صادق العترة شهادة الإمام جعفر الصادق عليه السلام

القصيدة الأولى: للسيّد محسن الأمين:

تَبْكِي العُيُونُ بِدَمْعِها المُتَوَرِّدِ
تَبْكِي العُيُونُ دَماً لِفَقْدِ مُبَرَّزٍ
أَيُّ النَّواظِرِ لَا تَفِيضُ دُمُوعُهَا
لِلصَّادِقِ الصِّدِّيقِ بَحْرِ العِلْمِ مِصْـ
رُزْءٌ لَهُ أَرْكَانُ دِينِ مُحَمَّدٍ
رُزْءٌ أَصابَ المُسْلِمِينَ بِذِلَّةٍ
رُزْءٌ لَهُ تَبْكِي شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ
رُزْءٌ بِقَلْبِ الدِّينِ أَثْبَتَ سَهْمَهُ
مَاذا جَنَتْ آلُ الطَّلِيقِ وَمَا الَّذِي
كَمْ أَنْزَلَتْ مُرَّ البَلَاءِ بِجَعْفَرٍ
كَمْ قَدْ رَأَى المَنْصُورُ مِنْهُ عَجَائِباً
هَيْهَاتَ مَا المَنْصُورُ مَنْصُورٌ بِمَا
لَمْ يَحْفَظُوا المُخْتَارَ في أَوْلادِهِ
حُزْناً لِثَاوٍ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ
مِنْ آلِ أَحْمَدَ مِثْلُهُ لَمْ يُفْقَدِ
حُزْناً لِمَأْتَمِ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدِ
ـبَاحِ الهُدَى وَالعَابِدِ المُتَهَجِّدِ
هُدَّتْ ونَابَ الحُزْنُ قَلْبَ مُحَمَّدِ
وَهَوَى لَهُ بَيْتُ العُلَى والسُّؤْدُدِ
وَتَنُوحُ مُعْوِلَةً بِقَلْبٍ مُكْمَدِ
وَرَمَى حُشَاشَةَ قَلْبِ كُلِّ مُوَحِّدِ
جَرَّتْ عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ صُنْعٍ رَدِي؟
نَجْمِ الهُدَى مَأْمُونِ شِرْعَةِ أَحْمَدِ!
وَرَأَى الهُدَى لَكِنَّهُ لَمْ يَهْتَدِ!
يِأْتِي وَلَا هُوَ لِلْهُدَى بِمُسَدَّدِ
وَسِوَاهُمُ مِنْ أَحْمَدٍ لَمْ يُولَدِ1

  13


أبوذيّة:

على المسموم خلي الدمع ينصاب
أبو الكاظم أسف بسموم ينصاب
وعليه مأتم بكل مكان ينصاب
وغدت بعده حزينه الجعفرية


شعبي:

على المسموم يا قلبي تفطّر
تفطّر يا قلب لمصاب جعفر
أبد ما عفا المنصور عنّه
گعد عنده وليده وجِذَب ونّه
وذوب من الهضم لجله وتحسّر
وانت يا جِفِن هِل دمعتك دم
لمّن بالسم تقاضى النذل منّه
وسالت دمعِته والدمع عندم

  14


القصيدة الثانية: للسيّد صالح القزوينيّ رحمه الله:

يَا بُدُوراً قَدْ غَالَهَا الخَسْفُ لَكِنْ
حَاوَلَتْ نَقْصَها العِدَى فَأَبَى الرَّحْـ
جَهَدَتْ بِالرَّدَى أُمَيَّةُ حَتَّى اسْـ
وَعَلَى مَا جَنَتْ تَجَنَّتْ بَنُو العَـ
لَمْ يَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهِ مِنْ إِمَامٍ
مَا كَفَاهَا قَتْلُ الوَصِيِّ وَشِبْلَيْـ
فَرَمَتْ جَعْفَراً رَزَايَا أَرَتْنَا
فَسَقَاهُ كَأْسَ الرَّدَى يَوْمَ أَهْدَى
بِأَبِي مِنْ بَنِي النَّبِيِّ إِمَاماً
بِأَبِي مَنْ بَكَى المُعَادِي عَلَيْهِ
بِأَبِي مَنْ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ حُزْناً
يَا حِمَى الدِّينِ يَوْمُ فَقْدِكَ أَوْرَى
لَمْ تَزَلْ في الهُدَى بُدُوراً تَمَامَا
ـمَنُ إِلَّا لِنُورِها الإِتْمَامَا
تَأْصَلَتْكُمْ سِلْماً وَحَرْباً زُؤَامَا
ـبَّاسِ ظُلْماً تَجَاوَزَ الأَوْهَامَا
مِنْكُمُ عَاشَ بَيْنَهُمْ مُسْتَضَامَا
ـهِ وَأَبْنَائِهِمْ إِمَاماً إِمَامَا
بِأَبِيهِ تِلْكَ الرَّزَايَا الجِسَامَا
له عنباً بغياً سماما
جَرَّعَتْهُ بَنُو الطَّلِيقِ الحِمَامَا
وَالمُوَالِي لَهُ بُكَاءَ الأَيَامَى
في السَّمَاواتِ مَأْتَماً قَدْ أَقَامَا
في حَشَى الدِّينِ جَذْوَةً وَضِرَامَا2

