1- عزاء الاطفال..
خصائص ومميزات
الشيخ علي سليم
بسم الله الرحمن
الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم
النبيين أبي القاسم محمد
واله الطاهرين واللعنة
على أعدائهم من الأولين
والاخرين إلى يوم الدين
وبعد.
فقد أصبح حضور الأطفال
والأولاد الأحباء، لمجالس
العزاء في ذكرى عاشوراء،
وغيرها من مناسبات
المصائب والبلاء، ظاهرة
جديرة بالإهتمام،
والدراسة بدقة وإلمام،
وبسط في الكلام، ونقض
وإبرام، حتى نتمكن من
بلوغ المرام بقوة وإحكام.
فإن دراسة هذه الظاهرة
الجديدة، من جهات عديدة
يفضي إلى نتيجة حميدة،
وفائدة أكيدة.
أما الجهات التي سيدور
البحث عنها فهي الأركان
الثلاثة التي لا بد في
الخطابة منها:
الركن الأول: الخطيب جنساً
وصوتاً ووصفاً.
الركن الثاني: الخطاب كماً
ونوعاً وكيفاً.
الركن الثالث: المخاطب
فهماً وحباً وخوفاً.
وقد اخترت الشروع في
الكلام من الجهة الأخيرة،
لأنها المقصودة اولاً
وبالذات من هذه الدراسة،
والجهتان الأوليان
مترتبتان عليها، كما
قالوا: "العرش ثم النقش".
فالبحث من هذه الجهة يكون
في عدة محاور:
المحور الأول: إما أن
يكون المخاطبون بالمجلس
الحسيني أطفالاً بأجمعهم،
وإما أن يكونوا أطفالاً
مع بالغين، كابائهم أو
أمهاتهم أو إخوتهم
أوغيرهم الأكبر منهم.
المحور الثاني: إما أن
يكونوا ذكوراً فقط، أو
إناثاً فقط، أو ذكوراً
وإناثاً معاً.
المحور الثالث: إما أن
يكونوا في مرحلة الطفولة
المبكرة جميعاً دون
السابعة ، أوفي مرحلة
الطفولة المتأخرة جميعاً
بين السابعة والرابعة
عشرة ، أو في كلا
المرحلتين معاً.
1- أما إن كانوا مع
بالغين، كما هي الحال
في كثير من المجالس التي
تعقد في
المساجد والحسينيات، حيث
يصطحب الأهل أولادهم معهم
فيحضر الصغار مع الكبار،
الذين ربما يتذمرون من
حضورهم المصحوب بشيء من
الضوضاء، فلا يمكن توجيه
الخطاب إليهم خاصة، لأن
غالبية الحضور يكون من
الكبار، ولعل هذا ما يفسر
ضوضاءهم، إذ إنهم غير
مقصودين مباشرة بالخطاب،
وربما لا يفهمون كثيراً
مما يقوله الخطيب، ما خلا
بعض القصص التي تجذبهم،
أو السيرة المرثية التي
ترق لها قلوبهم، ولا سيما
إذا تليت بصوت حزين،
ورأوا الكبار يبكون
فيتأثرون بهم ويبكون
لبكائهم أو عليهم ، وهذا
غاية ما يمكن حصولهم عليه
في هذه المجالس من فائدة،
مضافاً إلى البركات
العظيمة التي تشملهم
بمجرد حضورهم.
2- وأما إن كانوا
أطفالاً بأجمعهم،
فتارة يكونون في مرحلة
الطفولة المبكرة، وأخرى
في مرحلة الطفولة
المتأخرة، وثالثة في
المرحلتين معاً.
أما على الإحتمال الأول،
فلا فرق حينئذ بين كونهم
ذكوراً أو إناثاً أو
مختلطين حيث تتسم هذه
المرحلة بسمة اللعب كما
ورد في الحديث عن الإمام
الصادق عليه السلام :
"دع ابنك يلعب سبع سنين..."
1
.
لكن ذهنية الطفل بدءً من
السنة الثالثة من عمره
تصبح قابلةً لتلقينه بعض
المعلومات فيمر بست مراتب
تتفاوت فيها مستويات
النمو العقلي عنده كما
يبينها الخبر المروي عن
أحد الإمامين الصادقين
عليه السلام حيث يقول:
إذا بلغ الغلام "ثلاث
سنين" يقال له سبع مرات:
"لا إله إلا الله"، ويترك
حتى يتم له "ثلاث سنين
وسبعة أشهر وعشرون يوماً"
فيقال له قل: "محمد رسول
الله صلى الله عليه وآله
" سبع مرات، ويترك حتى
يتم له "أربع سنين" ثم
يقال له سبع مرات: "صلّى
الله على محمد وال محمد"،
ثم يترك حتى يتم له "خمس
سنين" ثم يقال له: "أيهما
يمينك وأيهما شمالك" فإذا
عرف ذلك، حُوّل وجهه إلى
القبلة، ويقال له "أُسجد"،
ثم يترك حتى يتم له "ست
سنين" فإذا تم له "ست
سنين" صلّى، وعُلّم
الركوع والسجود، حتى يتم
له "سبع سنين" فإذا تم له
"سبع سنين" قيل له: "إغسل
وجهك وكفّيك"، فإذا
غسلهما قيل له: "صل"..
2
.
ولدى التدقيق في هذا
الخبر الشريف يتبين لنا
بوضوح، أن كل مرتبة من
هذه المراتب الست تحتاج
إلى أسلوب خاص ومعين في
تلقين الطفل وتعليمه
وتفهيمه، فهو يتدرج
بالإنتقال من الإدراك
الحسّي الأشياء المحسوسة
إلى الإدراك الرمزي
التصوري أو التجريدي "الله".
ثم إلى الربط بين مدركين
مجردين "محمد بصفته رسول
الله" و "الله".
ثم إلى إدراك مفهوم مستقل
تدخل فيه المدركات
المجردة، لكن مع حذف
العلاقة بينها، "الصلاة
على محمد واله".
ولنصطلح على تسمية الولد
في هذه المراتب "طفلاً".
ثم يتدرج إلى مرتبة
التمييز والتميّز، حيث
يميّز بين يمينه و شماله،
ويتميّز ببلوغه مرتبة من
النمو العقلي تؤهله لبدء
تلقي الأوامر الخفيفة "أُسجد"،
وهي مرتبة فارقة عما
قبلها، ومؤسّسة لما بعدها،
إذ تختلف المرتبتان
الأخيرتان عنها في حجم
الأوامر الموجهة إلى
الطفل، فتزداد كل مرتبة
بشكل طفيف وتدريجي، "الصلاة
كركوع وسجود" ثم "غسل
الوجه والكفّين والصلاة
كاملة". ولنصطلح على
تسمية الولد في هذه
المراتب "صبيّاً"
3
.
والملاحظ أن معاملة الطفل
اللعوب في هذه المرحلة لا
بد أن تبنى على أساس الحب
والعطف والحنان كما ورد
عن النبيّ صلى الله عليه
وآله في قوله: "أحبّوا
الصبيان وارحموهم..."
4
.
بل أمرنا بالتنزّل إلى
مستوى الطفولة، والتصابي
مع أطفالنا وصبيتنا قائلاً:
"من كان عنده صبيّ
فليتصابَ له"
5
.
لا بل روى الإمام الصادق
عليه السلام عن جده
الرسول صلى الله عليه
وآله تأذّيه لبكاء الصبيّ
مما دعاه إلى التخفيف من
صلاته فقال: "صلّى
رسول الله صلى الله عليه
وآله الظهر والعصر فخفف
الصلاة في الركعتين
الأخيرتين فلما انصرف قال
له الناس: يا رسول الله
أحدث في الصلاة شيء؟ قال
وما ذاك؟ قالوا خففت في
الركعتين الأخيرتين فقال
لهم: أوَما سمعتم صراخ
الصبيّ؟"
6
.
والسؤال الذي يطرح نفسه
هنا: هل أن وضع الأطفال
والصبية في أجواء الحزن
والبكاء، التي قد توجب
لهم الدهشة والخوف في بعض
الحالات، ينسجم مع إضفاء
مشاعر الحب والحنان
والرحمة والإحسان عليهم؟
أو أنه قد يتسبب لهم ببعض
الاثار السلبية والعقد
النفسية التي ربما
تصاحبهم إلى اخر حياتهم؟
وللإجابة على هذا السؤال
نسلك طريقين:
الطريق الأول: أن الطفل
مفطور على البكاء، فهو
يستقبل الحياة الدنيا
باكياً، ويمثل البكاء
لغته الأولى والوحيدة،
للتعبير عن جوعه ووجعه
وخوفه ونعاسه وما شابه
ذلك، ولذا ورد النهي عن
ضرب الأطفال على بكائهم
عن النبيّ صلى الله عليه
وآله في قوله: "لاتضربوا
أطفالكم على بكائهم، فإن
بكاءهم أربعة أشهر" شهادة
أن لا إله الله، وأربعة
أشهر "الصلاة على النبيّ
صلى الله عليه وآله "،
وأربعة أشهر "الدعاء
لوالديه"
7
.
فبكاء الطفل الفطري
العفوي العاطفي شيء،
وإبكاؤه القهري التسلطي
بإخافته أو ضربه شيء اخر،
والأول هو المطلوب من
حضوره المجالس الحسينية،
لا الثاني الذي تترتب
عليه تلك الاثار السلبية
والمشاكل النفسية.
الطريق الثاني: أن
المستفاد من النصوص
المتقدمة هو ضرورة مراعاة
مستوى النمو العقلي للطفل،
من جهة بتقديم المفاهيم
الطيبة الإيجابية إليه
بالأسلوب المناسب كأن
يقال له في المرتبة
الأولى: "لا فتى إلا علي"،
وفي الثانية "الحسين بن
علي عليه السلام "، وفي
الثالثة "السلام على
الحسين"، وفي الرابعة
نأمره مثلاً باللطم، وفي
الخامسة بقراءة زيارة
مختصرة، وفي السادسة
بقراءة الزيارة مع ركعتين.
