1- الشعر العاشورائي
عند الأطفال بين ثقافة
الطفل والطموح
الشيخ فضل مخدّر
بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل:
جاء في رسالة الحقوق
للإمام علي بن الحسين
عليهما السلام : "أما
حق الصغير فرحمته وتثقيفه
وتعليمه والعفو عنه
والستر عليه والرفق به
والمعونة له، والستر على
جرائر حداثته، فإنه سببٌ
للتوبة، والمداراة له،
وترك مماحكته، فإن ذلك
أدنى لرشد"
1
.
والواضح أنه عليه السلام
أراد الصغير في المرحلة
الأخيرة للطفولة، سيما
إذا ربطنا بين الوسائل
المتعددة التي ذكرناها من
طرق المعاملة والتأديب،
وبين وصفه له بالحداثة،
وأنه محلٌ للتوبة، وأن
ذلك أدنى لرشده.
ويؤكد ذلك حديث الإمام
جعفر الصادق عليه السلام
: "دَعْ ابنكَ يلعبُ
سبع سنين، ويؤدّبُ سبع
سنين، والزمه نفسك سبع
سنين، فإن أفلح وإلا فلا
خيرَ فيه"
2
.
وفي هذا الحديث نفس مضمون
حديث الرسول الأكرم صلى
الله عليه و آله : "الولد
سيدٌ سبع سنين، وعبدٌ سبع
سنين، ووزيرٌ سبع سنين،
فإن رضيتَ خلائقه لإحدى
وعشرين سنة، وإلا ضُرِبَ
على جنبيه فقد أُعْذِرتَ
فيه"
3
.
إن كلا الحديثين يؤكدان
على أن التأديب والتعليم
يبدان في السبعة الثانية
من عمر الابن، وقد توافق
مع ذلك عددٌ من الاراء
الحديثة التي تعنى بموضوع
التربية والتعليم
والتأديب ورعاية الطفل،
فالمرحلة التي تهتم بها
هذه الدراسة هي المرحلة
المتأخرة من سنوات
الطفولة، أي السبعة
الثانية من عمر الولد،
وذلك لا يعني أبداً أن
المرحلة الأولى والسبعة
الأخيرة وهو ما يطلق عليه
مرحلة المراهقة غير
معنيتين في تكوين شخصية
الأطفال أو كل البشر.
ذكرى عاشوراء:
أما الحديث عن الشعر
العاشورائي أو الجانب
المتعلق منه بالأطفال لا
بد فيه من التوطئة بعددٍ
من المقدمات، خصوصاً وأن
ذكرى عاشوراء، بمجالسها
ومحافلها التي عرفت
بالمجالس الحسينية، شكلت
بمناسبتها السنوية عبر
عدة قرون، منبراً ومسرحاً
رسما في خارطة أذهان
الناس كتاباً مفتوحاً في
الأخذ والعطاء، معاً،
وأسست مدرسة فكرية
وثقافية رفيعة المستوى
فهي:
من جهة: تلامس وتستنهض
عباقرة السنين في جميع
المجالات، بل تحولت في
عدد من البلاد الإسلامية
إلى مهرجان ضخم "إنْ صحّ
التعبير"، جذب إليه
العقول والأقلام من
الباحثين، في سائر
المحافل الثقافية في
العالم.
وكان الشعر بكل أشكاله
ومستوياته الفنية أحد
أبرز الحلقات في هذه
المدرسة أو المحطات في
هذا المهرجان، ومما نقله
لي بعض فضلاء النجف
الأشرف عن الشاعر "خليل
خوري" لسنواتٍ عديدة أقضي
الثامن والتاسع والعاشر
من محرم في النجف الأشرف
أتأمل بها في ذلك المشهد
الرائع، وقد كتبت أجود
شعري في الإمام الحسين
عليه السلام .
وإن شعراء الشيعة
السابقين والمعاصرين كان
لهم بتجاربهم الشعرية في
عاشوراء منهلاً لصور
قصائدهم، التي صُنِّف
الكثير منها في ديوان
الشعر العربي، أنه من
عيون الشعر، وعُدَّ
الكثير منهم في سيادة
الشعر بأزمنة مختلفة،
والجدير ذكره أن عدداً
كبيراً منهم يعتبر
انطلاقته الشعرية من خلال
المدرسة الأدبية الحسينية،
مهما اختلفت وتنوعت
مشاريعهم الثقافية،
وانتهجت إيقاعاتهم أو
أوزانهم الشعرية من أنواع
الشعر، وقد أُطلِق على
الشعر الحسيني أو
العاشورائي "أدب الطف"
4
. وصنفت الكتب تحت هذا
العنوان.
ومن جهة ثانية: فإن ذكرى
عاشوراء والمجالس
الحسينية دخلت في عمق
البيت والأسرة المسلمة
الشيعية، بل امتزجت في
مراحل تطور التربية عند
الفرد، وأخذت صفة الروح
عند المجتمع وعبروا عنها
في مضامين السلوك.
الطفل في ذكرى عاشوراء:
إن من الواضح أن الطفل
الذي يحضر في هذا
المهرجان إن صح التعبير
عندما يدخل في مرحلة
التعلم والتأديب سن
الحداثة ، لا يحتاج إلى
دافع خاص يربطه بهذه
المجالس، بل هو أمر طبيعي
يصل إلى حد التعامل
الفطري، الذي تلقفه في
مرحلة السن المبكرة،
وسنوات اللعب، وتماشى معه
بعملية من الانجذاب
التلقائي، لا تقل عن
تعلقه بحداء الأم، وعاطفة
الجدة، وتمتد هذه العلقة
إلى سنوات مراهقته لتصبح
قضية من ثوابت تفكيره، في
مراحل النضوج، وتشكل
الذكرى مدرسة اجتماعية
بحياته كفرد.
من هنا تظهر أهمية
المحافظة على هذه المظاهر،
بما تتركه من أثر إيجابي
في تكوين شخصية الطفل أو
الفرد، بل يمكن القول،
المجتمع ككل، لا سيما إذا
أخذنا بعين الاعتبار
الأسباب والأهداف اللذين
بنيت عليهما أسس الثورة
الحسينية.
والجدير ذكره في هذا
المجال و"التنبيه" عليه:
هو التأكيد على أهمية
تطوير وإعادة النظر في
عدد من المظاهر التي يمكن
بعد طرحها على ساحة
الدراسة والحوار، التوصل
إلى أنها في الجانب
السلبي، كما لا بد من
تهذيب وتنظيم بعض المظاهر
التي اعتبرت في الجانب
الإيجابي، ومنها الموضوع
الذي نحن بصدد دراسته
وعرضه كما سيظهر في طيات
البحث.
الطفولة:
إن الطفولة أو الأطفال هم
جزء أساسي في انطلاق أي
منهج تربوي اجتماعي أو
ثقافي، اني أو مستقبلي،
في أي وقت ومكان. ويظهر
ذلك واضحاً في الحديث عن
الإمام الصادق عليه
السلام حين قال لأحد
محدثيه: "أتيت البصرة؟
قال: نعم، فقال عليه
السلام: كيف رأيت مسارعة
الناس في هذا الأمر
ودخولهم فيه؟ قال: والله
إنهم قليل،.. فقال عليه
السلام : عليكم بالأحداث،
فإنهم أسرع إلى كل خير"
5
.
وقال الإمام علي عليه
السلام : "العلم في
الصغر كالنقش في الحجر"
6
.
وهو مضمون قول رسول الله
صلى الله عليه و آله :
"من تعلم في شبابه كان
بمنزلة الرسم في الحجر،
ومن تعلم وهو كبير كان
بمنزلة الكتاب على وجه
الماء"
7 .
جاء في نص البند 6 و
البند 7 من "إعلان حقوق
الطفل" الذي أقرته
الجمعية العامة للأمم
المتحدة في 1959/11/20:
"6- يحتاج الطفل من أجل
نمو شخصيته، نمواً كاملاً
متناسقاً، إلى التفهم،
ويجب، كلما أمكن، أن ينمو
في رعاية وتحت مسؤولية
أبويه، وعلى أية حال، في
جو من العطف والأمن
المعنوي والمادي. ولا
يجوز فيما عدا الحالات
الاستثنائية أن يفصل طفل
صغير السن عن أمه. ومن
واجب المجتمع والسلطات
العامة أن تشمل بالرعاية
الخاصة الأطفال الذين لا
أسرة لهم، والأطفال الذين
لا يملكون موارد كافية
للمعيشة، ومن المرغوب فيه
أن تنفق الدولة وتبذل
المعونات اللازمة لإعالة
الأطفال في الأسر العديد
الأفراد.
7- من حق الطفل أن يتلقى
تعليماً مجانياً وإجبارياً،
على الأقل في المراحل
الأولى. ويجب أن يعطى
تعليماً يرقى بثقافته
العامة، ويساعده على أساس
من الفرص المتكافئة، أن
ينمي قدراته ومداركه
وإحساسه بالمسؤولية
الأدبية والاجتماعية،
ويصبح عضواً نافعاً في
المجتمع. ويجب أن يستهدف
المسؤولون عن تعليم الطفل
وإرشاده تحقيق أفضل مصالح
الطفل وتقع هذه المسؤولية
أولاً وقبل كل شيء على
كاهل أبويه"
8
.
المسؤولية تجاه
أبنائنا:
مضافاً إلى ما ذكرنا عن
رسالة الحقوق للإمام علي
بن الحسين عليهما السلام
في حق صغير، جاء فيها في
حق الولد: "وأما حق
ولدك فأن تعلم أنه منك،
ومضاف إليك في عاجل
الدنيا بخيره وشره، وأنك
مسؤول عمّا وليته به من
حسن الأدب والدلالة على
ربه عز وجل، والمعونة له
على طاعته، فاعمل في أمره
عمل من يعلم أنه مُثابٌ
على الإحسان إليه، معاقبٌ
على الإساءة إليه"
9
، وورد في "الصحيفة
السجادية"، بدعائه
لأولاده: "وأعنّي على
تربيتهم وتأديبهم وبرهم".
وقد ورد في الحديث عن
الإمام الصادق عليه
السلام طرحٌ متقدم في
حدود المسؤولية تجاه
الابن، تتجاوز حدود
التأديب التوجيهي أو
الإرشادي وحتى العملي،
لتدخل في عمق بناء
الشخصية وتكوينها حين قال:
"وتجب للولد على والده
ثلاث خصال: اختياره
لوالدته وتحسين اسمه،
والمبالغة في تأديبه"
10
.
ومما قاله الباحثون
المعاصرون في تأكيد هذا
المفهوم وعصارة تجارب
علمية عدة: "تعتبر دراسة
الأطفال واحدة من المعالم
التي يستدل بها على تبلور
الوعي العلمي في المجتمع،
لأن الوعي العلمي الذي
يشكل نتيجة لشيوع عمليات
التفكير، والبحث العلمي
يقود إلى تكوين أفكار
مرنة وموضوعية ومتكاملة
وشاملة، عن الإنسان
وواقعه ومستقبله وتعتبر
دراسة الطفولة جزءاً من
الاهتمام بالواقع
والمستقبل معاً"11
.
وخلاصة القول: "إن الصغار
أو الأطفال، لا سيما
الأحداث والناشئة منهم،
محل مسؤولية من الفرد
والمجتمع ومنطلق لتأسيس
نوعي يجب عدم إخراجهم من
دائرة الاهتمام والحس
العالي بهم بأي شكل من
الأشكال".
وقبل الحديث عن الشعر
العاشورائي عند الأطفال
سواء في خصائصه وميزاته
وارتباطه بجمهورهم، علينا
أن نلقي الضوء على هذه
الشخصية المفارقة أو
الإنسانية المفارقة، سيما
في الجانب الثقافي الخاص
بها، فيما لو فرضنا أن
الشعر أحد وسائل تكوين
شخصية الطفل وهو أحد
أشكال ثقافته. خصوصاً إذا
فهمنا أن عاشوراء موقعاً
ثقافياً دورياً ساهم في
بناء الشخصية الإسلامية
وتثقيفها فسيكون موضوع
الدراسة.
شخصية الطفل.
ثقافة الطفل.
وسائل إيصال الثقافة له.
اللغة والأدب كوسيلتي
اتصال به.
أدب الطفل الإسلامي
والعاشورائي ومنها الشعر
.
وسنعمل من خلال الدراسة
على تفصيلات كل ذلك.
شخصية الاطفال:
لقد اعتنت الرسالات
السماوية منذ تاريخ
البشرية القديم بالطفل
وأبدت اهتماماً خاصاً به،
وصولاً إلى الدين
الإسلامي، حيث عامل
القران الكريم قضيه
الأبناء من جهتيها.
الأولى: انهم يمثلون من
السعادة على مستوى الحياة
ما يتعدى حدود واجباتها
المعيشية فقال تعالى:
﴿الْمَالُ
وَالْبَنُونَ زِينَةُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
12
.
الثانية: إن المعاملة
معهم محل خطر بما يحمل
الإنسان من المسؤولية
تجاههم فهم امتحان يفتتن
ويختبر به فقال تعالى:
﴿
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ
وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ
وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ
عَظِيمٌ ﴾
13
.
واستفاضت الأحاديث
النبوية الشريفة وأخبار
الأئمة "عليهم السلام" في
طرق معاملة الأطفال
وتربيتهم وتوجيههم، وقد
أوردنا في المدخل عدداً
من هذه الأحاديث، والواضح
إن مجمل الأحاديث حيث جلَّ
توجهها في سبيل تكوين
شخصية نموذجية تتطور مع
مراحل نمو الطفل وصولاً
إلى المثالية ’’خلافة
الإنسان لله في الأرض’’
في شخصيته الإنسانية.
وعنت تلك الأحاديث
بالصغار والأطفال حتى
تعرضت لسائر القضايا
المنوطة بهم، وعالجت جميع
احتياجات الأباء تجاه
أبنائهم من المعاملة
الروحية كالرحمة والعطف
والثواب والعقاب والشجاعة
والعزة والحرية و
المعاملة التربوية؛
كالتعليم والتثقيف و
الواجبات النفسية:
كالإخلاص والوفاء بالعهد
والصدق و الواجبات
العبادية؛ كالصلاة والصوم
و والواجبات الاجتماعية؛
كصلة الرحم وبرّ الوالدين
والاخوة وحسن الصحبة
والخلق والسلوك وحثتهم
على بناء وظائفهم
الرجولية كالفروسية
والرماية والجهاد
والرياضة، وسعت في
التوجيه نحو تحمل
المسؤولية في سبيل حياة
كريمة، بفرض تعلم وسائل
العيش، كالصناعة والتجارة
والزراعة وغيرها،
وبالرجوع إلى كتب الحديث
يمكن للباحث ان يستنتج
ذلك منها بشكل مفصل وقد
أولت العلوم الإنسانية
الطفل
أيضاً حيزاً كبيراً منها
منذ عقودٍ بعيده، وشرعت
أبواب العلوم على ذلك،
وان كانت كما عبر بعض
الباحثين في دراسة
الطفولة: "طويلة طويلة هي
الفترة التي مرت بين
الصيحة التي أطلقها سقراط
399 468 ق.م يوم قال: "اعرف
نفسك" والصيحة التي
أطلقها روسو 1778 1712م
يوم قال: "اعرفوا الطفولة"
إنها امتدت نحو ألفين
ومئة وثمانين سنه وحتى
اليوم لا يزال الانسان
بنفسه وبالطفوله كبيراً،
رغم أن النفس هي شغل
الإنسان الشاغل"
14
.
ويسلك الباحثون المعاصرون
في دراسة الطفولة اتجاهاتٍ
متعددة، تبعاً للجانب
الفكري أو العلمي الذي
يعمل في إطاره الباحث،
لكنها كلها تندرج في أحد
جانبين.
الأول: الأطفال أنفسهم
الثاني: المجتمع ومؤسساته
المنظمات والوكالات
المختلفة الأسرة المدرسة
الوسائل الإعلامية
والثقافية .
وكلا الجانبين كان محط
دراسات علوم عدة، نحو "الفلسفة
والنفس العلم ودراسة
الطفل علم نفس الطفل علم
اجتماع الطفل، وغيرها".
ومجمل المجالات تعتبر "إن
دراسة الأطفال من
الدراسات المعقدة" لأنها
تواجه مشكلات منهجية
وأخرى موضوعيه حيث لا
تزال أدوات البحث في هذا
المجال لا تمتلك الكفاءة
في القياس الذي يصل
بالنتائج إلى الدقة
والتعميم والموضوعية نظراً
لصعوبات عديدة منها:
صعوبة إخضاع الأطفال
لشروط منهج التجريب.
عدم قدرتهم على التعبير
عن أنفسهم عند الإجابة
على التساؤلات.
عدم مقدرتنا على فهم
مضمون تعبيراتهم بالدقة
المطلوبة.
عدم إمكانية عزلهم عن
التأثيرات الخارجية.
اختلاف الأطفال باختلاف
بيئتهم وموروثاتهم وثقافة
مجتمعاتهم
15
.
ثقافة الأطفال:
مفهوم الثقافة: إن علماء
دراسة الإنسان قد أدخلوا
كلمة ثقافة في القاموس
العلمي ووضعوا التعريفات
عدة لها منذ أواسط القرن
التاسع عشر واتفقت مجمل
الاراء المعاصرة على مجمل
هذا التعريف "الثقافة
مجموع الموروثات
الاجتماعية التي تمثل
إنجازات جماعه ما"
16
.
وكان الأنثروبولوجي
الإنكليزي ادوارد تايلر
1917 1832م قد استخدم
مصطلح ثقافة مره، ومصطلح
حضارة مرة أخرى، حتى
استقر على استخدام الكلمة
الأولى وصاغ لها التعريف
الكلاسيكي القائل: "إن
الثقافة هي ذلك المركب
الذي يشتمل على المعرفة
والعقائد والفنون
والأخلاق والتقاليد
والقوانين وجميع المقومات
والعادات الأخرى التي
يكتسبها الإنسان باعتباره
عضواً في المجتمع"
17
.
وإن قدرت التعاريف
بالمئات لكن تعريف "تايلر"
لا يزال أساساً لأغلبها،
وأطلق في أزمنة متأخرة
الدراسات الخاصة بها "علم
الثقافة".
وأطلق عليها عدد من
الأوصاف والتعابير، حيث
اعتبرت ذات بعد اجتماعي
فيقال لها "فوق فردية"
و"وحدة كلية" و"متغيرة"
و"خصيصة إنسانية" و"حصيلة
النشاط الإنساني" وغير
ذلك.
لكن "الجدير بالذكر أن
لكل مجتمع ثقافة خاصة به..
حيث وجود المجتمعات يعني
بالضرورة وجود الثقافات،
ما دامت الثقافة أسلوب
حياة"
18
.
ويكتسب الفرد الثقافة من
مجتمعه، لكنه لا يحمل كل
عناصرها، لذا تقسم إلى
ثلاثة أقسام:
أولاً: العموميات: وهي ما
يشترك بها جميع أعضاء
المجتمع أفكار، عادات،
قيم، لغة .
ثانياً: الخصوصيات: وهي
ما تختص به شريحة من
المجتمع عن بقية شرائحه:
مهارات ممارسات جوانب
مصرفيه أنماط سلوك .
ثالثاً: المتغيرات: وعبر
عنها بالبديلات: وهي
العناصر الثقافية الدخيلة،
نتيجة الاتصال بثقافات
أخرى، وهي قابلة لضمها أو
رفضها بعد خضوعها للتجربة.
مفهوم ثقافة الطفل:
إذا أردنا تصنيف ثقافة
الطفل. وإبراز مفهومها،
سنجد ان للأطفال مفردات
لغوية متميزة، وعادات
وقيم ومعايير وطرق خاصة
بحركتهم في المجتمع خصوصاً
في مراحل النمو الجسدي،
والتطور الفكري تميزهم عن
كونهم عنصراً مشتركاً، في
عموميات ثقافة المجتمع،
لكنهم شديدو التأثر
والتفاعل مع كل ما يحتك
بهم وقد وصف ذلك بعض
الباحثين بقوله: "الطفل
يولد مفلس المعلومات
الخاصة ببيئته الخارجية،
خصب الاستعداد للاستقبال
وخزن المعلومات الخاصة
بكل خبرة يتعرض لها
ويتكيف معها، أي: أنه
منظمة حيوية خام، لها
صفاتها الخاصة فعلا،
ولكنها شديدة التفاعل مع
كل ما تحتك به، هو إذن
اجتماعي من صنع بيئته،
ولكنه تكويني من خلال
وراثته، فتكوين الطفل
يتبع خصائص وراثية،
تخزنها موروثاته وتنقلها
من جيل لاخر"
19
.
يمكننا القول: "ثقافة
الطفل: هي عامة من جهة
مورثاته الاجتماعية،
وخاصة من جهة حركة اتصاله
بمجتمعه".
وقد جاء في حديث رسول
الله صلى الله عليه و آله
: "كل مولود يولد على
الفطرة، حتى يكون أبواه،
يهودانه وينصرانه"
20
.
وهو إشارة واضحة إلى حالة
التأثر البيئي الاجتماعي
في شخصية الطفل وستطرح
هذه الدراسة هذا الموضوع
بالنظرة الإسلامية كذلك.
وقال الفيلسوف الفرنسي
رينية ديكارت 1650 1596
في كتابة "رسالة في
المنهج" كإشارة مبكرة في
تاريخ العلم الحديث إلى
ذلك: "لقد اقتنعت بأن
الشخص الذي يعيش منذ
طفولته بين الفرنسيين أو
الألمان يمكن أن يكون
مختلفاً تماماً فيما لو
نشأ بين اليابانيين أو
بين اكلي لحوم البشر"
21
.
ويمكننا أن نقول: إن حالة
العموم والخصوص في ثقافة
الأطفال ترتبط بروابط
وثيقة بالمجتمع، خصوصاً
إذا أخذنا بعين الاعتبار
أن المجتمعات تجد وبطرق
مباشرة أو غير مباشرة
لنقل ثقافتها إلى أطفالها،
مع أننا نجد أن الأجيال
يطرأ عليها تغيرات ثقافية
وظواهر اجتماعيه مختلفة،
من جيل إلى اخر، ويمكن
تلخيص أسباب ذلك بذات
العموم والخصوص في شخصية
الأطفال التي تبرز في
العوامل التالية:
أ- إن الأطفال في كل جيل
لا يمتصون غير جوانب
محددة من ثقافة مجتمعهم.
ب- إنهم يحورون ما
يأخذونه من الثقافة،
لأنهم يلتقطونه بطرقهم
الخاصة.
ج- إنهم يضيفون إلى البعض
منها لنفس السبب.
د- المجتمع لا يقدر أن
يتحكم بمضمون ما يلتقطه
الأطفال من الثقافة بشكل
عام.
ه- إن الأطفال يأخذون
كثيراً من المعاني من
الكبار بشكل غير مقصود.
ز- تأثير حالة التطور
العلمي بهم، بما يضفي من
فهم جديد على المجتمعات
من جيل لاخر.
والجديد بالذكر أن ما جاء
عن بعض الباحثين: "إن
الأباء أنفسهم في كل جيل
يضجون بالشكوى بحال
أطفالهم الذين لم يكونوا
مثلهم ويبدو أن هذه
الشكوى قديمة كل القدم،
فقد عثر على ورقة من
البردى تعود إلى أيام
الفراعنة، وقد كتب عليها
أحد الاباء متحسراً، وهو
يقول: اه... لقد فسد
الزمان... إن أولادنا لم
يعودوا كما كنا أنقياء...
إن كل واحد منهم يريد أن
يؤلف كتاباً"
22
.
إن العوامل التي تؤثر في
ثقافة الأطفال عديدة،
لكنها جميعها تنطوي تحت
دائرة تأثير المجتمع، ولو
بالشكل العام، بمعنى ان
المجتمع يرى بطريقةٍ ما
إن عليه نقل ثقافته إلى
الطفولة، بل ما يراه
المجتمع انه محل واجبٍ
مقدس من دين وعقيدة
وقانون وروابط فكرية
واجتماعية، يوجب على نفسه
نقله إلى الأجيال
المتلاحقة، وهذا يتوافق
مع الفكر القراني، قال
الله تعالى:
﴿وَلْتَكُن
مِّنكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
23
.
مع ملاحظة أن المجتمع
المتقدم الراقي، يفترض أن
ثقافته حتى المقدسات منها
لا بد أن يراعي في نقلها
خصوصية أطفاله ’’على أن
الواحد منهم، فرد خلقه
الله حراً مختاراً عزيزاً’’،
فبقدر ما يحرص على تأديبه
وتثقيفه بثقافة انتمائه
لمجتمعه حتى لو كان
الانتماء المقصود أن
ينتهي إلى الله، لا بد أن
يكون متوازياً مع حرية
اختياره وعزة نفسه "لا
تكن عبد غيرك وقد جعلك
الله حرّاً"
24
.
مكونات شخصية الطفل
ومهاراته العقلية:
المكونات: يمكننا أن نخلص
مما سبق إلى أن الشخصية
هي منتهى خبرات الشخص في
بيئته معينه، ومحصلة
موروثات تكوينية
واجتماعيه، ويمكن تعريفها
كما ذكر الباحثون: "أنها
أسلوب عام منظم نسبياً،
لنماذج السلوك والاتجاهات
والمعتقدات والقيم
والعادات والتعبيرات لشخص
معين"
25
.
فالمولود "يولد على
الفطرة" الإنسانية وتتشكل
شخصيته بتفاعله واتصاله
بيئته الاجتماعية، وتتكون
من مكتسباته العامة، إذا
رأينا أن هناك اختلافاً
أو تشابهاً في شخصيات
الأطفال، فمرَّد ذلك إلى:
أولاً: إن التشابه نتاج
الطابع العام للمكتسبات
الاجتماعية.
ثانياً: إن الاختلاف نتاج
لاختلاف الأطفال في
خصائصهم التكوينية
الموروثة.
فمكونات الشخصية "هي
مجموع المكتسبات أي
الثقافة ، التي تخضع
لعملية تنظيمٍ طبيعية
تكوينية خاصة بالإنسان
نفسه".
بمعنى أن المكونات هي
مجمل السمات التي تتسم
بها الشخصية الإنسانية
سواء في ذلك السمات
المزاجية أو قل النفسية
أو السمات الأخلاقية أو
قل الفكرية ، فالمفهوم
الإسلامي للشخصية يرى، أن
هناك تداخلاً نسبياً بين
الأمرين و لا ينفصلان
كلياً، ولذا جاء حديث
الرسول صلى الله عليه و
آله "المولود يولد على
الفطرة، حتى يكون أبواه"...،
فالفطرة متحدة في جميع
البشر في كونها "البيئية
النقية"
من حيث الخلق، وما يرثه
الإنسان من طباع وسمات
نفسيه، وما يكتسبه من
اتجاه
وسمات
فكرية بمراحل حياته،
يكونان شخصيته النهائية،
ولذا جاء حديث الإمام
الصادق عليه السلام ، تحت
عنوان الواجب على الوالد
تجاه ولده: "اختياره
لوالدته، وتحسين اسمه،
والمبالغة في تأديبه".
وهنا نؤكد على عدم الفصل
الكلي بين السمات النفسية
والسمات الفكرية كما فعل
بعض الباحثين المعاصرين،
وبدراسة عدد من الأحاديث
الإسلامية الواردة، لا
يمكن الخلوص إلى ذلك، فقد
عنت الأحاديث والروايات
بيئة الأصلاب والنطف
وبيئة الرحم أشد عناية
واعتبرتها مؤثرة حتى في
تكييف المهارات العقلية،
مما يسهل علينا أن نرى
مدى عبء المسؤولية
الملقاة على عاتق المجتمع
بكله وأفراده فقد تبين أن
الإنسان يتعرض في كلا
حالتيه الوراثية
والمكتسبة لوراثة طارئة
مصدرها الأهل، كما إذا
كان أحد الأبوين يتناول
الكحول وأتلف خلايا
دماغية، تنتقل إلى مولوده
عبر الجينات، بالنطفة أو
بالرحم، وكذلك الحال في
اكتساب سمة فكرية أو
أخلاقية سيئة من مجتمعه.
المهارات العقلية:
1- الثقافة والإدراك:
بناء على مكونات شخصية
الطفل يمكن القول: "إن
الإدراك من السمات
النفسية"، وقد مرَّ
بالمراحل الأولى للطفل من
"البيئة النقية" أي
الفطرة والاستمداد، إلى "بيئة
الرجم" ما يسمى بالبعد "قبل
ولادي" وصولاً إلى "بعد
ولادي" وهي بيئته
الاجتماعية
26
.
وما يطرأ في مرحلة البعد
"قبل ولادي" من موروثات
سلبية، يظهر بوضوح في
الشخصية الإنسانية،
باختلاف مستوى الإدراك،
عند الصغار والكبار.
