هَيْهاتَ أَنَّ السَّيْفَ
يُدْرِكُ ثَارَها
في كُلِّ جَانِحَةٍ
وَأَوْرَتْ نَارَها
شـَقَّتْ لَهُ شَمْسُ
الهُدَى أَزْرَارَها
هَــدَّتْ صَوَامِعَ
عِزِّها ومَنارَها
كَيْفَ اسْتَلَذَّتْ في
الهَوَانِ قَرارَها
لَيْــلاً وَعـــَفَّى
حَيْدَرٌ آثارَها
كَــانَتْ مَــلاَئِكَةُ
السَّما زُوَّارَها
تَشْحَذْ لِحَرْبِ
عِدَاكُمُ بَتَّارَها؟
فَانْهَضْ فَدَيْتُكَ
مُدْرِكاً أَوْتارَها
جَذَّ العِدَاةُ
يَمِينَها ويَسارَها؟
ظَهَرَ الفَسادُ
مُطَبِّقاً أَمْصارَها
قَدْ ماتَ مَسْمُوماً
فَشُنَّ مَغارَها1 |
دَهْيَاءُ رَجَّتْ في
الدُّنَى أَقْطَارَهَا
وَمُصِيبَةٌ طَرَقَتْ
فَأَضْرَمَتِ الأَسَى
هَذَا عَلِيٌّ غَالَهُ
سُمُّ العِدَى
يَقْضِي بِسَامُرَّا
فَتَبْكِي بَعْدَما
عَجَباً (لُيُوثُ
الحَرْبِ) قَرَّتْ
عَيْنُها
لَمْ نَرْضَ إِذْ
دُفِنَتْ سَلِيلَةُ
أَحْمَد
حَتَّى تَعَفَّتْ
بِالبَقِيعِ مَقَابِرٌ
حَتَّامَ يا بْنَ
مُحَمَّدٍ تُغْضِي وَلَمْ
وَتَرَتْكَ في آباكَ
أَبْناءُ الشَّقا
حَتَّى مَتَى تُغْضِي
وَشِرْعَةُ جَدِّكُمْ
فَانْهَضْ فِداؤُكَ
مُهْجَتِي عَجِلاً،
فَقَدْ
واطْلُبْ بِثارِ
الطُّهْرِ جَدِّكَ
إِنَّهُ |
شعبي:
من يـثـرب الـــســامــرّه
المعـتز
جـاب
أبـو مــحمد
هـذا
الرّجـس
جار اعـليه
أوســمّه
اوجــبــده
اتــمرّد
مات ابـديــرة
الغربة..والسّم
ياكل ابگلبه..
وابنه دمعه ايصبّه
يـنــوح
اعـليـه
ودموعـه
عــالـخـدّيــن
مــنــثـوره
شــلـها
الـوادم اعــلــيكم
يشـــراف العـرب
يــمـجـاد
خــلـوكم
شــتـت
بــالــبــَر
أو
مـنكـم
كـل قــبر
ببلاد
وصّــه
المـصــطفى بــيــكم
واهــم
ســـوَّوا
عــكـس ما راد
يقول المحدّث القمّي عليه
الرّحمة، في منتهى
الآمال: إنّ ما أنزله
المتوكّل العباسيّ، من
عذاب وأذى بالإمام عليّ
النّقيّ عليه السلام،
وبغيره من شيعته ومحبّيه،
وبالعلويّين وبني فاطمة
عليها السلام، إلى ما
أنزله بقبر الإمام الحسين
عليه السلام وبزوّاره،
ممّا انقلب جميعه عليه،
هو أكثرمن أن يُحتمل، فقد
كان المتوكّل رجلاً خبيث
السّريرة، دنيء الفطرة،
وكان لئيماً، شديد العداء
لآل أبي طالب، يأخذهم
بالظّنّ والتّهمة، وكان
يدأب على أذيّتهم
وتعذيبهم، وإنّ إصراره
على محو آثار قبر الحسين
عليه السلام، وما أنزله
من الأذى بزوّاره، أظهر
من الشّمس، وأبين من
الأمس.