ومن جهة أخرى أن نزرع في
قلبه حب الحسين عليه
السلام والمفاهيم
الإنسانية والقيم السامية
التي استشهد من أجلها
كالعدل والصدق والوفاء
ونصرة المظلوم والشجاعة
والبطولة ونحوها من خلال
قصص أبطال وأطفال كربلاء،
كما يمكن إشراكهم في بعض
الندبات الحسينية التي
يفضل أن ينشدها لهم واحد
منهم ليكون أثرها أبلغ في
نفوسهم.
3- وأما على الإحتمال
الثاني بأن كانوا في
مرحلة الطفولة المتأخرة
فقط، فإنهم يصبحون أكثر
استعداداً لتلقي
المعلومات والمفاهيم وأشد
تفاعلاً مع الخطب الدينية
والمجالس الحسينية، إن من
الناحية الفكرية أو من
الناحية العاطفية أو من
الناحية السلوكية، إذ
تتسم هذه المرحلة بسمة
التربية والتأديب كما في
الحديث عن الصادق عليه
السلام : "دع ابنك
يلعب سبع سنين، ويؤدّب
سبع سنين، وألزمه نفسك
سبع سنين، فإن أفلح وإلا
فلا خير فيه".
وتفترق هذه المرحلة عن
سابقتها بأن الولد يمر
فيها بمرتبتين فقط يتدرج
فيهما نموه العقلي
والنفسي وهما:
المرتبة الأولى: وهي ما
بين السابعة والعاشرة من
عمره حيث يكون مطيعاً
ومنقاداً ومهيأ لتقبل كل
الإرشادات والنصائح
الموجهة إليه كما ورد في
وصية أمير المؤمنين عليه
السلام إلى ولده الحسن
عليه السلام حين قال:
"إنما قلب الحدث كالأرض
الخالية ما ألقي فيها من
شيء قبلته، فبادرتك
بالأدب قبل أن يقسو قلبك
ويشتغل لبك"
8
.
ويمكن لنا تسمية الولد في
هذه المرتبة "حدثاً".
المرتبة الثانية: وهي
مابين العاشرة والرابعة
عشرة من عمره، حيث يبدأ
الولد بتكوين شخصيته
الخاصة فيكثر تقلبه ولهوه
وشغبه كما وصفه ونظراءه
الشيخ الرئيس في الشفاء
قائلاً: "الغلمان هم
سريعوا التقلب والتبدل
ويغلب عليهم الملال...
ويسرع إليهم الغضب ويشتد
فيهم وخصوصاً لحبهم
الكرامة فلا يحتملون
الضيم وتفرط فيهم محبتهم
للكرامة ومحبتهم للغلبة
ميلاً منهم إلى النباهة
والعلو... ومن طباعهم
سرعة التصديق بما يرمى
إليهم من حسن الظن وقلة
الإرتياب وفسحة الأمل..
إلى أن يقول ونستفيد من
ذلك أن إقناع الغلمان من
السهولة بمكان، فلا يحتاج
الخطيب إلى كثير عناء في
حملهم على الإذعان بما
يقول خصوصاً في التعبئة
العقائدية وما يتضمن
عنفواناً وحماساً وتشويقاً
9
.
ولنسم الولد في هذه
المرحلة "غلاماً" أو "فتىً".
ويُفضل في هذه المرحلة
الفصل بين الذكور والإناث
لا سيما في المرتبة
الثانية أي بين الفتية
والفتيات مراعاة للضوابط
الشرعية والأخلاقية ولبعض
الإعتبارات الفنية
المساعدة على تحقيق
الغاية المنشودة من عقد
المجالس لهم.
والملاحظ أن معاملة
الأولاد في هذه المرحلة
لا بد أن تكون مبنية على
أساس الحزم والجدية بل
ربما احتاجت إلى شيء من
القسوة والشدة وذلك
لضبطهم وتأديبهم وإيصال
الأفكار والمفاهيم إليهم
بالأساليب التي تتناسب مع
أطباعهم وأحوالهم، فهم
أكثر قدرة على إدراك
الكثير من تفاصيل السيرة
الحسينية ومبادئها وقيمها
والتفاعل معها بشكل
إيجابي كما يمكنهم إدراك
المفاهيم المقابلة لها أي
أضدادها والتفاعل معها
بشكل سلبي وهذا ما يميزهم
عن الصبية في المرحلة
السالفة إذكانت تنحصر
معرفتهم في المفاهيم
والقيم الإيجابية كالعدل
مثلاً وكان تفاعلهم معها
إيجابياً بالحب لها وحب
المتصفين بها كالإمام
الحسين عليه السلام ، أما
في مرحلة الأحداث
والغلمان فقد أصبح
بمقدورهم أن يتعرفوا على
المفاهيم السلبية كالظلم
مثلاً وأن يتفاعلوا معها
سلباً ببغضها وبغض
المتصفين بها كيزيد لع ،
كما يكون بكاؤهم لمظلومية
أهل البيت عليهم السلام
عامة والحسين عليه السلام
خاصة بكاءً واعياً وهادفاً،
مضافاً إلى استعدادهم
التام لتفهم معاني
الشهادة والتضحية
والإيثار بكل وضوح بل
يترقّون الى مستوى
التأسّي بسيد الشهداء أبي
عبد الله عليه السلام
وأهل بيته وأنصاره في
شهادتهم وتضحياتهم
وإيثارهم، هذا بالإضافة
إلى مشاركتهم في المواكب
والمسيرات العاشورائية
والندبات الحسينية التي
تنسجم مع حماسهم
واندفاعهم ولا سيما إذا
أنشدها لهم واحد منهم.
4-وأما على الإحتمال
الثالث أي كونهم في
كلا المرحلتين معاً فلا
بد حينئذ من مراعاة حال
الأدنى، وإذا أمكن انتهاج
أسلوب وسط بينهما فبه
ونعم، ولكن الأفضل لهم
عدم اجتماعهم في مجلس
واحد حتى يتسنى للخطيب
مخاطبة كلٍ منهم بما
يتناسب ومستوى وعيه وفهمه
وإدراكه لألاّ يصيبه كما
أصاب الغراب عندما أراد
أن يقلد الحجل في مشيته
فنسي مشيته ولم يحفظ مشية
الحجل!
هذا كله فيما يتعلق
بالركن الثالث وهو
المخاطب.
الركن الثاني:
وهو الخطاب وقد تبينت
في طي الكلام عن المخاطب
بعض الجوانب المتعلقة
بكيفية الخطاب ونوعيته
أضف إليها أن الخطاب
الحسيني يتألف من ثلاث
فقرات أو فصول:
الفصل الأول: المقدمة
والشعر.
الفصل الثاني: الموعظة
والسيرة.
الفصل الثالث: المصيبة
والخاتمة.
ولا بد من الكلام عن فصول
الخطاب الحسيني بالنسبة
لكل مرحلة بحسبها.
أما المرحلة الأولى
فيقتصر فيها على الفصل
الثاني بأسلوب قصصي محبب
وللصبية دون الأطفال
ولابأس هنا في إشراكهم
بترداد بعض الأبيات
الشعرية كأرجوزة عمرو بن
جنادة الأنصاري القائلة:
أميري حسين ونعم الأمير
سرور فؤاد البشير النذير
علي وفاطمة والداه
فهل تعلمون له من نظير
وأما المرحلة الثانية
فيستحسن فيها:
أولاً: اختيار قرابة خمسة
أبيات شعرية سهلة وواضحة.
ثانياُ: ضرورة التركيز
على الأسلوب القصصي
المشوق غير المطول بإطناب
ممل ولا الموجز بإيجاز
مخل، في سرد سيرة أبطال
كربلاء ولاسيما الفتية
والأطفال منهم كالقاسم بن
الحسن عليه السلام وعبد
الله الرضيع، مع استخلاص
الدروس والعبر المفيدة
والمناسبة لأعمار الأحداث
والغلمان.
ثالثاً: أن تكون المصيبة
مركزة على ماسي أطفال
كربلاء بشكل أساسي كمصائب
القاسم والرضيع ورقية
ونحوها ولا بأس بتعقيب
المجلس بندبة حسينية
يشاركون فيها باللطم على
صدورهم، وقراءة زيارة
الحسين عليه السلام بصوت
واحد معهم، ثم تقديم
الطعام أو الحلوى لهم على
حب أهل البيت عليهم
السلام لما في ذلك من
اثار طيبة على قلوبهم
ونفوسهم. وينبغي التأكيد
أخيراً على أن تكون مدة
المجلس المعقود لهم مع
توابعه لا تتعدى نصف ساعة
تقريباً.
الركن الأول: وهو
الخطيب الذي ينبغي أن
يتمتع بصوت حزين وقلب
رقيق، ومعرفة
دقيقة بأحوال الأطفال
والصبية والأحداث والفتية،
ولغة سهلة الفهم عليهم
وفصيحة في ان واحد،
ودراية بأساليب التربية
والتعليم والتأديب
والتفهيم، هذا من جهة
صوته وصفاته وأما من جهة
جنسه فربما كانت الأخت
المربية أو القارئة
للسيرة الحسينية أبلغ
أثراً في نفوس الأطفال
والصبية ذكوراً وإناثاً
وكذلك الفتيات في المرحلة
الثانية، و أما الأحداث
والفتية فأن يكون الخطيب
رجلاً أي من جنسهم هو خير
لهم وأجدى.
وختاماً أرجو أن أكون قد
تمكنت من تسليط الضوء على
جوانب هامة من خصائص
وميزات عزاء الأطفال مع
اعترافي بالتقصير في
إيفاء البحث حقه
واستعدادي بل رغبتي في
تقبل أية انتقادات بناءة
وملاحظات مفيدة عساني
أجبر بذلك النقص الذي لحق
بمقالتي سائلاً
الموليالعليم الحكيم أن
يقيل عثرتي ويغفر زلتي "وله
الحمد في الاخرة والأولى
وله الحكم وإليه ترجعون".