والتأثير الفعلي للثقافة
إنما يكون على المدركات
وليس على الإدراك "والفهم
الذي يتمثل في تمييز
المدركات أو تنظيمها أو
الاختيار من بينها هو
نتيجة للإدراك أو أساس له
وهو المدخل لتثقيف الطفل،
والطفل العاجز عن الإدراك،
هو كائن بيولوجي لا ثقافي"
27
.
ويتصف الإدراك بخصائص
وسمات متميزة، عند الصغار
والكبار حتى وإن اختلفوا
في أطرهم الإدراكية وقد
عدَّ منها الباحثون "الحذف
والإضافة، والانتقاء،
والترتيب، والمحدودية،
والخطأ، والذاتية" وقد
قسم علم المنطق المدركات
بناءاً لمراحل تكوين
العلم عند الإنسان،
بالتالي:
1- العلم الحسي:
وهو حسن النفس الخالية من
كل علم سوى الاستعداد
الفطري بالأشياء التي
تنالها الحواس الخمس و "قوة
الحواس".
2- العلم الخيالي:
وهو نسبة علم لم يحس به
إلى علم أحس به المتصور
شيء لم يره إلى شكل أو
شيء قد راه من قبل، وهو
ما يسمى "قوة الخيال".
3- العلم الوهمي:
وهو إدراك المعاني
الجزئية من غير المحسوسات
المادية كالحب والبغض
والخوف والأمان والحزن
والفرح وهو ما يسمى قوة
الوهم ويمكن اعتباره
مرحلة التفكير الأولى.
4- العلم الأكمل:
وهو العلم الذي يميز
الإنسان عن الكائنات
الأرضية الأخرى، ويسمى "قوة
العقل والفكر" التي لا حد
لها ولا نهاية فيدير بها
مدركاته الحسية والخيالية
والوهمية ويميز الصحيح عن
الفاسد وينتزع من بينها
المعاني الكلية
28
.
ومن الواضح جداً أن الطفل
بما له من إدراك فطري فإن
مدركاته التي يستخدمها في
انتزاع واكتساب ثقافته
تكون بقوة الحواس ثم
الخيال فالوهم وصولاً إلى
تنظيمها في مراحل التفكير
والعلم الأكمل التي تتكون
منها مستقبلاً شخصيته
الثقافية.
2- الثقافة وخيال
الأطفال:
"عرف الخيال أنه" استحضار
صور لم يسبق إدراكها من
قبل إدراكاً حسياً’’
كاستحضار الطفل صوره
لنفسه وهو يقود مركبة
فضائية أو تصوره لنفسه
انه يطير بمعنى أن التخيل
عنده يتألف من صور ذهنية
تحاكي ظواهر عديدة أحس
بها من قبل بإحدى حواسه،
ولكنها في الوقت نفسه لا
تعبر عن ظاهرة حقيقية
29
.
وقد مهدت عملية التخيل
للإنسان الوصول إلى حقائق
لم يكن من الممكن إدراكها
عن
طريق الحواس، لذا أمكن
القول إنه لولا قدرة
الإنسان على التخيل لما
استطاع أن يستوعب وقائع
التاريخ، أن يفهم الفنون
والاداب والعلوم، أو أن
يكتسب عناصر الثقافية
الأخرى.. ولولاها أيضاً
لما أصبح بوسعه أن يتأمل
ويرسم الخطوط والتصاميم
الجديدة لمختلف جوانب
الحياة
30
.
ويمكن القول إن الخيال
كنشاط عقلي غير معتمد على
الحقائق قد يكون له أحزار
في حالات معينة لكنه في
الواقع يمثل صفه إنسانية
مكنت الإنسان من إنجازات
وإبداعات مختلفة. كانتقال
نيوتن من تفاحه ساقطة إلى
قمر ساقط على سبيل المثال.
وذهب الباحثون إلى أن
الطفل يبدأ بالتحول من
التخيل المحدود بالبيئة
إلى هدف عملي مروراً
بقوته الوهمية وصولاً إلى
الإبداع، أي بدايات عملية
التفكير بين سن 6 إلى 8
سنوات ، وهذا يتوافق مع
مرحلة التأديب والتربية
بالطرح الاسلامي، ولذا
نجد أكثر الذين عنوا
بإيصال الثقافة إلى
الأطفال ارتكزوا بوسائلهم
على تصورات خيالية وأبرز
هذه الثقافات التي مارست
عمليات عقلية معرفية
متعددة معتمدة على التخيل
عند الإنسان عامة والطفل
خاصة هي "ثقافة الأدب".
الثقافة وتفكير الأطفال:
ذكرنا أن مرحلة التخيل
المتأخرة عند إدراك الطفل
تعتبر مرحلة بداية
التفكير، حيث يستخدم "قوته
الوهمية" وصولا إلى
العملية العقلية المنظمة
ويمكن تعريف التفكير: "إنه
نشاط ذهني تصوري واقعي"
يهدف غالباً إلى مواجهة
المشكلات فالطفل يواجه
منذ مراحله الأولى ما
يبدو له صعباً أو محيراً
ومحرجاً في حياته اليومية،
بين اللعب وإنجاز الواجب
المدرسي. ومسائل التعلم
ووسائل التعليم وعلاقاته
بالأفراد وأعمالهم وغير
ذلك، وهو غالباً يستنجد
بالاخرين لحسم أجوبة
تساؤلاته عن كل ذلك، وبعض
الأحيان يتصرف بشكل ذاتي
في مواجهة موقف من
المواقف، وهنا نقول إنه
يفكر والتفكير صاحب
الحياة الإنسانية منذ
نشأتها الأولى، ودفعها
إلى التغير المتواصل، وهو
بالنسبة للطفل طريق
لاكتساب كثير من عناصر
الثقافة، ويقوده غالباً
إلى الفهم.
فالتفكير بالنسبة للأطفال
يساعد على تحفزهم لاكتشاف
الحقائق.
الاتصال الثقافي بالأطفال
ووسائله:
إن القول إن للثقافة دوراً
في تكوين مدارك الطفل
وبالتالي تكوين شخصيته
الثقافية، وتشكيل سماته
الفكرية والأخلاقية
متأثراً ببيئته
الاجتماعيه، مما يقتضي
وجود تواصل قائم بينهما،
وهذا ما عبر عنه بالاتصال
الثقافي، ويتحتم علينا
ونحن نسعى لإيصال ثقافتنا
لأطفالنا أن نلقي الضوء
على حركة الاتصال بهم
والوسائل المتبعة بذلك.
أولاً الاتصال الثقافي
بالأطفال:
إن علم الاتصال بالمفهوم:
"هو نقل الثقافة وتلقيها
من قبل الأطفال أو
الراشدين، فهو فن نقل
المعاني ويمثل تفاعلاً
بين طرفين أو أطراف".
وقد ذكر الباحثون للاتصال
بالأطفال والراشدين ثلاثة
مستويات رئيسة:
1- الاتصال الشخصي: ويمثل
تفاعلاً متبادلاً بين
شخصين أو ثلاثة أشخاص أو
يتعدى إلى مجموعة صغيرة،
في موقف ما.
2- الاتصال المجتمعي:
ويرتبط بمواقف التفاعل
بين عدد غير قليل من
الأشخاص.
3- الاتصال الجماهيري:
ويرتبط بمواقف التفاعل
بين عدد كبير من الأشخاص،
ويتجه عادة إلى جمهور
كبير غير متجانس، ويستعين
بوسائل لنقل المضمون
31
مثال الصحف، الكتب،
الإذاعة: التلفاز، المسرح،
السينما.. وكل مستويات
الاتصال تعتقد على نفس
الأسس لإيصال الفكر.
الخاصة أو الثقافة عموماً
وهدفها الإقناع وأهم أسس
الاتصال ’’المصدر الثقافي
المحتوى الثقافي الوسيلة.
المصدر الثقافي: هو الذي
يتولى صياغة الأفكار
والمعاني والمعلومات التي
يسعى لإيصالها لمتلقٍ ما.
المحتوى الثقافي: يعتبر
الرسالة التي توضع من
رموز كالكلمات أو الصور
أو الأصوات أو غيرها مما
يسمى باللغة اللفظية وغير
اللفظية، ويكون المضمون
بشكل قابل للنقل عبر
وسيلة الاتصال ويجب أن
تتوفر في الرسالة عدة
أمور، هي التالي:
1- تصميمها بصورة تثير
انتباه الطفل وتحمل من
العناصر ما يجعلها جذابة
له.
2- استخدام الرموز التي
يستطيع إدراك الطفل فكها
دون عناء.
3- أن يراعي مدى نمو
الطفل من النواحي
الاجتماعية والعاطفية
والعقلية ويكون من
أهدافها تنمية هذه
النواحي.
4- أن يراعي في وضعها
موقع الطفل من مجتمعه
الذي ينتمي إليه.
والجدير ذكره أن هذه
الرسالة التي تحمل
المحتوى الثقافي إذا كانت
لجمهور الأطفال، لا بد أن
تصل عبر وسيلة من الوسائل
التي تتيح للكثير منهم
استقبالها. وأن تكون
مفهومة من قبلهم وما ذلك
إلا لاختلاف مستويات
إدراكاتهم، كما أن
المحتوى الثقافي لا بد أن
يخضع للمراقبة كي لا ننقل
للأجيال أو الأطفال ثقافة
سلبية، بعملية الاتصال.
الوسيلة: وهي الوسيط بين
المصدر الثقافي ومحتوى
رسالته وهي التي تتيح
للأطفال أن يروا أو
يسمعوا أو يروا ويسمعوا
في ان واحد هذا المحتوى
ولا بد أن تراعى معها
ردات الفعل عند المتلقي و
التأثيرات الناتجة عند
عملية الاتصال.
ثانيا-ً وسائل الاتصال
الثقافي بالأطفال:
إن واحداً من أحلام
الإنسانية اليوم هو أن
نستطيع إنشاء نظم للاتصال
الثقافي، تيسر للأطفال أن
يعيشوا حياتهم وأن
يتهيأوا للغد بشكل أفضل،
وهذا الحلم راود
الإنسانية عبر القرون
الطويلة المختلفة
32
.
وفي الحديث عن وسائل
الاتصال وقدراتها لا بد
من رسم خارطة، تشكل الأطر
التي يمكن من خلالها سلوك
الطرق الأقوم والسبل
الأنفع التي تتلاءم مع
مستوى التفكير الطفولي،
ومخيلته الواسعة، وبذلك
يمكن أن نحكم على الوسيلة
الناجعة في هذا المجال،
ويمكن أن نطلق على ذلك
شروط وسائل الاتصال
بالأطفال:
أ- شروط وسائل الاتصال
الثقافي بالأطفال:
1- توفير الخبرات: التي
تنتهج الدراسة الموضوعية
في اختيار الوسيلة.
2- عدم حشر أذهان الأطفال
بالمعلومات التي غالباً
لا تترك أثراً في نفس
الطفل، بل ينسى الكثير
منها، إنما يجب السعي لأن
تكون حدود المعلومات من
السعة بما يشغل حيزاً لا
يكون على حساب المساحة
المرخصة لإدراك العلاقات
والربط بين المتغيرات.
3- اختيار المنهج
التدريبي الذي يعمل على
تنظيم الخبرات والمعلومات
تنظيماً صحيحاً.
4- العمل على إخراج
الأطفال من الأوضاع
السلبية عند عملية
الاتصال لأن السلبية تعمل
على خمود الفكر وتمنع من
التفاعل وإحداث التأثير.
5- إتاحة الحرية للأطفال
للتعبير عن أفكارهم
وتخيلاتهم.
6- إبعادهم عن الانفعالات
الحادة كالقلق والخوف
الشديد والغضب.
7- الاستفادة من أسئلتهم
الكثيرة بمرحلة الطفولة
لتحفيزهم على التفكير.
8- العمل على تنمية
قدراتهم على النقد أو
الحكم وتشجيعهم على
المناقشة وتوجيههم نحو
حرية الفكر وضبط حركته
مثال عدم التسرع بالحكم .
9- عدم المسارعة بتقديم
الإجابات عن كل تساؤل مما
يحول دون ممارستهم
للتفكير.
10- عدم طرح مشكلات تكون
أقل من مستوى تفكيرهم
تقتضي استخفافهم مما يقود
إلى الإحباط.
11- تعميق قيمة المرونة
في التفكير، مما يسهل
عليه مواجهة المتغيرات.
12- إنماء ثروة الطفل
اللغوية لأنها تمهد له
إدراكاً وفهماً أدق، ما
يعينه على التعبير عن
أفكاره بشكل واضح ومفهوم.
وبهذه الشروط أو الضوابط
والتي يمكن أن يضاف إليها
ضوابط أخرى تخدم ذات
الهدف يمكننا أن نحكم على
نجاح الوسائل واكتشاف
قدراتهم.
ب قدرات وسائل الاتصال:
لقد عمل الباحثون على
وسائل الاتصال عند محاكاة
إدراك الطفل فرداً
وجمهوراً، مستفيدين في
كثير من الأحيان من تجسيد
المحسوسات التي تتفاعل
معها مدركات الطفل الحسية
والخيالية والوهمية حتى
حدود الربط بين المتغيرات
بمرحلة التفكير.
وقاموا على دراسة التجسيد
الفني ووسائل التعبير
المثيرة والجذابة لاندفاع
الأطفال كالأصوات،
والألوان، والصور،
والرسوم، والحركة...
وغيرها وعملوا على أن
تتلاءم مع منافذ الاتصال
بالطفل كبيته والأهل
والمدرسة والشارع،
والحديقة، والملعب
والمسرح، والمجلات
والإذاعات والتلفاز...
وغيرها بمعنى اخر: كل
وسائل الاتصال: سواء
الشخصي أم المجتمعي أم
الجماهيري، وقد كان لكل
وسائل الاتصال القدرة على
تجسيد ثقافة الأطفال بطرقٍ
مختلفة باختلاف الوسيلة
عن الأخرى، وقد تتداخل
الوسائل في نقل الثقافة
بحسب الحاجة أو تدخل إلى
شخصية الطفل من منافذ
مختلفة، لكن أهم وسيلة
تعتبر وعاءاً لكل الوسائل
بل هي وعاءاً للثقافة
نفسها باعتبارها بين
المرسِل أو المتلقي وهي:
اللغة سواء اللفظية منها
أم غير اللفظية.
اللغة كوسيلة اتصال
وأهميتها:
إن اللغة عنصر من عناصر
الثقافة ووسيلة من وسائل
الاتصال إلا إنها تعتبر:
أولاً: الوجه المعبّر عن
الثقافة.
ثانياً: إن لها الفضل
الأكبر في الحفاظ على
الثقافة ونقلها بين
الأفراد والجماعات
والمجتمعات عبر الأجيال.
والإنسان هو الكائن
الأرضي الوحيد الذي
يتواصل عن طريق الألفاظ
المتمثلة بلغة الكلام،
والتي يطلق عليها اللغة
اللفظية .
كما أنه يستخدم إلى
جانبها لغة غير لفظية
تعينه على التعبير
كالأصوات غير الكلامية،
والإشارات وتحريك تقاسيم
الوجه.
وكلا اللغتين يمارس
الإنسان من خلالهما
عملياتٍ اتصالية.
والعلاقة بين الإنسان
ولغته تبدأ من اللحظات
الأولى يسمع بها واللحظات
التي يحاول أن ينطق بها،
وعندما تلقى الأصوات التي
يطلقها تشجيعاً أو تصفيقاً
أو إعجاباً بطريقة ما، من
أسرته أو محيطه في سنوات
عمره الأولى، يدفعه ذلك
إلى ترديدها دائماً
وتكرارها، ويحدث بينه
وبينها حالة ارتباط تتجذر
في قرارة نفسه وذهنه،
وعندما تتحول هذه الأصوات
بلحظة ما إلى دلالة على
شيء ما، من حاجاته، تصبح
بالنسبة له ملجأً يركن
إليه عند حدوث تلك الحاجة،
ويختزن في ذاكرته كل ذلك
الكم، من الأصوات والحروف
والكلمات بما لها من
دلالة، وترابط ببعضها،
بشكل تلقائي يسير لا يمنع
من تقبله وتلقفه شيء،
وأكبر سبب على سرعة تقبله
تلك العلاقة الحميمية
التي تنشأ بينه وبينها،
بما رأى فيها من غبطة
التشجيع، وروعة التعبير
عند الحاجة .
اللغة بالنسبة للإنسان،
معشوقٌ من الدرجة الأولى
تجذرت محبتها بقلبه مع كل
حركة وسكنة في حياته
اليومية منذ طفولته
الأولى .
أضف إلى ذلك، إنها جزء
فطري ولد مستعداً لتقبله،
قال الله تعالى:
﴿خَلَقَ
الْإِنسَانَ
*
عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾
33
.
وإن دور البيئة
الاجتماعية في الاستفادة
من هذه العلاقة وتطويرها
وتهذيبها يدفع بالفرد
للوصول إلى المستوى
الأرقى وقد أكد الباحثون
على أن ضحالة أو عمق
اللغة، وتهذيب السلوك
اللفظي أو عدمه لا يشيران
إلى ثراء الثقافة فحسب،
ولكنهما يحددان الطبقة
العقلية والاجتماعية التي
ينتمي إليها المتكلم
34
.
وليست اللغة مجرد الألفاظ
وتراكيب أحرف مع بعض، بل
عنى الإنسان منذ البدايات،
لوضع النظم والقواعد
لاستخدام مفردات لغته
فتحولت هذه الواسطة أو
الوسيلة إلى مادة أصيلة
وأساسية في تفاهم البشر،
وعمل المشتغلون في اللغة
على دراسة محتوياتها التي
كانت تتطور على مرِّ
العصور لخدمة المعرفة
والتواصل المعرفي.
واللغة العربية واحدة من
اللغات في هذا العالم
التي تطورت إلى أبلغ
مستوى في مجمل دراساتها
وصنفت المؤلفات بالمئات
في علومها شتى من:
تصريف اللغة وما يرتبط
بها من تراكيب الجمل في
قواعد وعلوم عده مثال
الصرف والنحو والبلاغة
والعروض وعلم المعاني
والبيان ومرادفات الألفاظ..
وغير ذلك .
وقد استخدمت علوم اللغة
في اللغات كافة في تشكيل
تخيلي للحياة والفكر
والوجدان من خلال أبنية
لغوية وهذا ما عرف عند
الإنسان ب أدب اللغة .
الأدب وأدب الأطفال:
تعريف الأدب: عُرِفَ
الأدب بأنه: أدب النفس
والدرس
35
، وفيه قال رسول الله صلى
الله عليه و آله : "أدبني
ربي فأحسن تأديبي".
وقد استخدمت كلمة الأدب
في معاني متعددة ومجالات
مختلفة لها علاقة بسلوك
الإنسان كأدب الحديث وأدب
العبادة وأدب العشرة وأدب
السفر وأدب الطعام....
وغير ذلك.
وعرف الأدب قديماً ب
الأخذ من كل علم بطرف
وبهذا يشمل سائر العلوم
والمعارف، وعرف حديثاً
مجموعة الاثار المكتوبة و
الفن الكتابي وعرفه بعض
الغربيين
36 : إن الأدب هو
القدرة على إيقاظ التخيل
وعليه اعتبر أن كل ما هو
خالٍ من عنصر التخيل ليس
أدباً، والواضح أن ما
عُرِفَ وعُرِّف به الأدب
كان مرتبطاً بأحوال النفس
الإنسانية وما ذلك إلا
لانطلاقه من أعماق
الوجدان قاصداً إيقاظ أو
إثارة وجدان الناس ولذا
ارتبطت التعاريف بالفن
والتخيل والنفس والإنسان.
وأحد أهم التعاريف ما
ذكره الدكتور هادي نعمان
الهيثي في كتاب ثقافة
الأطفال: الأدب هو تشكيل
أو تصوير تخيلي للحياة
والفكر والوجدان من خلال
أبنية لغوية وهو فرع من
أفرع المعرفة الإنسانية
عامة
37 .
موضوع الأدب: نلاحظ بوضوح
أن الأدب عمل على تصويرٍ
فني يهدف إلى التعبير
الراقي عن وجدانيات
الإنسان وعادات المجتمعات
والاراء والقيم، ويخرج
مفعماً بالمشاعر مما
يجعله وسيلة اتصالٍ ثقافي
لها من الدور الجانب
الأهم خصوصاً تلك التي
تلامس مشاعر الأطفال، إذا
قدرنا أن الخيال ركيزة في
فنيات الاداب من القصة
والنثر والشعر، والخيال
أحد أبرز مداركهم.
أدوات الأدب: إن التعريف
مع شموله أدوات الأدب لحد
الان مختصرة في القصة
النثر الشعر .
إنما الفارق إن أدب
الأطفال يخضع لمجموعة من
الضوابط تجعله يتلاءم مع
حاجات الأطفال وقدراتهم
ومستوى إدراكهم.
فيمكننا أن نعرفه بنفس
التعريف وأن موضوعه:
مجموعة الانتاجات الأدبية
التي تراعي خصائص
ومستويات الإدراك والنمو
عند الأطفال وهو الأسلوب
التعبيري الخاص الذي
يحاكي لغتهم ومستوى
ثقافتهم قال رسول الله
صلى الله عليه و آله :
"إنا معاشر الأنبياء
أمرنا أن نكلم الناس على
قدر عقولهم"
38
.
نشأته: يرى الباحثون أنه
لم يكن للأطفال أدب خاص
بهم بالمعنى الصحيح قبل
القرن العشرين، وإن كان
هناك عدداً من القصص
والحكايات التي كتبت في
أزمنة بعيدة وصل بعضها
إلى ما قبل الميلاد أقبل
الأطفال عليها مع أنها
بالأصل كتبت للكبار أمثال
اليانجاتنترا 005 001 ق.م
وبعده بفترة حكايات كليلة
ودمنة الذي ترجم إلى
البهلوية وترجمه عنها إلى
العربية ابن المقفع،
وكلاهما من حكايات
الحيوان للتعبير عن أفكار
وقيم البشر.
وقد اعتبر البعض أن
مجموعة إيسوب الخرافية
المطبوعة بين عامي 5741
1841م أو كتاب يطبع
للأطفال بسبب إقبالهم
الكبير عليه، على أن
تحقيق الباحثين بين أن
إيسوب الحكيم اليوناني
الذي كان عبداً وصار
سياسياً وقد ولد 026 ق.م.
ألّف حكاياته لإخماد
الفتن وتهدئة الخواطر عند
الكبار، واعتبر البعض أن
كثيراً مما نسب إليه ليس
له. ونفى البعض وجود
شخصية اسمها إيسوب.
في القرن السابع عشر
والقرن الثامن عشر برز
عدد من الكتابات وهي
بالأصل للكبار، لكنها
لفتت أنظار الأطفال في
عددٍ من البلاد كفرنسا
وإنكلترا، وكذلك في القرن
التاسع عشر في أمريكا
والصين واليابان وبلغاريا
وألبانيا، وقد تم اعتبار
عدد من الكتابات القصصية
والشعرية من أدب الأطفال
تجوّزاً. وقد أعيد صياغة
أغلبها، ونسبةٌ كبيرة
منها كانت من ترجماتٍ عن
القديم أو عن لغات أخرى
في عصرها.
أما في القرن العشرين فقد
نشأت مؤسسات وعمل عدد من
الكتاب على إثراء
المكتبة الأدبية الخاصة
بالأطفال، وصار من بين
الكتب والأعمال الشعرية
ما يطلق عليه قصة أطفال
أو شعر للأطفال أو مجلة
الأطفال وبالتالي أدب
الأطفال .
ـ أدب الأطفال العربي: إن
التراث الأدبي العربي رغم
ثرائه لكنه لم يحتوِ على
ما يمكن أن يطلق عليه أدب
الأطفال حتى أواخر القرن
التاسع عشر، وهذا لا يثير
الاستغراب، لأن أدب
الأطفال حديث النشأة في
العالم إجمالاً.
وما وجد من قصص عند العرب
أو أشعار تحكي الطفولة،
فقد وضع مجمله للكبار في
حينها.
واعتبرت البداية الفعلية
لأدب الأطفال، مع ترجمة
محمد عثمان جلال 8381
8981م مجموعة لافونتين في
ديوانه العيون اليواقظ في
الأمثال والمواعظ من
الفرنسية إلى العربية،
وتبعه متأثراً بـ
لافونتين أحمد شوقي كذلك
ونظم مقطوعات شعرية وعظية
وما ترجمه في كتابه محمد
عثمان جلال كان مئتي
حكاية منظومة شعراً كذلك
وتوالت بعد ذلك كتابات
مختلفة في القصة والنثر
والشعر لأدباء عرب منهم
إبراهيم عرب في العام
7291 حيث نظم الحكايات
متأثراً بـ لافونتين كذلك
بكتابه آداب العرب .
وهناك عدد عمل على أدب
الأطفال نذكر منهم:
محمد الهراوي 5881 9391 .
د. مصطفى جواد 1091 9691
.
الشاعر عروف الرصافي 5781
5491 .
سليمان العيسى 1291 .
فؤاد بدوي 3391 .
أحمد سويلم 2491 .
فاروق سلوم 8491 .
جواد جميل 4591 .
حصه العوضي 6591 .
أحد حقي الحلي 7191
وصالح الهراوي.
أدب الأطفال الإسلامي:
إن القرآن الكريم بما فيه
من إعجاز لغوي، ومرجعية
قاطعة للسان العربي، فقد
كان أيضاً المبعث لعهدٍ
جديد في الأدب العربي
الإسلامي، قد شكلت آياته
المباركة الثقافة
الإسلامية التي ترسم حركة
الإنسان المسلم
الاجتماعية، وسماته
الفكرية والأخلاقية عملت
على تغذية سماته النفسية،
وكان هذا التنوع العظيم
في عرضه لمحتوى الرسالة،
بسلوك فنيات لغوية ملهمة
في القصة وغيرها، فإن عدَّ
من الإعجاز، إلا أنه دعوة
صريحة لمخاطبة العقل
والوجدان الروح والمشاعر،
تفتح المجال أمام
السالكين أدب اللغة
لينهلوا من فيض أدب
السماء.
وما الاستصباء الذي هو
أحد وسائل محاكاة الأطفال
التي دعا لها الرسول صلى
الله عليه و آله يقوله:
"من كان له صبي، فليتصاب
له"
39
، إلا وسيلة من وسائل
اللغة سواء اللفظية منا
أو غير اللفظية التي
تحاكي إدراك الطفل ومستوى
تفكيره.
وما جاء في مجمل الأحاديث
الشريفة عن النبي صلى
الله عليه و آله والأئمة
عليهم السلام ما جمع في
نهج البلاغة،عن الإمام
علي عليه السلام لدليل
على الاهتمام في سائر
المحسنات اللغوية والأدب،
فإن كان الرسول أسوة
والأئمة مقتدى، فكلامهم
يعدّ من أساليب التربية
الأدبية النموذجية.
ـ أدوات الأدب الإسلامي:
إن الأدب الإسلامي في
أدواته لا يختلف عن الأدب
العربي والأدب عامة، فإن
عنايته كذلك كانت نصوصاً
نثرية وقصصية وشعرية.
ومن هنا يمكننا أن نقدر:
أولاً: مفهوم الارتباط
القائم بين المصدر
الثقافي وهو الدين
الإسلامي والمحتوى
الثقافي وهو مضمون النص
الأدبي بكل رموزه،
والوسيلة وهي طبيعة النص
الأدبي من نثر وقصة وشعر.
ثانياً: مقدار المسؤولية
الملقاة على الأدب
الإسلامي وبالتالي على
كاهل الأديب المسلم.
ثالثاً: إن وظيفة الأدب
الإسلامي نقل تلك الثقافة
الجليلة المتمثلة بالدين
بما فيه من فكر وقيم سواء
كان المتلقي كبيراً أم
طفلاً، المفارقة أن الطفل
له لغته الخاصة به.
وهنا لا بد أن نلفت
الانتباه: ليس معنى أن
يكون الأدب إسلامياً هو
أن تتحدث فيه عن الإسلام
بطريقة تقريرية إنفعالية،
لكن أن يكون الأدب
إسلامياً، أن تتعامل مع
اللفتةِ واللمسةِ ومع
الإيحاء ومع كل الكلمات
التي تحمل المعنى بطريقةٍ
تصل فيها الكلمة إلى
أعماقك قبل أن تصل إلى
آذانك
40
.
إذا كان الدين هو الثقافة
المرسلة والأدب واسطتها
فإن الأديب المسلم الناثر
أو القاص أو الشاعر واقع
في دائرة عهدة التكليف
الشرعي .
الشعر وشعر الأطفال:
تبين أن الشعر اعتمد
كوسيلة اتصال ثقافي فرعية
عن أدب اللغة للكبار
والصغار على السواء، وهو
من الفنون الإبداعية
الجميلة التي يعيش فيها
المتلقي في قالب الشعر
ولغة الشاعر أسلوباً
وإحساساً.
ولا غرابة في ذلك، لأن
الشعر هو التعبير عن
مشاعر الناس والتجسيد
لأفكارهم
41
.