حتّى
قال الشّاعر فيه:
تَاللهِ إِنْ كَانَتْ
أُمَيَّةُ قَدْ أَتَتْ
قَـــتــْلَ
ابْــنِ بِنــْتِ
نَبِيِّها مَظْلُوما
َلَقَدْ أَتاهُ بَنُو
أَبِيهِ
بِمِــثـْــلِــها
هَــذَا
لــَعَــمْرُكَ
قَــبْرُهُ مَــهــْدُوما
أَسِفُوا عَلَى أَنْ لَا
يَكُونُوا شَارَكُوا
في قــَتْــلِــهِ
فـَتــَتَــبــَّعُوهُ
رَمــِيمــَا
وروى أبو الفرج
الأصفهانيّ، أنّ المتوكّل
جعل عمر بن فرج الرّخجيّ
والياً على مكّة
والمدينة، فكان عمر يمنع
النّاس من البرّ بآل أبي
طالب، وتشدّد في ذلك،
حتّى خاف النّاس على
أرواحهم، فكفّوا أيديهم
عن رعاية العلويّين، فضاق
الأمر على بني أمير
المؤمنين عليه السلام،
حتّى أنّ ثياب العلويّات
غدت عتيقة ممزّقة، فلم
يُرَ على إحداهنّ ثوبٌ
سليمٌ تصلّي فيه، سوى
قميص عتيق، كنّ يتناوبن
عليه إذا أردن الصّلاة،
فإذا انصرفن من الصّلاة،
نزعنه ولبسن غيره، ولا
زلن يقاسين هذه العسرة
طيلة حياة المتوكّل.
وظلّ الإمام يعاني صروف
الأذى من المتوكّل، وما
بعده من بني العبّاس،
وفيما يروى، أنّ المتوكّل
أرسل جماعة من الأتراك،
وغيرهم من قساة القلب،
فهاجموا دار الإمام عليه
السلام في جوف اللّيل،
فوجدوه في بيته وحده،
مغلق عليه, وعليه مدرعة
من شعر, ولا بساط في
البيت إلّا الرّمل
والحصى, وعلى رأسه ملحفة
من الصّوف, وهو يترنّم
بآيات
القرآن في الوعد والوعيد,
فأخذوه إلى المتوكّل على
الحالة، الّتي وجدوه
عليها, فمثل بين يديه،
والمتوكّل على مائدة
الخمر، وفي يده كأس,
فلمّا رآه أعظمه، وأجلسه
إلى جنبه. وقال الّذي أتى
به: يا أمير المؤمنين، لم
يكن في منزله شيء ممّا
قيل فيه, ولا حالة يتعلّل
عليه بها, فناوله الكأس
الّذي في يده, فقال
الإمام عليه السلام:
والله، ما خامر لحمي
ودمي. ثمّ قال له
المتوكّل: أنشدني شعراً
أستحسنه, فاعتذر الإمام
عليه السلام وقال: (إنّي
لقليل الرّواية للشّعر)،
فألحّ عليه، ولم يقبل له
عذراً، فأنشده:
غُلْبُ الرِّجالِ
فَمَا
أَغْنَتْهُمُ
القُلَلُ
فَأُودِعُوا
حُفَراً، يا
بِئْسَ ما
نَزَلُوا
أَيْنَ
الأَسِرَّةُ
والتِّيجانُ
والحُلَلُ؟
مِنْ
دُونِها تُضْرَبُ
الأَسْتارُ
والكِلَلُ؟
تِلْكَ
الوُجُوهُ
عَلَيْها
الدُّودُ
يَقْتَتِلُ
فَأَصْبَحُوا
بَعْدَ طُول
الأَكْلِ قَدْ
أُكِلُوا
فَفارَقُوا
الدُّورَ
والأَهْلِينَ
وانْتَقَلُوا |
باَتُوا عَلَى
قُلَلِ
الأَجْبالِ
تَحْرُسُهُمْ
واسَتُنْزِلُوا
بَعْدَ عِزٍّ
عَنْ
مَعاقِلِهِمْ
نَاداهُمُ صارِخٌ
مِنْ بَعْدِ ما
قُبِرُوا
أَيْنَ الوُجُوهُ
الَّتِي كَانَتْ
مُنَعَّمَةً
فَأَفْصَحَ
القَبْرُ
عَنْهُمْ حِينَ
سَاءلَهُمْ
قَدْ طَالَما
أَكَلُوا دَهْراً
وَقَدْ شَرِبُوا
وطَالَما
عَمَّرُوا دُوراً
لِتَحْضُنَهُمْ
|
وطَالَما كَنَزُوا
الأَمْوالَ وادَّخَرُو
فَخَلَّفُوها
عَلَى الأَعْداءِ
وارْتَحَلُوا
أَضْحَتْ مَنازِلُهُمْ
قَفْراً مُعَطَّلةً
وسَاكِنُوها إِلَى
الأَجْداثِ قَدْ وَصَلُوا
فأشفق من حضر على أبي
الحسن الهادي عليه
السلام، وبكى المتوكّل
بكاءً شديداً، حتّى بلّت
دموعه لحيته, وبكى من
حضر.