المداخلات على كلمة
الشيخ علي سليم
المداخلة الأولى: الشيخ
محمد سبيتي
بالنسبة إلى العنوان: كان
كبيراً جداً. ويحتاج إلى
تفصيل كثير ولكن من جملة
الخصائص والمميزات التي
يمكن أن نتحدث عنها في
هذا المجال.
1- صياغة البرنامج
الملائم المنسجم مع
الأطفال والذي يتم إعداده
من قبل الأطفال كتابةٍ
وإعدادا لأنه تحصل روح
واحدة وخطاب واحد لما هو
معد.
وبعدها يكون هناك قارىء
صوته حسن يأخذ الملاحظات
ويتدرب عليها ثم يلقيها.
2- هناك نقطة أساسية في
كل هذه المجالات وهي
اشكالية التربية إذا
أردنا أن نربي الأطفال
على برنامج عاشورائي فهذا
بحد ذاته عنصر من عناصر
التربية ولكن التربية في
الأساس يوجد حولها نقاش
كبير. بمعنى إذا تحدثنا
عن خصائص ومميزات الطفل
فالطفل له مساحة من المرح
والفرح وهو بحاجة إلى
تفجير طاقته والتعبير عن
رغباته وبراءته.
وهذا يعني أنه إذا أردنا
أن نأتي ببرنامج العزاء
فإما أن نطرحه كبديل للعب
ومرح الولد. وإما أن يكون
معه بالعرض وإذا كان معه
لا يجب أن يكون طرح
العزاء على الولد مشروطاً
لأنه أخطر ما يمكن أن
يطرح. بمعنى أن يقال
للولد إذا حضرت المجلس
فأنا أعطيك. وهكذا... فإن
هذا يعتبر عملية تقزيم
للبُعد القيمي لحادثة
عاشوراء إما أن نستطيع أن
نكتب عاشوراء بمستوى
يعشقه الطفل ويعتبره
بديلاً له. وإما أن لا
نفعل.
المداخلة الثانية:
الشيخ فضل مخدّر
أحبُّ أن أسجل انتقاد على
الكلمة والتي لها علاقة
بموضوع التربية.
حتى المسالم من الروايات
والذي يعطي فكرة عامة عن
منهجية تربوية، وصار هناك
صورة عامة في شخصية الطفل
وتربيته يوجِّه أن السن
التربية هو في المرحلة
الأخيرة من الطفولة بين 7
و41 عام. في المنهجية
التي طُرحت وإن كان في
الروايات ما يشير إلى
التلقين لا إله إلا
اللَّه... محمد رسول
اللَّه... إلا أنه ما هو
ثابت واقعاً من خلال
الحالة العملية التي تحصل
مع الطفل من جهة ومن جهة
أخرى حتى الدراسات
العصرية التي تدخل بعمق
نفسية الطفل. النتيجة
تكون دائماً إنه في
المرحلة الأولى من طفولته
مرحلة 7 سنوات حقيقة
يتلقى ويقلد ويأخذ كثير
من القضايا التي ينساها
مباشرة بعد دخوله في السن
السابعة نعم تترك اثارها
البشيء الفعلي للتربية
إذا أردت أن أتحدث بالذي
يتوجه إليه العزاء
الحسيني. بكل عناصره
ومفرداته فليكن ذلك الذي
عبر عنه الأئمة عليه
السلام الحدث أوالأحداث
كما قال الإمام الصادق
عليه السلام هم أسرع إلى
التلقي أوأسرع إلى الحفظ
أوأسرع إلى كل خير بحسب
الرواية. فالمفترض بناء
البحث أوالسن المطلوب كما
عبّر عنه الأئمة عليه
السلام كما تؤكد ذلك
الدراسات العصرية.
مع الشكر
المداخلة الثالثة
الشيخ مصطفى قصير
في كلمة الشيخ علي سليم
أولاً لاحظنا أنه لا زالت
الكلمة تُركّز على الشكل
المتعارف والأجزاء
المتعارفة في المجلس مع
أنه ينبغي أن نخرج من هذا
القيد لأنه أساساً حتى في
مجالس عاشوراء المتعارفة
مجالس الكبار إذا صح
التعبير لا يوجد قداسة
بالالتزام بهذا الترتيب
وبهذا الشكل إذا وجدنا أن
هناك إمكانية أن نجد
أسلوباً أكثر تأثيراً
وأكثر تشويقاً وأكثر خدمة
للهدف ما المانع من ذلك؟
وعلى مستوى الأطفال
المسألة تصبح أوضح من
خلال التجارب التي مررنا
بها ومن خلال مجموعة من
التجارب التي شاهدناها في
الجمهو رية الإسلامية
مثلاً مجالس الأطفال التي
يديرها الأطفال وينظمها
الأطفال ويشارك بها
الأطفال بشكل كامل. هذه
المجالس وجدنا أنها في
الغالب هي صورة عن مجالس.
الكبار يحاول الطفل أن
يقلد ولكن باعتبار أن
قدرة التقليد متفاوتة بين
جانب الموعظة الخطابة
وبين جانب اللطميات.
أوالأعمال الفلكلورية إذا
صح في عاشوراء فنجد بأن
الأطفال أكثر مهارة وأكثر
رغبة في تقليد تلك
الجوانب ولذلك عندهم قدرة
هائلة على تنظيم مجالس
على نمط مجالس المدّاحين
في الجمهو رية الإسلامية
وحتى من خلال تجربة
المدارس ثبت لدينا أنه
يوجد إمكانية كبيرة في أن
تقام مجالس من هذا النوع.
لكن هذه المجالس من
خصائصها فقط تدريب الطفل
على الاهتمام بالمناسبة
دون أن يحصل بشيء من
المضمون أكثر من هذا.
المضمون الأكيد هو حصول
الارتباط بالمناسبة من
خلال اللطميات أومن خلال
بعض الأعمال الأخرى.
لكن الدراسات تثبت أن
الأسلوب الأنجح في نقل
عاشوراء ونقل غير عاشوراء
من الأمور التي نحتاج
لادخالها إلى عالم الطفل
بأسلوب مؤثر التأكيد على
الأسلوب المسرحي لوأمكن
أن تصاغ عاشوراء بجملة من
الأعمال المسرحية التي
يمثل بها الأطفال أنفسهم
ويترك للأطفال مساحة
لاضفاء بشيء على القصة
ليس من الضروري أبداً أن
نتقيد أبداً بالنص
التاريخي لأنه عادة
بالعمل المسرحي يوجد
إمكانية كبيرة أن نخرج عن
النص التاريخي لكن أن
نحافظ على جوهره في
الإمكان أن نقدِّم عملاً
فنياً مؤثراً وتربوياً
أيضاً يوصل إلى الهدف
المطلوب من المجالس. ولا
بأس أن يعتبر العمل
المسرحي هو مجلس. لأن
المجلس كمجلس ليس
بالضروري أن يبدأ بنقطة
وينتهي عند نقطة، المجلس
بالنتيجة هو عبارة عن
لقاء يريد أن يحقق هدفاً
فإذا كان بإمكان المسرحية
أن تحقق ذلك الهدف. وهي
بالفعل قادرة على تحقيق
ذلك يمكن اعتماد هذا
الأسلوب.
هذا الأسلوب أنا رأيت
ولامست وشاهدت مستوى
التأثير العالي له ولكن
تبقى المشكلة الأكبر
والأبرز هي في صياغة
العمل المسرحي، لأننا نحن
نشعر بحاجة كبيرة إلى
كتّاب مسرحيون يستطيعون
أن يقدموا قصة عاشوراء
عبر جملة من الأعمال
المسرحية. وهذا هو
المفقود. يعن تركيزنا نحن
على الأسلوب الكلاسيكي
ناشيء من فقرنا لبقية
الأساليب لا من كونه هو
الأسلوب الوحيد.
وشكراً
المداخلة الرابعة:
الشيخ إبراهيم بلوط
10
تارة نسأل كيف نقيم
العزاء للأطفال بعد تثبيت
أصل إقامتها. نبحث عن
الوسيلة كيف نقيمها. مع
أخذنا للمنشأ الذي ترشحت
عنه الوسيلة، فإذا قلنا
بأنه أقيمت من خلال سيرة،
هذه السيرة ليست مقتصرة
فقط على ما تفضل به جناب
الشيخ من أنها شعر حتى
أنها كانت سيرة تسرُد
القصة وتبكي، وتذرف
الدموع مع سرد القصة ولم
يكن أساس العزاء مجرد شعر
يعني حتى أنّ السيرة
أُخذت فيها والمصيبة
وتبين الواقع.
أنا أيضاً مع جناب الشيخ
مصطفى على أنه المدار
الطريقية ليس الموضوعية.
إذ ليس فيها نص أنّه لا
بُد من ترتيبها من قصيدة
ومن موعظة ومن مصيبة
فالمدار مدار الطريقية
كيف يمكننا أن نوصل
كربلاء من خلال العبرةِ
والعَبْرة بأي كيفية من
الكيفيات، وحيث أن الحديث
عن الأطفال أعتقد بأنه
خطأ أن نبحث في عُمر
الطفل كم وعُمرِ الحْدِث
كم لأنه يتفاوت ربما من
مكان إلى مكان ومن أسرة
إلى أسرة. ومن بقعة إلى
بقعة وبالتالي لا ندرك له
حداً معيّناً يمكننا أن
نعطيه للجميع بلحاظ هذا
الذي هو موجود هنا، لا بد
أن نعطي الوسيلة بشكل عام
بحيث لوكان هذا الطفل
عمره سبع سنوات أوعمره 31
سنة يمكن أن يتلقى ويتقبل
هذه الفكرة ولا نجد في
ذلك تفاوت.