وإن أقدم النصوص الأدبية
العربية مما وصل إلينا من
القرون السابقة كان شعراً،
وقد يشير ذلك إلى أن
الأدب عند العرب بدأ شعراً،
وهذا ليس مستهجناً، خصوصاً
إذا قدرنا أن الشعر أسهل
حفظاً من النثر.
خصائص الشعر العامة:
1- الموسيقى الشعرية: وهي
الغطاء الخارجي للشعر وما
لها من تأثير في الجوهر
الصوتي دون المعنى،
وتعتمد على التركيبة
الفنية للألفاظ فيما يسمى
بالشعر الكلاسيكي وإن
كانت تسمية الشعر
العامودي أشمل من
الكلاسيك التقليدي وغيره.
في أمرين:
أ- الوزن: وهو ترتيب
المفردات على الحركات
والسكنات كما قسمها علم
العروض في بحور الشعر
الستة عشر.
ب- القافية: وهي عنصر
مستقل ذاتاً متصل معنىً.
تكون في نهاية البيت
الشعري قبل الوقف مباشرة.
2- الاسلوب التعبيري: وهو
الصورة الشعرية عندما
تتخذ أداةً للتعبير.
3- المحتوى والمضمون
الشعري: وهو ما ينتخبه
الشاعر من قضايا علمية أو
اجتماعية أو تربوية أو
ثقافية ويمزجها بالأحاسيس،
ويطلقها ليخاطب الوجدان
البشري.
أما الشعر الحر غير
العامودي واطلق عليه
البعض الشعر الحديث فإنه
كما عبر بعض أهل الاختصاص:
إنه كل نص أو كلمة تطلق
على موضوع بمعالجية فنية
راقية يطلق عليها شعراً.
أهمية الشعر:
اهتم العرب كما غيرهم
بالشعر وجعلوا له مكانة
كبيرة وزاولوه وصار في
أزمنة ماضية صفةً في
شخصية العربي ومجتمعه،
جاء في كتاب العمدة، عن
ابن رشيق أنه قال: كانت
القبيلة من العرب، إذا
نبغ فيها شاعر، أتت
القبائل فهنأتها، ووضعت
الأطعمة، واجتمعت النساء
يلعبن بالمزاهر، كما
يصنعون في الأعراس،
ويتباشر الرجال والولدان
لأنه حماية لأعراضهم، وذب
عن أحسابهم، وتخليدٌ
لمآثرهم، وإشادة بذكرهم،
وكانوا لا يهنئون إلا
لغلامٍ يولد، أو شاعر
ينبغ فيهم، أو فرس تنتج
42
.
وجاء في طبقات الشعراء،
عن ابن سلام: وكان الشعر
في الجاهلية عند العرب
ديوان علمهم ومنتهى
حِكَمِهم، به يأخذون
وإليه يصيرون
43
.
وجاء في تاريخ الطبري:
وكان الشعراء ألسنة
قبائلهم، وذوي الرأي فيهم،
يندبونهم عند الملمات،
ويستعينون بهم وقت
الشدائد، ويلجؤون إليهم
في الحروب، فقد ورد أن
سعدا أرسل يوم أرماث إلى
ذوي الكلام من رجال الشعر
والنثر، يدعوهم إلى
استخدام سلاح الحرب، فحضر
عنده خطباؤهم وشعراؤهم،
مثل الشماخ والحطيئة،
وأوس بن مغراء، وعبدة بن
الطبيب، وكلهم شعراء،
فخاطبهم قائلاً: انطلقوا
فقوموا في
الناس بما يحق عليكم،
ويحق عليهم عند مواطن
اليأس، فإنكم من العرب
بالمكان الذي أنتم به
وأنتم شعراء العرب
وخطباؤهم وذوو رأيهم
ونجدتهم وسادتهم، فسيروا
في الناس، فذكروهم
وحرضوهم على القتال،
فساروا فيهم
44
.
إن أهمية الشعر تنبع من
أهمية تأثيره في المجتمع
والفرد .
أهمية شعر الأطفال:
إذا كانت أهمية الشعر
بتأثيره، الاجتماعي
والطفل كما تبين في
الدراسة، ذلك الفرد
الاجتماعي الخاص، واقع في
دائرة اهتمام المجتمع،
متأثر بما يحمل المجتمع
من الثقافة عبر كل وسائله
ومنها الشعر، فينتج: إن
شعر الأطفال من الاهتمام
بقدر ما ينتج عنه من
تأثيرات في تنمية ثقافة
الطفل وتنظيم مداركه
وبالتالي سلوكه.
وهنا نقدم ملخص لما توصلت
له دراسات الباحثين عن
خصائص وتأثيرات الشعر على
ثقافة الطفل ومجريات
حياته السلوكية.
ـ الخصائص:
1- إن الطبيعة الفنية
والأسلوب التعبيري للخطاب
المتبادل بين المشاعر
والأحاسيس النفسية بالنص
الشعري يمكننا من مخاطبة
القوة الخيالية عند الطفل.
فهو وسيلة تعبيرية متقدمة
راقية .
2- إن الشعر بما فيه من
إيقاع موسيقي، فهو وسيلة
لإدخال البهجة إلى النفس
الطفولية. فهو وسيلة
تحفيزية .
3- ينمي الذوق والإحساس
للقوة التخيلية عند الطفل
بما يدفع لتحسين مستوى
الإدراك، ويوقظ العواطف
والأحاسيس، فهو وسيلة
تنموية نفسية .
4- يعتبر وسيلة لتهذيب
طبع الطفل بما فيه من
انسيابية جمالية بعملية
الاتصال، ويعتبر رسالة
بين المصدر الثقافي
والمتلقي، فهو وسيلة
تربوية تعليمية .
ـ التأثيرات:
1- يتميز الشعر بتركيز
الأفكار والعقائد
والأخلاق النبيلة عند
الطفل.
2- يعرف بالسلوك المرغوب
والدعوة إليه.
3- يقوي الروابط
الاجتماعية كالعطف الرحمة
والتسامح وحب الوالدين
والحس الوطني.
4- يكون لغة خطاب طفولي.
5- يشيد للطفل عالماً
جميلاً خاصاً به.
6- يخرج الطفل من عالم
العزلة إلى عالم المجتمع
وروح الجماعة.
7- يصحح النطق تجاه تقدم
لغتة الطفل وينمي ثروته
اللغوية وهي أحد أهم
وسائل الاتصال.
8- يشبع حاجات الطفل
الفكرية من خلال المحتوى
الشعري، وحاجاته النفسية
من خلال طبيعة النص
الشعري.
9- يقوي حس الطفل
الإبداعي والفني.
10- يرفع مستوى الطفل من
لغة العامي إلى لغة
المثقف.
ـ الشعر وشعر الأطفال
الإسلامي:
أخرج في الدر المنثور..
عن ابن مسعود، عن النبي
صلى الله عليه و آله : "إن من الشعر حِكَماً وإن
من البيان سحراً"
45
.
ونقل أيضاً بلفظ: إن
من الشعر لحِكَماً أو
لحكمة .
وفي تفسير نور الثقلين عن
كعب بن مالك قال: ما تقول
في الشعراء؟ فقال صلى
الله عليه و آله : "إن
المؤمن مجاهد بسيفه
ولسانه والذي نفسي بيده
لكأنما ينضحونهم بالنبل"
46
.
وكان يقول صلى الله
عليه و آله لحسان بن ثابت:
"اهجِ المشركين فإن
جبرائيل معك"
47
.
فمن هذه النصوص
وغيرها الكثير، نجد أن
الإسلام أولى الشعر
والشعراء أهمية كبرى، وإن
اعتبر بعض المستشرقين
وتبعهم بعض باحثي العرب،
إن الإسلام أضعفَ من شأن
الشعر والشعراء، معتمدين
على اضمحلال الشعر وعدم
نبوغ شعراء في العصر
الإسلامي الأول يضاهون
شعراء العرب قبل الإسلام،
لكن التحقيق بين أن الضعف
الذي يبدو على الشعر
الإسلامي، إنما كان بدأ
في الحقيقة قبيل الإسلام
لا بعده، كان قد انقضى
عصر الفحول، ولم يبق إلا
الأعشى الذي مات كما تقول
الرواية وهو في طريقه إلى
النبي صلى الله عليه و
آله ، ليمدحه ويعلن
اسلامه، و لبيد الذي كان
قد بلغ الستين، أو أوشك
أن يكف عن قول الشعر، ولم
يبق عند ظهور الإسلام إلا
شعراء مقلون، بعضهم مجيد
في قصائد مفردة ولكن لا
يبلغون شأو هؤلاء الفحول
48
.
وفي الهيكلية العامة
للشعر الإسلامي فإنه صورة
عن الشعر في الأدب العربي
عامة، وإن كان قد دخل
عليه خصائص فنية جديدة
واختلفت أغراضه بتطور
المجتمع من حالة الجاهلية
إلى حالة القيم الفكرية
والعلمية، إن الشعر ظل
يصور حياة الناس، ويسيل
على ألسنة الشعراء عذباً
رقيقاً، حيث يستوعب
همومهم، ويعبر عما يجيش
في صدورهم أو يدور في
أفكارهم، فلم يبق أحد من
أصحاب رسول الله صلى الله
عليه و آله إلا وقد قال
الشعر وتمثل به
49
.
الأغراض الشعرية: فقد
تغيرت بتغير المجتمع فدخل
في الشعر ما يعرف: بالشعر
الديني، وشعر الوعظ
والإرشاد وشعر الفتوحات
والحروب وشعر الشكوى،
والشعر السياسي، وغير ذلك.
الخصائص الفنية: استخدم
في الشعر الإسلامي فنيات
أو قل مصطلحات وألفاظ
جديدة نحو القسم والقصص
والتكرار والاقتباس وغير
ذلك وإن كانت هيئتها بقيت
في القالب العام للشعر
العربي حكمة، رثاء، هجاء،
فخر، غزل ومن الواضح إن
الأغراض والخصائص الفنية
تعرضت من خلال الرسالة
الإسلامية إلى تهذيب
ثقافي جديد وأصبح محتوى
الشعر الإسلامي نتاج
ثقافة مصدره هو الإسلام.
ـ الثقافة الحسينية
والشعر العاشورائي:
يقول الشيخ محمد عبدو
الإسلام محمدي الوجود
حسيني البقاء
50
.
لقد أكدت الأحاديث
المستفيضة، عن أهمية دور
الإمام الحسين عليه
السلام مطلق الثورة
الكربلائية والواقعة
العاشورائية، ويكفي في
هذا المقام لتوضيح هذا
الدور بأنه الامتداد
والبقاء الفعلي للرسالة
المحمدية ما قال في حق
الإمام الحسين عليه
السلام النبي صلى الله
عليه و آله : "حسين
مني وأنا من حسين"
51.
وقد عبر الإمام الحسين
عليه السلام نفسه عن هذه
الثقافة بقوله: "من
أتانا لم يعدم خصلة من
أربع، آية محكمة وقضية
عادلة، وأخا مستفاداً
ومجالسة العلماء"
52
.
واعتبر عليه السلام أن
خروجه لمواجهة طغيان يزيد
بن معاوية واتباعِهِ إنما
يصبُّ في عمله إصلاح أمة
النبي صلى الله عليه و
آله ، بقوله: "إنما
خرجت لطلب الإصلاح في أمة
جدي".
وإذا كان خروجه سيؤدي إلى
القتل، فما ذلك إلا
لتقويم المجتمع الإسلامي
الذي انحرف عن المسار
الصحيح كما نسب إليه عليه
السلام :
إن كان دين محمدٍ لم
يستقم إلا بقتلــي يــا
ســـيوف خـــذيني
فالثقافة الحسينية هي ذات
الثقافة الإسلامية الصرفة،
إنما كانت بمرحلة حاول
فيها البعض أن ينحرف
بالمجتمع كله عن الخط
الذي رسمه النبي صلى الله
عليه و آله لثقافة
المجتمع، انطلاقاً من
رسالة القرآن، فعمل
الإمام الحسين، على ترسيخ
الخط المحمدي بافتعال
صدمة في المجتمع تقوم على
تنبيهه من الغفلة، وجعل
الشهادة، وهي أسمى السبل،
وسيلةً لتركيز المفهوم
وتجسيد النتائج.
الشعر العاشورائي:
نشأ الشعر العاشورائي في
نفس اليوم الذي جسدت فيه
عاشوراء الثقافة الحسينية،
وقد نسب عددٌ من الرواة
لمقتل الإمام الحسين عليه
السلام أبياتاً عديدة إلى
أصحابه، وأولاده وأخواته
وأبنائهم، حين بروزهم إلى
ساحة المعركة.
وإن صح التعبير يمكن
اعتبار البيت الشعري
المنسوب للإمام الحسين
عليه السلام إن كان دين
محمدٍ لم يستقم إلا بقتلي
يا سيوف خذيني هو
الانطلاقة لنشأة شعر
حسيني
عاشورائي، وقد نسب له
عليه السلام أبياتاً أخرى
في مجريات المعركة منها
عندما نعى نفسه بقوله:
يـــا
دهـــــر أفٍّ
لـــــك
مـــن خليــل |
كـــم
لـــك
بالإشــــراق
والأصيل |
من صــــاحب
أو طـــــالب
قتيـل |
والــدهـــــر
لا يقنـــــع
بــالبديــــــل |
وإنمـــــــا
الأمــــر
إلـــــى
الجليــــــــل |
وكـل
حــــي
ســـــــالك
ســــــبيلي
53
|
وقد حث الأئمة عليهم
السلام على قول الشعر
بالإمام الحسين عليه
السلام ويمكن اعتبار
نشأتِهِ عندما شارف
الإمام علي بن الحسين على
المدينة المنورة وهو راجع
بالسبايا من الشام، وطلب
من بشر بن حذلم أن ينعى
الإمام الحسين عليه
السلام لأهل المدينة فقرأ
عليهم أبياته المشهورة
التي مطلعها:
يا أهل يثرب لا مقام لكم
بها قتل الحســين فـادمعي
مــدرار
وفي الأخبار أن الإمام
علي بن موسى الرضا عليه
السلام عندما طلب من
الشاعر دعبل الخزاعي أن
يقرأ عليه مرثيته بالإمام
الحسين عليه السلام وكان
قد ضرب حجاباً في الغرفة
دعا إليه النساء ليستمعن
إلى القصيدة وبكى كل من
حضر ذلك المجلس فقال
لدعبل
"من قال فينا
بيتاً من الشعر فبكى
وأبكى ضمنت له الجنة".
وفي ذلك نص الإمام
الصادق عليه السلام :
"من قال فينا بيتَ شعرٍ
بنى الله له بيتاً في
الجنة"
54
.
وكان الأئمة عليهم
السلام يجمعون الشعراء من
أصحابهم في العاشر من
محرم في كل عام، ويطلبون
منهم قراءة أشعارهم
بالحسين عليه السلام .
كما أن المصنفات الشعرية
منذ العاشر من محرم في
العام 16 للهجرة وهو
تاريخ استشهاد الإمام
الحسين عليه السلام وحتى
يومنا الحاضر، ما وجد
منها وما أتلفته العصور،
في حملات من التوجيه
العدائي الأموي والعباسي
والعثماني، وما خربه
التتار في المكتبة
الإسلامية عامة، فإن
المصنفات الشعرية
العاشورائية، لا يمكن
إحصاؤها إحصاءاً دقيقاً.
بل حتى التعرض إليه في
هذه الدراسة على نحو
قراءة في النصوص خلاف
المقام،
إنما ما يخلص إليه الباحث،
إن الشعر العاشورائي
القديم والحديث والمعاصر
منه على مستوى المحتوى
والنص، يمكن إبراز أهم
خصائصه وميزاته:
على الشكل التالي:
1- تتفاوت مستوياته
الفنية بين القوة والضعف.
2- في الغالب تبرز
الفنيات العالية لما في
المحتوى من رقي الحسين،
كربلاء، الشهادة .
3- لم يخرج عن أدوات
الشعر العربي والإسلامي.
4- وإن كان في قالب
الرثاء، لكنه حمل قيم
ومفاهيم ثقافة الإسلام.
5- استخدم أغراضاً قديمة
في الشعر العربي
والإسلامي بصيغة جديدة
النعي الندبـ النواح
الحداء .
6- بمقتضى استخدامه في
المجالس الحسينية، استخدم
من أصوات التراجيع
الصوتية والمقامات،
قراءاتٍ عديدة حدّث في
بعضها وهذا ما عُرِفَ
مؤخراً بـ أطوار القراءة
الحسينية .
7- تضمن التاريخ والسيرة
التي تشمل سيرة الإمام
الحسين ومن معه في كربلاء،
مما أعطى لكثير من أعماله
الشكل القصصي.
8- عمل على إبراز القيم
الفكرية التي حملتها ثورة
كربلاء من الولاء الديني
والولاء السياسي، وأسباب
الثورة، وأهدافها
ونتائجها .
9- استخدم الأسلوب
التعبيري العاطفي المؤثر،
وكان له الدور الكبير في
تربيةِ الارتباط بمفهوم
الحسين وأهل البيت
والثورة الحسينية عبر
الأجيال.
10- يعتبر الشعر العاشوري
ركيزة المجلس الحسيني
والقراءات الواردة في ذلك.
الشعر العاشورائي عند
الأطفال:
حقيقة البحث في هذا
المقام، إنني لم أعثر على
دراسة أو تجربة في موضوع
الشعر العاشورائي عند
الأطفال، كما أن شعر
الأطفال في العالمين
العربي والإسلامي لم يدرج
في ديوانه عنواناً لشعرٍ
عاشورائي خاص بالأطفال.
وكي نكون أكثر دقةٍ،
فأقول: إنني لم أجد في
الوقت الذي حدد لإتمام
هذه الدراسة ما يؤكد عكس
ذلك وإن كان قد تناهى إلى
مسامعي أن الشعر الشعبي
العراقي سواء في النجف
الأشرف أو كربلاء أو
غيرهما من مدن العراق قد
صدر عنه أبيات شعرية في
هذا المجال، كان الأطفال
يرددونها في مناسبة
عاشوراء.
علماً بأن شعر الأطفال
عموماً أخذ اتجاهه الفعلي
نحو الوجود في العالم
العربي والإسلامي في
العقود الأخيرة من القرن
العشرين أي من مدة لا
تتجاوز الأربعين عاماً
بكثير، ولعل ذلك أحد أهم
أسباب تأخر الكتابة في
جانب متخصص منه كالشعر
العاشورائي، وهو فرع
الأدب العربي الإسلامي
العام.
لكننا لن نعدم الوسيلة
بأن نلقي الضوء على علاقة
الأطفال بالشعر
العاشورائي، خاصة إذا
تأملنا الدراسات
الإحصائية التي تظهر أن
عدد الأطفال الذين يحضرون
في المجالس الحسينية كبيرٌ
جداً وهو في تزايد مستمر
من عام لآخر.. وإن كان
يرجع السبب الفعلي في ذلك
إلى التوجه الأسري
والاجتماعي العام، إلا أن
عاشوراء بما فيها من
تأثير وجاذبية، تجعل هذا
التوجه بالنسبة للطفل
موضع اهتمام تبرز فيها
قدرات مداركه في تصوره
لما حدث في كربلاء، من
خلال تعابيره البسيطة،
كما أن كثيراً من الأطفال
يحفظون الشعر العاشورائي
بما هو، إن كان مما يقرأ
في النعي أو النواح أو
الندب خصوصاً ما يكون منه
بصيغة الإنشاء وما يطلق
عليه بالعامية الندابية
وهي إما شعر فصيح أو شعر
عامي.
يمكننا أن نستدل من ذلك
على أهمية الاعتناء بهذا
الجانب، وعلى أنه قد أتت
اللحظة التي لا بد فيها
من إنشاء المدرسة الأدبية
التي تعنى بشعر الأطفال
العربي والإسلامي ومنه
العاشورائي .
إن أهمية هذه الدعوة تبرز
في: أننا لو نظرنا في
صحيفة الأعمال الأدبية
والشعرية التي اعتنت
بالأطفال في العالمين
العربي والإسلامي لوجدنا:
أولاً: إن أدب الأطفال
العربي والإسلامي وإن
اعتمد في نشأته الشعر ثم
الأدوات الأخرى، إلا أنه
بقي مبادراتٍ فردية
وشخصية وليظهر كحركة
أدبية، رغم تكرار الدعوات
إلى ذلك.
ثانياً: إن أغلب الأعمال
في هذا المجال جاءت بطرق
الاقتباس والترجمة مما
فتح المجال أمام الغزو
الثقافي السلبي، للنفاذ
داخل مجتمعنا، مما يساهم
في نشر البديلات الثقافية
التي لا تحمد عقباها.
المدرسة الأدبية
الإسلامية المقترحة:
بعد التوصل إلى هذه
النتيجة يمكننا أن نضع
تصوراً أولياً لمهام هذه
المدرسة على الشكل التالي:
1- تقديم منهجية حديثة
مبنية على أسس علمية في
قالب ومحتوى إسلامي، على
أن تحيط بأكبر نسبة من
احتياج الطفل في الجانب
الأدبي.
2- توفير الأدوات
التعليمية طبقاً
لاحتياجات هذه المنهجية.
3- إعداد المدرسين ذوي
التخصصات العالية
وتدريبهم على هذه
المنهجية.
4- توفير مكتبة تعتبر
نواة لمركز دراسات يعنى
بشخصية الطفل.
5- تحديد الضوابط والشروط
التي تقوم عليها هذه
المنهجية وتحدد من خلالها
خصائص أدب الطفل الإسلامي
والنتاج الأدبي التي تقوم
على الأسس التالية:
1- إن العمل الأدبي
الشعري وغيره يُستَمَدُّ
من المصدر الثقافي الأول
الرسالة السماوية، أي
القرآن والسنة .
2- إن يعبّر عن آمال
الأطفال ويسد حاجاتهم
النفسية ويعمل على حل
المشاكل التي يواجهونها.
3- أن يتوافق مع الفطرة
الإنسانية بما يحرك
الوجدان وينشط الفكر
ويربط الطفل بثقافته
العقائدية.
4- أن ينظم سلوك الطفل
على مستوى سماته النفسية
وسماته الفكرية
والأخلاقية.
5- لا يخرج عن كونه أدباً
تعليمياً قصة أو نثر أو
شعر أو غيره . فيندرج في
إطار الأسلوب الجمالي
والفني الذي يتلاءم مع
إدراك الطفل وينظم
مدركاته.
أخيراً: يمكننا القول
بالطموح أن نصل على الأقل
أننا نحاول أن تكون
عاشوراء فكراً عملياً لا
عاداتٍ مكتسبة بالنسبة
للطفل أولاً، وبالتالي له
كإنسان مستقبلاً.
مصادر البحث:
1- الميزان في تفسير
القرآن/ السيد محمد حسين
الطبطبائي.
2- تفسير نور الثقلين/
الشيخ الحوزيزي.
3- التفسير المعين
للواعظين والمتعظين /
الشيخ محمد هويدى.
4- رسالة الحقوق/ للإمام
زين العابدين عليه السلام
5- بحار الأنوار/ العلامة
المجلسي.
6- وسائل الشيعة/ الحر
العاملي.
7- سفينة البحار/ الشيخ
عباس القمي.
8- مكارم الأخلاق/
الطبرسي.
9- تحف العقول/ الشيخ
البحراني
10- الأئمة الإثني عشر/
السيد هاشم معروف الحسني.
11- دور الكلام/ الشيخ
محمد حسن النائيني.
12- المنطق/ الشيخ محمد
رضا المظفر.
13- علم النفس الإسلامي/
د. عبد الرؤوف عبد الغفور.
14- شاهد المبلغين/ جزيني.
15- الطفل والأدب العربي
الحديث/ زهراء الحسيني.
16- ثقافة الطفل/ عالم
المعرفة 321/ د. هادي
نعمان الهيثي.
17- الإسلام والشعر/ عالم
المعرفة66/ د. سامي مكي
العاني.
18- لسان العرب/ 052.
19- مجلة عالم الفكر/
المجلد01، العدد3.
20- مجلة القصب عدد مزدوج
5/6.
21- الطفل بين الوراثة
والتربية/ الشيخ الفلسفي
22- مجلة الموقف الأدبي/
العدد 59، العدد 101.
المداخلات على كلمة الشيخ
فضل مخدّر
المداخلة الأولى: الشاعر
عباس مظلوم
قبل البداية أرفع الشكر
المعتّق بالدعاء لحاضني
ومؤسّسي هذا اللقاء.. شرفٌ
عظيم أن أشارك واحةً
غدّاقةً، ينهلّ من دفق
السماء معينها، فوّارةً
عذبَ الرّشَدْ... شرفٌ
يتوّجني وإن ما زلت أطفو
نائما فوق الزّبدْ.. أبدو
كتلميذٍ يناعسه الكسل عن
موقظات الجدّ في البحر
الحسيني المددْ..
ما إن دُعيت استُحْضِرَتْ
في خاطري أطياف صوتٍ
مستغيثٍ خافتٍ ينبي هنالك
حلقة مفقودة تختصّ
بالأطفال في عقد القصائد
والدرر..
وبدأت أبحث بين دفّات
الدفاتر والكتب عما يصوّب
غايتي أو ما يروّي مبحثي...
إن المهمة صعبة، كل الذي
عاينته هو في صنوف الشعر
سردٌ للوقائع أوحماسٌ
أورثاءٌ صيغ من لهب
المصارع.. أوحروفٌ ليس
للأطفال فيها من مواقع..
لكنما تأثيره يبقى وإن
حيك الوشاح مرقّعا
أوواسعا أوضيقا..
وسألت
55 عما تكتنزه تجارب
الشعر الذي يختصّ أطفال
العراق، لعل فائدةً
نناقلها إلى أطفالنا..
فأُجبت: إفرازاتها
متصحّرة.. فيما خلا بعض
الشعارات التي
تعلوالمسيرات المقامة في
المواسم.. منها:
مجموعة أولى: يا أمة
الهادي قيد نادى المنادي
إن الحسين قد قضى يا
للرزية
مجموعة ثانية: أرض الله
مادت والأشجان سادت
حزنا على المقتول ذو
النفس الأبية
والأمر في البحرين
56 كان
مقاربا.. أما الكويت
57 .. فإنهم طلبوا إلينا أن
نزوّدهم بأعمال المسارح
والقصائد والقصص..
هذي الصناعة واقعا نعتاشه،
تشكوافتقارا رغم طاقات
ثريّه، واحتضارا دون
إجهاض الولاده... إنما
لوأُتقنت فنا وتعميرا،
أثرا وتأثيرا، تشكّل نهضةً
أدبيةً تتوارث الأجيال فن
بنائها.. ليعومدوا من
وحيها قببا تظلّل هيكل
الأدباء..
الشعر رسمٌ في الخيال وقد
يكون رسوم تشكيلٍ وتجريدٍ
ورمزٍ.. إنما الشعر
الحسيني انعتاق اللون
نحواللوحة الروحيّة
العصماء..
الصفحة البيضاء تشعر ما
يحاكيها القلم.. وصريره
أدنى إليها من يد الشعراء..
فلنبدأ هنا في شحن أقلام
التصدّي والهمم لنجرِّع
الأطفال من ماء القيم..
أيها الحفل الكريم..
اسمحوا لي في عجالة
مداخلتي أن أشير إلى بعض
الضوابط والاثار لهذه
الصناعة أسلوبا ومضمونا..
ملاحظاً اليسيرمن سمات
النموالعقلي واللغوي
والانفعالي لكل مرحلة
58 من مراحل الطفولة:
الطفولة المبكرة 6-3 :
مرحلة السؤال تكوين
المفاهيم الزمان، المكان..
تأثير الحكايات والقصص
على النمواللغوي معرفة
معنى السلوك الحسن
والسلوك الردىء القدرة
على حفظ جمل مكونة من 4-3
أو5 كلمات.
الطفولة الوسطى 9-6 :
تنمية الثروة اللغوية
التذوق الجمالي للنص
الشعري والأدبي.
القدرة على حفظ 10 أبيات
في السابعة 11 في الثامنة
13 في التاسعة ظهو ر
مبادىء أخلاقية جديدة
المساواة، الاخلاص،
التسامح.. الانتقال من
المفاهيم المادية
والمحسوسة إلى المجردة
والمعنوية..
الطفولة المتأخرة: 21-9 :
العناية باللغة الفصحى
القدرة على تعلم
ونموالمفاهيم المجردة:
العدل، الظلم، الكذب،
الصدق، الأمانة، الحرية،
الحياة، الموت، الحلال،
الحرام..
الاستجابة الإيجابية
للعناصر والمفاهيم
الجديدة تكاد تقرب
المعايير والقيم الخلقية
من
معايير وقيم الكبار إدراك
التتابع الزمني للأحداث
التاريخية إيقاع متسارع
لناحية التأثر بالجوانب
الروحية والعاطفية..
