وَمُذْ أَيْقَنَ
السِّبْطُ انْمَحَىْ
دِيْنُ جَدِّهِ
وَلَمْ
يَبْقَ بَيْنَ الْقَوْمِ
فِيْ الْأَرْضِ مُسْلِمُ
فَدَىْ نَفْسَهُ فِيْ
نُصْرَةِ الْدِّيْنِ
خَائِضاً
عَنِ
الْمُسْلِمِيْنَ
الْغَامِرَاتِ
لِيَسْلَمُوْا
وَقَالَ: خُذِيْنِيْ يَا
حُتُوْفُ وَهَاكِ يَا
سُيُوْفُ
فَأَوْصَالِيْ لَكِ
الْيَوْمَ مَغْنَمُ
وَكَرَّ وَقَدْ ضَاقَ
الْفَضَا وَجَرَى
الْقَضَا
وَسَالَ بِوَادِي
الْكُفْرِ سَيْلٌ
عَرَمْرَمُ
وَمُذْ خَرَّ
بِالْتَّعْظِيْمِ لِلهِ
سَاجِداً
لَهُ
كَبَّرُوْا بَيْنَ
الْسُّيُوْفِ
وَعَظَّمُوْا
وَجَاءَ إِلَيْهِ
الْشِّمْرُ يَرْفَعُ
رَأْسَهُ
فَقَامَ بِهِ
عَنْهُ الْسِّنَانُ
الْمُقَوَّمُ
تَزَلْزَلَ عَرْشُ الله
وَانْحَطَّ نُوْرُهْ
فَأَشْرَقَ
وَجْهُ الْأَرْضِ
وَالْكَوْنُ مُظْلِمُ
وَلَهْفِيْ لَهُ فَرْدَاً
عَلَيْهِ تَزَاحَمَتْ
جُمُوْعُ
الْعِدَىْ تَزْدَادُ
جَهْلَاً فَيَحْلُمُ
وَلَهْفِيْ لَهُ ظَامٍ
يَجُوْدُ وَحَوْلَهُ
الْفُرَاتُ جَرَىْ
طَامٍ عَلَيْهِ يُحَرَّمُ
وَلَهْفِيْ لَهُ مُلْقىً
وَلِلْخَيْلِ حَافِرٌ
يَجُوْلُ
عَلَىْ تِلْكَ
الضُّلُوْعِ وَيَنْسِمُ
وَلَهْفِيْ عَلَىْ
أَعْضَاكَ يَا بْنَ
مُحَمَّدٍ
تُوَزَّعُ
فِيْ أَسْيَافِهِمْ
وَتُسَهَّمُ
فَجِسْمُكَ مَا بَيْنَ
السُّيُوْفِ مُوَزَّعٌ
وَرَحْلُكَ مَا
بَيْنَ الْأَعَادِيْ
مُقَسَّمُ1
شعبي:
يجدي گوم هذا احسين مذبوح
على الشاطي او على
التربان مطروح
يجدي ما بگت له من الطعن
روح
يجدي قلب اخويه
احسين فطّر
يجدي مات محّد وقف دونه
ولا نغّار غمضله
اعيونه
وحيد ايعالج او منخطف
لونه
ولا واحد ابحلگه
ماي گطّر
يجدي مات محّد مدّد ايديه
ولا واحد يجدي عدل
رجليه
يعالج بالشمس محّد گرب
ليه
يحطله اظلال يجدي
من الحر
أبوذيّة:
يشيعه احسين صابه السهم
ورداه
انذبح ما ذاق من
الماي ورداه
تاجه انسلب يا كرار ورداه
وحريمه اتيسرت
بالغاضرية
لمّا قتل أصحاب الإمام
الحسين عليه السلام وأهل
بيته ولم يبق معه أحد,
نظر إلى أهله وصحبه
مجزّرين كالأضاحي, وهو مع
ذلك يسمع عويل الأيامى
وصراخ الأطفال فنادى:
هل من ذابٍّ عن حرم رسول
الله؟ هل من موحّدٍ يخاف
الله فينا؟ هل من مغيثٍ
يرجو الله في إغاثتنا؟
فارتفعت أصوات النساء
بالبكاء..
تنادي يخويه اومالك امعين
اوقومك على الرمضه
مطاعين
أنه امنين أجيب المرتضى
امنين
عن كربلا بويه غبت
وين
فزعوا فرد فزعة
على احسين
ثمّ وقف بباب خيمة النساء
مودّعاً, ونادى: يا زينب,
ويا أم ّكلثوم, ويا
فاطمة, ويا سكينة, عليكنّ
منّي السلام.. فأقبلن
إليه ودرن حوله..