وأيضاً يمكن أن نعطي فكرة
من خلال مسرح وأخرى نريد
أيضاًأن نجعل بكاء وذرف
دموع إذ أنه قد لا يترتب
على المسرح ذرف دموع
وإنما يترتب عليه حفظ
الواقعة ولا يتفاعل الطفل
غالباً في الصغر على
الحدث من ناحية إدراك
مضمونه ليبكي ويذرف
الدموع بقدر ما يتفاعل مع
نفس القصة فتثبت في ذهنه
تتفاعل معه حينما يكبر
واللَّه العالم.
تعقيب الشيخ علي سليم
على المداخلات
أشكر السادة العلماء على
ملاحظاتهم المتممة لما
أحببت طرحه لكن فيما
يتعلق بالمجلس المشروط
كما عبر سماحة الشيخ محمد.
لا أدري إن كان عندكم
إشكال على ما ذكرته من
تقديم الحلوى لهم بعد
المجلس فأنا اعتبرته من
باب المحفزِّات.
أنا مع تحديث الأساليب
ولكن على أن لا يُلغي ذلك
شكل المجلس التقليدي
للعزاء.
وأنا لا أوافق على ما
عبّرتم عنه بالأساليب
الفلكلورية فأنا لا
أشاطركم الرأي قلتم إن صح
وهو لا يصح. لأن هذه ليست
أمور فلكلورية هذه وسائل
وطرق وأساليب في إظهار
الجزع والحزن على الحسين
عليه السلام .
1- وضّح سماحة الشيخ
مصطفى:
إن المقصود بالفلكلوري هو
المظهر التقليدي لعاشوراء
أوالتراث أجاب الشيخ علي
سليم بأنه بهذا المعنى
أوافقكم الرأي ولكن ضمن
ضوابط.
2- الشيخ فضل مخدِّر:
المجلس الحسيني موضوع
التحديث والتجديد. المجلس
الحسيني بالهيكلية
الموجودة فيه الان حتى
بطريقة القراءة والوعظ
والنعي كم هو عمره.
بداية العزاء عند الأئمة
عليه السلام . كانت تحصل
من خلال جمع الشعراء
واستماع الشعر منهم.
ويقولون من قال بيتاً من
الشعر فأبكى وبكى فإن له
الجنة، ثم تجدّد وتحدَّث
فطرح التحديث بالمطلق أن
تعارضه مع الحفاظ على
الشكل القديم. الشكل
القديم الذي ورد عن
الأئمة عليهم السلام تطور
أضيف له بعض الأساليب.
فالسؤال هل يجب أن يرتبط
الشكل الجديد بالشكل
القديم بشكل أن يكون هناك
علاقة وثيقة. أم إن هناك
إمكانية للفصل. حتى
نتصاعد أكثر من موضوع
المسرح والقصة والحكايا.
هنا نريد أن نوصل المضمون.
2- القيم عند أطفال
عاشوراء
الاستاذة أمل طنانه
بسم الله الرحمن
الرحيم
أدفن الشّكوى أخا الجرح
وجنّبني النّشيدا
أنا لا أعزف ألحاني أنينا
وقيودا..
لعنة التّاريخ قيثاري إذا
ظلّ قصيدا
يخضم الّلحن ولا يقذف في
النار الحديدا
لعنة التاريخ شعر لم
نجسده وقودا..
هذه بضعة أبيات للشَّاعر
العربي الكبير سليمان
العيسى، لكنّها تلخّص
مهمّة الشّعر العربي،
وربّما الأدب العربي منذ
كان في مهده الأوّل حتى
يومنا هذا. فالأدب هو
الوقود، وقود الإنسان
المحتاج إلى غذاء روحه
وعقله وسلوكه، حاجته إلى
غذاء جسمه وعضلاته. حاجته
إلى كلمة مبلّلة بالدّم،
مضفورة بالعروق، متهادية
على أنفاس الموسيقى، كي
تسقط في قرارة القلب
فتحرق وتحترق.
إذ أنّ الحريق الذي تشعله
الكلمات في أعماقنا هو
ذاته ما يفتح أمام
جداولها قنوات العبور.
فينساب الفعل الإنساني
بأرقى ألوان المحبّة
لتتفاعل الثقافات وتشترك
الألسنة والاجناس والعروق
في صنع الحضارة ويرمي
النّور جداوله في كل
الأنحاء.
وإن كانت تلك هي مهمّة
الأدب الأسمى حسب وجهة
نظرنا فلا يعني ذلك أننا
نعتبر أن كلّ ما قيل وما
يقال من الأدب قد أوفى
بهذه المهمة على أكمل وجه،
وحقّق مارب الحرق
والاحتراق في مكان
الإنسانية البيضاء.
لكن لا بدّ من الاشارة
إلى أنّ حدائق الأدب
العربي قد فاضت بكثير من
الخضرة والنّضرة، وأظلت
الارواح من النار بالنور،
ومن الشوك بأريج البنفسج
والياسمين.
قالوا: "إنّ الادب
الحقيقي هو ذاك الأدب
المنبثق من أعماق الهمّ
الكبير، الممتطي صهوة
القيم والأخلاق، المحلّق
بأجنحة الكلمة الجميلة
والإيقاع السّاحر".
ولطالما جرّب الكثيرون أن
يفصلوا الفنّ عن الأخلاق،
وحملوا نظرية الفنّ للفنّ
زمناً طويلاً، حتى تأكد
لهم أخيراً أنّ فنهم ذاك
سقط في مهاوي الضّياع،
واندثر في مقبرة النسيان
إلى الأبد مكفّناً
بالخيبة والفشل.
فأيّ فنّ هو ذاك الذّي لا
يجد له متّكأً على ثنية
قلب، ولا دمعه تنساب على
حرف من حروفه وتشهد له
بالديمومة والخلود؟
لا نريد أن نبتعد كثيراً،
ولنبدأ من أدب الصّغار.
ذاك النّسيج الذي تتألّف
منه وحده إنسانية الإنسان،
طالما تبقى حروفه تغزل
معانيها، وتؤلّف الكلمات،
لتبني الكلمة الموقف،
ويبني الموقف الرّجل
والمرأة على حدّ سواء،
ويرتصف المجتمع كله
بعيوبه وحسناته من حجارة
رصفتها الكلمات، ولا شيء
سوى الكلمات.
وإذا أردنا أن نتحدّث عن
أدب الأطفال كان علينا أن
نبدأ من الادب الحقيقي،
الأدب المنبثق من أعماق
الهمّ الكبير. وأين هي
القضايا من قضيّة عاشوراء؟
وأين هي الهموم المقدّسة
من ذلك الهمّ الأقدس الذي
ما زال يؤرّق عيوننا حتى
اليوم بوجعه الأبدي
ويغلّف كلّ قناديل حزننا
بأوشحته الحمراء؟
إنّ قضايا أمّتنا لهي
امتداد حقيقيّ لعاشوراء،
وإن اختلف البشر، فإن
الواقعة حيّة مازالت
تنتقل بين أضرحة وجودنا
من دار إلى دار، ومن ماض
إلى حاضر إلى مستقبل وعلى
كلّ أبوابنا عبارة واحدة
لا تتغيّر: "كلّ يومٍ
عاشوراء كل أرضٍ كربلاء".
فكيف نستقي من هذه
الواقعة، مناهل التّربية،
وحاجتنا من القيم
والأخلاق في بناء إنسان
الغد؟ وكيف نسخّرها لما
يرتقي بالحزن نحو قيمة
الشّهادة وأثرها في صنع
الانتصارات، انتصارات
الحق على الباطل، والعدل
على الظّلم؟
حين بدأ الإمام زين
العابدين عليه السلام
بإثارة هذه القضيّة، لم
يكن يحمل سيفه ويجوب به
الأقطار إذ كان لوقع
كلماته ما يفوق أثر
السّيف والرّمح.
ولوصمت الإمام زين
العابدين عليه السلام
لانتهت عاشوراء إلى جعبة
السلو والنسيان.
قال الإمام الصادق عليه
السلام : "الحمد لله
الذي جعل في النّاس من
يفد إلينا ويمدحنا ويرثي
لنا، وجعل عدوّنا من يطعن
عليهم ويهددونهم ويقبّح
ما يصنعون".
وعن الأئمّة عليهم
السلام : "من قال فينا
بيتاً من الشعر بنى الله
له بيتاً في الجنّة".
وفي حديث أخر: "حتى
يؤيد بروح القدس".
وفي حديث ثالث: "بنى
الله له في الجنّة مدينة
يزوره فيها كلّ ملك مقرّب
ونبيّ مرسل".
حين يشجّع أهل البيت
على حمل قضيّة عاشوراء،
كمعين شعريّ يجزي صاحبه
الأجر الجزيل والكرامة
عند الله، فلا يعني ذلك
أنّهم عليهم السلام
يطلبون لأنفسهم غرضاً
دنيويّاً، أو يهيجون
دموعنا حزناً وأسى.
إذ إنّ قضيّة عاشوراء بحدّ
ذاتها تربية كاملة، يرى
فيها أهل البيت عليهم
السلام قبل أن نرى نهجاً
وطريقاً صالحاً وبناءً
مرجوّاً للإنسان على مدى
الزّمان، وقيماً واجبةً.
ولنحّدد مفهوم القيم
ومعناها اللّغوي: فقد ورد
في لسان العرب أنّ القيم
هي الإستقامة وفي الحديث:
قل امنت بالله ثم استقم.
وقد فسّر على وجهين: قيل
هو الإستقامة على الطّاعة.
وقيل هو ترك الشرك.
قال كعب بن زهير: فهم
صرفوكم حين جزتم عن الهدى
بأسيافهم حتى استقمتم على
القيم أما المعنى
الاصطلاحي الذي نقصده من
قولنا: القيم عند أطفال
عاشوراء. فهو الطريق
والنهج والتربية من خلال
ذلك الحدث المسؤول عن كل
تجارب حياتنا النّاجحة
وكل انتصاراتنا حتى اليوم.