وتبقى هذه السمات
59 بعض
إشارات لنعي ماذا نكتب
أوماذا نقدم، من هنا أذكر
بعض الضوابط للشعر
الحسيني الخاص بالأطفال
منها:
أن يكتب الشعر باللغة
العامية للمرحلة الأولى
تماشيا مع النظام التربوي
العام مواكبة كل مرحلة
نمائية بالجرعات اللغوية
والمفاهيم المناسبة عدم
إثارة الألم النفسي لأول
مرحلتين إغناء القصيدة
بالصور الحسية والابتعاد
قدر الإمكان عن الرمزية
الجمل القصيرة سهو لة
اللفظ الهندسة الصوتية
60 الإيقاع الموسيقي في
القصيدة أن تراعي القصيدة
حدثا ما المناسبة: قصة،
مجلس عزاء، درس تربوي..
وطريقة عرضها كتابة
أوإلقاءً أوإنشادا أولطما...
هي صناعة جديدة، مهمة
ودقيقة لما تحمله من
أهداف وما تمثله من اثار
على مستوى الشخصية
الحسينية ومنها: تمجيد
ذكر الإمام الحسين عليه
السلام تخليد الملحمة
الكربلائية إضافة الشعر
الحسيني إلى القاموس
الأدبي المختص بالأطفال
عملية توجيهية للعقل
والخيال نحوالقضايا
السامية تنمية الحس
الوجداني والبعد الثوري
ترسيخ القيم والمبادىء
الحسينية في الذاكرة الحد
الأدنى مخزون اللاوعي
نتائج قريبة وبعيدة المدى
على المستوى الادراكي
والنفسي والعاطفي
والسلوكي...
أخيرا رسالة كربلاء هي
الصلاة في أدق وقت وظرف
ومنتهى الصبر والإيثار
وغاية الحرية وكل القيم
الانسانية في سمومراتبها..
وهذه المفاهيم نستطيع أن
نوظفها في حركتنا الشعرية..
من هنا الدعوة مفتوحة..
فكل شاعر غيور يستطيع أن
يبدع في هذه الصناعة
متعاونا حسب المقتضى مع
مرشد تربوي يقدّّر
المفاهيم المناسبة لكل
مرحلة عمرية..
وفقكم الله عز وجل لما
فيه رضاه وما تقرّ به عين
سيد الشهداء.
والحمد لله رب العالمين
المداخلة الثانية: السيد عبد
الكريم فضل اللَّه
61
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
وصلى اللَّه على سيدنا
محمد وعلى اله الطاهرين
أحب أن أذكر كلمتين
بالنسبة إلى الشعر ملخصّه
أنا وبكامل قناعتي
وأقولها قربةً إلى اللَّه
تعالى ضد الشعر الموجود
في مقدمات العزاء بالشكل
المتداول حالياً فإنه يضر
بالمجلس أكثر مما ينفعه
قال لي أحد الأشخاص
المثقفين أنه مرّة كان
هناك قارىء مميز جداً في
أسبوع بقي 10 دقائق يقرأ
فلم يفهم بشيء من
القصيدة. وهذا الواقع نقل
لي كثيراً.
فوسيلة الشعر في الحال
الموجودة حالياً ولست ضدّ
الشعر ككل لا الشعر كان
سابقاً من قال فينا بيتاً
من الشعر بنى اللَّه له
بيتاً في الجنة كلمات
الأئمة عليهم
السلام كما أن الأحكام
الشرعية تنقسم الى أحكام
واقعية وأحكام تدبيرية
حكوماتية، هناك توجيه
واقعي وهناك توجيه تدبيري.
بحسب الظروف التي كانت
موجودة في تلك الأيام في
تلك الأيام الشعر كان
الوسيلة الإعلامية
الرئيسية وكما تعلمون قصة
بنوأنف الناقة كانوا من
أوضع الناس فلما جاء فيهم
شاعر وقال البيت المشهو ر
من الشعر... أنه هم
الأنوف وباق الناس الذنب...
ارتفع مستواهم لمجرد ظهو
ر شاعر كان كل بشيء الان
يكون في العائلة 001 شاعر
ولا تصبح العائلة بأعلى
المستويات الشعر كشعر ليس
مطلوباً الشعر كوسيلة
لاثبات بشيء في الأذهان
لذلك الشعر بالشكل
الموجود حالياً واطلب
طلباً بسيطاً رأفة
بالمؤمنين وبالتشيع
وبالحسين عليه السلام .
العشر دقائق التي تكون
قبل المجلس قربة للَّه
تعالى فلتختصر إلى دقيقة
أونصف دقيقة واختيار
القصائد التي تؤثر نفس
القصيدة ليس أمراً خطأً
ولكن التي تؤثر وإلا فلا
نفع لها الان الأخ الكريم
تحدث بعدّة أبيات واضحة
ومفهو مة. يحفظها الطفل
إما أن تأتي بقصائد مع كل
تقديسي وتقديري مثلاً
للشيخ حيدر الحلّي رحمه
اللَّه. الذي نفس الطلبة
لا تفهم عليه.
النتيجة! أن نختار
القصائد الواضحة جداً
والمؤثرة جداً وإلا فلا
فبدونها أصلاً كما أنه من
الملاحظ أن قارىء العزاء
عندما يبدأ بالسيرة يبدأ
بالتأثير. التأثير بنقل
السيرة أكثر بكثير من
القصائد والأبيات أقترح:
أن تقلل الأبيات فبدون
العشرين بيت فليكن اثنان
منها يختارها بشكل مؤثر.
والسلام
المداخلة الثالثة: الشاعر
السيد محمد القدسي
تعليق على كلمة الشيخ فضل
لعل الشيخ اغفل أسلوب
أومدرسة جديدة تقترح في
موضوع الشعر العاشورائي
للأطفال ولكن بزيادة أنه
للحقيقة الذي يُقرأْ
اليوم للأطفال من قصائد
هو ما يقرأ للكبار ومن
الواضح الكبار لا يفهمون
هذه القصائد فكيف بالصغار،
لذلك إذا من الممكن أن
يكون عبر مؤتمركم الكريم
أن يكون هناك دعوة
للشعراء الحسينيين
الملتزمين الحاضرين منهم
وغير الحاضرين أن تكتب
قصائد بأسلوب مبسط تراعي
أعمار هؤلاء الصغار تتضمن
حماساً وتشويقاً واداباً
وأخلاقاً حسينية تربطهم
بقضية الحسين عليه السلام
المقدسة.
وشكراً
المداخلة
الرابعة: السيد حسين
حجازي
62
إن عنوان المؤتمر قابل
لجعل الطفل مقدمة للبحث
من مختلف جوانبه وهذا
يستدعي أن ينصبَّ الحصاد
العلمي حول هذه المقدمة
مما يطيل مسافة الوصول
إلى المقصود فالمطلوب إذاً
هو الوصول إلى قلب البحث
دون الإطالة في المقدمة.
ودون تظافر الجهود حول
هذه المقدمة لدراسة الطفل
من جوانبه المتعددة.
التركيز على الشعر الذي
ألقي في معركة كربلاء من
الأطفال الأبطال
المشاركين في القتال ممكن
للباحث أن يتصيد من بلاد
جبل عامل ما كان متعارفاً
من الندب عند الأطفال.
وكذلك المواكب الحسينية
التي كانت تقام وتعليقاً
على ما سمعنا بالنسبة إلى
الشعر العربي الفصيح
أوالعامي.
هناك نصٌّ موجود في كامل
الزيارة إن الشاعر ألقى
على مسامع الإمام الصادق
عليه السلام قصيدة. فقال
له عليه السلام ليس هكذا
وإنما كما تلقونه أنتم في
العراق يعني بكيفية خاصة
مشجية وهذا يعني أن إلقاء
الشعر يحتاج إلى كيفية
خاصة وأما الشعر العامي
بالعراقية نعم يُستحسن أن
يُنتقى منه ما هو واضح
حينئذٍ يصل المجلس إلى
ثمرته من إخراج الدمعة من
عين المستمع، والحمد
للَّه.
المداخلة الخامسة: الشيخ
فادي سعد
المدخل:
نبدأ من إشكاليات الشعر
العاشورائي العامة: ومنها
ندخل إلى مشكلة الخطاب
الشعري الخاص بمجالس
الأطفال.
مما يقف أمام إيصال
المعنى المقصود والانتقال
بالسامع من محيطه إلى
ساحة الحدث ومدى استفادته
العلمية منه ومعرفته
بحقائق الأمور فيه وتغذيه
الروحي والمعنوي والعاطفي
جملة من العوامل التي
يمكن اعتبارها سلبية بهذا
اللحاظ وان كانت إيجابية
بنظر الأديب والشاعر
اوحازت على الأوصاف
العالية من حيث السبك
والمضمون والصورة
والموسيقى أونالت شرف أن
تعلق على الكعبة المشرفة
.
وهذه العوامل هي:
1-
التعقيد اللفظي بحيث ان
كثيراً من القصائد
الذهبية التي تُقرأ في
المجالس الحسينية تشتمل
على ألفاظ أوضمائر ان
أمكن للسامع إرجاع الضمير
فيها الى صاحبه لم يمكنه
اكتشاف معنى اللفظة ذاتها
ضرورة افتقاره في اكثر
الأحيان إلى معجم لغوي
وهذا ما ينتج ضياع المعنى
وانشغال السامع بالبحث
عنه ودخوله في المحتملات
فيفقد الانتباه الى ما هو
الهدف المنشود فلا ينعم
بالفكرة ولا بالروحية ولا
تحرك العاطفة الواعية بل
ينشغل بعملية استكشاف.
2-
ابتعاد الصورة وقدم وسائل
الإيضاح لها مما يؤدي الى
عدم الانسجام والتفاعل
فترى كثيراً من الشعراء
حينما ينظمون القصيدة
كأنهم يخاطبون الماضي
اويطلون من نافذتهم على
أهل ذلك العصر فيحاولون
تقريب الحدث اوتصويره في
مساحة لا وجود لها بيننا
لا أن ينقلوك بصورة
الحاضر إلى واقع الحدث
على العكس من صورة الغابر
الذي يراد لك النظر من
خلاله وحينئذ تصعب
المقارنة وهذا العامل قد
يجتمع مع العامل الأول
وقد يفارقه بحيث تكون
المفردات اللفظية واضحة.
3-
الخلل المفهو مي الناتج
من المزج بين الخيال
والواقع والمقاربات
والاستنتاج فيما
يحلوللشاعر السفر معه في
عالم الخيال دون التقيد
بالثوابت سواء كانت أصولاً
أوفروعاً وهذا ما ينتج
ثقافة غير مستقيمة في
مقام الموازنة مع
المسلمات.
4-
ان ما تقدم بأجمعه هو
مشكلة في الشعر لدى
الكبار فكيف بالصغار؟!
أضف إليه أموراً أخرى
ينبغي مراعاتها في مجالس
الأطفال وهي:
1-
ان لا يصل الحد البياني
للحادثة عبر الشعر
الوجداني الى درجة يخلق
فيها عقدة لدى الطفل
ويصيبه بأثر نفسي سيئ
يؤدّي تنقله في مجتمعه
البيت المدرسة الأصدقاء
مع صورة قطع رؤوس الأولاد
وذبح الأطفال ومشهد
الدماء الدائم ولذلك يجب
ان يبقى الشعر الوجداني
العاطفي في حكايته عن
الحدث متوازناً فلا يصل
الى حد ان ينام الطفل وهو
خائف في ان تصبح أمه وقد
أخذت قراراً بإرساله
ليقطع رأسه مع جيش الحسين
عليه السلام ولا ترضى إلا
بذلك، بينما لم يصل الطفل
إلى هذا الاستعداد أولم
يفكر بأن يصبح ذبيحاً
كإسماعيل عليه السلام .
2-
ان لا يثير تساؤلات لا
تتلاءم مع عمره.
3-
ان لا يكون دور الأطفال
في الحادثة غائباً
أوهامشياً.
4-
ان لا تغيب الحياة
البيتية في التقريب
والتمثيل ولا الحياة
المدرسية عن القصيدة.
والحمد لله رب العالمين
المداخلة السادسة:
الأستاذة أمل طنانة
بالنسبة إلى الشعر
العاشورائي الذي يختص
بالأطفال، هناك ملاحظة
مهمة لا بد أن نلفت
الانتباه إليها بصفتي
مدرسة للغة العربية إن
الشعر الخاص بالأطفال ليس
من الواجب أن يتم تبسيطه
حتى تكون مفرداته مطابقة
تماماً لم يستطيع الأطفال
أن يفسِّروه ويفهموا
معناه اللغوي بشكل دقيق.
لأن للشعر مهمة أخرى أيضاً
أن يضيف إلى المخزون
اللغوي لدى الأطفال كلمات
جديدة ومفاهيم جديدة
ومصطلحات جديدة فالاهتمام
أيضاً بالايقاع الشعري
يتمكن الأطفال من حفظ
تعابير جديدة يجب على
المعلم أن لا يُضيع الوقت
أوالذي يقوم بايصال
القصيدة إلى الأطفال. أن
لا يضيع الوقت في تفسير
هذه المعاني بشكلها
الدقيق لأن التفسير
الدقيق لهذه المعاني
يفقدها جماليتها الذي
يمكن أن يتشكل على مدى
الزمن عند الأطفال. نحن
ما زلنا نحفظ القصائد
التي كنا نحفظها في
طفولتنا حتى اليوم واليوم
أصبحنا متمكنين من معرفة
معناها الدقيق أعطِ مثالاً
على هذا الموضوع: في إحدى
القصائد التي قدمتها
للأطفال مطلع هذه القصيدة
عن السيدة زينب عليه
السلام تقول:
تطوفين بين جراح النهار
وفي القلب شوقٌ يلوب بنار
وعشق الفؤاد يشنى الدما
عبيق الثرى بالجفون
استجار
فكفٌّ تلمٌّ الدموع
الغزار
هذه الأبيات الثلاثة
لُحِّنت كنشيد أعطى
الايقاع الحزين الذي
يستحقه المعنى العام حفظه
الأطفال وأنشدوه وفهموا
المعنى الشمولي بهذه
القصيدة ولكن لنترك للزمن
أن يعطي هو تفاصيل
المعاني.
تعقيب الشيخ فضل
مخدّر
سأبدأ من عند السيد
القدسي، بالنسبة إلى
المدرسة المقترحة نعم
يوجد مدرسة مقترحة.
بموضوع الأدب بشكله العام.
ومن موضوع الأدب أدواته،
والتي هي القصة والنثر
والشعر والشعر أساسه ومنه
الشعر العاشورائي، حتى
المدرسة المقترحة وضع
لخصائصها ومميزاتها ووضعت
الأسس لها كتصور أولي
يمكن تطويره وهو موجود
داخل الدراسة.
أما ما تفضل به سماحة
السيد حسين حجازي:
في موضوع الندب عند أهل
جبل عامل حقيقة كل ما
تناه لي لأول مرّة أسمع
أبيات أنشدة للصغار والتي
قرائتها الان الأخت أمل
طنانة بعنوان أنها أنشدت
للصغار مع العلم بأنه من
حيث البنية إذا نوقش
الموضوع لا تكون من شعر
الصغار غالباً ما يحدث في
الشعر المكتوب الصغير
ينسجم معه تكون مفرداته
سهلة نوع ما أكثر من غيره
ولكنه يكون مكتوباً
للكبار ويستخدم في الندب
والشعر وغيره ويتأثر به
الطفل. أما إنه يوجد شعر
للصغار بعنوان الشعر
العاشورائي حسب اطلاعي،
لم أعثر على بشيء.
أما ما ذكره سماحة الشيخ
فادي سعد:
طبعاً عنوان البحث كما هو
موجود الشعر العاشورائي
عند الأطفال بين ثقافة
الطفل والطموح. فمقتضى
الأمر حتى العنوان هذا له
بعض الملابسات لن أتحدث
بها. ولكن الشعر هو أداة
أدب والأدب نتاج لغة
واللغة وسيلة اتصال
بالكبير وبالطفل والطفل
شخصية مفارقة لا يصح أن
نتعامل مع متعلقاته دون
انتزاع مفاهيم شخصية
ومدارك تلقيّه للثقافة.
شعر الأطفال بالذات:
تحديده يحتاج إلى تحديد
شخصية الطفل لأنه شخصية
مفارقة عن الشخصية
الكبيرة وإن كان فرع
إنساني ولسنا نقول عنه
غير ذلك ولكن حتى الأئمة
عليهم السلام في الروايات
تعاملوا مع الطفل على غير
ما يتعاملون معه مع
الكبير.
2-
أشبال كربلاء
سماحة السيد حسين حجازي
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا
ونبينا محمد وعلى اله
الطيبين الطاهرين.
... يا أبا عبد الله لقد
عظمت الرزية وجلت وعظمت
المصيبة بك علينا وعلى
جميع أهل الاسلام وجلت
وعظمت مصيبتك في السموات
على جميع أهل السموات..
63
.
... مصيبةً ما أعظمها
وأعظم رزيتها في الاسلام
وفي جميع السموات والارض..
64 .
... وهي رزية لم تلد أم
الرزايا بمثلها ووقيعة قد
عطلت الافلاك من أجلها
ومصيبة قد قلعت دوحة
الاسلام من أصلها
65 .
مقدمة:
الكتابة عن ثورة الامام
الحسين عليه السلام ، أمر
خطير يواجهه الباحث فانها
أعظم عمل إصلاحي قام به
رجل كان نوراً في الأصلاب
الشامخة والأرحام المطهرة
جمع على مصيبته أهل
السموات والأرض. فهو دمعة
الزمان وحرارة الإيمان.
وقد زحف إلى أعدائه بهذه
الأسرة أسرة الهيجاء التي
حشد فيها أعز الأنفس على
الله. فداءً لدين الله
منذ ادم والى يوم القيامة.
مما يستدعي القيام بدراسة
دقيقة ومتأنية لكل من حضر
هذه الواقعة من الرجال
والنساء والفتيان،
والفتيات ومن صحبهم ممن
كانوا صغار السن عظماء في
التضحية ولذا يشعر
الإنسان بقصور في التعبير
عنهم.
وكما يقول الشاعر: يوم
كساه العز من نسج الظبا
حللاً فماذا تنسج
الأقلام
والفتية الصغار أو أطفال
كربلاء كانوا عنصراً مهماً
من عناصر المواجهة ضد
أعداء الله وسلاحهم
براءتهم التي لم يعرها
بنو أمية اهتماماً لأن
الرحمة انتزعت من قلوبهم
واستحوذ عليهم الشيطان
فأنساهم ذكر الله العظيم
فأخذوا يتلذذون ويتفننون
بقتل الطفولة وترويعها
بقسوة ووحشية، لم يسبق
لها مثيل، ويكفي أنهم
أبناء أكلة الأكباد
فأطفال الإمام الحسين
عليه السلام هم الذين
أماطوا اللثام عن هذه
البشاعة الكامنة في نفوس
أعداء أهل البيت عليهم
السلام التي لم تكن لتظهر
لو لا السهم الذي أصاب
عبد الله الرضيع ولو لا
أن القاسم انفلقت هامته
ولو لا الذين سحقوا تحت
حوافر الخيول. مما أظهر
جرأتهم على الله كما ورد
في بعض كلمات الإمام
الحسين عليه السلام يوم
عاشوراء "ما أجرأهم على
الرحمن وعلى انتهاك حرمة
الرسول صلى الله عليه و
آله ". لتكون إدانة بني
أميه أشد. ووقع الجريمة
في النفوس أعظم.
والذين حضروا كربلاء
الواقعه هم نوع نادر من
الفتية الرساليين الذين
ادهشوا العقول بتضحيتهم
وأذهلوا العالم بكلماتهم
التي تنم عن عقيدة راسخة
وثبات في المواقف حيث لم
ترهبهم قعقعة السيوف ولا
ضجيج الفرسان ولا صهيل
الخيول. كما يعهد عن
الصغار الذين يتعلقون
بأذيال أمهاتهم في مثل
هذه الحالات أو يلوذون
بأحضان ابائهم. فتصح
تسميتهم أشبال كربلاء.
ولا ندعي في هذه الوجيزة
أننا استوفينا هذه
الدراسة عن أطفال كربلاء
حقها وانما هي خطوة على
هذا الطريق تكتمل فصولها
في القريب العاجل ان شاء
الله تعالى..
ما المراد بالطفل؟
بما أن البحث يتناول
الاطفال فلا بد من تحديد
العمر الذي يصدق معه على
الولد بأنه طفل حتى نميز
الاشخاص الذين نريد
توثيقهم عن بقية أصحاب
الحسين عليه السلام وبيان
الحد للطفولة وهل يكون
العمل في هذا التحديد على
الميزان الشرعي الذي
يعتبر البلوغ حداً فاصلاً
66 أو التمييز
67 وهو ما
يقرب من سن العاشرة أم
المعنى العرفي الذي
قد ينطبق على البالغ في
أول أزمنة بلوغه؟ فرأينا
أن الحد الشرعي هو الانسب
فلا يدخل في عداد الاطفال
ذكوراً أو اناثاً الا من
لم يبلغ الحلم من الذكور
ولم تبلغ التسع من الاناث
الا من لم يبلغ الحلم من
الذكور ولم تبلغ التسع من
الاناث وان كان اخراج
البنت التي بلغت تسعاً من
هذا المفهوم لا يخلو من
مساهمة باعتبار أننا
نتحدث عن فاجعة تلهب
القلوب بمشاعر الاسى
والحزن دون أن يكون لها
لوازم شرعية فنحن لا
نتحدث عن الحدود والاحكام.
فالطفل من لم يبلغ الحلم
من الذكور كما نص عليه
أهل اللغة ودون العشر من
الإناث لخصوصية الواقعة.
لماذا حمل الحسين عليه
السلام أهله وعياله؟!
"شاء الله أن يراني قتيلا
وأن يراهن سبايا".
لا شك في أن الحسين عليه
السلام قد حمل أهله
وعياله إلى كربلاء واصطحب
معه اخوته وأبناء أخيه
الحسن عليه السلام بعد
رفضه البيعه ليزيد
68 متخطياً كل النصائح التي
أسديت اليه من البعض
الذين ردهم الامام الحسين
عليه السلام رداً رفيقاً
بخلقه النبوي وجزاهم خيراً
على نصائحهم بقوله لأخيه
محمد بن الحنفية "يا
أخي جزاك الله خيرا لقد
نصحت وأشرت بالصواب".
وأنا عازم على الخروج إلى
مكة وقد تهيأت لذلك أنا
واخوتي وبنو أخي وشيعتي
أمرهم أمري ورأيهم رأيي"
69 .
وخرج من المدينة متوجهاً
نحو مكة، وقد أفاض الامام
الحسين عليه السلام على
بعض من نصحه بما عنده من
علم الغيب المخزون لديه
مظهراً بأن عاقبته وعاقبة
من معه القتل فقال لأم
المؤمنين أم سلمة
رضي
الله عنها : "يا
أماه وأنا أعلم أني مقتول
مذبوح ظلماً وعدوانا وقد
شاء عز وجل أن يرى حرمي
ورهطي مشردين وأطفالي
مذبوحين مأسورين مقيدين
وهم يستغيثون فلا يجدون
ناصراً"
70 .
وأُزعج الامام الحسين
عليه السلام مرة أخرى عن
حرم الله تعالى فصمم على
الخروج ليحفظ حرمة البيت
وقد علم بأن يزيد بن
معاوية قد دس في الحجيج
ثلاثين نفراً لقتل الحسين
ولو كان متعلقاً بأستار
الكعبة، فواجه الناصحين
تارة أخرى كإبن عباس وابن
الحنفية فأبدى لهم بأن
المشيئة الالهية اقتضت أن
ترى الحسين قتيلاً وأن
يرى نساءه سبايا عندما
أخذ ابن الحنفية بزمام
ناقة الامام قائلاً: ألم
تعدني النظر فيما سألتك؟
قال بلى ولكن بعدما
فارقتك أتاني رسول الله
صلى الله عليه و آله وقال:
"يا حسين أخرج فإن الله
تعالى شاء أن يراك قليلاً.
فاسترجع محمد بن الحنفية،
واذ لم يعرف الوجه في حمل
العيال معه قال له الحسين
عليه السلام قد شاء الله
تعالى أن يراهن سبايا"
71
.
نعم، عندما احتاج دين
الله إلى الحماية من
التحريف والاندثار وتوقف
ذلك على بذل الانفس لم
يجد سوى الحسين عليه
السلام الذي ارتضى بأن
يقدم دمه فداءً فشاء الله
أن يراه قتيلا مجسداً
أعلى صور التضحية.
وشاء الله أن يرى نساءه
سبايا وأطفاله مذبوحين
ليشهد العالم على ما
اقترفه بنو أميه من جرائم
في حق الانسانية مما لا
يبرره دين ولا وازع من
ضمير ولا إنسانية فقد
اختار الحسين عليه السلام
ذلك بملء ارادته وأجرى
الله عليه ذلك على سبيل
الاختيار ليحصل ومن معه
على أعلى الدرجات الرفيعة
في الجنة.
فخرج عليه السلام من مكة
ومعه أهل بيته ومواليه
وشيعته من أهل الحجاز
والبصرة والكوفه الذين
انضموا اليه أيام اقامته
بمكة
72 .
والحاصل أن مجموعة من
الصبية قد رافقت الامام
الحسين عليه السلام من
المدينة إلى مكة ومن مكة
إلى كربلاء وقد راهم عبيد
الله بن الحر الجعفي
عندما نزل الإمام عليه
السلام في منطقة قصر بني
مقاتل. يقول ابن الحر: ما
رأيت أحداً قط أحسن من
الحسين ولا أملأ للعين
منه ولا رققت على أحد قط
رقتي عليه حين رأيته يمشي
والصبيان حوله
73 .
السبب الثاني:
إن الإمام الحسين عليه
السلام لم يكن يأمن على
عياله من بني أميه إن خرج
وحده إلى العراق أن يعتدى
عليهم بشتى الوسائل وان
الذي حدث في كربلاء وفي
اثناء مسيرة السبايا ليدل
على عدم تورعهم عن هذه
العدوانية واستخدامها
كورقة ابتزاز ضد الحسين
عليه السلام لإخضاعه
لشروطهم ومن الذي سيدافع
عن الذراري والعيال؟
المسلمون الذين رضخوا
للأمر الواقع الذي فرضه
يزيد؟؟
هل حضر الاطفال كربلاء
فعلاً؟
من المؤكد وجود مجموعة
ليست قليلة من الاطفال
الذين يشار اليهم بمختلف
التعبيرات عند المؤرخين
وأرباب السير والمقاتل.
تارة بالذراري، أو العيال،
أو الأطفال أو استخدام
كلمة، غلام أو صبي. وهذه
كلمة الامام الرضا عليه
السلام التي تشير بالعموم
إلى هذه الجهة بقوله: ان
شهر المحرم شهر كان أهل
الجاهلية يحرمون فيه
القتل والقتال فاستحلت
فيه دماؤنا وهتكت فيه
حرمتنا وسبي فيه ذرارينا
ونساؤنا
74 .
فكلمة الذراري تطلق على
الصغار وكذلك في وقائع
المعركه عندما برز العباس
إلى الميدان وقال له
الامام الحسين عليه
السلام : إذا كان ولا بد
فاطلب لهؤلاء الاطفال
شربة من الماء، فلما عرّج
العباس على المخيم سمع
الأطفال ينادون: العطش
العطش.
وعندما هجم العسكر على
المخيم فرت النساء
والاطفال. وعلى حد تعبير
الخوارزمي في مقتله: ففي
يوم عاشوراء خرجت ومعها
العيال والأطفال.
أضف إلى ذلك دخولهم إلى
المجالس. وحملهم على
أحلاس أقتاب الجمال وفي
كل موقع اقاموا فيه أو
ارتحلوا يتجلى ذكر
الاطفال. وفي الكوفة عند
دخولها فصاروا يناولون
الاطفال بعض التمر والخبز
والجوز
75.
أقول: وهذا يدل على
كثرتهم نوعاً ما ولو
رجعنا إلى الروايات في
عدد أصحاب
الحسين فأقل الروايات أن
الحسين عليه السلام عبأ
اصحابه وصلى بهم صلاة
الغداة وكان معه إثنان
وثلاثون فارساً وأربعون
راجلاً
76 وهذا العدد يحمل
معه احتمال وجود عدد لا
يستهان به من العوائل
وهذا السر في كثرتهم.
عددهم
المشكلة الرئيسية التي
تواجه هذا البحث وكل بحث
يتناول رجالات كربلاء هي
معرفة عددهم اذ لا سبيل
إلى معرفة العدد الحقيقي
لأصحاب الحسين عليه
السلام
77 فضلا عن الاطفال
من استشهد منهم ومن بقي
حيا. وذلك للأسباب
التاليه:
أولاً: فإن الطريق الذي
سلكه الامام الحسين عليه
السلام جمع له الكثير من
الانصار بحيث كان عليه
السلام لا يمر بأهل ماء
الا اتبعوه حتى اذا انتهى
إلى زبالة
78 سقط اليه
مقتل أخيه من الرضاعة عبد
الله بن يقطر... فأخرج
للناس كتابا فقرأه عليهم
فتفرق الناس عنه تفرقاً.