ثمّ أمر برفع الشّراب.
وهكذا كان المتوكّل
يستدعيه بين الحين
والآخر، بقصد الإساءة
إليه، ولكنّ الله سبحانه
يصرفه عنه.
وكان المتوكّل يقول:
والله لأقتلنّ هذا
المرائي.. الّذي يدّعي
الكذب، ويطعن في دولتي..
والله، لأحرِقنّه بعد
قتله، ولكن كان الله
تعالى يصرفه عن قتله عليه
السلام.
روى ابن بابويه وآخرون،
عن الصّقر بن أبي دلف،
أنّه قال:لمّا حمل
المتوكّل سيّدنا أبا
الحسن عليه السلام إلى
سرّ من رأى، جئت أسأل عن
خبره، وكان عليه السلام
محبوساً عند الزّرّاقيّ،
حاجب المتوكّل، فنظر إليّ
الزّرّاقيّ، فقال: يا
صقر، ما شأنك؟ وفيم جئت؟
قلت: لخير، فقال: لعلّك
تسأل عن
خبر مولاك؟ فقلت
له: ومن مولاي؟ مولاي
أمير المؤمنين، فقال:
اسكت، مولاك هو الحقّ،
فلا تحتشمني، فإنّي على
مذهبك، فقلت: الحمد لله.
المصيبة:
قال: أتحبّ أن تراه؟ قلت:
نعم، قال: اجلس حتّى يخرج
صاحب البريد، فجلست،
فلمّا خرج، قال لغلام له:
خذ بيدك الصّقر، وأدخله
إلى الحجرة الّتي فيها
العلويّ المحبوس،
وخلّ بينه وبينه؛ فأدخلني
إلى الحجرة، فإذا هو جالس
على صدر حصير، وبحذاه قبر
محفور، فسلّمت عليه، فردّ
عليّ، ثمّ أمرني بالجلوس،
ثمّ قال لي: يا صقر، ما
أتى
بك؟ قلت: سيّدي، جئت
أتعرّف خبرك، ثمّ نظرت
إلى القبر فبكيت، فنظر
إليّ، فقال: يا صقر، لا
عليك، لن يصلوا إلينا
بسوء الآن، فقلت: الحمد
لله.
ولكن، وبعد وفاة المتوكّل
الّذي جرّع الإمام الغصص
طيلة أربعة عشر عاماً،
عاش الإمام مع حكّام
ظالمين، من حكّام بني
العبّاس، أجبروه على
البقاء في سامرّاء, عاش
سبعة أعوام مع المنتصر،
والمستعين، والمعتزّ في
سامراء.
بقي عليه السلام ملازماً
بيته، كاظماً غيظه،
صابراً على ما مسّه
من
الأذى، من حكّام زمانه،
حتّى قضى نحبه، ولقى
ربّه، مظلوماً، شهيداً،
متأثّراً بسمّ دسّه إليه
المعتزّ
العبّاسيّ.
