إطاعة الولي
صلّى الله عليك يا مولاي
وابن مولاي يا أبا عبد
الله، يا غريب كربلاء
وسليب العمامة والرداء،
يا من دمه غسله والتراب
كافور، يا ليتنا كنّا
معكم سيّدي فنفوز فوزاً
عظيماً.
القصيدة:
وَقَفَ الفَتَى في
سَاحَةِ المَيدَانِ
فَرأى الخُيولَ وصَولَةَ
الطُغيَانِ
ورَأى الحُسينَ تَكاثَرتْ
أعداؤهُ
بُغضَاً لهُ في طَاعِةِ
السُلطانِ
فأتَى إليهِ مُواسِياً
مُستَعطِفاً
أرجوكَ عَمِّي رَحمةً
بِجَنَاني
دَعنِي أذودُ عن الرسولِ
وشَرعِهِ
عَلِّي أفوزُ بِجَنَّةِ
الرِضوانِ
ومَشَى إليهم ثِائِراً
ومُردِّداً
إنْ تُنكِرونِي فالحُسامُ
لِسانِي
أمضِي على دِينِ النبيِّ
مُوَحِداً
ومُجَسِّداً بِقِتالِكُم
إيماني
قال تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الأمْرِ
مِنْكُمْ﴾
1.
إنّ الله يأمرنا في
القرآن الكريم أن تكون
الطاعة له تعالى وللنبيِّ
الأكرم صلى الله عليه
وآله وسلم ولأولي الأمر
الذين هم أهل البيت عليهم
السلام. ونحن نعلم أنّ
الأئمة الذين تجب طاعتهم
أوّلهم أمير المؤمنين
عليه السلام وآخرهم
الإمام المهدي عجل الله
تعالى فرجه الشريف.
أمّا في عصر غيبة الإمام
المهدي فمن هو الذي تجب
طاعته؟. والجواب: هو
الولي الفقيه الجامع
للشرائط.
والإمام الخميني قدس سره
هو الولي الفقيه
الذي أقام الجمهوريّة
الإسلاميّة، والذي حقّق
من خلالها حلم الأنبياء
عليهم السلام ، فقام
الإمام الخميني بإحياء
الإسلام وتأسيس الدولة
الممهّدة لمولانا صاحب
العصر والزمان. وبعد رحيل
الإمام الخميني قدس سره
كان الفقيه الجامع
للشرائط هو الإمام السيّد
علي الخامنئي(دام ظلّه
الوارف)، حيث ما زال
يحافظ على هذه الدولة
المهدويّة، ويعمل على
التمهيد لظهور مولانا
صاحب العصر والزمان.
جهاد الإمام الخامنئي:
للسيّد القائد تاريخ طويل
ومشرق في عالم الجهاد،
وهذا ما يظهر
من المناصب التي ترأسها
والمهام التي أوكلت إليه.
فقد أرسله الإمام الخميني
قدس سره عام 1963 إلى
مشهد لنشر بذور الثورة في
عدد كبير من القرى والمدن.
ولولا ذهاب الإمام
الخامنئي والشهيد شمران
أثناء الحرب إلى مدينة
الأهواز وأمرهما بحفر
الخندق حول أطراف المدينة
لسقطت المدينة.
كما تظهر شجاعته وصلابته
من خلال مواقف عديدة
أبرزها صلاة الجمعة
التاريخيّة، حينما كان
يخطب سماحته وكانت طائرات
العدو في السماء مهدّدة
صلاة الجمعة، وفي الأثناء
وقع انفجار بين المصلّين
سقط فيه العشرات بين شهيد
وجريح، ولكنّ الإمام
الخامنئي بقي يتابع
الخطبة والصلاة واستطاع
بقوّته وبتوفيق من الله
وبأسلوبه أن يعيد السكينة
والهدوء إلى جموع
المصلّين.