فأخذوا يميناً وشمالا حتى
بقي في أصحابه الذين
جاءوا معه من مكة
79 وفي
نفس الموضع أخبر بقتل قيس
بن مسهر الصيداوي فأعلم
بذلك الناس واذن لهم
بالانصراف فتفرقوا عنه
يميناً وشمالاً، بحسب
عبارة الطبري
80 .
وقد علل ذلك بانه انما
تبعه خلق كثير من الاعراب
لظنهم أنه يأتي بلداً
أطاعه أهله فكره عليه
السلام أن يسيروا معه إلا
على علم بما يقدمون عليه
81 .
إذن فقد بقي رجال الثورة
الحقيقيون وحدهم بعد أن
انجلى الموقف وتبين
المصير... بقي معه هؤلاء
الرجال النادرون
82.
والأطفال النادرون كذلك.
وأما أصحابه الذين جاءوا
معه من مكة فهم قليلون
وهم ما بين من خرج وحده
بلا
عيال وقد بالغ في وسيلة
الدارين بقلة العدد إلى
أن قال بان من قتل من
الصبيان خمسة نفر من
الذين لم يراهقوا الحلم
83
. واما الذين حملوا
عيالهم معهم فقد عد منهم
ثلاثة فقط وهم:
1- جنادة بن الحارث
السلماني.
2- عبد الله بن عمير
الكلبي.
3- مسلم بن عوسجة.
ولكن الواقع يشهد خلاف
ذلك. من خلال مختلف
الوقائع من أحداث المعركة
وما استتبعها من ماسي
اظهرت وجود عدد كبير من
النساء والعوائل.
ثانياً: إن الروايات
الواردة في المقام هي
روايات شهود العيان ممن
حضر الواقعة وهي غير
مبنية على الاحصاء بل على
الرؤية البصرية والتخمين
فان أياً منها لا تعبر عن
عدد نهائي وانما تعبر عن
عدد تقريبي
84 .
ثالثاً: احتمال وجود
أسماء لم تصل إلينا إما
لإهمال المؤرخين والرواة
وعدم إظهار العناية بهم
لعدم قيام الأطفال بعمل
ملفت يستحق النقل كما
يجري عادة التركيز على
ذكر من نال الشهادة او
الاقتصار على اطفال
الهاشميين دون غيرهم أو
الانهماك في الحروب
والغزوات بذكر البطولات
فقط.
رابعاً: قد تعود قلة
العدد إلى الاخفاء
المتعمد من قبل الأعداء
لبعض أسماء الأطفال وطمس
معالم ذكرهم ممن قتل أو
نكل به للتقليل من أهمية
الفاجعة. وعدم إثارة
العواطف بالإكثار من
حوادث قتل الأطفال.
ومع كل ذلك تجد أن الرواة
يتحدثون عن وجود مجموعة
كبيرة من النساء والاطفال
بقوا احياء بعد المعركة.
خصوصاً اذا بنينا على أن
الذين بقوا لم تكن لديهم
القدرة على القتال وكل من
كان قادراً على حمل
السلاح قد قتل وذلك أن
الاعداء لما ازدحموا على
الامام زين العابدين بعد
قتل الحسين عليه السلام
يريدون قتله وقد اختلفوا
في ذلك فقال بعضهم أمر
الامير أن لا
تبقوا لأهل هذا البيت
باقية وهذا يدل على عدم
بقاء أي رجل حياً بعد قتل
الحسين سوى من ذكروا
أمثال عقبة بن سمعان الذي
كان خادماً للرباب او
الحسن المثنى الذي
استنقذه اخواله كما في
ترجمته. او الذي كان
مغشياً عليه فلما سمعهم
يقولون قتل الحسين أخرج
سكيناً كان في جيبه وأخذ
يقاتل به.
وهؤلاء قلة. هذا باستثناء
الإمام زين العابدين عليه
السلام .
وهناك مشكلة أخرى تواجه
الباحث هي مشكلة الأسماء
والكنى واحتمال اتحاد
الاسم مع الكنيه مما ينتج
اتحاد الشخص لا تعدده كما
في قضية ابي بكر بن الحسن
فهل هو عبد الله بن الحسن
كما قاله بعضهم وسيأتي في
ترجمته أم انه عبد الله
الاصغر ابن الإمام الحسن؟
وهذه تؤثر في العدد زيادة
ونقصانا.
ومهما يكن من أمر فإن
الهدف من هذا البحث اضافة
إلى توثيق الاسماء اظهار
مكانة وعظمة هؤلاء
الاطفال فيما أدوه من دور
في ثورة الامام الحسين
عليه السلام .
توطئة:
لقد تشرفت أرض كربلاء
بوطء أقدام ثلاثة من
الائمة الاطهار في وقت
واحد وهم:
1- الامام الحسين بن علي
بن أبي طالب عليه السلام
.
2- الامام زين العابدين
علي بن الحسين عليه
السلام .
3- الامام محمد بن علي بن
الحسين عليه السلام .
وكان عمره الشريف حينذاك
ثلاث سنوات أو أربع فقد
روي عنه انه قال: قتل جدي
الحسين عليه السلام ولي
أربع سنوات واني لأذكر
مقتله وما نالنا في ذلك
الوقت وقد روي الكثير من
فصولها كما روى عنه
الطبري بسنده عنه كما ألف
جماعة من أعلام الصحابة
كتباً أسموها مقتل الحسين
عليه السلام ودونوا فيها
ما سمعوه منه ومن غيره
ذكر الكثير منها ابن
النديم في فهرسته
85 .
وفي كتاب الاتحاف بحب
الاشراف جعل عمره ثلاث
سنوات والترديد في عمره
الشريف مرجعه إلى تحديد
سنة واقعة كربلاء أهي سنة
ستين أو واحد وستين
للهجرة فان التاريخ
الهجري الصحيح والذي هجر
وتلاشى يعتبر أنها سنة
ستين واعتبار الإمام عمره
أربع سنوات مبني على أنه
خاطب الناس بما تعارفوا
عليه وبما يفهمونه ولا
يستغربونه من الامام عليه
السلام .
فولادته سنة 57ه. في
الثالث من شهر صفر ولا بد
من الاشارة هنا بأن الهدف
من هذه التوطئة عدم أدراج
اسم الإمام الباقر عليه
السلام ضمن أشبال كربلاء
لاعتقادنا بأن أمر الإمام
في مختلف شؤونه لا يفرق
بين سن الصبا أو سن
الشباب والكهولة. وعلى
ذلك شواهد كثيرة من تاريخ
الأئمة عليه السلام .
أمه: هي السيدة الزكية
الطاهرة فاطمة بنت الامام
الحسن عليه السلام ولكن
أم عبد الله وكانت من
سيدات نساء بني هاشم وكان
الامام السجاد يسميها
الصديقة ويقول فيها
الامام الصادق لم ندرك في
ال الحسن مثلها
86 .
أشبال الانصار:
1- عمرو ابن جنادة
الانصاري: لا يبدو أن
شبلاً اخر غير عمرو ابن
جنادة الأنصاري تصدى
للقتال في كربلاء وذلك
لخلو المصادر التاريخية
من ذكر غيره وبمقابلة هذه
المصادر يبدو أن عمرو ابن
جنادة هو نفسه من ورد
ذكره من دون تعيين تحت
عنوان غلام قتل أبوه في
الحملة الاولى
87 .
أبوه: جنادة بن كعب
الانصاري الخزرجي من شيعة
أمير المؤمنين عليه
السلام الخلص وخرج من مكة
بصحبة الحسين عليه السلام
مع عياله ودخل أرض كربلاء
واستشهد في الحملة الاولى
يوم عاشوراء
88 ، عمره:
احدى عشرة سنة، ويقال تسع
سنين
89 .
"الطالبيون" لا خير في
العيش بعد هؤلاء:
وفي مقدمتهم ال عقيل
الذين تفانوا في سبيل
الله وأسرعوا إلى ملاقاة
الحتوف ويكفيهم قول
الامام الحسين عليه
السلام بعد سماعه خبر
مقتل مسلم بن عقيل عندما
أشير على الامام الحسين
بالانصراف فقام ال عقيل
وقالوا:
لن نبرح حتى ندرك ثارنا
أو نذوق ما ذاق أخونا
فنظر الحسين عليه السلام
إليهم وقال: "لا خير
في العيش بعد هؤلاء"
90 .
ثم انهم لما قتل عبد الله
بن مسلم حمل ال أبي طالب
حملة واحدة فصاح بهم
الحسين عليه السلام
صبرا على الموت يابني
عمومتي لا رأيتم هوانا
بعد هذا اليوم
91 .
وال عقيل ندرجهم ضمن
العناوين التالية:
1- حميدة بنت مسلم بن
عقيل.
2- عاتكة بنت مسلم بن
عقيل.
3- محمد بن مسلم بن عقيل.
5/4- محمد وإبراهيم ابنا
مسلم بن عقيل.
6- محمد بن أبي سعيد بن
عقيل.
8/7- سعد وعقيل ابنا عبد
الرحمن بن عقيل.
1- حميده بنت مسلم بن
عقيل: ذكرها العديد من
أرباب المقاتل، أمها: أم
كلثوم الصغرى بنت أمير
المؤمنين عليه السلام ،
عمرها: عن بعض التواريخ،
كان لها من العمر ثلاث
عشرة سنة أو أقل
92 .
وفي كتاب ابصار العين في
أنصار الحسين قال: روى
بعض المؤرخين. أن الحسين
عليه السلام لما قام من
مجلسه بالثعلبية توجه نحو
السماء وانعطف على ابنة
لمسلم صغيرة
93 .
وفي أسرار الشهادة: عن
المنتخب أن عمرها: إحدى
عشرة سنة
94 .
وعليه لا تكون مندرجة تحت
عنوان اطفال كربلاء.
2- عاتكه بنت مسلم بن
عقيل: ذكرها في معالي
السبطين عن مقتل الشويكي
عن الجزء العاشر من:
المنن للشعراني قال:
ومن بنات علي عليه السلام
رقيه الكبرى وكانت عند
مسلم بن عقيل فولدت منه
عبد الله بن مسلم ومحمد
بن مسلم اللذين قتلا يوم
الطف مع الحسين عليه
السلام وولدت رقية عاتكة
من مسلم. وهي التي سحقت
يوم الطف بعد شهادة
الحسين عليه السلام لما
هجم القوم على المخيم
للسلب
95 ، وكان لها من
العمر سبع سنين.
أقول بان مسلماً قد
تزوجها بعد وفاة أختها أو
هي توفيت وتزوج بأختها أم
كلثوم الصغرى.
3- محمد بن مسلم بن عقيل
بن أبي طالب: قال
المامقاني في رجاله: محمد
بن مسلم بن عقيل بن أبي
طالب قد استشهد مع الحسين
عليه السلام بالطف.
وعمره على ما نقل اثنتا
عشرة سنة أو ثلاثة عشر
سنة وقد سلم عليه في
زيارة الناحية
96 .
وعن ابن الجوزي أن أمه أم
ولد.
وعن أبي الفرج قتله فيما
رويناه عن أبي جعفر
الباقر عليه السلام أبو
رهم الازدي ولقيط بن إياس
الجهني
97 .
5/4- محمد وابراهيم إبنا
مسلم بن عقيل: ولهما
حكاية طويلة. فهما إما
أسراً وسجناً عند عبيد
الله بن زياد وفرا بواسطة
السجان أو هربا من معسكر
الحسين عليه السلام يوم
عاشوراء فعثر عليهما رجل
فظ غليظ قطع رأسيهما وأتى
بهما إلى ابن زياد أو
كانا مع مسلم بن عقيل ثم
سجنا ثم أطلقا ثم قتلا
عدة روايات في المقام
لهما مشهد في العراق قرب
المسيب ولكن في طبقات ابن
سعد نسبهما إلى عبد الله
بن جعفر مذكورين بعنوان:
غلامان صغيران
98 .
6- محمد بن أبي سعيد بن
عقيل بن أبي طالب: عمره
سبع سنين ذكره أبو مخنف:
إنه لما صرع الحسين عليه
السلام وهجم القوم على
الخيم للسلب.. خرج غلام
مذعور من تلك الاخبية
ملتفتاً يميناً وشمالاً
فشد عليه فارس فقتله
فسألت عن الغلام فقيل لي
محمد بن أبي سعيد بن عقيل
له من العمر سبع سنين لم
يراهق وعن الفارس فقيل
لقيط بن إياس الجهني.
وسلم عليه في زيارة
الناحية
99 .
وروي أن الذي قتله هو
هاني بن ثبيت الحضرمي.
8/7- سعد وعقيل ابنا عبد
الرحمن بن عقيل بن أبي
طالب: ذكرهما في معالي
السبطين عن الشويكي عن
الشعراني وعبد الرحمن بن
عقيل بن أبي طالب قتل مع
الحسين عليه السلام
وابناه سعد وعقيل كانا
معه وماتا من شدة العطش
ومن الدهشة والذعر وأمهما
خديجة بنت علي بن أبي
طالب
100 .
أقول وإدراجهما تحت عنوان
الاطفال متوقف على إثبات
أن الذين بقوا احياء بعد
قتل الحسين عليه السلام
كلهم أطفال لان من امكنه
حمل السلاح قد استشهد.
أولاد الإمام الحسن
المجتبى عليه السلام :
لقد أظهر أبناء الإمام
الحسن عليه السلام يوم
عاشوراء تضحية تدهش
العقول وتأخذ بالقلوب
وصدرت منهم كلمات يقوم
لها الدهر ويقعد يتجلى
فيها الوعي والرسالية.
كما قال القاسم بن الحسن
لعمه الحسين عليه السلام
الموت بين يديك أحلى من
العسل.
وقد هيجوا الأحزان التي
لم تندمل وهي فقد الحسن
عليه السلام وهم مذكورون
ضمن العناوين التالية.
1- عبد الله بن الحسن.
2- أحمد بن الحسن.
3-4- بنتان للإمام الحسن
عليه السلام أم الحسن وأم
الحسين.
5- أبو بكر بن الحسن.
6- القاسم بن الحسن.
7- زيد بن الحسن.
8- عمر بن الحسن.
9- عبد الله بن الحسن:
ذكره أبو مخنف في مقتله
وأن أمه أم ولد قتله
حرملة بن كاهل لعنه الله
رماه بسهم فقتله.
وذكره القمي مفصلاً بما
موجزه ان عبد الله بن
الحسن خرج من المخيم فلما
رأى عمه الحسين أخذ يشتد
نحوه فلحقته زينب عليها
السلام لتحبسه فأفلت منها
وقال لا والله لا أفارق
عمي ولما أهوى أبحر بن
كعب بالسيف ليضرب الحسين
قال له الغلام: ويلك يا
ابن الخبيثة أتقتل عمي؟
فضربه اللعين بالسيف
فاتقاها الغلام بيده
فأطنهما إلى الجلدة فاذا
هي معلقة فضمه الحسين إلى
صدره فقال: يا ابن أخي
أصبر على ما نزل بك
واحتسب ذلك الخير فان
الله يلحقك بابائك
الصالحين. فرماه حرملة بن
كاهل الاسدي فذبحه وهو في
حجر عمه الحسين.
وورد ذكره في زيارة
الناحية. عمره: له احدى
عشرة سنة. وفي مقاتل
الطالبيين أن أمه هي بنت
الشليل بن عبد الله أخي
جرير.
10- أحمد بن الحسن
المجتبى: ذكره في البحار
وانه قتل مع الحسين عليه
السلام وله من العمر ست
سنين وفي أسرار الشهادة
ثم برز أحمد أخو القاسم
وله من العمر ستة عشر سنة
فالظاهر ان الخلاف هو في
تعيين أخي القاسم هل هو
أحمد؟ الذي عمره ستة عشر
سنة ام أبي بكر ام عبد
الله الاكبر؟
12/11- استشهاد بنتين
للإمام الحسن عليه السلام
: في البحار أن أحمد بن
الحسن المجتبى قتل مع
الحسين عليه السلام وله
من العمر ست سنين كما
ذكرناه. سابقاً... وله
أختان أم الحسن وأم
الحسين سحقتا يوم الطف
بعد شهادة الامام الحسين.
أمهم: أم شبر بنت مسعود
الخزرجي جاءت معهم حتى
أتت كربلاء
101
.
13- أبو بكر بن الحسن:
وجعله المقرم فيمن خرج
إلى القتال. وان اسمه عبد
الله الاكبر
وعده المفيد اخاً للقاسم
وعمرو وأمهم أم ولد مع أن
المفيد ذكره في مقتولي
الطف واسمه ابا بكر من أم
القاسم وهنا بدله بعمرو
فلعل الاصل واحد عبر عنه
هنا بالاسم وهناك بالكنية.
والمسعودي عده في اولاد
الحسين
102 .
14- القاسم بن الحسن: ورد
ذكره في زيارة الناحية
بتفصيل ولد في المدينة
سنة سبع وأربعين للهجرة
بقي مع أبيه قرابة
السنتين فيكون عمره في
واقعة الطف ثلاث عشرة سنة
وهي أخو أبي بكر المقتول
قبله لأبيه وأمه، قتله،
عمرو بن سعد بن نفيل
الازدي كما عن أبي مخنف
ولد في المدينة من أمه
رملة أو نجمة واجمع
المؤرخون على كلمة: خرج
الينا غلام لم يبلغ الحلم
وجهه كشقة قمر طالع في
رجليه نعلان وعليه قميص
وإزار
103 .
16/15- عمرو وزيد ابنا
الحسن: ذكرا فيمن سبي مع
النساء وهم ثلاثة من ولد
الحسن، الحسن المثنى
وعمرو وزيد. ذكر في
الطبقات الكبرى بان يزيد
لعنه الله دعا: بعلي بن
الحسين وحسن بن حسن وعمرو
بن حسين. فقال لعمرو: وهو
يومئذٍ ابن احدى عشرة سنة
أتصارع هذا؟ يعني خالد بن
يزيد قال لا ولكن اعطني
سكيناً واعطه سكيناً حتى
اقاتله فضمه اليه وقال:
شنشنة أعرفها من أخزم هل
تلد الحية إلا حية
104 .
وفي قاموس الرجال أن
المطلوب للمصارعة هو عمرو
بن الحسين وجعل عمره سبع
سنين.
ونص الشيخ المفيد في
الإرشاد بأن عمر بن الحسن
استشهد في الطف. لكن في
الأخبار الطوال بعد أن
عده من أولاد الحسين وأن
عمره أربع سنين ذكر قضية
طلب المصارعة مع خالد بن
يزيد
105 .
أولاد الإمام الحسين عليه
السلام :
يقول عبد الله بن عمار بن
يغوث في وصفه الحسين عليه
السلام يوم كربلاء: "ما
رأيت مكثوراً قط قد قتل
ولده وأهل بيته وصحبه
أربط جأشاً منه ولا أمضى
جناناً ولا أجرأ مقدماً،
ولقد كانت الرجال تنكشف
بين يديه إذا شد فيها ولم
يثبت له أحد".
هكذا يصفه من شاهده.
وقال هلال بن نافع: كنت
واقعاً نحو الحسين وهو
يجود بنفسه، فوالله ما
رأيت قتيلاً قط مضمخاً
بدمه أحسن منه وجهاً ولا
أنور ولقد شغلني نور وجهه
عن الفكرة في قتله.
ومن أعظم المصائب على
القلب أن يقتل الأبناء
أمام ابائهم، وخصوصاً
الأطفال، فكيف إذا كانوا
رضعاً؟؟!!
فأولاد الإمام الحسين
عليه السلام لهم هذه
العناوين:
1- عبد الله الرضيع.
2- طفل ولد يوم عاشوراء.
3- رقية.
4- فاطمة الصغرى.
17- عبد الله الرضيع أو
علي الأصغر: لا شك في
وجود طفل رضيع للحسين
عليه السلام يوم عاشوراء
طلبه الحسين ليودعه فرمي
بسهم في نحره. لكن هل هو
متعدد أم متحد؟ يذكر
المؤرخون حادثتين:
الأولى: أن الحسين أتى
بطفل رضيع فجلس أمام
مخيمه يقبله فجاءه سهم
وهو في حجر أبيه.
الثانية: أن أخته زينب
عليها السلام أتته بطفل
رضيع وقالت: لقد جف اللبن
من ثديي أمه منذ ثلاثة
أيام فهو لم يشرب منذ
ثلاث.
فخرج به نحو القوم
وخاطبهم بأنه لم يبق عندي
سوى هذا الطفل الرضيع
فاختلفوا فيما بينهم
فالتفت ابن سعد إلى حرملة
بن كاهل الأسدي وقال اقطع
نزاع القوم فرماه حرملة
بسهم فذبحه من الوريد إلى
الوريد، فكان الحسين عليه
السلام يأخذ دمه ويرمي به
نحو السماء ويقول: اللهم
لا يكون عليك أهون من
فصيل ناقة صالح.
ذكر صاحب كتاب ذخيرة
الدارين في بيان ذكر
المقتولين من بني هاشم
الذين لم يذكروا في زيارة
الناحية. قال: عبد الله
الرضيع الذي ولد يوم الطف
وقت صلاة الظهر على ما
رواه في الحدائق الوردية
السيد حميد بن أحمد
الزيدي قال: ولد للحسين
في الحرب ولد وأمه أم
إسحاق بنت طلحة بن عبيد
الله التميمية زوجة الحسن
عليه السلام فأتي به وهو
قاعد فأخذه في حجره ولباه
بريقه وسماه عبد الله،
فبينما هو كذلك إذ رماه
عبد الله بن عقبة الغنوي
وقيل هاني بن ثبيت
الحضرمي بسهم. فأخذ
الحسين عليه السلام دمه
فجمعه ورمى به نحو السماء
فما وقع منه قطرة إلى
الأرض.
قال فضيل: حدثني أبو
الورد أنه قال: سمعت أبا
جعفر عليه السلام يقول:
لو وقعت منه إلى الأرض
قطرة لنزل العذاب.
وفي مقاتل الطالبيين عن
أبي مخنف عن حميد بن مسلم
أن الذي رماه هو عقبة بن
بشر فذبحه.
وفي كتاب مطالب السؤل عن
كتاب الفتوح قال: كان له
ولد صغير فجاءه سهم فقتله
حرملة وحفر له بسيفه وصلى
عليه ودفنه وفي الأخبار
الطوال للدينوري: فدعا
بصبي صغير فأجلسه في حجره
فرماه رجل من بني أسد وهو
في حجر الحسين عليه
السلام .
وهذا الكلام يعني: اختلاف
الأم، وشكل الحادثة،
والعمر وتعدد القاتل،
وأحدهما ليس مذكوراً في
زيارة الناحية، فحتى لو
اتحد الاسم بات من
المعلوم أنهما اثنان،
أحدهما دفن والاخر جعله
مع القتلى من أهل بيته.
وأحدهما قتل في حجره عند
الخيام والاخر خرج به إلى
القوم. وأحدهما صب دمه في
الأرض والاخر رمى به نحو
السماء.
18- عبد الله الرضيع:
بهذا العنوان يكون
المقصود منه من كانت أمه
الرباب بنت امرئ القيس
وهي أم سكينة. كذلك وله
من العمر ستة أشهر كما نص
على ذلك أبو مخنف وفيه أن
هذا الطفل مضى عليه ثلاثة
أيام لم يشرب الماء وهذا
يدل على أنه ليس من ولد
في يوم عاشوراء.
ثم أن الشيخ المفيد عند
ذكره للرضيع يقول: وصب
دمه في الأرض صباً ووافقه
على ذلك أبو مخنف قال:
قال عقبة بن بشر الأسدي
قال لي أبو جعفر محمد بن
علي بن الحسين الباقر
عليه السلام أن لنا فيكم
يا بني أسد دماً، قال:
فما ذنبي أنا رحمك الله
يا أبا
جعفر وما ذلك؟ قال: أتوا
الحسين عليه السلام يوم
عاشوراء بصبي فهو في حجره
إذ رماه أحدكم، يا بني
أسد بسهم فذبحه فتلقى
الحسين دمه فلما ملأ كفه
صبه في الأرض.
النتيجة، هناك إثنان: عبد
الله الرضيع أمه الرباب،
عمره ستة أشهر. وعبد الله
الرضيع أمه أم إسحاق بنت
طلحة ولد يوم عاشوراء.
والذي ورد ذكره في زيارة
الناحية هو الأول: السلام
على عبد الله بن الحسين
الطفل الرضيع المرمي
الصريع المتشحط دماً
المصعد دمه في السماء،
المذبوح بالسهم في حجر
أبيه لعن الله راميه
حرملة بن كاهل الأسدي
وذويه.
19- رقية بنت الحسين:
وكانت للحسين عليه السلام
طفلة صغيرة لها من العمر
أربع سنين وكانت مع
الأسرى في خربة الشام.
وفي نفس المهموم عن كامل
البهائي عن كتاب الحادية:...
وكانت للحسين طفلة لها
أربع سنين قامت ليلة من
منامها وقالت: أين الحسين،
فإني رأيته الساعة في
المنام.. وذكر قضية موتها
على رأس والدها.. وقبرها
في دمشق خلف المسجد
الأموي.
20- فاطمة الصغرى بنت
الحسين: اضطربت الروايات
في حقها فبين قائل بأن
الحسن بن الحسن خطب إلى
عمه الحسين إحدى ابنتيه
فاطمة أو سكينة فقال:
اختر يا بني إحداهما فلم
يحر جواباً فقال له
الحسين عليه السلام : قد
اخترت لك ابنتي فاطمة فهي
أكثرهما شبهاً بأمي فاطمة
بنت رسول الله صلى الله
عليه و آله فتزوجها منه.
ذكر ذلك صاحب الأتحاف بحب
الأشراف في ترجمة الحسن
بن الحسن، لكن من طلبها
الحسن هي الكبرى أو
الصغرى وعليه فلا تعد في
عداد الأطفال.
نعم ما رواه الصدوق في
الأمالي: قالت فاطمة بنت
الحسين دخلت الفسطاط وأنا
جارية صغيرة وفي رجلي
خلخالان من ذهب فجعل رجل
يفض الخلخالين وهو يبكي
106
.
وكذلك النص الوارد في
الإرشاد عند تعرضه
لدخولهن إلى مجلس يزيد...
فقام إليه رجل من أهل
الشام أحمر فقال: هب لي
هذه الجارية يعنيني وكنت
جارية وضيئة فارعدت وظننت
أن ذلك جائزاً لهم فأخذت
بثياب عمتي زينب وكانت
تعلم أن ذلك لا يكون
107 .
أقول: فهل أن كلمة فأخذت
بثيابي عمتي يدل على
صغرها؟!
فعلى القول بتعددهما وأن
الذي خطبها الحسن المثنى
هي الكبرى يحتمل دخولها
في عداد الأطفال. وإلا
فلا.
بلا عنوان:
يظهر من المصادر
التاريخية أن مجموعة من
الشهداء الأشبال والأطفال
لم تذكر أسماؤهم وإنما
اكتفت بالإشارة إلى كونهم
من أهل البيت أو من ال
الحسين عليه السلام من
جملتهم.
22/21- طفلان: في وسيلة
الدارين عن معالي السبطين
عن كتاب الإيقاد عن عقيل
بن العربي: بأنه قد مات
طفلان عشية اليوم العاشر
من أهل البيت عليهم
السلام من الدهشة والعطش..
وذلك لما ذهبت زينب لجمع
العيال والأطفال وإذا
بطفلين قد فقدا فذهبت في
طلبهما فرأتهما معتنقين
نائمين فلما حركتهما فإذا
هما قد ماتا عطشاً
108 .
صبي:
وقد ورد ذكر صبي في ترجمة
أبي بكر بن الحسن عن أبي
مخنف واستظهرنا أن هذا
الصبي متحد مع الطفل الذي
ولد يوم عاشوراء.
فحصيلة هذا المختصر وجود
اثنين وعشرين عنواناً في
دراسة أطفال كربلاء.
سائلين المولى عز وجل أن
يوفق لإتمام هذه الدراسة
بالحسين وجده وأبيه وأمه
وأخيه والتسعة المعصومين
من ذريته وبنيه.