القيم عند أطفال
عاشوراء:
هل يتأثّر الأطفال عادة
بشيء، أو بحدث، أو بموقف،
تأثّرهم بالصّغار؟
إنّ أثبتَ القيم
الأخلاقية، وأكثرها
تأثيراً في سلوك الأطفال
هي تلك القيم الصادرة عن
الأطفال ذاتهم. ربما لم
تسلّط الحقائق التاريخية
الضوء على الأطفال الذين
مرّوا في عاشوراء بما
يتناسب مع الظلم الذي
عانوه والأثر الذي يمكن
أن يتركوه في سلوك
أطفالنا، والأسماء التي
يتكرّر ذكرها في روايات
عاشوراء لا تتجاوز في
كثير من الأحيان: القاسم
بن الحسن عليه السلام ،
رقية بنت الحسين عليه
السلام . وعبد الله
الرضيع، ولا تتجاوز الحدث
إلى الموقف والقيم في
معظم الحالات. رغم أن
نكبة عاشوراء لم ترحم
صغيراً ولا كبيراً. ولذا،
فمن الواجب أن نبحث ونحقق
ونتوقّف عند الأحداث التي
تتعلق بالأطفال وبمواقفهم
في تلك الفترة، لما لها
من أثر في ترسيم سلوك
أطفالنا وتعزيزه.
ذلك أن التربية التي نشأ
عليها الأطفال الذين
تسنّى لهم أن يستقوا
الضّوء والهواء من بيت
النبوّة، في التربية تلك
ما رسم معالم خاصة
للطفولة المسلمة على مدى
الزمان.
ولنتوقف عند بعض من تلك
الدلالات، محاولين أن
نستقي مواقف وقيم أطفالنا،
من خلال مواقف وقيم أطفال
الحسين عليه السلام .
يقول الشاعر في عبد الله
الرضيع، الذي ذبح في حضن
أبيه الحسين عليه السلام
:
فلفهي له مذ طوّق السهم
جيده كما زيّنته قبل ذاك
تمائمه
هفا لعناق السّبط مبتسم
اللمى وداعاً وهل غير
العناق يلائمه؟
ولننظر إلى موقف رضيع، لا
يتقن إلا الضحك والبكاء،
كيف طوّقت يداه الصغيرتان
عنق أبيه الحسين عليه
السلام . أليس في ذلك
الفعل ما يشير إلى تحدٍّ
واضح لذلك السهم، وتسليم
لقضاء الله وقدره،
ومبايعة لإمامة الحسين
عليه السلام في اخر شهقة
من شهقات الحياة، واخر
خلجة من خلجات الروح؟
وما معنى ابتسامة رضيع
يلاقي حتفه، ويخترق السهم
أوداجه؟ أليس في ذلك موقف
وقيمة وعبرة؟
أما القاسم بن الحسن عليه
السلام الغلام الذي لم
يبلغ الحلم، ذاك الذي
امتشق سيفه، وخرج لمواجهة
الموت، نائياً عن متطلبات
طفولته الفطرية، مزدرياً
غريزة الخوف في نفسه،
ينحني ليشدّ شسع نعله،
وقد هان في عينيه الجمع
والألوف، لا يسمع في تلك
الدقائق العصيبة سوى نداء
عمّه الحسين عليه السلام
، وقد فاض الإيمان في
قلبه، وملأ كل كُرّية
حمراء أو بيضاء في دمه
بالتضحية والتفاني والذود
عن ال بيت النبوة عليه
السلام ، وهذه رقية بنت
الحسين عليه السلام .
تفيض روحها بعد أن ذاقت
الويلات في مسيرة السّبي.
طفلة رقيقة الفؤاد، ناعمة
الخدّ، دقيقة العظام. تصل
بعد الرحلة المضنية
الشاقة لتفاجئ عمّتها
باثار السياط وقد ألهبت
جسدها الطري بما يجعلها
مضرب مثل في الصبر والجلد،
وصورة تحرق فؤاد الزمان،
لطفولة قهرت العذاب، ولم
تقهر الحب. بل قدّمت نفساً
راضية مرضية على مشهد
مريع ما استطاعت عليه
صبراً، وقد شاء لها الله
أن تغلق عينيها على وجه
الأب الحبيب وتودّع
الدنيا تاركة فيها موقفاً
من مواقف الطفولة التي
يصح أن يكون مدرسة ينهل
منها صغارنا مدى الزمان.
أما أطفال الحسين عليه
السلام ، فهم أولئك
العطاشى، الذين لم تتناول
أفواههم الصغيرة منذ أيام
وليالٍ، ما يسدّ الجوع
ويطفئ العناء.
فلننظر إليهم حين تأتي
إحدى نساء الكوفة
لإعطائهم بعض الخبز
والتمر والجوز. لتصيح أم
كلثوم: إن الصدقة علينا
حرام. فيقدّمون برضى
وقناعة ما هم في أشد
الحاجة إليه، تلبية لما
فرضه الإسلام، والتزاماً
بمنهج الدين القويم. أليس
في هذا السلوك وهذه
التجربة ما يضيف إلى
الأخلاق مفهوماً جديداً
يمثّل معنى الإباء
والطاعة لله عز وجل في
أضيق فسحات الدنيا، وأصعب
مسالكها؟ إن القيم التي
نستطيع أن نستقيها من
مواقف أطفال عاشوراء لا
يمكن إحصاءها أو الحديث
عنها في هذه العجالة.
ولكن نحب أن نذكّر بها،
وندعو إلى البحث عنها
وإعداد المؤلفات حولها
لتظلّ منهجاً وسلوكاً
يستضيء منه صغارنا في
دروب الحياة نحو مستقبلهم
المرتجى.
ولو أردنا أن نحدّد ما
تحمله عاشوراء من قيم
وعبر ومناهج تربوية
لأطفالنا، لعجزنا عن
إحصائها: فمن الصبر، إلى
الشجاعة، إلى التضحية إلى
الإيثار، إلى الصدق. إلخ.
بما لم يتجمع من الفضائل
في موقف واحد يوماً. هذه
هي المادة إذاً. وهذه هي
الاحداث ولكن كيف يمكن
لنا، أن نغزل من هذه
الخيوط المقدسة رجال
ونساء الغد؟ وكيف نضمنها
أدب الصغار لتتحول في
أيديهم جميعاً إلى غذاء
يومي؟
تعالوا إخوتي نبدأ من
الشعر. ولماذا الشعر؟ لأن
الشعر يظل هو الشعر، يظل
هو الإيقاع والموسيقى،
يظل هو الاصابع القادرة
على العزف على أوتار
قلوبنا، فتفجر من
البراكين ما تعجز عنه
الفنون الاخرى. رغم أن
الادب الرفيع والفنّ
الرّفيع يظل رفيعاً.
وإن سألنا مجدداً لماذا
الشعر؟ كان الجواب الاخير:
"لأنه يضم بين أجنحته
أكثر من لغة قادرة على
مخاطبة الروح، وأكثر من
باب مفتوح على الدمعة
والابتسامة ليس أقلها:
باب المعنى وباب الذوق
وباب الموسيقى. تلك
الالوان العجيبة التي إذا
تهيأ لها الحس المرهف
اللاقط والهم الكبير كان
لها في النفس وقع الدهشة
والغرابة والسحر فهل للحس
المرهف اللاقط عمر محدد؟
في الواقع إنّ التأثر
بالكلمة اللينة شعور
غريزي يولد مع الإنسان،
مهما غلظ قلبه وقسا فؤاده،
ولطالما أبكت الكلمة
وحدها عيوناً كانت أقرب
إلى حجارة الصّوّان منها
إلى
العيون، فرقّت لما لم ترقّ
له يوماً، وأسالت مواجدها
على الخدود شواهداً على
ما للكلمة من ملك لا يبلى.
فما بالنا بالصّغار؟ تلك
القلوب الناعمة الرقيقة
التي لم تعرف الصلابة
إليها طريقاً، ولم تفرش
على نوافذها المفتوحة على
الضوء والهواء ستائر
الغلظة والقسوة.
ولنسأل من جديد:
ما موقف الصغار من الشعر؟
ما موقف الشعر والشعراء
منهم؟ وما الذي يمكن أن
تحدثه الكلمة في نفوسهم
الغضة الطرية الصادقة صدق
ماقيهم وابتساماتهم
البرئية؟
لا نستطيع إخوتي أن ننكر
أن للكلمة على الصغار
سلطة ما بعدها سلطة، وإن
كانت ذاكراتهم تأنس
للكلمة المسربلة
بالموسيقى والايقاع أكثر
مما تأنس للكلمة الخارجة
عن هذا النطاق.
ولأنّ الاذن الصغيرة تميل
إلى الكلمة الموسيقية
الجميلة، فقد غدا في يد
التربية مفتاح الباب
الواسع الذي نستطيع من
خلاله أن ندلف إلى عالم
الطفولة بكل ما نشاؤه من
بذار في تحضيرنا للموسم
المنتظر.
ها هي إذاً، طريق واسعة
معبده من عالم الطّفولة
إلى عالم بناء الإنسان،
فهل وفينا هذه الرّسالة
حقها؟ وعند كل منّا، يقين
بأن حفظ أيّ نشيّد عند
طفل بدأ لسانه يتلعثم
بالحروف لا يحتاج إلى
الإصغاء له أكثر من مرة.
فكيف نعمل وأمامنا فترة
عمرية لا بأس بها، يمكن
من خلالها أن نجني مواسم
واعدة لا تحصى؟
نعود إلى موقف أهل البيت
عليهم السلام من تجنيد
القلم الأدبي للتربية
العاشورائية، ونذكر ما
دعا به الإمام الصادق
عليه السلام للكميت حين
أنشده إحدى قصائده عن ال
محمد صلى الله عليه وآله
، فقال: "اللهم اغفر
للكميت ما قدّم وأخّر وما
أسرّ وأعلن وأعطه حتى
يرضى".
