حتّى
إذا فرغ من غسله ودفنه،
فأتيت إليه, وسلّمت عليه,
وقلت له: جُعلت فداك, ممَّ
كان بكاؤك, وأنت تغسّل
أباك؟ أكان ذلك حزناً
عليه؟ قال: لا يا جابر,
لكن لمّا جرّدت أبي ثيابه,
ووضعته على المغتسل, رأيت
آثار الجامعة في عنقه،
وآثار جرح القيد في ساقيه
وفخذيه, فأخذتني الرقّة
لذلك, وبكيت.
مَالِيْ أَرَاكَ وَدَمْعُ
عَيْنِكَ جَامِدٌ
أَوَ مَا سَمِعْتَ
بِمِحْنَةِ السَّجَّادِ
|