والحمد لله رب العالمين
مصادر البحث:
1- مقتل أبي مخنف ص 238
نفس المهموم ص 191
2- مثير الاحزان: 38
اللهوف 68
3- انصار الحسين: ص 132
الارشاد:241
4- في رحاب ائمة اهل
البيت عليهم السلام : ج ص
131
5- مصادر البحث في عبد
الله الرضيع
6- المناقب: 222/2 أسماه
علي الأصغر
7- في رحاب أئمة أهل
البيت عليهم السلام :
131/2
8- نير الأحزان: ص 39
9- ذخيرة الدارين: ص 161
10- مقاتل الطالبيين: ص
59
11- مقتل أبي مخنف: ص 237
و ص 173 171
12- الإرشاد: ص 221
مداخلة الشيخ محمد سبيتي
مسألة مهمة: بموضوع الدقة
في طرح الأحداث والوقائع
لأنه نحن ممكن أن نتقبل
أن هذه الشخصية لم تكن في
كربلاء أوهذا الحدث لم
يكن بهذا المستوى وهذا
الحدث يوجد فيه مبالغة.
ولكن عند الطفل إذا تعرّض
المعلم أوالأستاذ
أوالقارىء أوالشيخ للطفل
وقرأ له حادثة ما أوقرأ
حادثة في كتاب ثم نُقض في
كتاب اخر هذا سيترك إرباك
عند الطفل قد لا يُصدّق
بقية الأحداث الواقعية
ومن هنا تأتي الدقة في
دراسة السيرة وكتابة
السيرة للطفل أشدّ حساسية
من كتابتها للكبير لأن
الكبير يفقه ما معنى أن
يكون هناك روايات مدسوسة
وروايات مبالغ فيها ولكن
الطفل لا يفهم هذا.
موضوع الإجابة على
الأسئلة. يوجد قصص أبطال
كثيرة في وجدان الطفل
أثناء استعراض الشخصيات
الكربلائية لا بد أن
نحاول إزالة تلك الأسماء
الموجودة.
البيان الختامي
ألقاه مسؤول الوحدة
الثقافية المركزية في حزب
اللّه
بسم اللّه الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء وأعز المرسلين
محمد بن عبد الله واله
الطاهرين وصحبه المنتجبين.
في البداية أكرر الشكر
لنائب الأمين العام لحزب
الله سماحة الشيخ نعيم
قاسم وللمشاركين
والمشاركات في هذا
المؤتمر من خلال أبحاثهم
ومداخلاتهم المكتوبة
والشفهية. والتي حققت
الهدف الأساس لعقد هذا
المؤتمر من خلال رسم
الهيكل العام لمجالس
العزاء الخاص بالأطفال
والناشئة بل بإثراء هذا
الهيكل بتفاصيل مفيدة
ونافعة بما يشكل منطلقاً
لورش عمل علمية لدراسة
ومتابعة الاقتراحات
والتوصيات الناتجة عن هذا
المؤتمر الذي أكد
المشاركون فيه على "أن
مجالس عاشوراء للأطفال
والناشئة فكرة جيدة
وضرورية لإشعارهم بأنهم
معنيون ولما لها من تأثير
على أفكارهم وسلوكهم"
لاسيما عند "ربط أحداث
كربلاء وظروفها بأحداث
الواقع المعاش الذي يفهمه
الولد ويدركه".
وقد نتج عن هذا المؤتمر
جملة من التوصيات
والمقترحات الشفهية
والمكتوبة سيعمل معهد سيد
الشهداء عليه السلام
للتبليغ والمنبر الحسيني
في الوحدة الثقافية
المركزية على دراستها عبر
لجنة علمية تتابعها،
ويتبنى في كلمة الختام
هذه منها التوصيات
التالية:
أولاً: تكليف مختصين
بإعداد متون خاصة بمجالس
العزاء الحسيني للأطفال
والناشئة تراعي على مستوى
المضمون قواعد التحقيق
بما يتلاءم مع استيعاب سن
الطفولة، وعلى مستوى
الشكل الفني تراعي البناء
والحبكة بإحكام يحقق
الجاذبية للقارئ والسامع
وعلى مستوى الأسلوب يراعى
السهو لة باعتدال.
ثانياً: تكليف لجنة مختصة
لتحديد القيم التي يراد
إكسابها للطفل والناشئ من
خلال مجالس العزاء.
ثالثاً: السعي لتفعيل
كتابة الشعر الحسيني
الخاص بالأطفال والناشئة
عبر تشجيع الشعراء على
ذلك من خلال عقد منتديات
شعرية خاصة. وإطلاق
مسابقات بأفضل قصيدة حول
الشعر الحسيني الخاص
بالأطفال ومن باب ان خير
البِّر عاجله نعلن عن
إطلاق مسابقة شعرية لأفضل
قصيدة حسينية موجهة
للأطفال والناشئة على ان
لا تقل عن عشرين بيتاً
بجائزة مقدارها مليون
ليرة للفائز الأول ونصف
مليون ليرة للفائز الثاني.
رابعاً: العمل على إعداد
خطباء حسينيين أي قراء
عزاء يتقنون المناسب
مضموناً وأسلوباً للعزاء
الخاص بالأطفال.
والعمل كذلك على إعداد
قراء عزاء من الناشئة
للهدف نفسه.
خامساً: إعداد كتاب
توثيقي لأطفال كربلاء
يساعد على تقديم الطفل
الكربلائي كمثل أعلى
ونموذج يحتدى به لأطفالنا
وناشئتنا
سادساً: إعداد كتاب يحتوي
على مجموعة من العبر
المتضمنة لقيم الإنسان
لاسيما الطفولة في كربلاء
لترسم قيم الحاضر
والمستقبل لأطفالنا
وناشئتنا، وهذا يساعد في
تركيب مجلس العزاء
الحسيني الخاص بهم ويساعد
في تحقيق الأهداف المرجوة.
سابعاً: دراسة الطريقة
الأمثل لتنظيم مجالس
الأطفال والناشئة
مستفيدين من التجارب
الهامة في كشافة الإمام
المهدي عجل الله فرجه
الشريف ومدارس الإمام
المهدي عجل الله فرجه
الشريف التابعة لمؤسسة
التربية والتعليم وكذلك
باقي التجارب في هذا
المضمار.
ثامناً: دراسة أساليب
أخرى إضافة إلى المجلس
الحسيني المتعارف كالمسرح
وغيره لتساهم في تقديم
قيم كربلاء للأطفال
والناشئة بالأسلوب
المناسب مع الحفاظ على
قدسية المضمون.
والحمد لله رب العالمين
1- بحث مقدّم من الأستاذة
فاطمة الحاج حسن
باسمه تعالى
تلبية لرغبة الاخوة
المحترمين في معهد سيد
الشهداء عليه السلام
وإحياءً لشعائر أهل البيت
عليه السلام ، نقدّم هذا
التلخيص المتواضع الذي
يحاول إضاءة شمعة في
بداية مشروع القصص
العاشورائية للطفل،
انطلاقاً من بعض
الملاحظات والتجارب في
عالم قصص الأطفال وما
يتلاءم مع قدراتهم
الفكرية والنفسية
واللغوية...
وقد تضمّن هذا التلخيص
خمس نقاط:
أولاً: أشكال أدب الأطفال.
ثانياً: القصة في التربية.
ثالثاً: أنواع قصص
الأطفال.
رابعاً: خصائص كتاب
الأطفال.
خامساً: قواعد اختيار
القصة المناسبة.
سائلين المولى عزّ وجلّ
أن يحيط هذا المشروع
المبارك برعايته وأن
يتقبّل أعمالنا اليسيرة
بمنّه العظيم.
أولاً: أشكال أدب الأطفال
أ- قصص مصورة:
الصورة حالياً تجتذب
الأطفال إلى أشياء كثيرة،
فإذا أخذنا مجال السلع
الاستهلاكية المبيعة
للأطفال رأيناها تروج إذ
في داخل كل منها صورة
لشخصية إنسانية أوحيوانية
يحبها الأولاد، وبالتالي
أدرك المهتمون بالأطفال
كم هو مهم ادخال الصورة
في مختلف مجالات أدب
الأطفال.
كما أن نوع الصورة وحجمها
وعددها في القصة يتفاوت
بتفاوت عمر الطفل أولاً
ثم باختلاف الموضوعات
المقصوصة. فبعض القصص
الأولى للأطفال لا تحوي
في الصفحة
الواحدة سوى كلمة واحدة
أوكلمتين وتملأ صورة
أوصورتان بقية الصفحة،
فلوأخذنا مثلاً ولداً
يشاهد حفلة كرة القدم على
شاشة التلفزيون ويحس
فريقاً معيناً نضع في
أعلى الصفحة أوفي أسفلها
كلمتين، "نبيل يشجع" ثم
نتبع الكتابة بصورة لنبيل
يراقب التلفزيون حيث
الكرة تطير في الهو اء
وفي الثانية الكرة مستقرة
في شباك الهدف وفي الصورة
الأولى نبيل مصفق وفي
الثانية يقفز فرحاً، وقد
تملأ صورة واحدة صفحة
بكاملها فتعبر بذلك عن
موضوع القصة عامة وتفصلها
بصورة على صفحة واحدة
تقابلها جملة أومقطع
وصورة على صفحة واحدة،
وهذا يختلف مع سن
النموعند الطفل.
والصورة توضح شخصيات
القصة فتحبب بها أوتنفر
منها، فشخصيات قصص كثيرة
أصبحت أليفة لدى الأطفال
بعد أن تعرفوا إليها
شخصياً، فالدب الأبيض "توم"
و"طرزان" "وسبيرو" و"رين
تين تين" و"سوبرمان"
و"استريكس وأويليكس"
و"طارق" و"برق" و"الوطواط"
و"لولووطبوش".
ب- أشعار وأناشيد:
كما أسلفنا في تحديد
يشتمل أدب الأطفال، أنه
لا يقتصر فقط على الكلمة
فقط، فكل ما يقدم على
معظمه من أشكال الفنون
المرتبطة بالقصة
أوبالموجه العام هو أدب
أطفال.
من هنا تصبح الأناشيد على
أنواعها والأشعار مادة
مهمة جداً في أدب الأطفال
ولا سيما بما تحويه هذه
من روحية موضوعية يجب على
الطفل التعرف إليها
وهضمها عدا عن القائها
أوالتغني بها مترنماً.
ومن موضوعات الأشعار
والأناشيد نعدد:
1- الوطنية: التي تحبب
بالوطن وتذكي في الطفل
الروح الوطنية.
2- الأخلاقية: التي تحث
على أخلاقية مثالية يجب
اتباعها.
3- الانتقادية: التي
تنتقد خصالاً سيئة
أومسالك معوجة.
4- الاجتماعية: المصورة
للمجتمع في عاداته
وتقاليده.
5- المضحكة: وهي الفكاهية
التي تضحك الصغار وتبهجهم.
6- الأعياد العائلية
والموسمية: أعياد ميلاد،
الأم، الربيع، الشجرة.
7- الوصفية: للطبيعة وما
فيها من حيوان ونبات
وإنسان.
8- الفولكلورية: التعريف
بالتراث.
وغيرها موضوعات كثيرة
تتناول الحياة بكاملها.
وتقدم القصص المصورة
والأشعار والأناشيد عبر
وسائل كثيرة نذكر منها:
1- الكتب المطبوعة:
التي تحدثنا عنها خلال
عرضنا للكتب والمنشورات.
2- الأفلام والأشرطة
السينمائية الخاصة:
وهي تقدم روائع الفكر
العالمي المقدم للأطفال،
ونعني بالأفلام، الأفلام
الطويلة التي تعرضها دور
السينما للأطفال، وقد
لاحظنا منذ مدة في لبنان
بعض دور السينما تخصص
حفلات قبل الظهر لأفلام
الأطفال ويكون الرواد من
الأطفال ومرافقيهم، وفي
هذا المجال نرى المخرجين
والممثلين ممن تخصصوا في
تقديم أعمال مهمة للأطفال.
ويضيق المجال هنا لتعداد
ما قدم عالمياً في هذا
المجال. ونحن عربياً لم
نعرف بعد إلا بضعة أعمال
تجريبية، قيل عنها أنها
للأطفال ولكنها من
التفاهة والركاكة بمكان،
لكن المسارح العربية
استطاعت أن تسد فراغ
الأفلام. ففي مصر خصص
للأطفال "مسرح البالونة"
وفي سوريا "المسرح القومي"
وفي لبنان كان قد نشأ "المسرح
الوطني" الذي قدم برامج
خاصة بالأطفال ولكنه توقف
مع وفاة رائده ومؤسسه "شوشو"
حسن علاء الدين .
أما ما نعنيه بالأشرطة
فهو ما سماه الفرنسيون "Ebandes
dessineos" وهي أشرطة
سينمائية يمكن لكل أصحاب
الات العرض الصغيرة
شراؤها وعرضها وقد عرفت
بعض مدارسنا نوعاً منها
كما عرض البعض الاخر
نوعها في استعمالها في
تعليم اللغات الأجنبية،
حسب الطريقة السمعية
البصرية. على هذه الأشرطة
يمكن تصوير القصص
والأشعار والأناشيد ويمكن
في نفس الوقت أن تكتب على
الشريط المعروض كلمات
القصة كما يمكن أن يرافق
الشريط المصور تسجيلاً
صوتياً أوموسيقياً يعطي
الصورة الحياة من خلال
الموسيقى والكلمة.
3- التسجيلات والاسطوانات:
الوسيلة الأخيرة التي
يمكن تقديم أدب الأطفال
عبرها هي التسجيلات
والاسطوانات وندرك كم
أصبحت إمكانيات التسجيل
بسهلة متنوعة تخول مطلق
إنسان استعمالها وفي أي
مكان وجد فيه، لقد قدمت
التطورات الجديدة لالات
التسجيل الكثير من
الامكانيات إلى حد أن
الطفل نفسه إذا كان شغوفاً
بما قد يسمع، فإنه يدير
بنفسه ما شاء، ولقد شاعت
الأشرطة المسجلة شيوعاً
لا تمثيل له في أقطار
العالم.
وفي لبنان نجد العديد
منها يحوي قراءات لقصص
أوتمثيل لها، وقد أخرجت
باتقان وألصقت على كرتون
عليه صور ملونة ويحمل
عنوان القصة وأبطالها،
لكن معظم المقدم في هذا
المجال هو حديث وعفوي ومع
خلفية سياسية فقط، أما
عالمياً فهي ناضجة وموجهة
وهادفة إلى الموضوعات
التي يجب أن يتناولها أدب
الأطفال.
وتكمل الأسطوانة عمل
الأشرطة ولكن باتقان فني
واخراج أفضل من اخراج
الأشرطة، وإذا عدنا إلى
الاسطوانات المهتمة بهذا
المجال لرأيناها كثيرة
ومتنوعة، وهي إما تقع في
سلاسل أوفي مجموعات من
اسطوانتين كذلك هناك
احجام هذه الاسطوانات
وسرعة دوراتها وهذا ما
يؤثر في اخراجها بطرق
مختلفة، وقد ترافق
الاسطوانة ملفات تفصيلية
تحوي صوراً تمثل مضمون
محتويات الأسطوانة.
وانبرى عالمياً كبار
الممثلين المسرحيين
والسينمائيين والاذاعيين
لتسجيل هذه الأسطوانات
كما عمل في موسيقاها
واخراجها أشهر الموسيقيين
والمخرجين، فنحن إلى حد
كبير نجد معظم الأدب
الفرنسي العالمي أوالشعري
أوالنثري أوالطفولي على
اسطوانات لعل أشهرها
اسطوانة "الأمير الصغير"
التي سجلها أشهر ممثل في
"الكوميدية الفرنسية"
جيرار فيليب، وهذا ما
نلاحظه كذلك في جميع
الأقطار المتقدمة.
أما عندنا فقد أصدر بعض
الموسيقيين وحدهم
أوبالتعاون مع بعض
الزجالين بعضاً من
الاسطوانات يعتبر بعضها
جيداً والاخر لا بأس به
كمحاولة أولى. وبعض هذه
الأسطوانات يشيع في رياض
أطفالنا ونسمع أولادنا
يرددون محتوى أغانيها
وإذا تذيع في فترة برامج
الأطفال بعضاً منها. لكن
الأسطوانات المحلية قليلة
جداً
109
وليس بامكانها أن تغطي
الأهداف والموضوعات
الطفولية.
ثانياً: القصة في التربية:
القصة نوع من الأدب له
جماله وفيه متعة، ويشغف
به الصغار والكبار إذا
أجيد انشاؤه، وأجيدت
وساطته، وأجيد تلقيه،
والقصة أدب مقروء أومسموع.
وهي عند من لا يعرف
القراءة أدب مسموع فقط،
أما للقارىء فهي أدب
مقروء ومسموع معاً.
أما الإنشاء فهو وضع
القصة وتأليفها، والمنشىء
هو كاتب القصة، لأنه
ينشئها إنشاء، سواء أكانت
القصة من خلقه أم اختياره،
والوساطة هي سرد القصة
للسامعين أوقراءتها لهم.
وهي تشمل موقف السارد من
السامعين، ولغته، وصوته،
وحركاته وتمثيله للحوادث،
والروح السائدة بينه وبين
المستمعين، والوسيط هو من
ينقل القصة ويسردها
للسامعين بلغة المنشىء
أوبلغته هو. وقد يكون
الوسيط هو المنشىء نفسه
كأن يسرد المنشىء قصته
بنفسه. والتلقي هو سماع
القصة، ويشمل حال
السامعين في جلستهم
أووقوفهم، ودرجة انتباههم
القسري أوالاختياري،
ودرجة تأثرهم بالقصة
ومشاركتهم الوجدانية
لابطال القصة، والصورة
الذهنية التي تثيرها
القصة أوتثيرها الوساطة
في نفوسهم، والمتلقي هو
الفرد أوالأفراد الذين
يسمعون القصة أويقرؤونها،
وقد يسقط الوسيط فيكون
المتلقي هو وسيط نفسه،
كأن يقرأ الإنسان القصة
المكتوبة.
ولكل من الإنشاء،
والوساطة، والتلقي أصول
وقواعد يجب أن تراعى حتى
تخرج القصة فنية جديرة
بأن تسمى قطعة من الأدب.
إنشاء القصة:
ويشمل إنشاء القصة ثلاثة
أشياء أساسية:
1- الفكرة التي تتضمنها
القصة، والناحية النفسية
لها، ومناسبتها للقارىء
أوالمستمع كما يدخل ضمن
الفكرة طول القصة وقصرها.
2- ترتيب عناصر الفكرة
وانسجامها.
3- اللغة والأسلوب الذي
تصاغ به الفكرة.
ولمعرفة أي القصص أكثر
ملاءمة للطفل، اتفق
العلماء على دراسة القصة
من حيث الأطوار المختلفة
للنموالعقلي والوجداني،
وما يهمنا هو :
الطور الواقعي المحدود
بالبيئة: وهو من سن
الثالثة إلى الخامسة
تقريباً، فالطفل مشغول في
هذا الطور بكشف البيئة
الواقعية المحدودة
المحيطة به.
لهذا كان أنسب القصص ما
احتوى شخصيات مألوفة من
الحيوانات، والنبات
وحوادث عنها، أوشخصيات
بشرية مألوفة له كأمه،
وأبيه، والطفال الصغار
مثله، على أن تكون لهذه
الشخصيات صفات جسمية سهلة
الإدراك، كالدجاجة
الحمراء والبنت ذات الشعر
الأصفر، ولهذا يجدر أن
تكون هذه الشخصيات حتى
الجماد منها متكلمة أوذا
أصوات وحركات.
ولما كان الطفل قصير مدى
الانتباه في هذا الطور
كان ضرورياً أن تكون
القصة قصيرة، وأن تكون
حوادثها سريعة الوقوع.
هذا، وفي منتصف هذا الطور
يبدأ الخيال في النمو
ويقوى بالتدريج، ولكن يجب
أن نذكر أن الخيال هنا
محدود بالأشياء التي في
بيئة الطفل، كأن يتخيل
الوسادة حصاناً يمتطيه،
والكراسي أطفالاً مثله
يحادثهم ويضربهم إذا غضب.
وهو لهذا يسر بأنواع
القصص الخيالية ذات
الشخصيات الخرافية التي
يعرف عنها شيئاً في حياته
الواقعية.
طور الخيال الحر: وهو من
الخامسة إلى الثامنة
أوالتاسعة تقريباً، وفي
هذا الطور يتوق الطفل إلى
تخيل بشيء اخر وراء
الظواهر الطبيعية
الواقعية التي خبرها
بنفسه، لهذا يجنح إلى
بيئة الخيال الحر التي
تظهر فها الملائكة والحور
والجنيات العجيبة
والساحرات والعماليق
والأقزام.
والغالب أن الأطفال
يتساءلون: وهل وقعت هذه
القصص حقاً؟ فيجب أن يكون
جواب الحادقة: لا، وإنما
هي قصة فقط.
أما عناصر القصة فهي
الحوادث والواقع التي
تحاك منها القصة، ولا بد
في هذه العناصر من شخصيات،
ومن حوار يقع بين هذه
الشخصيات، ومن روح تسود
هذه الشخصيات وتحدد
العلاقة بينها، وكلها
تعمل مجتمعة لإبراز
الفكرة التي من أجلها
وضعت القصة.
وتصاغ القصة في ثلاث
مراحل: المقدمة، والعقدة
أوالعقد، والحل.
فالمقدمة تمهيد قصير
للفكرة التي في القصة، ثم
تليه الحوادث والعقدة هي
المشكلة
التي تظهر أثناء القصة
وتحتاج لحل، وهي تثير في
نفس الطفل الرغبة في
الكشف ومعرفة ما سيجيىء
بعد ذلك، وهي تشحذ انتباه
الطفل المتلقي ، وتجعله
يفكر في حلول لها،
أوتفاسير للموقف الغامض،
ثم يجيىء الحل بعد ذلك
فيشعر الطفل بالراحة،
ويهدأ نشاطه، ويحدد موقفه
من الشخصيات ويشعر بنهاية
الحوادث.
بعض القواعد الأساسية
التي يجب أن تراعيها
الحادقة:
اختيار القصة:
إن لبعض الحادقات قدرة
على سرد نوع خاص من القصص
بطريق أبرع من سرد
الأنواع الأخرى، والحادقة
لا تستطيع أن تقيد نفسها
بالنوع الذي تجيد سرده
لأن القصص التي ستسردها
لتلاميذها مختارة لها
ومحددة من قبل المدرسة،
وهي متنوعة، فليس للحادقة
اختيار نوع واحد بعينه
دون غيره، ولكن على
الحادقة أن تكتشف في
نفسها النوع الذي تجيد
سرده أكثر من غيره، وأن
تحاول نقل هذه القدرة
بطريق التمرين إلى
الأنواع الأخرى.
كما إن هناك عوامل ترجح
اختيار قصة على أخرى وهي
الظروف المكانية
أوالزمانية للتلاميذ.
ولتلاحظ الحادقة أن بعض
القصص صار مضحك، وبعضها
جدي محزن، فلتجعل
اختيارها متنوعاً حتى لا
يمل التلاميذ إذا توالت
عليهم القصص الجدية وأخرت
المضحكة.
اعداد القصة قبل دخول
الفصل:
إن كل دقيقة تنفقها
الحادقة في التفكير في
القصة واعدادها قبل الدرس
إنما تساعدها على سرد
قصتها بسهو لة ولباقة ثم
عرض حوادثها أمام الأطفال
عرضاً واضحاً كأنها صور
الخيالة لأن الحادقة
نفسها تكون قد فكت فيها،
وتصورتها واضحة وأعدت
عباراتها قبل الدرس.
جلسة التلاميذ أثناء سرد
القصة:
إن كل ما يرجى من
التلاميذ أثناء سرد القصة
أن يصغوا إليها بدافع من
أنفسهم، وأن يستولي السرد
على عقولهم وقلوبهم،
فيتتبعوا حوادث القصة
ويعيشوا مع أبطالها.
فالمهم أن نترك الطفل
ليجلس الجلسة التي تريحه،
وله أن يقف إذا شاء،
وبهذا يتخلص جوالقصة من
الوضع الرسمي الذي يصاحب
الدروس المدرسية عادة،
وتكون الحادقة والأطفال
طبيعيين.
ومن الضروري أن يكون
الأطفال قريبين منها لأن
القرب المكاني يخلق فيهم
الشعور بالقرب الروحي،
ولأن القرب المكاني
يساعدهم على سماع صوت
الحادقة وملاحظة حركاتها
بوضوح، وتمكين للحادقة من
الاشراف على كل التلاميذ
ورؤيتهم، مجتمعين قريباً
منها، بمجرد نظرة واحدة.
لهذا نرى أن خير جلسة
للتلاميذ أثناء سرد القصة
هي التي يلتفون فيها حوله
على شكل نصف دائرة،
أوقريباً من نصف الدائرة.
وعلى الحادقة ألا تدع
التلاميذ يجلسون أويقفون
عند طرفي نصف الدائرة
بحيث لا تستطيع رؤيتهم
حين جلوسهم أووقوفها لسرد
القصة.
أما الحادقة نفسها فتجلس
على مقعدها أومقعد اخر
منخفض، مستقبلة التلاميذ
وتنظر إليهم في بدء الدرس
نظرة شاملة، تستدعي بها
انتباههم. ويصح ألا تجلس
الحادقة مباشرة عند بدء
القصة، بل تبدأ في السرد
واقفة وتستمر بضع دقائق
لتهيىء نفسها تدريجياً
للجلوس أثناء سردها مقدمة
القصة، ثم تجلس بعد ذلك.
سير الحادقة في سرد القصة:
يتوقف شوق التلاميذ
وانتباههم على مقدرة
مهارة الحادقة في السرد،
وإجادتها إياه. والتلاميذ
في السن المبكرة لا
يستطيعون حصر الانتباه
طويلاً ولا الجلوس مدة
طويلة في وضع واحد. من
أجل ذلك على الحادقة أن
تتذكر دائماً ما يأتي:
إن انتباه التلاميذ أثناء
القصة هو في الغالب
انتباه قسري، مبعثه
تأثرهم بالقصة وحوادثها
وطريقة سردها. وإن بقاء
الانتباه في يدها هي.
إنه من الصعب أن يظل
التلاميذ طول مدة السرد
محافظين على جلسة واحدة،
فلتتوقع الحادقة منهم
تغييراً في الجلسة أثناء
السرد، وفي حال كثر
التغيير وبدى على
التلاميذ الملل عليها أن
تبحث عن السبب.
إن حوادث القصة ترد على
التلاميذ في سلسلة من
الصور الذهنية التي يجب
أن
تكون متصلة الحلقات لكي
تكون وحدة القصة. ويجب
ألا تقطعها الحادقة
بأمرها تلميذاً بالمحافظة
على النظام أوالسكوت
أوعدم اللعب.
إن التلاميذ أثناء التلقي
يتخيلون أنفسهم شخصيات في
القصة تلعب أدوارها
المختلفة، فهم يشاركون
الحادقة بخيالهم في سير
الحوادث.
إن التلاميذ أثناء التلقي
يشاركون الحادقة بوجدانهم
في مواقف الحزن والفرح،
ولا سيما إذا أجادت
الحادقة عرض هذه المواقف.
إن الأطفال بعد سرد القصة
يستطيعون أن يعبروا عن
بعضها أوكلها بواحدة من
طرق التعبير، وهي الإجابة
عن أسئلة توجه إليهم،
أومجرد سرد بعض حوادث
القصة أوكلها، أوسرد
الحوادث مع التمثيل،
أوالرسم والتصوير.
إن القصة لا تحتاج عادة
إلى أدوات الكتابة، ولذلك
يجب على الحادقة الخروج
بالتلاميذ، وسرد القصة في
الهو اء الطلق كلما أمكن
ذلك.
كيفية سرد الحادقة القصة
للتلاميذ:
بعد أن تتم الحادقة إعداد
القصة تتقدم لسردها
للتلاميذ متى جاء زمن
السرد. وهنا يجب أن يراعى
ما يأتي:
مكان السرد:
وليس من الضروري أن يكون
داخل حجرة الدراسة، بل
يمكن أن يكون خارجها في
أي مكان تراه الحادقة
صالحاً لجلوس التلاميذ
ولسماع القصة.
جلسة القصة: تم شرحها
سابقاً .
لغة القصة:
تستطيع الحادقة أن تقتبس
من أسلوب الحكاية بعض
العبارات والتراكيب لكي
تستعملها هي أثناء السرد،
على أن يستطيع التلاميذ
فهمها.
أما لغة سرد القصة
فالمفروض أن تكون بأسلوب
أرقى قليلاً من أسلوب
التلاميذ أنفسهم وأقل من
أسلوب القصة الذي في
الكتاب، بحيث يفهمه
التلاميذ، وعلى الحادقة
أن تستعمل أثناء السرد
ألفاظاً وعبارات قليلة
جديدة على التلاميذ،
ولكنها سريعة الالفة
والتذكر، وهكذا تنموذخيرة
التلاميذ اللغوية
بالتدريج.
صوت الحادقة أثناء
السرد:
على الحادقة أن تبدأ سرد
القصة بالتمهيد بداية
القصة بصوت هادىء مسموع،
ثم يرتفع شيئاً فشيئاً.