وما الذي يتمناه الشاعر
أمام هذه المكارم العظيمة
التي خصه بها الله تعالى،
إذ سخر قلمه ولسانه ليفيض
من حبّ أهل البيت عليهم
السلام ، ما يطفئ عطش
الزمان؟
كل هذه الفضائل لمن قال
بيتاً من الشعر، فما عساه
يتبوأ من الفضائل ذاك
الذي استطاع من خلال
كلماته أن يزرع في كل نفس
عشقها الخاص بمحمد وال
محمد صلى الله عليه وآله
،
ليتغلغل في ثنايا الفؤاد
ناشراً من ينابيع الطّهر
العلويّة ما يخلّص
الأفئدة مما علق بها من
أهواء النفس، ومساوئ
انحرافاتها وخطاياها.
لقد درجت العادة في أيام
عاشوراء على أن يعمّ
الحزن، وتقام المجالس،
وتتردّد السيرة الحسينيّة
في كل الانحاء والبيوت.
ولكن حتى اليوم لم تسمع
إلا القليل عن مجالس
حسينيّة موجّهة إلى
الأطفال على وجه الخصوص.
من عادتنا عند إقامة
المجلس الحسيني، أن
نتحلّق حول قارئ السيرة
مصغين منتبهين فتجود
العبرات، وتفيض الدّموع.
وقد ينضمّ أطفالنا إلينا
في هذه المجالس، فمن باكٍ
إلى لاهٍ، إلى مراقبٍ
ومصغٍ يتساءل في قرارة
نفسه: لماذا يبكون؟
وكثيراً ما نسأل الصّغار
عما فهموه من خلال هذه
المجالس، ليجيبنا أكبرهم
بما تعلمه وسمعه من
والديه ومعلميه. إذا أنّ
هذه المجالس ولنعترف يندر
ما تترك في عقول الصّغار
وأذهانهم مفاهيمها لسبب
واضح وجليّ هو: صعوبة
اللغة وابتعادها عما
يختزن في أذهان أطفالنا
من مفردات.
ولماذا لا يصل الأطفال من
خلال هذه المجالس إلى
المعرفة والإدراك
المنشودين؟ نقول: لأن
الاطفال بحكم تكوينهم
ونموهم النفسي والعضوي،
لم يصلوا بعد إلى مرحلة
التركيز على الإصغاء لمدة
طويلة، هذا إن أهملنا
الجانب اللغوي.
ناهيك عن حاجة الطّفل إلى
الصّورة والحركة واللون
والوسيلة التي تحرك أكثر
من مجرّد حاسّة السّمع
بإيقاع الحزن، لأن
المطلوب هو الوصول إلى
المعرفة العميقة، كي
تتأصّل القيم والاخلاق
وهذه بعض من القيم التي
ننشد إيصالها:
أولاً: الايمان بالعدل
الالهي، والرّضا بالقضاء
والقدر، الذي يلخّصه قول
العقيلة زينب عليه السلام
حين خاطبها ابن زياد لعنه
الله بقوله: "كيف رأيت
فعل الله بأهل بيتك"؟
فأجابت عليه السلام بكل
ثقة العبد بخالقة: "ما
رأيت إلا جميلاً".
ثانياً: تقدير قيمة
الشّهادة وتثمينها عالياً،
في إبراز أفضلية الحياة
الباقية الخالدة على
الحياة الدنيا، ورفض
المذلة والظلم، وذلك بما
يلخصة قول الامام زين
العابدين عليه السلام :
"القتل لنا عادة
وكرامتنا من الله الشهادة".
ثالثاً: الصدق. وذلك
يتجلّى في إيصال الحدث
التاريخي الحقيقي إلى
الأطفال دون
تشويه أو تحريف أو زيادة
أو مبالغة، وذلك وحده كاف،
ليبينّ الظلم الذي وقع
على أهل البيت عليهم
السلام وما حلّ بهم من
كرب وبلاء. وفي ذلك النقل
الواقعي لحادثة كربلاء ما
يشير بحق إلى ما قام به
بنو أميّة من فسق وفجور،
وما ارتكبوه من ظلم بحقّ
أهل البيت عليهم السلام ،
وبذلك يتكوّن للأطفال
موقفهم الصّادق من قوم
ظلموا ابن بنت نبيّهم صلى
الله عليه وآله وسلبوا حق
ال بيته عليهم السلام .
رابعاً: إذكاء روح رفض
الظلم والاستعداد لبذل
النّفس في سبيل الحق،
وتهوين كل ما ينزل
بالمؤمنين من مصائب إزاء
ما حاق بال بيت رسول الله
صلى الله عليه وآله .
وذلك من خلال التأثير على
مشاعر الأطفال وعواطفهم،
وإثارة حزنهم على الحسين
عليه السلام وعلى ال بيت
الرسول صلى الله عليه
وآله .
خامساً: تقوية القدرات
اللّغوية على التعبير عند
الأطفال، فامتلاك اللغة
يجعل الطفل واثقاً من
نفسه، قادراً على الدّفاع
عن أفكاره وقادراً على
النقاش والحوار والتفاعل.
سادساً: ربط الماضي
بالحاضر. فلا قيمة لحدث
تاريخي منفصل عن الحاضر
عند الصّغار مهما بلغت
درجة قدسيّته وسموِّه.
وعلينا هنا إذا حين نعرض
المضمون العاشورائي، أن
نطلّ على الحاضر، ونستقي
من قيم عاشوراء ما يتلاءم
مع الأحداث اليومية وما
يتوافق مع اهتمامات
الصّغار.
فالتّركيز على معاناة
الأطفال الذين مرّوا في
عاشوراء لا بدّ من أن يجد
صدىً، ويلمس وجعاً
حقيقيّاً عند أطفالنا،
لأن المقارنة عند الأطفال
لا تنتهي.
سابعاً: شحن الخيال
بالصور، لأنّ الخيال هو
مصدر الإبداع، ولذا فإننا
ندعو إلى الأعمال
المسرحيّة التي تحكي عن
عاشوراء، لما يملكه العمل
المسرحي من وسائل
تعليميّة لا تتوفّر في
الأدب بالمطلق.
ومن الجيّد أن تتوقّف
أحداث العمل المسرحي
العاشورائي لتعرض
المفاهيم التربويّة من
خلال مواقف أبطالها. وما
أكثر هذه المفاهيم التي
قد تكفي وحدها لصنع جيل
المستقبل المنشود وتثقيفه.
إن تلك القيم إخواتي
وأخواتي لا تنتقل إلى
الطفل كما سبق وأشرنا
بسحر
ساحر. إذ أنّ لأسلوب
صياغتها وإيصالها الدور
الأكبر. وهنا أشير إلى
القصّة، فهي أولاً وأخراً
وجه أدب الأطفال الأثير
لديهم، إذ تبدأ حركة
الشخصيّات وتفاعلها،
لتتعقّد الأحداث وتبلغ
ذروة العقدة وبعدها
النهاية التي فيها الحلّ.
وفي واقعة كربلاء من تلك
القصص الكثير مما ينتهي
بالشّهادة أو الدّمعة. من
أجل تقديم العبرة وخلاصة
التّجربة للجيل. فهل يمكن
للقصيدة أن تمتزج بالقصّة
لتقدّم هذه القيم للأطفال؟
نقول: نعم، بلا أيّ شك
يستطيع الشّاعر أن يصوغ
قصّته في قالب شعري راق،
وذلك من خلال المسرحيّة
الشعريّة. القابلة للعرض
والتمثيل، فتتوفّر فيها
كل مقوِّمات التأثير: من
كلمة إلى موسيقى، إلى
حركة إلى لون، إلى
شخصيّات. وربما كان ذلك
أيسر الطّرق لتحقيق رسالة
الشّعر والشّاعر، وإيصال
السّلوك المنشود إلى
مواقف الصغار.
من خلال ما سبق إخوتي.
أدعو إلى إعداد كل
الطّاقات الشّعرية،
والمواهب الكتابيّة في
صنع المسرح الشّعري
العاشورائي الخاص
بالأطفال، أو تحديثه لما
له من قدرة على إيصال
النّهج وزرع القِيَم في
نفوس الأطفال وتنقية
مشاعرهم من طغيان الجانب
الغريزي فيها للارتقاء
بحمل الأمانة الحسينيّة
نحو المستقبل المنشود في
زمن لا يمكن أن يجتاز
دروبه الوعرة إلاّ
الحسينيّون الحقيقيّون
الذين قدّموا في جنوب
لبنان دليلاً ساطعاً على
ما يمكن أن تفعله تربية
كربلاء في نفوسنا.
واخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
المداخلات على كلمة
الأستاذة أمل طنانة
المداخلة الأولى: الأستاذ حسن نعيم 11
الطفل عادة يستقبل
عاشوراء بفرحٍ داخلي ربما
لأنها تكسر شكل الأيام
التقليدي فيكون هناك موسم
جديد، لبس السواد، وضع
عصبات على الوجوه، ترديد
الندبات، إذا أردنا
الحديث من حيث المبدأ
الطفل مقبلٌ على عاشوراء
يستقبل عاشوراء بفرح
داخلي كما ذكرت.