ثمّ قام الإمام العسكريّ
عليه السلام بتجهيز أبيه
وتغسيله، ومن حوله أهل
بيته؛ صرخة واحدة: أي وا
إماماه، وعليّاه
شبله يغسّله او تتصارخ
اعــياله
اوشـاله اونزّله اوفوگه
التّرب هاله
بس احسين محّد غسّله أو
شاله
ثــلث تــيّــام ظــل
مطروح بالوادي
ما إِنْ بَقِيتَ مِنَ
الهَوانِ عَلَى الثَّرَى
مُــلْقىً ثَــلاثـــاً
في رُبــىً وَوِهــادِ
إِلَّا لِكَيْ تَقْضِي
عَلَيْكَ صَلاَتَها
زُمَــرُ المَــلائــِكِ
فَــوْقَ سَبْعِ شِدادِ
نعم، اجتمع النّاس في دار
الإمام الهادي عليهما
السلام، وبينما هم كذلك،
وإذ قد فتح باب الرّواق،
وقد خرج منه إمامنا
العسكريّ عليه السلام،
لكن بأيّ حال؟ فقد خرج
حاسراً, مكشوف الرّأس,
مشقوق الثّياب, كأن وجهه
وجه أبيه، لا يخطئ منه
شيئاً, كأنّي به ينادي:
وا أبتاه.
أقول: إذاً لا تلام
سيّدتنا زينب عليهما
السلام، لمّا نظرت إلى
رأس أخيها الحسين عليه
السلام في طشت، بين يدي
يزيد بن معاوية، وبيده
السّوط، وهو يضرب به
ثنايا أبي
عبد الله؟ لا تلام حينما
نادت بصوت حزين يقرّح
القلوب: يا حسيناه، يا
حبيب رسول الله، يا ابن
مكّة ومنى, يا ابن فاطمة
الزّهراء، سيّدة النّساء,
يا ابن بنت المصطفى.
يحسين راسك حــين
شفـــتــه
تـلعب عصـه ايزيد اعله
شفته
ذاك الوگـت وجهــي
لطــمته
يا ســـلوة الـــهادي او
مـــهـجته
(أبوذية)
هظمنه ما جره اعله احد
وشافه
اوبـــره بينه العدو
جرحـــه وشـــافه
على رأس السّبــــط
تلعـــب وشـــافه
عصه ايزيد أو يسب راعي
الحميّه
وهذا المشهد ما بارح خيال
زينب عليها السلام, لذا
لمّا رجعت يوم أربعين
الحسين عليها السلام،
وصلّت بحذاء قبره
الشّريف، ألقت إليه
بالشّكوى..
تگله خويه لفينه من اليسر
للغاضريّه
يخويه ضيوف عندك هالمسيّه
يبو الســـّجاد جــيناك
بشـكيّه
لـــبــــونا يـــزيـد
بــالــدّيـــوان شتّم
ما هي شكواكِ يا زينب؟
أخي حسين, قام يزيد على
قدميه، وصار يشتم أبي
عليّ!!
أمّا الشّكوى الأخرى:
خويه بس هاي ما كانت على
البال
أنا أمشي بيسر وبزنودي
الحبال
وراسك بالطّشت وتشوفه
العيـال
بـــيــده الــعــود
ويــوسّم المبسم
والأشدّ على قلب زينب
عليها السلام، أنّها جاءت
إلى أخيها بالرّأس..
تگله خويه:
أنا جيتك وجبت الرّاس
وياي
من السّبي الكانت
بيه بلواي
دنهض يخوي ونشّف
دمع عيناي
عُرْيانَ يَكْسُوهُ
الصَّعِيدُ مَلابِساً
أَفْدِيهِ مَسْلُوبَ
اللِّباسِ مُسَرْبَلاَ
مُتَوَسِّداً حَــرَّ
الصُّخُــورِ
مُـعَفّـَراً
بِدِمَائِهِ تَرِبَ
الجَبِينِ مُرَمَّلا
ولِثَغْرِهِ تَعْلُــو
الســِّياطُ وطَــالَما
شَغَفاً لَهُ كانَ
النَّبِيُّ مُقَبِّلا