نعي:
نعم أيّها الأحبّة، هكذا
هم قادة الإسلام، هكذا هم
الحسينيّون الكربلائيّون،
فأبناء الحسين كباراً
كانوا أم صغاراً، تتجلّى
فيهم المحبّة والطاعة
لأوامر القائد، ففي
كربلاء كان الحسين عليه
السلام الولي وكان أصحابه
وأهل بيته من أوفى وأخلص
المطيعين، فمن أصحابه
زهير
ومسلم، ومن أهل بيته
العبّاس وعلي الأكبر
والقاسم، نعم القاسم ذلك
الشبل الحيدريّ الذي لم
يتجاوز ثلاثة عشر عاماً،
أبى إلّا أن يقتل بين يدي
عمّه عليه السلام. ففي
ليلة العاشر من المحرّم
جاء القاسم إلى عمّه
الإمام الحسين عليه
السلام ليسأله عن تكليفه
ودوره يوم عاشوراء، نعم
يا أنصار المهدي عجل الله
تعالى فرجه الشريف يجب أن
نسأل عن تكليفنا كما فعل
القاسم بن الحس عليه
السلام، فقال له الإمام
الحسين عليه السلام: "كيف
ترى الموت"؟! فأجابه
القاسم: بأنّه أحلى عندي
من العسل،
فأخبره الإمام الحسين
عليه السلام أنّه سيقتل
غداً في يوم العاشر.
بقي القاسم منتظراً وعد
عمّه، ولمّا استشهد علي
الأكبر، ولم يبق سوى
الإمام الحسين عليه
السلام والعباس عليه
السلام وإخوته، اقترب
القاسم ووقف بين يدي عمّه
الحسين عليه السلام طالباً
منه الإذن بالنزول إلى
المعركة: فقال له الإمام
عليه السلام: "أعزمت
على الموت يا عمّ".
فقال القاسم وكيف لا
أعزم وأنا لا أرى لك
ناصراً ولا معيناً".
ثمّ قال له الإمام الحسين
عليه السلام: " أنت
وديعة أخي الحسن".
ثمّ نادى الحسين عليه
السلام العقيلة زينب
عليها السلام وطلب منها
أن تحضر صندوقاً فيه
ذكريات عن الإمام الحسن
عليه السلام. فتح الصندوق
فأخرج
رداءً للإمام الحسن عليه
السلام ألبسه لولده
القاسم، واخرج عمامة
للإمام الحسن عليه السلام
فألبسها للقاسم، واخرج
سيفاً للحسن عليه السلام
قلّده للقاسم، ثمّ قال له:
"بني امش أمامي حتى
املأ عينيّ منك"،
فمشى القاسم، فراح الإمام
الحسين عليه السلام يبكي
ودموعه تنحدر على خدّيه
الشريفين.
ثمّ برز القاسم إلى
المعركة وراح يضربهم بسيف
أبيه، وأثناء القتال
انقطع شسع نعله اليسرى،
فانحنى ليصلحه، فضربه
لعين على رأسه، فصاح
القاسم: "أدركني يا
عمّاه". فأسرع الحسين
عليه السلام إليه فقتل
قاتله، ثمّ جلس عند رأسه
وهو يقول: "يعزُّ
والله على عمّك أن تدعوه
فلا يجيبك، أو يجيبك فلا
يعينك، أو يعينك فلا يغني
عنك شيئاً".
"هذا يوم كثر واتره
وقلّ ناصره"
فَراحَ يُصلحُ شِسعَ
النعلِ في عَجَلٍ
وحولَهُ ضُرِبَت للموتِ
أبواقُ
لِقاسم مِن حَشَى
الأعمَاقِ آمَاقٌ
لِقاسم مِن لَظَى الأشواقِ
أشوَاقُ
إنّا لله وإنّا إليه
راجعون
وسيعلم الذين ظلموا آل
محمّد أيّ منقلب ينقلبون
والعاقبة للمتّقين.
|