ويتغير في ارتفاعه
وانخفاضه ونغمه، بحسب
المناسبات التي توجدها
حوادث القصة وعندما تصل
الحادقة إلى العقدة
وحوادثها يجب أن تعرضها
بصوت يشعل انتباه
التلاميذ وبصورة تجعلهم
يتطلعون للحل. ومتى أخذت
الحادقة في سرد الحل وجب
أن تشعر عبارتها ونغمة
صوتها بانتهاء القصة.
إظهار الشخصيات بمظهرها
الحقيقي:
على الحادقة أثناء السرد
أيضاً أن تعطي كل شخصية
صورتها الحقيقية، ومظهرها
الطبيعي كما في القصة،
فلا تظهر الأمير مثلاً
بمظهر الخادم، لأن
الحادقة إن فعلت شيئاً من
هذا فإنها تضعف من قوة
القصة، ومن تأثيرها في
نفوس السامعين.
المواقف الوجدانية:
أما المواقف الوجدانية في
القصة فعلى الحادقة أن
تظهرها أثناء السرد، بحيث
يخيل للطفل أنها صورة
حقيقية لوجدان الحادقة.
فإذا كانت الحال تستدعي
الاستعطاف، وجب أن يكون
صوت الحادقة وموقفها
وتقاطيع وجهها دالة على
هذه الأحوال الوجدانية.
كما أنه من الخطأ أيضاً
أن تسمح الحادقة للتلاميذ
بمناقضة وجدانها كأن يضحك
تلميذ في حالات تستدعي
الأسف والتألم .
تقليد الأصوات:
لبعض الناس قدرة على
تقليد أصوات الحيوان
الجماد، كصوت الأسد،
وخرير المياه، والحادقة
بحكم وظيفتها مطالبة
بمحاولة تقليد أصوات
الحيوان والجماد الذي يرد
في القصة، خاصة وأن في
ذلك خلق لروح القصة
وتأثيرها في نفوس
التلاميذ.
التغلب على عبث التلاميذ
أثناء السرد:
قد تجد الحادقة واحداً من
التلاميذ منصرفاً عن
القصة، عابثاً، ففي مثل
هذه الحال يجب ألا تقطع
سرد القصة لكي تبطل عبث
هذا التلميذ، بل تستطيع
أن تذهب
إليه بهدوء وتأخذه بيدها
وتحضره لتجلسه أوتوقفه
بجانبها، أوقد تكتفي
الحادقة بذكر اسم التلميذ
وتنظر إليه نظرة لوم.
تجنب التكرار الالي
لعبارات محفوظة:
لبعض الحاد قات عبارات
محفوظة يرددنها فرغوا من
شرح نقطة، أوسرد حادثة
مثال: مش هيك وهذه عادة
غير محمودة وهي تقطع
سلسلة سرد الحوادث من غير
داع.
ثالثاً: أنواع قصص
الأطفال:
يصعب الاعتماد على معيار
واحد في تقسيم قصص
الأطفال "لذا نجد تقسيمات
حسب الموضوع أوحسب
الشخصيات، أوحسب علاقتها
بالواقع أوالخيال"..لكن
التفسير الأكثر شيوعاً هو
الذي يقسمها إلى خرافات
وقصص حيوان، وقصص بطولة
ومغامرة وقصص خيال علمي،
وقصص خيال تاريخي، وقصص
فكاهة.
1- الخرافات:
الخرافات حكايات يتضح
فيها دور البطل الذي
يجاهد، ويقوم بسلسلة من
المخاطرات حتى يستطيع بها
تحقيق هدفه. وتدخل في
الخرافات قوى خارقة غير
مرئية كالعفاريت والجان
والكائنات المسحورة.
وتتجه الخرافة اتجاهاً
أخلاقياً عادلاً، فهي
تكافىء الخير وتقتص من
الشرير وهي تنتهي عادة
نهاية سعيدة.
ولا تكشف الخرافة عن
ارتباطها بزمان أومكان.
وشخصيات الخرافة
تبدومسطحة، فالبطل في
كثير من الأحيان لا يتعب
ولا ينهزم ولا يموت.
ويرجع تعلق الأطفال
بالخرافات إلى أسباب
عديدة منها كونها سبيلاً
لتحقيق كثير من الرغبات
النفسية الحبيسة في جو
خيالي.
2- قصص الحيوان:
القصص التي تقوم
الحيوانات بدور الشخصيات
فيها يطلق عليها اسم قصص
الحيوان. ويبدوأن هناك
نوعاً من الصلة بين
الأطفال والحيوانات وقد
يرجع ذلك
إلى السهو لة التي يجدها
الأطفال في تقمص أدوار
الحيوانات، كما أنها تتيح
لهم أن يمارسوا التخيل
والتفكير دون عناء
لاعتمادها على الصور
الحسية في التعبير.
3- قصص البطولة
والمغامرة:
يدخل ضمن قصص البطولة
والمغامرة مجمل القصص
التي تنطوي على القوة
أوالشجاعة أوالمجازفة،
أوالذكاء الحاد، ومن هذه
القصص ما هي واقعية مثل
القصص البوليسية، ومنها
ما هي خيالية، وهي التي
تميل إلى إيراد بطولات لا
وجود لها في الواقع.
ويمكن اعتبار قصص الخوارق
من بين قصص البطولة أيضاً،
رغم أنها تتجاوز البطولة
إلى الاتيان بما هو قابل
للتحقيق فعلاً، ويؤخذ على
هذا النوع من القصص أنها
تدفع الأطفال أحياناً إلى
محاكاة أبطال لا وجود لهم
أصلاً، ولجوئهم إلى
الحلول الهروبية مما
يعترض حياتهم من مشكلات.
4- قصص الخيال التاريخي:
وهي تختلف عن "القصة
التاريخية" التي تستوحي
أحداثها أوشخصياتها من
التاريخ، أما قصص "الخيال
التاريخي" لا تستهدف نقل
الحقائق إلى الأطفال، بل
تهدف إلى مساعدتهم على
تخيل الماضي، والاحساس
بأحزان وأفراح الأجيال
التي سبقتهم، إضافة إلى
تخيل أوجه الصراع بين
البشر، حيث تتهيأ للطفل
من خلالها فرص الخوض في
غمار المشاركة في حياة
الماضي، والشعور
باستمرارية الحياة مع "رؤية
أنفسهم" في موقعهم الحاضر
في مسيرة الزمن.
5- قصص الخيال العلمي:
تتعامل قصص الخيال العلمي،
مع الامكانات العلمية
والتغيرات التي تحصل في
المجتمع، وهدف هذه القصص
اقتراح فروض واقعية عن
مستقبل البشر، أوعن طبيعة
الكون. وهذه القصص وثيقة
الصلة بالتطور السريع في
العالم اليوم، وهي تقوم
على التنبؤ إلى حد بعيد،
لذا تسمى هذه القصص
أحياناً قصص التنبؤ أوقصص
المستقبل أوقصص الاستباق.
6- القصص الفكاهية:
ينجذب الأطفال إلى القصص
الفكاهية بشكل ملفت للنظر،
حيث يجدون فيها وفي
الطرائف والنوادر ما
يضحكهم، وهي تعتمد على
الايحاء غير المباشر
أسلوباً، في جوبعيد عن
التوتر، وعلى هذا فهي
ليست مبعث هزل عابر، بل
هي تنير خيال الطفل
وتفكيره، وهي تتميز
بالقصر والبساطة، وتكون
عقدتها في النهاية.
رابعاً: خصائص كتاب
الأطفال:
ولمعرفة جودة الكتاب قبل
اختياره لمكتبة الصف نطرح
هذه الأسئلة حول:
1- تنظيمه العام:
ما هو هدف الكتاب؟
لأي طفل كتبه؟
هل يحترم القاعدة الصحيحة
للنوع الذي ينتمي إليه؟
هل عند الكاتب الأمانة
العلمية في سرد المعلومات؟
هل في عالم العجائب
والغرائب Le merveilleux
انسجام ومنطق ضمن
المؤلفات التي تحكي عن
الجنيات في عالم الخيال؟
2- حول القيمة النفسية
للكتاب:
هل القصة لها علاقة بعالم
الطفل ورغبات هذا الطفل؟
كيف يجيب الكتاب عن حاجات
الطفل؟
3- حول قيمة الكتاب
الأخلاقية:
هل الكتاب ينقل الدرس
الأخلاقي أم أن سياق
القصة يعلم الطفل السلوك
المتكيف؟
4- حول قيمة الكتاب
الأدبية والفنية:
هل الحبكة متماسكة،
متميزة ومثيرة؟
هل أن صفات وميزات
الشخصيات واضحة ومبينة
بالشكل اللازم؟ بأية
وسيلة توصل الكاتب إلى
ذلك؟
هل الأسلوب يتوافق مع عمر
الأطفال: واضح، بسيط،
مصور، ومتناسب مع القصة؟
هل الصور قادرة على إثارة
الحس الجمالي عند الصغار؟
وبعد اختيار الكتاب يبقى
أن نبحث في عناصر القصة
التي يحتوي عليها وكذلك
ترتيبها وصوغها:
العناصر: هي الحوادث
والوقائع التي تحاك منها
القصة ولا بد في هذه
العناصر من شخصيات وحوار
بين الشخصيات، ومن
العلاقة بين الشخصيات
أنفسهم، وكل هذه تعمل من
أجل اظهار فكرة ما...
ومراحل هذه القصة ثلاث:
المقدمة، العقدة
والحل.
1- المقدمة:
هي تمهيد صغير أومدخل إلى
القصة.
2- العقدة:
هي المشكلة التي تظهر
أثناء القصة وتحتاج إلى
حل، أوالموقف الغامض الذي
يحتاج إلى تفسير، إنها
توصل السامع إلى قمة
نشاطه الذهني.
3- النهاية، أوالحل:
تدخل نفس السامع الراحة،
فيهدأ نشاطه ويحدد موقفه
من الشخصيات، وقد يكون
هناك في القصة الواحدة
عقدتان أو أكثر.
أما صوغ القصة فيتراءى
فيه الأمور التالية:
1- التوازن بين مراحل
القصة: عدم الاسراف في
المقدمة وعدم المبالغة في
عرض العقدة، والاطاحة
بحوادثها ثم يؤخر الحل في
المواقف التي تحتاج إلى
حل سريع.
2- المحافظة على وحدة
وترابط عناصرها: عدم
التشعب في الحادثة
الواحدة حتى لا يضيع
الكاتب.
3- أن تكون الشخصيات
طبيعية بسيطة تدل على
أفعالها وأقوالها على
حقيقتها في القصص
الحقيقية الواقعية أما في
الخيالية فإن الشخصيات
غير حقيقية أوطبيعية في
سلوكها.
4- أن لا يعرض الكاتب كل
بشيء بعبارة صريحة حتى
يترك للسامع مجالاً
للخيال.
5- أن يكون الحوار بين
الشخصيات طبيعياً لا
تناقض ولا تصنع فيه.
6- أن لا ينقلب الكاتب
إلى واعظ.
7- أن تتدرج القصة في
حوادثها وتشويقها حتى
تحتفظ بانتباه المتلقي
فلا يمل مواصلتها.
8- مواصفات كتاب الطفل
المصور الجيد من حيث:
1- العنوان: يجب أن يكون
قصيراً ومبتكراً، مكتوباً
بخط واضح وكبير، وهو في
أكثر الأحيان يكون اسماً
للبطل أوالأبطال: علي
بابا وأربعين حرامي،
الأسد والأرنب، الخنازير
الثلاثة،.. الخ.
2- الغلاف: ذوألوان جذابة
وموحية، ومن الأفضل أن
يكون مصنوعاً من الورق
المقوى ومغلف بمادة
بلاستيكية حتى يسهل
استعماله وتنظيفه.
3- الاخراج: متناسب مع
النص الصغير، الألوان
موزعة على الصفحات: إن
الكتاب الذي يحتوي على
صفحة عليها صورة وثانية
سوداء ملأى بالنص لهو
كتاب غير مناسب للصغار،
هناك طريقة جيدة في الكتب
هي تلك التي تفوح من صورة
زهرها رائحة عطرة أومن
دخانها رائحة الحريق إلى
غير ذلك من الروائح
المنبعثة من الرسومات.
أما الصورة فيجب أن تكون
واضحة المعالم ولا تحتمل
عدة مفاهيم بل هي تعبر
مباشرة وببساطة عن النص.
من الأفضل أن تكون كبيرة
لأنه يصعب على الطفل
ملاحظة الصورة الصغيرة
بجميع أجزائها.
إن دور النشر تخصص اليوم
فنانين في الرسم يهتمون
بالصورة فقط وهم يحاولون
دوماً خلق الصورة الموحية
والمعبرة في ان واحد
والتي تتجاوب مع رغبة
الصغار في هذا الطور من
النمو، وقد توصل هؤلاء
الفنانون في دار نشر "dos
loisirs cole" إلى أفضل
الصور والألوان في كتاب
كان اخر ما توصل إليه
الابداع الفني هو Les
aventures d 'une petite
bullerouge.
قلنا إن الصورة يجب أن
تملأ الصفحة بكاملها، أما
الوجوه فتكون خطوطها
واضحة المعالم ومتناسبة
مع الواقع الحقيقي
لصاحبها، كما أنها تكون
مناسبة للعصر الذي يعيش
فيه الطفل وليست صوراً
مضبوبة بقوالب جامدة مضى
عليها الزمن، كل هذه
الشروط تجعل من الكتاب
تسلية وثقافة، وتبعد
الطفل عن الضجر.
لماذا هذه الصورة؟
* إنها ضرورية لأنها تمسك
بالخيال وتساعده على
التمثيل الداخلي.
* لأنها تساعد على الفهم
الصحيح للقصة، إن الطفل
يسترجعها كلما احتاج
إليها.
* لأنها تساعد على فن
العرض واغنائه لذا يجب
الغاء الصورة القبيحة.
* تساعد على تذكر النص،
وتعلم العبارات المفيدة.
وأكبر هدف من الصورة هو
جعلها تتكلم وتسرد القصة
مكان الراوي.
4- النص:
النص يجب أن يتمثل بسطر
أوسطرين لأطفال الروضة،
أما الحرف فيكون متناسباً
مع نظر الطفل، واضحاً
وكبير الحجم في البداية،
ومن الأفضل أن يكتب النص
تحت الصورة أوفوقها لأنه
ليس له أهمية في هذه
الفترة إلا في إشارة
الفضول للقراءة، فيما بعد،
أما الدور فهو للصورة
بالدرجة الأولى.
ولا بد من الاهتمام
بكلمات النص بحيث تكون
سهلة ومتبادلة في عالم
الصغار فصحى مبسطة وعامية
في الأحوال الضرورية لبعض
الكلمات فقط... وأثناء
سرد القصة تروى بأسلوب
أرقى قليلاً من أسلوب
الصغار أنفسهم فتستعمل
المفردات وألفاظ جديدة
قليلة ولكنها سريعة
الالفة والتذكر فتعطف
الكلمة الصعبة بتفسير
مباشر يثبت معنى هذه
الكلمة.
5- الحجم:
ليس هناك من قاعدة لحجم
الكتاب المتبع في الروضة
لأن الطفل يقدم على
الكتاب مهما كان حجمه
فأحياناً يحب الصغير جداً
لأنه مماثل لحجمه وأحياناً
أخرى يفضله كبيراً لأنه
يتوق إلى أن يكون كأبيه
وأمه كبير الحجم لذا فإن
دور النشر طلعت بنوع جديد
من الكتب اسمته الكتاب "العملاق"
وهو يوازي تقريباً طول
الطفل.
إذا عنده أنواع من الكتب
من المستطيل والمربع
والمستدير وكلها محببة
للأطفال.
6- الألوان:
تستهوي الألوان الزاهية
الطفل كالأحمر والأصفر
والوردي والأزرق... وهو
يبتعد عن الألوان القاتمة
كالأسود والبني الغامق.
لذا فالغلاف والصفحات
كلها يجب أن تزهو بهذه
الألوان الجذابة والمثيرة
في ان واحد.
7- العرض:
وهو يتناول الشكل العام
الذي يقدم فيه الكتاب من
الناحية الفنية للصورة
والألوان والخطوط
والتسلسل المنطقي في
العرض، وكذلك الانسجام
بين الناحية الفنية
والأدبية التي تكمل
الواحدة منها الأخرى، حجم
الصورة مع حجم النص،
علاقة الكلمات بالصورة،
عدم التكرار في وضع
الصورة في نفس المكان من
الصفحة، إظهار البشيء
الذي نريد لفت نظر الطفل
إليه بشكل واضح وكبير
التناسب بين الصورة
والحقيقة.
8- اللغة والأسلوب:
المقصود باللغة الألفاظ
وبالأسلوب التراكيب
حقيقية كانت أومجازية، أن
أسلوب الكتب العربية بشكل
عام صعب لذا على الكاتب
أن يتدنى بأسلوبه إلى
مستوى القارىء الذي يكتب
إليه: تراكيب وألفاظ سهلة
ومألوفة، لغة أرقى بقليل
من التي يستعملها الطفل...
مات بدل توفي غال بدل
ثمين، قلب بدل فؤاد...
إذاً استعمال ما خف على
السمع والنطق والفهم:
اختلاف اللغة من الحقيقة
إلى المجاز: مات الملك
أسهل بكثير من امتدت إليه
يد المنون، الرئيس محبوب
بدل من يتربع على عرش
القلوب.
يجب اختيار الألفاظ التي
تثير المعاني الحسية
كالمعبرات والمسموعات
والمتحركات والملموسات
والمذوقات... وبهذه
الطريقة تتكون الصورة
الواضحة في ذهن الأطفال.
وهناك من الأساليب ما
يشعر السامع بالموسيقى في
الألفاظ وهذه القدرة تأتي
بالفطرة والممارسة.
أما التكرار والمبالغة
فلهما وقع جيد على السامع
مثل: الغيم الأسود،
الأسود، شعر العجوز
الأبيض الأبيض وصوت
اللصوص: صو، صو، صو،
والأطفال عادة مولعون
بهذه الألفاظ وهذا النوع
من التكرار.
إن تنوع الأساليب في
القصة هدفه جذب انتباه
السامعين، وهو يوفر اللذة
في الاستماع إلى التشابيه
الموزونة لأن فن سرد
القصة هو قبل كل بشيء "فن
هي لحقيقة حية" اندريه
كليركو Andree Clerco".
فن سرد القصة:
مهما تقدمت الوسائل
التقنية في وضع الطفل
مباشرة أمام التلفزيون
أوالراديوأوالأسطوانة فإن
الدور الشفهي للقصة يجب
أن لا يهمل... على
المعلمة إذاً أن تعيد دور
راوي الزمن الغابر...
إنها تحكي القصة أمام
الصغار كما أنه
باستطاعتها استعمال
الأدوات الحديثة كالمسجلة
والراديو.
خامساً: اختيار القصة
المناسبة:
إن استشارة رغبة الطفل
بالتعلم تدفعه إلى
الاقبال عليه والإنتفاع
به وتحقيق الأهداف
التربوية المرجوة منه
وعوامل الإثارة هذه تنطلق
من ثوابت بديهية هي:
أن يشعر الطفل بحاجة
حقيقية لما يتعلمه.
أن يشبع فيه ميلاً ويسد
عنده نقصاً.
أن يناسب استعدادته
الفطرية وطبيعته
الإنسانية وخبراته
المكتسبة في هذا الإطار،
وجب على المعلم وعي ميول
الطفل وفهم حاجاته وإدراك
خصائص مراحل نموه قبل
إقدامه على اختيار القصة
الملائمة وكمثال على ذلك
نأخذ الطفل ما بين
الثالثة والسابعة من عمره
وندرس خصائصه النوعية
لنختار على ضوئها القصص
التي تحترم هذه الخصائص.
الطفل في هذه المرحلة
يمتاز ب:
الميل إلى كثرة الحركة.
حب الاستطلاع لمعالم
المحيط الذي يعيشه.
الميل إلى متابعة الحوادث
الخيالية المرتبطة
بالواقع.
الرغبة في الانتقال سريعاً
من موقف إلى اخر.
عدم القدرة على التركيز
حول حدث واحد مدة طويلة.
الميل إلى تقليد من يحب
وما يحب.
سرعة التأثر بالأشياء
المخيفة.
الاهتمام بالحاضر أكثر من
الماضي.
انطلاقاً من هذه الميزات،
ما هي قواعد اختيار القصة
المناسبة لها؟
الجواب الشافي يتحدد
بالنقاط التالية:
1- أن تنطلق القصة من هدف
تربوي نبيل، يلقى قبولاً
عند الطفل ويساعده على
اكتساب العادات السلوكية
السليمة.
2- أن تدور أحداث القصة
حول ما يألفه الطفل من
أشخاص وحيوانات ونباتات
ومظاهر وأخلاق وقيم...
على أن تمتاز هذه الأحداث
بالحيوية والحركة والحوار.
3- أن يمتزج فيها الخيال
بالواقع فالشجرة مثلاً
عنصر من عناصر الواقع
الذي يحسه الطفل، ولكن
كلامها مرفوض لدى الكبار
ولكنه مرغوب ومقبول عند
الصغار، لأنه يشبه رغبتهم
في التخيل الذي لا يبعدهم
عن الحقائق البيئية التي
تحيط بهم، فهي تخاطب ذلك
الخطاب الذي همَّ بقطعها:
تسيء إليَّ حرام عليك
أما أنا ظلٌ يقيك الهجير
4 أن تكون قصيرة ومحدودة
الأحداث حتى يستطيع الطفل
متابعة أحداثها دون ملل
أوجهد أوضغط من المعلم.
5 أن نبتعد عن كل ما يثير
الفزع والهلع كقصص الجن
والعفاريت والغيلان..لأن
هذه تثير القلق في
أحلامهم والتوتر في
يقظتهم كما تورث عندهم
صفات الخوف والجبن في
مستقبل حياتهم.
6 أن تكون ما أمكن وثيقة
الصلة بحاضر الطفل فلا
تجرّه إلى ماض لا يهتم به،
أومستقبل لا يعرف عنه
شيئاً إلا إذا كانت أحداث
الماضي تصوراً واقعاً...
أوحالة خلقية وسلوكية
لديه.
7 أن تعالج بعضها مواقف
خلقية وقضايا دينية
واداباً اجتماعية يُراد
منها أن تتجسد في سلوك
الطفل لينشأ متوازناً في
شخصيته وفاعِلاً في محيطه.
أما من الناحية اللغوية
والفنية فيمكننا اختصار
خصائص القصة بما يلي:
أن تكون فكرتها واضحة
ومنسجمة مع المستوى
العقلي للطفل.
أن تكون أحداثها وأشخاصها
ناطقين بالهدف المقصود.
أن تكون طبيعية في تسلسل
وقائعها وبعيدة عن التكلف
والتعقيد.
أن تشتمل على عقدة مناسبة
تتحدى تفكير الطفل
ليستمتع بترقب الحل.
أن تناسب في لغتها
وأسلوبها المستوى العام
للطفل.
أن توافق في حجمها عمر
الطفل ونضجه.
2- النص الأدبي وكربلاء
110
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحديث عن كربلاء في
النص الأدبي ومدى مقاربته
للقيم التي جسدتها تلك
الواقعة، لابدّ لنا أولاً
من استحضار الدعوة إلى
عصرنة وتحديث النص الأدبي
العاشورائي الكربلائي،
شعراً كان أونصاً مسرحياً
أوأي نمط اخر من أنماط
التعبير الخاصة به، وبكل
ما تعنيه مفردة "العصرنة"
أو "التحديث" من دلالة
تستوجب الاستفادة من
العناصر والتقنيات الفنية
والديناميكية في هذه
العملية، بما يحقق لنا
الوصول إلى النص الذي
يحمل سمات عاملي الزمان
والمكان، لما يفرضانه من
تأثير على طبيعة النص
الأدبي، تلك الطبيعة التي
لا تنفصل عنه إلا إذا
فصلنا النص الأدبي عن
هذين العاملين وجعلناه
يعيش زمانه ومكانه
الخاصين، وهذا ما يعني
عزل النص عن حركة الواقع.
وتنطلق هذه الدعوة كردّة
فعل طبيعي على ما يمارس
من عملية إعادة وتكرار
للنصوص التقليدية التي
تتناول واقعة كربلاء
والقيم الإنسانية التي
انبثقت عنها، حيث نجد إنّ
الكثير من النصوص التي
تحكي الواقعة، هي نصوص لا
تتعرض إلى القيمة
المعنوية التي خلفتها
ثورة الحسين، أوأنها لا
ترقى إلى المستوى اللائق
بها في فعلها الإبداعي
المفترض.
مما يرسخ حالة من القصور
في العملية الإبداعية
للنص الأدبي القادر على
إضاءة جوانب مهمة من
العقل البشري، لم يستطع
النص التقليدي أن يصل
إليها، علاوة على أنه غير
قادر على مثل هذه المهمة،
في زمن أصبحت فيه
المتغيرات جزء أساسياً من
إيقاع الحياة وشروط
الإبداع.
ومن هنا أدعوإلى إعمال
التجريب الواعي في
كتابتنا للنص الكربلائي،
لما للتراكم
التجريبي من دور في
الإسهام في العملية
الإبداعية، لأننا إنما
نسعى نحوكتابة النص
الإبداعي الأمثل، ولكون
أن الإبداع هو الحركة
المستمرة التي لا تقف عند
حدود ولا ترضى باحتلالها
لمواقع معينة في واقع
متحرك متغير.
أما بشأن النص العاشورائي
الكربلائي كفن وأدب له
خصائصه وميزاته، فإن
الحديث عن مسؤولياته
ودوره يقودنا إلى النظر
إلى القيمة التي جسدها
الحسين وأهل بيته وأصحابه
وأدوار البطولة الواعية
والتضحية المتميزة التي
قاموا بها في كربلاء.
وهذه هي نقطة الارتكاز
التي لا بد للنص
الكربلائي أن يقوم عليها،
وهذا يعني أن عليه أن
يعكس قيم التضحية والفداء
التي مثلتها كربلاء،
مستفزاً العاطفة
الإنسانية في توجيه
الفكرة والعقل، بما يخدم
الهدف الذي كتب من أجله،
خصوصاً وإن كربلاء زاخرة
بمعاني العاطفة وبمختلف
صورها. فالحسين كان حالة
وعي ويجب أن يتعامل معها
النص الأدبي بوعي مقابل.
ومن هنا تأتي الدعوة إلى
أن يدخل الأديب والكاتب
ساحةَ الإبداع في كتابة
النص وهو يحمل من مقومات
الإبداع ما يمكنّه من
إضافة ما هو جديد في هذا
المجال.
وكمثال لا يزال قائماً
بكل تأثيراته رغم انقضاء
حوالي الأربع عقود على
تأسيسه، أود الإشارة هنا
إلى النص الذي قدّمه
المرحوم الشيخ عبدالزهراء
الكعبي المشهو ر والمعروف
ب" المقتل " الحسيني، مع
الاحتفاظ ببعض الملاحظات
التي قد تتغير وتتحرك بين
ساحة وأخرى.
بالإضافة إلى جهو د أخرى
قدّمت في شأن كتابة
القصيدة الكربلائية،
لكتّاب وشعراء أبدعوا
نماذج أسهمت في بلورة
نتاج عاشورائي وكربلائي
جديد، كالشاعر الشهيد علي
الرّماحي الذي قدّم
نموذجاً لائقاً بأن يصبح
مدرسة مجدّدة وجديرة
بالمتابعة.
مع عدم إغفال ما قدّمه
وما يزال يقدّمه الشاعر
الأستاذ جابر الكاظمي في
الكثير من نتاجه الشعري
والممتد لأكثر من ثلاثين
عاماً في تجربة إبداعية
قامت على أساس التجريب
والتراكمات التجريبية
للنص العاشورائي، أوما
قدّمه الكاتب الأستاذ "عبد
الرحمن الشرقاوي" في نصه
المسرحي الشعري الحسين
ثائراً ، ولا يفوتني أن
أشير
أيضاً،
إلى النص المسرحي
الإبداعي حول الحر بن
يزيد الرياحي الذي كتبه
الشاعر العراقي "عبد
الرزاق عبد الواحد" والذي
يجعل البطل المتحرك فيه
هو ضمير الحر نفسه، حيث
يخرج من جسد الحر ليقف
أمامه ويبدأ في محاكمته
ويجرّه بالتالي إلى أن
يلتحق بالحسين نادماً،
هذا على الرغم من أن
الأخير لا يعيش الحسين
انتماءً عقائدياً، ولكنه
عاشه انتماءً إنسانياً
ومكانياً إن صح التعبير
ومع ذلك نراه أبدع ما
أبدع بشأن أدب الطف
وكربلاء في عمله هذا وفي
غيره.