 


15


أبوذيّة:

بالصادق يسمونك وتنصاب
او عليك ادموع تتجاره وتنصاب
أو مآتم شيعتك تبني وتنصاب
او بسمك كل بلد نصبوا عزيّه


شعبي:

امصيبة الصادق اشلون امصيبة
عقب ذيك الهضيمة او فوق همّه
قضى مسموم وابنه ينوح يمّه

الظالم ابكل ويلي يجيبه
رده اليثرب او آمر ابسمّه
 


16


القصيدة الثالثة: للشيخ جمعة الحاوي البحرانيّ:

مُهَجٌ تَذُوبُ وَدَمْعُ عَيْنٍ دَافِقُ
وَغَدَتْ مَدِينَةُ جَدِّهِ في عَاصِفٍ
قَدْ ضَاقَ رَحْبُ الكَوْنِ يَنْدُبُ جَعْفَراً
قَدْ صَوَّبَ المَنْصُورُ شِيعَتَهُ بِهِ
فَلِقَتْلِهِ قَدْ كَانَ يَسْعَى عَامِداً
حَتَّى سَقَاهُ سُمَّهُ مِنْ غَدْرِهِ
لَعِبَتْ سُمُومُ الظَّالِمِينَ بِقَلْبِهِ
فَنَعَاهُ نَاعِي المَوْتِ في صَرَخَاتِهِ
وَبَكَاهُ دِينُ اللهِ في أَرْكَانِهِ
خَرَجَتْ تُشَيِّعُهُ بِوَجْدٍ شِيعَةٌ
دَفَنُوهُ في اللَّحْدِ الشَّرِيفِ بِوَجْدِهِمْ
وَاحَسْرَتَاهُ لَهُ يَمُوتُ بِغُصَّةٍ
مُذْ مَاتَ بِالسُّمِّ الإِمَامُ الصَّادِقُ
فَلَقَدْ عَرَاهَا مِنْ سَعِيرٍ طَارِقُ
إِذْ فَارَقَتْهُ لِلْقُبُورِ حَقَائِقُ
فَعَلَى الجَمِيعِ مِنَ العَدَاوَةِ حَانِقُ
مَا عَاقَهُ عَنْ سُمِّ جَعْفَرَ عَائِقُ
وَالسُّمُّ لِلْقَلْبِ المُسَمَّمِ خَارِقُ
وَالسُّمُّ جُرْحٌ في القَُلُوبِ وفَاتِقُ
فَكَأَنَّمَا هِيَ لِلْقُلُوبِ صَوَاعِقُ
فَلَقَدْ دَهَتْهُ في الإِمَامِ بَوَارِقُ
لَمَّا دَهَتْهَا بِالنِّيَاحِ طَوَارِقُ
وَإْلَيْهِمُ نَارُ المُصَابِ تُلَاحِقُ
وَإِلَيْهِ يَنْتَقِمُ الإِلَهُ الخَالِقُ3

17


أبة ذيّة:

على الصادق لگيم النوح ولْوَن
يا حمّال نعشه اتريد ولْوَن
انسم وصار مثل النيل ولْوَن
ابعزّه انشيله ولطم لابن الزكية


شعبي:

يجفن العين هل ادموعك ابدم
ما أدري الرجس كان اشيطلبه
أويلي وانمرد كبده وقلبه
خلص عمره ابحزن وآلام وهموم
لمّن مات هذا اليوم مسموم
ارتجّت بالبكا لجله المدينة
على الصادق المات اليوم بالسم
ابسمّه آمر او لاخاف ربه
انحمس لمن گرّب ليه المحتّم
او وگع حيله او غدا ما يگدر يگوم
او ركن الدّين لفراگه تهدّم
ولا ظل واحد الما بِكت عينه

  18


وابنه الكاظم اينادي ابونينه
ابلحده وسّده والقلب مكسور
بس احسين جدّه بيوم عاشور
الجرح فرگاك أبد ما يصح بلسم
اونيران الحزن كانونها ايفور
بعد القتل عاري على الترب تم

19


هوامش

 1-الامين السيد محسن:المجالس السنية ج5ص516
2-انظر:الشاكري حسين:موسوعة المصطفى والعترة ج10 ص628-630
3-الحاوي البحراني الشيخ جمعة:ديوان دم الشهادة ص105-106