رد واعياله امن العطش
يومن
اوصاح ابصوت
للتوديع گومن
او مثل سرب القطا گامن
يحومن
تطيح عليه وحدتهن
او تعثر
والتفت الحسين عليه
السلام إلى ابنته سكينة
فرآها منحازة عن النساء
وقد رفعت صوتها بالبكاء,
فضمّها إلى صدره, وجعل
يمسح دموعها بكمّه, وكان
يحبّها حبّاً شديداً,
وجعل يقول:
سَيَطُولُ بَعْدِي يَا
سُكِينَةُ فَاعْلِمِي
مِنْكِ
البُكَاءُ إِذَا
الحِمَامُ دَهَانِي
لّا تُحْرِقِي قَلْبِي
بِدَمْعِكِ حَسْرَةً
مَا دَامَ مِنِّي
الرُّوحُ فِي جُثْمَانِي
فَإِذَا قُتِلْتُ
فَأَنْتِ أَوْلَى بِالذِي
تَأْتِينَهُ يَا
خِيَرَةَ النِّسْوَانِ
يبويه انروح كل احنه
فداياك
دخذنه للحرب يحسين
وياك
أهي غيبه يبويه واگعد
اتناك
وگولن سافر ويومين
يسدر
يبويه گول لا تخفي عليّه
ذي روحتك يو بعد
جيّه
يبويه ان كان رايح هاي
هيّه
اخذني اوياك عنّك
مكدر اصبر
وبعد أن ودّع عياله,
تقدّم نحو القوم مصلتاً
سيفه, ودعا الناس إلى
البراز. فلم يزل يقتل كلّ
من برز إليه حتّى قتل
جمعاً كثيراً..
وحمل على الميمنة وهو
يقول:
أَلْمَوْتُ أَوْلَىْ مِنْ
رُكُوْبِ الْعَارِ
وَالْعَارُ
أَوْلَىْ مِنْ دُخُوْلِ
النَّارِ
وحمل على الميسرة وهو
يقول:
أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيّْ
آلَيْتُ أَنْ لَا
أَنْثَنِي
أَحْمِيْ عِيَالَاتِ
أَبِيْ
أَمْضِيْ عَلَىْ
دِيْنِ النَّبِي
قَالَ الراوي: ما رأيت
مكثوراً قطّ, قد قُتل
ولده وأهل بيته
وصحبه,
أربط جأشاً منه ولا أمضى
جَناناً, ولا أجرأ
مقدماً, ولقد كانت الرجال
تنكشف بين يديه إذا شدّ
فيهم, ولم يثبت له أحد..
وصاح عمر بن سعد: هذا ابن
الأنزع البطين, هذا ابن
قتّال العرب, إحملوا عليه
من كلّ جانب..فأتته
النبال من كلّ جانب, وحيل
بينه وبين رحله..
فصاح بهم: ويلكم يا شيعة
آل أبي سفيان, إن لم يكن
لكم دين وكنتم لا تخافون
يوم المعاد فكونوا
أحراراً في دنياكم هذه,
وارجعوا إلى أحسابكم إن
كنتم عرباً كما تزعمون,
فناداه شمر: ما تقول يا
ابن فاطمة؟ فقال: أقول:
إنّي أقاتلكم وتقاتلونني
والنساء ليس عليهن جناح،
فامنعوا عتاتكم وجهّالكم
وطغاتكم من التعرّض لحرمي
ما دمت حيّاً, فقال شمر:
لك ذلك يا ابن فاطمة, ثمّ
صاح: إليكم عن حرم الرجل
واقصدوه بنفسه فلعمري هو
كفو كريم, فقصدوه..
وهكذا كان الإمام يحمل
عليهم ويحملون عليه, فلا
يلحق أحداً إلّا شقّه
بسيفه فقتله, والسهام
تأخذه من كلّ ناحية, وهو
يتّقيها بصدره ونحره,
ويرجع إلى مركزه ويكثر من
قول: لا حول ولا قوّة
إلّا بالله العليّ
العظيم..
إلى أن رماه أبو الحتوف
الجعفيّ بسهم في جبهته,
فنزعه وسالت الدماء على
وجهه..فقال: أللهمّ إنّك
ترى ما أنا فيه من عبادك
هؤلاء العصاة, أللَّهمَّ
أَحْصِهم عدداً واقتلهم
بدداً ولا تذَرْ
على
وجه الأرض منهم أحداً,
ولا تغفر لهم أبداً.
ولمّا ضعف عن القتال وقف
يستريح فرماه رجل بحجر
على جبهته فسال الدم على
وجهه..فرفع رأسه ليمسح
الدم عن عينيه, فرماه آخر
بسهم محدّد له ثلاثُ شعب
فوقع على جهة قلبه..
شال الثوب يمسح دم جبينه
اوشابح للحرب
والخيم عينه
أتاري اعداه كبده
امعينينه
رموه ابسهم لكن
ناجع ابسم
فقال: بسم الله وبالله
وعلى ملّة رسول الله,
ورفع رأسه إلى السماء
وقال: إلهي إنّك تعلم
أنّهم يقتلون رجلاً ليس
على وجه الأرض ابنُ بنت
نبيٍّ غيره.. ثمّ أخرج
السهم فانبعث الدم
كالميزاب, فوضع يده تحت
الجرح فلمّا امتلأت دماً
رمى به نحو السماء وقال:
هوَّن ما نزل بي أنّه
بعين الله.. فلم يسقط من
ذلك الدم قطرة إلى
الأرض.. ثمّ وضعها
ثانياً, فلمّا امتلأت
لطّخ بها رأسه ووجهه
ولحيته, وقال: هكذا أكون
حتّى ألقى جدّي رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
، وأنا مخضّب بدمي,
وأقول: يا جدّي قتلني
فلان وفلان.. السلام على
الشَّيب الخضيب..
