المقدمة

 بسم الله الرحمن الرحيم

 ﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ1 .

عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم :
"إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا، وإِنَّ مِنَ البَيانِ لَسِحْرًا"2.

عَنِ الإِمامِ الصَّادِقِ عليه السلام :
"مَنْ قالَ فِينا بَيْتَ شِعْرٍ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ"3.


5


الإِهْداء
إِلَى مَشاعِلِ الهِدايَة
حامِلِي أَلْوِيَةِ الوِلايَة
خُطَباءِ المِنْبَرِ الحُسَيْنِيِّ
خُدَّامِ سَيِّدِ الشُّهَداء
أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ عليه السلام
وأصحابِهِ الأَوْفِياءِ
وأَهْلِ بَيْتِهِ النُّجَباء...


7



مُقَدِّمَة

نَظَرًا لِكَثْرَةِ اسْتِخْدامِ الشِّعْرِ في المَجالِسِ الحُسَيْنِيَّةِ، بُغْيَةَ تَصْوِيرِ واقِعَةِ الطَّفِّ بِالكَلِماتِ، وإِثارَةِ العَواطِفِ والمَشاعِرِ الإِنْسانِيَّة في نُفُوسِ النَّاسِ؛ كانَ لا بُدَّ لِلخَطِيبِ الحُسَيْنِيِّ كَما يَتَعَلَّمُ قَواعِدَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وفَنَّ الخَطابَةِ، وغَيْرَها أَنْ يَتَعَلَّمَ الأَوْزانَ الشِّعْرِيَّةَ، ولَوْ بِصُورَةٍ إِجْمالِيَّةٍ، كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ ضَبْطِ الأَبْياتِ، وقِراءَتِها قِراءَةً صَحِيحَةً، مُتَجاوِزًا اخْتِلالَ الأَوْزانِ، وإِضْعافَ ثِقَةِ بَعْضِ المُسْتَمِعينَ بِهِ، في حَقْلِ الشِّعْرِ وأَوْزانِهِ.

وعَلَيْهِ، حَرِصْنا في مَعْهَدِ سَيِّدِ الشُّهَداءِ عليه السلام ، أَنْ نَضَعَ بَيْنَ أَيْدِي الخُطَباءِ مَدْخَلاً لِعِلْمِ العَرُوضِ، يَكُونُ مُعِينًا لَهُمْ عَلَى تَفادِي الوُقُوعِ في الأَخْطاءِ الشِّعْرِيَّة. كَما اعْتَمَدْنا السُّهُولَةَ في العَرْضِ، واخْتَرْنا الأَمْثِلَةَ والتَّطْبِيقاتِ، مِنَ القَصائِدِ الحُسَيْنِيِّةِ والدِّيِنِيِّةِ، في أَغْلَبِ الأَحايِينِ؛ وعَمَدْنا إِلَى تَحْرِيكِ الكَلِماتِ، تَسْهِيلاً لِتَقْطِيعِ الأَبْياتِ.

واخْتَصَرْنا عَلَى ما يَحْتاجُهُ الخَطِيبُ، في تَمْيِيزِ البَيْتِ المَوْزُونِ مِنَ المُخْتَلِّ؛ ومَنْ شاءَ التَّبَحُّرَ في هَذا العِلْمِ، فيُمْكِنُهُ الرُّجُوع إِلَى الكُتُبِ المُخْتَصَّةِ المُوَسَّعَةِ.
 


9



وفي الخِتام، لا يفُوتُنا أنْ نَتَقَدَّم بالشُكْر الجَزِيل مِنْ جَانِب الأخِ الشاعِر الشَيْخ عبَّاس فتوني عَلَى جُهُودِه المُبَاركة في تألِيفِ وإعدادِ هذا الكِتاب, ونَأْمُلُ أَنْ نَكُونَ قَدْ أَسْدَيْنا خِدْمَةً مُتَواضِعَةً، لِخُدَّامِ المِنْبَرِ الحُسَيْنِيِّ، وُصُولاً إِلَى الكَمالِ، والكَمالُ للهِ وَحْدَهُ..


واللهُ مِنْ وَراءِ القَصْدِ.


معهد سيّد الشهداء عليه السلام
للمنبر الحسيني


10


هوامش
1- سورة الشُّعراء / مِنَ الآية 224 حتَّى 227.
الغاوُون: أَهْلُ الجَهْلِ والضَّلالَةِ.
في كُلِّ وادٍ: المُرادُ: فُنونُ القَوْلِ وطُرُقُهُ.
يَهِيمُونَ: يَذْهَبُونَ غَيْرَ مُبالِينَ.
أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ: يَعْنِي أَيَّ مَرْجِع يَرْجِعُونَ بَعْدَ المَوْتِ.

2- البِحار، ج 79 ، ص 290.
3- البِحار، ج 79 ، ص 291.