الجهاد
والشهادة
صلّى الله عليك
يا مولاي وابن مولاي يا
أبا عبد الله، يا غريب
كربلاء وسليب العمامة
والرداء، يا من دمه غسله
والتراب كافور، يا ليتنا
كنّا معكم سيّدي فنفوز
فوزاً عظيماً.
القصيدة:
دَع دَمعَ عَينِكَ
سَائِلاً فَمُحَرَّمُ
قَد
أقبَلَتْ أحزانُهُ
تَتَجَسَّمُ
شهرٌ حَرامٌ مَا رَعوا
لإلهِهِ
وَنَبِّيهِ حُرُمَاً وقَد
كَتَبَ الدَّمُ
هَيهاتَ أنْ تَرقَى
الدُموعُ بِمُقلَةٍ
رَأت
المُصابَ ومَن بِهِ قَد
صُرِّمُوا
ورَأت عَطَاشَى الطَفِّ
فَوقَ صَعيدِه
ما
بَينَ مَقتولٍ قَضَى
يَتَألَّمُ
وحُماةُ دِينٍ أرخَصُوا
أروَاحَهُم
لإمامِ حَقٍ للهُداةِ
يَعلَمُ
ومُخَدَّراتٌ للرِسَالَةِ
شُرِّدَت
عَجَبَاً لِهَذا الكَونِ
لا يَتَهَدَّمُ
قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾
1.
عن أمير المؤمنين عليه
السلام في نهج البلاغة:
" الجهاد بابٌ من
أبواب الجنّة فتحه الله
لخاصّة أوليائه".
- فضل المجاهدين: قال
تعالى:
﴿لاَ
يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ
وَالْمُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللهِ
بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ
اللهُ الْمُجَاهِدِينَ
بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى
الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً
وَكُلاً وَعَدَ اللهُ
الْحُسْنَى وَفَضَّلَ
اللهُ الْمُجَاهِدِينَ
عَلَى الْقَاعِدِينَ
أَجْراً عَظِيماً﴾
2.
فالإنسان المجاهد فضّله
الله على غيره من الناس،
ووعده بالأجر العظيم، بل
الذي ينظر في بعض
الروايات يجد أنّ المجاهد
خير الناس، وصلاته أفضل
من القاعد، ودعاؤه مستجاب
عند الله.
صفات المجاهد:
هناك صفات لا بدّ أن
تتوفّر في كلّ إنسان
مجاهد، ومن هذه الصفات:
- الإخلاص لله عزّ وجلّ.
- الشجاعة والقوّة.
- الإيثار والتضحيّة.
هذه بعض صفات المجاهد
الذي يقاتل في سبيل الله،
وينتصر على كلّ حال فينال
إحدى الحسنيين إمّا النصر
أو الشهادة.
مقام وفضل الشهداء:
تعتبر الشهادة من نتائج
الجهاد، فعادة ما يستشهد
الإنسان أثناء عمله
الجهادي. فما هو مقام
هؤلاء الشهداء:
الشهادة هي أشرف الموت،
كما ورد في الرواية: "أشرف
الموت قتل الشهادة".
وفي رواية أخرى:"فوق
كلّ ذي برٍ برٌ حتى يقتل
الرجل في سبيل الله فليس
فوقه بر".
القرب من الله:
يصل الشهيد إلى درجة يكون
في جوار الله، كما قال
تعالى:
﴿
وَلاَ تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي
سَبِيلِ اللّهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء
عِندَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ﴾.
في جوار الأنبياء
والأولياء:
﴿فَأُوْلَـئِكَ
مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاء
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَـئِكَ رَفِيقًا﴾.
ثمار الشهادة:
جاء في الحديث الشريف عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: " للشهيد
سبع خصال:
1ـ أوّل قطرة من دمه
مغفور له كلّ ذنب.
2ـ يقع رأسه في حجر
زوجتيه من الحور العين.
3ـ يكسى كسوة من الجنّة.
4ـ تبتدره خزنة الجنّة
بكلّ ريح طيّبة.
5ـ يرى منزله في الجنّة.
6ـ يقال له إسرح في
الجنّة حيث شئت...".
وأفضل الشهداء شهداء
كربلاء، وذلك بحسب قول
الإمام الحسين عليه
السلام بحقّهم: "فإنّي
لا أعلم أصحاباً أوفى ولا
خيراً من أصحابي".
النعي:
فشهداء كربلاء اقتدوا
بإمامهم الحسين عليه
السلام الذي ضحّى بالغالي
والنفيس ليحفظ دين جدّه
صلى الله عليه وآله وسلم.
فها هو الإمام زين
العابدين عليه السلام يقع
أسيراً، وها هي ربيبة بيت
الوحي العقيلة زينب عليها
السلام تسبى، وهل سمعنا
بامرأة هاشمية تسبى غير
مولاتنا زينب عليها
السلام ، هل هناك مصيبة
تدمي قلب الزهراء عليها
السلام أكثر من هذه
المصيبة، سبي حبيبتها
وفلذة كبدها الحوراء زينب
عليها السلام . نعم سبوا
زينب من بلد إلى بلد،
وضربوا متنها، ومنعوها من
توديع الشهداء وحتى من
وداع أخيها الحسين عليه
السلام.
نعم عزيز على أمير
المؤمنين عليه السلام،
وعلى الزهراء عليها
السلام ، وعلى السجّاد
عليه السلام أن يرى عمّته
زينب مسبيّة في ديوان
الطاغية يزيد.
وأعظَمُ مَا يُشجِي
الغَيورَ دُخُولُهَا
على مَجلِسٍ مَا فَارَقَ
اللهوَ والخَمْرَ
إنّا لله وإنّا إليه
راجعون
وسيعلم الذين ظلموا آل
محمّد أيّ منقلب ينقلبون
والعاقبة للمتّقين.
|