ولا نستطيع هنا أن نغفل
عن السؤال القائل:
أين نحن من كل هذا؟
وماذا استفدنا من
التراكمات والتجارب
الإبداعية في كتابة النص
الكربلائي؟
وما هي الإضافات التي
قدّمناها في هذا المجال؟
إنّ علينا، ونحن نقف أمام
كل نص يتعرض لقيم كربلاء،
أن نستنطق النص ونحاكمه
ونسأله عن الجديد الذي
قدّمه أوالإضاءة التي
سلطها على القيم التي
تعرض لها، خصوصاً وإنها
قيم تختص بأمة وليس بفرد،
وإنها تشكل الوجه المعبر
عن حقيقة هذه الأمة.
كما أدعوإلى كتابة النص
العاشورائي الذي يحمل
سمات وملامح العصر ولا
يجانب حقيقة الواقعة التي
تجسدت فيها كربلاء الحسين.
وإلى تنقية هذا النص من
الشوائب التي لحقت به ومن
البناء الجانبي الذي ألحق
التشويه بالكثير من القيم
التي تختزلها كربلاء.
أما فيما يتعلق بشعر
الأطفال العاشورائي، فإنّ
لأدب الأطفال حساسية
خاصّة لا نجدها في غيره
من أنواع الأدب، ذلك أن
الطفل يؤسس للفكرة التي
يتلقاها من دون أن يشغل
فكره فيها بالشكل الذي
يقوم به من اكتمل أوقارب
أن يكتمل عنده النضج
الفكري. ومن هنا أتصور إن
علينا أن نعمل على تقوية
علاقته بالحسين " الرمز "
وكربلاء " الرمز " في
المقام الأول، من خلال ما
نقدّمه له من كلمة مبسطة،
وكلمة تحفر في الوجدان "
الفطري " والوجدان "
الطفل " ومن خلال الطرق
المحببة من لحن جميل
وأداء مميز وكلمة واعية
تبحث عن مكان لها في عمق
مشاعره، ولكن بهدوء
الواثق.
وأود هنا أيضاً أن أشير
إلى التجربة التي عشتها
أثناء طفولتي، حيث كنّا
نقيم مجالس الحسين في سنّ
الطفولة ونعني بتأسيس
المواكب الحسينية ونطلق
الشعارات في المسيرات
الخاصة بالأطفال التي
تجوب الشوارع، وأذكر
الشعار الذي كنّا نردّده
أكثر من غيره ممّا كان له
الأثر البالغ في نفوسنا،
إذ كنّا نتّشح بالسواد
تعبيراً عن الحزن ونخاطب
الزهراء سلام الله عليها
لنعزيها بمقتل ولدها عبر
هذا الشعار، ونقول لها ما
معناه : لا تبكي يا أمّ
الحسين فإن ابنك قتل "السبعين
ألفاً" مع التحفظ على
حقيقة العدد وصحته .
لكنني أريد أن أنظر هنا
إلى العلاقة التي يؤسس
لها هذا الشعار في قلب
الطفل مع هذا الحسين "الأسطورة"
الذي استطاع بمفرده قتل
السبعين ألفاً ليكبر
الطفل ويكبر معه الوعي
بأن القتل كان قتلاً
معنوياً، وأن الحسين بكى
لهؤلاء السبعين ألفاً
رحمةً يوم عاشوراء، لأنهم
سيلحق بهم العذاب بسببه،
وليكبر داخله الحسين الذي
انطلق من موقع الشعور
بالمسؤولية والعطف، حتى
وهو يقف أمام قتلته
ومحاربيه، لأنه باب من
أبواب الرحمة، ولأنه
الرمز الكبير في التضحية،
ولأنه النحر الذي مرّ
بنهر الفرات العطشان،
فروّى الفرات من دمه
وانطلق، وعندما ينطلق
الحسين الثائر والحسين
الرمز والحسين الإيثار
والتضحية والكرامة والقوة،
فإنه لا ينهزم.
على هامش المؤتمر
الشيخ محمد سبيتي
ضمن محاور غنية في طبيعة
عنوانها وعناصر مضامينها
هو استهداف الطفل بالذات
مما تمثله كعمرة وثروة
وأمل ورصيد ومتكأ ترتهن
له الأمة من تطلعاتها لغد
مشرق كريم والاهم في هذا
الحدث أوهذه الجبهة.
العمل على إعداده وصقله
بمرافد ثقافية وتاريخية
وثورية وأخلاقية لينبوعٍ
أمثلَ للإقتداء والاهتداء
كالحسين عليه السلام وأهل
بيته وصحبه وكربلاء
تحديداً على مستوى
الواقعة والحدث بكل ما
تزخر به من معاني ومكرمات
في التضحية وصدق الانتماء
والإيثار والتجرد
والإتقان وعشق الحقيقة
والفناء فيها والاستعداد
للعطاء المطلق بكل ذات
اليد لإحقاق العدالة
الإنسانية ومقارعة الظلم
والظالمين.
بعد ان قدم نائب الأمين
العام الشيخ نعيم قاسم
كلمة الافتتاحية التي رسم
فيها الإطار المبرمج
لصورة الناشئة المنشودة
وما يمكن أوما ينبغي ان
تحمله من قيم ومبادئ
وثوابت عاشوراء ضمن دراسة
موضوعية ملائمة للأطفال
والناشئة.
لتطىء كلمة الدكتور عبد
المجيد زراقط تحت عنوان "هل
تصلح عاشوراء قصة للأطفال"
جانباً رئيسياً يدخل في
جملة العوامل التي تؤسس
لبداية علمية وموضوعية
ناجحة خصوصاً حيثما مارس
في كلمته شجاعة بالغة في
انتقاد بعض النصوص وأنماط
القراءة وشكليات التداول
غير المدروسة لموضوعات
كربلاء في عاملي الزمان
والمكان والكم والنوع
وانسجام الخطاب مع
المخاطب في نقد لاذع غير
مؤلم أكثر الأحيان على
خلفية التعاطي المرائي
بدافع الغيرة والتعبير
باتجاه الصواب.
ومما أضاف إفاضة مثمنة
مطعمة بالهدوء وموصوفة
بالبرقيات المصوبة لطبيعة
القصة العاشورائية
الموجهة للأطفال.
مما جاء في كلمة الدكتورة
إيمان بقاعي تحت عنوان: "أسلوب
القصة المحكية":
حيث استطاعت بما تيسر لها
من دقائق ان تلامس الأهم
مما يجدر الإشارة إليه في
أيجاز رزين يفي بالغرض
ليكمل بعدها سماحة الشيخ
علي سليم ملمحاً اخر
ومعطىً
جديداً على علاقة وثيقة
بما يعد جزء من منظومة
الأعمال التي تشكل لحجمها
مدرسة وجدانية عاشورائية
تلقائية وتلقينية للأطفال
والناشئة وفند بذلك
المراحل العمرية وخصائص
كل مرحلة وميزاتها وما
يلائم كل مرحلة على مستوى
المادة وأسلوب الخطاب
ومواصفات الخطيب وطرائق
العرض والنعي والغة
والأدب بما ينسجم مع
القدرات الاستيعابية لدى
الناشئة
أما المحور الثالث
للأستاذة أمل طنانة فقد
أشارت فيه الأستاذة إلى
طبيعة القيم التربوية
والعقائدية والسلوكية
التي تستنهضها المجالس
العاشورائية مستوحاة من
حريم الواقعة الكربلائية
وسيرة أهل البيت عليهم
السلام حيث استعرضتها
الأستاذة بدراستها
بمنهجية ونجاح تجلى في
إيمانها العميق بسحر
اللغة العربية وجميل
بيانها وقدرتها على جذب
انتباه الأطفال وتحفيزهم
على الإصغاء حيث رفضت في
مناقشة كلمتها ان تقدم
القصيدة الشعرية
العاشورائية بأسلوب مبسط
أولغة طفولية لقناعتها ان
اللغة والطفل قادرين
بالتجربة الأكيدة على
المواثبة والملائمة
والتكيف حيث لا يحتاج
الطفل الى كثير من الجهد
ليقف على فهم المضمون
العام لصحوة القصيدة
العاشورائية ويتفاعل معها.
وقد أغنى المؤتمر فيما
أغناه دراسة مركزة لفضيلة
الشيخ فضل مخدر تحت عنوان
"الشعر في الحدث
العاشورائي" معتبراً ان
عامود الادب واللغة هو
الشعر بما يزخرف ثبات
وقوة وقدرة على التأثير
والجذب إذا ما حظي
بالملائم من مستلزمات
البلاغة ومواصفات الخطاب
المناسب في المكان
والزمان المناسبين.
لتختتم المؤتمر بكلمة
فضيلة السيد حسين حجازي
حول أطفال عاشوراء دراسة
توثيقية ليؤكد من خلالها
حضور عنصر الأطفال في
ساحة كربلاء ومبررات
حضورها ولعبها دوراً يجدر
النظر إليه بعد مزيد
أحضان على انه كعامل
اعتبار وتأسٍ شكّل الوقود
وزيت الفتيل لإبقاء
كربلاء مصباح الهدى في
طريق قلٍ سالكوه لوعورته
وسفينة النجاة لمن اهتدى
سواء السبيل...
وتمخض المؤتمر عن باكورة
توصيات هي غنية فيما
تختزنه من إشارات ودلالات
ليس أهمها إنها خلاصة
عجين التجارات والخبرات
لدى أصحابها من النخب
العلمية
العلمائية والأساتذة
الذين أثروا المؤتمر
وامضوا فيه نهاراً من لون
المقاومة ووجها أخر
لمعاقلها الأبية وعلى أي
حال فحزب الله حينما
يتداعى لمجتمع المقاومة
والممانعة لاستلهام
التاريخ والاقتداء
بأشرافه المخلدين ويتنادى
مع كل غيارى الأمة
واباتها لاحتضان الناشئة
وإنقاذها من براثن
الغزوالثقافي الدامي ولون
الانحراف والضياع وانقلاب
الصور والمعادلات واحتلال
الاولويات والقيم
والثوابت على ان تبقى
الاستقامة والفضيلة وصدق
الانتماء والولاء خطوط
الطول والعرض التي تتظافر
نسيجاً رائعاً تتجلى فيه
لوحة الخلود وروعة الأمان
ومقومات البقاء وتسقط
بهائها وإشعاعها كل
التنديدات الغبية
والتهديدات الساذجة ويسقط
معها حلم أصحابها بتسجيل
وهم أووثيقة سراب، ان
مقاومة تصنع من الموت
حياة وخلود ان مقاومة
تحبك الكفن بردة عرس
وشهادة وتحيل رغيف
الكادحين ناراً وانتصاراً
وأخيراً ان مقاومة تبقي
حبل الماضي بمناقب رجاله
على غارب المستقبل ليتصوغ
بنيته أصالة،لا محال
حاضرها انتصار ومستقبلها
انتصار وغداً لناظره قريب.
والحمد لله رب العالمين
الأستاذ علي يوسف
لم يكن أطفال الأوساط
التي تحيي عاشوراء
معزولين يوماً عن هذا
الحدث وما يقام فيه من
مجالس ومسيرات، وما يصحبه
من مظاهر الحزن. أكثر من
ذلك، لم يعد الأطفال في
غير هذه الأوساط معزولين
عن هذا الحدث وبعض ما
يقترن به، بعد انتشار
وسائل الاتصال المرئية أو
المسموعة.
فإذا كان مستحيلاً أو شبه
مستحيل عزل الأطفال
المعنيين عن مجريات
عاشوراء؟ وإذا كان تأثرهم
بتلك المجريات أكيداً أو
شبه أكيد فكيف نخرج عملية
التأثر هذه من إطار
العفوية لندخلها في إطار
التخطيط الواعي الذي يخفف
ما أمكن من التعرض لأخطار
نتائج غير مرغوب بها
ويزيد من احتمالات تحقيق
نتائج مرغوب بها ومقصودة؟
محاولة الإجابة على هذا
السؤال المحوري الشائك
وعلى ما يستبطنه من أسئلة
فرعية شائكة بدورها شكل
موضوع مؤتمر متخصص أعدت
له ونظمته الوحدة
الثقافية المركزية في حزب
الله معهد سيد الشهداء
للتبليغ والمنبر الحسيني
و أقيم في الحادي
والعشرين من الجاري كانون
الثاني 3002 في مركز
الامام الخميني الثقافي
برعاية ومشاركة نائب
الأمين العام سماحة الشيخ
نعيم قاسم.
لا ريب في ان العمل
لإخراج تأثر الأطفال
بعاشوراء من المستوى
العفوي إلى المستوى
المخطط له بوعي هو مشروع
شائك ومعقد ويتطلب
بالتالي جهوداً متنوعة
ومضنية، فالطفل ليس راشداً
صغيراً انه كينونة خاصة
تنمو ذاتياً بتأثير
استعدادات خاصة من جهة
وبالتفاعل بين هذه
الاستعدادات والبيئة
عموماً والبيئة
الاجتماعية وفي جانبها
الثقافي على الأخص من جهة
ثانية. وعلى هذا فان
التخطيط لنشاط أو أنشطة
موجهة للأطفال والناشئة
يتطلب معرفة هذه
الاستعدادات وتوزعها على
ابعاد الشخصية الجسدية
والانفعالية و الادراكية
والاجتماعية والروحية
ونمو هذه الاستعدادات
وتفتحها والخصائص التي
تكتسبها في كل مرحلة
عمرية، وكيف يمكن مساعدة
الطفل على
اكتساب المعارف والمهارات
والقيم التي نرغب في
مساعدته على اكتسابها
ليكون الراشد المرغوب به
بالمعايير المؤسسة على
نسق القيم التي نتبناه.
ملاحظتان:
لم أعرض ما تقدم، مما هو
شائع ومعروف للقول ان
منظمي المؤتمر قد طرحوا
على أنفسهم مشروعاً شاقاً
لما يتطلبه تحقيق أهدافه
من جهود مضنية ومتنوعة قد
لا تتوفر بالتنوع
والمستوى المطلوبين
وبالإمكانيات المتوافرة و
إنما لقول أن أبحاث
المؤتمر ومناقشاته
ومداخلاته قد أظهرت بوضوح
أن معظم المشاركين ان لم
نقل كلهم كانوا يحملون
هذا الهم ويعرفون صعوباته
ومشكلاته، ويدركون
متطلباته بكثير من الدقة
والوضوح.
إن ما يجعلني بوصفي
مشاركاً ومراقباً أرى
الوضع بهذه الصورة
المتفائلة أمران:
الأول: الإشكالات التي
طرحت في المؤتمر على صورة
أسئلة شكلت مداخل إما
لأبحاث أو مناقشات أو
مداخلات من مثل: أي طفل؟
ما المواقف والقيم التي
ينبغي إكسابها للأطفال
والناشئة من عاشوراء؟ ما
هي الأساليب الملائمة
لذلك؟ كيف يمكن ان نساعد
الطفل على عدم الوقوع في
الإحباط وهو يتعرف إلى
مصائر أبطال عاشوراء؟ كيف
نجعله يدرك ان انتصار
الظالم مرة لا يعني
انتصاره دائماً؟ الخ...
الثاني: التوصيات التي
نتجت عن البيان الختامي
في المؤتمر والوعد بتشكيل
لجنة لمتابعتها والتي كان
من أبرزها تكليف مختصين
بإعداد متون خاصة بمجالس
عاشوراء تراعي قواعد
التحقيق العلمي في
المضمون، ولغة الطفل
ومستوى استيعابه في
الأسلوب من دون إغفال
اهتماماته ودوافعه الخاصة
وتوسلها لتشويقه.
ونختم بالملاحظة التالية:
إن الإعداد للمؤتمر
وتنظيمه، خصوصاً في ما
يعود إلى إعطاء وقت
للمناقشة والمداخلات
يساوي ثلاثة أضعاف الوقت
المخصص للبحث تقريباً،
مما يسجل لمعدي المؤتمر
ومنظميه، لأنه جعله
مؤتمراً بالفعل حيث أفسح
في المجال للمشاركة بنقاش
أو مداخلة لكل راغب. وفي
ذلك تجاوز لما جرت عليه
العادة من تسمية مؤتمر
حيث لا يوجد إلا
المحاضرون ومستمعون. كما
يسجل لهم إشراكهم هذا
العدد الكبير من ذوي
الاختصاصات والتجارب
المختلفة: أدباء من كتاب
قصة ومسرحية وشعراء
وباحثين في التربية
وعلماء من اختصاصات
حوزوية وقراء عزاء.
وقد قام الفرع الإعلامي
بلقاء مع بعض الحضور حيث
طرح عليهم بعض الأسئلة
وحول المؤتمر ونتائجه.
سؤال موجّه للأستاذ علي
يوسف
س. هل في رأيكم أن
المؤتمر قد حقق أهدافه
المرجوة منه؟
ج. في الحقيقة، أن
الانطباع الذي كونته عن
المؤتمر، هو انطباع
إيجابي بنسبة عالية.
أولاً: لأن المؤتمر طرح
اشكالية هامة وهي كيفية
الاستفادة من عاشوراء،
وقيم عاشوراء وأحداث
عاشوراء، وأشخاص عاشوراء،
في تربية ناشئتنا على هذه
القيم، وعلى الاقتداء بها.
ثانياً: لأنه تناول مختلف
الجوانب والشروط المؤدية
إلى انجاح نوع من المجالس
العاشورائية، الخاصة
بالأطفال، فكان هنالك
كلام عن ضرورة مراعاة
مستوى مدارك الطفل،
وحاجاته، وفي مختلف
المراحل، العمرية.
حول الأساليب التي يجب
وأن تعتمد في المجالس
العاشورائية، طريقة إيصال
المفاهيم والاعتماد على
القصة، على الشعر، من هذه
الناحية أعتقد أن المؤتمر
قد حقق أهدافه من حيث أنه
شَكَّل هيكلية مبدئية
عامة لمجلس عاشورائي،
موجه إلى الأطفال.
لكن يبقى ضرورة الاستفادة
من كل هذه المعطيات
والملاحظات من أجل اعداد،
منسق أو مدير لمجلس عزاء
يُشترك فيه الأطفال
ويوجههم هو.
هذا الإعداد يتطلب إيجاد
برنامج خاص لإعداد هؤلاء،
يراعي كل ما طُرح من
ملاحظات وشروط خلال
المؤتمر.
س. ما هي الخصائص التي
تميز بها المؤتمر، وما هي
أهم المقترحات والتصورات
التي خرج بها المؤتمر من
وجهة نظرك؟
ج. أولاً: تميز المؤتمر
بنظري بحضور مكثف وواسع
ولعدد كبير من أهل
الاختصاص
في مختلف المجالات، من
قارىء العزاء إلى المربي
إلى الشاعر، إلى الأديب،
وجميع هؤلاء ساهموا بنسبة
أو بأخرى في انجاح
المؤتمر واغنائه.
تنوع الموضوعات التي كانت
تُغطي بنسبة كبيرة كُل ما
هو مطلوب لانجاح المؤتمر.
أعتقد أن أهم المقترحات
تعدد إلى المسابقة
الشعرية، التي تكون بداية،
أو أثناء قصائد أو كتابة
قصص، هذه من جملة
الاقتراحات التي يجب أن
تُضاف.
سؤال موجّه للشيخ فضل
مخدّر
س. ما هو الانطباع الذي
ارتسم عندكم حول المؤتمر،
وهل في رأيكم أن المؤتمر
حقق أهدافه المرجوة منه؟
ج. بالنسبة لموضوع
الانطباع، أستطيع القول
أنه حقق جزء من الأهداف،
بما قدَّم من وسائل
وإعداد، وإن كان بالإمكان
تطويرها، خصوصاً في موضوع
الوقت، ولكنه حقق جزء من
الغاية، التأسيس النوعي
أو الجديد لمجلس عاشورائي
خاص بالأطفال، من حيث
الفكرة والنظرة فالدراسات
والمداخلات والمقترحات،
مجموعها يمكن أن يشكل
فكرة تُعتبر انطلاقة
لمجلس حسيني، يُعنى
بالأطفال.
على مستوى الأهداف بحسب
مقررات المؤتمر ودراساته
يُمكن أن نعتبر أن
الانجاز الذي تم، كان من
المفترض أن يكون من وقت
أبعد من ذلك.
س. ما هي الخصائص التي
تميز بها المؤتمر وما هي
أهم المقترحات والتصورات
التي خرج بها المؤتمر من
وجهة نظرك؟
ج. هناك عدد من المقترحات
التي لها علاقة بالخصائص
الفنية في الأدب
العاشورائي، الخصائص
الفنية للقصة، وللأسلوب
ومَرّ مُقترح حول تشكيل
لجنة تتابع التوصيات التي
تصدر عن هذا المؤتمر،
والأفكار التي سُجلت في
بنود محاضره، وأيضاً
اقتراح المدرسة الأدبية،
التي يُمكن أن تكون نُواة،
لحركة أدبية، عامة في
العالم العربي والإسلامي،
وهي مقترحات مهمة يمكن
الاستفادة منها في
المستقبل، وتساهم في
تحقيق غاية هذا المؤتمر.
سؤال موجّه للأستاذة أمل
طنانة
س. ما هو الانطباع الذي
ارتسم عندك حول المؤتمر
وهل في رأيك أن المؤتمر
قد حقق أهدافه المرجوة
منه؟
ج. شعرت بغاية السرور
لإقامة هذا المؤتمر،
باعتبار أنه يضع الأُسس
التي يمكن أن نسير عليها
في عملنا بأدب الأطفال
والكتابة للأطفال، أعتبره
مؤتمر ناجح جداً وأعطانا
طريق مرسومة وسهلة وواضحة
من أجل النهوض بأدب
الأطفال، وخاصة الأدب
الملتزم والعاشورائي.
تحققت الأهداف بنسبة
كبيرة جداً لأننا استطعنا
الخروج من هذا المؤتمر
بقناعات جديدة وتحديد
لأسلوب التفكير والعمل.
س. ما هي الخصائص التي
تميز بها المؤتمر وما هي
أهم المقترحات والتصورات
التي خرج بها المؤتمر من
وجهة نظرك؟
ج. الخصائص التي تميز بها
المؤتمر أولاً: التنظيم
من حيث الشكل.
ثانياً: المضمون العميق
للمفاهيم التي قُدمت
وطرحت.
ثالثاً: توزيع الاختصاص،
اعطاء كل موضوع باختصاص
مُعين بحيث أنه أغنى
العمل والفكرة والموضوع.
أهم المقترحات كانت الخطة
والمنهجية التي قُدمت
لمجموعة كبيرة من الأدباء
والشعراء كانوا موجودين
في هذا المؤتمر، لا يمكن
أن يخرج أحدهم إلا بفائدة
كبيرة وسيكون هو نواة
ليعُمم الفائدة خارج
المؤتمر، وهو موضوع مهم
جداً ومفيد جداً.
سؤال موجّه للأخت رباب
الجوهري
س. ما هو الانطباع الذي
ارتسم عندكم حول المؤتمر
وهل في رأيكم أن المؤتمر
حقق أهدافه المرجوة منه؟
ج. هذا المؤتمر يعتبر
بارقة أمل جديد، نعلم أن
المجالس بدأت منذ زمن
طويل ولكنها بدأت فردية.
ويكفي فكرة تثبيت إقامة
مجلس عاشورائي للأطفال
والناشئة يبدو أنه هدف
عظيم.
س. ما هي الخصائص التي
تميز بها المؤتمر وما هي
أهم المقترحات والتصورات
التي خرج بها المؤتمر من
وجهة نظرك؟
ج. هذا المؤتمر توفرت له
شروط ينبغي له النجاح
بشروط وجود ذوي كفاءة
عالية، متخصصون، قراء،
شعراء.
في مقترح تثبيت وجود قارىء
عزاء مختص للأطفال، مقترح
جيد. ليتكلم مباشرة مع
ذهن الطفل، وهذا ما نصبو
إليه.
سؤال موجّه للدكتور هاشم
عواضة
س. ما هو الانطباع الذي
ارتسم عندكم حول المؤتمر
وهل في رأيكم أن المؤتمر
حقق أهدافه المرجوة منه؟
ج. المؤتمر في موضوعه عن
المجالس الحسينية وتربية
وبناء أطفال وجيل حسيني،
لا بد أن يكون إيجابياً.
مجرد طرح الموضوع واجتماع،
أناس من أهل الخبرة
والاختصاص للتفكير بهذا
الموضوع، أعتبره انجازاً.
بالنسبة لتشكيل اللجان
وطرح التصورات بالمرحلة
القادمة، تُنجز بكامل
النجاح.
س. ما هي الخصائص التي
تميز بها المؤتمر وما هي
أهم المقترحات والتصورات
التي خرج بها المؤتمر من
وجهة نظرك؟
ج. لفت نظري بالمؤتمر
التنظيم، وتوثيق كل
الكلمات وتنظيمها
الاجراءات العملية
المباشرة، سننفذ إن شاء
اللَّه متون لهذا الموضوع،
ندرس القيم التي سنعطيها
للناشئة، ننشىء قراء
مجالس للأطفال ومن
الأطفال أنفسهم، وهي فكرة
جيدة.
سؤال موجّه للأخت جميلة
مصطفى
س. ما هو الانطباع الذي
ارتسم عندكم حول المؤتمر
وهل في رأيكم أن المؤتمر
حقق أهدافه المرجوة منه؟
ج. أولاً أشكر القيمين
على هذا العمل ويمكن أن
أصف هذا المؤتمر بالإنجاز،
أولاً ضروري من حيث
المبدأ وثانياً قيِّم من
حيث النتائج.
من حيث الأهداف من ناحية
نظرية لعله حقق الأهداف
لكن من ناحية عملية، فبعد
المؤتمر.
س. ما هي الخصائص التي
تميز بها المؤتمر وما هي
أهم المقترحات والتصورات
التي خرج بها المؤتمر من
وجهة نظرك؟
ج. من حيث الخصائص الحضور
لأصحاب الاختصاص، الحضور
المتنوع، شعراء، أدباء،
ذوي اختصاص.
ومسألة التوثيق والكلمات
المكتوبة.
ومسألة التنظيم والدقة في
التنظيم.
من حيث المقترحات، اقتراح
الكتاب لفت نظري لأن
موضوع المجلس يستفيد منه
عدد محدد، والمدرسة
الأدبية كذلك، أما الكتاب
فيستفيد منه عدد أكبر.
سؤال موجّه للشيخ محمد
سبيتي
س. ما هو الانطباع الذي
ارتسم عندكم حول المؤتمر
وهل في رأيكم أن المؤتمر
حقق أهدافه المرجوة منه؟
ج. في البداية مجرد أن
ترى هذه الخطوة النور
فبحد ذاتها خطوة مباركة،
ومن المفترض أن يترك
انطباعاً عند كل إنسن
غيور على الإسلام
والتاريخ الإسلامي وسيرة
أهل البيت عليهم السلام
يُفترض، أن يترك ذلك
انطباعاً إيجابياً،
وترتفع معنوياته على أن
هناك خطوات لاحقة.
بالنسبة للأهداف المرجوة
فهو مرهون بالخطوات
اللاحقة التي وعدنا بها
الأخوة الذين من المفترض
أن يتبنوا ما أتحفنا به
الاخوة والأخوات.
س. ما هي الخصائص التي
تميز بها المؤتمر وما هي
أهم المقترحات والتصورات
التي خرج بها المؤتمر من
وجهة نظرك؟
ج. بالنسبة للخصائص، هو
أن طبيعة أي مؤتمر في
بدايته أو بعنوان جديد لا
بد أن يكون فيه مجموعة من
الثغرات، أو التلكودات من
خصائص هذا المؤتمر أنها
خلت نوعاً ما من السقطات
التي لا ينجو منها عادة
مؤتمر من المؤتمرات،
خصوصاً إذا حمل عنواناً
أولياً، يتيماً، لم يسبقه
إليه أحد. أصل أن تطرح
الفكرة هذا نجاح، إقامة
المؤتمر لهذا الموضوع
نجاح، نوعية الحضور موفقة،
نوعية المداخلات
الموضوعية، والنقاش
الموجه، جعل المؤتمر يأخذ
طابع جدي وحماسي، وموضوعي.
والمقترحات والتصورات
التي خرجت بالبيان
الختامي أرى أنها إذا
استتبعها خطوات، ورأت
النور وأخذ الأخوة في
اللجنة الموضوع بالشكل
الجدي، سيكون هناك مجموعة
أمور نُتحف بها جيلنا
ونحن نستطيع أن نقول أننا
في هذا المؤتمر أولاً
واخراً استطعنا أن نُدخل
السرور على قلب صاحب
العصر والزمان عجل الله
فرجه الشريف لأنه سيكون
خطوة تمهيدية فعلية في
ثأره المبارك لأن المؤتمر
يحمل عنوان عاشوراء
وعاشوراء تُمثل في ثورة
الإمام الحجة عجل الله
فرجه الشريف تُمثل الثأر
والعنوان فإذا استطعنا أن
ننشىء له جيلاً مُمهداً
واعياً، يعيش عاشوراء
شكلاً ومضموناً قلباً
وقالباً، فإن بذلك قد
خطونا خطوة كبيرة في طريق
التمهيد، ولكم الأجر
والثواب.
|