ويوم العاشر من المحرم
عندما فتك العطش بالأطفال
الصغار في معسكر الحسين
عليه السلام وسمع أبو
الفضل صراح الأطفال (العطش
العطش)، أقبل ناحية أخيه
الإمام الحسين عليه
السلام مستأذناً منه
للخروج إلى المعركة في
محاولة لإحضار الماء
للأطفال الصغار الذين
يتلوون من شدة العطش،
وكان عسكر الأمويين قد
أحاط نهر الفرات بالجنود
بحيث لا يستطيع أحد
الاقتراب من الماء ولكن
العباس عليه كان وريث
أبيه علياً عليه السلام
بالشجاعة والإقدام وبمجرد
أن اقترب من النهر حتى فرَّ
الأعداء مبتعدين، أقبل
العباس عليه السلام إلى
الماء، غرف منها غرفة
بيده وكان الماء شديد
البرودة وكان قلب العباس
يتفطر عطشاً، رمى الماء
من يده فقد أبت نفسه
الكريمة أن يشرب الماء
وإمامه الحسين عليه
السلام عطشان، ملأ القربة
من الماء وعاد نحو الخيام،
في الطريق كمن له مجموعة
من الأعداء فغدروا به من
وراء جذوع النخل، وقت
القربة من يديه
المقطوعتين وتلقى ضربة
على رأسه الشريف فسقط على
الأرض منادياً:
" أدركني يا أخي "؟
أسرع الحسين عليه السلام
إليه ملبياً
ولكن
كيف وجده؟ رآه مقطوع
اليدين، مرضوض الجبين،
السهم نابت في العين،
نادى عليه السلام:
"الآن انكسر ظهري، الآن
قلّت حيلتي، الآن شمت بي
عدوي".
أراد
أن يحمله إلى المخيم،
فرفض العباس عليه السلام
ذلك لأنه كان خجلاً من أن
يراه الأطفال وقد عاد
إليهم لا يحمل معه ماءً.
تركه الحسين عليه السلام
عند شط الفرات وعاد إلى
المخيم منحني الظهر فقد
هدَّ
مقتل العباس عليه السلام
ظهره.
|