إلى أن أعياه نزف الدم
والجراحات, وصار مطروحاً
على ثرى كربلاء, وبقي
كذلك مليّاً, ولو شاؤوا
أن يقتلوه لقتلوه إلّا
أنّ كلّ قبيلة تتّكل على
غيرها، وتكره الإقدام..
فعندها صاح شمر بالناس:
ويحكم, ما تنتظرون
بالرجل, اقتلوه
ثكلتكم
أمهاتكم.. فحملوا عليه من
كلّ جانب..هذا يضربه على
كتفه والآخر على عاتقه,
وثالث طعنه بالرمح في
ترقوته, ورابع رماه بسهم
وقع في نحره, وخامس ضربه
بالرمح في خاصرته, إلى أن
غشي عليه..
ولمّا اشتدّ به الحال رفع
طرفه إلى السماء وقال:
صبراً على قضائك يا ربّ,
لا إله سواك, يا غِياث
المستغيثين...
وأقبل فرس الحسين عليه
السلام يدور حوله ويلطّخ
عرفه وناصيته بدمه,
ويشمّه ويصهل صهيلاً
عالياً. وعن الإمام
الباقر عليه السلام ،
أنّه كان يقول في صهيله:
الظليمة الظليمة, من أمّة
قتلت ابن بنت نبيّها.
وتوجّه نحو الخيام بذلك
الصهيل: فلمّا (رأتِ)
النساء جوادك مخزيّاً،
ونظرن سرجك عليه ملويّاً،
برزن من الخدور.. على
الخدود لاطمات.. وبالعويل
داعيات، وبعد العزّ
مذلَّلات، وإلى مصرعك
مبادرات..
فَوَاحِدَةٌ تَحْنُوْ
عَلَيْهِ تَضُمُّهُ
وَأُخْرَىْ
عَلَيْهِ بِالرِّدَاءِ
تُظَلِّلُ
وَأُخْرَىْ بِفَيْضِ
النَّحْرِ تَصْبَغُ
وَجْهَهَا
وَأُخْرَىْ
تُفَدِّيْهِ وَأُخْرَىْ
تُقَبِّلُ
وَأُخْرَىْ عَلَىْ خَوْفٍ
تَلُوْذُ بِجَنْبِهِ
وَأُخْرَىْ لِمَا
قَدْ نَالَهَا لَيْسَ
تَعْقِلُ
وخرجت زينب عليها السلام
ومن خلفها النساء
والأرامل واليتامى من
الفسطاط إلى جهة المعركة,
وهي تنادي: وا محمّداه,
وا عليّاه, وا جعفراه, وا
حمزتاه, وا سيّداه, هذا
حسين بالعراء, صريع
بكربلاء, ليت السماء
أطبقت على الأرض, وليت
الجبال تدكدكت
على
السهل. وانتهت نحو الحسين
عليه السلام , وقد دنا
منه عمر بن سعد، والحسين
عليه السلام يجود بنفسه,
فصاحت به: أي عمر, أيُقتل
أبو عبد الله وأنت تنظر
إليه؟ فصرف بوجهه عنها،
ودموعه تسيل على وجهه
ولحيته.
فعند ذلك صاحت زينب
بالقوم: ويحكم, أَمَا
فيكم مسلم؟ فلم يجبها
أحد..
نعم، أجابها عمر بن سعد,
فصاح بالناس: إنزلوا إليه
فأريحوه..
فنزل إليه الشمر, وجلس
على صدره, وقبض على شيبته
المقدّسة, فرمقه الحسين
عليه السلام بطرفه, وقال:
أتقتلني؟ أولا تعلم من
أنا؟ فقال الشمر: أعرفك
حقّ المعرفة: أمّك فاطمة
الزهراء, وأبوك عليّ
المرتضى, وجدك محمّد
المصطفى, وأقتلك ولا
أبالي..
فضربه بالسيف اثنتي عشرة
ضربة.. واحتزّ رأسه
الشريف..
وا حسيناه, وا إماماه, وا
مذبوحاه, وا غريباه, وا
عطشاناه, وا شهيداه..
فَلَوَ أَنَّ أَحْمَدَ
قَدْ رَأَكَ عَلَىْ
الثَّرَىْ
لَفَرَشْنَ
مِنْهُ لِجِسْمِكَ
الْأَحْشَاءُ
أَوْ بِالطُّفُوْفِ
رَأَتْ ظَمَاكَ سَقَتْكَ
مِنْ
مَاءِ
الْمَدَامِعِ أُمُّكَ
الزَّهْرَاءُ
يَا لَيْتَ لَا عَذُبَ
الْفُرَاتُ لِوَارِدٍ
وَقُلُوْبُ
أَبْنَاءِ النَّبِيِّ
ظِمَاءُ
* * *
|