البحث الان يسعى إلى
تجاوز هذه الحالة إلى
تفعيل أكثر بالمعايشة
الوجدانية مع عاشوراء،
عاشوراء بشكلها التقليدي
كوّنت مع الأيام وعينا
جميعاً يعني أنها ظلّت في
الذاكرة عاشوراء، قصصها،
الندبات، في البلدة،
العلماء، الناس، العجائز،
البكاء، شكلت جزء من
الوعي. والان تحديداً في
عنوان القيم واضح بتقديري
أنها كانت قيم الشجاعة
والمروءة قيم شدّة البأس
عند العباس عليه السلام
عند الإمام الحسين عليه
السلام قيم دفع الظلم
الان الكلام الان عن
العمل الفني الذي أشار له
سماحة الشيخ قصير. ليس
فقط مشروع بل هو مطلوب
ولكن لويوجد بحث جدّي أنه
نحتاج إلى مسرحٍ للأطفال
أوأي عمل فني يكون هناك
عنصر التخييل ما هو القدر
المسموح لذهاب الخيال في
هذه اللعبة يمكن أن تكون
عاشوراء خصبة درامياً
يعني إذا وضعناها كما هي
فهي خصبة يفهم منها كلٌ
بما يتيح له عمره أن يفهم
ولكن الفكرة التي أريد
قولها يخاف جداً من
التصنع أوأن نحمّل البشيء
ما لا يحتمل. يعني أن
تصبح عاشوراء بمعنى أن
نفتش عن بعض الأشياء التي
تسيء؟ ونكون نظن أننا
نفعل شيءً حسناً. الذي
تحدث عنه الشيخ أن نضع
سلايت هذا شيء جيد. ولكن
أن نصنع مجلس عزاء
للأطفال وبعدها نأتي
بمسجلة فيها ولدٌ يبكي
تكون مهزلة.
الفكرة الأخيرة: عاشوراء
بما هي عليه تساهم وستبقى
تساهم بوعينا مع العمل
الفني الذي لا يكون
مفتعلاً. هنا يكون البحث
لمدى الخيال ما هو
المقدار المسموح له أن
يسرح، هنا نلتقي مع
العنوان وأنا أشكل على
العنوان أن الأخت أمل لم
تعطنا شيئاً عملياً
ملموساً.
المداخلة الثانية: الشيخ
محمد سبيتي
من الملاحظ في كلمة الأخت
أمل أن بين السطور سطور
أرادت أن تتحدث بها
والوقت لم يساعدها.
ولكن عندما نتحدث عن
القيم هناك أمور كثيرة من
مستلزمات القيم.
أولاً منهجية القيم، طرح
أولويات القيم، يعني
كربلاء يوجد فيها كثير من
عناصر تعتبر من عناصر
القيم مثل عنصر البطولة،
الشجاعة الصدق عشق
الشهادة ولكن ترتيبها
ومنهجية أولوياتها عند
الطفل كنا بحاجة نحن أن
نسمع هكذا شيء، لأنه أن
نتحدث عن طفل لا يتجاوز
العشر سنوات نزرع في نفسه
الشهادة والبطولة حسب
الموت... ولا زال المطلوب
أن يعيش حالة هدف ورهافة
وبعض المفردات التي تنسجم
مع براءة هذا الطفل، فنحن
نحتاج إلى عمل ودراسة
ترسم منهجية الأولويات أي
الأولويات وأي القيم التي
نحتاج أن نزرعها في الطفل
ثم نتدرج معه بالترتيب.
وهناك أمر ثانٍ: موضوع
القيم مسألة كبيرة وليست
صغيرة يعني عندنا أكثر من
رافد وأكثر من مصدر يزرع
القيم في الطفل المدارس،
المجتمعات، الفضائيات،
هذه قيم طالما هناك مرافد
نحتاج إلى دراسة الدراسة
الموجودة التي نتعقد من
طرحها دائماً تكاد يكون
بينها وبين الواقعية بون
لأن هناك متغيرات، يوجد
عملية تطوير، يوجد
نموسريع عند الطفل في
ذهنيته ونموه وقدراته
وأصبح هناك فرق بين
الدراسات الموجودة وبين
الطفل حتى نطلق على القيم
قيم وننسبها إلى الطفل
نحتاج إلى دراسة للطفل
وهذا يدعوإلى دراسة علمية
دقيقة نفسية وسلوكية
لأطفالنا اليوم خصوصاً
إذا تحدثنا عن عاشوراء في
وجدان الأطفال فهم جبلوا
من طينة أهل البيت عليه
السلام وهنا يأتي الحديث
أنه نحن في صدد زرع
كربلاء وعاشوراء في
الأطفال، أم أنها موجودة
في طينتهم ونحن نريد أن
نسقيها وهذا يختلف من
أسلوب لاخر وهنا أطرح مثل
صغير فقط وهو أن المدرسة
إذا كانت أكبر رافد للطفل
بالقيم يوجد عندنا مدرسة
إسلامية دون أن نسمي فقط
من باب المثال يوجد عندنا
في كربلاء شخصية حبيب بن
مظاهر
شخصية عجوز كبير مسن،
مدرسة من المدارس معلمة
لغة عربية تطلب من الطلاب
كتابة نص مضحك أكثر
النصوص إضحاكاً وفكاهية
يأخذ علامة عالية عن
المسن. أن يتحدث عن "جعلكة"
وجهه، شيبته، انحناء ظهره،
خشونة الصوت جاءت أم من
الأمهات فتأذت جداً بهذا
الموضوع جاء من بعض
النصوص والكتب الدينية
عندنا مجموعة كبيرة من
الروايات التي تدل على
ضرورة توقير المسنين
واحترامهم وتقديرهم
وأرسلت هذا النص إلى
المعلمة. الشاهد أنه لما
أخذت هذه الورقة وكانت
هذه الأم تتحدث لمعلمات
إيرانيات مشرفات تربويات
في إيران فبكى هؤلاء أين
احترام المسنين.
إذا أعطينا للطفل قصة
حبيب بن مظاهر وحدثناه عن
الشيبة واحترام المسن.
وهو بما يأنس به وبثقافته
أن المسن مضحك فكيف يحترم
حبيب بن مظاهر. فلذلك لا
بد أن نرسم مرافد الثقافة
ومرافد القيم ونحصرها
ونقوم بدراسة دقيقة إما
باستمارات تقليدية وإما
بأساليب مبتكرة حتى نصل
إلى ما هي القيم التي يجب
أن تؤسس لطفل اليوم وليس
لطفل من قبل 001 سنة
أو002 سنة.
المداخلة الثالثة: هدى
مرمر
12
لماذا لم يطرح في موضوع
القيم، أن يكون الطفل
نفسه هو من ينقل القيم
إلى طفلٍ اخر نحن نعلم أن
الأطفال أكثر شيء
يتأثرون. بالصور التي
تنقل لهم عن أطفال، لم
يطرح قبل أوأثناء المؤتمر
لحد الان أن دور الأطفال
في نقل هذه القيم لأطفال
اخرين، نحن في الهيئات
النسائية عندنا مجالس
للنساء، نصف المجلس
تقريباً أوأكثر من
الأطفال نتيجة أن الأمهات
يجلبون معهم أطفالهم في
تجربة مع إخوان الكشاف
بنفس الوقت الذي يكون
هناك مجلس للنساء هناك
مجلس للأطفال، وكانت
بالفعل تجربة ناجحة، لكن
لا بد لها من دراسة أكثر
يعني أسلوب نقل للطفل لا
زال لحدّ الان غير مدروس
عندما يكون عندنا أطفال
فعلاً ندربهم على قراءة
المجالس اليوم عندنا حفظة
للقران الكريم لماذا يكون
لدينا حفظة لمجالس العزاء،
نحن عندنا في نوادي
الفتيات في الهيئات عندنا
حصص مخصصة لاكتشاف مواهب
الفتيات لماذا لا نستفيد
من هذه الناحية وندرِّب
فتيات بأعمار الثانية عشر
أوأكثر لقراءة العزاء،
وأعتقد أن ذلك يمكن أن
يكون ناجحاً وفاعلاً، إذا
أقمنا مجالس راقية ومفيدة
للصبية والفتيات.
المداخلة الرابعة:
سماحة الشيخ محمود كرنيب13
طبعاً أول ما نظرت إلى
العنوان فهمت منه أن
المقصود بالقيم عند أطفال
عاشوراء عند أبطال الحدث
الأطفال في عاشوراء، وليس
المقصود فيه الأطفال
المتلقين لعاشوراء، هكذا
فهمت.
بالنسبة إلى العنوان:
المداخلة التي ألقتها
الأخت مشكورة دخلت في
الشعر من باب الشعر
والأدب ولم تخرج إلى
القيم إلا كجسر تعبر ثم
تعود إلى الشعر، بدأت
بالشعر وانتهت بالشعر،
وإن كان الشعر هو الوسيلة
أحياناً لايصال بعض القيم.
كان هناك خروج عن النص،
المهم أن ما أحب أن أشير
إليه، أن أبطال الحدث في
كربلاء من الأطفال،
قدّموا قيم تدل على أن
لديهم مستوى من الوعي،
لبعض القيم التي كل
الأطفال في كل زمان وكل
مكان قد يستوعبونها، مثلاً
هناك منهم من هو عاشقٌ
للشهادة مثل القاسم بن
الحسن والرواية المعروفة
أن ليلة العاشر عندما
بشّر الإمام الحسين عليه
السلام أصحابه بالشهادة
ولم يبشر القاسم وقال له
يا عم كيف تجد طعم الموت
قال ألذ من العسل.
إذاً هناك إمكانية عند
طفل ليقدم هذا المفهو م
من طفل إلى طفل، البطل
طفل والمتلقي طفل، هذه
قيمة.
أيضاً يمكن أن نستكشف هذه
القيم من خلال بعض
الأراجيز التي قدمها بعض
الأطفال، الذين كانوا
بعمر 11 أوأكثر كما
القاسم بن الحسن وعمروبن
جنادة الأنصاري، كل واحد
في أرجوزته فيه الكثير من
القيم فيه الموالاة لأهل
البيت عليهم السلام فيه
عشق الحسين عليه السلام
فيه الصبر والتضحية.
