العلاقة مع القائم عجل
الله تعالى فرجه الشريف
صلّى الله عليك يا مولاي
وابن مولاي يا أبا عبد
الله، يا غريب كربلاء
وسليب العمامة والرداء،
يا من دمه غسله والتراب
كافور، يا ليتنا كنّا
معكم سيّدي فنفوز فوزاً
عظيماً.
القصيدة:
يا صاحبَ العَصرِ أدرِكنا
فَليسَ لَنَا
وِرْدٌ هَنيءٌ
وَلا عَيشٌ لَنَا رَغَدُ
طَالَت عَلينَا لَيَالِي
الانتظارِ فَهَلْ
يا ابن الزَكيّ
لليلِ الانتظارِ غَدُ
فانهَض فَدَتْكَ بَقَايَا
أنفُسٍ ظَفَرَتْ
بِهَا النَوائِبُ
لَمَّا خَانَهَا الجَلَدُ
هَبْ أنَّ جُندَكَ
مَعدُودٌ فَجَدُّكَ قَد
لاقَى بِسَبعينَ
جَيشَاً مَا لَهُ عَدَدُ
فَشَدَّ فِيهم بَأبطالٍ
إذَا بَرَقَتْ
سُيوفُهُم
مَطَرُوا حَتفَاً وما
رَعدُوا
يا آلَ أحمَدَ جُودُوا
بالشِفاعَةِ لِي
فِي يومٍ لا وَالدٌ
يُغنِي وَلا وَلَدُ
يقول تعالى:﴿
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ
عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي
الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الْوَارِثِينَ
﴾1
الحديث عن الإمام المهدي
عجل الله تعالى فرجه
الشريف هو الحديث عن الحقّ
في وجه الباطل، والعدل في
وجه الظلم، فالإمام
المهدي عجل الله تعالى
فرجه الشريف هو القائم
المنتظر الذي سيخرج ليملأ
الأرض قسطاً وعدلاً بعدما
ملئت ظلماً وجوراً. قال
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "المهدي
منّا أهل البيت... يملأ
الأرض قسطاً وعدلا كما
ملئت ظلماً وجوراً.."2.
الانتظار:
بعد أن غاب مولانا صاحب
العصر والزمان غيبته
الكبرى، سمّي هذا العصر
بعصر الغيبة، فماذا نفعل
في هذا العصر؟ قال رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "أفضل أعمال
أمّتي انتظار الفرج من
الله عزّ وجلّ"3.
هنا نسأل أنفسنا: هل
الانتظار هو بأن نجلس في
البيت أو في المسجد
والحسينية ونعتزل الناس
والعمل في المجتمع، حتى
يظهر الإمام عجل الله
تعالى فرجه الشريف ؟! أم
هناك أمر آخر نقوم به؟.
والجواب: هناك نوعان من
الانتظار:
1-
الانتظار السلبي:
وهو أن نجلس في البيت أو
في المسجد والحسينيّة
ونعتزل الناس والعمل في
المجتمع، وندعو الله
ليظهر لنا القائم عجل
الله تعالى فرجه الشريف
دون أن نحرّك ساكناً سوى
الدعاء بتعجيل الظهور.
2- الانتظار الايجابي:
وهو يعني التمهيد لخروج
حبيب قلوبنا وقائدنا
المهدي عجل الله تعالى
فرجه الشريف وذلك من خلال
العمل والجهاد والالتحاق
بالنهج المحمّديّ الأصيل،
الذي يمهّد بالقول والفعل
لظهور مولانا صاحب العصر
والزمان عجل الله تعالى
فرجه الشريف.
يقول الإمام السيّد علي
الخامنئي(دام ظله): "واجبكم
اليوم أن تمهّدوا له
الأمور، لكي يأتي وينطلق
من تلك القاعدة المهيّئة...
والتمهيد يتمّ بالالتزام
بالأحكام الإسلاميّة
والقرآنيّة..".
إذن فالانتظار الإيجابي
هو المطلوب، وهو الذي
يمهّد لتعجيل الفرج بظهور
مولانا صاحب العصر
والزمان عجل الله تعالى
فرجه الشريف.
أنصار القائم عجل الله
تعالى فرجه الشريف:
لقد وردت الكثير من
الروايات التي تتحدّث عن
مواصفات أصحاب وأنصار
الإمام المهدي عليه
السلام ومن هذه المواصفات:
الإيمان ومعرفة الله:
عن أمير المؤمنين
عليه السلام أنّه قال:
"ويحاً للطالقان، فإنّ
لله عزّ وجلّ بها كنوزاً
ليست من ذهب ولا فضّة،
ولكن رجال مؤمنون عرفوا
الله حقّ معرفته، وهم
أنصار المهدي في آخر
الزمان".
الشجاعة: ينقل
صاحب كتاب البرهان حديثاً
فيه صفات أصحاب المهدي
عجل الله تعالى فرجه
الشريف فيقول: "يخرج
إليه الأبدال من الشام
وعصب أهل المشرق، وإنّ
قلوبهم زبر الحديد، رهبان
الليل، ليوث النهار".
الإخلاص: عن
الإمام الباقر عليه
السلام: "...كيف أنتم
لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون:
والله لو ناوى الجبال
لناويناها معه".
العبادة والدعاء: كما
مرّ في الحديث السابق:
"فيسير مع قوم أسد النهار،
رهبان الليل".
الثبات: "لا تزال
عصابة من أمّتي يقاتلون
على أبواب دمشق وما حولها
وعلى أبواب بيت المقدس
وما حولها، لا يضرّهم
خذلان من خذلهم، ظاهرين
على الحقّ إلى أن تقوم
الساعة".
فالمهدي عجل الله تعالى
فرجه الشريف يريد أبطالاً
كأبطال كربلاء، ويريد
تضحيات كتضحيات كربلاء،
وهل يوجد تضحية أكبر من
مصيبة الإمام الحسين عليه
السلام بطفله الرضيع؟!
جاء في الحديث الشريف أنّ
الإمام المهدي عليه
السلام يأتي كربلاء ومعه
مجموعة من أنصاره وشيعته،
ويقف على قبر جدّه الحسين
عليه السلام يزوره... وهو
يقول: ما ذنب هذا الطفل
الرضيع حتى يذبح... فيضجّ
من حوله بالبكاء والنحيب...
إذا كانت لوعة الإمام
المهدي عجل الله تعالى
فرجه الشريف بهذه الحرقة
لطفل جدّه الحسين عليه
السلام، فكيف لنا أن
نتصوّر أباه الحسين عليه
السلام وهو ينظر إلى ولده
الرضيع مخضّباً بدمه
والسهم مشكوك في رقبته؟!،
وهو يرفرف على صدره
كالطير المذبوح...
ولو تَراهُ حَامِلاً
طِفلَهُ
رَأيتَ بَدراً يَحمِلُ
الفَرقَدا
بل كيف حال أمّه الرباب
وهي ترى رضيعَها مذبوحاً
وكلُّ رَضيعٍ يَبتَغِي
ثَديَ أمِّهِ
وَيرضَعُ مِن ألبانِها
ثُمّ يُفطَمُ
سِوَى أنَّ عبدَ اللهِ
كان رِضاعَهُ
دِمَاهُ وَغَذَّتْهُ عن
الدُرِّ أَسهُمُ
إنّا لله وإنّا إليه
راجعون
وسيعلم الذين ظلموا آل
محمّد أيّ منقلب ينقلبون
والعاقبة للمتّقين.
|