يوجد أيضاً من صور كربلاء
التي قدمها الأطفال مثلاً
صورة رائعة لا أعلم إن
كانت ثابتة روائياً حينما
أبيح للأطفال شرب الماء
مثلاً رفض هؤلاء الأطفال
حتى يأتي الإذن
لهم من الإمام المعصوم
ولذلك لجأوا إلى السيدة
زينب عليها السلام وهي
جاءت بالإذن من الإمام
علي بن الحسين، فأيضاً
حتى هذه المفاهيم ابطال
الحدث في كربلاء وحدهم
قادرين على أن يقدِّموا
جملة من القيم بشيء له
علاقة بالموالاة بشيء له
علاقة بالشجاعة بشيء له
علاقة بحب التضحية بشيء
له علاقة بحب الإمام
الحسين عليه السلام ، في
الأراجيز إحدى هذه
الأراجيز ما ذكرها أخونا
الشيخ علي سليم في نهاية
مقالته، أرجوزة عمروبن
جنادة أميري حسيني ونعم
الأمير، فلم ينسب نفسه لا
إلى عشيرته ولا... وإنما
إلى الحسين عليه السلام
إذاً الأطفال قدّموا مثل
هذه القيم، أبطال الحدث
أطفالاً هم الذين قدّموا
جملة من القيم، على الأقل
هذه القيم يمكن أن تُقدّم
إلى الأطفال في هذا
الزمان.
تعليق الشيخ علي دعموش
طبعاً حتى ننصف الأستاذة
أمل هي أشارت إلى مجموعة
من القيم إنما ولم يكن
بشكل تفصيلي، طبعاً هي
تحتفظ بالرد.
المداخلة الخامسة:
الشيخ أحمد إسماعيل
14
نحن نريد أن نلقن الطفل
ولا يرى الطفل في الملقن
دور القدوة عادة نحن نعرف
أنه يحاول أن يُقلِّد
الكبار حتى في الخليج
عندما صبح عمره 51 61سنة
يلبس الزي الخليجي هذه
مسألة تتعلق بالكبار فهو
يتدرج في الواقع العلاقة
بين تقليد الصغار للكبار
وكيف نوصل لهم كربلاء
بنقاوتها وصفائها إشكالية
مهمة، هناك مسألة التكلف،
أنه عندما أقول للطفل
أريد أن أرسله إلى الدكان،
يعني هل أقول له: يا ولدي
اذهب إلى الحانوت واجلب
لي... ومرة أقولها باللغة
العامية يعني كيف نحن
بطريقة معاشرتنا مع الناس
للأسف نتحدث مع بعضنا،
الكل نفهم على بعضنا،
وإذا أردنا أن ندخله إلى
الإسلام نتحدث بشيء من
التعقيد والتكلف يمكن
الذي لا يفهم علينا يشعر
بأننا نتحدث بلغة مرّة
ذهبت إلى أحد المشايخ
استقبلتني ابنته الصغيرة
فتكلمت معها بلغة عربية
معقدة مثلاً: أبوكِ أباك
أبيكِ في البيت إن
القضايا الاستراتيجية...
فمرّة ثانية ذهبت إليه،
فقالت له يا أبي جاء
الشيخ الذي يتحدث عربي
ولكن لا يُفهم طبعاً هذا
تعبير جداً رمزي حتى نقول
أن هناك فعلاً يوجد واقع
معين أن نأتي لنحضر مجلساً
أنه نحن مثقفين بناءً على
الفرضية هناك الكثير من
المسائل لا نفهمها.
أيضاً هناك مسألة أخرى
وهي أن شبابنا يشاهدون
الانترنت ويشاركوا في
الألعاب وهناك انتصارات
موهو مة. تكسر رأس شارون...
ولكن حينما يأتي إلى
الواقع على الأرض يتساءل
أين الدنيا؟ وأين أهلها،
للأسف بصراحة كما أن
الكبار يوقظوننا على
الصلاة غصبن عنا يعني جاء
دور الأهل دور الوحش
الكاسح لأنهم صوروا لنا
بأن الصلاة أنها مسألة
مُرعبة، وأيضاً كربلاء
إذا أرادوا أن يصورها
بهذه الصورة... مثال:
مرّة أخذت الأولاد إلى
معرض جنين ليلتها ابني لم
يستطع أن ينام عمره أربع
سنوات هناك بشيء مرعب
هناك بعض المشاهد.
إن الطريقة القمعية بشيء
مرعب، إذا أردت أن أتحدث
معه عن كربلاء لا بد أن
أنزل إلى مستواه للحديث
معه.
المداخلة السادسة:
الدكتور هاشم عواضة
في مجال القيم عندما نحدد
القيم التي نرغب أن
يكتسبها الطفل ابننا
عندما نحددها هناك كتابات
حول مراحل تشكل القيم عند
الأطفال، يعني نحن في
البداية المرحلة الأولى
نضعه في مجال اتخاذ موقف
في قيمة محبة أهل البيت
عليه السلام وبغض أعداء
أهل البيت عليه السلام
نضعه بموقف في أجواء
عاشوراء، وبعدها يحلله
وبعدها يقتنع ويرضى به
ويكرره على المدى البعيد
يصبح جزءاً من شخصيته،
هذه القيمة مع قيم أخرى
تصبح تشكل أوتعبِّر عن
نمط حياة عنده عن عقيدة
عندها نتنبأ عما سيقوم به
عندما يصبح لديه نظام
القيم هذا.
نحن إذا حدّدنا هذه القيم
من خلال عاشوراء يجب أن
نبحث عن الأساليب
والمراحل والطرائق التي
تكسب الأطفال لهذه القيم
ويوجد كتابات عن الموضوع
في الحقيقة.
والسلام
المداخلة السابعة: الشيخ
إبراهيم بلوط
أريد أن أتمم ما تفضّل به
الدكتور بالنسبة إلى
القيم تعريف القيم التي
لا تتم من خلال مصطلحات
لأن الأطفال غالباً
يدركونها فتحتاج إلى
تجسيد، إلى عمل هذا الطفل
يأخذ من خلال الكبير تلك
القيمة ويجسدها عملياً
ترتكز في ذهنه هذه
المسألة حينما يكبر، يعرف
أن ما كان يقوم به هو هذا
الاصطلاح.
المداخلة الثامنة:
رباب حسين الجوهري
15
أذكر كنا مع كشافة المهدي
رحمه الله قدّمنا نماذج
بسيطة وبدائية ولم يكن
عميقاً وانطلقنا من القيم
الكربلائية لتثبيتها في
نفوس الناشئة أخوات
أعمارهن ما بين 8 و9 إلى
ما دون 41 عشر، وكانت
التجارب رائدة.
هذه المقدمة أردت أن أشير
إلى أنه عندما نقيم
عاشوراء لماذا تتردد هذه
الفكرة لدينا منذ زمن
حتماً لأهيمتها لتكوين
الصورة الحقيقية عند
الطفل يعني عاشوراء عند
الأطفال لم يردها فلكلور
ولا أحد منا يريد نمط
شكلي ظاهري، ويسقطه على
الأطفال، هذا كلنا متفقون
عليه ولا أحد ينكره.
عاشوراء كلغة كمتن كمضمون
أردناه للأطفال هذا المتن
هذا المضمون يمكن أن
نستقيه كقيم بطرق متعددة.
أحب أن أشير إلى أن أهم
أمر في إقامة عاشوراء عند
الأطفال هو تركيز القيم
لدى الناشئة وإلا لا
الفلكلور نسبح بحمده
ونقدِّس له.
ولا الشكل والنمط يعني قد
أخرج بطفل يرسم لوحة يخرج
لوعته وألمه بكل جرأة وهو
لا يتجاوز التاسعة.
القيم تتشكل عند الطفل
الإسلام منظومة كاملة لا
يمكن لي أن أقيم عاشوراء
وأحدّثهم عن الايثار وشرب
الماء وأبوالفضل العباس
عليه السلام لا يشرب
الماء قبل الإمام الحسين
عليه السلام وبالتالي أنا
في حياتي العملية ولا
أعطي الماء إلى جاري.
تعقيب الأستاذة أمل طنانة
على المداخلات
بعد الشكر الجزيل للجميع:
أولاً: أحب أن أتحدث
بأنني أعطيت ربع ساعة
للحديث عن القيم عند
أطفال عاشوراء، في خلال
هذه الربع ساعة حاولت قدر
الامكان أن اختصر، ذكرت
بعض القيم وليس جميع
القيم.
بعض الأخوة قالوا، لم
تتحدث عن القيم ربما لم
يقرأوأولم يصغوا بشكل جيد.
بالنسبة إلى فضيلة الشيخ
الذي تحدث عن الشعر،
وإنني بدأت بالشعر وأنهيت
بالشعر، وباقي القيم
كسبيل للمرور إلى الشعر
هذا اعتراف من فضيلة
الشيخ بما للشعر من أهمية
وسلطة وقيمة لدرجة أن
أسلوبي في التعبير جذبه
أكثر مما عرض يعني هذا
حدث بالنسبة للكبار فما
بالنا بالنسبة إلى
الأطفال، إذاً نحن علينا
أن نهتم:
أنا أقترح وأنا قدّمت
فكرة ليس للاحتجاج وليس
لنقد المجالس العاشورائية
التي تحدث بالنسبة للكبار،
بالعكس جزى اللَّه خيراً
كل من تحدث عن أهل البيت
عليهم السلام ، ولكن أقول
هذه المجالس لا تحقق
هدفها مئة بالمئة
أوالمنشود بالنسبة إلى
الأطفال ولهذا قدّمت
وسيلة أخرى المجالس هي
ليست هدفاً هي وسيلة
لإيصال السيرة الحسينية
للأطفال وتحويلها إلى
سلوكٍ عندهم، إذا كان
بالامكان أن نقدِّم وسيلة
جديدة! نستحدث وسيلة
جديدة! ولهذا تحدثت عن
القصيدة والمسرح وأقصد
بالقصيدة هي الأنشودة
وتحدثنا عن القصة وكذلك
الأساليب كثيرة جميع
أنواع الفنون يمكن أن
توصل الأهداف المنشودة
إلى الأطفال حول قيم
عاشوراء.
مع الشكر الجزيل
|